Ch15
في قصر عائلة لو ،
يوجد العديد من الخدم ،
لكن قلة منهم مؤهلين للتنقل بحرية في الفناء الداخلي ،
لذا تم إنهاء المسألة سريعًا دون مواجهة كبيرة ….
أولاً ، شهدت يونلو أن السيدة الشابة يو بينغلو كانت تخرج بشكل متكرر هذه الأيام و تبذل جهد غير عادي في تحضير الشاي للسيد الشاب لو جي ،
و في إحدى المرات ،
رأت السيدة الشابة تضيف شيئ إلى كوب الشاي ...
وعندما لاحظت وجود يونلو، بدت مذعورة وأخفته ، مما يدل على نوايا سيئة ….
وقد أكدت شين مومو هذا الكلام بقولها : “ في المرة الماضية ، عندما مررت بالمطبخ ،
رأيت السيدة الشابة تخبئ شيئ في حساء السيد الشاب . كنت أتساءل لماذا تفعل ذلك بنفسها بينما الخادمات هن من يوصلن الحساء إلى الأسياد عادةً ”
سأل لو جي بصوت صارم : “هل رأيتِ بوضوح ؟
هل كان هذا المسحوق ؟”
رفعت شين مومو عنقها لتنظر إلى المسحوق المنثور على الأرض : “ نعم ، إنه أبيض ومعبأ في كيس قماشي .
ربما لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها بذلك ”
كان معروف في قصر عائلة لو أن لو جي وفنغ مانيانغ لم يتفقا ...
الكثير من الخدم يعلمون أن فنغ مانيانغ تحب أن تطلب من المطبخ تحضير الحساء للسيد الشاب لإظهار حبها الأمومي ، لكنه لم يشربه أبدًا ،
وكان يعيده في الغالب دون أن يمسه .
وفي النهاية ، يُرمى الحساء في سلة النفايات ——-
لذا ، لم يكن هذا دليل قاطع ... حاول لو جي أن يكبح غضبه ، محاولاً ترتيب الأحداث وسأل يو شياومان: “هل وضعتِ هذا المسحوق في شايي ؟”
يو شياومان قد نزل بالفعل من الأريكة الناعمة ووقف في زاوية الغرفة ، ورأسه للأسفل ،
لم ينكر أو يشرح الاتهامات ،
بل يحدق بصمت في المسحوق الأبيض على الأرض ،
و عندما سمع صوت لو جي، رفع رأسه أخيرًا ونظر إليه أومأ برأسه : “ نعم ، لكن هذا المسحوق ليس …”
قبل أن ينهي حديثه ، قاطعته شين مومو بقولها : “ السيدة الشابة واضحة وصريحة ، وهذا يجنبنا عناء الاستجواب ”
يونلو التي كانت متخوفة بعض الشيء ، وقفت بثبات : “ كما توقعت ، لم تنجح السيدة الشابة في كسب حب السيد الشاب منذ دخولها المنزل ،
فاضطرت للجوء إلى هذه الحيلة ، لكننا أمسكنا بها ”
كان معروف أن السيد الشاب والسيدة الشابة المتزوجة حديثًا لم يتوافقا ، خاصةً بعد الحادثة التي رفضا فيها مشاركة السرير ، مما دفع السيد لو ( والد لو جي ) إرسال المربية العجوزة لمراقبتهما ، مؤكدًا الخلاف بينهما ….
عند سماع كلمات يونلو ، أدرك الجميع أن الوضع أسوأ مما كانوا يعتقدون ...
السيدة الشابة كانت في عجلة من أمرها للوصول إلى ' الغرفة ' ( الجنس ) ، ويبدو أن السيد الشاب لم يقترب منها أبداً سابقاً ….
و بدأ الخدم المتجمعين يهمسون لبعضهم البعض ،
يلقي بعضهم نظرات احتقار تجاه شياومان الذي وُصف بالعار ———
نظر لو جي ايضاً إلى يو شياومان ——-
رآه يقف حافي القدمين على الأرض ،
وأحد ساقيه مكشوفة قليلاً ...
ملابسه مرتبة نسبياً ، لكن شعره فوضوي ، يغطي نصف وجهه ، مما جعل من الصعب قراءة تعابير وجهه ____
تأثير المُخدّر جاء سريعًا وذهب بسرعة ….
لم يتذكر لو جي الكثير من الليلة السابقة ،
وكان يتجنب عمداً تذكرها ، وكأن شيئ لم يحدث ——
لم يتوقع دوان هنغ، الذي كان مع لو جي طوال اليوم ، أن تسير الأمور على هذا النحو ….
دافع في البداية عن يو شياومان قائلاً إن السيدة الشابة وصلت لاحقاً ، لكن يونلو قاطعته : “ السيدة الشابة طلبت مني توصيل الشاي المخلوط بالمسحوق للسيد الشاب ، ثم جاءت إلى المكتب وكأن شيئ لم يحدث .
كيف يمكن أن يكون هذا مجرد صدفة ؟”
شعر دوان هنغ أن هناك شيئ غير منطقي : “ لكن هذا لا يثبت أن السيدة هي من وضعت المسحوق أليس كذلك ؟”
أُصيبت يونلو بالتوتر لوهلة لكنها ردت بعد لحظات : “ هل تشكك فيّ ؟
الأدلة واضحة ، السيد الشاب وجدها بنفسه .
ما الذي يمكن قوله أكثر من ذلك ؟ إن لم تصدقني ، فلتفتشني وتتأكد مما إذا كان لدي هذا المسحوق الضار ”
وافق الخدم المحيطون على كلامها ، معتبرين أن لها وجهة نظر وجيهة ؛ فهذه الأمور تتطلب الأدلة في النهاية
ازدادت يونلو جرأة بفضل دعمهم ، وبدأت في مسح عينيها من الدموع المزيفة وقالت : “ لقد خدمت السيد الشاب ثلاث سنوات بإخلاص .
كيف يمكنك تشويه سمعتي بهذا الشكل ؟
سأضرب رأسي بالحائط وأموت !”
و اندفعت نحو الحائط ، لكن الحاضرين أوقفوها
تحدثت شين مومو ، وهي تمنعها : “ لماذا تفعلين هذا ؟ الجميع في قصر عائلة لو يعلمون ولاءك للسيد الشاب ” ثم استدارت إلى لو جي وقالت : “ تم حل هذه المسألة يا سيدي ، ينبغي عليك اتخاذ قرار .
الكثير من الأعين تراقب ؛ لا يمكننا أن نجعل الخدم المخلصين يفقدون الثقة ”
فهم لو جي أنها تشير إلى يونلو وأدرك كيف يجب أن يتصرف لوقف الشائعات
لكن لسبب ما، رغم أن هذا كان شيئ يكرهه ، وجد لو جي نفسه مترددًا في اتخاذ قرار ——
سأل يو شياومان للمرة الأخيرة : “ هل كنتِ أنتِ من أعطيتني المُخدّر ؟”
إذا قال يو شياومان إنه ليس هو ، فسيكون لديه سبب لإعادة التحقيق في الأمر ——
كرجل عسكري ، كان لو جي دائمًا حاسمًا ولم يتردد أبدًا في مواجهة المحن ... ومع ذلك ، هذه المرة ، وجد نفسه متردد ….
من جهة ، بدت الأدلة مُقنعة ؛ ومن جهة أخرى ، أراد منح يو شياومان فرصة للتوضيح والشرح ——-
مسألة الزواج البديل تبدو وكأنها من فعل عائلة يو الكبيرة ، وكان يو شياومان مجرد مُنفّذ للأوامر ،
عندما هدأ وتفكر في الأمر ،
لم يتمكن لو جي من تحديد الدافع الذي يُمكن أن يجعل يو شياومان يعطيه المُخدّر ،
{ إلا إذا هناك شيء آخر يخفيه خلف مظهره البريء ...}
تجارب الماضي قد جعلت لو جي يبني جدار من الحذر في قلبه …. لم يكن يثق بأحد ،
حتى أولئك الذين كانوا بجانبه لسنوات ،
فكيف يمكنه الوثوق بشخص عرفه لمدة شهرين فقط ؟
استقر تنفسه وانتظر بصبر رد يو شياومان
لسبب ما، بدا أن يو شياومان قد تخلى عن المقاومة ...
فقط نظر إليه بعينين مملوءتين بالحزن وقال ببطء كلمة “ نعم ” بشفتيه الشاحبتين ——-
و عمّت الفوضى في الفناء ، و الضجيج في الخارج مقلق ايضاً
———————————————-
فترة الظهيرة ،
جاء شين هانيون غير مدعو ، وطلب من لو جي أن يرافقه للاستمتاع بمشاهدة حقول القمح ….
على الرغم من أن لو جي لم يكن مهتم بمثل هذه الأمور ، إلا أنه استطاع من نظرة شين هانيون أن يدرك أن لديه شيئ ما ليقوله ، فترك أمور المنزل وخرج معه ——
عندما دخلا إلى العربة ،
استمر شين هانيون في النظر من النافذة ،
وعندما لم يرَى أحد لفترة ، لم يستطع إلا أن يسأل : “ لماذا لم… أعني ، لماذا لم تأتي السيدة ؟”
لو جي: “ لقد ارتكب جريمة ، وهو محتجز في المنزل "
تحت إلحاح شين هانيون في سؤاله ،
شرح لو جي باختصار حادثة التسميم لكنه لم يذكر تأثيرات المخدر —-
بدا شين هانيون أكثر انزعاج منه ، وقال : “ تسميم ؟ هو ؟ مستحيل ”
لو جي بملامح صارمة : “ لماذا مستحيل؟
فقط لأنه منقذك ؟”
في آخر مرة في مضمار السباق ،
طلب شين هانيون صراحةً مساعدته ،
وأوضح أن يو شياومان هو الذي أنقذه من الغرق قبل أربع سنوات ... ومع أنه كان هناك سر آخر لم يفصح عنه ، إلا أن الاثنين باتا صريحين مع بعضهما ،
ولم يعد هناك ما يخفونه —-
شين هانيون مستهزئ : “ بالتأكيد ليس فقط لهذا السبب . انظر إليه ، يبدو بريئ وعديم الخبرة ،
هل يبدو كشخص يمكنه فعل ذلك ؟”
مثل هذا الحكم بناءً على الانطباعات الأولى كان غير موثوق به إلى حد كبير …. لقد عانى لو جي من العديد من الخسائر بسبب هذه الانطباعات سابقاً ، لذا لم تتمكن كلمات شين هانيون من إزالة شكوكه ...
لو جي: “ الأمر لم ينتهي بعد . إن لم يكن هو ، سأحقق العدالة له "
رد شين هانيون فورًا : “ وكيف ستضمن العدالة ؟
الجميع في المنزل رأوا كيف وبخته اليوم .
من سيحترمه بعد الآن ؟”
: “ أولئك الخدم لن يجرؤوا "
: “ هااااه !! ليس كأني لم أزر بيتك .
فناؤك الخلفي مليء بالحقيرين ”
الاثنان على وشك الدخول في جدال ——
في النهاية ،
كان لو جي أكثر تماسك وغيّر الموضوع : “ ما الذي أردت رؤيتي لأجله اليوم ؟”
لم يكن شين هانيون من النوع الذي يصر على الخوض في التفاصيل ، لذا أخذ نفس عميق وتحول إلى نبرة أكثر جدية ، قائلاً : “ لدي تطورات جديدة بخصوص المسألة التي طلبت مني التحقيق فيها "
كان يشير إلى الحادثة التي وقعت قبل ثلاث سنوات عندما تعرض لو جي لكمين في ساحة المعركة ….
في ذلك الوقت ،
كان لو جي غارق في حزن عدم قدرته على العودة إلى ساحة القتال ، واستغرق وقت طويل ليستعيد توازنه ويعيد النظر في الأحداث ….
و كلما فكر لو جي في الأمر ، ازدادت شكوكه ،
من الموقع ، إلى الأشخاص المحيطين به ،
إلى التوقيت ومكان الكمين ،
بدا كل شيء منظّم بدقة …..
كلما كان الأمر مثالي ، ازداد الشكوك ،
وكأن شخص ما يدير الأمور من خلف الستار ——-
لذا ، بينما أجرى لو جي تحقيقه السري ، طلب من شين هانيون مراقبة الأمور وإخباره بأي نتائج يجدها
كانت هذه المسألة واسعة النطاق ،
شملت الجيش والمحكمة ، وحتى الإمبراطور نفسه ….
استغرق الأمر وقت طويل حتى يحقق تقدم طفيف ….
شين هانيون : “ الغريب أنني ذهبت مؤخرًا إلى غوانتشونغ وتواصلت مع الجنود المتمركزين هناك .
بالصدفه وجدت هناك وحدة أنت قمت بقيادتها سابقًا . بعض الجنود لا يزالون يتذكرون قيادتك بحنين ، لذا تجاذبت معهم أطراف الحديث .
هل تعرف ماذا ؟ قالوا إنه قبل تلك المعركة على الحدود قبل ثلاث سنوات ، انضم بعض الجنود من العاصمة إلى الوحدة . وبعد تلك المعركة ، اختفى أولئك الجنود .
لا أحد يعرف من أحضرهم أو من سمح لهم بالمغادرة ”
من المفترض أن تمر هذه التحركات العسكرية ( حضور ومغادرة الجنود ) عبر لو جي كجنرال ، لكنه لم يتذكر أي شيء عن ذلك ،،
مع وجود آلاف الجنود تحت إمرته ، كان من المستحيل عليه التحقق شخصيًا من كل اسم ….
بعد التفكير ، طلب لو جي تأكيد : “ موطنهم الأصلي هو العاصمة ؟”
شين هانيون : “ نعم ، عندما سمعت ذلك ، علمت أن هذه الرحلة ستؤتي ثمارها ”، أغلق مروحته بفرقعة : “ بعد بعض الشرب والاستفسار ، خمن ماذا ؟”
عبس لو جي ، منتظرًا بصبر ليتابع
وبصفته صديق لو جي القديم ، كان شين هانيون يرغب في مساعدته في العثور على الجاني ، دون مزيد من الثرثرة ، سرد كل المعلومات التي جمعها : “ أولئك الرجال كانوا قريبين نسبيًا من المجندين الجدد وتبادلوا معهم بعض الأحاديث .
وعندما سئلوا عن العائلة التي ينتمون إليها في العاصمة ، لم يكن أي منهم يرغب في الكشف .
ولكن ذات مرة ، بينما كانوا متمركزين خارج الحاجز ، لمحوا رسالة تحمل اسم العائلة ‘فنغ’ على الظرف …
نعم ، زوجة أبيك اسم عائلتها فنغ .
أليس هذا مثيرًا للريبة ؟”
————————————————
مع حلول الغروب ،
عاد لو جي إلى المنزل ،
كان ينوي التوجه مباشرة إلى مكتبه ،
لكنه تذكر الفوضى التي حدثت في الصباح ، فشعر بالتردد .
صرف خدمه ، و حتى الحارس دوان هنغ طرده ،
ومشى وحده على طول المسارات المتعرجة ….
نظر إلى الشمس الغاربة ثم إلى الأسفل إلى الأزهار المتساقطة ، شعر بالسلام بشكل غريب —-
الآن ، في أعماق غابة الخيزران ،
تذكر كيف تعرض ذات مرة لكمين هنا ….
كاد سهم أن يُصيب رقبته ...
لو لم تكن حواسه حادة وردة فعله سريعة ، لكان قد مات
أمامه بركة كان يذهب إليها للبحث عن الهدوء ...
يمكنه البقاء هنا طوال اليوم ….
لكن مرة من المرات ، بالكاد غفا ،، عندها قام شخص بدفع الكرسي المتحرك من الخلف ،،
لحسن الحظ ، كان يحمل غصن في يده واستخدمه لوقف العجلات ، وتجنب السقوط في البركة —-
لو جي مرّ بتجارب عديدة مشابهة خلال السنوات الثلاث الماضية ، لكنه لم يستطع أبدًا الإمساك بالفاعل أو معرفة من يقف خلف هذه المحاولات …..
ونتيجة لذلك ، أصبح مضطر لرفع حذره ،
يعيش في خوف دائم حتى في بيته ،
أقل حرية من الأسماك في البركة ،
عندما لم يكن هناك أحد حوله ، تفقد عينيه تركيزهما ، ويظهر على وجهه تعبير نادر من الحيرة ———
فكر في نفسه { ‘ الرجل البريء يُعاقَب لأنه يملك كنزاً ' }
في الماضي ، لم يعرف لو جي كيف يخفي بريقه ،
فأصبح هدفاً للكثيرين ….
أما الآن ، وقد أصيبت ساقه وخسر كل شيء ،
لم يعد لديه قوة للتنافس …. { إذًا ، لماذا ما زال البعض مصممًا على رؤيتي ميت ؟ }
السنوات الثلاث الماضية أشد تعب من التسع عشرة السابقة مجتمعة …..
لم يكن بوسعه أن يأكل الطعام الذي يُحضر له بسهولة ،
ولا أن ينام براحة ،
مؤخرًا ، بعد موافقته على ترتيبات العائلة للزواج ، شعر ببعض الراحة ، وظن أنه أخيرًا سيتمكن من الاسترخاء ،
ومع ذلك ، فقد شرب بلا اكتراث الشاي المخدّر بالأمس …
تذكر هذا ، فاتجه لو جي نحو فناءه ، عازمًا على توضيح بعض الشكوك التي لم يحصل على إجابة كافية في الصباح
عند وصوله ، لم يجد يو شياومان لكنه واجه خادمته أولاً
استقبلته يو تاو بسخرية : “ أوه، أليس هذا سيدنا العزيز ؟ زائر نادر بالفعل”
تجاهل لو جي نبرتها : “ أين السيدة الشابة ؟”
“ تبكي ، لم تأكل طوال اليوم ، وجهها أصبح بحجم كف اليد .
أي شخص سيشعر بالشفقة تجاهها … إلا أنت بالتأكيد ”
لم تكن يو تاو موجودة في الصباح ، لكنها سمعت عن ما حدث لاحقاً . كانت غاضبة ، وهددت بأخذ يو شياومان بعيداً . و رؤية لو جي بهذا الهدوء الآن جعلها تغضب أكثر ، وتحدثت إليه باحترام أقل
لم يكن لدى لو جي وقت للاستماع لشكاواها واتجه مباشرة إلى الغرفة
يو شياومان لم يكن هناك
بحث في الغرف المجاورة لكنه لم يجده
: “ الآن قررت البحث عنها ؟
لماذا لم تفتح عينيك سابقاً لترى من يهتم بك حقًا ومن يحمل نوايا سيئة ؟” تابعت يو تاو وهي تتذمر : “ بعدما اتهمتها ، الآن تأتي للبحث .
ما هذا ؟
تُعطي الحلوى بعد الصفع ؟”
بعدما بحث في كل مكان ، سأل لو جي بصبر مجدداً : “ أين هي ؟”
أخيرًا ، وبعصبية ، أشارت يو تاو نحو المكتب ،
و بنبرة امتزجت بالغضب والحزن : “ ذهبت لجمع الملابس ، قائلة إنها ستغسلها وستعطيها لي لأرتديها .
حتى إذا ذهبت الآن ، ربما لن تصل في الوقت المناسب ”
دفعه كلامها لزيادة سرعته ، رغم ساقه المشلولة ،
عادةً يستغرق نصف وقت احتراق عود بخور للوصول من فناءه إلى المكتب في الزاوية الشمالية الغربية من فناءه ، لكنه وصل قبل حلول الظلام
لم يكن هناك حراس هنا بانتظام ،
ولم يرافقه دوان هنغ اليوم ،
و حالما اجتاز قوس نصف القمر ،
هبّت نسمة جلبت شعور غير متوقع بالوحدة إلى ليلة الصيف
في منتصف الصيف ،
تكون الليالي قصيرة لطيفة ،
لذا تُفتح النوافذ لدخول الهواء البارد ،
أصوات عجلات تتحرك ببطء على الرصيف الحجري تقترب ...
الأبواب والنوافذ مفتوحة جزئيًا ،
والتجمع من الصباح قد تفرّق منذ فترة طويلة ،
فقط بالاقتراب يمكن للمرء سماع الأصوات الخافتة من الداخل
وصل إلى الباب ، ونظر من خلال الفراغ ….
رأى أولاً الملابس المطوية بعناية التي ذكرتها يو تاو ، موضوعة بعناية على الطاولة ،
أسفلها ، رأى ظهر يو شياومان جاثي على الأرض ،
بزاوية رؤية أخرى ، رأى جانب وجه يو شياومان، وكذلك كومة من المسحوق على الأرض التي لم يزعج أحد نفسه بتنظيفها
كان يو شياومان يحمل كيس قماشي نظيف ، و يلتقط المسحوق بحذر ويصبّه في الكيس شيئًا فشيئًا ….
و من حين لآخر ، يرفع يده ليمسح عينيه ، كما لو أنه يمسح دموعه
ما زال يرتدي نفس الملابس من اليوم السابق
تذكر لو جي أنه عندما استيقظ في الصباح ،
كان يو شياومان يبدو مُهندمًا للغاية ،
كأنه يخشى أن يرى لو جي شيئ عليه ،
حتى عندما حمل لو جي شياومان إلى الأريكة ،
كان يو شياومان يشدّ ياقته بإحكام في نومه ، و يتمتم “ لا تنظر ”
تحت انعكاس الضوء الخافت ،
كان لو جي يرى بالكاد بعض العلامات الحمراء على الجزء المكشوف من عنق يو شياومان الشاحب ، وكأنها آثار من الليلة السابقة
رنّ شيء فجأة في عقل لو جي، مستحضرًا ذكريات متفرقة من الليلة السابقة
لسوء الحظ ، كانت هذه الذكريات عابرة جدًا لتشكل تسلسل واضح ...
الإحساس الوحيد الحيّ كان دفء الشفاه الناعمة والرطبة التي تضغط على شفتيه
ربما قد لمس أجزاء أخرى ايضاً - الرقبة ، الذراعين ، الكتفين ، الصدر … حتى الفخذين الداخليين الرقيقين
الآن ، تلك الشفاه نفسها التي كانت ملتفة بشفتيه طوال الليل ترتجف بالبكاء
يو شياومان يبكي ، ويجلب أصابعه المغطاة بالمسحوق إلى فمه ، يمتصها بطريقة بدت مألوفة بشكل غريب لـ لو جي
و بين اللعق والنحيب ، يتمتم : “ أشياء جيدة كهذه ، تُهدر كلها … همف ، إذا كنت لن تأكلها ، فسأفعل ذلك "
تعليقات: (0) إضافة تعليق