القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch56 ffb

 Ch56 ffb




رنّ الهاتف فجأة ، فانتشل يو شولانغ من شروده وأعاده إلى الواقع ،،

أخذ الملعقة وغرف بها قليلًا من الحساء الساخن ليتذوّق 

طعمه ، ثم خفّض منسوب النار تحت القدر ،


خرج من المطبخ ، 

وأخذ الهاتف الموجود على طاولة الطعام ،

—-  اتصال من الشركة


نظر إلى الرقم المألوف قليلًا وعبس بحاجبيه


بمجرّد أن أجاب ، جاءه صوت على الطرف الآخر متوتّرٌ وعاجل :

“ مدير يو … صيدلية رويشيانغ أثارت مشكلة من جديد ، 

لقد سحبوا جميع الأدوية التي أوشكت صلاحيتها من 

الأرفف وأعادوها إلى المصنع "


قال يو شولانغ بهدوء :

“ إعادة الأدوية التي اقتربت صلاحيتها إلى المصنع أمر طبيعي ”


لكن الصوت في الهاتف واصل بارتباك:

“ المسألة أن القوانين لا تسمح بعرض الأدوية التي لم يتبقَّى 

على انتهاء صلاحيتها سوى ثلاثة أشهر ، 

أما هم فقد سحبوا أدوية ما زال أمامها نصف عام ! 

وهي ضمن حملة التخفيضات الحالية !”


بدأت أصابعه تنقر ببطء على سطح الطاولة ، ثم سأل 

بصوت منخفض:

“ وما التبرير الذي قدموه فرع رويشيانغ؟”


تردّد المتحدث قليلًا :

“ قالوا إن سبب السحب وإعادة الأدوية للمصنع… 

أن نسأل سيادتك عنه "


لم يكن يو شولانغ مسؤولًا عن المبيعات أو البحث والتطوير ، 

فهو يتولى شؤون الإدارة والدعم اللوجستي فقط ،

لكن في الأيام الأخيرة ، صارت المشاكل المتعلّقة بسلسلة 

صيدليات رويشيانغ تتوالى عليه ، 

وكل ذلك بسبب ما جرى في موقف السيارات 

——- عندما لم يتدخل لإنقاذ ابن صاحب الصيدليات 

المدلّل — شو باوتيان


شو باوتيان معروف بالانتقام ، لكنه جبان لا يجرؤ على 

مواجهة الأقوياء ، 

فلمّا عجز عن النيل من فان شياو ، صبّ غضبه كله على يو شولانغ —-


وفي غضون أيام قليلة فقط ، بدأ يختلق الذرائع ويعرقل 

أعمال شركة بوهاي للأدوية


حتى إنّ قسم المبيعات فشل في التفاهم معه رغم 

محاولاتهم المتكرّرة ، 

وكل ما نالوه منه كان جملة واحدة :

“ ارجعوا واسألوا مديركم يو " ———-


ضغط يو شولانغ أصابعه على جسر أنفه بإرهاق وقال:

“ حسنًا ، سأهتم بالأمر بنفسي ،

أرسل إليّ قائمة الأدوية المسحوبة وملفّاتها التفصيلية "


ردّ الموظف بالإيجاب ، ثم أضاف بقلق:

“ مدير يو رجاءً عالج المسألة سريعًا ، 

فمدير المصنع ينتظر ردّك "


رد بهدوء :

“ سأتولى إبلاغه بنفسي "


بعد أن أنهى المكالمة ، ألقى نظرة على ساعته


فان شياو لا يزال في العمل الإضافي ، وسيحتاج إلى نصف 

ساعة أخرى قبل أن يعود ،

في الآونة الأخيرة ، صار العمل الإضافي شبه عادة له؛ 

لإنّ الأخ الأكبر من عائلة فان — بصفته نائب المدير العام 

في المقر الرئيسي في تايلند — 

فالآن في الصين — بدأ يقوم بمراجعة شاملة لمشروعات 

فين فنغ الاستثمارية ——

بينما الأخ الثاني ، الذي يشغل منصب المدير المالي ، 

يقضي أيامه في اللهو والثرثرة ، 

ولا يتذكّر مراجعة التقارير المالية إلا قبل انتهاء الدوام ، 

فيبدو للعيان متهاونًا ، لكن لا أحد يدري إن كان يفعل ذلك 

عمدًا لإرهاق فان شياو أم لا ——-


لذا كان فان شياو يعود إلى المنزل متأخرًا كل ليلة ، 

يقطع نصف أرجاء المدينة فقط ليصل إلى منزل يو شولانغ ،


قلق يو شولانغ أن يُتعبه ذلك ، فنصحه ألّا يأتي كل يوم ، 

وافقه فان شياو شفهياً ،

لكن ما إن ينتصف الليل حتى يعود ليعانقه من الخلف 

ويطلب قبلة دافئة ثم ينام



كان يو شولانغ يحنّ عليه ، 

ولهذا قرر اليوم أن يسبقه إلى شقّة فان بعد انتهاء العمل ، 

فمنزل فان أقرب إلى مقرّ شركة فين فنغ ، 

ويمكن أن يوفّر عليه أكثر من نصف ساعة في الطريق ،


دخل المطبخ وأطفأ النار ، وخلع المئزر عن خصره


في هذه اللحظة ، تلقّى تنبيه على هاتفه بوصول بريد إلكتروني جديد


فتحه ، لكن بسبب عدم توافق البرنامج ، ظهرت معظم 

البيانات على شكل رموز مشوشة غير مقروءة


لم يرغب يو شولانغ أن يورّط فان شياو في قضية شو باوتيان ، 

فهذان الأخوان المزعجان كانا يسببان له ما يكفي من الصداع ، 

لذا قرر أن يحسم المسألة بنفسه قبل أن يعود فان شياو إلى المنزل ،


تذكّر وجود لابتوب عند طرف السرير في غرفة النوم ، 

كان فان شياو يستخدمه أحيانًا ليلعب بضع جولات من الألعاب ،


يو شولانغ كان دائم التحفّظ ، فحتى بعد أن أصبحا حبيبين ، 

لم يمدّ يده يومًا إلى متعلّقات فان شياو الخاصة دون إذنه ،


أجرى اتصالًا به ، انساب صوت أغنية تايلندية ناعمة ومليئة 

بالمشاعر ( نغمة الإنتظار )

انتهت الأغنية ، ولم يُجَب الاتصال 


تردّد لحظة ، ثم قرر أن يخالف عادته هذه المرة فقط


مدّ أصابعه الطويلة وضغط على الشاشة بضع مرات ، 

كتب رسالة قصيرة وأرسلها إلى فان شياو 


توهّجت شاشة اللابتوب أمامه ، وبينما ينوي فقط فتح 

البريد الإلكتروني دون لمس أي ملف ، صُعق بما رآه على الشاشة —


الصور التي ظهرت كانت صادمة إلى حدٍّ جعله يتجمد في مكانه


في هذه اللحظة ، 


دوّى صوت القفل الإلكتروني وهو يُفتح بوضوح ——



دخل فان شياو ، والظلمة تغمر المكان ، ما عدا ضوءًا وحيدًا في غرفة النوم



شدّ على الهاتف في يده ، والعروق على ظهر كفه برزت 

كجبال متشابكة 


بدّل حذاءه ، وواصل طريقه إلى الداخل بينما يفك ربطة 

عنقه كعادته


تبع خيط الضوء الممتد من الغرفة ، 

فرأى عند النافذة ظلًّا واقفًا ، 

نحيل كالسيف المغروس في عتمة الليل ، حادّ الملامح ، بارد


عضّ فان شياو على شفتيه قليلًا ، ثم قال بصوت حاول أن يجعله طبيعيًا :


“ شولانغ لقد عدت "


اقترب منه وفتح ذراعيه ليُعانقه ، 

لكن الرجل المتصلب عند النافذة استدار و ظهره مشدود ،

في عينيه هدوء بارد يخفي عاصفة من الثلج ،

حرّك شفتيه ببطء :

“ فان شياو من الأفضل لك ألّا تلمسني الآن "


كانت أطراف أصابعه قد لامست طرف قميصه ، 

لكنه توقّف فورًا عند سماع نبرته


كان خبيرًا بقراءة مزاج يو شولانغ —- وأدرك أن الرجل 

يغلي غضباً الآن


ابتسم ابتسامة صغيرة محاولًا التخفيف من حدّة الموقف وقال :

“ ما الأمر ؟ لماذا أنت غاضب هكذا ؟ 

هل فعلت شيئًا أزعجك ؟”


لكن صوت شولانغ جاءه حادًّا وقاطعًا :

“ فان شياو لا تتظاهر بالغباء ،

سأمنحك فرصة واحدة فقط لتقول الحقيقة "



تحت ضوء خافت ينعكس على ملامح شولانغ ، 

بدا كأنه خرج من لوحة من الجليد ،

حاجباه الحادّان كالسيوف ، وشفتاه المشدودة تحمل 

غضب باردًا متحكّمًا ، 

جماله في هذه اللحظة كان قاسيًا حدّ الألم ، 


شعر فان شياو بانجذاب معيّن ، مبهور رغم الخطر الذي 

يتأرجح في الهواء بينهما ،

كان يعرف أنّ يو شولانغ لا يهدّد عبثًا — و إذا قال “فرصة 

واحدة”، فلن توجد فرصة ثانية


ورغم ذلك ، لم يرَى فان شياو الأمر بتلك الخطورة

و أخذ نفسًا هادئًا ، ثم اعترف بخضوع يشوبه اعتراف صادق المظهر :

“ رأيت الفيديو من كاميرا السيارة ؟” 


اقترب خطوة ، صوته مفعم بالأسف : “ كنت أنظف بعض 

الملفات ، ووجدته بالصدفة… لم أستطع حذفه ، 

و عندما أشتاق إليك و لا تكون بجانبي… كنت أراه فحسب "


أنزل رأسه قليلًا ، وتحدث بنبرة خفيفةٍ كالمستعطف : 

“ إن كنت لا ترضى ، سأحذفه فورًا ،

اعفُو عني يا مدير يو "


لكن يو شولانغ لم يتأثر —- مد ذراعه ودفعه بعيدًا بصرامة ، 

فكان ذلك أول مرّة يسقط فيها دلال فان شياو على أرضٍ باردة


سأله بجمود لا يرحم :

“ متى قلت إنك وجدت هذا الفيديو ؟”


تردّد فان شياو لحظة ، ثم أجاب :

“ مؤخراً … أظنّ في الفترة الأخيرة "


: “ بعد أن بدأنا نتواعد ؟”


ساد الصمت لحظة قصيرة قبل أن يجيب:

“ نعم، على الأرجح "


نظرة يو شولانغ ازدادت حِدّة ، وكأنه سيف يُسحب ببطء ،

قال ببرود قاتل:

“ لكنني تحقّقت من سجلّ التشغيل… 

الفيديو فُتح مرارًا منذ لحظة نقله إلى الجهاز … "

صرّ بأسنانه : " وأول تشغيل للفديو كان بعد ساعتين فقط من تصويره ! "


ثم تقدّم خطوة بعد خطوة ، 

حتى غمره الظل ، 

ومدّ يده فجأة وأمسك بـ فكّ فان شياو بقوة جعلت جلده يحمَرّ ،

صوته انفجر كـ الرصاصة :

“ اشرح لي ! 

لماذا فتحت هذا الفيديو كل ليلة خلال تلك الفترة ؟ 

ولا تقل لي إنك كنت تحبّني حينها — احتفظ بأكاذيبك 

لنفسك !”


ارتجفت عضلات فكّ فان شياو تحت قبضته ، 

لكنه لم يحاول الابتعاد ،

عيناه تدوران بسرعة باحثاً عن مخرج ، 

حتى وجد نغمة الخضوع التي تليق بالموقف ،


خلع سترته ورماها إلى جانبه ، 

ثم اقترب أكثر حتى كادت أنفاسه تلامس صدر يو شولانغ الدافئ ،

بدا عليه التعب والإنهاك ، 

وصوته حين تكلّم خرج مبحوح متكسرًا ، يُغري بالشفقة : 


“ شولانغ… حتى لو منعتني من الكلام ، لا بد أن تسمعني ... 

حين وجدتُ تلك اللقطة صدفة ، لم أكن أنوي شيئ ، أقسم ،

في البداية، ألقيت عليه نظرة عابرة — ثم لم أستطع التوقف ، 

كان كالمغناطيس… يجذبني كل مرة ، يثير فيّ شيئ لا 

أستطيع تفسيره "


رأى الارتباك في عيني يو شولانغ، فأكمل ببطء مدروس، 

صوته مملوء بالندم :


“ كرهتُ نفسي لذلك ، صدّقني …. 

أنتَ كنتَ صديقي الأقرب وقتها ، 

و منحتني الكثير من المساعدة والعناية … فكيف أجرؤ على 

أن أخون تلك الثقة بهذه الطريقة ؟ 

شعرتُ بالعار كلما نظرتُ إليك ، لم أجرؤ حتى على النظر في عينيك…”


أنزل رأسه ، وكأن الألم يثقل كتفيه ، ثم قال بصوت واهن مكسور :

“ لكن كلما عزمتُ على حذف الفيديو ، كنت أتردد


و كثيرًا ما حذفته… ثم عدتُ أسترجعه من سلة المهملات "


فان شياو اقترب ببطء من يو شولانغ


حتى لامس أنفاسه أنفاسه ، 

وصوته الخافت ، الذي يكاد لا يُسمع ، كأن الليل كله يهتزّ تحت وطأته :

“ لا أعرف ما الذي أصابني… لماذا لا يثير اهتمامي شيء 

سوى مقطعك أنت ،

لكن الآن ، حين أفكر في الأمر ، أُدرك أنني في تلك اللحظة 

كنت قد وقعت في حبك فعلًا ”


رفع يو شولانغ عينيه فجأة ، 

وحدّق في الرجل الذي يتصنّع ' العاطفة ' :

“ فان شياو … وقتها لم نكن نعرف بعضنا إلا منذ شهر 

واحد ، عن أي حبّ تتحدث ؟ 

وأيضاً ألم تكن وقتها رجلًا مستقيمًا ؟! 

لا يُعقل أن ترى مقطع واحد فتتحوّل لمثليّ فجأة !”


انحنى فان شياو ، وقرّب شفتيه بشفتي شولانغ ، وقال 

بصوت خافت  :

“ وهل في هذا العالم شيء يسير وفق المنطق ؟ 

من قال إنّ شهرًا لا يكفي ليولّد الإعجاب ؟ 

وأيضاً لو كنت فعلًا مستقيمًا كما تقول… هل كنت اليوم 

سأنام إلى جوارك ؟”

ابتسم بمكرٍ ناعم وتابع ، وهو يضغط الكلمات بخفة كمن يراوغ:

“ مدير يو أليست مسؤوليتك الآن أن تتحمّل نتيجة أفعالك؟ 

أنتَ من أفسدت رجلًا مستقيمًا بمقطع واحد 

أفلا يجب أن تتحمّل مسؤولية ذلك ؟”


لكن يو شولانغ دفعه بقوة حتى تراجع مترًا كاملًا ، 

و صوته ارتفع حادًّا كالسوط :

“ كفّ عن هذا الهراء ! 

فان شياو لم أرَى في عينيك لمعان كهذا سابقاً 

و لا أشعر بعجزك أو لومك لنفسك ! 

لا تحاول تلميع نفسك بالكلمات الجميلة — أنتَ فقط 

منحرف بحقّ !”


بدفعة واحدة ، سقط الرجل الموبخ على السرير ، نصف 

جالسٍ ونصفٍ متهالك، وقد غطّى التعب ملامحه ،

مدّ يديه وأخفى رأسه في حضن يو شولانغ ،


قال فان بصوت خافت : “ قل ما تشاء مدير يو 

أنا مخطئ، أعترف ، 

كل ما في الأمر أنني شاهدت مقطعًا حميمًا لحبيبي 

لكن قبل موعده بقليل ،

ليس ذنبًا يستحق الإعدام ، أليس كذلك؟”


أنفاسه الساخنة على بشرة شولانغ كانت كالنار ، 

أحرقت عقل شولانغ قبل جسده ،

كان يعرف تمامًا أن فان شياو سيتذرّع بالإعجاب ليبرّر ما فعل ، 

وأنه سيلجأ إلى دلع طفوليّ أو مكر عاطفيّ للهروب من اللوم ، 

وربما ينكر كل شيء حتى النهاية ،

لقد فكّر يو شولانغ بكل ذلك ، وحاول أن يبقى صارمًا ، 

لكن في النهاية … رقّ قلبه ….


ذلك الانقباض الغامض الذي شعر به حين رأى الفيديو أول مرة لا يزال ينهش صدره ، 

كسمٍّ يتسلّل ببطء في عروقه ،

ومع ذلك ، اختار أن يصدّق حديث فان شياو عن ' حب لا منطق له '


ومن في الحبّ لا يضلّ طريقه ؟ يو شولانغ لم يكن استثناء


رفع يده ، وأدخل أصابعه في شعر فان شياو ، 

ليس بحنان ، بل بعنف ، و شدّه من شعره حتى أجبره على 

رفع رأسه والنظر إليه مباشرةً

قال بصوت غاضب مبحوح:

“ هل شاهدت مقاطع فيديو لي فقط ؟ 

ألم تشاهد غيري؟"


أجاب فان شياو بثبات قاطع ، دون أن يرمش:

“ لم أشاهد سوى لك وحدك "


ضيّق شولانغ عينيه :

“ هل يمكنني أن أثق بك ؟”


ردّ فان شياو بجدّية لا تزعزعها الريبة:

“ في هذا ، لم أكذب عليك أبداً .”


في هذه اللحظة ، شعر يو شولانغ بأن شيئ ما ليس في مكانه ، 

لكنه لم يجد وقتًا للتفكير — لأن فان شياو قَطَعَ عليه كلَّ 

خيطِ تفكير بقبلة حارة باغتتْه وأربكتْه


تلامست شفاههما بخفة ، لكن يو شولانغ أدار وجهه بعيدًا ، 

وأصابعه التي كانت تمسك بشعره شدّت عليه أكثر ،

قال ببرود قاطع :

“ فان شياو لم أقل بعد إنني سامحتك "


فان شياو : “ ماذا يريد المدير يو إذن ؟”


حدّق فيه يو شولانغ بعينين ضيقتين:

“ وجدتَ المقطع مثيرًا ؟ 

إذًا… صوّر لي مقطعًا مثله أنت أيضًا "


فان شياو : “……”



بعد لحظة ، 

وُضع الهاتف على حامل ، 

وعدسة الكاميرا ثبتت على فان شياو ، مرتديًا ملابسه الرسمية ، 

محاطًا بهالة رجل أنيق متماسك 


جلس يو شولانغ على الأريكة ، ساقاه متقاطعتان ، أصابعه 

الطويلة نقرت على قاعدة علبة السجائر ، 

ثم أخرج سيجارة ووضعها بين شفتيه

قال بهدوءٍ خالٍ من أي نبرة عاطفة :

“ ابدأ "


على السرير ، 

مرّر فان شياو إبهامه على زاوية شفتيه كأنه يمحو آخر أثر 

من التردد ، ودخل الدور بسرعة مذهلة


أصابعه لمست حزامه وسأل بصوت خافت :

“ أأخلع كل شيء ؟”


أجابه يو شولانغ بلا مبالاة وهو ينفث الدخان :

“ ابقَ بملابسك… المس فقط "


: “ حسنًا "


رفع فان شياو عينيه نحوه ، 

في عينيه خليط من الخضوع والرغبة ، 

كأنّه مؤمن مخلص يقدّم جسده قربانًا لإلهه الوحيد ،


فكّ بعض أزرار قميصه ، فانكشفت عضلات صدره 

المشدودة تحت الإضاءة الخافتة ، 

ثم أنزل يده ببطء على طول جسده ' يعرف أن شولانغ يحب 

يديه ' حتى وصل حزامه 


: “ بدا المدير يو مرتبكًا بعض الشيء عندما فك حزامه في 

الفيديو ،، هل كان ذلك غير مريح ؟ 

من كان يشغل بالك حينها ؟ حبيبك السابق ؟ ”


توقف يو شولانغ عن الحركة ، 

السيجارة بين أصابعه ارتجفت قليلًا ، 

وانخفض حاجباه ببطءٍ خطير ،

قال ببرودٍ أشدّ من الجليد :

“ عضّ قميصك بأسنانك ، إن أفلتَ منك أثناء التصوير … 

نعيد المشهد من البداية .”


وقبل أن يُفتح السحّاب ، أوقف يو شولانغ التسجيل سرًّا —-


رجلان ببدلتين رسميتين ، مشهد صاخب تحت قناع الوقار 

— أحدهما يجلس بثبات فوق الأريكة ، ينفث دخان 

سيجارته بحركات أنيقة هادئة ، 

ووجهه جامد كأنّ ما يراه لا يعنيه في شيء ،


لكن وحده يعلم مدى صعوبة كبح الدم الذي يغلي في عروقه —-


حتى دون أن يتكلم فان ، كان يغريه في كل لحظة ——


كان على وشك الانفجار من فرط الكبح ….


أطفأ يو شولانغ السيجارة ، ونهض بخطوات بطيئة إلى السرير


نظر إلى الرجل الذي يغريه بجسده وصوته وقال بصوت عميق مبحوح :

“ فان شياو إن كنت مطيعًا… فسيكون كل حلمٍ لي من الآن فصاعدًا أنتَ "


وما إن أنهى جملته ، حتى أمسكه من عنقه ، وقبّله بعنف 

طويل كأنه يسكته ويعاقبه في وقت واحد ،


توقّف التسجيل قبل هذه اللحظة —

وإلا لكانت الكاميرا قد وثّقت وجهًا متعجرفاً بانتصاره —- ( فان )


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي