Ch20
صباح اليوم التالي ،
استيقظ شياومان وركض ليتنقع في البركة ،
غطى وجهه ، متمنيًا لو بإمكانه دفن نفسه في الماء مثل السمكة : “ ألا يقولون إنك تنسى الأشياء عندما تكون مخمورًا ؟
لماذا أتذكر كل شيء بوضوح ،
حتى أتذكر أنني كالأحمق طلبت منه أن يبتسم أكثر؟”
شياو جي : “ هل ابتسم لاحقاً ؟”
أجاب شياومان بخيبة أمل : “ لا "
خمّنت شياو يي : “ ربما رأيت الأمر خطأ ؟
ربما لم يبتسم أصلاً سابقاً ؟”
أغمض شياومان عينيه وأعاد التفكير في كل شيء من الليلة الماضية ، ثم قال بحزم : “ هو بالتأكيد ابتسم .
رأيته يبتسم قبل ثماني سنوات ، وكان مثل ذلك "
سألت السمكتان معًا : “ ما نوع الابتسامة ؟”
انحنى شياومان واستخدم سطح الماء كمرآة ، رفع شفتيه ، معتقدًا أنه يبتسم كثيراً ، ثم ضغطهما مرة أخرى قليلاً ، واستخدم أصابعه لضبط زوايا فمه إلى الزاوية الصحيحة ، مكشّرا عن أسنانه وقال : “ مثل هذا "
راقبته شياو جي وشياو يي لفترة طويلة وقالا : “ الابتسامة لطيفة جداً ، إنه لأمر مذهل أنك استطعت رؤيتها ”
تباهى شياومان : “ رؤيتي جيدة . حتى لو عبس قليلاً ، أستطيع أن أراه ”
فجأة ، تنهدا شياو جي وشياو يي معاً ، بينما ينفخان الفقاعات على سطح الماء
عندما سُئلا عن السبب ، روت السمكتان ، بالتناوب ، كيف تم قمع لو جي في المنزل قبل عامين ،
مركّزين على اللحظة التي كاد فيها أن يُدفع إلى البركة للغرق ،
أوصافهما الحية جعلت شياومان يشعر وكأنه مر بتجربة الحياة والموت مع لو جي
شياو جي : “ لقد مر السيد لو بوقت صعب في هذه العائلة ، ولهذا السبب لم يحب أن يبتسم في هذه السنوات ”
أضافت شياو يي : “ في المرة الماضية ، ذلك الحبل ايضاً تم رميه في البركة بواسطة شخص سيء "
من أوصافهما ، صُدم شياومان مجدداً : “ يونلو؟”
شياو جي : “ نعم ، هذا هو الاسم ,
عندما رمتها ، كانت غاضبة ، قائلة : ‘ الآنسة شين ستتزوج ، وأنا سأكون السيدة الشابة من الآن فصاعدًا ’ ”
شياو يي بفضول: “ هل الآنسة شين هي تلك التي ذكرتها ؟ التي تكتب الشعر ؟”
أنزل شياومان يديه وأمال رأسه ، بعد فترة طويلة ، همس قائلاً : “ نعم… هي التي يحبها لو لانغ ، الآنسة شين .”
وبالحديث عن شين موشيو، لم تكن زيارة شين هانيون أمس ترفيهية بالكامل ؛ فقد ترك دعوة قبل مغادرته
وضعها لو جي على الطاولة دون أن يلمسها ،
فتح شياومان الدعوة ورأى أن زفاف شين موشيو مقرر في الثامن عشر من هذا الشهر ، أي بعد عشرة أيام ——
خمن شياومان أن لو جي لا يريد الذهاب ،
من المؤكد أن رؤية المرأة التي يحبها تتزوج شخصًا آخر ستكون مؤلمة ،
وبالفعل ،
لم يذكر لو جي الموضوع لعدة أيام ،
كانت الدعوة موجهة إليهما كزوجين ...
فكر شياومان أنه حتى لو لم يذهبا ، يجب عليهما تحضير هدية
أخذ يو تاو إلى عدة متاجر لاقتراح هدايا الزفاف واشترا الهدية وعرضها على لو جي عندما عاد إلى المنزل في المساء
كان تعليق لو جي : “ ليس سيئاً ” ثم “ شكرًا "
هذه أول مرة يمدح فيها لو جي شياومان ،
وكانت سعادته واضحة ،
لم يعرف ما إذا يجب أن يجلس أو يقف ،
أحيانًا يعبث بالحبال المعلقة على الكرسي المتحرك ، وأحيانًا يقفز لترتيب كتب لو جي ،
بعد أن انشغل لبعض الوقت ، تذكر شيئ واقترب من لو جي بخجل : “ إذن ، هل نحن… ذاهبون ؟”
: “ إلى أين ؟”
: “ إلى الحفل ،،، حفل زفاف الآنسة شين ”
نظر لو جي إلى شياومان وسأله : “ هل تريد الذهاب ؟”
أشار شياومان بسرعة بيده : “ لا، بالتأكيد لا…” وفي منتصف الطريق ، شعر أن هذا يبدو كغيرة ، فغير كلماته : “ إذا ذهبت ، سأذهب ايضاً ”
تحدث شياومان وهو يضغط على أسنانه كما لو يقدم تضحية نبيلة
ورفع لو جي شفتيه قليلاً ، وكأنه سمع شيئًا مضحك
هذه المرة ، كانت الابتسامة أخف وأسرع في التلاشي …. شياومان الذي كان مشغول بأفكار حفل الزفاف ، رمش بعينيه ورأى أن لو جي لا يزال يحمل تعبيره المعتاد من اللامبالاة
معتقدًا أنه تخيل الأمر ، أنزل رأسه وهمس قائلاً : “هل سنذهب أم لا ؟”
بعد قليل ، سمع جواب لو جي: “ كنت مشغول مؤخرًا ، لذا سنرى حينها ”
إذا كان من المقرر أن يُتخذ القرار لاحقاً ، فهذا يعني أن هناك على الأقل فرصة خمسين في المئة أنهم سيذهبون —
قضى شياومان الأيام التالية في تفكير —-
سواء كان عقله المشغول يؤثر على جسده أم لا ،
في اليوم السابق لحفل زفاف عائلة شين ،
أُصيب فجأة بصداع ——-
يداه وقدماه ضعيفتين ، ولم يستطع الوقوف ،،
بعد أن شرب الشاي مع الجدة في القاعة الرئيسية صباحاً ، نهض وانهار على الأرض ——-
عندما رفعوه ، كانت جبهته شديدة السخونة ——-
و سرعان ما استدعوا طبيب ، و وصف دواءً لتخفيض الحرارة
بعد أن تناول جرعتين دون تحسن ،
أرادت يو تاو بشكل عاجل أن تطلب من الجدة إيجاد طبيب أكثر مهارة ، ولكن أوقفها شياومان وهو مستلقي على السرير في حالة من الضبابية : “ لا تذهبي. أنا… سأستلقي قليلًا "
ركلت يو تاو قدميها غاضبة : “ تستلقي ؟
أنت على وشك أن تحترق !”
شياومان وهو بالكاد بوعيه : “ لن ينفع الدواء العادي معي . احضريلي دلو … دلو كبير من الماء البارد ، وسأكون بخير "
في البداية ، كانت يو تاو مشككه ,
ولكن بعد أن غسّل وجه شياومان بالماء البارد ورؤية بعض التحسن ، طلبت بسرعة من الخدم إحضار حوض من الماء البارد ،
وبمجرد إغلاق الباب ،
خرج شياومان من السرير ، و تمسك بحافة الحوض ، وقفز في الماء بصوت يشبه سقوط كرة لحم في وعاء من الماء البارد ، تنهد براحة ———
فتح ملابسه الداخلية في الماء ليتفقد الإصابة في زعنفته
في الآونة الأخيرة ،
كان لو جي يقيم في غرفته ،
مما جعل من الصعب على شياومان أن يضع الدواء سرًا ...
وكانت حراشفه لا تواكب الاستخدام ... وغالبًا الحراشف الجديدة لم تنمُو في منطقة ما وفي منطقة أخرى تبدأ بالنزيف مجدداً
{ من المحتمل أن الحمى اليوم كانت بسبب إصابة ملتهبة }
في هذا الطقس الحار ،
تغطية الجروح دون تهوية غير مواتٍ للشفاء
على الرغم من أن شعب حوريات البحر أقوياء ونادرًا يمرضون ،
إلا أنه بمجرد أن يصابوا بالمرض ،
يكون تأثيره شديد ،
ويحتاجون على الأقل من ثلاثة إلى خمسة أيام للتعافي ،
فكر في سبب مرضه الذي لا يستطيع شرحه للآخرين ، فخرج من الحوض وطلب بسرعة من يو تاو أن ترسل رسالة إلى ساحة التدريب ، ليطلب من لو جي أن يستريح هناك إذا كان مشغول ولا يسرع بالعودة إلى المنزل قائلاً أنه سيعتني هو بالأمور مع السيد لو
بينما يو تاو على وشك المغادرة ، ناداها شياومان مجدداً وأخبرها أن تُرسل هدية الزفاف المُعدّة ،
شياومان بعد أن كافح أيام وأخيرًا استسلم : “ أخبري السيد الشاب لو جي أن يذهب إلى الحفل غدًا مساءً ” شعر بعدم الراحة : “ لا تخبريه أنني مريض ،
فقط قولي … قولي أنه لا يوجد طعام في المنزل "
تم توصيل الرسالة في الوقت المحدد ،
وفي تلك الليلة ،
لم يعد لو جي إلى المنزل ———-
على الرغم من أنه قال إنه لن ينتظره ، لم يستطع شياومان النوم في السرير
في كل مرة يسمع فيها ضوضاء ، يمد عنقه نحو الباب ، لـِ يُصدم عندما لا يكون لو جي
فكر { كما توقعت ، بما أنني عرضت التعامل مع الأمور مع كبار السن ، لن يكون لو جي مستعد للعودة إلى المنزل }
رؤية شياومان في حالته المريضة والمرهقة جعلت يو تاو توبخه بتهور : “ أنتِ عنيدة وتحبين أن تظهرين قوتك .
عندما تمرض الزوجات الأخريات ، يتصرفن بضعف ويتدللن عند أزواجهن .
حتى لو كان السيد الشاب بارد ، فإنه لا يزال رجلاً .
الرجال يحبون زوجاتهم عندما يكونون لطيفات وضعيفات . إذا همستِ في ذراعيه ، سيُعطيكِ النجوم من السماء "
يو شياومان بصوت ضعيف : “ ما الكتاب الذي كنت تقرئينه ؟”
وضعت يو تاو قطعة قماش مبللة على جبهته وقالت : “ لا يهم ذلك ، طالما أن هذا يعمل "
كانت قطعة القماش الباردة مريحة ، وعندما أغلق عينيه ، تخيل شياومان وهو رجل بنفسه ، أن لو جي وهو يقترب بخجل في ذراعيه ، مما جعله يضحك ،
نصف نائم ، همس قائلاً : “ جيد ، جيد ، جيد "
————————————————-
اليوم التالي ،
18 يونيو، يوم مناسب للزواج —-
لم تكن العاصمة كبيرة جداً ،
ولم تكن قصور عائلتا لو و شين بعيدتين عن بعضهما البعض ،
في الصباح الباكر ،
ذهب مجموعة من الخدم للانضمام إلى الاحتفالات والحصول على حلوى الزفاف ،
شياومان بفضل أذنه الحادة ، يستطيع سماع أصوات الألعاب النارية من موكب زفاف عائلة شين
لا يزال يعاني من الحمى الشديدة ،
بشرته حارة ، لكنه يشعر بالبرد من الداخل ،
قالت يو تاو إن التعرق سيساعد ،
فلف نفسه في لحاف وهو يرتجف ،
في فترة ما بعد الظهر ،
زارته الجدة ، وبعدها بتردد الزوجة الرئيسية ، فنغ مانيانغ
نظرت حول الغرفة وبدأت تقول تعليقات ساخرة : “ هل أسرع تشي تشي لرؤية عشيقته القديمة للمرة الأخيرة ؟”
تلقت نظرة حادة من الجدة ، وجلست بتردد ، لكنها استمرت في تعليقها الساخر : “ أنا فقط أقول يجب أن تكوني أكثر ذكاءً .
إذا لم تستطيعي حتى كسب قلب الرجل ،
فكيف تتوقعين أن تحلين مكاني كمديرة لمنزل العائلة ؟”
لم يهتم شياومان بالرد عليها ———-
لو لم يشعر بالتعب اليوم ، لكان قد ألقى قطعة من الأعشاب المائية على هذه المرأة المنافقة ذات الوجهين ليجعلها تتعثر وتسقط
أما الجدة ، فقد قالت بعض الكلمات التي ينبغي أن يقولها أي كبير في السن : “ إذا كنتِ غير مرتاحة ، عليك بالراحة أكثر .
و عندما يعود تشي تشي من الزفاف ، لا تدعيه يدخل ويزعجك ”
كان الجميع يعتقد أن لو جي سيحضر الحفل ويشرب حتى الثمالة
استلقى شياومان على ظهره ، يحدق في قبة السرير المنقوشة { لا بأس . أصلاً السرير صغير ،
و مزدحم بالفعل بشخصين ينامان فيه }
لم يرَى شياومان لو جي وهو سكران من قبل ،
وكل ما يعرفه هو أنه قد يكون مزعج مثل السكارى الذين يتجولون في الشوارع في منتصف الليل ،
{ ربما من الأفضل ألا أراه على تلك الحال }
مواساةً لنفسه بهذه الطريقة ، نام يو شياومان بعمق
في المرة الأولى التي استيقظ فيها ،
كان الضوء لا يزال موجود في الخارج ،
في المرة الثانية ،
سمع الصوت المألوف لعجلة الكرسي المتحرك ،
اعتقد أنها مجرد هلوسة ،
وكان حريص على تجاوز هذه الليلة الصعبة ،
لذا أغلق عينيه بإحكام وسرعان ما غرق في النوم مجدداً ،
في المرة الثالثة التي استيقظ فيها ،
سمع صوت الحارس الليلي في الخارج ينادي : “ احترسوا من اللصوص !”
{ ايييه ،، على الأرجح أن الوقت الآن هو الثانية فجراً }
تنهد يو شياومان وتثاءب على نطاق واسع ،
مع دموع في عينيه ،
مسحها ونظر إلى يده ،
ولاحظ أنها لم تتحول إلى لؤلؤ البحر العذبة ،
وتنهد كما يفعل عادةً ،
بعد غمره في الماء البارد مرتين والنوم لمدة سبع أو ثماني ساعات ، أصبحت حمى يو شياومان أقل شدة ، وشعر بقوة أكبر
تدحرج على سريره ، يخطط للنهوض والبحث عن شيء ليأكله ، ولكن بمجرد أن تحرك ، شعر بشيء غريب
{ لماذا يدي ممسوكة ؟ }
فتح عينيه على اتساعهما ورأى شخصية مألوفة جالسة بجانب السرير ...
اعتقد يو شياومان أنه يحلم: “ لماذا عدت ؟”
عاد لو جي إلى المنزل عند غروب الشمس ——
وعندما دخل إلى الفناء ،
تذكر الرسالة التي أخبرته بأنه لا يوجد طعام في المنزل ، فتردد للحظة ... ولكن وبالنظر إلى تعليمات الجدة ،
فكر أنه من الضروري إبلاغ زوجته عندما يعود ،
فطرد دوآن هنغ ودخل الغرفة بمفرده ،
داخل الغرفة ،
رأى كتلة تحت اللحاف الرفيع على السرير ،
فاستنتج أن يو شياومان كان نائم
بعد وقت قصير ،
دخلت يو تاو وأخبرته أن يو شياومان يعاني من الحمى طوال اليوم …. توقف لو جي للحظة ، ثم عبس قليلاً
بالأمس ،
كان مشغول بوصول دفعة جديدة من الحراس الإمبراطوريين إلى القصر ...
قام لو جي بفحص المجندين الجدد بنفسه وكان عليه التحقق من القائمة في المساء ،
لذا عندما وصلته الرسالة من المنزل ،
قرر البقاء في ساحة التدريب لإتمام عمله —-
اليوم ،
كان يشرف على نشر المجندين الجدد ،
ومن دون مهام أخرى في يده ،
عاد لو جي إلى المنزل —-
عند سماع أن السيد الشاب عاد ،
بدأ الخدم في الفناء بتحضير الطعام ،
فقال لو جي ليو تاو : “ سآكل لاحقاً ، عندما تستيقظ السيدة ، سنتناول الطعام معاً ”
انتظروا لمدة ساعتين ———
نام يو شياومان بعمق ،
دون أن يصدر منه حتى همسة في نومه ،
وعندما استفاق ،
كان مليئ بالطاقة ،
يحدق في لو جي بعينين واسعتين وتلمعان : “ ألم تكن ذاهب لرؤية الآنسة شين ؟”
هذا السؤال جعل لو جي في حيرة أكبر : “ متى قلت إنني سأذهب لرؤيتها ؟”
أدرك أنه أخطأ في كلامه ، فغيره : “ أعني… للزفاف .
الجميع ذهبوا "
من نظرته المتجنبة ،
فهم لو جي مقصده تقريباً لكنه لم يشر إليه ،
و رد فقط: “ تم إرسال الهدية بالفعل "
شياومان : “ أوه ، أوه "
ظل يو شياومان في حالة من الدهشة ، غير قادر على فهم سبب وجود الشخص الذي كان من المفترض أن يكون سكران في زفاف محبوبته هنا ،
{ ولماذا يمسك بيدي … يمسك بـ يدي !؟ }
متفاجئ ، ترك يو شياومان قبضته بسرعة عن يد لو جي، ثم التفت : “ لابد أنني أمسكت بيدك أثناء نومي… أنا آسف "
لم يتوقع لو جي أن يتلقى اعتذار من ' المعتدي' ، فتجمد تعبيره للحظة ، أنزل عينيه : “ لا بأس "
مبللًا بالعرق من اللحاف ، خرج يو شياومان من السرير واستحم
فُتِحَ الباب وأُحضِرَت الأطباق
حتى من وراء الستار ، استطاع أن يشم رائحة السمك المطهو
خطط للجلوس بعيدًا عن السمك المطهو ،
خرج يو شياومان وشعره لا يزال مبلل ،
ورأى فقط طبقين خفيفين وحساء على الطاولة ،
دون أي علامة على وجود سمك ،
جلس أمام الطاولة وأخذ عيدان الطعام
وضع لو جي أمامه وعاء من حساء البطيخ الشتوي وأضلاع لحم الخنزير : “ هذا يخفف الحرارة ويخفض الحمى . اشرب المزيد ”
أجاب يو شياومان مرارًا وتكرارًا ،
وشرب رشفة من الحساء ولم يستطع إلا أن يبتسم خلف حافة الوعاء
بينما يتمكن من الأكل في الغرفة ويعتني به لو لانغ ، فكر يو شياومان بسعادة ، { أن تكون مريض أمر رائع }
الفوانيس في فناء الابن الأكبر لعائلة لو دائمًا تُطفأ في وقت متأخر
في البداية ، قالت الشائعات في الخارج إن الجنرال لو كان يقلل من شأن زوجته القادمة من قرية صيد ريفية وكان يبقى مستيقظًا لوقت متأخر لتجنب النوم بجانبها
لكن فيما بعد ، سمعوا أن الجنرال لو قد سحب سيفه لحماية زوجته وطرد الخادمة التي كانت ستصبح محظية ، وتبادل الجميع النظرات الفهمية ، وابتسموا كما لو أنهم فهموا كل شيء
——- يقال إن حتى الأبطال لا يستطيعون مقاومة جاذبية الجميلات ——-
ما الفرق إذا كانت الخطيبة السابقة سيدة نبيلة مشهورة في العاصمة ؟
بعد رؤية العديد من النساء الرقيقات والحساسات ، فإن هذه الجميلة المشرفة والجذابة بالطبع ستكون جديدة بشكل طبيعي ——-
كان يو شياومان المسكين لا يعلم كيف كان الناس في الخارج يتحدثون عنه —-
كان مليئ بالأفكار الجادة ….
بينما يرى لو جي يقرأ كتاب كما المعتاد بهدوء ،
وجد ايضاً مجموعة من القصائد من السلالة السابقة ليقرأها وينسخها ——-
كان يريد أن يتعلم المزيد من الحروف ،
لكنه لم يكن معتاد على إمساك الفرشاة ——-
كانت كتابته على الورق دائمًا مائلة ...
وبعد التدرب لعدة أيام ، لم يتحسن كثيراً ،
وكان بالكاد يمكن قراءته ….
“ باي شي لانغ، يعيش بجانب النهر… يقود جيانغ بو في الأمام ، ويتبعه السمك ”
بعد كتابة السطرين الأولى ،
لم يستطع يو شياومان إلا أن يعبس ، مفكرًا : { هذا باي شي لانغ كان فعلاً وقح ،
يقول إن السمك يتبعه عندما يخرج .
هل نحن السمك لا نهتم ؟ }
“ الصخور مثل اليشم ، والصنوبر مثل الزمرد …”
بينما ينسخ السطرين الأخرى ،
فجأة فهم يو شياومان شيئ ،
ورفع نظره إلى الشخص الذي أمامه ،
متمتمًا : “ جمالك لا مثيل له، لا يضاهى في هذا العالم "
في لحظة تشتت ،
لم يتحكم يو شياومان في صوته ،
رفع لو جي رأسه ونظر إليه ،
مستخدمًا عينيه ليسأل ما الأمر ،
استفاق يو شياومان من شروده ،
شعر بالخجل ،
وأسرع بإسقاط فرشاته قائلاً: “ لا شيء ، لا شيء ، فقط… خطي سيء ”
كان يظن في البداية أن لو جي سيبتعد عن النظر ويستمر في القراءة كما المعتاد . لكن ، على غير المتوقع ، وبعد لحظة من التفكير ، أغلق الكتاب ووضعه جانباً
وقال : “ تعال ، سأعلمك ”
الجميع يعرف أن لو جي ماهر في السيوف والخناجر ،
وأن قوته القتالية تجعله لا يُقهر في المعركة ،
ولكن قليلون يعرفون أنه كان ايضاً متعلّم ،
مليئ بالمعرفة وذو خط يد ممتاز ،
اختار يو شياومان هذه المرة كتاب من قصائد ما قبل أسرة تشين ….
رمش كم مرة ،
قلّب الصفحات عشوائيًا ،
ومر بعينيه على العديد من الحروف غير المألوفة ،
ليس هناك خجل لأنه لا يعرف معانيها ،
و انحنى ،
غمس الفرشاة في الحبر ،
ونسخ سطر ثم قدم الورقة إلى لو جي متوترًا ،
بعد أن نظر لو جي إلى السطر المكتوب على الورقة ،
تردد قليلاً ،
وعندما رأى تعبير يو شياومان المتلهّف للتعلم ،
زالت شكوكه ،
فأخذ نفس الفرشاة وكتب السطر الذي يليه ،
باستخدام نفس الفرشاة المصنوعة من شعر الذئب ،
كانت الحروف مختلفة تماماً ،
كان خط لو جي يتدفق بسلاسة بضربات قوية ،
مما جعل خط يو شياومان المائل يبدو أسوأ بكثير ،
: “ اللقاء لاحقاً ، معك ، كل شيء هو… هو…”
لم يستطع يو شياومان الاستمرار في القراءة ،
مفكرًا أنه من الأفضل أن يتصرف فقط .
وضع ورقة فوق كتابة لو جي وبدأ في تتبع خط لو جي ،
لكن يديه ارتجفت أكثر تحت نظر لو جي الثاقب ،
مما كاد أن يجعل خطًا طويلًا يخرج من الورقة ،
بدا أن لو جي تنهد : “ اجلس،، سأمسك بيدك "
لاحقاً ، فكر يو شياومان { إذا كنت قد تعلمت من خلال إمساك اليد ، لكان قد كتبت منذ وقت طويل }
اشتدّت الرياح الجنوبية في الليل ،
و الأعشاب العطرة لم تسترح بعد ،
وفي الخارج فقط بعض حشرات الزيز تصدح بصوت متقطع ،
ظلال الأشخاص الجالسين المتداخلين تُلقى على الشاشة ،
يو شياومان جالس على مقعد خشبي ،
قريب جدًا من لو جي الذي خلفه ،
يكاد نصف جسده يحتضنه ،
يده اليمنى مرتاحة في كف يد دافئة وواسعة ،
يثبت الفرشاة بينما قلبه يخفق بشدة ——-
صوت لو جي المنخفض جاء في أذنه : “ ماذا تريد أن تكتب ؟”
بعد أن خسر ماء وجهه في وقت سابق ،
أصبح يو شياومان أكثر حذرًا هذه المرة : “ اكتب اسمك الأدبي .
لا أزال لا أعرف ما هي الشخصيات التي يتكون منها ”
استغل يو شياومان عدم مواجهتهما لبعضهما البعض ،
وكان قلبه يخفق بينما قال هذا ،
لم يسأل لو جي كثيراً ، وأمسك بيده لبدء الكتابة ،
سرعان ما ظهرت الشخصيات المكتوبة بعناية ' تشِي تشي ' على الورقة
كرر يو شياومان بشكل غريزي : “ تشِي تشي…”، بفضول : “ هل لها معنى خاص؟”
لو جي : “ أولًا، لأنني الابن الأكبر في العائلة ،
وثانيًا ، كانت والدتي تعتقد أن اسمي قوي جداً وأرادت أن يوازن الاسم الأدبي هذا ”
أومأ يو شياومان بتفهم ،
وكرر الاسم في ذهنه عدة مرات ،
معتقدًا أن كلاهما تبدو جميلة ،
وأحبها جميعاً ،
لكن ، بما أن الشخصيتين بسيطتين وقليلتين في الخطوط ، لم تبرز أهمية الهيكلية والضربات في الحروف الصينية ،
وبما أنه قد وافق على تعليم يو شياومان، لم ينوِ لو جي أن يكون سطحيًا
بينما أيديهما متشابكة ، سأل : “ ماذا تريد أن تكتب ايضاً ؟”
شفتاه تبعد بضعة بوصات فقط عن أذن يو شياومان ،
وكلما تحدث ،
شعر يو شياومان برعشة تسري في جسده ،
مما جعل خديه يحمرّان ،
لم يعد عقله قادرًا على البقاء جادًا ،
أفكار مثل ' الأكمام الحمراء تضيف العطر ' و ' التقارب مثل الصنوبر والطحلب ' بدأت تلاحقه ،
وكان خائفًا من أنه إذا تحدث ،
قد يقول شيئًا يغضب لو جي ،
بصوت مرتجف ، قال يو شياومان : “ أي شيء… أي شيء سيكون جيداً "
وضع هذا لو جي في مأزق
نظر إلى سطر الشعر الذي قد تتبعه يو شياومان قبل قليل ،
ثم إلى الأذن الوردية الناعمة التي
تظهر من بين شعر يو شياومان الأسود كالحبر ،
اهتز قلبه برقة ،
كما لو أن بتلة قد سقطت على سطح بحيرة طالما كانت هادئة ،
بدأ يو شياومان يشعر بعدم الراحة المتزايد وهو ينتظر الرد
وعندما كان على وشك أن يقول ' سأكتب بنفسي '
تحركت يد لو جي الجافة والدافئة التي تُمسك بيده فجأة ،
خط أفقي متصل متبوعًا بضربة ونقطة ،
الكلمة الثانية مليئة بإحساس السيولة ،
تشبه الأمطار الدقيقة في منتصف الصيف ،
تتساقط وتلتصق معًا ،
ومع رفع الفرشاة ،
تحول كل شعوره بعدم الراحة إلى تردد ،
رمش يو شياومان، وكان يشعر أنه انتهى بسرعة كبيرة
وانتهى الأمر سريعًا لدرجة أنه لم يرَى بوضوح ،
حيث ظهرت الشخصيات ' شياومان ' بجانب ' تشِي تشي ' كما لو كانا زوجين من البط البري يستريحان بجانب البركة ، أو زهرتين من اللوتس على الماء الأخضر …
تعليقات: (0) إضافة تعليق