Ch62 الإمبراطور الأسير
شعرت بالذهول الشديد : " أنت...لماذا تفعل هذا ؟"
إذا كان أي شخص آخر قد خانني ، لم أكن لأندهش إلى هذا الحد ،
لكن باي تشن كان مختلف —- إنه من عائلة باي ، وهو أكثر
وزير أثق به ، وهو أيضاً خالي
على الرغم من أنني لا أؤمن كثيراً بروابط الدم ، إلا أن عائلة
باي قد أقسموا بالولاء لوالدتي
ارتجف معصم باي تشن ، وابيضت مفاصل أصابعه :
" جلالة الإمبراطور أريد فقط أن أتوسل إليك أن تسمح له
بسبيل للنجاة ،،،
أنا على استعداد لأن أدفع الثمن بـ موتي ."
عندما رأيت الدموع تتلألأ في عينيه ، أدركت على الفور ،
ودارت الأفكار في ذهني—
{ خالي هذا — ذو الشخصية القوية واللطيفة من الخارج ولكنه صلب من الداخل ،
وقع في حب شياو لان!
إنه على استعداد لأن يموت من أجله !
شياو لان …. يا شياو لان ، أي نوع من السحر ألقيته عليه بالضبط ؟
كل ما فعله هو أن جعل باي تشن يبيت ليلة واحدة ، فلماذا
يعامله باي تشن بهذه الطريقة ؟
هل هناك تاريخ بينهما لا أعرفه ، أم أنهما شعرا بالحب سراً
خلال جولتهما الشمالية ؟ }
باي تشن : " جلالة الإمبراطور أرجوك أصدر الأمر واسمح لـ شياو لان بالمغادرة "
{ حسناً ، سأرى ما سيفعله هذان الاثنان }
لوحت بيدي ، وأمرت التشكيل العسكري بفتح ممر يؤدي
مباشرةً إلى بوابة المدينة
رفعت عيني ونظرت
رأيت شياو لان يقترب من الدرج مع حراسه بخطوات ثابتة وهادئة ،
وكأنه يذهب إلى نهاية مصير محدد سلفاً
بدأ الثلج يتساقط بغزارة ، تماماً مثل اليوم الذي تنازلت
فيه عن العرش لأجله
{ يا لها من سخرية القدر }
حدق بي، وحدقت به، وكنا صامتين للحظات
عندما اقترب من عربتي ، أدركت أنه لم يكن ينظر إليّ ، بل
كان ينظر إلى باي تشن
ظهر على وجهه الشاحب ، الذي كان عادة لا يظهر أي
مشاعر ، تعبير مصدوم
لكنه سرعان ما ابتسم
كانت تلك الابتسامة مليئة بالمشاعر المختلطة ، ولا أعرف
كم من المشاعر كان يخفيها
شياو لان :
" باي تشن لم أتخيل يومًا أنك ستفعل كل هذا من أجلي حقاً "
ظهرت ابتسامة خافتة على وجه باي تشن ، لكن شفتيه
المرتعشتين ازداد لونهما الأرجواني بوضوح
انقطع نفسي — { لقد تناول سماً —- لقد كان مستعداً
للموت من أجل شياو لان منذ البداية — }
تمتم باي تشن : " ذلك الطائر في ذلك العام ، كان مني "
كان صوته منخفضًا لدرجة أنه كاد لا يُسمع ،،،،
لكنني سمعته ،،،
لا أعرف ما إذا كان شياو لان قد سمعه ، لكنني رأيت دماً
أسود يسيل من زاوية فم باي تشن
لا أعرف كيف ، لكنني تذكرت طائر أبو منجل القرمزي الذي
حبسه شياو لان في القفص ، وتكونّت لذي فكرة ما
عبس شياو لان : " ماذا قلت ؟" لم يسمع بوضوح ،
ولم يرى الدم على فم باي تشن ،
انتقلت نظرته إلى وجهي ، وابتسم ابتسامة غريبة :
" يا الأخ السادس مضى وقت طويل "
: " الأخ الرابع كيف حالك ؟ "
: " أنا بخير " أجاب كلمة كلمة ،
وفي عينيه المظلمتين مشاعر معقدة ،
أعتقد أنه يكرهني بشدة — لم أستعد العرش منه فحسب ،
بل قتلت أيضاً ابنه المدلل ، والآن وصلت إلى هنا مع ابنه
الرابع الذي احتقره ، وحاصرته بشدة
حتى لو كان لديه عشق عميق لي في الماضي ، فإنه الآن يريد
فقط التخلص مني في أسرع وقت ممكن
كنت أعلم أنه لا يمكنني السماح له بالخروج حياً من هنا ،
وإلا فستكون العواقب وخيمة
بعد هذه الجملة ، لم يقل كلمة أخرى ، وعلم أنه لا يمكنه
البقاء لفترة أطول
نظر بسرعة إلى باي تشن ، ثم نفض أكمامه ومضى
ركب حصانه مع حراسه ، واندفع على عجل خارج المدينة ،
عندما وصل إلى بوابة المدينة ، توقف للحظة ، وكأنه يريد
أن يلتفت ، لكنه في النهاية لم يفعل
بعد أن رأيت ظهره يبتعد تدريجياً ، ازداد ارتعاش يد باي تشن ،
وبدأ الخنجر المثبت على عنقي يرتخي
استغليت غفلته ، وأمسكت بمعصمه ، واندفع الخنجر الذي
تركه لي شياو دو للدفاع عن النفس فجأة من كمّي ، ووجهته إلى قلبه
لكن لم تكن هناك حاجة لي لأفعل المزيد—كانت نظراته
قد تشتتت بالفعل ، وسقط الخنجر من يده بصوت ارتطام على الأرض
تمايل، وتقيأ كمية كبيرة من الدم الأسود الكثيف ، ومال
جسده إلى الخلف بهدوء
مددت يدي وسحبته
لم أعتقد أن باي تشن — الذي بدا أطول قامة مني ، كان
خفيفاً جداً ، خفيفاً كـ الريشة
ربما لأنه كان يموت ، وكانت روحه تتحول ببطء إلى رماد
شياو لينغ : " لماذا ؟"
لم أستطع أن أفهم ، لكن قلبي شعر بألم غريب
ربما لأنني حملت شخصاً في قلبي ،
بدأت أفهم طعم الغرق في الحب ،
شياو لينغ : " هل يستحق الأمر ؟"
{ هل يستحق كل هذا العناء من أجل شخص لم يكلف
نفسه عناء النظر إليك وهو يغادر ؟ }
لم يعد باي تشن قادراً على الكلام ، كان يسعل كميات كبيرة
من الدم الأسود الكثيف ،
لكن يده مشدودة بشدة على صدره
مزق ياقته الملطخة ، ورأيت في الجيب الداخلي لملابسه
ريشة حمراء زاهية كالدم
{ ' ذلك الطائر ' ما الذي يقصده ؟ }
صرخ شياو لينغ بصوت حاد : " أحضروا طبيب الجيش !"
رفعت عيني ورأيت شخص يرتدي اللون الأزرق يندفع نحو
العربة ، ويركع أمامي ( يوي يي )
وجهه مليئ بالألم وهو ينظر إلى الأعلى ، ووجهه الوسيم
مشوه وشاحب ، لكنه ظل ساكناً ، ولم يصدر صوتاً ،
مما سمح لطبيب الجيش بالتقدم لفحص باي تشن
" جلالة الإمبراطور ، لقد تناول الوزير سُمّاً قاتلاً ...
لا يمكنني فعل أي شيء "
طلبت منه المغادرة
شاهدت الضوء في عيني باي تشن يختفي شيئاً فشيئاً ،
حتى أصبح صمتاً تاماً
بقي يوي يي راكعاً أمام العربة لفترة طويلة ، ثم نهض فجأة ،
وخرج متعثراً بضع خطوات ، وصرخ بعويل مؤلم لا يُطاق
لم يكن هذا الصوت يشبه ما يصدره شاب من عائلة نبيلة ، بل مثل وحش محاصر يكافح للبقاء حياً ،
وبعد صمت طويل — تحدث يوي يي :
" جلالة الإمبراطور سأذهب لأحضر المسؤول العسكري لـ مملكة لين ( شياو لان )”
كان صوته ممزقاً كقطعة قماش
: " اذهب ..." وقفت ، والتقطت الريشة من صدر باي تشن : " أحضره حياً "
وكما توقعت ، لم يهرب شياو لان بعيداً ، لقد التقى بـ ثلاثين
ألف جندي من جيش تشي بقيادة شياو دو وتم قطع طريق
تراجعه من الخلف من قبل يوي يي الذي لحق به عن كثب
في هذه الليلة ، حوصر في مدينة وِنتشنغ — ليست بعيدة عن عاصمة تشي
و عندما رأيته مرة أخرى ، كان لا يزال يركب حصانه ، ورفض
أن يظهر أي مظهر من مظاهر الهزيمة والاستسلام
في النهاية ، سيطر عليه يوي يي ووضع الخنجر على عنقه ، واقتاده أمامي
رفع رأسه وابتسم لي، دون أي خوف، وما زال يبدو هادئاً وغير مكترث
شياو لان : " لم أكن أتوقع أنني ، على الرغم من كل
جهودي ، سأخسر هذه اللعبة بالكامل في هذا العمر ..."
رفع زاوية شفتيه ، ونظر إليّ بعمق :
" الأخ السادس لقد فزت "
ضيقت عينيّ : " أنت حقير ، استغليت مشاعر باي تشن
تجاهك لمواجهتي "
: " الرجل الذي يسعى إلى إنجاز عظيم لا تُقيده التفاصيل التافهة ،،
لقد حاولت فقط أن أترك لنفسي طريقاً للنجاة ، ولم أضع
أملي عليه "
قال ذلك ، لكنه نظر حوله ، وكأنه يبحث عن أثر لـ باي تشن
لم يكن يعلم أن باي تشن كان مستلقياً بهدوء في عربتي
لم يلتفت إليه أبداً ، لكن ذلك كان الوداع الأبدي
مددت الشيء الذي في يدي أمامه : " لا تبحث ... لقد مات "
تصلبت الابتسامة على وجه شياو لان على الفور ،
وحدق بغير تصديق في الريشة القرمزية ،
: " ماذا قلت ؟"
: " قبل موته، بدا وكأنه يريد إخبارك بشيء ..." توقفت :
" قال... إن ذلك الطائر في ذلك العام ،، كان منه "
اهتز جسد شياو لان فجأة ،،
ضيّق عينيه ، وبدا مرتبكاً بعض الشيء : " ماذا قلت ؟"
كررت الكلمات كلمة بكلمة :
" قال ، إن ذلك الطائر في ذلك العام ،، كان منه "
حدق شياو لان بي بذهول — بدا وكأن قناعاً قد انهار عن وجهه ،
كاشفاً عن اللحم والدم الحقيقي والبشع تحته ،
التعبير على وجهه في هذه اللحظة مروع ،
لم أرى أبداً شياو لان يكشف عن عواطفه بصراحة على وجهه ،
ربما لأن الطائر الذي ذكره باي تشن كان يعني شيئاً له حقاً
تمتم في ذهول وضياع : " اتضح أن الأمر هكذا ،
كل هذه السنوات..."، وكرر الكلمات عدة مرات
فجأة ، أمسك السيف الموضوع على عنقه ، واندفع الدم من
بين أصابعه : " أين هو ؟
شياو لينغ دعني أراه ، دعني أراه !"
قال يوي يي بصعوبة ، بصوتٍ متقطعٍ ومبحوح :
" أنت لا تستحق رؤيته !"
أغمضت عيني ، ورفعت الستارة فجأة
توقف صراخ شياو لان فجأة
تقدم بضع خطوات ، ولم يستطع يوي يي إيقافه :
" انتبه جلالة الإمبراطور !"
ارتفع صوت الأوتار المشدودة للأقواس والسهام فجأة
رفعت يدي لمنع إطلاق السهام ، وأفسحت الطريق
قفز شياو دو واحتضنني فوراً
التفت ورأيت شياو لان يقترب من العربة بخطوات مرتبكة
توقف للحظة ، ومد يده محاولاً سحب باي تشن ، لكن يوي يي رفض أن يسمح له بلمسه
و فوراً دفع شياو لان ليسقط على الأرض
رأيت في يد شياو لان شريط حريري ملطخ بالدماء ،
وسقط شيء وتدحرج على الأرض ،
كان تاج الرأس الرسمي لـ باي تشن
شياو لان على ظهره على الأرض ، و سيف يوي يي على عنقه ،
لكن يده ظلت مشدودة على الشريط بشدة ،،
ثم تنهد تنهيدة عميقة ، وقال جملة —
لم أفهم هذه الجملة إلا بعد سنوات عديدة ،
عندما عثرت بالصدفة على مذكرات تركها باي تشن ——-
تبين أن عشق شياو لان الآثم لي كان خطأً محضاً تماماً
— قال : لقد أضعتك كل هذه السنوات —-
يتبع
يعني شياو لان ندم إنه ضيّع مشاعر باي تشن — و كانت مشاعره للشخص الخطأ
( الفصل الجاي تفهمون )
تعليقات: (0) إضافة تعليق