Ch40
مع اقتراب عيد الربيع ،
كانت الحدود تتعرض لغزو من الاتراك الذين استغلوا الفرصة لشن الحرب ،
مع تفاقم الوضع ،
المحكمة مشغولة ايضاً ،
وبما أن لو جي تم تعيينه في وزارة الحرب ،
فلم يأخذ يوم واحد من الراحة و أرسل له الإمبراطور من يطلبه خمس أو ست مرات ، كما لو أن الحرب لا يمكن أن تُكسب دون خطط لو جي الاستراتيجية ———
في صباح أحد الأيام ،
تمدد يو شياومان بشكل كسول بينما لو جي يساعده في ارتداء حذائه
تمتم يو شياومان : “ عندما كانت ساقاك غير قادرتين على السير لمدة ثلاث سنوات ، لم يسأل عنك جلالته .
كيف بمجرد أن شفيت ساقاك ، قام بتكليفك بكل هذا العمل ؟”
: “ في ذلك الوقت ، وافقت على هذه الشروط مقابل أن يلغي الإمبراطور قضيتي ,” تحدث لو جي وهو ينحني ليُلبس يو شياومان جواربه : “ و الآن ، أنا أوفي بوعدي "
ظل يو شياومان غاضب : “ همف, هل هذا هو نفس الإمبراطور الذي يحب أن يستخدم زيت شعبي لإضاءة المصابيح الأبدية ؟ يبدو أنه ليس شخص جيد ”
لم يكن يمكن قول مثل هذه الكلمات المتمردة إلا خلف الأبواب المغلقة
ضحك لو جي بلطف وأمسك بكاحل يو شياومان الآخر
وكأنه تذكر شيئ ما ، فتغير تعبيره ليصبح جاد
ربما لأن ذكر ' شعبي ' جعله يفهم ما كان لو جي يفكر فيه من خلال تعبيره
حرك يو شياومان أصابعه وسأل : “متى اكتشفت أنني حوري بحر ؟”
استعاد لو جي وعيه ، وأخذ الجورب الآخر وألبسه قدم يو شياومان البيضاء الوردية : “ في ذكرى وفاة والدتي "
بعد لحظة من التأمل ، فهم يو شياومان : “ إذن كنت تستمع في ذلك الوقت "
لو جي : “ كنت أستمع علنًا , لاحقاً ، طلبت من شين هانيون تأكيد الأمر "
عبس يو شياومان : “ لقد أخفيت الأمر جيداً . لم أستطع أن ألاحظ شيئ على الإطلاق ”
لطالما كان يتظاهر بأنه شخص عادي ، خوفًا من أن يُرعب لو جي ، كان يظن أن لو جي اكتشف ذلك فقط من شين هانيون بعد مغادرته
بينما يشعر بالمرارة ، تذكر ما كان قد دعا به في قاعة أسلاف عائلة لو في ذلك اليوم ، فشعر بشدّة في قلبه
: “ إذن ، كنت تعرف أنني أردت أن أرد لك جميلك وأن ذلك قد يكلفني حياتي . لهذا السبب …”
لم يُقر لو جي ولم يُنكر : “هذا ليس مهماً "
اتسعت عينا يو شياومان : “ إذاً ما هو المهم ؟
إرسالك لي بعيدًا كان في الواقع لإرسالي إلى هنا أليس كذلك ؟
كنت قد أعددت كل شيء .
إذا كنت قد أخبرتني بالحقيقة …”
: “ لو أخبرتك بالحقيقة ، لما تركتني بالتأكيد "
بهذه الجملة الواحدة ، خمدت همسات يو شياومان
جادل شياومان بصوت ضعيف : “ حتى مع ذلك ، لم يكن ينبغي عليك أن تخفي ذلك عني ,
أنت فقط تريد أن تلعب دور البطل "
منذ أن اعترفا بمشاعرهما، كانت تصرفات يو شياومان العفوية دائمًا تصيب الهدف مع لو جي
رفع لو جي قدم يو شياومان التي كانت في الجورب ووضعها على عتبة السرير ، ثم اعتدل ونظر إلى يو شياومان
لو جي : “ إذا كان هناك ندم ، فهو شيء واحد فقط ،،،،
يقال إن قبيلة حوريات البحر يمكنهم الرقص والغناء بشكل جميل ، و زعانفهم تتألق مثل السحب والضباب . للأسف ، لم تتح لي الفرصة لرؤيتها ….” نظرة لو جي رقيقة ، وصوته مليئ بالمشاعر :
“ لا بد أن حوريتي الصغيرة هي الأجمل في البحر "
هذا المصطلح الجديد جعل يو شياومان يشعر بالاحمرار ويدق قلبه لساعات عدة
——————————————————————-
في الصباح ،
ذهب إلى الجناح الشرقي ليبحث عن شياو جيا وشياو يي. وهو مستند على حافة الحوض ، تمتم قائلاً: “ اتضح أنه لا يمانع أنني رجل ، ولا يمانع أنني سمكة "
نفخ شياو جيا وشياو يي فقاعات
بعد أن فكر لفترة ، ما زال يو شياومان يشعر بالندم : “ عندما رآني لأول مرة ، كنت مجرد سمكة عادية ، حراشف بيضاء وذيل رمادي ، أقبح منكما "
فجر شياو جيا وشياو يي فقاعات بغضب
: “ ماذا هناك ؟” لاحظ يو شياومان أن السمكتين كانتا تتصرفان بشكل غريب ، فسأل بقلق : “هل أنتما جائعين؟ سأذهب لإحضار بعض الخبز لإطعامكما "
منذ أن وصلا إلى هنا ، كان شياو جيا وشياو يي يتناولان الجمبري الطازج ...
كانا غاضبين لدرجة أنهما توقفا عن نفخ الفقاعات
{ لقد أصبحت هذه السمكة الصغيرة الغبية أكثر غباءً بعد أن أصبحت إنسانًا ، وغير قادرة على فهم لغة الجسد الواضحة هذه . همف! }
كان حاجز التواصل محبط ، لكن لحسن الحظ كان لدى يو شياومان أمور أخرى للانشغال بها، لذا لم يكن لديه وقت للقلق بشأنه
——————————————————————-
في فترة ما بعد الظهر ،
وصل الزوار ،
معظمهم من الخدم والنساء من العاصمة ،
قالوا إنهم لم يكن لديهم وقت للدردشة أمس وتوقفوا اليوم ، لكنهم لم يمكثوا طويلاً ، تركوا هدايا وغادروا بسرعة
زارته الآنسة ليو ، التي كادت أن تصبح شقيقة يو شياومان، ايضاً ، وبسبب علاقتهما القريبة ، مكثت قليلاً أطول ، تتحدث وتمسح دموعها بمنديل ، سعيدة بتغير حظ يو شياومان ، ثم قدمت له دعوة ، تدعوه هو ولو جي لحضور زفافها الشهر المقبل
كان يو شياومان سعيد لأنها وجدت السعادة ، تحدثا قليلاً ، ومع مرور الوقت ، غادرت بتردد
كان لدى ليو وان تشينغ الكثير لتقوله له: “ كانت هناك شائعات منتشرة في العاصمة بأنكما تطلقتما، لكنني لم أصدقها .
أنت و الجنرال لو زوجان مثاليان .
كيف يمكن أن تنفصلا ؟”
بعد توديع الضيوف الآخرين ، تذكر يو شياومان فجأة خطاب الطلاق الذي تركه قبل مغادرته …..
أدرك أنه يعني أنهم قد انفصلوا بالفعل ، فهلع من الشائعات أكثر ، وسرعان ما سأل عن ما يجب فعله
فكرت ليو وان تشينغ، التي لا تملك خبرة ، ثم صفقت بيديها : “ اكتبوا شهادة زواج أخرى لإثبات الأمر ،
وسيكون كل شيء على ما يرام أليس كذلك ؟”
——————————————————————-
سمع يو شياومان عن شهادات الزواج لكنه لم يرَى واحدة قط ،
فكر في أن الأمر لا بد أن يتضمن الكتابة ،
فأدرك أنه لا يستطيع فعل ذلك بنفسه لأن خطه سيئ للغاية ، لذا ناقش الأمر مع يو تاو ، ثم أخذوا مجموعة من الورق الأحمر وذهبوا إلى ساحة التدريب بالعربة ،
نظراً للوضع الحربي المتوتر ،
كانت البوابة محروسة بشدة ،
وبينما يو شياومان يفكر فيما إذا يجب عليه الانتظار حتى ينتهي لو جي أو أن يبحث عن كاتب مماثل في المدينة ، رآى وجه مألوف يخرج من ساحة التدريب
وكان الشخص الآخر متفاجئ ايضاً لرؤيته
نظراً لعدم وجود مكان قريب للجلوس وتناول الشاي ، وجدا زاوية هادئة للتحدث
تحدث شين هانيون أولاً : “ سمعت أنكما تزوجتما مجدداً . تهانينا .”
كلمة ' مجدداً ' جعلت يو شياومان يشعر بالإحراج قليلاً . امسك بالورق الأحمر : “ شكرًا "
شين هانيون : “ لقد مر خمس سنوات منذ أن التقينا لأول مرة "
تجمد يو شياومان لحظة ثم أدرك أن شين هانيون كان يعتبر اليوم الذي أنقذه فيه يو شياومان هو اليوم الذي التقيا فيه لأول مرة
يو شياومان : “ إذا حسبنا ذلك ، فـ لو جي وأنا نعرف بعضنا البعض منذ نحو تسع سنوات ”
لم يتوقع شين هانيون هذه الإجابة ، فتفاجأ لفترة طويلة ، وعيناه امتلأتا بخيبة أمل ظاهرة
و قال: “ لقد خسرت "
{ منذ البداية ، قد خسرت بالكامل ؛
كان قلب وعين يو شياومان مليئين بلو جي ، ولم يكن هناك مكان لأي شخص آخر —— }
قبل أن يغادر ، وهو يحمل آخر قدر من الاستياء ، شارك شين هانيون بعض الأخبار التي سمعها للتو : “ أمر الإمبراطور لو جي بقيادة القوات إلى الحدود غدًا .
وبسبب زواجه الأخير ، تم السماح له بأن يأخذ زوجته معه . ولكن …”
حبس يو شياومان أنفاسه ، وكان قلبه في حلقه
: “ لكن… رد لو جي على الإمبراطور فورًا ، وقال أنه لن يأخذ زوجته معه لتجنب المشاكل "
——————————————————————-
في الليل ،
عاد لو جي إلى المنزل ،
ليواجه باب مغلق ،
أحضر لو جي طبيب من القصر الامبراطوري ،
ومجرد وجود الشخص الغريب قرر يو شياومان أن يفتح الباب على مضض
أمام الطبيب ، لم يستطع شياومان أن يظهر غضبه ، وسمح للطبيب بتشخيص حالته ووصف الدواء
بعد مغادرة الطبيب ، تغير وجهه
ظن لو جي أن يو شياومان لا يريد أخذ الدواء وحاول إقناعه : “ جسدك ضعيف .
جلبت لك طبيب مشهور من القصر ليفحصك .
عليك أن تستعيد قوتك حتى …”
لم يرغب يو شياومان في سماع ذلك وقاطعه : “حتى لو تحسنت ، فلن تأخذني معك إلى الحدود أليس كذلك ؟”
تفاجأ لو جي ، ثم فهم
لو جي : “ كنت أعتقد أننا سنحظى بمزيد من الوقت ، ولكن الآن تغيرت الأمور …” أنزل عينيه ، محاولًا تغيير الموضوع بهدوء : “ على أي حال ، لن أسمح لك بالمخاطرة بحياتك معي مجدداً "
——————————————————————-
في تلك الليلة ، استخدم لو جي حجة ترتيب أمتعته ، وبالتالي لم يناما في نفس الغرفة
لم يكن بإمكان يو شياومان الجدال معه ، فاستلقى على السرير وهو غاضب
كان يو شياومان يعرف أن لو جي كان يقصد الخير ،
ساحة المعركة مليئة بالدخان والسيوف ، بلا عربات فاخرة أو خيول أو طعام فاخر ،
و جسده الضعيف لن ينجو من الرحلة ،
يعلم أنه حتى لو لم يقل لو جي ذلك ، إلا أنه كان يطمح لإثبات نفسه في ساحة المعركة
بعد أكثر من عشرة أعوام من التدريب على فنون القتال ، أليس كان ينتظر هذا اليوم ؟
فكر يو شياومان في الأمر وسأل نفسه :
{ لقد بذلت جهد كبير لشفاء ساق لو جي لمساعدته في تحقيق طموحاته ،
و ليواصل وضع الاستراتيجيات والانتصارات في المعارك ..
لكن ….
لكن كيف لنا أن نفترق بعد الزواج مباشرةً ؟ !
لو علمت بذلك ، لما كتبت شهادة الزواج ،
كان من الأفضل لنا أن نُنهي العلاقة بشكل رسمي لتجنب أن يسخر مننا الجميع
… و لتجنب هذا الألم من الاشتياق لبعضنا البعض }
تنهد يو شياومان بعمق والتفت نحو الحائط
القمر ساطع فوق رأسه ، والليل بارد كالماء
الصوت الخافت للبكاء يتسرب من النافذة ،
وقبل أن تتفرق السحب ،
ملابسه قد ابتلت بالفعل من دموعه ،
——————————————————————-
اليوم التالي ——-
بعد شروق الشمس بوقت قصير ،
سمع يو شياومان الذي لم يغمض له جفن ، أصوات قادمة من الخارج
كانت خطوات لو جي ثقيلة وهو يطوف ذهابًا وإيابًا خارجاً ، ربما لأنه كان يخشى أن رؤية يو شياومان ستجعل من الصعب عليه الرحيل
وقف عند الباب ، ترك له جملة سريعة “ انتظر عودتي ” ثم سار مسرعًا بعيداً
تفاجأ يو شياومان ——-
نهض بسرعة ، ارتدى ملابسه ، وركض للخارج
وجد حصان وركب ليلاحق لو جي ،
ووصل إلى بوابة المدينة الشمالية حيث يتجمع الجيش ،
طبول الحرب تقرع بصوت عالي ، والأبواق تدوي لأميال
في اللحظة الحاسمة قبل الرحيل مباشرةً ،
دخل يو شياومان المعسكر على حصانه ،
نزل من الحصان ،
و كاد يسقط لكنه لم يهتم ،
أمسك بقبضة من الرمل ،
وصر على أسنانه ،
وتعثّر بين زحام الجموع ،
وسط بحر من الناس ،
كل ما يراه فقط الجنود المدججون بالسلاح ،
شعر بالذعر ، وبدأ يبحث حوله ، و على وشك أن ينادي اسم لو جي عندها أحاطته ذراعين قوية
نظر للأعلى ، ولأول مرة منذ ثماني سنوات ونصف ، رأى يو شياومان لو جي وهو يرتدي درعه الفضي
{ رائع ومهيب ، مليء بالروح ، كما تخيلته تماماً }
لم يتمالك يو شياومان نفسه من الابتسامة ،
و اختفت الضغينة في قلبه ،
مد يده ليلمس الدرع البارد ،
لكن لو جي أمسك بيده الدافئة ،
لو جي : “ ألم أخبرك أن تنتظرني في المنزل ؟
لماذا لحقت بي ؟”
تمتم يو شياومان : “لم أوافق أبدًا "
بعد أن كان مشغول بالانزعاج والغضب ليلة البارحة ، لم يساعد لو جي في تعبئة أغراضه
فحص ملابسه على الفور ….
لاحظ أن لو جي يرتدي الملابس التي خاطها بنفسه ،
وأن السيف الذي يحمله معلّق به حبل رويي الذي صنعها بنفسه ،
ابتلع دموعه وأجبر نفسه على الابتسام قائلاً : “هل اللؤلؤ بداخله ؟”
هز لو جي رأسه : “ إنه مخبأ في المنزل ...” ثم أضاف بعد لحظات : “ كل الكنوز مخبأة في المنزل ، آمنة وسليمة "
عندما أدرك شياومان أن لو جي كان يقصده أنه ضمن الكنوز ، شعر أن دموعه تحرقه ،
و شعر أن غضبه في اليوم السابق
كان غير معقول وطفولي …..
أراد العودة بالزمن ليوبخ نفسه السابقة
فجأة أخرج لو جي ورقة حمراء مطوية بعناية من جيبه ،
شعر يو شياومان بأنه عاجز عن الكلام ———
لو جي : “ كنت أريد أن آخذها إلى الحرب كتذكار ، لكنني أدركت أن تركك وحدك هنا سيكون الأصعب ….
تزوجت منك مرتين ،
أرجو أن تسامحني على أي تقصير ….” ثم قدم شهادة الزواج التي كتبها لـ يو شياومان قائلاً : “هذه النسخة الوحيدة ،
لك ،
آمل أن تتذكرني ولكن لا تشعر بالقلق كثيراً "
مع ابتسامته واثقة ، شعر يو شياومان وكأنه يرى لو جي في الخامسة عشر من عمره ، واقفًا باستقامة وبطولية
سيكون أمامه الأنهار والبحار الهادئة ؛ و خلفه ستكون العواصف الدموية ….
ينظر إلى السماء بتحدي لا يعرف الخوف ،
—— هذا البطل الذي طالما أُعجب به يو شياومان
لو جي : “ انتظر عودتي منتصرًا ، وسأعطيك…” أمسك بيد شياومان التي تحمل شهادة الزواج ، ووعده بجدية :
“ لو لانغ يكون لك وحدك ، مخلصًا لك فقط "
تعليقات: (0) إضافة تعليق