القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch38 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch38


بالطبع، كان راغب —

في يوم مبارك ، وعند الظهيرة ، 



غادرت من قرية يو جيا عربة سيدان محمولة على أكتاف ثمانية حامِلين ، 

تتهادى في طريقها نحو العاصمة ———



بينما الشعور بعدم الرغبة في الفراق يتصاعد بداخله ، 

رفع يو شياومان الستارة الصغيرة للعربة ونظر إلى الخلف ، كاد أن ينادي بـ ' أختي ' بلهفة ، 

لكنه رأى أن الأصدقاء والعائلة الذين كانوا يبكون متمسكين به قبل أن يصعد العربة قد تفرقوا ——-

و الآن هم مجتمعين أمام الكوخ الخشبي ، منهمكين بشغف في تقسيم هدايا الزواج ——


شعر يو شياومان بغصة في حلقه ، 

ومع رؤيته للصف الطويل من الصناديق المصنوعة من خشب ' نانمو ' الذهبي ، 

أدرك أن محتوياتها لابد أن تكون ثمينة للغاية ، 

يمكنه تفهُّم حماستهم لفحصها ،


بعد أن واسى نفسه بهذه الفكرة ، عاد يو شياومان لينظر إلى الأمام


امتد الطريق الرسمي بعيدًا في الأفق ، 

و مشاعر القلق التي انتابته في أول مرة سار فيها على هذا الطريق ، إلى جانب الإحباط الذي شعر به عند عودته ، 

تبدو وكأنها ذكريات عابرة ،،،،، تتلاشى بسرعة …..


ما بقي هو قلب مليء بالتوقعات ، 

ودفء ينتشر من يده إلى جسده كله ، 

وكأن لو جي ما زال ممسكًا بيده ، 

مهما كان الصقيع والثلج في المستقبل ، 

لم يعد يخاف بعد الآن ،


العربة فسيحة ، 

مزودة بوسائد ناعمة للاستلقاء ، 

وعدة مدفآت يدوية رائعة التصميم — واحدة ليديه ، وواحدة لبطنه ، والبقية موضوعة عند قدميه ،


هذا المكان الصغير كان وكأنه ربيع دافئ ، مما جعله يشعر بالنعاس


الرحلة طويلة ، والطعام يشكل مشكلة رئيسية —- لكن لو جي بطريقة ما، وجد وسيلة لتخزين الكعك والمعجنات في صناديق طعام يحملها الخدم

و كلما أراد يو شياومان تناول الطعام ، 

كان يأخذ واحدة منها ، يسخنها على الفحم ، فتعود طازجة وناعمة كأنها قد صنعت للتو


ومع الجيش يمهد الطريق أمامهم ، 

والخادمات والخدم يرافقون الموكب من الخلف ، 

جلس يو شياومان في الوسط ، يأكل وينام بلا أي همّ ، ويتمتع بترف يفوق ما يُمنح للأميرات في مواكب زفافهن ،


لكن الأمر كان مملًا للغاية …. مشبعًا وبلا أحد يتحدث إليه ، شعر يو شياومان باشتياق شديد لـ ' يو تاو '


نادا إلى السائق الذي يركب أمامهم ، فأوقف لو جي حصانه ليتماشى مع وتيرة العربة …. 

وعندما سمع أسئلة يو شياومان، أجاب قائلاً: “ يو تاو يُعتنى بها جيدًا في القصر "


شعر يو شياومان بالذنب لعدم اصطحاب يو تاو معه في البداية ، لكنه كان لا يزال يشعر بالقلق : “ هل هي… ما زالت غاضبة مني؟”


قال لو جي بعد تفكير : “ لا ... حتى شياو جيا وشياو يي ايضاً ليستا غاضبتين "


صدق يو شياومان لو جي وأومأ برأسه ، ثم استرخى في العربة


قبل أن يتمكن لو جي من التقدم للأمام ، رُفعت ستارة العربة فجأة مجدداً 


: “ كيف تعرف الأسماء التي أطلقتها عليهما ؟”


ازدادت حيرة يو شياومان { لم أُخبر أحد ، حتى يو تاو عن قدرتي على التواصل مع الأسماك في البركة …. 

كيف عرف لو جي ؟ }


أمام السؤال ، زم لو جي شفتيه وكأنه غير متأكد من كيفية الرد


وفي النهاية ، قال ببساطة : “ ستعرف عندما نصل إلى المنزل ” ثم تقدم للأمام ليقود الطريق


لتقليل وقت السفر وتقليص تعب الرحلة ، 

تحرك موكب الزفاف بسرعة ، 

وكان حاملو العربة يتناوبون على الراحة ،

الرحلة التي عادةً تستغرق ثمانية أو تسعة أيام تم إتمامها في أقل من أربعة أيام ،


كان يو شياومان في العربة لمدة أربعة أيام وثلاث ليالي ، وأصبح مؤلمًا له أن يظل جالسًا طوال هذا الوقت ،


طلب مرارًا من لو جي أن يسمح له بركوب حصان ، 

لكن لو جي القلق على صحته ، 

أصر على أن يبقى في العربة ،


مع اقترابهم من العاصمة ، 

حيث أصبحت بوابات المدينة العالية مرئية في الأفق ، 

لم يستطع يو شياومان الجلوس ساكنًا ، 

مال إلى نافذة العربة ، وعيناه اللامعتان ترمش ، 


رآه لو جي على هذه الحال ، فلم يستطع أن يرفض أكثر ،

أمر بتوقف العربة ، وحمل يو شياومان المفعم بالفرح إلى ظهر الحصان ، وأحاطه بمعطفه الدافئ ثم دفع الحصان للأمام


كان حصان لو جي حصان إلهي ، لا يُضاهى حتى في ساحة المعركة ، ناهيك عن حمل شخصين على طريق مستوي


انطلق الحصان بسرعة ، 

مبتعدًا عن موكب الزفاف بسرعة ،


الرياح الشتوية العاتية تمر بجانبهما ، 

و بوابات المدينة تبدو قريبة ، 

مغلفة بالغبار والرمال ،


خوفًا من ألا يتمكن الشخص خلفه من سماعه ، رفع يو شياومان صوته قائلاً : “ هل نحن قريبون من المنزل ؟”


رفع لو جي صوته ايضاً قائلاً : “ نعم "


: “ ماذا يوجد في المنزل ؟”


تحدث لو جي وهو يضرب سوطه لزيادة السرعة : “ طعام لذيذ ، مشروبات جيدة ، أشياء ممتعة ،،،،

كل شيء ”


على الرغم من أنه لم يستطيع رؤية تعبير وجه يو شياومان، إلا أن لو جي كان يعلم أنه يبتسم وعيناه منحنيتان ،


سأل يو شياومان متظاهرًا بعدم المعرفة : “ هل لو لانغ هناك ؟ 

لو لانغ الذي يعاملني جيدًا فقط ! ؟ "


ابتسم لو جي وهمس في أذنه : “ نعم ، أنا آخذك لرؤيته الآن "


لدهشة يو شياومان، لم يتجه الحصان نحو قصر عائلة لو، بل توقف أمام مكان بالقرب من أطراف العاصمة ،


كان للقصر ثلاثة مداخل ومخارج ، مع حديقة خارجية ، مما جعله أكبر قليلاً من فناء عائلة لو


بعد أن نزل مع مساعدة لو جي ، لم يجد يو شياومان الوقت الكافي للتمعن في المكان عندها سمع الخطوات المتعجلة وفجأة تم احتضانه من الخلف


الشخص أقصر وأنحف من يو شياومان ، 

وعندما شم رائحة المسك والزهور المألوفة ، 

قال يو شياومان بهدوء : “ أختي شياو تاو "


بدأت الفتاة بالبكاء فور رؤيته ، 

غارقة منديلها بالدموع والمخاط ،

وعندما رأت يو شياومان يبتسم ، 

ضربته بغضب على كتفه : “ كيف يمكنك أن تضحك بعد كل هذا ؟”


كانت يو تاو ما زالت غاضبة من أن يو شياومان تركها في قصر عائلة لو ،، وعندما شرح لها أنه لم يرغب في أن تعاني معه ، أصرت على أن تحصل على تفسير


شرح يو شياومان مختارًا كلماته بعناية : “ لعدة أيام لم أكن على ما يرام لذا ذهبت إلى مكان آخر للتعافي "


أخذت يو تاو تنظر إليه بحذر : “ هل كنت مريضًا حقاً ؟ تبدو الآن أكثر امتلاءً "


غطى يو شياومان بطنه بسرعة ليحافظ على صورته : “ أليس لأنني تعافيت جيداً ؟”


على الرغم من شكوكها ، 

لم تضغط يو تاو أكثر بعد أن رأت أنه غير مستعد للتوضيح ،

دَفَعَتْهُ نحو غرفته :  “ من الجيد أنك عدت . 

تعال ، 

تحقق إذا كانت ترتيبات الغرفة تناسبك .”


بينما دخلا الفناء ، 

أدرك يو شياومان ما كان يقصده لو جي بـ ' الاستعدادات '


كان المكان مزخرف بألوان احتفالية مثل الكوخ الصغير في قرية يو جيا —— بالحرير الأحمر والفوانيس في كل مكان


و في الخارج ، الطبول والأجراس تدوي ، 

بينما داخل المكان يعج بالغناء والموسيقى ، 

ولا ينقصه شيء ،


في اللحظة التي عبر فيها يو شياومان العتبة ، 

انفجرت الألعاب النارية ،


كان الفناء مزين بطاولات الولائم ، 

والضيوف يملؤون كل مقعد ، 

و كل خطوة مليئة بالضحك وتوزيع النقود والحلويات ،


: “ العروس تخرج من العربة !”


ذكرى إعلان يو تاو أعادت إلى ذهن يو شياومان اللحظة التي نزل فيها من العربة قبل عام تقريباً ، 

وهو يدخل من الباب الجانبي ، 

وواجها فناء مهجور ، على عكس المشهد المزدحم اليوم


كان اليوم الذي مر عليه عام وكأنه حدث بالأمس ——


قبل أن يتمكن من التفكير أكثر ، 

وُضع فوق رأسه منديل ذهبي ، 

وضُغط طرف شريط حرير أحمر في يده ،

شد يو شياومان قبضته بشكل غريزي ،


كان يعلم أن لو جي يمسك بالطرف الآخر ، غير راغب في تركه حتى للحظة


اليوم ، قبل عام ، لم يكن هو نفسه ،


لأن لو جي الآن يعطيه كل شيء لم يستطع أن يقدمه له من قبل


ردد طفل قريب آبيات مباركة —


“ زهرة شجرة هايتنغ تتفتح ، وتثمر ، والابنة تعود إلى بيتها ، جالبةً الازدهار ”


وسط الضوضاء السماوية والأرضية ، 

لم يجد يو شياومان سوى صوت واحد رقيق ،


: “ زوجتي ، من فضلك "


———- متى عاد ، ولماذا ؟  لا أحد يعرف …


بعد انتهاء المراسم عاد شياومان إلى غرفته ——-

———-———-———-———-———-———-


مدّ شياومان يده بحذر ، مُباعدًا بين بتلات الوردة المنحنية للفانوس ، وأمسك بشمعدان ليقرّب للنور حتى يقرأ ...


ربما ابتلت الورقة بالصدفة أثناء انجرافها مع التيار ، 

مما أدى إلى طمس الكتابة قليلًا ،


ومع ذلك ، كان خط يد لو جي أنيق وقوي ، ومعظم الكلمات لا تزال واضحة —-


عاد يو شياومان أولًا لقراءة الفانوس الآخر …. 

رغم أنه كان يعرف ما كتبه تلك المرة ، إلا أنه كرر الكلمات بصوت عالي :


“ لقاء صدفة ، كما تمنيت "


ثم انتقل إلى فانوس لو جي وقرأ ببطء ، كلمةً كلمة :


“ لقاء صدفة ، لنكون معاً … دائماً "


الحرف الأحمر الكبير الخاص بالزفاف على النافذة ملفت بشكل خاص تحت انعكاس الفوانيس المعلقة من السقف ... 


رفع يو شياومان نظرته إليه ، 

وعيناه ممتلئتان بدموع الفرح لهذه المشاعر غير المعلنة وللمصير الذي جمعهما معًا مجدداً ————


أخرج صفحتين كان يحتفظ بهما بعناية ، 

فتحهما ووضعهما بجانب الفانوسين :


“ جمعنا القدر اليوم ، وجعلني أهيم بك من النظرة الأولى ”


“ في هذه الحياة ، جمعنا القدر ، لأسير معك يدًا بيد "


———-———-———-———-———-———-


بفضل ترتيبات العريس ، 

كانت مأدبة الزفاف نابضة بالحياة ولكن منظمة ……. 

و قبل الساعة الخامسة كان الضيوف قد غادروا بالفعل ، تاركين المكان للعروسين لقضاء ليلتهما معاً


لم يشرب لو جي الكثير ، ولكنه شرب بعض الشاي المزيل لتأثير الكحول احتياطًا ، ثم صرف الجميع وتوجه إلى الفناء الداخلي بمفرده


عندما وصل إلى الباب ، 

سمع صوت حفيف من الداخل ،

وعندما دفع الباب ليدخل ، 

رأى عروسته جالس بجانب السرير ، 

ووجهه مغطى بالكامل بالوشاح أحمر ——


ابتسم لو جي ، تذكر كيف أن سلوكه البارد في المرة السابقة قد جرح يو شياومان .. لذا كان حريص في كل شيء هذه المرة ، حتى في خطواته ….. 


وعندما التقط الميزان و الزهرة الحمراء المعلقه به ، تردد للحظة —-


{ هل يجب أن أرفعه من الجانب الشرقي أم الغربي ؟


هل أفعل ذلك ببطء أم بسرعة ؟


هل يجب أن أخبره أولاً لتجنب مفاجأته ؟ }


بينما لو جي متردد ، لم يستطع يو شياومان الانتظار أكثر وألح قائلاً : “ ماذا تنتظر ؟ أسرع…”


مع الأمر ، شعر لو جي بالاطمئنان ،،، 

رفع معصمه وكشف الحجاب الأحمر ، 

كاشفًا عن وجه العروس الرقيق المزخرف بسحابتين حمراوين


أحدهما موجّه عينيه للأعلى والأخر للأسفل ، تبادلا النظرات





بعد فترة ، لم يستطع يو شياومان تحمل حرارة وجهه ، 

فأبعد عينيه وأخذ كوبي النبيذ من طاولة السرير الجانبية ، وقدم أحدهما إلى لو جي : “ نحن… يجب أن نشرب نبيذ الزواج "


فعلاها للمرة الثانية ، ولم يكن أي منهما هادئ ؛ بل كانا يشعران ببعض الإحراج


في المرة السابقة ، ابتلعوا الخمر دفعة واحدة دون تذوقه. أما هذه المرة ، وهما يجلسان وجهاً لوجه ، كان الجو مختلف ، دافئ وموثق ، و كأن الاقتراب أكثر قد يشعل شيئ


فكر يو شياومان في نفسه { إذاً هذا هو شعور الحب المتبادل }


عادةً يرتدي لو جي رداء بسيط ، 

لكنه اليوم ارتدى رداء الزفاف الأحمر ، 

مما جعل ملامحه تبدو أكثر وسامة ،


شعر يو شياومان بالسعادة لمجرد النظر إليه ،

بعد أن تشابكت ذراعاهما ، 

مال فجأة إلى الأمام وابتلع الخمر دفعة واحدة ،


شرب بسرعة كبيرة ، فاختنق ، والتفت إلى عمود السرير ليسعل ، ربت لو جي على ظهره لمساعدته على التنفس وقال بيأس : “ لما العجلة ؟ لا أحد يتسابق معك…”


: “ من قال إنه لا أحد يتسابق ؟” التفت يو شياومان وأمسك بفك لو جي بجرأة : “ زوجي وسيم وقوي ، إذا لم أكن حريص ، قد يسرقك أحدهم مني "


فوجئ لو جي أولاً ، شعر بالإحراج من أن الكلمات التي استخدمها ليمدح نفسه ليُقنعه بالزواج منه قد خرجت من شياومان، ثم سأل: “ماذا قلت لي؟”


أدار يو شياومان وجهه المتورد : “ زوجي ، فما المشكلة ؟ لقد قبّلنا بعضنا مرتين بالفعل ، 

أليس من حقي مناداتك بذلك ؟”


أدرك يو شياومان أن لو جي يبادل مشاعره ، فأصبح أكثر جرأة ، حتى أنه بدأ يجادل الآن


لكن ما لم يعرفه هو أن لو جي يحب سلوكه المدلل والمتعجرف ، رفع يده برفق وأدار ذقن يو شياومان ليجعله ينظر في عينيه


أكد لو جي : “ يمكنك مناداتي بذلك ,” ثم سأل: “ لكن هل تعرفين يا زوجتي ، أنه في ليلة الزفاف ، بجانب رفع الحجاب وشرب نبيذ الزواج ، هناك أمر أساسي آخر يجب القيام به ؟”


ربما كان تأثير الخمرلكن شياومان غرق في الدهشة ، و رمش كم مرة مشوش : “… ما هو هذا الأمر الأساسي ؟

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي