Ch8 الإمبراطور الأسير
صُعِقتُ للحظة —-
منذ وفاة ليانغ شِنغ — لم يجرؤ أحد في هذا القصر على
ذكر اسمه مجدداً ،
كان بالنسبة لهم مجرّد نملة صغيرة لا قيمة له في شبكة
السلطة الهائلة داخل القصر الإمبراطوري،
طائر واهي يتشبث بالشجرة الساقطة و التي هي أنا
وحين مات… فقد مات —- التاريخ لن يسجّل اسمه ،
ولن يبقى له أثر في أي سجلّ ،،، وحدي أنا من يتذكره ….
{ كيف عرف به هذا الذئب ؟
هل أخبره من شياو لان ؟
هل بلغ به الفرح في انتزاع مَن أحببْتُه إلى حدّ أن يفاخر
بذلك أمام ابنه ؟ }
قلت بصوت هادئ لا يعكس شيئًا من اضطرابي :
“ من أين سمعتَ بهذا الشخص ؟”
ظلّ شياو دو يدير ظهره لي، رافضًا الالتفات
وقفته مستقيمة كالسهم ، كأنه يواجه عدوًّا شرسًا
“ البارحة … كان عمّي الإمبراطوري ثمِلًا للغاية ...
و ظللتَ تمسك بخصر خصي شاب وتنادي هذا الاسم
هل كان وزيرًا مقرّبًا إليك في الماضي ؟”
تجمّدت
لم أتذكّر أنني أمسكت بخادم أو ناديت اسم ليانغ شِنغ…
لكن هذا أكّد لي —- أنّ من أنقذني ليلة أمس لم يكن غير
هذا الذئب الفتى
و لانتزاع فريسة من بين أنياب نمر ـ { حقًا يمتلك الجرأة ..
ومع ذلك… أن يراني هذا الفتى في حالة سُكر وفوضى كهذه ،
كان أمرًا …. مخزيًا للغاية … }
اشتعل وجهي غضبًا وحرجًا معًا
شياو لينغ :
“ مجرد خصي شاب خدمَني سنوات طويلة "
تشنّج فكّ شياو دو — وبقي صامتًا فترة طويلة
ثم قال بنبرة يصعب فهمها
: “ مجرد… خادم ؟”
استغربتُ من تساؤله
و خفت فجأة…
{ هل كنتُ ثمِلًا إلى درجة أنني ارتكبت فعل غير لائق
مع ذلك الخادم الذي ظننته ليانغ شنغ ؟
وهل رآني هذا الذئب …؟ }
ما إن خطر هذا المشهد ببالي حتى غمرني العار والسخط، فوبّخته بصوت بارد :
“ سواءً كان يخدمني… أو شيئًا آخر ، فهذه أموري الخاصة ،
هل يحقّ لمَن هو أصغر سنًّا أن يسأل عنها ؟”
شياو دو بصوت مبحوح :
“ ابن الأخ هذا لا يجرؤ ”
لم انتهي من دهن ظهره و نهض فجأة ،
رافعًا ذراعيه ومرتديًا رداء النوم من جديد ،
شياو دو : “ أشكر عمّي الإمبراطوري على تكبّد عناء المجيء
أنا مُجهَد ،
هل يوجد أمر آخر تودّ قوله ؟”
شياو لينغ { هه… نسيت ...
ينبغي مداعبة الفراء مع اتجاه نموّه إن أردت تهدئة ذئب }
رفعتُ حاجبيّ وخفّفت نبرة صوتي:
“ اجلس ،
كيف أحدثك وظهرك موجّه إليّ بهذا الشكل ؟”
لكنه لم يتحرك
شياو دو بصوت منخفض :
“ الأمر… غير مناسب الآن "
ذكّرني كلامه بما قاطعته عليه قبل قليل —-
وبدا أنه لم يهدأ بعد
ومَن يستطيع ؟ لقد فُوجئ فجأة ،
ورغم ذلك لم تخمد شرارته…
{ فتى قويّ البنية حقًا، موهوب بجبل من الحيوية }
تنهد شياو لينغ :
“ لا بأس ...
انتهي من مشكلتك أولًا ، وإلّا أذيتَ نفسك بكبتها
سأتحدث معك لاحقًا "
عندها انشدت قبضتا شياو دو بقوة ،
و كأن ما قلته كان أشد من السياط ،
: “ يا عمّي الإمبراطوري…”
سعل شياو لينغ مرتين وسخر قائلًا :
“ تابع إذًا ، أم تريدني أن أساعدك ؟”
تجمّد شياو دو مكانه لحظة ،
كأن طاقته بلغت حدّها ….
ثم التفت يمينًا ويسارًا ،
ومشى إلى خلف الشاشة القريبة من الباب
و سرعان ما بدأت أصواتُ أنفاسٍ مكبوتة تصل إلى أذني
لا يريد شاب في مثل سنّه أن يسمع كبيرُه صوتًا كهذا ،
لذا أسرع ، وأنهى الأمر بعجلة ،
لكنه بعد ذلك جلس طويلًا بلا حركة
وحين بدأتُ أشعر بالنعاس ، خرج أخيرًا من خلف الساتر
: “ يا عمّي الإمبراطوري اشرب قليلًا من الماء "
كنت أغفو حينها سمعت صوته قرب أذني
فاجأني عبقٌ ثقيل من رائحة المسك ،
ممتزج برائحة جسد رجل بعد قذف ، فاضطررت للعطاس ،
ناولني كوب شاي ساخن
أخذته ورشفت منه
رفعت رأسي لأرى شياو دو وقد ارتدى معطف خارجي بفراء ،
وجلس مستقيمًا كما لو أنه يستمع لدرس من معلّم
ورغم ذلك ، بقيت عيناه منخفضتين ، يرفض النظر إليّ مباشرةً
عرفتُ أنه محرج لأنني فاجأته قبل قليل ،
سخرت منه { ' جلد هذا الذئب الصغير رقيق جدًا ' …
( ليس جريء وخجول )
لا يشبه أبدًا أولئك البرابرة المنفلتين القادمين من وراء الحدود }
شياو دو :
“ يا عمّي الإمبراطوري… ما الذي جئت لتخبرني به؟”
لوّحت له بإصبعي ليقترب
: “ تعال ، لا نريد للجدران آذانًا "
التفت ببطء واقترب على مضض
أمسكت ياقة ردائه ، واقتربت من أذنه ،
ودخلت في صلب الحديث مباشرةً
: “ هل سمعت أن الكاهن الأكبر فاي يان اقترح على والدك
الإمبراطور خلال جلسة المحكمة الصباحية أن يتم تسميتك ولي العهد؟ ”
أومأ شياو دو وصوته منخفض :
“ أجئتَ من أجل هذا ؟”
أردت رؤية ردة فعله حول هذا الموضوع ، فسألته
: “ صحيح ، هل لديك رأي ؟”
ابتعد قليلًا ، وانسابت قطرة عرق عن عظم وجنته الذي بدأ يبرز حديثًا
: “ يا عمّي الإمبراطوري… الأفضل أن تتحدّث بصراحة "
تأمّلته
بدا لي خائفًا من هذا المنصب الكبير
{ هل هذا الذئب الصغير مجرد نباح بلا عضّ؟
إن كان لا يجرؤ على السعي نحو ولاية العهد…
فذلك سيكون خسارة عظيمة .. }
خفضتُ صوتي:
“ أخبرني… هل تريد أن تكون وليّ العهد ؟
أن تصعد عرش التنّين وتصبح ابن السماء لامبراطورية ميان ؟”
عينا شياو دو الخضراء لمعت ، وانقبضت حدقتاه قليلًا
في هذا التغيّر الخافت ، رأيت بريق الرغبة
ابتسمت { نعم… هو يريدها …
أي أمير لا يرغب بالعرش ؟ قليلون جدًا }
بدأت أغريه
: “ إن أصغيتَ لكلام عمّك من اليوم فصاعدًا ، سأرفعك حتى
تعانق السماء ،
إذا أصبحت ابن السماء ، مع السلطة العليا في يديك
لن يجرؤ أحد على الدوس عليك مجدداً ،
ستسيطر على الرياح والأمطار ،
وستتمكن من الحصول على أي شيء ترغب به ."
ردّد شياو دو : “ كل ما أرغب به ؟”
: “ طبعاً "
تحرّكت تفاحة آدم في حلقه :
“ وهل… يدخل الناس ضمن ذلك ؟”
تفاجأت لحظة ، ثم فهمت :
“ الناس أيضاً ،
ما دمت الأقوى ، فكل شخص سيكون في متناول يدك "
ومراعاةً لكرامة شابّ بدأ يكتشف رغباته ،
لم أستطع كبح فضولي ، و حاولت أن أتماسك…
ثم استسلمت وسألت:
“ دو’إير … قل لي من التي أعجبتك ؟
سأجد طريقة لأجعلها لك "
نظر إليّ من طرف عينه ، وبدا الغضب يلوح في ملامحه —
شياو دو : “ لا يمكنك مساعدتي "
: “ أهي من حريم والدك الإمبراطور؟”
رد شياو دو بصوت متحفظ :
“ يا عمّي الإمبراطوري… ستعرف لاحقًا "
: “ حسنًا، إن لم ترغب بالكلام "
هز شياو لينغ رأسه
{ فترة المراهقة… أخطر ما يكون
حركة واحدة غير حذرة وقد أدوس على ذيل هذا الذئب الصغير }
غيّرتُ الموضوع :
“ من الآن فصاعدًا ، اقترب من فاي يان على نحوٍ غير معلَن ،
ليس بشكل واضح ،
وحين تجد وقت ، اذهب إلى معبد الآلهة عند البوابة
الغربية لتقدم القربان وتطلب العِرافة ،
فاي يان يزور ذلك المكان كثيرًا ،
درّب نفسك على التزلج في الجليد جيّدًا ، واسعَى للفوز
بالمرتبة الأولى مجددًا في طقس الربيع .
إن استصعب عليك شيء ، تعال إليّ ليلًا ،
واحذر من شياو يو… تصرّف بحذر من اليوم فصاعدًا ،
ولا تُغضِب والدك الإمبراطور مجدداً ،
اسعَى دائمًا لما يُرضيه .”
أومأ شياو دو:
“ سيتذكر ابنُ الأخ كلام عمّه الإمبراطوري "
ابتسمت
{ لا يهم إن كان بطيء الفهم… المهم أن له رغبات ، ومستعدّ للإصغاء }
قلت وأنا أرتشف الشاي برضا :
“ التميمة اليَشَمية التي أعطيتُك إياها… هل أعجبتك ؟
لقد كانت غرضًا شخصيًّا لي ،
هدية من والدتي حين صلّت لأجلي في معبد الإلهة ،
ارتديتها عشر سنوات .
أعطيتُك إياها لتحجب عنك الشرّ وتدفع عنك الكوارث .
إن رأيتَ الحمرة الدموية في حجر اليشم يزداد قتامة …
فاعلم أن مصيبة دموية تقترب ،
وعليك أن تكون حذراً في كل شيء .”
تجمّد شياو دو في مكانه
أخذ التعويذة المعلّقة عند خصره وأمسكها بقوة
شياو دو : “ شيء شخصيّ مهم كهذا… وتُعطيه لي؟”
كنتُ أعرف أن هذا الذئب الصغير قد امتلأ قلبه بالعاطفة ،
في الحقيقة ، لم يكن الأمر سوى غرض عادي لا يحمل قيمة
كبيرة عندي ، لكنّي قلت بصوت مُتعمّد :
“ احفظه جيدًا . لا تضيّعه أبدًا .”
رفعتُ رأسي نحو السماء ، ظهر أول خيط من ضوء الفجر
: “ حسنًا… لقد اقترب الصباح ، حان وقت ذهابي .”
نهضتُ من السرير ،
لكن دوارًا مفاجئًا ضربني للحظة —- تجمدت
اندفع شياو دو نحوي بسرعة وأمسكني قبل أن أترنّح
وفي هذه اللحظة بالذات ، اقتربت خطوات سريعة من
الخارج وتوقفت عند الباب
ثم دوّى صوت حاد —-—
: “ سموّ الأمير الخامس
لقد وصل جلالته إلى السكن الشمالي !”
قفز قلبي إلى حلقي
تحرّك شياو دو بسرعة مذهلة و همس في أذني:
“ سامحني يا عمي الإمبراطوري "
ثم رفعني إلى السرير ،
غطّى جسدي كله باللحاف ،
بعثر بعض الشعر على الوسادة ،
خلع رداءه الخارجي ،
ثم دخل تحت اللحاف معي في رمشة واحدة
ارتبكتُ بشدّة من تصرّفاته المتلاحقة السريعة ،
وكدتُ أسعل بلا إرادة
حاولت أن أفتح فمي لأهمس له، لكنه وضع يده على فمي
وبدأ…
يُحاكي حركات الجنس ، يهزّ السرير بقوة حتى ظهر صوت صرير فاضح
أردتُ خنق هذا الذئب الصغير بيديّ ،
لكن لم يكن أمامي سوى مسايرته وسط هذا الجنون
نادى الخصيّ خلف الباب : “ سموّ الأمير الخامس؟”
تجاهله شياو دو تمامًا —- ، وظلّ يلهث ،
و صوته يزداد فُجورًا ، والسرير يعلو صريره
لا بدّ أن الخصيّ ألقى نظرة عبر شقّ الباب…
لأنه أسرع مبتعدًا في الحال —-
عندها فقط أبعد شياو دو يده عن فمي وساعدني على
النهوض من السرير
وبمجرّد أن خرجتُ من غرفة شياو دو — كان شياو لان قد وصل —
سمعت صوت شياو لان يوبّخه في الممرّ
سأله لماذا يعبث مع جارية أثناء فترة العقوبة
لكن شياو دو ظلّ صامتًا
كنتُ أرى بوضوح أن شياو لان بعد حفل الرماية قد بدأ يُولي
هذا الابن اهتمامًا أكبر
مجيئه بنفسه لرؤيته بعد أن جلده عشرين جلدة كان الدليل الأوضح
اقتصر عقابه على تمديد الحبس يومين آخرين،
ولم يذكر حادثة الليلة الماضية عندما حاول إرسالي إلى غرفة نومه ، لكن شياو دو منعه
هذا أراحني بعض الشيء — في النهاية ، لم يكن شياو لان
حقيراً لدرجة أن يكشف عن رغبته الملتوية وغير الطبيعية
تجاهي أمام ابنه
وأما أنا… فلم يكن بوسعي الجلوس وانتظار نهايتي ….
يتبع
نسيت اشرح لكم ( إير ) لما تنضاف للاسم دلاله للتدليل
والتصغير يعني مثلاً كأنها ( يا دو الصغير \\ يا ابني دو )
الشاشة :

اول مرة اقرأ رواية متحررين في الج** بذي الطريقة يعني مابقي الا يسويها معاه صدق 🙂
ردحذف