Ch26 بانغوان
ألقى وين شي باللوم جانبًا، وأغلق الخط بسرعة خاطفة
فعل ذلك بسرعة كبيرة حتى إن شيا تشياو لم يتمكّن حتى من الاستيعاب
ولولا أنّ ملامح وين شي بدت باردة كعادتها،
وأنه لا يتصرّف بهذه الطريقة مع الآخرين،
لبدأ شيا تشياو يظنّ أن ' أخاه الأكبر ' في الواقع ماكرٌ أكثر مما يظهر
أعاد شيا تشياو هاتفه بصمت إلى جيبه، وأثنى :
“ غا ، صرت تعرف كيف تغلق الخط على أحد الآن .”
وين شي يحمل القطة التي تكوّنت بسبب ارتعاشة يده، وقال بسخرية :
“ هل أنا غبي برأيك ؟”
لوّح شيا تشياو بيديه على عجل : “ لا لا لا، لم أقصد ذلك !
كنت فقط أقصد أنّه ذكي منك أن تتعلّم هذا رغم أنك لم
تستخدم هاتفًا من قبل .”
حدّق فيه وين شي بلا تعبير
شيا تشياو: “…”
شيا تشياو: “ كنت مخطئًا .”
اعترف بخطئه بجدية ، ثم سأل بلطف:
“ بالمناسبة غا ، ألا يجدر بنا أن نشتري لك هاتفًا لاحقًا ؟”
لم يُبدِ وين شي اهتمامًا كبيرًا :
“ ومَن الذي سأُراسله أصلًا ؟”
تجمّد شيا تشياو في مكانه
وفجأة أدرك أنّ وين شي لا يملك في هذا العالم أشخاصًا كُثُر يمكنه التواصل معهم
كل من كان يعرفهم قد ماتوا منذ زمن ، ولم يبقَى سواه ،
آخر نسلٍ للعائلة ، ورغم أنه يناديه “غا”، إلا أنّ معرفتهما
الحقيقية لم تدم طويلًا… وهو أيضاً ليس إنسانًا كاملًا
أحسّ شيا تشياو بالألم ولام نفسه { لساني الطويل… لا بد أنني لمست جرحه }
لكن وقد انطرح السؤال بالفعل ، بدا أسوأ أن يتركه بلا جواب
فبدأ يتفلسف:
“ الموضوع أكبر من المكالمات يا غا . هل تظن أنني أمتلك
هاتفًا لأجل الاتصال فقط؟ خطأ .
من أصل أربعٍ وعشرين ساعة ، أستطيع أن أقضي ست
عشرة منها على الهاتف .
يمكنه أن يفعل أي شيء أريده ، من الاتصال والردّ ، وحتى
كل ما يخطر ببالك .”
وين شي: “؟”
رأى شيا تشياو أنّ أخاه قد انخدع ببعض كلامه
وقبل أن يجيب ، بادر سريعًا بالخلاصة :
“ باختصار ، هذا كنز ، ويستحق أن يكون معك .”
لكن وين شي التقط النقطة الجوهرية فورًا :
“ كم ثمنه ؟”
شيا تشياو: “ ممم……”
وين شي: “ لن نشتريه . لا نملك مالًا .”
فقفز شيا تشياو يقول حالًا:
“سيكون لدينا مال بعد أن ينتقل الرئيس شيه للعيش معنا .”
————-
وهكذا ، ورغم أن شيه وون لم يفعل شيئًا البتة ،
وجد نفسه مُثقَلًا بخطيئة حياة صغيرة بريئة ' القطة '
وبثمن هاتف بريء
وما زاد الأمر ، أنّه قبل أن يحلّ عطلة نهاية الأسبوع حتى،
تلقّى شيه وون وابل مبالغ فيه من التحيات من ' تلميذ آل شين الثاني ' — أربع مكالمات كاملة
و جاءت الأخيرة مساء يوم الجمعة
لم يكن الوقت متأخر ، ومعظم الناس قد انتهوا للتو من العشاء
كان شيا تشياو يريد فقط أن يؤكّد مع شيه وون موعد اللقاء في الغد
رنّ هاتف شيه وون طويلًا حتى أجاب أخيرًا ،
لكن لم يكن المُجيب هو شيه وون، بل لاو ماو
لسببٍ ما، جاء صوت لاو ماو منخفضًا للغاية، وكأنه كان قلقًا من أمرٍ ما
تفاجأ شيا تشياو:
“ العم لاو ماو ما الأمر؟ أين الرئيس شيه؟”
في هذه اللحظة ، كان وين شي جالسًا على أريكة غرفة المعيشة ، وقد ثنى ساقيه
برنامج ترفيهي صاخب يُعرض على شاشة التلفاز
ورغم أن نظره بدا مُثبَّتًا على الشاشة وكأنه يتابع العبارات
الغريبة التي لم يألفها، إلا أن تركيزه الحقيقي كان منصبًّا على شيا تشياو
وما إن سمع سؤال شيا تشياو حتى رفع رأسه ونظر إليه
عندها ، وبشيءٍ من التفكير ، حوّل شيا تشياو المكالمة إلى مكبّر الصوت
خرج صوت لاو ماو مترددًا عبر الهاتف :
“ الرئيس … الرئيس مشغول قليلًا .”
وين شي { مشغول مجددًا ؟ }
و تذكّر الموقف في معرض شيبينغ آخر مرة —-
حينها قال شيه وون أنه يشعر بالبرد ولا يريد الخروج
لمقابلة الناس ، ولهذا طلب من لاو ماو أن يصرف الزوار بتلك الحجة ،
{ لكن … لم يكن بحاجة للخروج كي يجيب على مكالمة هاتفية، صحيح؟
يا له من أمر غامض }
وعلى الطرف الآخر ، جاء صوتٌ بعيد إمّا لـ التوأم داجاو أو شياوجاو :
“ لاو ماو تعال بسرعة ، ماذا تفعل ؟”
: “ أجيب على مكالمة .” أسرع لاو ماو بالنزول إلى الطابق
السفلي ، وكانت الدرجات الخشبية تصدر صريرًا تحت
قدميه ثم خفّف خطواته بحذر
: “ هذا مِن مَن ؟” و نقر لاو ماو بلسانه
على الأرجح لامس إصبعه ميكروفون الهاتف دون قصد،
فتشوّش الصوت وتحوّل الحديث اللاحق إلى تمتمة مبهمة لا يمكن تمييزها
بدا الجو في الطرف الآخر غريب ، وكأنهم يتحدثون بحذرٍ شديد وتحفّظ
خُيّل إلى وين شي أنه سمع اسمه يتردّد هناك ،
لكن كان الصوت خافتًا وغامضًا للغاية
و في الوقت نفسه ، شعر أنه ربما توهّم ؛ ففي النهاية ، لم يخبر أي أحد آخر باسمه
وبعد فترة من الضجيج والارتباك ، عاد صوت الحركة من المكالمة ،
ثم رفع لاو ماو الهاتف إلى أذنه من جديد وقال بصوتٍ خافت :
“ أعتذر حقًا ، قد أضطر لإزعاجكم بمحاولة الاتصال مرة أخرى لاحقًا —”
لكن صوت منخفض وعميق قاطعه بهدوء :
“ لاو ماو أعطني الهاتف .”
لقد كان شيه وون —
ارتبك لاو ماو وقفز مفزوعًا وهو يتمتم: “ آه يا إلهي.”
وبعد لحظة طويلة تمالك نفسه وقال:
“ الرئيس … لقد استيقظت بالفعل ؟”
: “ مم ...” أجابه شيه وون وهو يأخذ الهاتف :
“ عد إلى عملك الآن .”
تنهد لاو ماو تنهيدةً مستسلمة وانسحب مسرعًا
قال شيه وون : “ مرحبًا .”
صوته لا يزال مبحوح قليلًا ، خالي من أي نبرة ،
وبما أنه لم يكن مبتسم ، لم يبدُ ودودًا على الإطلاق
: “ الرئيس شيه…” تراجع شيا تشياو بشكلٍ غير مفهوم
ثم ألقى نظرة مترددة على وين شي ثم دفع ' البطاطا الساخنة ' نحوه : ( توريطه بشيء ما )
“ أم… وين غا هو من يبحث عنك .”
وين شي: “…”
{ ربما فعلاً هذا الأحمق شيا تشياو قد ملّ من الحياة فعلًا ويريد إنهائها ! }
لم يكن مستعد ، وقع الهاتف في يد وين شي في اللحظة
التي سأل فيها شي وون : " هل أخوك بجانبك ؟"
فقال وين شي ببرود : " أنا هنا .
أما هو فقد رحل منذ زمن طويل ."
أثار ردّه متعة في شيه وون، فضحك بخفّة
وبمجرد أن أوقف وين شي وضع مكبّر الصوت وقرّب
الهاتف بأذنه ، انسابت تلك الضحكة الدافئة والعميقة قريبًا جدًا ،
وكأن شيئًا لطيفًا ورقيقًا لامس داخله وداعبه
على شاشة التلفاز ، الممثلون في البرنامج الترفيهي
يخوضون نقاشًا صاخبًا
بدا الصوت فجأة مزعجًا للغاية ، فأمسك جهاز التحكّم وأطفأ التلفاز
قال وين شي بعد أن خيّم الهدوء حوله :
“ قال لاو ماو إنك كنت مشغولًا مؤخراً ؟”
أجابه شيه وون بتكاسل: “ مم.” ثم أضاف بعد لحظة:
“ لم أكن مشغولًا حقًا ، بل كنت نائمًا .
مزاجي سيئ جدًا حين أكون نائم ، لذا لا يجرؤون على إيقاظي .”
تذكّر وين شي الأجواء الحذرة المتوترة التي شعر بها عبر
الطرف الآخر من الهاتف قبل قليل، وفكّر :
{ إلى أي حد يمكن أن يكون مزاجه سيئًا ؟ }
شرد قليلًا في أفكاره، فسادت المكالمة لحظة صمت
لكن المدهش أنّ شيه وون لم يستعجله أو يضغط عليه
لمعرفة سبب اتصاله، بل اكتفى بالاستماع
أسرع شيا تشياو نحو الثلاجة، التقط علبتي حليب، وقدّم
واحدة إلى وين شي اعتذارًا صامتًا ثم همس له:
“ متى سيأتي الرئيس شيه غدًا ؟”
عندها فقط انتبه وين شي وسأل عبر الهاتف:
“ في أي وقت ستأتي غدًا ؟”
شيه وون: “ فلنجعلها بعد الظهر .”
⸻
قال إنه سيأتي بعد الظهر ، لكن حين وصل كان المساء قد حلّ بالفعل
بعد انقضاء عاصفة المطر التي استمرّت عدة أيام ،
ارتفعت درجة الحرارة في نينغتشو إلى مستوى آخر ،
وصلت إلى قرابة ثلاثين درجة مئوية
وين شي يكره الحرّ ، لذا ضبط جهاز التكييف على درجة منخفضة جدًا ؛
برودة تجعل من الممكن أن تلتفّ ببطانية بينما تقضم ايسكريم
وبمجرد أن دخل شيه وون إلى المنزل ، ضحك
إحساس شيا تشياو الداخلي أخبره أن تلك الضحكة نابعة من الغضب
شيه وون:
“ هل تنويان صنع شتاء مبكّر داخل المنزل ؟”
أجابه وين شي باختصار :
“ الجو حار ...” ثم ألقى نظرة متفحّصة على شيه وون:
“ ولِمَ ترتدي ملابس أكثر من التي كنت ترتديها قبل أيام ؟”
شيه وون لا يزال يرتدي تلك القفازات السوداء، ومعصمه
مُزيّن بأساور خرزية معقّدة ،
وفي يومٍ حار رطب كهذا ، يرتدي قميص رسمي وبنطالًا طويل ،
وفوق ذلك يحمل سترة على ذراعه
على خلاف سترته السوداء التي اختفت في المرة السابقة،
كانت هذه السترة حمراء لامعة
قال مازحًا:
“ لأني توقّعت أنك تخطّط بخبث لتجميدي حتى الموت هنا .
أليس من حقي أن أُحسن التصرّف لأجل بقائي ؟”
جلس على الأريكة وهو يلبس سترته أيضًا
عادةً من يرتدي مثل هذا اللون في هذا الفصل يعطي
انطباعًا صاخبًا ومُربك
لكن شيه وون كان استثناء — فاللون بدا وكأنه خُلق خصيصًا ليناسبه
ربما كان السبب أن ياقة السترة كشفت عن جزء من قميصه
الأبيض الناصع،
أو ربما لأن هذه الدرجة من الأحمر بالذات استطاعت أن
تُحيّد تمامًا تلك الهالة الثقيلة المريضة التي تحيط به.
تجمّد شيا تشياو من الدهشة
لم يستعد رباطة جأشه إلا حين أخرج شيه وون قلمًا من
البرطمان الموضوع على طاولة القهوة وطرق به بخفة على
سطح الطاولة الحجري
سارع شيا تشياو إلى غرفته، وأحضر بضع أوراق
قال وهو يضعها أمامه:
“ هذا هو العقد . الرئيس شيه تفضّل بمراجعته .”
ثم جرّ كرسياً صغيراً قابلاً للطي ، وجلس على الجانب الآخر
من طاولة القهوة ، ممسكًا بقلم أيضًا :
“ غا هل تريد أن تأتي لتقرأه ؟”
ردّ وين شي ببرود :
“ لا، أنتما اهتما بالأمر هذا .”
ثم مال إلى الأمام وجلس على الطرف الآخر من الأريكة،
في المكان الأقرب إلى فتحة المكيّف
و استحوذ على كل الهواء البارد ، متكاسلًا وهو يعبث بحافة
أذنه متقمصًا دور المشرف
بما أنهم قد دخلوا أقفاصًا معًا من قبل،
فقد كان العقد مجرّد إجراء شكلي
راجع شيا تشياو المعلومات مع شيه وون ، الذي أجاب بعبارات موجزة
استمع وين شي إلى حديثهما قليلًا ، لكن بصره الجانبي كان
ينجذب لا إراديًا إلى تلك اللمحة من اللون الأحمر ؛ وعندما
كان شيه وون يتكلم ، كانت الخطوط الواضحة لفكه تتحرّك
صعودًا وهبوطًا
و للحظة ، اجتاحه ذاك الإحساس القوي بالديجا فو
يلامس قلبه بخدشٍ خفيف
أنزل وين شي نظره ولمس حنجرته ، ثم نهض بعد ثانية
وهو يجرّ نعليه بصوت مرتفع
فتح الثلاجة وبحث فيها حتى عثر على علبة كوكاكولا
فتحها وارتشف منها جرعات كبيرة ثم التفت ، ليكتشف أن
شيه وون قد حوّل بصره عن الطاولة إلى وين شي في
لحظة لم ينتبه إليها
توقّف وين شي في منتصف حركة إمالة رأسه لشرب الصودا
ألقى نظرة جانبية سريعة ، والتقت عيناه بعيني شيه وون
وبعد لحظات —- عاد إلى غرفة المعيشة وهو لا يزال
ممسكًا بالكوكاكولا
التقط جهاز التحكّم وأطفأ المكيّف ، ثم سأل شيه وون، الذي كان قد أبعد نظراته :
“ ماذا تريد أن تشرب ؟”
اتجهت نظرات شيه وون إلى العلبة في يد وين شي :
“ هل كل الخيارات باردة هكذا ؟”
كان شيا تشياو مشغولًا بملء خانة عدد الغرف وقيمة الإيجار ،
لكنه رفع رأسه بدهشة عندما سمع ذلك ،
متسائلًا في نفسه كيف تحوّل الحديث فجأة إلى موضوع المشروبات ،
وين شي:
“ يوجد ماء دافئ أيضًا .”
ابتسم شيه وون وهو يعيد تركيزه على الطاولة:
“ هل ستسكبه لي بنفسك ؟”
ثم أشار إلى الرقم [ 1 ] الذي كتبه شيا تشياو وصحّحه:
“ هذا خطأ ، أنا سأستأجر الغرفتين معًا .”
شيا تشياو: “هااا؟؟؟”
شيه وون: “ ألم تُعرض الغرفتين في الطابق الثاني للإيجار؟
سأأخذهما معًا .”
ابتلع وين شي ردّه الساخط بـ ' صبّه بنفسك ' داخل حلقه ،
و بعد لحظات ، ظهر كوب من الماء الساخن بدرجة الحرارة
المناسبة على طاولة القهوة ~~~
كان شيه وون متفاجئًا قليلًا
رفع رأسه عندها سمع وين شي يتمتم : “ بالنيابة عن المال ~ ”
بعد ذلك ، غادر وين شي حاملاً علبة الكولا الخاصة به
راقب شيه وون ظل وين شي الطويل وهو يلتف حول
الزاوية ، يدخل غرفة نومه ويغلق الباب
مرت ثانية ثم صدر صوت صفير خافت من الداخل ،
على الأرجح لأنه شغّل المكيّف في غرفته
سحب شيه وون بصره ، ونزع غطاء القلم ليوقع اسمه على
الصفحة الأخيرة من العقد — وعندما أنهى، قال بصوت خافت :
“ من أين تعلم أن يكون بخيلًا هكذا ؟”
شيا تشياو لم يسمع بوضوح : “ تعلم ماذا ؟”
: “ لا شيء ….” وضع شيه وون القلم جانبًا ، ثم رفع الكوب
الزجاجي وارتشف منه قليلاً ، وقال ببطء:
“ لم أكن أتحدث عنك .”
: “ أوه ….” بدون وجود وين شي بجانبه ، شعر شيا تشياو
ببعض الخوف من شيه وون ،
فكان مطيعًا جدًا ومحترمًا :
“ الرئيس شيه يمكنك الانتقال اليوم إذا أحببت .”
أكد شيه وون مجدداً : “ إذن الطابق الثاني بأكمله ملكي الآن صحيح ؟”
: “ صحيح.” أجاب شيا تشياو بصراحة شديدة
: “ سأطلب منهم تعبئة أغراضي وإرسالها .
قد يكون ذلك … كثيراً بعض الشيء .”
فهم شيا تشياو معنى ' بعض الشيء ' بعد أن جاء لاو ماو
والبقية ليلاً مع شاحنة كبيرة ———-
تفاجأ وين شي من داخل غرفته بصيحات “ هاي-هو هاي-هو” التي تُسمع من الطابق العلوي
كان عمال النقل في منتصف نقل جسم ضخم ملفوف
بالحرير الأحمر إلى الطابق العلوي…
خرج وين شي من الطريق ورأى شيه وون متكئًا عند مدخل
المطبخ ، ذراعيه متقاطعتين
: “ ماذا أحضرت بالضبط ؟” سأل و حاجباه عابسان
: “ شجرة .” قال شيه وون
صُدم وين شي : “ ماذا ؟”
كرر شيه وون : “ شجرة .”
وين شي : “… هل تستأجر غرفة لشجرتك؟” { هل أنت مجنون؟ }
“لا تشتم الناس سرًا ~ ...” برمشة واحدة ، فهم شيه وون
ما كان يفكر فيه وين شي،
وابتسم وهو يقف بجانب الباب
“ ألم ترها من قبل ؟ إنها الشجرة نفسها من الطابق الثاني
في معرض شيبينغ ،،،
و إذا كانت تناسب المعرض ، فلا مانع أن تتناسب هنا أيضًا .”
سرعان ما أدرك وين شي أنه قد سبّ شيه وون مبكرًا جدًا
بعد الشجرة —- ، وصلت كومة من الصخور والاحجار
الزخرفية بمقاسات مختلفة ، أزهار ونباتات ،
أعشاش لبعض الكائنات غير المعروفة ،
و… سلحفاة صغيرة — لا بل اثنتان
هذا بالكاد يمكن اعتباره نقلًا ؛ كان بمثابة زرع كامل للطابق
الثاني من معرض شيبينغ في منزلهم ——
من خلال هذا الإعداد ، كاد وين شي يظن أن شيه وون
يستعد للتخلي عن معرضه والهروب
لحسن الحظ، لم يقم بنقل أغراض الطابق الأول بعد وتمكن
من الحفاظ على بعض صورة صاحب المعرض
بحلول الوقت الذي انتهى فيه كل شيء من النقل ، كان
الوقت قد تجاوز العاشرة مساءً
قام لاو ماو بدفع أجرة عمال النقل وتكاليف استئجار الشاحنة ، ثم دخل المنزل ،
و بطنه المستدير يتأرجح ، برفقة داجاو وشياوجاو
اصطفوا مطيعين بجانب المدخل ، ينظرون إلى وين شي
وشيا تشياو بعيون مندهشة
شعر شيا تشياو برعب شديد
ألقى وين شي نظرة نحو الطابق الثاني
على الرغم من أن شخصًا معينًا أحدث ضجيجًا غير عادي أثناء النقل ،
إلا أن الدرابزين ، والجدران ، والأرضية كلها
كانت سليمة تمامًا
لم يكن هناك أي خدوش أو تآكل ، كما أن الأرضية نظيفة جيدًا
بالطبع كان لاو ماو والتوأم هم من قاموا بترتيب وتنظيف المكان
أما شيه وون __ الذي بدا وكأنه لم يقم بأي عمل شاق من قبل ،
فقد اختار بلا خجل أن يراقب وهو مطوي الذراعين
وعندما انتهى كل شيء ، نفض بعض الغبار غير الموجود عن كُمّه
تحقق وين شي : “ هل تم نقل كل أغراضك إلى الطابق الثاني الآن ؟”
فكر شيه وون قليلًا وقال: “ لا، يتبقى ثلاثة أشياء لم تُنقل بعد .”
تفقد وين شي المكان : “ أين هي ؟”
أشار شيه وون بجانب الباب
نظر وين شي فرأى—لاو ماو، وداجاو ، وشياوجاو
قال مستغربًا: “ غرفة واحدة لك ولـ لاو ماو
والأخرى لـ داجاو وشياوجاو ؟”
{ هل كان رئيسهم كريمًا إلى هذا الحد ليشارك غرفة مع أحد موظفيه ؟ }
شيه وون: “ لا، سأبقى وحدي .”
زاد استغراب وين شي
صمت طويلًا ، وفي النهاية لم يستطع كبح نفسه: “غرفة
واحدة لك فقط، والغرفة الأخرى لـ لاو ماو والبنتين ؟”
شيا تشياو: “؟؟؟”
الأربعة المستأجرون ، بقيادة شيه وون، بدا أنهم لم يفكروا
في هذا السؤال من قبل
وبعد أن أشار وين شي إلى الأمر ، بدت تعابير وجوههم فارغة للحظة
كان هذا غريبًا جدًا
لم يستطع شيا تشياو إلا أن يسأل: “ كيف كانت ترتيبات معيشتكم قبل النقل هنا ؟”
شياوجاو : “ طالما لدينا أعشاش ، فهذا يكفينا .”
صفعت داجاو أختها وقالت : “ على أي حال ، بغض النظر
عن حجم المكان ، فهو مجرد سطح للنوم عليه .
حتى الكرسي القابل للاستلقاء يمكن أن يكون سريرًا إذا
اجتهدت بما فيه الكفاية .”
لم يتحمل شيا تشياو الاستماع أكثر : “ إيه… يوجد أيضًا
غرفة مكتب صغير في الطابق العلوي . إذا سحبتما الأريكة ،
يمكن تحويلها إلى سرير .”
قالت الفتاتان على الفور: “ هذا مناسب ، لنقم بذلك .
أنت ذكي جدًا ! أرأيت ؟ ألا يوجد لدينا أماكن كافية الآن ؟”
احمّر وجه شيا تشياو من مدحهما
أضاف لاو ماو : “ في هذه الحالة ، سنكون في حاجة إلى مساعدتكما في الوقت الحالي، نرجو أن تعتنيا بنا ”
لوح شيا تشياو بيديه قائلاً : " لا عليك ، هذا هو دورنا "
شعر الجميع ببعض التعب بعد ليلة مزدحمة إلى هذا الحد
كان شيه وون على وجه الخصوص شاحباً قليلًا ويبدو شديد النعاس
و بمجرد أن تم تجهيز المكان بشكل أو آخر ، انفصلوا كلٌ إلى غرفته الخاصة
كل طابق يحتوي على حمام خاص به، فكان الأمر أشبه بأنهم
يعيشون في عالمين مختلفين بعد إطفاء الأنوار ،
دون أن يزعجوا بعضهم البعض كثيرًا
عندما استلقى شيا تشياو على سريره ،
شعر وكأن هذا اليوم قد مر بطريقة غير معقولة إلى حد ما؛
الفيلا التي كانت فارغة في الأصل صارت ممتلئة بالناس فجأة ،
وكان الأمر أشبه بالحلم ،
خطرت له فكرة غريبة قبل أن يغفو — { لسبب ما ….
بدا هذا الشعور وكأنه منتظر منذ وقت طويل … }
……
بالمقارنة مع شيا تشياو، لم ينام وين شي بسرعة
وبينما يستمع إلى صوت الخطوات في الطابق العلوي، غرق في أفكاره
مؤخرًا ، قد فكّ قفصين متتاليين وحلّ طاقة سوداء حاقدة
وعدوانية لثلاثة أشخاص
ونتيجة لذلك، حدثت بعض التغيرات في جسده
في الواقع، كان عملية التحلل نفسها خطيرة جدًا بحد ذاتها
كلما كان الشخص أنقى ، كان من الأسهل عليه حلّ تلك الأشياء
ولهذا السبب كان أقدم البانغوان يبذلون قصارى جهدهم
ليجعلوا أنفسهم أنقى بأرواح صافية ، عبر مسارات أكثر
صرامة من أي وقت مضى
و انخفض عدد الأشخاص الذين يتصرفون بهذه الطريقة في الأجيال اللاحقة ،
لأنه كان صعب التحقيق للغاية
خاصةً في الأجيال الأخيرة ، من الطبيعي أن يتزوج البانغوان
وينجبوا أطفالًا ، ولم يعودوا يسلكون مثل هذه المسارات القاسية
على الرغم من أن أرواحهم أنقى من الأشخاص العاديين ،
إلا أنهم لا يمكن مقارنتهم بأسلافهم
وخلال عملية التحلل ، أيضًا يتحملون مخاطر أكبر
إذا نجحوا ، فإن الأشياء المتبقية بعد التحلل تصبح جزءًا منهم
هذا يجعلهم أقوى وأنقى تدريجيًا، ويمد في عمرهم
يمكن اعتبار ذلك نوعًا من التدريب الروحي
وبمجرد أن يصل تدريبهم إلى مستوى معين ، يصبحون شبه خالدين
لكن إذا فشلت عملية التحلل ، فإن الطاقة الشريرة التي
تنتقل إليهم تصبح جزءًا منهم فعليًا
وهذا ما يُسمى التآكل أو التلوث ——
وإذا استمروا في الفشل ،
وتراكمت الطاقة على فترة طويلة … فسيؤدي ذلك غالبًا إلى
نتيجة واحدة : شطب أسمائهم من السجل
إذا لم يتمكنوا حتى من إنقاذ أنفسهم ، فكيف لهم أن يساعدوا الآخرين؟
كان وين شي حالة خاصة —
لم يكن لديه روح
مجرد غلاف فارغ ، لذا لم يؤثر عليه التآكل
لكن بالمثل ، لم يكن التحلل الناجح ذا فائدة كبيرة له أيضًا
كان أشبه بالهيكل العظمي : كل ما يأكله يتسرب من عظامه الفارغة
كان ذلك مجرد دعم مؤقت دون أي تأثير آخر عليه
ومع ذلك، شعر هذه المرة بتغير ما، كما لو أنه بدأ يستعيد حالته السابقة
بالطبع، كان مجرد تغيير بسيط جدًا
ربما بسبب هذا التغيير الضئيل ، حلم بشكل غير متوقع
لأول مرة منذ وقت طويل الليلة
حلم ببعض الأحداث التي وقعت في الماضي البعيد جدًا —- , حلم بشخص معين —- ,
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق