Ch39 | الطبيب جي وينتشين بمثابة سيجارته
لم تصل المحادثة بين الممرضة تشانغ والمرأة إلى مسامع الرجلين ... وحتى لو كان قد وصل ، لم يكن لدى بو شينغهانغ حضور ذهني ليلاحظ ذلك
الناس يمرون بسرعة ، و الطبيب جي لم يعرهم أي اهتمام ، وبمجرد وصولهم إلى المكتب ، استخدم ساقيه الطويلتين لدفع الباب وإغلاقه —- وبصوت ' بوووف '
حاصر الفتى على الحائط
لم يلمس أحد مفتاح الإنارة ، وامتلأ المكتب الخافت بدقات قلبهم المتزايدة
لامست قدما بو شينغهانغ الأرضية المألوفة ، وأسند ظهره إلى الحائط ، مما أدى إلى قشعريرة في جسده
نظر إلى أعلى ، محدقًا في الطبيب جي، الذي كان قريبًا جدًا لدرجة أن ملامحه كانت غير واضحة
لقد كانا متلامسين تقريباً ، و أنفاسهما تتداخل بكسل
بو شينغهانغ الذي دخّن قبل قليل ، لا يزال يحمل رائحة الدخان العالقة ، شعر بالحرج ، فأدار رأسه بعيداً
: " طبيب جي..."
: " لا تتحرك "
جي وينتشين يراقب حركات بو شينغهانغ بهدوء ، وجسده ثابت —
وفي الظلام ، رفع ذراعه ، باحثًا عن يد الفتى ، وبدون تردد ، أمسك بها —-
"..."
التفت بو شينغهانغ نحوه ، و هذه المرة أبقى يديه ثابتتين
حدق كل منهما في الآخر في صمت لثواني ، ولم يتكلم أي منهما ، كما لو كانا في حالة تفاهم تام
في الحقيقة ، بو شينغهانغ فهم ما يقصده الطبيب جي ، سواءً ذلك العناق والقبلة عند الدرج أو النظرات الهادئة التي يتشاركانها الآن
كانت هذه طرق جي وينتشين في مواساته والتواجد إلى جانبه ——-
لم يكن بو شينغهانغ يعتبر نفسه عاطفي أو ضعيف ،
على مدى السنوات الماضية ،
كان يحمل كل شيء على عاتقه وحده ،
لم يكن بحاجة إلى شفقة تعني أنه شخص مثيراً للشفقة ، لذا لم يقل الطبيب جي شيئ ، و اكتفى بعناقه وتقبيله وإخباره : " جي هنا من أجلك "
في تلك اللحظة ——
بدت كل محاولاته للتحلي بالقوة تنهار ،
وتحطمت الحواجز التي بناها بنفسه إلى أشلاء ——
احمرّت عيناه دون وعي ، ومع تنفسه الثقيل ، نظر إلى الطبيب جي ،
ولم يستطع مقاومة الانحناء لتقبيله ——
لم يعد هناك أي ضبط نفس عقلاني ،
فقط قبلة فوضوية وغير مقيدة ———
لديه الكثير مما أراد أن يقوله للطبيب جي ——
أراد أن يسأل عن العملية الجراحية لجدته ،
وأن يعبر عن مدى صعوبة العملية ،
وأن يشكره على دعمه ،
لكن عندما فكر في كل تلك المشاعر ،
تكثفت كل تلك المشاعر في قبلة واحدة ———
عندما انتهت القبلة ، شغّل الطبيب جي الإنارة ….
أصبح جسد بو شينغهانغ ضعيف ، وذراعاه متدليتان على رقبة الطبيب جي بينما اتكأ عليه يتنفس بشدة
ربت جي وينتشين على خصره ، وصوته هادئ وثقيل قليلاً : “ شياو شينغ ... الوقت متأخر . لنسترح "
كان لدى بو شينغهانغ الكثير من الأسئلة ، لكن بعد كل ما حدث ، كان مرُهق و يعلم أن الطبيب جي لا بد أنه أكثر تعب بسبب العملية ، لذا أومأ بطاعة : “ حسناً "
رغم أن جراحة جدته قد انتهت للتو وأن الممرضة شياو مينغ موجوده للاعتناء بها ، إلا أن بو شينغهانغ لم يتمكن من الراحة تماماً
لم يخطط أي منهما للعودة إلى المنزل ،
ولكن لحسن الحظ، كان مكتب الطبيب جي مجهز بشكل جيد وبه سرير صغير ليستريح عليه الطبيب
الظروف بسيطة ، لكنهما لم يشعران بعدم الراحة
بعد غسيل سريع ، أخرج جي وينتشين الملابس التي خصصها مسبقاً في منطقة الراحة ،،
و ألبس بو شينغهانغ بنفسه
و تركه بو شينغهانغ يقوم بذلك ، رغم أن أطراف أذنيه المخفية تحت شعره الأشعث ، تحولت إلى اللون الأحمر بهدوء —- وعندما رأى وينتشين يُمسك بـ بنطال البجامة ، قال بسرعة : “ سأرتدي البنطال بنفسي !”
توقفت نظرة جي وينتشين عليه للحظات ثم لاحظ الإحمرار الخفيف ، لكنه لم يقل شيئ ، و أومأ مبتسمًا : “ حسنًا سأذهب لأحضر بعض الماء "
: “… اووه "
عند سماعه صوت الأكواب من الخارج ،
تحرك بو شينغهانغ وهو يفرك وجهه المحمر بنظرة خالية من التعبير بينما يرتدي البنطال بسرعة ،
و يلعن نفسه بهدوء { شياو بو أنت ميؤوس منك }
وبعد أن ارتدى ملابسه ، استلقى بسرعة على السرير
يبدو أن الطبيب جي قد ضبط التوقيت بدقة ،
لأنه بمجرد فتح الباب ، رأى الفتى على السرير يغلق عينيه بسرعة ، وذراعاه على جانبيه ، وتنفسه أصبح ثابت فجأة
كان تسلسل حركاته سلس وحازم لدرجة أن جي وينتشين تردد للحظة ثم انفجر ضاحكًا
صوت الطبيب بطبيعته العميقة الثقيلة والباردة ،
يُصبح لطيف عندما يضحك ،
و كأن الثلج الناعم يتساقط ،
مما جعل خدي بو شينغهانغ يحترقان ،
كان رد فعل بو شينغهانغ شبه غريزي ،
وبحلول الوقت الذي أدرك فيه ما فعله ،
كان الأوان قد فات ،
وعندما سمع ضحكة الطبيب جي ،
استسلم وفتح عينيه ~ : “ هل انتهيت من شرب الماء ؟”
كان سؤال عديم الفائدة
لم يكن هناك مرآة في الغرفة ، لذا لم يكن بو شينغهانغ متأكدًا مما إذا وجهه أحمر ، لكن بعد لحظة من الصمت ، خمّن أنه ربما كان كذلك
من الصعب تجاهل الحرارة ، بعد كل شيء
يعلم جي وينتشين أنه خجول فلم يمزح معه أكثر ،،
و أجاب ببساطة “همم” وتوجه نحو السرير
كان بو شينغهانغ قد أفسح له مكان ، مستلقيًا على الحافة . لم يقل الدكتور جي شيئ ، ، واكتفى بالاستلقاء وجذبه من خصره
: " نام "
نبرته هادئة ولكن حازمة ، ولم يترك أي مجال للجدال
تحركت عينا بو شينغهانغ ثم أمسك بيد جي وينتشين من تحت اللحاف ، وشبك أصابعهما ، وأومأ برأسه قليلاً : "حسناً "
في الحقيقة ،
على الرغم من أنهما كانا معًا لبعض الوقت ،
لم يقضيا ليالي كثيرة ينامان في نفس السرير ،
توقع بو شينغهانغ أنه سيواجه صعوبة في النوم ،
لكن بوجود هذا الحضور المألوف بجانبه ،
استرخى جسده المتوتر طوال اليوم تماماً ،
غرق في نوم عميق ، بدون أحلام
لم يتذكر بو شينغهانغ متى غلبه النعاس ،
لكن عندما استيقظ كان الوقت قد تجاوز الظهيرة ،
وكان الطبيب قد ذهب للعمل منذ وقت طويل ،
نظر إلى الشاشة التي أظهرت الساعة 12:39،
ولاحظ قائمة طويلة من المكالمات الفائتة ،
وشعر بصداع ينبض في رأسه —-
إلى جانب الرسائل والمكالمات من شو يي ، رأى اتصالان من معلمه
بعد تلقي درجاته أمس ، كان المعلم مسرور ، معتقدًا أن بو شينغهانغ قد بدأ يهتم بدراسته بجدية ، لكن بعد ذلك ، في اليوم التالي ، تغيب عن الصف —-
وليس فقط قليلاً - فقد تغيب معظم اليوم !
طوال سنوات عمله كمعلم صف ، لم يسبق له أن واجه طالب يصعب التعامل معه —- بعد أن شعر بالإحباط ، اتصل ببو شينغهانغ مرتين من المكتب ، ليجد أن المكالمات لم يتم الرد عليها حتى
وهذا ما جعل المعلم أكثر غضبًا
و قرر منحه فرصة أخيرة والاتصال مجدداً بعد ساعة و إذا استمر بو شينغهانغ في عدم الرد ، فسوف يبحث في سجلاته ويجده شخصياً
بمجرد وصوله إلى باب الفصل لتقديم حصه ، اتصل بو شينغهانغ به
: " أستاذ ، أحتاج إلى أخذ إجازة لمدة يومين .
جدتي في المستشفى "
كان يوم أمس مفاجئ ، لكنه تحدث بهدوء
توقف مدرس الصف لثواني ، يعرف حالة بو شينغهانغ
لم يقل الكثير ، واكتفى بتذكيره : "حسنًا ، لكنك تقترب من امتحانات القبول بالجامعة . اعتني بصحتك "
أومأ بو شينغهانغ برأسه موافقاً ، قال معلم الصف شيئ آخر ، لكنه لم يسمعه ، كان انتباهه في مكان آخر ،
لم يكن يركز مهما كان المعلم واضح —-
بعد إنهاء المكالمة ، نظر إلى التيشيرت الأبيض الواسع قليلاً الذي يرتديه —
هذا التيشيرت من بين الملابس التي يحتفظ بها الطبيب جي في منطقة الراحة للحالات الطارئة ،،
لم يكن يرتديه كثيراً ، ولكن لأنهما كانا قريبين جداً ليلة البارحة ، حمل التيشيرت الآن رائحة الطبيب بهدوء
على عكس الأطباء الآخرين الذين تفوح منهم رائحة المطهرات ، كان الطبيب جي عادةً يرش ملابسه بعطر رائحته خفيفة ،
عادةً هذا العطر غير ملحوظ لأنه رائحته خفيفة جداً ، ولكن في تلك اللحظة كان حضوره قوي …..
لم يقتصر على الملابس فقط ، بل الوسادة واللحاف – كان العطر يملأ الغرفة بأكملها ——
هذا العطر يهدئ بو شينغهانغ كما لو أنه يواسيه ، ومع مرور الوقت بدأ يشعر بالهدوء ——
فتح ويتشات ، ورأى أن الرسالة المثبتة في الأعلى كانت من الطبيب جي ، أرسلها له بعد الثامنة صباحاً ،،
أخبره أن عملية جدته جرت بنجاح ،
ويذكره برقم الغرفة التي تتعافى فيها ،
ويقترح عليه زيارتها حينما يستيقظ .
كان الطبيب جي يعرفه جيداً ؛ كان يعرف أن أول ما سيفكر فيه بو شينغهانغ عند استيقاظه هو جدته
و لتجنب قلق هانغ ، أرسل الرسالة مبكرًا لتكون أول شيء يراه
حدق بو شينغهانغ في الشاشة ، وشعر بذوبان قلبه
في اليوم السابق ، كان هو و الممرضة شياو مينغ قد ذهبا إلى غرفة نان مينغ في المستشفى ، ولكن الممرضة منعتهما قائلة : “ نان مينغ ليس في حالة معنوية جيدة ويحتاج إلى الراحة ”
شعر بو شينغهانغ بالإحباط لكنه لم يجد وسيلة للتعبير ...
ومن خلال الزجاج ، استطاع رؤية الرجل مستلقي في السرير والطفلة نائمة بجانبه
لم يستطع تمييز ملامح الرجل ، فاتجهت نظرته نحو الطفلة النائمة
ذاكرته حادة ، وكانت الطفلة قد تركت انطباع عميق عليه ، و تعرف عليها بمجرد أن نظر إليها
هي نفس الفتاة التي رآها في المستشفى لأول مرة ...
بعد ثواني أخرى من التحديق ، لم يستطع التحمل أكثر
شعر بضيق في صدره ، ودقات قلبه تعلو ، وصعوبة في التنفس
أفكاره مشوشة للغاية ، وكل ما أراده في تلك اللحظة هو رؤية الطبيب جي
لم يسبق لبو شينغهانغ أن شعر بهذه الحاجة الملحّة من قبل ...
رغم أنه واجه العديد من المواقف الصعبة في الماضي دون أن يرتبك ، إلا أنه الآن لم يستطع التحكم في مشاعره ،
أفكاره تغمرها رغبة حارقة تكاد تفوق طاقته ….
أراد رؤية الطبيب جي ، أراد أن يحتضنه ، أن يقبّله …
لاحقاً ، أثناء جلوسه في الدرج ، تساءل بو شينغهانغ عما إذا كان قد أصبح عاطفي للغاية ومعتمدًا على غيره
و كلما فكر في الأمر ، ازداد ارتباكه وازداد ضغطه ،
وانتهى به الأمر بإشعال سيجارة ،
على أمل أن يخفف النيكوتين من تشوش ذهنه ،
ولكن حتى في تلك اللحظة ، كان يعلم أنه ما زال في حالة فوضى
ثم سمع خطوات وألقى نظرة ليجد الشخص الذي كان يتوق إليه
ذلك الشخص جاء إليه ، عانقه ، قبّله ، وقال له “ جي هنا للإعتناء بك ”
وفجأة ، لم يعد يشعر بالرغبة في التدخين ——-
لأن الطبيب جي وينتشين كان بمثابة سيجارته —-–
أكثر إدمانًا من أي مخدر ——
تعليقات: (0) إضافة تعليق