Ch38 | جي هنا ليعتني بك
ركضت تشيان تشيان عائدة إلى الغرفة ، خدودها محمرّه ، و لكن تنظر بجرأة وهي تضع يديها على خصرها وسئلت بحدة : " أبي لماذا هربت مجدداً الآن ؟
هل ضربت شخص ما ؟ "
الرجل على كرسي متحرك ورأسه منحني ،
وشعره الفوضوي منسدل على وجهه ،
ولكن إذا نظرت عن كثب ،
يمكنك أن ترى أنه بمجرد أن أنهت الفتاة حديثها ،
زالت الكآبة من وجهه فوراً ،
وبدا أكثر طبيعية ——
نان مينغ : " آه، إنها تشيان تشيان ..."
وبينما يرفع رأسه ، ظهرت ندوبه
ندبة تمتد من زاوية عينيه إلى أسفل فمه — منظر تقشعر له الأبدان
بدت الطفله غير منزعجة تماماً ، فقد رأت ذلك مرات لا تحصى من قبل
اقتربت منه بنبرة تظلم : " أبي لقد وعدتني ألا تضرب الناس عشوائياً "
تجمدت يدا نان مينغ في منتصف الحركة : "... الضرب بشكل عشوائي ؟"
بعد بضع ثواني من محاولة الاستيعاب ،
هز رأسه بالنفي بسرعة : " لا، لا... لم أضرب أحد عشوائيًا .
كيف يمكنني ذلك ؟ "
تشيان تشيان : " لكني سمعت من الممرضة أنك ضربت جدّة ضرب مُبرح و انتهى بها المطاف في غرفة العمليات "
ابتعدت الطفلة عن يده الممدودة بغضب حقيقي
في الحقيقة ، لم تسمع ذلك من الممرضة مباشرةً ،،
في طريق عودتها للغرفة ، سمعت بالصدفة محادثة بين الممرضات —- كانوا يعتقدون أنها أصغر من أن يتم إخبارها بأي شيء مهم
عبست تشيان تشيان في استياء …. و شعرت أنها أصبحت كبيرة بما يكفي لتعتني بوالدها الآن —-
نان مينغ : " جدة ...؟"
حدق في صمت لثواني ، وانتقلت نظراته من ابنته إلى يديه
حدّق في يديه المستندتين على الكرسي المتحرك لفترة طويلة
كان الأمر كما لو أنه أدرك شيئ ما، ورفع رأسه فجأة
{ لقد ضربت بشخص ما ——
... على الرغم من أنني قد وعدت تشيان تشيان بعدم القيام بذلك مجدداً —- }
أطبق الرجل على قبضتيه ، تلاشت فكرة لماذا فعل ذلك —- ولم يتبقى سوى اليقين بأنه قد أخطأ
أنزل نان مينغ رأسه واعترف بطاعة : " لقد... ضربت شخص ما"
تشيان تشيان : " هذا صحيح . لذا عندما تخرج الجدة من الجراحة ، عليك أن تعتذر لها !"
"..."
عبس نان مينغ بحاجبيه ، وقاوم الفكرة بشكل غريزي
حدقت تشيان تشيان في وجهه ، وعيناها شرسة مجدداً : " لقد وعدتني !"
"..." حدق نان مينغ في وجهها لثواني ، وشفتاه تتحركان بلا صوت
لم تفهم الفتاة تماماً ما يتمتم به
لكن في النهاية أومأ برأسه و رد : "حسنًا "
وعندها فقط ابتسمت وهي راضية
في الواقع ، كان نان مينغ في حالة معنوية منخفضة معظم الوقت ، ولكن بدا أنه يتحول إلى شخص آخر حول تشيان تشيان
حتى في أحلك لحظاته ،،، كان يستجيب لها بصبر ، كما لو أنها ابنته حقاً
تشيان تشيان متبناة
على وجه الدقة ، نان مينغ بعد محاولة انتحار فاشلة ، وجدها متروكة على جانب الطريق ،
في ذلك الوقت ، كانت تشيان تشيان ثلاث أو أربع سنوات فقط ، وكانت ضعيفة نحيلة متكورة حول نفسها تحت المطر المنهمر ،
في ذلك المطر المنهمر ، كان من الصعب تخيل كيف يمكن لطفلة هكذا أن تنجو
لدرجة أنه حتى نان مينغ ، الذي لم يكن لديه أي رغبة في الحياة ، توقف في مساره
يُعتبر نان مينغ حالياً —- في حالة عقلية أفضل بكثير مما كان عليه في ذلك الوقت ، و بإمكانه أن يفهم بوضوح ما كان يفعله ،،
في ذلك اليوم —- كان مشوش ، وفي ارتباكه ، أخذ الطفلة
وهكذا ، قام بتربيتها لمدة خمس أو ست سنوات
——————————————————
خرج الطبيب جي من غرفة الطوارئ ،
الوقت لا يزال مبكراً ،
مشى برأسه منحني قليلاً ، مُعدلًا أكمامه بينما يتحرك ، بموقف مستقيم متماسك —-
تحدث شخص ما إليه من خلفه ،
أدار رأسه قليلاً فقط ، مشيرًا إلى أنه يستمع —-
الممرضة شياو مينغ التي كانت تجلس ورأسها لأسفل ، انتبهت على الفور عندما سمعت الباب يُفتح
لمعت عيناها بسرعة ، ووقفت متوجهة نحو الطبسب جي
سألت : “ طبيب جي كيف حال الجدة ؟”
كان الحادث مفاجئ ، وهاجم الرجل بقوة لدرجة أن الجدة فقدت وعيها قبل أن تتمكن شياو مينغ من الوصول إليها — لم تكن متأكدة من مدى خطورة الإصابة ، ولكن نظرًا لعمر الجدة ، كانت المخاطر أعلى بكثير
كانت شياو مينغ قلقة للغاية ، ولكن لم يظهر الكثير على تعبير الطبيب جي
أنهى الطبيب جي تعديل كمّه ونظر إليها للحظات ثم أجاب : “ الإصابة ليست خطيرة جداً .
نظرًا لعمرها ، أثرت عليها الصدمة ، لذا ستحتاج للبقاء في المستشفى لفترة "
تنهدت شياو مينغ ... كانت تثق بمهارة الطبيب جي، وسماع أن الحالة ليست خطيرة كان شيء مطمئن
انحنت بامتنان وقالت : “ شكرًا على تعبك طبيب جي "
ألقى الطبيب جي نظرة سريعة على يده ثم أبعد نظره ، و صوته هادئ كالمعتاد : “ ليس هناك داعي للشكر . هذا عملي ….
أين شياو شينغ ؟”
{ شياو شينغ ؟ } تفاجأت الممرضة شياو مينغ باستخدام هذا اللقب ... نظرت إلى الطبيب جي ببعض الدهشة . فتحت فمها لتتكلم ، لكنها أغلقته مجدداً ، وقررت عدم قول أي شيء ،، و أجابت كالمعتاد : “ خرج للتو لاستنشاق بعض الهواء . قال إن الجو خانق هنا "
لم يرد الطبيب جي ،، أدخل يده في جيب معطفه الأبيض وأومأ بأدب ثم اتجه نحو سلالم الطوارئ ...
نظرًا لازدحام المصعد ، قرر الطبيب جي استخدام السلالم ، وبعد نزوله طابقين ،
وجد بو شينغهانغ جالس في زاوية ،
على الرغم من أن بو شينغهانغ قال أنه سيخرج لاستنشاق الهواء ، إلا أن الطبيب جي رآه في طريقه للنزول ،
و تحديداً ، رآه جالس بجانب مطفأة الحريق ، يدخن سيجارة
رموشه منحنية ، و ترمش عيناه بخفة مع الدخان ——
توقف الطبيب جي وعاد بذاكرته إلى المرة الأولى التي التقى فيها بالفتى —-
كان الموقف مشابه جداً …...
وسط الفوضى ،
جلس بو شينغهانغ بلا حراك في الزاوية ،
يدخن ————
اقترب منه —— رفع الفتى رأسه ، كاشفاً عن عينين كهرمانيتين غارقتين في الظلام ، يتجلى فيهما عمق وكآبة
أثار ذلك شيئ مؤلم في قلبه
: " شياو شينغ "
تقدم جي وينتشين إلى الأمام ،
وانحنى على ركبة واحدة أمام الفتى ،
ومع دهشة الفتى ، مد ذراعيه وسحبه إلى حضن قوي ——
رغم أن الطبيب جي يكون عادةً بارد الطباع ،
لكن اليد التي استقرت على رقبة بو شينغهانغ دافئة وقوية
أخذ السيجارة من يد بو شينغهانغ بقوة بسيطة ، ورماها على الأرض
نظر بو شينغهانغ إلى الطبيب القريب منه : “ طبيب جي…
لماذا أنت هنا ؟”
كان صوته مبحوح من التدخين ، مما جعل قلب الطبيب جي يزداد تأثر
: “ جي هنا ليعتني بك "
عندما تحدث الطبيب ، صوته يحمل نبرة مبحوحة بشكل غير مفهوم
أنزل عينيه ، وانحنى ليقبّل بو شينغهانغ على شفتيه
كانت تصرفات الطبيب قوية ولا تقاوم ،
ولكن بعد القبلة كان لطيفًا للغاية ،
بدا كما لو أنه يواسيه ويحميه —-
ربما كانت القبلة طويلة جداً ،
أو ربما بسبب حادثة جدته المفاجئة التي أرهقته …
لم يستطع بو شينغهانغ التفكير بوضوح —-
شعر فقط بوخز في حلقه وأن عينيه جافتين جداً لدرجة أنه لم يستطع فتح عينيه ، لذا أغمض عينيه ، وغرق في العناق ، غارق في دفئه بشراهة
لم يكن ضوء القمر في منتصف الليل ساطع كالشمس خلال النهار ،
ولكنه دافئ للغاية وهو ينعكس عليهما
من خلال النوافذ الطويلة في السلم ،
انعكس ضوء القمر المبعثر على الأرض ،
مظهرًا هيئتين في عناق
في النهاية ، تخدرت ساقا بو شينغهانغ من الجلوس على هذا الوضع
ولم يقاوم عدم الحركة وتحرك قليلاً ..
جي وينتشين : " تشعر بالخدر؟"
هانغ : " ههمم "
بجانب ساقيه ، حتى فمه كان يشعر بالخدر ، لكن هانغ كان خجول جداً للاعتراف بذلك
و اكتفى بالقول : “ فقط ساقاي ! "
صوت الطبيب جي كان يحمل لمسة من الضحك : “ أوه ؟
إذن دعني أحملك "
هانغ : “ أوه ….. هااااه ؟!”
صُدم بو شينغهانغ و عندها شعر فجأة بجسده يرتفع عن الأرض
ومن المفاجأة ، لف ذراعيه حول عنق الطبيب جي ، وعيناه متسعتان وهو ينظر إليه
نظراً لوجود مصعد ، قلما يمر أحد من خلال السلالم ،
لكن أن يُحمل فجأة جعل بو شينغهانغ ينظر حوله لا إراديًا
زاد هذا من متعة الطبيب جي، وازدادت ابتسامته : “ لقد قمنا بشيء أكثر جرأة للتو . لماذا لم تنظر حولك حينها ؟”
رد بو شينغهانغ مُدافعاً : “ كيف لي أن أركز على أي شيء آخر في تلك اللحظة !”
أومأ الطبيب جي : “ أوه ؟ كنت غارق إلى هذا الحد ؟”
: “ بالتأكيد ! لقد قبلتني فجأة …. من يمكن أن … ” توقف بو شينغهانغ عندما رأى النظرة المستمتعة على وجه الطبيب و فهم : “ أنت تستهزئ بي !”
: “ سأتوقف ! " لم يستطع الطبيب جي كبح ضحكته و ضحك بلطف ، و اشتدت قبضته حول خصر بو شينغهانغ
: “ متعب ؟ دعنا نذهب إلى مكتبي لنرتاح "
بينما يتحدث ، حافظ على قبضته وسار نحو السلالم
في الأجواء الهادئة ،
فقط صوت خطوات الأقدام يتردد
جي وينتشين يتمتع بجسم طويل ومتناسق بشكل جيد ،
و ساقاه أطول من معظم الناس ، لم يستغرق الأمر سوى بضع خطوات للوصول إلى الباب
بو شينغهانغ الذي قد دفن وجهه في عنق الطبيب جي بعد أن تم التنمر عليه ، رفع رأسه فجأة — و وجد نفسه يتبادل النظرات مع الممرضة تشانغ —- التي كانت تراقب من الجانب
بو شينغهانغ: “…”
الممرضة تشانغ: “…”
بعد ثانيتين من التحديق ، فجأة صرخت الممرضة تشانغ : “ زوجة أخي ؟!"
تفاجأ بو شينغهانغ للغاية لدرجة أنه تحرك للخلف وأجاب لا إرادياً : " من بحق الجحيم ؟ "
الطابق الذي كانوا فيه جزء من قسم العيادات الخارجية ، وكان الممر مزدحم بأفراد عائلات المرضى الذين يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم البعض ،
وفي وسط الضجيج والفوضى ، اختفت أصوات الاثنين
ومع ذلك ، ظل المارة القريبين يرمقونهم بنظرات فضولية في اتجاههم
ضغط الطبيب جي على رقبة هانغ برفق : " لا تتحرك "
كانت هذه الحركة طبيعية وعفوية من الطبيب ،
لكن جسد بو شينغهانغ توتر ،
ولم يجرؤ على التحرك ،
لم يدرك كم كان هناك من الناس في هذا الطابق إلا بعد أن صاح الآن ،
وهو ملتف في حضن الطبيب ،
شعر بحرارة تخيم على كامل جسده وخجل لا يوصف ،
نظرات الممرضة تشانغ تتنقل بينهما : " طبيب جي، زوجة ... سعال ..." سعلت مرتين : " هل يشعر هذا الشاب الوسيم بتوعك ؟ هل تحتاج إلى مساعدتي ؟ "
الطبيب جي : “ لا حاجة ، ساقه فقط تؤلمه قليلاً . سأخذه إلى مكتبي ليرتاح "
بالرغم من أن الشرح كان صحيح ، إلا أنه من السهل إساءة فهمه ، و من الواضح أن الممرضة تشانغ أساءت الفهم ~
الممرضة تشانغ : “ أوه ، حسنًا ، سأقوم باستدعاء المصعد لكما "
نظراً لأن يدي الطبيب مشغولتان ، كان من غير الملائم بالفعل التعامل مع المصعد ،
ألقى الطبيب جي نظرة على الفتى الذي يخفض رأسه ، ولاحظ احمرار أطراف أذنيه ،
ثم أومأ برأسه : “ حسنًا ، شكرًا على تعبك "
: “ لا شكر على واجب ، لا شكر على واجب ...” مشت الممرضة تشانغ عبر الحشد بسرعة وضغطت على زر المصعد
بالقرب منهم ، كانت امرأة تعرف الممرضة تشانغ تستعد لتحيتها ، لكنها لاحظت الثنائي خلفها
كان بو شينغهانغ قد خبأ رأسه بعمق ، لكن الطبيب جي الذي يحمله كان لافتاً للنظر
ترددت المرأة التي أرادت قول ' مرحبًا ' وحدقت لثواني ، ثم احمّر وجهها تدريجياً
كان الطبيب جي يرتدي المعطف الأبيض ، مما جعله يبرز بشكل أكبر
رموشه الطويلة ، وإن كانت منخفضة قليلاً ، تحمل لمسة من البرود القاسي الغامض
أبعدت المرأة نظرتها بسرعة ، فقط لتدرك ما حدث بعد أن غادروا
: “ ممرضة تشانغ، أي طبيب هذا ؟ لم أره سابقاً "
لوحت الممرضة تشانغ بيدها بلا مبالاة : “ أوه ، الطبيب جي وينتشين ليس من قسم العيادات الخارجية ، لذا لم تريه من قبل "
و عند رؤية تعابير وجه المرأة ، بدت الممرضة تشانغ غير منزعجة وأضافت : " الطبيب جي ماهر للغاية ووسيم ، لكن زوجة أخي رائعة ايضاً . إنني أحسدهما حقاً .
إنهما ثنائي مثالي "
: " أوه ، أوه ..." التقت المرأة بنظرة الممرضة تشانغ وسرعان ما أبعدت بنظرها بعيداً بتأنيب ضمير ، وتمتمت بهدوء : " إذًا لقد تزوج بالفعل "
تعليقات: (0) إضافة تعليق