Ch73| 74
تتفتح الدوائر المتحدة وتتلاشى ، وتدور بسرعة
أخذ دو جينغ تشو لويانغ ، متجنبًا الدوائر الضخمة التي تقترب
صرخ تشو لويانغ : " احذر !"
: " نسبة إعادة التشغيل: 20% "
لم يعد لديهما خيار آخر سوى الاصطدام بدائرة ضخمة أخرى ،
تم دفعهما نحو المستقبل القريب ،
تتلألأ الإنارات الليلية ، ولكن في لحظة واحدة ، وجد دو جينغ وسيلة للهروب وسحب تشو لويانغ للخارج
تقدموا عبر دوائر الزمن المتحركة ،
يقتربان من القرن الخامس الميلادي ،
حيث كانت الدوائر تتنقل حولهما ،
ودو جينغ أصبح كالنجم ،
يحتضن تشو لويانغ ويسقط من أعلى نحو أرض أوروبا في العصور الوسطى ، تتلألأ فوقهم الأضواء المتلونة التي شهدها الشمال قبل 1500 عام
صوت انفجاااار مدوي ،
عبر الاثنان الزمان والمكان ، فتوجه تشو لويانغ وامسك بمعصم دو جينغ
: " نسبة إعادة التشغيل: 30% "
اندفعت العجلات الزمنية نحوهما ،
ومر تشو لويانغ فوق قمم الأشجار ،
ثم اجتاز تلك الدوائر
كلما اقتربا من المركز ، كانت سرعة دوران الكرة السماوية تتباطأ ، ويمر الوقت بشكل أطول ——-
كلما اجتازا دائرة زمنية ، كانت آلاف السنين بل وحتى ملايين السنين تمر في لحظة ——-
صرخ تشو لويانغ : " ديناصورات !! "
بينما أصوات غريبة تصرخ ، أمسك دو جينغ بيد تشو لويانغ، وتحول كوميض ليندفع من عصر الديناصورات ، ثم بسرعة لمحوا القمم الشاهقة ، والثورات البركانية ، والنباتات الكثيفة الخضراء التي تصل إلى السماء ، والبحر الذي يغلي مثل وعاء من الحساء
دو جينغ : " العصر الكامبري "
تجولوا في حلقات الدوائر ،
حيث ملايين السنين تتجمد كلمحات ،
وسمعوا صوت الرعد والبرق ،
الظلام يحيط بهم ، والكرة الأرضية محاطة بمحيطات شاسعة
صوت جديد : " الحياة على وشك الظهور "
ظهر صوت رجل غير معروف إلى آذان دو جينغ وتشو لويانغ ،
ليس صوت الجد تشو يوان ، ولا صوت دو جينغ
تشو لويانغ فجأة : " هل تسمع ذلك ؟"
رد دو جينغ: " من هو؟"
تجولوا في البرق المتلألئ ——-
صوت رجل آخر : " الأحماض الأمينية بدأت تتشكل..."
في لحظة ، تحولت الأرض إلى فرن ضخم ، وطارا عبر عجلة الزمن لأكثر من بليون سنة ،
بينما الكرة السماوية تدور ببطء
: " نسبة إعادة التشغيل: 60%..."
أطلقت الأرض المولدة من الصهارة الجارية كائن سماوي ، مكونة منظر رائع وجميل ، ثم انكمشت الشمس ، ثم انتفخت ، وانفجرت ، مكونة رياح شمسية عاتية
: " 70%..."
صرخ تشو لويانغ : " دو جينغ—!"
: " 80%..."
بدأت الجزيئات القوية من الكون تؤثر على موجات الوعي لديهما ، مما جعل تشو لويانغ يشعر بأن طاقة روحه تتآكل
وفي تلك اللحظة ، احتضن دو جينغ تشو لويانغ ، واندمجت موجات وعيهما ، وتلألأت الأضواء معًا ، مخترقين رياح الشمس
لكن في اللحظة التالية ، ساد الصمت فجأة ، وبدأت جميع المواد تتفكك ، تتحول إلى عدد لا يحصى من الجسيمات ، متجهة نحو نقطة معينة
ستأتي نقطة الأصل الكونية قريبًا ، حيث يبدأ الزمن ، وتدور جميع الأسباب والنتائج نحو تلك النقطة الأولية
: " 90%..."
انفجااااار
مد دو جينغ يده واحتضن تشو لويانغ ، وطارا نحو العجلة المعلقة في نقطة الأصل ، حيث روح ساتانوفسكي وسوب
مرتبطة بالعجلة الزمنية
عند تلك النقطة الكونية المتفجرة ، لمست أصابع دو جينغ الطويلة العجلة الزمنية
صوت دو جينغ القوي : " توقف إعادة التشغيل "
صوت تشو يوان : " تنفيذ "
دو جينغ : " طرد الوعي المتصل ، قطع الاتصال "
مع دوي انفجار آخر ،
انفجرت روحا ساتانوفسكي وسوب في اللحظة الأخيرة التي كانوا فيها قريبين من النجاح ، بسبب القوة القوية للعجلة الزمنية
توقفت الكرة السماوية عن الدوران تماماً ، ثم عادت جميع الدوائر المتناسقة نحو أسفل ، لتشكل المنصة الضخمة السابقة
نهض ساتانوفسكي و بدا متعب ، بينما دو جينغ وتشو لويانغ يمسكان بأيدي بعضهما أمام العجلة الزمنية
ساتانوفسكي : " لا يمكنكم العودة ، الجميع مات " ابتسم فجأة بسخرية : " لا يوجد إله ، ولا جنة ، بعد الموت، يوجد فقط هذا العالم"
تشو لويانغ: "هذا ليس بالضرورة . انظر أين ذهبت كل هذه الأرواح ؟ لكني أظن أنك قد لا تستطيع الذهاب إلى الجنة "
ساتانوفسكي: "هذا إرث عائلتي . لنعقد صفقة ، ما الذي تريدونه بالضبط لتعيدوا لي ما أخذتموه ؟"
تشو لويانغ: " ألا تفهم بعد ؟
أيها الروسي ، انظر إلى هذا الزمن اللامتناهي ، ألف سنة ، عشرة آلاف سنة ، أو حتى مليارات السنين ، كلها مجرد جزء صغير من حلقات الزمن .
عائلتك ليست سوى قطعة صغيرة في بحر الزمن اللامحدود "
توهجت روح ساتانوفسكي وتراجعت ببطء …. وفي تلك اللحظة ، كان سوب يقترب ببطء من دو جينغ وتشو لويانغ من الخلف ، بينما ينظر إلى ساتانوفسكي، وكأنه ما زال يحلم بالاستيلاء على عجلة الزمن في حالته الروحية
دو جينغ فجأة: "جزيئات الضوء تدور عكس الاتجاه ،
الأمر : تحرير موجة الوعي هذه "
صوت تشو يوان تردد: " أمر المراقب ، يتم التنفيذ "
و في لحظة ، صرخ سوب ، لكنه لم يستطع السيطرة على نفسه و تحول إلى غبار من الضوء وتلاشى في السماء !
عندما التفت تشو لويانغ ، رأى النظرة الأخيرة لسوب قبل اختفائه ، نظرة مليئة بعدم الرضا
رفع ساتانوفسكي يديه فورًا ، مشيرًا لدو جينغ ألا يقوم بأي تصرفات متهورة
ساتانوفسكي: " دعني أعود ، أعدك أنني لن أبحث عنكما مرة أخرى . أرجوك فنسنت "
نظر دو جينغ إلى ساتانوفسكي، وبعد لحظة ، وضع يده على عجلة الزمن وأزاله
تشو لويانغ: " ! ! ! "
حاول تشو لويانغ أن يأخذها ، لكنه لم يستطع تحريكها ، بينما دو جينغ استطاع !
{ هل لأن دو جينغ هو المراقب ؟ }
ثم وضع دو جينغ عجلة الزمن في يد تشو لويانغ ، وأغلق يده عليها برفق
ثم توجه نحو ساتانوفسكي الذي يتراجع باستمرار ، من العصر الأوردوفيشي إلى العصر الجديد ، من العصور الكلاسيكية إلى عصر النهضة ، وحتى العصر الحديث
بينما بقي تشو لويانغ في مكانه ، يراقبهم من بعيد
قال ساتانوفسكي، بصوت مليء بالخوف والارتعاش: " أرجوك فنسنت... أرجوك ، لا تدعني أذهب إلى مكان مجهول ، لا إله هناك ، ولا حتى شياطين ..."
لم يقل دو جينغ شيئ
ساتانوفسكي: " أنت تعاني من مرض عقلي أليس كذلك؟ فنسنت ، يجب أن تفهم اختياري ، معاناتي ."
تشو لويانغ بسخرية : " أتعاني أنت ايضاً ؟
لكن لماذا لا يبدو ذلك عليك ؟"
ربما أدرك ساتانوفسكي مصيره المحتوم ، فتغيرت نبرته إلى نبرة أكثر هدوء
دو جينغ : " إلى أي زمن تريد العودة ؟ انظر إلى قدميك ، كل شيء قد مضى "
تألقت حلقات التاريخ البشري بأضواء سريعة ، وبمجرد أن قام دو جينغ بحركة بسيطة ، طافت مشاهد لا حصر لها أمامهم ، ثورة أكتوبر في الاتحاد السوفيتي ، الحرب الباردة ، وحتى الانهيار النهائي
نظر ساتانوفسكي إلى كل ما أمامه بإعجاب ، وقال بسخرية : " أتذكر أنك تعاني من اضطراب ثنائي القطب ، أليس كذلك ؟ الهوس الاكتئابي ؟"
لم يجب دو جينغ
ساتانوفسكي: " ألا تعتقد أن وطننا ، الاتحاد السوفيتي العظيم ، كان مثل مريض يعاني من اضطراب ثنائي القطب ؟ أحيانًا يعاني من الهوس ، وأحيانًا من الاكتئاب ، وأحيانًا يكون باردًا ، وأحيانًا مجنونًا ... يشبه كل أحبتنا ، يبدو غير مفهوم ،
لكن الأحبة فقط يستطيعون فهمه " تمتم : " لا، نحن حتى لا نستطيع فهمه ، بل نقبله بلا شروط .
حتى وإن كنا نعلم أنه سيسلك يومًا طريق الدمار الذاتي ، فإننا نحاول إنقاذه بكل طريقة ممكنة ، مثلما تفعل مع حبك يا سيد تشو "
رفع دو جينغ يده ، وضغط بلطف على الهواء أمامه ، وقال ببرود : " هل تظن أن التوسل ينفعك ؟"
تشو لويانغ: " لا أعتقد أنه ينفع كثيراً "
ساتانوفسكي بحسرة : " الإعاقة العقلية فطرية .
البشر هكذا ، والدول ايضاً ، لا يمكن شفاؤها ،
انظر ، مثل هذا الوجه البارد "
تشو لويانغ : " أنا لا أتوقع منه الشفاء ، بل أتمنى فقط أن نبقى معًا لفترة طويلة "
استدار دو جينغ ونظر إلى تشو لويانغ
في تلك اللحظة ، عندما احتضنا بعضهما ، عرف تشو لويانغ أن دو جينغ فهم مشاعره - لم يفكر أبدًا في جعل دو جينغ يصبح شخصًا معينًا ، سواء كان شفاءً تامًا أو أن يكون كأي شخص سليم ، أو حتى تغييره ليصبح الشخص الذي يريده
لم يعتقد تشو لويانغ أبدًا أن دو جينغ كان شخص غير سليم ،
هناك الكثير من الناس في هذا العالم ،
وكل شخص فريد من نوعه ،
و لكل شخص طريقة حياته الخاصة ،
هو فقط يريد أن يكونا معًا ،
بغض النظر عن الماضي أو المستقبل ، هو يريد الحاضر فقط
تشو لويانغ : " دعه يذهب "
دو جينغ : " جزيئات الضوء تدور عكس الاتجاه ، أمر المراقب إلغاء جميع الأذونات لموجة الوعي هذه وتحريرها "
صرخ ساتانوفسكي: " لا— لا!" لكنه تحول فورًا إلى غبار من الضوء ، وصعد إلى الفضاء الخارجي الأوسع
عاد الهدوء إلى العالم ،
قام دو جينغ بإيماءة بسيطة ، وعادت مشاهد التاريخ إلى العجلة الزمنية الكبرى
عاد إلى النقطة الأصلية ، واقترب من تشو لويانغ الذي يمسك بعجلة الزمن وينظر إليه
دو جينغ : " هل قررت ؟"
تشو لويانغ : " قررت .
ما زلت أريد العودة ، وعندما يحين الوقت ، سنعود إلى هنا، إلى العالم المجهول ، ما رأيك ؟"
دو جينغ : " إذاً فلنذهب ، معاً "
لم يأتِي أحد آخر في هذا العالم ، سلّم تشو لويانغ عجلة الزمن إلى دو جينغ ، فكر دو جينغ قليلاً ، ثم قال: " جزيئات الضوء تدور عكس الاتجاه ، إلغاء جميع الأذونات لجميع موجات الوعي ، باستثناءي أنا والمُصحّح "
اجاب الصوت الذي يشبه تشو يوان : " تنفيذ . فصل وتعديل موجة الوعي للفرد البشري 9327DAS4430 "
تشو لويانغ: " من ؟" تذكر شخص آخر " اووه لياو ؟"
توقف دو جينغ وتشو لويانغ ، وتذكر تشو لويانغ فجأة مسألة الذاكرة ، وبدأ يفهم شيئ
الأرواح يمكنها مغادرة أبعاد الجسد ، وتستمر الحلقات في التصحيح أثناء التقدم الزمني الأحادي الاتجاه
كل ماضي ، بمجرد تعديله ، ينحرف بزاوية صغيرة ، ويبتعد عن مسار الحياة الأصلي ، وبعد مروره في وعيه ، يبقى فقط كذاكرة
تشو لويانغ بهمس : " أعتقد أنني فهمت ، نوعًا ما "
لم يكن يستطيع وصف التفاصيل ، لكنه شعر بشكل غامض بما يحدث ، كل التجارب في ذاكرته قد حدثت فعلاً ، ولكن مع دوران هذه الحلقات ، انحرفت إلى جانب آخر ، وفقدت بريقها
ولكن كل شيء عن لياو ... هل ستُمحى ذكرياته ؟
أمسك دو جينغ بيده ، وسارا معًا في خط حياتهما ، نحو المسافات المكونة من حلقات لا حصر لها
تشو لويانغ : " هذه طفولتك "
دو جينغ: " اووه ، وأين طفولتك ؟"
نظر تشو لويانغ نحو الأرض على مسافة ليست بعيدة : “ تلك الجهة الأخرى "
تحولت مسارات حياتهم إلى خطين مشعين ، يمتدان من بعيد ، ويتجهان نحو نقطة معينة ، كما لو أنهما مصممان على المضي قُدمًا ، مهما انهار الكون وانقلب الزمن ، لا شيء يمكنه إيقاف تقاطع مصيرهما ———-
وعند التقاطع ، تشابكا بقوة ، وعبرا معًا مرحلة من حياتيهما ، ثم انفصل الخطان مجدداً ، لكن سرعان ما اجتمعا مجدداً في نقطة جديدة
تجمعت الأشعة الباهرة نحو النهاية
دوجينغ : “ لنعد إلى يوم تعارفنا ، لا تفقد الاتجاه "
: “ لاااا … ” توقف تشو لويانغ أمام مسارات القدر المتفرقة ،، : “ لقد خطرت لي فكرة ، نحن هنا "
قبل أكثر من نصف عام من التعارف ، رأى تشو لويانغ المشهد الذي وصفه دوجينغ ———-
أمسك بيد دوجينغ وقال لِـ - تشو يوان - : “ نريد العودة إلى العالم الواقعي من هنا "
اجاب الصوت الذي يشبه تشو يوان : “ تنفيذ الأمر . تفعيل تقليل الأبعاد "
صوت مدوي ———-
شعر تشو لويانغ ودوجينغ بفقدان التوازن في الوقت ذاته ، تشبثا بأيدي بعضهما البعض وسقطا في العالم الواقعي——
—— أسبانيا ، غرناطة ، جبال الباسا ، على منحدر صخري
( شابتر 17 - 45 )
داخل الفيراري ، ضغط دوجينغ بيده اليسرى على المقود ، وفي اللحظة التي ضغط فيها باليمنى على زر - التشغيل -
في تلك اللحظة ، فتح عينيه على اتساعها
سقط تشو لويانغ على المقعد المجاور ، روحه فقط حاضرة ، لكنه اندهش عندما اكتشف أن يده اليسرى التي تمسك بتروس الزمن ، كأنها تجاوزت حدود المكان والزمان ، لتلمس كيان السيارة
التفت دوجينغ فجأة ، ولم يجد أحد في المقعد المجاور
تمتم دوجينغ : “ لويانغ ؟”
وفي اللحظة التالية ، دوّى صوت أغنية "Stan" لإمينيم بشكلٍ مزلزل ، ومع إيقاعها ، لم يتردد دوجينغ، فداس على دواسة الوقود ، ووجّه نظراته الباردة نحو نهاية المنحدر البعيد
انطلقت الفيراري بسرعة قصوى ،
تُصدر هدير بقوة 320 كم/ساعة ،
كأنها صوت انفجار كوني في أعماق الفضاء ،
وانبعث من أنبوب العادم ألسنة اللهب الزاهية ،
في إيقاع متزامن مع صوت إمينيم القوي ،
اندفعت السيارة نحو الأفق الواسع ،
حيث الغروب يلوّن السماء باللون الأحمر ،
نحو نهاية العالم المتلاشية ———-
لكن في اللحظة التالية ، امتدت روح تشو لويانغ ، ممسكًا بتروس الزمن ، وبأصابعه لامس شاشة هاتف دوجينغ وضغط على زر - تغيير الأغنية -
اختفى صوت إمينيم في أعماق الزمن ، فتح دوجينغ عينيه على اتساعهما فجأة
يعرف تشو لويانغ أن دوجينغ لا يستطيع سماعه ، لكنه التفت نحوه بجدية وقال : “ مهما مر الوقت بسرعة ، سأظل أحبك "
وفي اللحظة التي قفزت فيها الفيراري من فوق المنحدر ، بدأ عزف أغنية “任时光匆匆流去” ( دع الوقت يمضي ، أنا لا أهتم إلا بك - اغنية اعترافهم )
استدار تشو لويانغ واحتضن دوجينغ
انحسر تدفق الزمن فجأة ، واندفعت السيارة في الهواء ، ومع بداية الكورس ، حلّقت نحو الجانب الآخر من المنحدر
شعر دوجينغ بلمسة على صدره ، فترك المقود ، وحدّق إلى الأمام ، وفي اللحظة الأخيرة ، عاد بيده ليمسك بيد تشو لويانغ
بصوتٍ مدوٍّي اصطدمت الفيراري بالمنحدر المقابل ، وسقطت بسرعة من فوق الجبل ، وعند فقدان الجاذبية ، بدأ تشو لويانغ ودوجينغ يطفوان في الهواء
تمتم دوجينغ : “ انتظرني ،، سآتي لأجدك "
ثم جاء صوت ارتطام آخر ،
اصطدم رأس دوجينغ بزجاج السيارة الأمامي ،
وتحولت الفيراري إلى كتلة من الخردة
رأى تشو لويانغ في ذلك الركام ، أن الجرح الذي يمتد عبر أنف دوجينغ ينزف بلا توقف ،
كان كالشجرة القوية التي سقطت من منحدر ، كُسرت ساقه اليسرى ، واتخذت وضعية غريبة
صرخ تشو لويانغ: “ دوجينغ! استيقظ بسرعة !”
ضغط على هاتف دوجينغ ، واتصل بالطوارئ ، رن الهاتف ، صرخ تشو لويانغ بقلق ، لكنهم لم يستطيعوا سماعه ،
لكن سرعان ما تم تحديد موقع الهاتف ، وجاءت مروحية الإسعاف ، وأخذوا دوجينغ للعلاج
: “ دوجينغ ……. دوجينغ !”
جسد تشو لويانغ لا يزال شبحي ، ولاحق دوجينغ حتى تم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة
أمسك بتروس الزمن ، وفي تلك اللحظة ، بدا وكأنه سمع صوت دوران عجلة القدر ————-
على تلك العجلة الضخمة ، دارت الحلقات المتداخلة ، وبدأت تصحح مساراتها ، تقاطعات مصير تشو لويانغ ودوجينغ اختفت ، واللوحات على مسار حياتهما تشكّلت من جديد ، ومع دوران الحلقات ، تمت إعادة تحديد نقطة التقاطع بينهما
ظهرت ذكريات لا حصر لها في بحر الحياة ، وعاد تشو لويانغ ، ممسكًا بتروس الزمن ، إلى اليوم الأخير من امتحانات الثانوية العامة
سأل فانغ تشو وهو يبتسم لتشو لويانغ : “ كيف كانت الامتحانات ؟”
كان ظهيرة يوم ممطر ، انتهى آخر امتحان في الثانوية العامة ، ولم يكن تشو لويانغ قد استوعب الموقف بعد
تشو لويانغ : “ عدنا إلى المدرسة ؟
لماذا هذا اليوم بالتحديد ؟”
لم يسمعه فانغ تشو جيدًا : “ ماذا ؟”
رد تشو لويانغ سريعًا : “ لا شيء "
فانغ تشو : “ هل تأتي إلى منزلي لنحتفل ؟”
نظر تشو لويانغ إلى الكيس البلاستيكي الشفاف الذي يحمله ، يحتوي على أقلام الرصاص وأقلام الحبر ، ثم أخرج يده اليمنى من جيب بنطاله ، فرأى ترس الزمن باللونين الأزرق والذهبي
ابتسم فجأة ، ونظر إلى انعكاس صورته في النافذة ، بنفس مظهره الشاب في الصف الثالث الثانوي
فانغ تشو: “ لماذا تبتسم بغباء ؟”
استمر تشو لويانغ في الابتسام ، وتذكر شيء ما
: “ أين هاتفي ؟” ذهب تشو لويانغ لاستعادة هاتفه ، وبعد تفكير ، اتصل بالرقم الذي يحفظه في ذاكرته ، كان الرقم غير مستخدم
ثم اتصل برقم آخر ، وأجابت امرأة يابانية
تشو لويانغ بقلق : “ أنا لويانغ ، أين والدي ؟”
لم تجب المرأة ، وبعد لحظات ، جاء صوت آخر عبر الهاتف
تشو لويانغ : “ هل أنت لياو ؟ أنا أخوك "
: “ اوني سان ؟” لياو ثم تحدث بالصينية : “ غاغا ماذا حدث ؟ هل انتهت امتحاناتك ؟”
( اوني سان = أخي باليابانية )
: “ لا... اقصد نعم ، انتهت ” كان تشو لويانغ مضطرب ، فأشار إلى فانغ تشو لينتظر
في تلك اللحظة ، بدأت عجلة الزمن تدور ببطء ،
وتدور الحلقات المتداخلة في مسار حياة تشو لويانغ ، وتتوافق من جديد ، لكن مساره كان مستقيم ، يتجه مباشرة إلى الأمام
تشو لويانغ : “ لماذا رقم والدي غير مستخدم ؟”
لياو : “ لقد توفي والدي ، توفي منذ عام "
تشو لويانغ : “ حقًا ؟”
نظر فانغ تشو إلى تعبيرات وجه تشو لويانغ ، وشعر بأن هناك أمر ليس على ما يرام ، فأخرج علبة السجائر ، وقدّم له واحدة وأشعلها
جلس تشو لويانغ في زاوية الدرج في قاعة الامتحانات ، دخن بضع أنفاس ، وقال بحزن : “ نعم ، تذكرت الآن "
ذكريات تدفقت إلى ذهنه ——-- قبل عام ،
كان والده يقود السيارة ومعه زوجته الثانية وأخيه ، تعرضوا لحادث سير ، توفي والده ، لكن زوجته والده وأخيه خرجا سالمين دون أي أذى
تشو لويانغ : " نعم . لا بأس ، ربما بسبب ضغط الامتحانات "
لياو : " هل أنت بخير غاغا ؟"
بدا صوت لياو ناضج جداً ، محافظ على احترامه الدائم : " هل أنت وحدك الآن ؟"
تشو لويانغ : " نعم... يمكن القول نعم ، أنا وحدي "
لياو : " فجأة شعرت برغبة كبيرة في رؤيتك . لا أعرف لماذا ، هل ستأتي لرؤيتي في العطلة الصيفية ؟"
: " سأفعل " تنهد لويانغ : " سأفعل ، أحبك يا لياو سأتصل بك لاحقاً "
أجاب لياو دون أن يسأل المزيد : " حسناً "
نظر فانغ تشو إلى عجلة الزمن في يد تشو لويانغ : "هل هذه هي تعويذة حظك ؟ من أين حصلت عليها ؟"
تشو لويانغ بعد أن فكر للحظة : " من جد جدي "
فانغ تشو : " هل أنت بخير ؟"
تشو لويانغ: " اذهب أنت الآن ، إذا أردت أن آتي الليلة سأتصل بك "
لم يجبره فانغ تشو على شيء ، يعلم أن تشو لويانغ سيخبره إن احتاج إلى رفقة ، لذا ربت على كتفه وغادر
جلس تشو لويانغ على الدرج لمدة نصف ساعة تقريباً ، مدرسته تبدو حيوية بعد أمطار الصيف ،
والنسيم المنعش يجلب شعور بالراحة والسرور ،
في تلك اللحظة ، لم يفكر في أي شيء ،
وكأن كل ما مضى قد تحول إلى ذكريات غير حقيقية ، إلى حلم ، وما هو حقيقي هو الآن فقط ،
اللحظة الحالية ، هي الحقيقة الوحيدة ————
لم يغادر تشو لويانغ حتى رحل جميع الطلاب ،
لم يكن يعرف رقم دو جينغ ،
ولم يكن دو جينغ يعرف رقمه ،
لن يتمكنوا حتى من التواصل مع بعضهم ،
و عليهم الانتظار ثلاثة أشهر حتى موعد الالتحاق بالجامعة ، عندما يدخلون تلك الغرفة التي ستكون قدر محتوم ،
ليرى وجهه مع تلك الندبة ،
وهو يحاول جاهداً إغلاق النافذة وسط الرياح والأمطار ،
فكر تشو لويانغ { هل هو بخير الآن ؟
في النهاية انتهى بك الأمر بكسور في العظام دوجينغ بالتأكيد انت تتألم جداً الآن }
تحدث بعض الفتيات : " ذلك المجنون لا يزال بالخارج "
: " إنه مخيف ، ماذا يريد أن يفعل ؟"
توقف تشو لويانغ فجأة عندما سمع هذا الكلام ، ثم أسرع بخطاه وركض خارجاً
ذاك الشخص يقف أمام متجر صغير خارج المدرسة ،
شعره قصير جداً ، وتبدو في عينيه آثار اصابات لم تلتئم بعد ،
مع جبيرة على معصمه ، و يحدق مباشرةً في كل فتى يغادر المدرسة ، و يتابعهم بعينيه
وقف تشو لويانغ على الجانب الآخر من الطريق ، ونظر إليه ، عيناه مليئتين بالدهشة ————-
تعرفا على بعضهما ،
تقدم ذاك الشخص نحوه بخطوات واسعة —-
: " اسمي دو جينغ ، من اسماء البوابات الداخلية الثمانية "
: " اسمي تشو لويانغ كما في القصيدة : إذا سألني أصدقاء من لويانغ عني ، فأخبرهم أن قلبي نقي وهادئ "
دو جينغ : " أنا أعرف من تكون ،
أنت ذاك الشخص الذي كُتب له القدر ليكون معي طوال حياتي "
بعد أمطار الصيف ،
الرياح تحمل أوراق الشجر الرطبة ،
تدور في الهواء حولهم ،
وكأن عجلة الزمن تدور لآخر مرة ،
تتباعد ثم تلتئم ،
ولقاؤهما الذي انقطع ، عاد ليكتمل عند نقطة أقدم في الزمان ، ليجتمع مصيرهما في نفس المكان ———
مسار القدر يتلألأ بلون الذهب ،
ممتدًا إلى الأفق البعيد ،
نحو تلك السماء اللامتناهية ،
ذلك المسار الذي عبر شقوق الزمن ،
يتتبع آثار كل شيء في الكون ،
حتى نهاية العمر ،
وحتى نهاية الزمان والمكان ……..
——— النهاية ———
تعليقات: (0) إضافة تعليق