القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch44 | كن مطيع وأطفأ السيجارة

Ch44 | أنا تحت إمرتك 


اليوم السابق لمغادرة الطبيب جي صادف يوم أحد 


لدى بو شينغهانغ نصف يوم من الحصص ، مما جعله حراً بعد الظهر


لم يرن الجرس بعد، وبينما يستمع إلى معلم الصف ، كان بو شينغهانغ يتفقد ساعته باستمرار


لاحظ شيو يي أن المعلم مشتت ، فاقترب بخفة ليشكو إلى هانغ غا : “ هل معلم الصف يمر بسن اليأس ؟ 

إنه مجرد نصف يوم إجازة ، لكنه يتصرف وكأننا على وشك بدء العطلة الصيفية ”


ثم توقف شيو يي للحظة ، ونبرته حملت قليلاً من الحزن : “ نحن على وشك التخرج قريباً "


مع بقاء دقيقة واحدة قبل الجرس ، استمع بو شينغهانغ إلى حديث شيو يي المتأثر دون أن يوليه اهتمام كبير ، وأومأ برأسه بلامبالاة : “ نعم معك حق "


شعر شيو يي بأن هناك شيئ غريب ، و سأل بفضول:“ هانغ غا أنت تتصرف بغرابة . 

لماذا تراقب الساعة بهذا الشكل ؟”


مع تبقي ثلاثين ثانية ، شعر بو شينغهانغ الذي يحسب التوقيت بدقة في رأسه بارتفاع معنوياته ، ولأول مرة ، أجاب موضحاً : “ الطبيب جي سيأتي ليأخذني بعد المدرسة . سنخرج معاً "


تقنياً ، يمكن اعتباره موعد


لم يستطع أن يمنع نفسه من الشعور بالحماس ،

على الرغم من أن بو شينغهانغ والطبيب جي قد قضيا وقتاً كافي معاً على انفراد ، إلا أنهما لم يخرجا معاً في موعد حقيقي بسبب ظروفهما


كان يعتقد أنه لن تكون هناك فرصة للخروج قبل الامتحانات ، لكن المستشفى منح الطبيب جي اليوم إجازة ، وهذا ما كان يحتاجه تماماً


ستكون هذه فرصته الأخيرة للاسترخاء قبل امتحانات القبول الجامعي


شعر شيو يي بشيء غريب وسأل بهدوء : “ أشعر أن… علاقتكما وثيقة جداً ؟”


أنهى بو شينغهانغ إرسال رسالته ونظر إليه : “ وثيقة جداً ؟”


تردد شيو يي، فرأى تعبير هانغ غا ، لكنه في النهاية هز رأسه فقط : “ لا شيء . استمتع .”


رفع بو شينغهانغ حاجبه : “ شكراً يا صاح "


مرت ثلاثين ثانية بسرعة ، وبمجرد أن أنهوا حديثهم ، رن الجرس


و على الفور ، امتلأ الفصل بصوت الكراسي وهي تحتك بالأرض بينما مجموعة من الأولاد انتزعوا حقائبهم واندفعوا نحو الباب


انفجرت المدرسة كلها في فوضى ، و الجميع يتسابق للخروج


ربت بو شينغهانغ على كتف شيو يي ووقف مع الحشد


وبفضل ساقيه الطويلتين ، كان أول من اندفع نحو الباب الخلفي ، تاركاً شيو يي مع منظر رائع ومثير لظهره


بمجرد خروجه من المدرسة ، 

رصد سيارة سوداء مألوفة متوقفة على جانب الطريق ،

صعد بو شينغهانغ إلى السيارة وذهب إلى المنزل مع الطبيب جي لتغيير ملابسه


كان من المقرر أن يغادر الطبيب جي في رحلة عمل يوم الاثنين


وقد منحته المستشفى يوم إجازة للراحة وحزم أمتعته ، لكنه لم يكن لديه الكثير ليحمله — فقط حقيبة صغيرة


أنهى بو شينغهانغ للتو تغيير ملابسه عندها رأى الطبيب جي يضع قميص مطوي بشكل مرتب في الحقيبة


بعيون حادة ، ركض بسرعة وأمسك بزاوية القميص : “ انتظر ، لا تأخذ هذا "


هذا القميص قميص أبيض عادي ، بسيط ومتعدد الاستخدامات


لأنه يتناسب جيداً مع كل شيء ، غالباً يرتديه جي وينتشين تحت معطفه الأبيض ، مما جعله غير بارز تماماً


نظر إليه الطبيب جي : “ ما المشكلة في هذا القميص؟”


شعر بو شينغهانغ ببعض الذنب تحت نظرة الطبيب جي


نفخ صدره ، محاولاً ابتكار عذر معقول : “ هذا لم يُغسل بعد"


في الليلة الماضية ، بعد يوم طويل من العمل ، قضى جي وينتشين المساء مع شياو شينغ ونسي أن يغسل القميص


كان يرغب في وضعه جانباً وغسله عند وصوله إلى وجهته


مد جي وينتشين يده وربت بلطف على رأس شياو شينغ ، مبتسماً بحنان : “ لا بأس ، سأغسله عندما أصل "


: “ لا يمكن !”


رد بو شينغهانغ بذلك دون تفكير ، وندم على قوله في اللحظة التي نطق بها


تفاجأ جي وينتشين : “ لما لا؟”


: “… أعتقد فقط أنه ليس ضرورياً "

شد بو شينغهانغ قبضته على القميص وسحبه بسرعة إلى يديه ،

خائف من أن يسأل الطبيب جي المزيد من الأسئلة ، تابع بسرعة : “ سأذهب لأحضر هاتفي من غرفتي ، ثم يمكننا الخروج ”


لكن هاتفه واضح أنه على الأريكة


إذا لم يكن الطبيب جي قد فهم تصرفات شياو شينغ من قبل ، فإنه بالتأكيد فهم الآن وهو يشاهد الفتى يسحب القميص بعجلة


نظراً لطول مدة رحلته التجارية وصعوبة البقاء على اتصال متكرر خلال ساعات العمل ، كان شياو شينغ متردداً في فراقه ، فهم الطبيب جي وتعرف على الطريقة الدقيقة التي كان يسعى بها شياو شينغ للاحتفاظ بشيء مألوف — شيء يرتديه الطبيب جي غالباً ——-


كان الأمر محرج ومراعي في الوقت نفسه


لم يستطع جي وينتشين إلا أن يبتسم ، على الرغم من أن الألم في قلبه كان أكثر من ذلك


بدا شياو شينغ خفيف القلب ، 

مثل أي مراهق آخر في الثامنة عشر ، مليئ بالحيوية الشبابية ،

لكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفونه جيداً ، 

كان واضح أن شياو شينغ حساس وحذر ،


في هذا العمر ، 

ينبغي أن يكون بإمكان المرء التصرف بشكل لطيف وإظهار نوبات الغضب أمام والديهم دون الكثير من المخاوف الأخرى


الأسرة ستعتني بك دائماً وتتحملك ، مما يسمح لك بالتساهل في تلك المزاجات الطفولية


لكن شياو شينغ فقد هذا


فقدان عائلته أجبره على النضوج بسرعة كبيرة ، 

مما ترك له خيار واحد فقط ، وهو كبت مشاعره والتصرف بنضج ، مع إظهار لمحات من نفسه الحقيقية في لحظات غير محروسة


كان مطيع جداً ، ويفهم جداً


لأول مرة، أدرك جي وينتشين أن النضوج ليس دائماً شيئاً جيداً


عندما عاد بو شينغهانغ من غرفته بعد فترة قصيرة ، لم يكن هناك أثر للقميص الأبيض ، و يديه فارغتين


استعاد جي وينتشين تركيزه ، وأمسك بأيدي شياو شينغ النحيلة ، وسأله مبتسماً : “ أين هاتفك ؟”


شعر بو شينغهانغ بوجهه يسخن ،، انحنى أمام الطبيب جي، وأغرق وجهه في عنقه ، 

تمتم : “ إنه في غرفة المعيشة ”


لم تتلاشى ابتسامة جي وينتشين و انحنى ليقبل شعر شياو شينغ : “ أوه ؟ وماذا بعد؟”


: “ وماذا بعد؟” عانق بو شينغهانغ رائحة الطبيب جي المريحة ، تماماً مثل قطة كسولة


رفع جي وينتشين إحدى يديه وضغط بلطف على الفتى المتململ و عبث بشعره : “ شياو شينغ "


: “ أنا هنا "


وينتشين : اممم و أنا هنا أيضاً "


بينما أنهى الطبيب جي حديثه ، بدا أنه تنهد ، لكن صوت التنهيده كان خافت لدرجة أن هانغ لم يكن متأكد تماماً ، 

وشعر ببعض القلق ، رفع رأسه ونظر إلى الطبيب بعينيه الكهرمانيتين، و انعكس في نظرتهما حذر خفيف —-


عندما التقى الطبيب جي بنظرة شياو شينغ الحذرة ،، شعر وينتشين بألم في قلبه 


مرر إصبعه برفق على رموش الفتى ، مما جعله يحركها ثم أغلق هانغ عينيه بهدوء


: “ لماذا شياو شينغ خاصتي مطيع جداً ؟” 


قبّل جي وينتشين شفتي الفتى ، ليس بقوة كبيرة ، لكن بما يكفي لجعلها حمراء عميقة ثم تركه


قبل أن يتمكن بو شينغهانغ من الاستيعاب ، 

تابع جي وينتشين بصوته البارد الممزوج بالدفء ، 

مثل سطح بحيرة هادئة تعكس ضوء القمر في الليل ،

صوته جميل وجذاب : 

“ شياو شينغ ، أنا هنا ، الآن ودائماً ،

يمكنك التصرف ببراءة معي ، وطلب ما هو غير معقول ، وتفريغ إحباطاتك الصغيرة . 

أريد أن أسمع كل شيء . 

أريد أن أسمعك تقول إنك تفتقدني ، وأريد أن أراك تحتضنني وتقول أنك لا تريدني أن أرحل …..”


أراد جي وينتشين أن يقول المزيد ، لكن شيئ غير متوقع حدث


الفتى الذي كان يميل بهدوء نحوه أصبح الآن عينيه مملوءتين بالدموع ، وزوايا عينيه اصبحت بلون وردي خفيف ، يحدق به بلا حركة


تلاشت الكلمات التي كان جي وينتشين يخطط لقولها


في تلك اللحظة ، لم يكن يريد أن يقول أي شيء على الإطلاق


شياو شينغ يبكي — بصمت ، دون صوت


أصابه هذا بالدهشة ، مما جعله يشعر ببعض الارتباك


عانق وينتشين الفتى ، وضع يده حول خصره والأخرى تمسح بلطف الدموع من زوايا عينيه ، مهدئاً إياه برفق : “ كن مطيع ، لا تبكِي … لن يبدو هانغ غا رائع إذا بكى "


لم يعتقد بو شينغهانغ أنه يبكي ؛ فقط شعر أن حلقه ثقيل قليلاً وعينيه حمراء ، وهذا بالفعل لا يبدو رائع


شعر بالخجل ، فغطى عيني الطبيب جي بيده ، وهمس : “ لا تنظر ” بعد لحظات ، تابع : “ لقد قلت أنه يمكنني تقديم طلبات غير معقولة ” 


{ ما نوع هذا الطلب غير المعقول ؟ لا أنظر ؟ } أراد جي وينتشين أن يضحك لكن احتفظ بذلك ، لأنه لم يرغب في أن يشعر شياو شينغ بالخجل


أبقى بو شينغهانغ يده في مكانها ، لذا أغلق جي وينتشين عينيه ولم ينظر إليه


وبقي الاثنان في تلك الوضعية المحرجة لبعض الوقت


في الحقيقة ، لم يكن بو شينغهانغ متأكد لماذا شعر برغبة في البكاء


بعد أن قال الطبيب جي ' أريد أن أسمع كل شيء ' تذكر فجأة وقت بعد انتهاء عمله في الحانة عندما كان مخمور لدرجة أنه بالكاد يستطيع التفكير بشكل صحيح


في ذلك الوقت ، جاء شو يي لاصطحابه في حالته المخمورة ، أخطأ في معرفة الشخص والزمان


أمسك بذراع شو يي ، وتحدث هانغ وهو  متلعثم : “ أبي ، حصلت على المركز الأول في الرياضيات اليوم ! 

تعرف ذلك السؤال الذي أخطأت فيه في المرة السابقة ؟ كان هناك سؤال مشابه هذه المرة ، 

وقد أجبت عليه بشكل صحيح !”


لم يفهم شو يي ما يقوله وسأله : “ هانغ غا ماذا تقول ؟”


أعادته جملة ' هانغ غا ' إلى الواقع


عادةً كان بو شينغهانغ يتعامل مع الكحول بشكل جيد، حيث يبقى واضح الذهن نسبياً حتى بعد شرب الكثير


كان قد شرب حتى الثمالة قبل لحظة لكنه أصبح الآن واعياً تماماً


لاحقاً ، اعتقد أنه كان محبط لأنه ذكر ذلك الشخص وهو مخمور، وما زال يفكر بغباء في شخص قد تخلى عنه بالفعل


لكن الآن، أدرك بو شينغهانغ أن أفكاره السابقة قد تكون خاطئة


ربما لم يكن الأمر يتعلق بذلك الشخص ؛ ربما كل ما يحتاجه هو شخص يشاركه أفراحه وأحزانه


استعاد هدوءه بسرعة ، و أخذ نفس عميق  ثم أنزل يده وعاد إلى طبيعته المعتادة


تحدث بو شينغهانغ بحذر :“ لا أريدك أن تذهب "


عانق  وينتشين الفتى ، و قلبه يشتعل ويؤلمه في نفس الوقت، و صوته ثقيل :.“ سأقوم بمكالمة فيديو كل ليلة بمجرد أن أصل إلى هناك . ستمر الأسبوعين بسرعة ”


: “ ههم ” فكر بو شينغهانغ لحظة ، ثم أضاف : “ أريد الاحتفاظ بإحدى قمصانك ”


أومأ جي وبنتشين برأسه : “ بالتأكيد ،،، هل هناك شيء آخر تريده ؟”


أحرج هذا السؤال بو شينغهانغ ،، فكر بجدية لفترة من الوقت ثم هز رأسه بصدق : “ لا يوجد شيء آخر أريده ”


كيف يمكن أن يكون شياو شينغ مطيع جداً ؟


مع اقتراب الوقت ، كبح جي وينتشين رغبته في تقبيله ، ووقف وسحب الشاب معه : “ لنذهب . يمكنك فعل ما تريد هذا العصر ”


جعلت فكرة الخروج في موعد بو شينغهانغ أكثر سعادة ، فتأكد مرتين : “ أي شيء أريده؟”


: “ أي شيء ” انحنى جي وينتشين برأسه ، ضاقت عينيه السوداوين مثل ثعلب عجوز ماكر ومسمتنع، و صوته منخفض ومثير :  “ أنا تحت إمرتك "


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي