القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch16 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch16


يو شياومان لعق لوهلة ، ثم تذكر كيف لعق أصابعه للاسترخاء في منطقة معينة الليلة الماضية ، مما جعله يشعر بالخجل فجأة


بهدوء ، سحب أصابعه من فمه


لكن الحراشف المطحونة المبعثرة على الأرض لم تُنظف بالكامل بعد ، فالبقايا الصغيرة التي لم يتمكن من التقاطها ، استخدم قطعة قماش لمسحها لتلتصق بها . 


بعد المسح ، هزّ القماش ووجّهه نحو غروب الشمس الباهتة خارج النافذة


شاهد أن القماش البسيط بدا وكأنه مصبوغ ، متوهجًا بدرجة خفيفة من اللون الأخضر العائم عليه


لم يبدو أن هذا التأثير يمكن أن يكون ناتجًا عن مسحوق دوائي


خارج الباب ، لم يتمكن لو جي من إخفاء دهشته ،

في الصباح ، عندما أسقط المسحوق عن طريق الخطأ من الكيس ، كان غارق في انزعاجه لدرجة أنه لم يلاحظ نسيجه


وقف يو شياومان في الغرفة ، طوى القماش بعناية ووضعه مع الملابس المهملة في زاوية ، ومسح الدموع التي تتدلى من زوايا عينيه ، ثم رفع يده ليتفحصها بعناية ، متسائلًا عن الأسرار التي قد تكون مخبأة فيها ،


وبعد فحص دقيق ، بدا أنه لم يتمكن من اكتشاف أي شيء مميز ، فشعر بخيبة أمل قليلة ، وأخذ الملابس ليغادر


لو جي الذي كان يراقب من خارج الباب منذ وقت طويل ، تراجع إلى زاوية الممر ،

لم يعرف لماذا شعر بالرغبة في الاختباء ، 

ربما لأنه لم يرغب في إخافة يو شياومان ،

أو ربما لم يكن يريد أن يراه يبكي ….


وعندما شاهد تلك الهيئة النحيلة وهي تعبر البوابة المقوسة وتختفي تدريجيًا في المسافة ، بينما الشمس الغاربة على وشك أن تسحب آخر أشعة الضوء ، لم يعد يستطيع رؤية أي شيء بعد ذلك


لو جي مختبئ في الظلام ، بقي ثابت في مكانه لوقت طويل، وأخيرًا تنهد تنهيدة بالكاد مسموعة ….


في الأصل ، كان يعتقد أن هذا الأمر المشين يجب أن يُعالَج خلف الأبواب المغلقة ، لكن بشكل غير متوقع ، فإن أولئك الخدم الذين يستمتعون بالقيل والقال لم يروا في الأمر شيئ كبير فقام أحدهم بإفشاء الموضوع للزوجة الرئيسية فنغ مانيانغ ، وعندما عاد والده السيد لو إلى المنزل مساءً وسمع عن الحادثة ، استشاط غضبًا


و على الفور ، أرسل شخص لاستدعاء ابنه الأكبر وزوجة ابنه إلى القاعة الأمامية ، وكان يبدو عازمًا على التحقيق واستجوابهم



في هذا الوقت من اليوم ، 

عادةً عائلة لو يكونون قد أطفأوا الأنوار وذهبوا للنوم ، لكن الآن ، أصبح هناك عرضٌ مثير ليشاهدوه ، 

فارتدوا ملابسهم على عجل وهرعوا إلى القاعة الأمامية للمشاهدة ….. 


حضر لو يوي وجاء عدة أفراد من الأسرة الثانية ايضاً 


رغم أن معظمهم أظهروا قلقهم على لو جي ، إلا أنهم في الواقع كانوا متحمسين لمشاهدة ما يحدث ، كأنهم يستعدون لتهيئة المسرح وكسر بذور البطيخ للاستمتاع بالدراما 


بسبب قرب فناء لو جي ، وصل يو شياومان أولاً . 

وعندما رأى مختلف التعبيرات على وجوه الموجودين في القاعة ، لم يعرف ما الذي ينبغي عليه فعله ، فوقف بهدوء في الجانب ، منتظرًا الحكم 


دخل لو جي وحده ، وألقى نظرة حوله دون أن يظهر الكثير من الاستغراب


حيّا كبار السن وانتظر بهدوء حتى يتحدث والده


نادراً يتدخل السيد لو في شؤون الفناء الداخلي ، 

تردد قليلاً ثم تحدث : “ كنت أظن أنك بعد الزواج ستكون أكثر استقرارًا ، لكن لم أتوقع أنك لا تزال لا تستمع للنصيحة ، مما يجبر زوجتك على القيام بمثل هذا الأمر . هذا حقًا أمر مؤسف للعائلة ، ويشوه سمعتنا !”


بعد لحظة من التفكير ، أدرك يو شياومان أن هذه الكلمات لا تبدو وكأنها موجهة له، بل كأنها توبيخ للو جي . 

فرفع رأسه بتردد ، ورأى أن السيد لو كان بالفعل يحدّق في لو جي بغضب ، لحيته ترتجف وعينيه تنضح بنظرات حادة ، مما زاده حيرة ،،


فنغ مانيانغ لم تكن تتوقع أن تتطور الأمور بهذه الطريقة ، الأمر الذي جاء على عكس ترتيبها الأصلي —-


فشدت كمّ السيد لو وقالت: “ لا أظن أن اللوم كله يقع على تشي تشي . 

إذا كان هناك فوضى في الفناء الداخلي ، فيجب أن يتعامل معها المسؤولون عن الإدارة . 

إلى جانب ذلك ، حتى إذا لم يستطع الزوج السيطرة عليها ، فهل يظن أن استخدام هذه الوسائل الملتوية لن يُكتشف ؟”


فأجابها السيد لو، وهو في مزاج سيء ، قاطعًا كلامها مباشرةً : “ قولي كلمات أقلّ ! 

إذا كان المرء متزوجًا ، كيف ستعيش العائلة بسلام إذا لم يكن الزوجان متفاهمين ؟”


كان يظن أن إرسال شخص لمراقبة الأمور في فناء لو جي من شأنه تعزيز العلاقة بين ابنه وزوجة ابنه ، وكان الجميع يستطيعون رؤية محاولاته


وعندما لاحظت تصميمه ، توقفت فنغ مانيانغ عن الحديث ؛ فلم يكن يهمها من الذي سيتعرض للتوبيخ ، ففي النهاية ربما ستحقق هدفها ، لذا جلست تتابع ما يجري


تحدث لو يوي بصوت هادئ : “ يا والدي لا داعي لأن تلوم أخي الأكبر بهذه الطريقة . 

فأي رجل لا يميل لتغيير رأيه أحيانًا ؟ 

زوجة أخي هنا منذ فترة ، وربما يريد أخي فقط بعض الهدوء والسكينة ”


ذكره هذا بالأمر ، ففكر السيد لو للحظة ، ثم سأل لو جي بجدية : “ هل تشعر بأي استياء من الترتيبات الزوجية التي قامت بها والدتك من أجلك ؟”


حالما انتهى من الكلام ، جلست فنغ مانيانغ مستقيمة ، وظهر على وجهها بعض القلق


عادةً يكون السيد لو مشغول ، وجميع الأمور المتعلقة بزواج لو جي كانت تتولاها هي ،

في ذلك الوقت ، أخبرت السيد لو فقط بأن خلفية عائلة يو المتواضعة تناسب وضع لو جي ، لكن فيما بعد سمعت أن الآنسة يو من عائلة يو بالكاد تعرف بضع حروف ، فما بالك بمكانتها


فإذا استغل لو جي هذا الموقف ليبحث في الماضي ، قد يكون الأمر مزعج


يو شياومان الذي يشعر بالتوتر هو الآخر ، مدركًا لهذا ايضاً . لطالما عرف لو جي أنه مجرد بديل …. 

لم يذكر ذلك من قبل من باب الكسل ، 

ولكن الآن تم اتهامه بأنه شخص يستخدم المخدرات . 

ما زالت نوبة غضب لو جي في الصباح حاضرة في ذهنه ، والآن من المحتمل أن يكرهه حتى العظم وقد يكشف الحقيقة بدافع الغضب …..


عند التفكير في هذا ، شعر يو شياومان بشيء من الراحة 


{ من الأفضل أن يتم الكشف عن الأمر ….


لقد سئمت من هذا كله }


مرّ بالكثير من المتاعب ليتنكر كفتاة لرد الجميل ، 

وفجأة يجد نفسه مُتهّم بهذه التُهم …. 

عندما لم يستطع أن يوضح الأمر في الصباح ، فكر حتى في الرحيل ، لكنه لم يستطع التحمل ؛ فقدم لو جي لم تلتئم بعد


حتى السمك يعلم أن كلمات الرجل النبيل لا يمكن التراجع عنها بعد أن تُقال


لذا وقف في مكانه ثابت ، مستعد نفسياً ، لكنه فوجئ بلو جي بعد لحظات من التفكير ينطق بكلمتين فقط 


لو جي : “بلا سبب”


حتى السيد لو بدا في حيرة : “ إذًا لماذا أنتما …”


لو جي: “ مسألة التخدير لم تتضح بعد ، وحالياً ، يبدو أن يو شياومان ليس الوحيد المشتبه به "


نظرت فنغ مانيانغ بتعجب : “ من هو يو شياومان؟”


نظر لو جي إلى يو شياومان : “ هو الاسم الأصلي لمينغلو "


يو شياومان صُدم للحظة ، مدركًا أن لو جي قد حماه من المتاعب ، مما جعله يشعر بمشاعر مختلطة أكثر


ولما رأى السيد لو أن العلاقة بينهما ليست سيئة كما وصفها الخدم ، مسّد لحيته وقال : “ بما أن الأمر كذلك ، لماذا كنت غاضبًا هذا الصباح ؟”


لو جي: “ فقدت أعصابي ، وكان هذا خطأي ”


السيد لو: “ ينبغي أن تقول ذلك لمينغلو”

وقد خف غضبه إلى حدٍ ما وبدأ يحاول التهدئة : “ لقد أفرغت غضبك بتوبيخها أمام عدد من الخدم . 

ولكن أين ستذهب كرامتها ؟”


لو جي، إلى حدٍ ما، فهم ما يقصده والده


فكر قليلاً ، ثم توجه إلى يو شياومان وانحنى قائلاً : “ لقد أخطأت بحقك ، وآمل أن تسامحيني ”


لم يصدق يو شياومان أن لو جي كان يعتذر له ، فاتسعت عيناه من الدهشة


ضحكت العمة من الفرع الثاني من العائلة بصوت عالي ، قائلة : “ من يُخطئ بحق من ؟ 

ومن ينبغي أن يُسامح الآخر ؟ 

هذا النوع من العلاقة بين الزوجين غير مسبوق حقاً "


سعل السيد لو مشيرًا للعمة كي لا تكثر من الكلام ، ثم أعاد نظره إلى الاثنين في القاعة ، آملاً أن يشهد لحظة تصالح بين ابنه وزوجة ابنه


تحت أنظار الجميع ، 

شعر يو شياومان بوخز في فروة رأسه ، 

ورغب في الكلام لكسر هذا الموقف المحرج ، 

لكن لو جي ثبّت نظره عليه وقال بصوت عميق : “ لقد أسأتُ إليكِ كثيرًا اليوم ، وآمل أن تسامحيني يا زوجتي "



مع هذا الاعتذار الغامض ، بقي يو شياومان في حيرة طوال الليل


ورغم فهمه أن لو جي فعل ذلك لتهدئة الأمور ومنع القيل والقال ، لم يستطع يو شياومان إلا أن يشعر ببعض الحماس


عندما تذكر كلمة "زوجتي" وتذكّر لو جي وهو ينادي نفسه الزوج ، لم يتمكن من إخفاء ابتهاجه وهو مستلقٍ في سريره


ولكنه سرعان ما شعر بالخجل من نفسه


أن يتم التشهير به واتهامه أمام العديد من الأشخاص دون فرصة لتوضيح موقفه ، وبعد ذلك يسأله لو جي مجددًا عما إذا كان قد استخدم المخدر ، جعله يشعر بفقدان الأمل


المقاومة أصبحت بلا فائدة ، فكلما قال شيئ ، وجد سبعة أو ثمانية أشخاص في انتظاره ليناقضوه ، لذا ، كان من الأفضل اتباع طريقة لو جي في التعامل مع الأمر


بغض النظر عن النتيجة ، كان مستعد لتقبلها


علاوة على ذلك ، كان استخدام المخدر من فعله بالفعل


لو لم يُصر على أن هذا المسحوق ليس منشطًا جنسيًا ، لسأله أحدهم عن ماهيته إذاً ، كان يو شياومان عنيد جدًا لدرجة أنه لا يستطيع الكذب ؛ فلا يمكنه القول إن المسحوق مصنوع من حراشف نزعها من جسده أليس كذلك ؟


التعرض لسوء الفهم ورؤية الناس له بعيون عدائية كان مؤلم حقاً


وضع يو شياومان يده على قلبه ، شاعرًا بالألم


هذه المرة ، مقارنةً بالحادثة السابقة عندما تعرض للضرب ، كان الألم أسوأ بكثير ، وكأنه قد طُعن بعصي خيزران لا حصر لها التي تُستخدم لصنع أشكال السكر


كان اعتذار لو جي الليلة الماضية أشبه بكسر نصف تلك العصي ؛ بقي الألم ، لكنه لم يكن لا يُحتمل —


شعر يو شياومان ببعض التحسن وبدأ يستعيد نشاطه ، لكنه لم يجد طريقة لتفريغه


فجرّ يو تاو إلى الفناء لممارسة تمارين الحيوانات الخمسة ، ثم أراد أن يسحبها معه لجمع الأدلة


لكن يو تاو كانت متكاسلة ورفضت التحرك : “ في وضح النهار ، كيف لنا أن نجد أي شيء ؟  

علينا الانتظار حتى يحل الظلام ”


رأى يو شياومان أنها محقة ؛ فالذهاب الآن قد يُنبه الأفعى في العشب ، لذا جلس على كرسي خشبي في الفناء ، يسند ذقنه وينتظر حتى تختفي الشمس خلف الجبال ثم ينطلق مع الفانوس


ومن دروس الماضي ، اتفق هو ويو تاو على أن هذه المسألة لا بد وأن لها علاقة بـ يونلو ، وأن شين مومو قد تكون متواطئة أيضاً 


لذا فمن المحتمل أن المسحوق المنشط الجنسي الحقيقي قد وضعته يونلو في الشاي . 

ويُقال إنه نادر وصعب الحصول عليه وغالي الثمن ، لذا إذا لم يُحقق غايته من المرة الأولى ، فمن المرجح أنه ما زال محفوظ ومخبأ تنتظر الفرصة المناسبة 


منذ الحادثة الأخيرة عندما أشهر لو جي سيفه ، لم يُعاقب الاثنان فحسب ، بل أُمر ايضاً بنقلهما إلى غرفة الخدم في أقصى شمال مقر عائلة لو ، حيث لم يكن مسموح لهما بالبقاء في الفناء الرئيسي ليلاً


وعندما وصلا إلى هذا الكوخ ذو النوافذ والأبواب المصنوعة من الخيزران ، أدرك يو شياومان سبب استيائهما ؛ فالخدم على الأقل لديهم أسرّة خشبية في الفناء ، بينما هنا ، لا يوجد سوى حصير كبير ، والنوافذ والأبواب قديمة ومتهالكة


كانت الظروف بدائية إلى حد لا يوصف


البوابة ضيقة ، لذا أطفأ يو شياومان الفانوس ووضعه جانباً 


وضع أذنه على الحائط ليتأكد من عدم وجود أحد في الفناء ، ثم تسلل إلى الداخل بهدوء


الفناء الذي يسكن فيه الخدم مقسوم إلى مناطق للذكور وأخرى للإناث فقط ، دون تقسيمات داخلية أو غرف مستقلة


رأى صفوف من الغرف المتصلة ، وبضع شموع بالكاد تُنير المكان


انحنى يو شياومان بجانب النافذة ، 

وراقب لفترة ، واستطاع بالكاد تحديد الغرفة التي تشغلها الخادمات من خلال مراقبة الحركات داخلها


بخلاف ذلك ، لم يستطع التمييز بين شيء آخر ؛ كانت كل الغرف متشابهة في الترتيبات والمفروشات


{ هل عليّ فعلاً الانتظار حتى ساعة متأخرة من الليل لأتسلل وأبحث فيها واحدة تلو الأخرى ؟ }


يو شياومان قلق وقرر التحرك نحو الباب الخلفي ليتفقد الوضع


لكن أثناء تراجعه ، نسي أنه قد غير موقعه واصطدم بقدمه بطريق الخطأ في برميل خشبي موضوع بالقرب من البئر ، 

ومع صوت عالي ' بووووف ' سقط البرميل وتدحرج ، وأحدث ضوضاء تردد صداها في جميع أنحاء الفناء —-


حبس يو شياومان أنفاسه ، 

و ظهرت أصوات من الداخل تتساءل “ ما الذي يحدث ؟” و” هل هناك أحد بالخارج ؟”


كان خائف إلى حد أن ساقيه بدأتا ترتجفان


الفناء صغير ولا يوجد مكان للاختباء ، 

والمسافة بعيدة للوصول إلى البوابة ،


حاول أن يقترب من الجدار محاولاً الاندماج في الظلام ، لكنه لا يزال بعيد


عندما ظن يو شياومان أنه لن يتمكن من الهروب ، 

أغلق عينيه واستعد للاستسلام ، 

وإذا بِذراعيه تُقبض فجأة ، 

ويُسحب بقوة إلى زاوية مظلمة —-


بشكل مفاجئ ، يوجد جدار مقسم منفصل في هذا الفناء الصغير


انحنى يو شياومان في الزاوية المظلمة التي شكّلها هذا الجدار المقسم والجدار الرئيسي ، 

وظل صامت أمام الشخص الذي سحبه إلى الداخل حتى خرج الخدم ، 


بحثوا الخدم في المكان ، ثم عادوا ، 

حينها أخرج الزفير الذي يحبس أنفاسه ،


: “ لماذا أنت…"


تحدث كلاهما تقريبًا في نفس الوقت ، ثم ساد الصمت بينهما


تنحنح يو شياومان بعدم ارتياح وأبعد نظرته بعيدًا قائلاً : “ أنت ،،، ابدأ أنت أولاً ”


لو جي : “ أنا هنا لأبحث عن شيء "


تردد يو شياومان للحظات : “ أنا هنا لنفس السبب "


ليس هناك حاجة لتوضيح ما يبحثان عنه ؛ لكن لم يتوقعا أن كليهما قد فكر في القدوم سويًا وأنهما اختارا التحرك ليلاً


رفع يو شياومان يده التي يستند بها على ظهر الكرسي ، 

و اعتدل في جلسته ولمس أنفه ، 

وشعر بشكل غريب بالذنب : “ يبدو أنها مصادفة غريبة "


همهم لو جي بصوت مبهم كـ رد مختصر


ربما الأجواء المحيطة هادئة للغاية ، مما أضفى طابع غريب على المكان


جميع الخدم الذين في الداخل لم يستقروا بعد ، 

ولن يتمكنا من المغادرة لفترة —-


فكر يو شياومان للحظات ثم قرر أن يسأل عن شكوكه : “ هل… هل تصدق أنني لست المذنب ؟”


لم يرد لو جي هذه المرة —-

و ضوء القمر الخافت بالكاد رسم ملامح وجه لو جي ،

لكن التفاصيل لم تكن واضحة ——


شعر يو شياومان بالندم على طرح سؤاله ؛ وفكر { لو كان لو جي يصدقني حقاً ، لما كان بهذا البرود في صباح الأمس ، 

ربما جاء لو جي إلى هنا للبحث بسبب الشكوك فقط ، وليس لمساعدتي في تبرئة نفسي }


انخفض رأس يو شياومان الذي قد رفعه للتو قليلاً ..

فكر في نفسه { ما كان علي أن أسأل هذا السؤال }


قال متراجعًا : “ انسَى ما قلته ، تظاهر بأنني لم أسأل شيئ ”


و على وشك التراجع لخلق بعض المسافة بينه وبين لو جي ، 

ففي النهاية ، 

يعلم شياومان أنه كلما كان مستيقظ ، يكون لو جي غير راغب في القرب منه بشدة ، 


حتى لو استيقظ في منتصف الليل ، كان لن ينسى أن يوقف يده المتحركة ،


لكن هذه المرة ، 

ولسبب غير مفهوم ، 

تقدم لو جي خطوة وأمسك بذراع يو شياومان ، 

بينما عانق خصره بيده الأخرى ، 

وجذبه نحو حضنه ،


“ ششش…”


قبل أن يتمكن يو شياومان من التعبير عن دهشته ، حرر لو جي إحدى يديه ، ورفع سبابته إلى شفتيه ، مشيرًا له بالصمت


لو جي بصوت خافت للغاية : “ أحدهم قادم . لا تتحرك بتهور ”


بعد أن هدأت حالة الذعر الأولية ، حبس يو شياومان أنفاسه ولم يجرؤ على إصدار صوت {  حتى لو أردت الحركة ، لن أستطيع }


عند التفكير ، أدرك يو شياومان أنها المرة الثالثة التي يجلس فيها على ساقي لو جي


المرة الأولى سقط بالخطأ ، 

جالسًا بظهره على صدر لو جي ؛ 


المرة الثانية في الليلة الماضية ، 

عندما جلس متربعًا بخصرٍ ملتف وساقين مؤلمتين ؛ 


أما هذه المرة ، فكانت مختلفة ، 

حيث جلس بوضع جانبي وساقاه مجتمعتان ، 

ولو جي يمسك بخصره بيد ويغطي شفتيه بالأخرى ، 

ممسكًا بالنقاط الحساسة من جسده بإحكام ،


فكّر و تأمل يو شياومان مجدداً بعناية ، 

وأدرك أن هذا ليس صحيحًا ، 

أمام لو جي ، كانت كل نقطة في جسده عُرضة للتلاعب ويصبح حساس وضعيف …


بدأ يتمتم مع نفسه بشأن هذا الوضع غير العادل ، غير مدرك أن الشخص الذي يحتضنه كان ايضاً غارقًا في أفكاره الخاصة


بشرة يو شياومان الفاتحة ، تحت إنعكاس ضوء القمر ، تتألق بشكل أعاد لو جي إلى ذكريات تلك الليلة الضائعة ،


العرق اللامع ، الشعر المبعثر ، 

والأنين الخفيف الذي يتردد في الأذن ،


{ هل كان جسد شياومان في تلك اللحظة ، مثل الآن ؟ 

محتضنًا بدفء بين ذراعيه ، 

مع لمسة من الحمرة على خده ؟ }


شعر يو شياومان بالنظرة الثاقبة عليه ، ففتح عينيه ، واهتزت رموشه الكثيفة قليلاً ، والتقت عيناه الداكنتان بعيني لو جي الكهرمانية التي يغطيها ضباب خفيف


شياومان يلوم الخدم المتوترين المبالغين في حذرهم ، الذين يتجولون في الفناء حالياً في مجموعات من اثنين أو ثلاثة ، يحدثون الضوضاء لفترة طويلة دون إطفاء الأضواء والنوم ——


أو ربما شياومان سيلوم ضوء القمر الصافي في الأعلى ، الذي أعاد الاثنين القريبين إلى أجواء الليلة السابقة ، 


يعرف أنه لا يجب أن يصدر صوت لكن قلب يو شياومان ينبض كالرعد ، 

ولكن روحه تُسحب نحو تلك العيون الواضحة والباردة


ثم ، بشكل لا إرادي ، 

مدّ لسانه ولمس إصبع لو جي الذي يضغط على شفتيه


عندما سحب لو جي يده ، أدرك يو شياومان ما فعله للتو


احمرّ خجلًا ، يريد الاختباء لكن لم يكن هناك مكان يذهب إليه


خصره لا يزال في قبضة ذراع لو جي ، وبعد محاولته الالتفاف عدة مرات ، سمع صوت خافت يأمره : “ لا تتحرك ”


أطاع يو شياومان، و ثبت نفسه ، محدقًا بعيون مفتوحة على مصراعيها بالشخص الذي بجانبه


راقب الوجه الوسيم الذي كان يفكر فيه خلال النهار وحتى عندما يغلق عينيه ليلًا وهو يقترب تدريجياً منه ، 


قبّله لو جي ، وأحاطه نفس مألوف ودافئ —-

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي