القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch21 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch21



تلك الليلة ، نام يو شياومان نوماً عميقاً


في الصباح ، 

بعد أن استفاق ، 

وأثناء وجود لو جي في الغرفة الجانبية يغسل وجهه ، 

قام يو شياومان بحذر بطي الورقة التي تحتوي على الأسماء التي كتباها في الليلة السابقة ، 

وأخفى الورقة في أسفل الخزانة تحت ثوب حرير رقيق ،


عندما عاد لو جي إلى الغرفة لتناول الإفطار ، 

كانت نظراته تتوقف على يو شياومان عدة مرات ،

ظن يو شياومان أنه قد تم اكتشافه ، 

فاحمّر خجلاً وعض على عيدان الطعام استعدادًا للاعتراف ، لكن لو جي اكتفى بسؤاله : “ هل تشعر بتحسن ؟”


أدرك يو شياومان أن لو جي كان يسأله عن الحمى ، فتنفس الصعداء وأجاب : “ أصبحت أفضل بكثير ، الحمى زالت ”


أومأ لو جي برأسه


ذكّره ذلك بزفاف شين موشيو الذي كان في اليوم السابق . عندما عاد لو جي في الليلة الماضية ، 

كان يو شياومان مشوش جداً بحيث لم يسأله عن ذلك . لكنه تذكر فجأة وقال بتردد : “ أمس… هل كانت يو تاو هي من أخبرتك أنني مريض وأعادتك إلى المنزل ؟”


: “ لا ….” وضع لو جي لفافة خضار في وعاء يو شياومان : “ عدت لأنني لم يكن لدي ما أفعله "


ما زال يو شياومان متشكك ، 

فعاد إلى عض عيدان الطعام ، 

وكان يريد أن يسأل لماذا لم يحضر لو جي حفل الزفاف ، وما إذا كان لا يريد رؤية الآنسة شين ...

كما أراد أن يسأل إذا كان لو جي حزين جداً ، 

معتقدًا أنه كان ينبغي عليه أن يركب حصاناً طويلاً ليتزوج من أكثر النساء موهبة في العاصمة ، ولكن بدلاً من ذلك ، يجلس أمامه سمكة غبية بالكاد تعرف القراءة .


تداخلت الأسئلة في ذهنه حتى انتهى الإفطار ، 

لكن يو شياومان كان خائف جدًا من طرح أي شيء قد يجعل لو جي حزين ، أو الأسوأ من ذلك ، سماع شيء قد يكسر قلبه ،


بقلب مثقل ، ودّع يو شياومان لو جي عند البوابة ،

توقف لو جي وأدار نظره إليه ،


يو شياومان : “ هل نسيت شيئًا ؟”


هز لو جي رأسه ، وما زال ينظر إليه : “ هل يوجد طعام في المنزل الليلة ؟”


رمش يو شياومان عدة مرات ، 

وتذكر فجأة أنه قبل عدة أيام، ولإخفاء حقيقة مرضه عن الآخرين ، أرسل يو تاو إلى ميدان التدريب لتخبر لو جي بعدم العودة ، قائلاً إنه لا يوجد طعام في المنزل ،


احمر وجهه خجلًا …. شعر وكأن سرّه قد كشف ، 

فابتلع الكلمات التي كان يحاول نطقها ، 

وأصبح لا يستطيع التفسير ، ليخفض رأسه في صمت


توقع أن يتم استجوابه ، أو أن يرحل لو جي من دون كلمة ، في تصرف يعكس طبيعته


لكن، على غير المتوقع ، بعد لحظة ، جاء صوت لو جي خاليًا من أي توبيخ: “ سأكون متفرغًا في الأيام القادمة . 

إذا كان مناسب ، آمل أن يتبقى لي بعض الطعام ”


السيد الشاب الأكبر لعائلة لو، مضطر لأن يطلب من زوجته أن تحفظ له بعض العشاء


بحلول الظهيرة ، 

الحادثة قد انتشرت في أرجاء منزل لو ——

وكان معظم الناس يعتقدون أن لو جي قد أُعجب بالفعل بالسيدة من قرية الصيد . 

بينما يو شياومان يمشي إلى فناء الجدة ، 

شعر بعشرات العيون الفضولية تراقب كل خطوة له ، 

كأنها تخترقه .


الهمس يسخر من لو جي ، قائلين إن الجنرال الذي قتل العديد من الأعداء في ساحة المعركة أصبح الآن يخشى ألا تحفظ له زوجته العشاء ، وهذا عار حقيقي


أصاب يو شياومان الذعر


لم يكن يمانع أن يسخروا منه شخصيًا ، 

لكن لم يكن قادرًا على تحمل سماع الآخرين يستهزئون من لو جي ،

بدأ يفكر في كيفية تصحيح الأمور ،


بعد أيام قليلة ، وجد فرصة لذلك


حرّ يوليو لم يهدأ بعد ، 

وكان يتم تحضير زفاف الابن الثاني لعائلة لو، لو يوي


اختار العائلتان تاريخ مناسب ، 

وزار كبار عائلة لو منزل العروس مع عرض للزواج ، 

مما جعل الخطبة رسمية ،


عادةً تتطلب مثل هذه الأمور حضور كبار السن فقط ،

ولكن ربما الجدة رأت أن يو شياومان يشعر بالملل في المنزل ، فقررت اصطحابه معها ايضاً ، 


الجدة : “ زواجك من قِبَل تشي تشي سعيد ، فلتجلبي معك بعض الحظ السعيد ”


على الرغم من أن يو شياومان لم يفهم تماماً كيف يتحدث الناس عن علاقته هو ولو جي كما لو كانا الزوجين المثاليين ، إلا أنه كان سعيدًا بدور ' تميمة الحظ '


لذا ، سار بلهفة إلى منزل عائلة ليو 


—————————————————-


قصر عائلة ليو ———


نادته الشابة من عائلة ليو رسميًا بـ “ زوجة الأخ الأكبر ”، ( ساوزي )

مما جعل يو شياومان يشعر بالسرور لدرجة أنه تناول نصف طبق إضافي من الأرز على الغداء ، 

إلى جانب بعض حساء الأعشاب البحرية اللذيذ ،


—————————————————-


بعد قيلولة الظهيرة ، 

انتقلت النساء من نفس الجيل إلى قاعة الزهور لشرب الشاي والدردشة ،


إلى جانب أفراد عائلة لو ، 

حضر العديد من الأقارب والأصدقاء للانضمام إلى الحفل في منزل عائلة ليو اليوم ،


من بينهم بعض السيدات النبيلات من العائلات الرسمية والتجارية ،


يو شياومان كفتى بين فتيات بوجوههن الملمعة ، 

شعر بعدم الانتماء ، 

فجلس في زاوية ، 

يعبث بأصابعه وهو ينتظر مرور الوقت ،


دارت الدردشة بين الفتيات حول المواضيع المعتادة ، اجتمعت الفتاة من عائلة ليو وبعض الفتيات غير المتزوجات لمناقشة التطريز لمهورهن ، 

بينما تبادل البقية الكتب التي قرأنها مؤخرًا ،


يو شياومان الذي لم ينتهِي بعد من حفظ ' الكتاب الثلاثي ' لم يتمكن من الانضمام إلى الحديث ، 

لكن بينما الفتيات يتحدثن ، أصبح حديثهن أكثر جرأة ،

بما أنه لايوجد بجانبهم كبار السن أو رجال آخرين ، غيرت إحداهن الموضوع من الشعر والأغاني إلى الحكايات الشعبية المشهورة ،


تحدثن عن ' رومانسية الغرفة الغربية ' و ' جناح الفاوانيا ' من القصص الشائعة بين النساء ، 


حتى اللاتي كنّ يتحدثن عن التطريز انضممن إلى الحديث ، وعندما تحدّثن عن " أتمنى أن يتمكن جميع العشاق في العالم من أن يصبحوا أزواج ” بدأت عدة فتيات لم يتذوقن طعم الحب في البكاء ومسح الدموع ، 

مما جعل يو شياومان فضولي ويفكر في طلب تلك الكتب من يو تاو في وقت لاحق ،


قالت إحدى الفتيات : “ على فكرة ، ابن لو الثاني ( لو يوي )، الذي ستتزوج منه ' وان تشينغ ' قيل إنه وسيم للغاية ، لا يقل عن الرجال الجيدين في هذه القصص ”


وان تشينغ هي اسم ابنة عائلة ليو ،

وعند سماعها لهذا ، 

احمّرت وجنتاها وقالت : “ لا على الإطلاق…”


استمرت الفتيات في الدردشة ، 

كل واحدة تقول ما في خاطرها ،


: “ انظري كم أنتِ خجولة . 

لابد أن الابن الثاني لديه ملامح بان آن "


: “ سيكون ذلك رائع . 

يمكنكِ أن تنجبي لي طفلاً جميلاً للعب معه .”


: “ لكنني سمعت أن الابن الثاني لعائلة لو هو فتى لعوب . وان تشينغ يجب أن تراقبيه جيداً عندما تتزوجيه ”


: “ آه، هذه هي عيوب اتخاذ الآباء للقرارات . 

من يدري من سيصبح زوجك ”


وان تشينغ التي تم غسل دماغها مؤخرًا من قبل خادمات عائلتها ، تعبث بمنديلها بخجل وقالت: “ أمي قالت إن معظم الرجال يكونون هكذا عندما يكونون شباب . يهدأون بعد فترة . 

وبالإضافة إلى ذلك …”


نظرت إلى يو شياومان وقالت : “ زوجة أخي الأكبر تم زواجهما ايضاً بتدبير من والديهم ، والآن هما متحابان جداً . مع مثل هذا المثال ، أنا لست خائفة ”


فاجأ هذا يو شياومان، فجلس مستقيمًا على الفور وابتسم مبتسمًا لأولئك الذين نظروا إليه


لم يدرك يو شياومان كم كانت ابتسامته العفوية ساحرة ، مما جعل عدة فتيات شابات يحمر وجوههن ويهمسن لبعضهن أن لا عجب أن حتى شخص بارد مثل الجنرال لو وقع في حبه


ثم تحول الحديث إلى الابن الأكبر لعائلة لو —-


يمكن إلقاء اللوم على القصة المشهورة عن لو جي وشين موشيو التي كان حتى الفتيات في العاشرة قد سمعن بها


وعند سماعهن أن لو جي قد تخلى عن ماضيه وأصبح حنونًا مع زوجته الجديدة ، 

كلهن أصبحن فضوليات لمعرفة كيف تمكن يو شياومان من فعل ذلك ،


قالت إحدى الفتيات : “ سمعت أن سيف الجنرال لو لم يُسحب منذ ثلاث سنوات ، لكنه سحبه مؤخرًا لحماية زوجته ”


فكر يو شياومان { لم تري كم كان مظهره شرس ومرعب عندما ظن أنني خدرّته } لكنه رد بتواضع : “ لم يكن من أجلي ، فقط لإرهاب الخدم ”


تدخلت امرأة متزوجة حديثًا قائلة : “سمعت ايضاً أن الجنرال لو يستمع لزوجته كثيراً . 

لا يعود إلى المنزل مبكرًا إذا طلبت منه البقاء في المكتب ، وحتى أنه يسمح لها بتحديد الوجبات ”


عند سماع هذا ، لمعت عيون يو شياومان


كان هناك خدم وحضور آخرون في الغرفة ، 

فاستغل الفرصة وأخذ في المبالغة قليلاً ، 

خشية أن تكون حجته غير مقنعة ، فقال: “ لابد أنكم سمعتم خطأ . 

أنا لم أقرأ أي كتب ، لكنني أعلم أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها . 

كيف له أن يستمع إلي ؟ 

إنما كل شيء هو أنني أتبع ترتيباته ”


همست الفتيات فيما بينهن ، معبرات عن عدم تصديقهن


لإثبات وجهة نظره ، 

أخرج يو شياومان محفظته من جيبه ، 

رفعها وهزها ليري الجميع ،

سقطت بعض الأصداف مع صوت المعدن ،


قال خجلاً ، لكنه تابع بفخر : “ لحسن الحظ الجو حار اليوم ، وإلا لكان سيكون محرج لو خرجت لشرب الشاي ، 

من يملك المال يملك كل شيء . 

مال عائلتنا يديره لو لانغ ، وأنا ليس لدي أي قرش !”


بعد أن شعر بالراحة من دفاعه عن لو جي، استرخى يو شياومان في مقعده ، واستمتع بالاستماع إلى الفتيات وهن يتحدثن طوال فترة الظهيرة دون أن يشعر بالملل


مع اقتراب الوقت ، 

بدأ الخدم من كل منزل في تذكير أسيادهم بالعودة إلى منازلهم 


انتهى تجمع الشاي ، 

وبدأت الفتيات في التجول عبر الممرات من قاعة الزهور إلى الخارج ، 

وهن ما زلن يتحدثن وكأنهن لم ينهين الحديث بعد ،


تم إيقاف يو شياومان ايضاً من قبل إحدى الفتيات من عائلة رسمية على وشك الزواج ، 

التي سألته من أين اشترى الحبل الذي ربط به شعره ، لأنه كان يبدو لافتًا جداً . 


كانت كلماتها تحمل بوضوح سؤال ، توحي بأن يو شياومان قد فاز برغبة زوجه لأنه يعرف كيف يزين نفسه ...


لكن يو شياومان لم يرتدِي المجوهرات وكان شعره مربوط ببساطة بحبل ، و أنه هو من نسجه بنفسه 


استمرت الشابة في طلبه ، مائلة نحوه قائلة إنها يمكن أن تبادله الحبل بتقنية لتكبير الصدر من زوجة الإمبراطور في القصر ، مما جعل فروة رأس يو شياومان تنمّل ... 

فاعتذر بسرعة قائلاً إن عائلته كانت تنتظره في العربة وأنه يجب عليه المغادرة بسرعة .


أصرّت الفتاة قائلة : “ما هذه العجلة ؟ 

لقد أنهى السيد لو وآخرون طعامهم للتو في الجوار . 

لماذا لا تنتظرين ؟”


فوجئ يو شياومان وأدار نظره باتجاه الأصابع التي أشارت إلى مكانه ، حيث رأى بالفعل رجل يرتدي زي رسمي وهو يخرج من الجهة الأخرى من الممر ، وكان دوان هنغ يدفعه من الخلف . إذا لم يكن لو جي فمن يكون ؟


في التجمعات العائلية الأرستقراطية في العاصمة ، 

الرجال والنساء يُفصلون عن بعضهم البعض ، 

حيث تكون النساء والفتيات العازبات في مكان واحد ، 

بينما الرجال في مكان آخر ليس بعيد . 

وغالباً تكون الأماكن متجاورة ، 

وفي القاعات الصغيرة يُفصل بينهم بالشاشات لتوفير الخصوصية للفتيات العازبات ، 


لذا ، اختبأت العديد من الفتيات اللاتي بلغن سن الرشد وراء الحشد لتجنب الشبهات ، 

لكنهن لم يستطعن مقاومة سرقة النظرات ،


ومن بينهن ، 

كانت أكثر النظرات تركز على لو جي ،


العديد من الفتيات قد سمعن عن أعماله البطولية في المعركة وكان لديهن فضول بالفعل


وعندما رأينه شخصيًا ، لم يبدو فظ وقبيح كما كان يُشاع ، بل كان سلوكه استثنائي مما جعلهن يحمرّ وجوههن من الدهشة


لكن الأكثر دهشة في هذه اللحظة كان هو يو شياومان


لم يتوقع أبدًا أن يكون لو جي هنا ، 

فقد كان قد جلس في الغرفة المجاورة قبل لحظات فقط


لا عجب أن الفتيات كن يتحدثن همسًا ، 

باستثناءه هو الذي كان يتحدث بصوت مرتفع ، 

خوفًا من أن لا يسمعه الآخرون ~


الآن ، 

وهو يرى لو جي يلتفت ليتحدث إلى دوان هنغ، ثم يسير نحوه، تراجع يو شياومان بتوتر عدة خطوات ، حتى كاد أن يصطدم بالجدار


ومع وجود الكثير من الناس حوله ، 

استعاد يو شياومان توازنه أخيرًا ، 

محاولًا الحفاظ على هدوئه وهو يقول على مضض: “ أنت هنا… لماذا لم تقل شيئ ؟”


لو جي: “ كنت في الأصل أنوي الحضور ، لكن كانت هناك مسألة عاجلة في اليامن ، وقد وصلت للتو ”

( اليامن = اسم مركز الشرطة زمان ) 


لعن يو شياومان نفسه لغبائه ، وفكر { آههخ لا، ها نحن ذا ، 

الآن سيكون هناك المزيد من الأقاويل عن السيد لو مثل في كل مرة أخرج فيها ' أنا مُراقب ومقيد من قبل زوجتي ' }


بينما يفكر فيما يجب أن يقوله لتغيير الوضع ، 

شعر شياومان أن يده تُمسك فجأة ——-


أمسك لو جي بيد شياومان اليسرى ، وجعل كفه يتجه للأعلى ، ثم وضع محفظته في يد شياومان ——


لو جي بهدوء : “ تلقيت راتبي اليوم . 

أرجو من زوجتي أن تحتفظ به بأمان . 

وفي المستقبل ، إذا رغبت زوجتي في الخروج لشرب الشاي أو شراء شيء تحبه ، يمكنها أخذ المال "


——————————————————


قصر عائلة لو ، 


ما زال يو شياومان لا يفهم لماذا فعل لو جي ذلك ،

{ هل لم يخشى لو جي من أن يسخر منه الآخرون قائلين 'يخاف من زوجته ؟ ' }


مع اقتراب المساء وتغير لون السماء إلى الألوان الدافئة ، أعدت يو تاو طاولة أخرى في الفناء ، 

وسخنت جرة من نبيذ البرقوق الأخضر المتبقي من المرة الماضية ، 

وشربا معًا تحت الأشجار ،


بينما يو شياومان يشكي بأفكاره ، 

دحرجت يو تاو عينيها وقالت : “ السيد الشاب يعاملك جيداً ويعطيك وجهًا أمام الآخرين ، 

أليس هذا جيداً ؟”


رفع يو شياومان رأسه وابتلع كوبه من النبيذ دفعة واحدة . ثم دق الكوب على الطاولة وقال: “ هو… حسنًا ، 

هو زوجي . يجب أن أعامله بشكل جيد . 

هو يعاملني بشكل جيد ، لكن عندما يأتي الوقت … عندما… لن أريد أن أتركه . ماذا علي أن أفعل ؟”


لم تفهم يو تاو همومه على الإطلاق ، وأشارت بيدها قائلة : “ إذن لا تذهب "


: “ لا …” أجاب يو شياومان وهو يلتفت جانباً ، مستندًا على الطاولة ووجهه ملتصق بها ، يغمض عينيه هامسًا : “ يجب أن أذهب… يجب أن…”


عندما عاد لو جي إلى الفناء ، 

كانت يو تاو تحاول مساعدة يو شياومان على دخول الغرفة ،


تكافح لرفع ذراعه لكنها لم تتمكن من ذلك ،

وعندما رأت لو جي يدخل ، 

تركت الذراع براحة وقالت : “ زوجتك ثقيله جداً . 

هل يمكنك حملها إلى الداخل بنفسك ؟”


في الحقيقة لم يكن يو شياومان سمين ، لكنه كان مخمور ويرفض النهوض من الطاولة


عِناده جعل من المستحيل تحريكه


عادت يو تاو إلى الغرفة ، تاركة لو جي للتعامل مع الفوضى


وبذراعيه القويتين ، تمكن من رفع كتفي يو شياومان، مجبرًا إياه على الاستقامة


مع رأسه الثقيل الذي يتأرجح من جانب إلى جانب ، 

تمكن يو شياومان أخيرًا من رفع جفونه ليرى وجه لو جي الوسيم أمامه ،


ابتسم يو شياومان وقال برفق: “ السيد الشاب لو أنت هنا"


هذا الابتسامة جعلت لو جي يتوقف في حركته ، 

ناسيًا ما كان على وشك فعله بعد ذلك ،


ابتسامته الزهرية أزهرت في الليل الداكن ، 

متفوقة حتى على النجوم في السماء ،


لو جي يعلم أن يو شياومان قد شرب الكثير ،

بخلاف نظرته التائهة ووعيه الضائع ، 

ربما سينسى كل ما يحدث بمجرد أن ينام ،


شعر لو جي وكأنه مدفوع بقوة ما، ومن دون تردد كبير ، سأل في نسيم الصيف اللطيف : “ بماذا يجب أن تناديني ؟”


ارتبك يو شياومان للحظة ، لكن ابتسامته ازدادت حلاوة : “ لو لانغ … أنت لو لانغ خاصتي ”


بعيدًا عن أحلامه ، لم ينادي يو شياومان لو جي بهذا الاسم من قبل


ربما ناداه بذلك في وقت سابق من تلك الليلة ، لكنه كان قد تأثر بالمخدر ووعيه كان يتلاشى بالفعل


لم يفهم يو شياومان سبب إجبار لو جي على قول ' لو لانغ '  لذا نظر في عيني لو جي وأمسك بكتفيه ، 

وجنتاه محمرتان قليلاً : “ وأنت ؟ بماذا يجب أن تناديني ؟”


تجمد لو جي


غمز يو شياومان : “ إذاً من السهل مناداتي بذلك أمام الآخرين ! ” وعيناه تلمعان بنبرة من العتاب، مما جعل قلب لو جي يلين :  “ لماذا لا تجرؤ على مناداتي بذلك عندما نكون وحدنا ؟”


لو جي شرب بعض الخمر وهو يتحدث مع والده قبل قليل ، ربما بدأ تأثير الكحول ، 

أو ربما بسبب القرب ورائحة الكحول في الجو ، 

شعر لو جي بالدوار  —-

أفلت يده وأمسك فورًا بذقن يو شياومان الناعم


استغل الظلام ، 

وتأثير الكحول المتبقي ، 

والقمر والنجوم المختبئة خلف الغيوم ، 

اتبع غريزته ، و قَبَّلَ تلك الشفاه الناعمة والرطبة — مرة ، 

ثم مرة أخرى ، 

حتى تشابكت شفاههما وأسنانهما، غير راغبين في الابتعاد


بعد القبلة ، اتكأ يو شياومان على صدر لو جي ، 

و جبهته مستنده على كتفه العريض ، 

يتنفس ببطء ،


تحققت رغبته أخيرًا ، 


همس لو جي في أذنه بلطف : “ زوجة … زوجتي "

author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي