Ch32 برج الأبروش
أوصله تشن جيايو مجدداً أمام شقته ،، لكن هذه المرة لم
يطل فانغ هاو البقاء ، كل ما يتعلق بتشن جيايو كان يبدو
خطير — ابتداءً من فتح قلبه له منذ البداية ، ثم حيرته أمام
بروده المفاجئ ، ثم ما هزّ مشاعره عندما عاد تشن جيايو
يسعى لإصلاح ما بدر منه ——
شعر فانغ هاو وكأنه يُقاد من أنفه في كل خطوة —-
كل شيء كان خارج نطاق سيطرته ،،،
لم يستوعب بعد ما هي نوايا تشن جيايو الحقيقية ،
ولا أين تقع حدوده هو نفسه ،
لذا لم يعرض على تشن جيايو عناقًا هذه المرة ، ولم يتردد
بعد قوله : “ تصبح على خير”، بل مضى مباشرة إلى الطابق العلوي
بقي تشن جيايو في سيارته يتنهد بصوت خافت وسط أجواء بدت تبرد ،
كان يرغب في التحدث أكثر ، لعلّه ينجح في جعل فانغ هاو
يلين قليلًا ويقول المزيد ، لكن ذهنه كان منشغلاً بوالدته—
فهو بحاجة إلى مناقشة خطتها العلاجية معها — كما أنه
كان مضطرًا لأخذ سيارته إلى الصيانة في الليل
وانطلق بالسيارة —-
———-
أول ما فعله فانغ هاو بعد عودته إلى منزله —- أخرج هاتفه
وأرسل رسالة نصية إلى تشو تشيتشن، يشكره على نصيحته
للانغ فنغ حول اختيار الهدية ، ويعتذر له عن محاولة التوفيق المتسرعة بينهما …
…
تنهد تشو تشيتشن تنهيدة طويلة بعد قراءة رسالة فانغ هاو ،،
فحين شارك فانغ هاو جهة اتصاله في ويتشات مع لانغ فنغ
بدافع عابر ، ثم أرسل له لانغ فنغ فعلًا طلب صداقة ،
كان تشو تشيتشن في غاية الارتباك — و تساءل ما إذا كان
قد اشترى عن غير قصد تذكرة يانصيب للحب في الليلة
الماضية ، ثم فاز بالجائزة صباح اليوم التالي ،
ولم يفهم الأمر إلا بعد أن قبل الطلب ، وشرح له لانغ فنغ
أنه حصل على رقمه من فانغ هاو ،
حينها فقط أدرك ما جرى ، وظن أن فانغ هاو قد أخذ على
محمل الجد تعليقًا عابرًا كان قد قاله في حفل وداع لو يان ،
لكن لانغ فنغ كان وسيمًا — و رجل أخلاقه جيدة ، وبحسب
ما سمعه تشو تشيتشن، فقد نشأ متنقلاً بين أمستردام
وفرانكفورت وشنغهاي، وتخرج في تخصص الهندسة
الميكانيكية من جامعة مرموقة، ويتقن أربع لغات—الصينية
والإنجليزية والهولندية والألمانية—كما أنه طيار مثلي
الجنس معلن ، و يحظى بدعم والديه وزملائه وأصدقائه ،
باختصار —- ، كان أشبه ببطل روائي خرج من صفحات
قصة رومانسية إلى أرض الواقع ، وكان فوزًا لتشو تشيتشن
سواء أصبحا صديقين أو حبيبين
لكن، قبل أن يتبادلا بضع رسائل ، بادر لانغ فنغ بسؤاله إن
كان يعرف ما يحبه فانغ هاو ——
ثم لتجنب أي لبس ، أضاف مفسرًا : [ أريد أن أهديه شيئًا
لأشكره على مساعدته لنا أثناء الهبوط بعد انفجار الإطار،
لكنني لا أعرفه جيدًا ولا أعلم ما الهدية المناسبة ]
أجابه تشو تشيتشن بنصيحة : [ مما أعرفه ، يوجد أربعة
أشياء يحبها فانغ هاو : الركض ، التصوير الفوتوغرافي ،
شقيقه الأصغر ، ومجسمات الطائرات ، الثلاثة الأولى قد تكون
صعبة قليلًا ، لذا ربما يمكنك أن تهديه مجسم لطائرة من KLM أو ما شابه ]
فكر لانغ فنغ بالأمر— فأسطول KLM يشبه إلى حد كبير
أساطيل أكبر شركات الطيران الصينية ، وغالبًا لن ينقص
فانغ هاو تلك المجسمات الأساسية من إيرباص وبوينغ ،
أما ما سيكون مميزًا وجديرًا بالاقتناء فهو طائرة الكونكورد
التابعة للخطوط الجوية البريطانية أو الفرنسية في
سبعينيات القرن الماضي،، وهكذا ، وبمساعدة تشو تشيتشن، لم يستغرق لانغ فنغ سوى دقيقة ليحسم قراره
ظنّ تشو تشيتشن أن لانغ فنغ يشتري لفانغ هاو هدية
خاصة لأنه مهتم به، تاركًا تشو تشيتشن نفسه كخيار احتياطي ،،
لم يكن يعلم طبعًا أن لانغ فنغ قد تخلى بالفعل عن تلك
الفكرة ، وأن ذلك بالضبط هو ما جعل فانغ هاو ولانغ فنغ
يحاولان التعارف عبر تزكية بعضهما للآخرين ،
الأمر الذي انتهى بإضافة لانغ فنغ لتشو تشيتشن على ويتشات
ولذلك ، حين قرر لانغ فنغ في النهاية شراء مجسم طائرة الكونكورد ، وشكر تشو تشيتشن وسأله إن كان يودّ أن يتناول
القهوة معه في المطار ، أجابه تشو تشيتشن—بثقة واتزان—: [ لا داعي ، لست مهتمًا ]
والآن ، بعد أسابيع قليلة ، وهو يقرأ رسالة فانغ هاو ،
اختلطت مشاعر تشو تشيتشن بمزيج معقد ——
فقال لفانغ هاو —-
تشو تشيتشن : [ دع لانغ فنغ يلاحقك إن كان مهتمًا بك.
لماذا عرّفتَه بي أصلًا؟ 😭😭😭😭 ]
ولم يخطر ببال فانغ هاو إلا حينها أنه نسي ذكر تفصيل مهم —-
: [ لقد كان مهتمًا بي في البداية ، لكني أخبرته أن الأمر لا
يمكن أن ينجح بيننا ، ثم اتفقنا على أن نعرّف كلٌّ منّا الآخر بأشخاص ،
ظننت أنكما قد تنسجمان ، فأعطيته رقمك ]
أدرك وجود سوء الفهم ، فأرسل رسالة أخرى : [ الخطأ خطئي لأني لم أوضح الأمر ، آسف . عليكما أن تلتقيا ]
تمتم تشو تشيتشن : “ اللعنة ” { لو كنت أعلم أن الأمر
هكذا ، لما ردّيت بذلك البرود ' لا داعي ، لست مهتم ' }
لكن لانغ فنغ لم يعلّق بعدها بشيء ،
وذلك كان متوقعًا—فهو طيّار في KLM، يحمل أربع رتب
على كتفيه، ويوجد رجال وسيمون في كل مكان بأوروبا ،
ولا يحتاجون حتى إلى إخفاء ميولهم هناك ،
لم يكن لدى لانغ فنغ أي سبب ليُضيّع وقته في علاقة رتّبها
زميل من باب المجاملة فقط
لكن تشو تشيتشن — بطبيعته المسترخية ، لم يكن من
النوع الذي يعلق كثيرًا على مثل هذه الفرص الضائعة —
كان يتمتع بشهرة في دوائره ، وحين يخرج إلى النوادي
الليلية لا ينقصه شباب في العشرينيات يقتربون منه ويبدون
اهتمامهم به ، وبكل الأحوال ، كان راضيًا عن نفسه ،
وتجاوز بسهولة هذه الفرصة المهدورة مع لانغ فنغ
وفوق ذلك، كان يوجد ما يشغله الآن أكثر ،،،
: [ إذن .. ما الوضع بينك وبين الأخ جيا ؟ ]
تنهد فانغ هاو —- { من فانغ شنغجي إلى تشو ييرو،
والآن تشو تشيتشن أيضًا—كيف للجميع أن يكونوا على
اطّلاع بكل تفاصيل حياتي ؟ }
لكن قبل أن يكتب شيئ ، وصلت رسالة أخرى
[ أنتما تناولتما العشاء معًا ذلك اليوم ؟ ]
اعترف فانغ هاو: [ صحيح ،،، ذهبنا إلى مطعم تايشان ]
وبعد لحظة ، ولأن التاريخ لم يصل بعد إلى الحادي
والثلاثين ، أرسل له المقال الترويجي المنشور على الحساب
الرسمي الذي يراجع المطاعم حول الخصم ، وكتب :
[ ليس حقًا ' بيننا شيء ' … و لكن لم يكن أيضًا لا شيء ]
تشو تشيتشن { لقد بديا متباعدين تمامًا في حفل وداع لو يان ،
لذا لا بد أن كل ما حصل قد جرى في الشهرين الماضية } ،
فكتب معلقًا : [ أنتم تتحركون بسرعة ]
فانغ هاو : [ ‼️‼️‼️‼️‼️ ]
[ كنت أظن دائمًا أنه مستقيم ]
كان تشو تشيتشن يعرف فانغ هاو منذ وقت طويل،
وكان يعتقد أن ' راداره ' في التعرف على الميول أفضل من
فانغ هاو ،
إضافة إلى أنه يعرف تشن جيايو أكثر ، لذا أفلتت منه
الجملة : [ هو بالتأكيد ليس مستقيمًا ...
أتدري من كان حبيبه في الجامعة ؟ ]
فانغ هاو: [ لا فكرة لدي ]
بالطبع لم يكن يعرف ، فهو لم يتقصّد البحث عن ذلك من قبل،
وكل ما سمعه لم يتجاوز القيل والقال والشائعات التي لا أساس لها،
على عكس معرفته الأكيدة بآخر حبيبة لتشن جيايو — يان يو وانفصاله عنها قبل ثلاث سنوات
قال تشو تشيتشن بنبرة العارف : [ لقد كان ليانغ يينان،
المعروف وقتها بفارس جامعة الطيران المدني (CAUC) ]
ضرب الاسم جرسًا خافتًا في ذاكرة فانغ هاو —- فعلى
الرغم من أنّ ليانغ يينان كان على وشك التخرج حين التحق
فانغ هاو وزملاؤه بالجامعة ، إلا أنّ سمعته كفتى الحلم في
الحرم الجامعي كانت لا تزال متداولة ،، لكن فانغ هاو لم
يكن يعلم أبدًا أنّ ليانغ يينان وتشن جيايو كانا على علاقة ،
وبدا أن قلّة قليلة فقط كانوا يعرفون بذلك
كان ليانغ يينان في الحقيقة أول حبّ حقيقي لتشن جيايو،
إن استثنينا إعجابات المراهقة العابرة في المرحلتين
المتوسطة والثانوية ،
لم يكن واضحًا من الذي وقع في حب الآخر أولًا ،
إذ إنّ الأمور تحركت بينهما بشكل طبيعي ،
كانا شابين يافعَين يعيشان حماس الحب ، ثمّ افترقت بهما الطرق بعد التخرج
ليانغ يينان أدرك باكرًا أنّه لا ينجذب إلى النساء ، فصارح عائلته بالأمر ،
وقرر السفر للخارج حيث المجتمع وبيئة العمل أكثر تقبّلًا ،
أمّا تشن جيايو —- فلم تكن لديه أي نيّة للاعتراف بميوله ولا رغبة لديه في مغادرة البلاد ،
ولم يكن من الواقعي أن يُطلَب منه في سن الثانية والعشرين أن يترك كل ما عرفه خلفه ليتبع ليانغ يينان
إلى الخارج ، فضلًا عن أنّ عائلته لم تكن لتوافق أبدًا ،
وأيضاً تشن جيايو مزدوج الميول ؛ فقد أعجب بالفتيات من قبل أيضًا ،
لم يناقشا الأمر صراحةً ، لكن كلاهما كان يعلم : بإمكانه أن
يسلك الطريق التقليدي ، وقد فعل ذلك فعلًا لاحقًا مع يان يو مضيفة الطيران في نفس الشركة ،
التي ارتبط بها لعامين كاملين. لكن ذلك كان بعد فترة
غادر ليانغ يينان البلاد بعد التخرج ،، وبعد ثلاث سنوات ،
قد نال مختلف شهادات الطيران في الولايات المتحدة
ورتّب وضع إقامته ،،
عمل أولًا لدى خطوط ألاسكا الجوية ، ثم أصبح الآن كابتن طائرة لدى يونايتد إيرلاينز ،، متمركزًا في مطار جون كينيدي بنيويورك
كان تشن جيايو قد التقى به من قبل، حين كان يطير بكثرة
من مطار العاصمة، وبعد الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ،
جاء ليانغ يينان لزيارته أيضًا ، وبدا أنّهما قد طويا صفحة الماضي ومضيا قُدمًا
———
قاد تشن جيايو سيارته عائدًا إلى المنزل، فوجد تساو هوي بانتظاره في غرفة المعيشة ،
بينما والده غائبًا عن الأنظار ، والباب المؤدي إلى غرفة النوم مغلق ،، { لا بدّ أنّ بينهما خلاف جديد ،
على الأرجح متعلقًا
بقرار العلاج الكيماوي ،،،
ويبدو …. أنّ تساو هوي قد حسمت أمرها بشأن الاستمرار في العلاج أو التوقف عنه }
أشارت إليه بالجلوس، وصبّت له كوبًا من شاي ' تيغوانيين '
ثم قالت: " جيايو … أريد أن أسألك شيئ ، لا تنزعج ، حسنًا ؟"
لقد أعدّ نفسه نفسيًّا لمثل هذا السؤال. فأجاب بهدوء :
" لن أنزعج. تفضلي ."
لكنها فاجأته بقولها : " ألا … تفكر بالزواج ؟"
كان صوتها رقيق خفيف ، سؤالًا عاديًا بلا توبيخ أو اعتراض
رد بثبات : " لن أكذب عليكِ—الأمر لن يحدث على الأرجح
في المستقبل القريب ،،
أنا أعزب الآن، وعليّ أولًا أن أجد الشخص المناسب،
وأن يكون راغبًا أيضًا ،، هذه ليست أشياء أستطيع التحكم فيها ."
لم يكن في كلامه أي زيف، وإن لم يكن كل الحقيقة ؛
لأنه أغفل مثلًا أنه في الوقت الراهن يكنّ مشاعر لشخص لا
يمكنه الزواج منه ولا إنجاب الأطفال معه
لقد سبق أن دخلت والدته عليه ذات مرة في أيام الجامعة
وهو برفقة ليانغ يينان —- لم يكونا يفعلان شيئًا يثير الريبة ؛
مجرد قراءة ومزاح—لا قبلات ولا تشابك أيدٍ—لكن
تصرفاتهما كانت تنضح بالألفة ،
وكانا معًا طوال الصيف تقريبًا ، مما جعل من السهل على
الآخرين أن يستنتجوا ما يجري ،
أما والده تشن تشنغ، فكان مشغولًا بالرحلات الجوية ،
لا يكاد يدخل البيت حتى يرتمي في النوم ، فلم يلاحظ شيئ
ومع ذلك لم يكن تشن جيايو متأكدًا ما إذا كانت تساو هوي
قد شكت في الأمر أم لا
لكنّ الناس لا يرون إلا ما يريدون أن يروه ؛ فمن لا يرغب في التصديق ، دائمًا يجد مبررًا للإنكار
على أي حال، كان الزواج أمرًا بعيد المنال بالنسبة له في الوقت الحالي ،
وبدلاً من أن يمنح تساو هوي أي أمل زائف، أراد أن يكون صادقًا معها قدر الإمكان ،
لم تُظهر تساو هوي رد فعل كبير و ردت بهدوء :
" لا تشعر بالضغط ،، سابقاً كنت لأحاول دفعك للإسراع ،
لكن المرض… جعلني أرى الأمور بوضوح أكثر الآن ،
ولن أضغط عليك ، إذا لم تكن لديك خطط للزواج أو
الإنجاب في الوقت الحالي، فلن أتمسك بهذه الفكرة أيضًا ،
سأعيش يومًا بيومه فقط ."
كان صوتها هادئًا، ربما تفكر في تشن تشنغ في غرفة النوم، لكنها كانت حازمة
عرف تشن جيايو ما تعنيه ،،، الناس عندما يصلون إلى
الخمسين أو الستين يبدأون بالتفكير في تمرير اسم العائلة ،
ناهيك عن أن تشن جيايو طفل وحيد ،،
عندما كان مع يان يو — كانت تساو هوي قد ضغطت عليه قليلًا ،
لكن حينها كانت بصحة جيدة ، وكانت مجرد دفعات ودية
هنا وهناك ؛ لم يكن هناك أي استعجال
البشر كائنات متناقضة أحيانًا—كلما كانت تساو هوي أكثر تفهمًا ، زاد شعور تشن جيايو بالذنب
لقد تقبلت الكثير خلال الأشهر الماضية، مثل الحب والزواج،
مثل الفرص الضائعة، وعلاقتها مع تشن جيايو
لقد فاجأه هذا التغير بعض الشيء ،،،
حاول تخفيف الموقف : " لا تقلقي أمي ، إذا كان لي أطفال
في المستقبل، سأحدثهم عنك، سأريهم صورك ،
لن ننسى أبدًا ."
شعر بوخز في قلبه حين خرجت الكلمات من فمه
الحديث عن المستقبل مع شخص لن يكون موجود —حتى
وإن كانت الكلمات مفعمة بالأمل، وحتى لو كانت للتعزية—بدت بلا جدوى
تساو هوي : "لا تشعر بالضغط. الأهم هو أن تكون بصحة جيدة وسعيدًا ."
قالتها بصدق، لكن تشن جيايو لم يستطع سوى أن يأخذها مع ألم في قلبه
{ ' الأهم هو أن تكون بصحة جيدة وسعيد ' …
كم تمنّيت سماع هذه الكلمات طويلاً !
لم يقلها تشن تشنغ أبدًا ، وربما لن يقولها ،
وكانت تساو هوي في سنواتها السابقة متحفظة وخاضعة ،
تخضع دائمًا لأفكار تشن تشنغ الانضباطية ، فلم أسمعها منها أيضًا
والآن، تحت هذه الظروف ، قالتها أخيرًا … }
أخذ تشن جيايو نفسًا عميقًا، ورفع نظره لملاقاة عينيها ،
و قال: " إذن، لا مزيد من العلاج الكيميائي ؟"
أومأت تساو هوي: " أريد أن أختار العلاج المحافظ ،
دعنا نذهب إلى هانغتشو خلال عطلة نهاية السنة ،
ثم رحلة أخرى إلى اليابان في العام المقبل ."
تشن جيايو: "حسنًا، لنفعل ذلك."
شعر بوخز خفيف في قلبه وهو يغادر منزل والديه ،،
لم يرَى تشن تشنغ، وربما كان هذا للأفضل ،
كان يكافح ليحافظ على توازنه ، لو ظهر والده وقال شيئًا آخر،
لربما دفعه ذلك إلى حافة الانهيار
بدا أن تساو هوي بخير اليوم ، ربما بسبب شعور بالارتياح بعد اتخاذ القرار ،،
أصرّت على أن تركب المصعد وتراه ينزل إلى الأسفل لتودعه ،،
ركب السيارة ، ومن النافذة لا يزال يرى شكل والدته الرقيق ،
وشعرها الشائب الخفيف ، وانحناء ظهرها قليلًا بشكل غير
طبيعي—لكنها كانت مضيفة طيران ، كانت ترتدي دائماً كعبًا عالٍ بخمسة سنتيمترات،
و ظهرها مستقيم، وخطواتها واثقة ،
والآن، مع المرض، بدا وكأنها شخص مختلف
واصل تشن جيايو القيادة شمالًا —- ارتفعت ناطحات
سحاب تجارية على جانبي الطريق الثالث الشمالي،
واحدة تلو الأخرى، وتدفقت حركة المرور كالماء
شعر بألم حاد في صدره ، شديد لدرجة أنه كاد لا يستطيع التنفس
اتصل بالمنزل ، وما أن ردت تساو هوي ، قال لها :
" دعينا نذهب إلى هانغتشو ،
لا داعي للانتظار حتى نهاية العام ،
لنذهب الأسبوع المقبل ."
و في ظلام الليل ، أمسك بعجلة القيادة بقوة كما لو أنه
يمسك بعصا التحكم في طائرة ،
هذا الشيء الوحيد في حياته الذي يمكنه التحكم فيه ،
مرساة أمان له في العاصفة ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق