القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 الإمبراطور الأسير

 Ch33 الإمبراطور الأسير



دفعتُ شياو دو عني بسرعة —- 


رتّب شياو دو ملابسه ، ثم صرخ آمرًا وو شا بالتراجع


حرّك وو شا نصل سيفه المعقوف قليلًا إلى الخلف ، 

أمّا باي لي فكان أكثر صلابة ، وضغط خنجـره بقوة أكبر


ومع ذلك ، رفع وو شا يديه باستسلام ، ولم يغضب ، 

بل ضحك ومدّ عنقه ليقدّمه لخصمه ،


وو شا بلكنة الميان المتلعثمة :

" سموّ … سموّك استدعاني .. هل هناك أمر مستعجل ؟"


استفزّني منظر وو شا المتغطرس ، بطباعه المتوحشة والهمجية ، قلت ببرود :

" أنا بخير ،، أغمي عليّ قبل قليل وعندما أفقتُ ظننتُ ولي 

العهد قاتل ، كان إنذار كاذب لا أكثر "


قال وو شا كلمة كلمة وهو ينظر إلى باي لي بفخر :

" أرأيت ؟ قلت لك سيّدي لن يؤذي سيّدك "


سخر باي لي بسخرية ، وأعاد خنجره إلى كمّه ، ثم نهض ، 

ركل وو شا مرة أخيرة ، وسرعان ما وقف إلى جانبي


قال باي لي بصوت منخفض :

" جلالتك … لديّ أمر أريد قوله على انفراد "


نظرت إلى شياو دو، ثم استدرت، وفتحت الباب ، 

ومشيت مع باي لي إلى الممر ، 

وبعد أن تأكد أن شياو دو وو شا لم يتبعانا ، اقترب من أذني وهمس :


" سموّ ولي العهد… لديه عادات غريبة ،،. 

على جلالتك أن تكون حذرًا ،

كنتُ أراقب وو شا، فتتبعتُ أثره ودخلتُ القصر الشرقي سرًا… 

وهناك اكتشفتُ غرفة مخفيّة في مقصورة ولي العهد ، 

الغرفة مليئة بأشياء تخص جلالتك ، 

أشياء قد استخدمتها سابقاً … و أكثر من مئة لوحة لك — 

ويبدو أن ولي العهد هو من رسمها كلّها ،

وفوق ذلك ، يوجد سرير داخل تلك الغرفة ..

يبدو أنه يمضي لياليه هناك " 


شهقتُ بصدمة { هل بلغ هوس شياو دو بي… هذا الحد ؟ }


تابع باي لي بصوت قلق :

" مرض ولي العهد بلغ مرحلة خطيرة ، 

أنا خائف على سلامة جلالتك وأنت تقيم في القصر الشرقي. 

القرب الشديد منه قد يجعله يرتكب… تصرفات لا تليق بجلالتك ،، 

وبعض اللوحات التي رسمها لك … لا أستطيع وصفها …

مخجلة للغاية ... "


عقدتُ حاجبيّ { مخجلة إلى هذه الدرجة ؟ 

ما الذي كان يرسمه ذلك الفتى ؟


والأسوأ… أن باي لي رآها …. }


هذا وحده جعل وجهي يحترق خجلًا


شياو لينغ بهدوء :

" لا بأس ،، أعرف كيف أحافظ على حدودي ،، 

ولن يجرؤ على فعل شيء لي ،

هذا القصر الشرقي، وليس من السهل التصرّف فيه ،

اذهب الآن "


ورغم أنني قلت هذا… كنت أخدع نفسي


لو كنتُ واثقًا فعلًا ، فلماذا استدعيتُ باي لي منذ قليل ؟ 

المواجهة مع شياو دو في الظلام ما زالت تترك رجفة خفية في صدري


لكنني… لا أريد أن أبقى أضعف منه


من يريد صيد شبل النمر… لا بدّ أن يدخل عرينه


لكن باي لي لم يغادر

و رأيت التردد في عينيه 


شياو لينغ : " هل هناك شيء آخر ؟ "


باي لي بقلق واضح:

" جلالتك… لا تثق بولي العهد ،، ولا تعتمد عليه أبدًا ،،

ففي تلك الغرفة المخفية… أخفى أيضًا رداء التنين الخاص بالأباطرة ، 

أخاف أن طموحه لا يمكن كبحه ، وأنه يريد استغلال منصبه 

كوصيّ على العرش ليغتصب الحكم ،

هذا التابع يشكّ في أن موت الملك وو شي وسجن يانغ جيان ، 

وما حدث لـ الكاهن فاي يان… كلّها مرتبطة بولي العهد شياو دو ،،

في رأيي… ولي العهد رجل شديد الحساب والخطط 

بعيد تمامًا عمّا يبدو عليه "


تجمّد قلبي

شياو لينغ : “ كيف يمكنك أن تجزم بأن كل هذا مرتبط بولي العهد ؟ 

ما الدليل الذي تملكه ؟”


باي لي:

“ لقد كنتُ أراقب في الخفاء منذ فترة ، واكتشفتُ تدخّل وو شا في الحوادث الثلاث .

خصوصًا في الليلة التي سُمّم فيها الملك وو شي … رأيتُ 

بنفسي وو شا يطلق سلاحًا مخفيًا باتجاه خيمة الملك ،

وبعد مغادرة الملك في اليوم التالي ، اختفى وو شا أيضًا . 

وبعد أيام قليلة وصل خبر وفاة وو شي ، 

ثم أعلن وو دون نفسه ملكًا ، وغزا الحدود الشمالية ، 

وحصل ولي العهد على الوصاية .”


ارتجفتُ من الهلع ، وارتفع البرد من أسفل ظهري إلى عنقي


تابع باي لي:

“ هل يعتقد جلالتك أن هذا كله مجرد صدفة ؟ 

هل تعرف ما اللقب الذي يستخدمه وو شا لمناداة ولي العهد ؟ 

لقد سمعتُه شخصيًا يقول : جوي تشو —- 

ومعناه السيد ذو المنزلة النبيلة ——

وأنا عشت طويلًا في أطراف الشمال ، وأعلم أن هذا اللقب 

لا يُستخدم إلا مع طبقة النبلاء… 

أو أفراد العائلة الملكية من عشيرة تشي —- 

يشتبه هذا التابع في أن ولي العهد يحمل دماء مختلطة… 

وأن في عروقه دم العائلة الملكية لعشيرة تشي ! "


هززت رأسي بقوة : " لكن والدة شياو دو الحقيقية كانت 

مجرّد راقصة همجية ، فكيف…؟ "

{ هل يمكن أن تكون تلك المرأة البربرية على صلة بعائلة تشي الملكية ؟


وإن كان في شياو دو دم ملكي من عشيرة تشي… 

فلماذا يساعدني في استعادة العرش ؟ }

: “ باي لي اذهب وتحقّق من خلفية ولي العهد بدقة "


وعندما عدتُ إلى الغرفة ، كان شياو دو قد رحل


وبدلًا منه ، ظهرت خادمتان مسنّتان قبيحتان ، وقالتا إنهما 

ستقومان بخدمتي هذه الليلة


كان منظرهما كافيًا لقطع الشهية ، ولم أستطع إلا أن أظن 

أن شياو دو فعل هذا عمدًا ، 

رافضًا حتى أن يترك لي خصيًّا شابًا حسن المظهر


لكن كلّ الضيق الذي شعرت به من الخادمتين اختفى 

بمجرد أن دخلت غرفة النوم خلف قاعة المكتب


كانت غرفة النوم فخمة و أنيقة


الأرضية مغطاة بجلد غزال ، وفوق السرير الكبير سقف عالي ، 

وستائر سوداء مطرّزة بالشمس والقمر تنسدل حوله، 

وتغمره بهالة من القداسة… كأنها هالة سرير تنين إمبراطوري


أعجبتُ بما رأيتُ بشدة


صرفتُ الخادمتين ، وتقدّمت نحو السرير



رفعتُ الستائر ، وحين هممت بالاستلقاء ، وقع بصري على 

ما كان مفروشًا فوق السرير


تجمّدتُ في مكاني — كان ذلك رداء التنين ——


مررتُ بيدي على التنّينات الإثني عشر ، والأنوار التسعة ، والنجوم السبعة ، 

ونصف القمر… كلّها انسابت تحت أناملي


هذا هو الرداء الاحتفالي الذي أمرتُ بنسجه ، 

وشارك فيه ثلاثة آلاف مُطرِّز على مدى ثلاثة أشهر استعدادًا 

لطقس عبادة السماء ،

ارتديتُه يوم اعتلائي للعرش ، وارتديتُه يوم تنازلي… 

وكنت أرتديه عندما التقيتُ شياو دو ،، وها هو… يعيده إليّ …


أمسكت كمّ الرداء ، وعانقته إلى صدري ، واستنشقتُ رائحته بعمق


كانت هناك رائحة مسك كثيفة… رائحة شياو دو ——


{ هل… هل جرب شياو دو هذا الرداء على جسده ؟ 

وكيف حصل عليه أصلًا ؟ }


لم أملك وقتًا للتفكير


فقد غلبني الشوق ، ومددتُ يدي إلى حزامي ، أفكّه 

بسرعة… وأصابعي ترتجف من شدّة مشاعري



خلعتُ أردية النوم ، واتجهت إلى المرآة ، وأخذتُ نفسًا 

عميقًا قبل أن أرتدي رداء التنين بعناية


كنتُ قد نحُلت كثيرًا ، فصار واسع عند الخصر ، 

لكنني مع ذلك بدوتُ كالإمبراطور حقًّا

رفعتُ رأسي ، نظرتُ يمينًا ويسارًا ، 

ولم أجد إلا أن رأسي خالي … يفتقر إلى شيء من الهيبة 


: “ يا عمّي الإمبراطور هل تبحث عن هذا ؟”

 

انتفضتُ ، واستدرتُ لأجد شياو دو واقفًا عند الباب


لا أعلم متى دخل


يحمل صينية ذهبية ، تعلوها قطعة لامعة… تاج الـ«ميان» 

المزيّن باثنتي عشرة شرابة من الذهب


أبهرتني تلك اللمعة المذهلة ، فعجزتُ عن الكلام لحظة


رأيتُه يقترب ، يضع الصينية على المنضدة ، 

ثم يرفع التاج بكلتا يديه ويضعه على رأسي ،


نظرتُ في المرآة ، ورأيتُ الشراريب الاثنتي عشرة من الذهب 

والياقوت تتدلّى على جبيني ، فتزيد العيون بريقًا


شياو دو:

“ العم الإمبراطوري يتمتع حقًا بهيبة الإمبراطور ،،

أتمنى أن أرى يومًا … عمّي يحكم العالم "


جمع شعري إلى الخلف ، ومرّر ذراعيه من حول جسدي 

وهو يربط شرائط التاج ببطء ،

فجأة ، شعرتُ وكأنه ينسج حولي شبكة… 

يحاصرني خيطًا بعد خيط


ضحك شياو لينغ ضحكة خفيفة :

“ دو’إير … كم أنت مُبادر ،، 

لم أعد أعرف كيف أدلّلك بعد الآن "


توقّفت يدا شياو دو عند العقدة —-

رفع عينيه إليّ… وكان في نظره شيء ساحر —-

بصوت خافت :

“ أن… تعجب بي فقط . هذا يكفيني .”


انقبض صدري ، وعادت تلك الكآبة الممزوجة بالخوف ،

{ هذا الذئب… صرتُ أخشاه حقًّا }


قاومتُ رغبةً في الابتعاد عنه ، ورفعتُ يدي إلى جبيني ، 

ثم تمدّدتُ على السرير قائلًا بتكاسل مصطنع :


“ لقد تأخر الوقت… أنا متعب ... 

عليك أن تعود لترتاح أنت أيضًا "


لكن شياو دو لم يغادر — بل جلس إلى جانبي

وقال وهو يميل نحوي قليلًا :

“ هل ينام عمّي الإمبراطور مرتديًا رداء التنين ؟”


مال بجسده حتى حجب ضوء الشمعة ، فألقى فوقي ظلًّا ثقيلًا


لم يتحرّك حركة كبيرة ، لكن كل شيء في جلسته كان يحمل تهديدًا غامضًا


تذكّرتُ اللوحات التي ذكرها باي لي… وانقبض صدري أكثر


مع أنني كنتُ أرتدي رداء التنين، شعرتُ وكأنني عارٍ تمامًا


{ من يدري ما الذي يدور في رأس هذا الذئب الآن ؟ }


تراجعتُ إلى الخلف… دون وعي


: “ سـ… سأخلعه بنفسي لاحقًا "


: “ يا عمّي الإمبراطوري …”

امتدّت يد شياو دو إلى خصري ، وفكّ لي الحزام الحريري 

المُزيّن باليَشم

“ أتخافني؟ 

أيّ رجل تظنّني؟ 

قلتُ لك… لستُ مثل والدي الإمبراطور "


وحين انتهى تمامًا من فكّ الحزام ، 

بدأ يفك أزرار رداء التنين من الأمام ،

ولمّا وصل صدري ، توقّفت يده… 

وضغط براحة كفه فوق قلبي ،


كان قلبي يضرب بعنف من الفزع، لكنّ زاوية شفتي شياو دو ارتفعت ، كأنه فاز بسرّ مذهل


انحنى، وقبلّني هناك


شفتاه ساخنة … كجمرٍ وقع على قلبي


اختنق نفسي ، وشرقتُ بسعالٍ حادّ


شياو دو ابتسم :

“ قلب عمّي الإمبراطور ينبض… بسرعة كبيرة "


دفعتُه بعيدًا عن السرير ، وأسدلتُ الستائر بعنف :

“ اخرج ! أنا متعب… ألا تسمع ؟!”


ضحك شياو دو بصوت منخفض ، وكأنه في غاية الرضا:

“ عمّي الإمبراطور… ليلة سعيدة "


ولمّا ابتعدت خطواته أخيرًا ، تنهدت بارتياح


نزعتُ رداء التنين على مضض ، ووضعته تحتي ، 


وظللت مستيقظًا طوال الليل. لم أنم إلا عند بزوغ الفجر


ولكن لم يمض وقت طويل حتى استيقظت مذعورًا من كابوس غريب


فتحت عيني متذكرًا بشكل غامض المشهد الضبابي من حلمي 


كنت أرتدي رداء التنين ، وأتلوى مع شياو دو على عرش التنين ، 

بينما يقف الوزراء والحرس في القاعة السفلى يشهدون المشهد الآثم بين العمّ وابن أخيه 


و خارج القصر —

جيوش مملكة ذئاب تشي يضغطون على الحدود 


استيقظتُ غارقًا في العرق البارد ، و بنطالي لزج مجدداً 


شعرتُ بخزيٍ هائل… وبقشعريرة قلق — هذا الحلم مليئاً بالرموز التنبؤية والإنذارات


رنّ ناقوس الحارس معلنًا ساعة تشن — سارعتُ بإخفاء رداء 

التنين تحت السرير ، 

ثم استدعيتُ الخادمات ليساعدنني على الاغتسال والارتداء


أنا الآن باي تشن وكان عليّ بطبيعة الحال حضور البلاط 

الصباحي وإلقاء الدروس ، وليس العيش في ترف الإمبراطور المتنحّي


وعندما انتهيتُ وتناولْتُ فطوري ، خرجتُ لأجد مدير فناء 

وليّ العهد ينتظر عند بوابة غرفتي


قادني إلى عربة شياو دو لنذهب معًا إلى المحكمة الصباحية


كان شياو دو مفعمًا بالنشاط ، أمّا أنا… فكنتُ كمن 

استُنزفت روحه على يد عفريت


استندتُ على مِسند العربة ، أُقاوم النعاس 


قال شياو دو بنبرة فاحصة :

“ عمّي الإمبراطور… ألم تنم جيدًا البارحة ؟”


تمتمتُ: “ همم…”

{ كيف يمكن أن أهنأ بالنوم… وأنا في عرين الذئب ؟ }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي