Ch16 | رواية Top edge

Ch16

ارتدى شين سيوي ملابسه البيج المطوية 

واستغل تشتيت انتباه الأشخاص في الطابق السفلي وقفز إلى المبنى المجاور 

استمر في التقدم على السطح لفترة من الوقت

ووجد حي هادئ وسقط من الطابق العلوي

ثم اشترى قناع كبير من متجر قريب للخدمة الذاتية

يتميز سطح القناع بنمط أسنان سمك القرش مع سحاب بين صفوف الأسنان لتناول الطعام ( طوكيو غول ؟ ) 

ومع احتلال النازحين للمدينة الآن

يمكن رؤية الأشخاص الذين يغطون وجوههم في كل مكان في الشوارع، لذا فإن ارتداء شين سيوي للقناع لن منظره غريب

يقع أكبر بار في وسط المدينة بالقرب من ساحة الموسيقى ، ويتذكرها شين سيوي على أنها منطقة بارن 

لقد خطط في الأصل لتجنب الساحة والانعطاف إلى الحانة ولكن عندما اقترب من المنطقة

حدثت ضجة قادمة من الساحة

وتجمع العديد من النازحين هناك

خوفًا من حدوث شيء ما

قرر شين سيوي الاندماج مع الجمهور والاقتراب من الضجة

: " ذهب أخي لإصلاح ذراعه . كيف اختفى في الهواء ؟ "

: " عليك أن تسأل أخيك عن ذلك ."

وفي وسط الساحة

كان من الواضح أن النازحين منقسمين  إلى مجموعتين 

وقف كليت وبارن على طرفي نقيض

وكان هناك شعور قوي بالتوتر بينهما

لم يستطع شين سيوي إلا أن يفكر في الوقت الذي أخذه فيه بارن بعيداً ؛ لقد كانوا متوترين تماماً كما هم الآن

و عند الاستماع إلى ثرثرة الأشخاص من حوله

بدا أن بارن قد قدم شخص ميكانيكي إلى كليت ولكن بعد أن ذهب الأخ إلى هناك ، لم يعد ابداً 

بارن : " حسناً " ربما لم يتمكن بارن من الحصول على أي إجابات، فغير الموضوع عن غير قصد : " كيف تسير المفاوضات ؟"

أجاب كليت بلا مبالاة وهو يعقد ذراعيه أمام صدره: "ما زلنا نتفاوض ولا أتذكر أن هذا من شأنك "

بارن : " هل أنت متأكد من أنه مجرد" تفاوض "؟" 

سخر بارن : " لقد أخذته إلى غرفة النوم 

هذا لا يبدو مناسب كتفاوض ، أليس كذلك؟ "

ملأ الضحك المناطق المحيطة واستمر الشخص المجاور لشين سيوي في الثرثرة مع من حوله : " سمعت أن كليت نام مع المفاوض وكان المبنى بأكمله يسمع ذلك"

شين سيوي: "؟"

وقال شخص آخر : " أن المفاوض قام بملء كليت بالمال ، ووافق على جميع الشروط" 

شن سيوي: "..."

الشخص المجاور لشين سيوي سرعان ما سكت

مركزًا على الوضع في وسط الميدان 

بارن : " لقد تعرضت شجرة الحياة للهجوم من قبل الجميع هنا أنت تمثل مصالح الجميع"

وضع بارن مظهر معقول وأدار نصف جسده ويحرض الناس خلفه : " كيف نعرف ما إذا كنت تناضل من أجل مصالح الجميع أو تفكر فقط في مصالحك الخاصة ؟"

: " صحيح !"

: " المفاوضات يجب أن تكون مفتوحة ، فما معنى إغلاق باب المفاوضات ؟"

: " دع بارن يشارك في المفاوضات ايضاً !"

اشتدت الضجة من جانب بارن 

وبدا أن شخص يقف بجوار كليت قد اكتفى 

وتحدث بتصميم : " هل تعرف ما هي الشروط التي اقترحها المفاوض ؟ 

يريدون منا جميعا أن نترك شجرة الحياة ! 

لا يوجد شيء للتفاوض بشأنه !"

لم يستطع شخص يقف بجوار بارن إلا أن يتناغم: " اذن دع المفاوض يخرج ويتحدث عن نفسه

ما الفائدة من إخفائه عنا ؟"

: " هذا لأن هناك من يريد قتله

هل أحتاج إلى قول المزيد عن العواقب إذا مات هنا ؟ "

: " اذن اشرح أولاً سبب اختفاء أفرادنا عندما كانوا معك !"

بينما كان كليت يراقب كلا الجانبين على وشك الجدال أدار ذقنه قليلاً مشيراً إلى الشخص الذي بجانبه : " مالكين "

اختبأ شين سيوي بين الحشد و راقب مالكين

لقد رآه في الملفات من قبل

لقد كان ممارس غير قانوني لتعديل الاجساد ولديه سنوات من الخبرة

بالمقارنة مع الصورة القديمة والمتغطرسة الموجودة في الملفات بدا مالكين الحالي رقيق ومصقول على عكس ما تخيله شين سيوي 

أنزل كليت ذراعيه من فوق صدره ووضع يديه على خصره ، و مسدسه قريب منه

وتابع: " إذا كنت أتذكر بشكل صحيح

فقد دفعت مقابل تأمين المفاوض

وهو الآن ملك لي 

إن كيفية التفاوض وأين نتفاوض هو أمر يخصنا

وليس من حقك التدخل فيه "

بصراحة وجد شين سيوي كلمات كليت غير معقولة 

إثارة الحادثة التي اشترى فيها شين سيوي مقابل دولار واحد وفي نفس الوقت أهان بارن مرة أخرى

وأكد سلطته بغطرسة

إذا قام شين سيوي بتقييم موضوعي

فإنه سيعتبر مثل هذا النهج غير مرغوب فيه إلى حد كبير لأنه لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع بين الجانبين 

في هذه اللحظة

أطلق الشخص الأكثر ثرثرة بجانب شين سيوي فجأة صفير  كما لو كان خائفًا من أن الأمور لم تكن درامية بما فيه الكفاية وهتف : " أحسنت القول !"

بعد قول ذلك تراجع هذا الشخص بسرعة عن رأسه مثل جرذ الأرض 

ألقى كليت نظرة خاطفة عند سماعه

بدت وكأنها نظرة عادية لكن نظرته عادت على الفور إلى نفس الاتجاه وجعد جبينه بعمق 

الشخص الذي صرخ جثم على الأرض ليختبئ من نظرات كليت ونظر بجانبه وسأل بفضول : " لماذا جلست معي ؟"

كان لشين سيوي وجه متقلب عندما أجاب: "اعتقدت أنني أسقطت شيئ ما"

على الرغم من أن شين سيوي لم يعد يتمتع بمظهر الشعر الأشقر والعيون الزرقاء إلا أنه لا يزال من الأفضل تجنب كليت قدر الإمكان 

لقد وصلت المحادثة إلى نهايتها

ومن غير المرجح أن يواجه هذان الشخصان بعضهما البعض لفترة أطول

قرر شين سيوي المغادرة لأنه لم يرى أن نظرة كليت كانت تبحث في الحشد طوال الوقت 

وتجمع معظم النازحين في الساحة بينما كان عدد الأشخاص في الحانة أقل نسبياً 

وجد شين سيوي مقعد في الحانة 

و كان هناك عدد أكبر من الأشخاص

وطلب كوكتيل قوي إلى حد ما

ثم قام بعد ذلك بإزالة قناع الأكسجين المخفي خلف قناعه العادي

— كان بحاجة لبدء محادثة 

— لكن التحدث مع القناع سيبدو غير طبيعي بسبب الحركات التي تسببها

قام النادل الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بإعداد طلب شين سيوي بسرعة 

تم قياس كل مشروب أساسي وفاكهة بدقة مما يضمن أن الكوكتيل سيكون خالي من العيوب حتى لو كان يفتقر إلى اللمسة الشخصية للنادل البشري

شاهد شين سيوي تحركات النادل الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ولم يجد بعد شخص للتحدث معه

فبادر الجالس بجانبه وسأل شين : " هل هدأت الأجواء في الخارج ؟ "

كان شين سيوي هو آخر من دخل الحانة

لذلك فهو الوحيد الذي يعرف آخر التطورات في الخارج

عندما تم دفع الكوكتيل، المجهز بشكل مثالي أمام شين سيوي قام بشكل طبيعي بفك ضغط القناع ورفع الكأس ، وأجاب على الشخص : " تقريباً "

تمتم الشخص في نفسه: "يستمر بارن في إثارة المشاكل كل يوم . وأتساءل متى سينتهي الأمر "

أخذ شين سيوي رشفة قليلة من مشروبه وسأل: " ألا تنضم إلينا ؟"

: " غير مهتم " كان لدى الشخص لحية رمادية ويبدو أكبر سنًا. لا يبدو أنه الشخص الذي يتورط في الصراعات وتابع : " النازحين مثل الرمال المتناثرة

وعاجلاً أم آجلاً

سيتم طردهم من شجرة الحياة "

شين سيوي: " يبدو أنك متشائم للغاية "

أجاب الشخص ذو اللحية: " إنها حقيقة 

الجميع يستغلون بعضهم البعض فقط

ولا أحد مسؤول عن أي شخص 

كليت مسؤول عن نفسه . 

يمكنه التخلي عن النازحين في أي وقت

طالما أن المفاوض سيوفر الظروف المناسبة "

اندهش شين سيوي وسأل: "ما هي الشروط التي تعتقد أن المفاوض سيقدمها ؟"

هز الشخص الملتحي كتفيه : " من يدري 

مال؟ 

سلطه ؟"

ومع ذلك تلك الأشياء لم تكن مهمة 

واصل شين سيوي التحقيق : " لا يبدو أن كليت يفتقر إلى المال"

أجاب الشخص الملتحي : " إنه يجرؤ على المغامرة في أعماق البحار ، فكيف يفتقر إلى المال ؟"

هذا هو الحال

كان كليت يتمتع حقاً بشجاعة هائلة

البحر العميق منطقة محظورة 

حتى الجيش لم يجرؤ على دخولها

ومع ذلك تجرأ على الذهاب للبحث عن الكنوز هناك

اتبع شين سيوي خط تفكير الشخص الملتحي : " صحيح 

ربما يهدف إلى الحصول على منصب ما "

هز الشخص الملتحي رأسه : " من الصعب القول

إنه يسافر دائمًا في أماكن خطرة

لا يبدو أنه شخص يمكن أن يتناسب مع النظام (يتّبع القوانين)

وحتى لو وعده المفاوض بمنصب رسمي ، فقد لا يقبله " 

فجأة فكر شين سيوي في الوشم الموجود على ظهر كليت. ربما كان يمثل الأماكن التي زارها

شين سيوي: " في هذه الحالة

قد لا يتم شراؤه بسهولة من قبل المفاوض "

الشخص الملتحي : " آمل هذا " ورفع كأسه نحو شين سيوي رد شين سيوي على هذه الإيماءة وضربوا الكؤوس ?

أخذ كلاهما رشفة من مشروباتهما

كان شين سيوي على وشك مواصلة المحادثة عندها أضاءت الأضواء فجأة المسرح وظهرت امرأة ترتدي ملابس غجرية من خلف الستار

كانت لديها زهرة حمراء كبيرة خلف أذنها

وقامت بتهوية نفسها بمروحة من الريش

وتمايلت بتنورتها الطويلة وهي تسير نحو الجمهور

وانفجر الجمهور بالتصفيق والصفارات بينما دارت المرأة على المسرح 

مصحوبة بالموسيقى المبهجة

وبدأت في الغناء

لحن مألوف

ملابس مألوفة

حدق شين سيوي في المغنيه على المسرح

وكان عقله مليئ بالعديد من المعلومات المجزأة

لكنه لم يتمكن من تجميع صورة كاملة معاً

كان دماغه في حالة توتر شديد

وكان على وشك الانفجار

كانت الكلمات على طرف لسانه

لكن بدا عقله عالق

غير قادر على غنائها معها 

مهما حدث

وبجانبه

كان الشخص الملتحي 

وآخرون يغنون الأغنية

غيّر شين سيوي نظرته على مضض وسأل الشخص الملتحي: "من هي؟"

بدا الشخص الملتحي مندهش : " ألا تعلم ؟

إنها تقلد سارة المغنية المشهورة "

تأخر شين سيوي : " سارة..."

: " للأسف ماتت" هز الملتحي رأسه بالأسف واستمر في الغناء مع المغنيه المقلده

أصبحت الأصوات من حوله بعيدة

وشعر شين سيوي 

وكأنه يدور في عالمه الخاص

— يبدو أنه يتذكر

كانت مهمته الأخيرة قبل تجميده بالتبريد هي العثور على مغنية تدعى سارة ....

يتبع ...