القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch8 | رواية ليس سُدى | Not in vain

 Ch8 


تصاعدت الأمور أكثر مما كان متوقع ... 

فدُعيت فنغ مانيانغ للنظر في المسألة ، 

وتفننت شين مومو في تضخيم القصة ، 

مُلقيةً كل اللوم على يو شياومان ،

ادعّت أن السيدة الشابة كانت متعجرفة وغير مبالية ، 

وأنها كانت تقدم لها بعض النصائح و تم ردها بوقاحة . وقالت تحديداً : “ لقد عملت في هذا المنزل لمدة تقارب العشرين عام ، والآن لم يعد بإمكاني حتى قول كلمة واحدة"


ربما من الخوف ، لم تذكر شيئ عن لو جي ،

لكن السيف لا يزال مغروس في وسط الفناء ، 

وحاول عدة خدم شباب سحبه دون جدوى ،

وأكد هذا بطريقة غير مباشرة أن السيدة الشابة قد خرقت القواعد ، وأن السيد الشاب لم يقتصر على عدم تأديبها بل حماها بالقوة ،


كانت شين مومو إحدى المساعدات المقربات من فنغ مانيانغ ، لذا كان الانحياز أمر لا مفر منه ،

بعد الاستماع إلى ما سمته بـ 'شهادات بعض الخدم' ، 

أعلنت فنغ مانيانغ أن يو شياومان مذنب : “ شين مومو موظفة قديمة في هذا المنزل . 

كان من المفترض أن تتعلمي القواعد منها . 

ألا يكفي أنك لم تتعلمي ، بل تتجرئين على التحدث إليها بهذه الطريقة ؟”


تدخلت يو تاو للدفاع عن يو شياومان: “ كانت السيدة الشابة تتصرف بهدوء في غرفتها ، لكن يونلو وشين مومو بدأتا بالكلام غير المهذب أولاً ”


فنغ مانيانغ: “ كونك السيدة لا يعني التصرف بهذه الضآلة .

من الآن فصاعداً ، لا تخرجي كثيراً . 

وإلا سيضحك علينا الناس ويشوّهون سمعة عائلة لو "


شعر يو شياومان بالقلق من أن يو تاو قد تتعرض للأذى ، فتقدم ليحميها . ولكن يو تاو رفعت رأسها وردت بحدة : “هذه الخادمة الوقحة هي التي تسيء لسمعة عائلة لو "


كانت فنغ مانيانغ قد قالت للتو أنه ينبغي على السيدة أن تكون متسامحة ومتواضعة ، فلم تستطع إثارة المزيد من المشاكل أمام هذا العدد الكبير من الناس . لذا قالت : “شين مومو تابعة لي، وسأتولى أمرها عندما نعود ”


ثم أشارت يو تاو إلى يونلو التي تقف جانبًا مذعورة : “وماذا عن يونلو ؟ هي التي بدأت كل هذا ”


أشارت فنغ مانيانغ بملل بمنديلها قائلة : “يونلو تابعة لفنائكم . وقد قيل سابقاً أنه سيتم ترقيتها لتصبح محظية ، لذا سأترك أمرها للسيد الشاب لو جي ليقرر ما يفعله بها "


لم يكن يو شياومان صامت لأنه لا يريد التحدث ، بل لأنه لم يستطع إيجاد فرصة للتدخل …. و عند سماع كلمة ' محظية ' ازدادت حيرته ، لكنه فورًا أدرك ما يجري بعد رؤية وجه يونلو الغاضب ،


حاولت فنغ مانيانغ التقليل من حدة الوضع وكانت تستعد للمغادرة مع خدمها ، إلا أنها توقفت عندما قابلت لو جي عند الباب


لو جي : “ ألم تنسى شين مومو أن تركع وتعتذر ؟”


ظهرت علامات الحرج على وجه شين مومو العجوز ، وقالت : “ لقد تحدثت السيدة الرئيسية ، فلماذا تزعج نفسك أيها السيد الشاب ؟”


أجاب لو جي بنبرة صارمة : “ في فناء منزلي ، لا يحق لأحد أن يتدخل ”


ربما لم تكن تتوقع أن يتحدى لو جي الصامت والمتحفظ عادةً كلامها علنًا ، 


لذا نظرت فنغ مانيانغ بدهشة وذهول: “ أنت—”


كانت تعتبر لو جي شوكة في حلقها ، ولكن أمام جميع الناس ، كتمت غضبها . فحدق كلا الطرفين ببعضهما دون أن يتراجع أي منهما


ولم يتم التوصل إلى حل حتى تم استدعاء السيدة العجوز ( الجدة ) للتوسط


بعد الاستماع إلى القصة بأكملها ، قالت السيدة العجوز : “ على شين مومو ويونلو أن تعتذرا للسيدة الشابة ، 

ثم تعودان إلى ساحاتهما لتتم معاقبتهما هناك ”


عندما تحدثت السيدة العجوز ، لم يجرؤ أحد على العصيان ،

ركعت شين مومو ويونلو واحدة تلو الأخرى وقالتا “هذه الخادمة تعلمت الدرس” رغم أن تعابيرهما كانت غير راضية وتوجهتا بكلماتهما نحو لو جي


بالنسبة إلى يو شياومان، الذي لم يتوقع عدالة في هذه العائلة الهرمية ، كان هذا تصرف بالفعل يُعتبر مهذب


بعد مغادرة معظم الحاضرين ، بقيت السيدة العجوز لوقت قصير ، ممسكةً بيد يو شياومان وقالت بعض الكلمات المريحة ، مثل : “حماتك سريعة الغضب لكنها لا تقصد الأذى ” هز يو شياومان رأسه دون تفاعل


كان قلقه الوحيد هو استعادة قطعة الحرير غير المكتملة من يونلو. وعندما استعادها سليمة ، تنفس الصعداء وابتسم


ضحكت السيدة العجوز : “ يا لكِ من فتاة بسيطة ، 

تتوترين بسبب قطعة قماش ...” وربتت على يده وهي تنظر إليها بإعجاب : “ الاجتهاد شيء جيد ، لكن كزوجة لعائلة لو ينبغي أن تهتمي بزينتك ”


لم يكن يو شياومان يحب ارتداء ملابس البشر ، 

وكانت الملابس النسائية المزخرفة تزعجه أكثر ، 

لذا كان يرتدي عادةً تنورة طويلة ورداء خارجي ، 

ويربط شعره بشكل بسيط ، 

حتى يو تاو في بعض الأحيان كانت تعتقد أنه لا يلبس كزوجة رسمية


لحسن الحظ ، وجد يو شياومان عذر : “ لقد سقطت واتسخت ، لذا كنت أعتزم تغيير ملابسي ”


ضحكت السيدة العجوز مجدداً ، وطغى السرور على وجهها المليء بالتجاعيد


كلما نظرت إلى كنتها الجميلة ، زاد إعجابها بها ، فأمسكت بيد لو جي ووضعتها على يد يو شياومان، وقالت: “ سمعت من قبل بعض الشائعات وكنت أظن أنكما لا تتفقان ، 

والآن أرى أن تشي تشي يعرف كيف يحمي زوجته . 

وبهذا أطمئن كجدة ”


ما إن غادرت السيدة العجوز الفناء حتى أبعد لو جي يده


شعر يو شياومان بدفء يد لو جي على ظهر يده ، 

وعندما تركه شعر بعدم الراحة ، 

ضم أصابعه ممسكًا بملابسه ، 

ثم نقل يده خلف ظهره بهدوء ، 

ومرر أصابعه على المكان الذي لمسه لو جي ——


توجه لو جي إلى وسط الفناء ، 

وانحنى للأمام وسحب السيف من الأرض بيد واحدة ... وعندما غمّده ، التفت ، وسمع يو شياومان يقول: “ شكرًا لك ... 

شكرًا لأنك ساعدتني ”


تدخل الحارس دوان هنغ متحدثًا نيابةً عن لو جي: “ جنرالنا كان منزعج من الضوضاء ، ولم يكن يتدخل خصيصًا لمساعدتك ”


تذكر يو شياومان أن لو جي يعلم ليس فقط أنه مجرد بديل ، بل ايضاً أنه رجل ، فشعر بالحرج الشديد ولم يستطع رفع رأسه ، تمتم قائلاً “ اووه ” ووقف في مكانه ، يراقب لو جي وهو يغادر


توقفت عيناه على السيف المعلق بجانب لو جي، وشعر بحالة من الضياع والعجز يملأ قلبه القلق مجدداً 


انتشرت حادثة منزل عائلة لو كحديث بين الناس لعدة أيام ، 

حيث ظهرت قصص قديمة ايضاً و جعلت الجميع يتحدثون لساعات ،


تنهدت يو تاو قائلة : “ يُقال أن السيد الشاب الأكبر لو جي حقًا مسكين . 

أُرسل للجيش ليتعلم الفنون القتالية في سن صغيرة ، وذهب إلى ساحة المعركة في سن السادسة عشرة لخدمة البلاد ، 

وحارب في كل مكان ، 

ولم يتمكن حتى من رؤية والدته قبل وفاتها . 

ولم يبرد جسد والدته حتى و أحضر والده محظية لتكون زوجة له . 

بعيد في الحدود ، و بعيد عن الأنظار ومنسي ، ثم أصيب في ساقه …”


رفع يو شياومان بصره من عمله بالإبرة ، وقال: “ أصيب ؟”


: “ نعم ، في المعركة . 

السيوف والرماح لا تعرف الرحمة . 

قال والدي إن الكثيرين فقدوا رؤوسهم ، ولم يتمكنوا حتى من العثور على بقاياهم ، لذا قاموا بإنشاء قبر للملابس فقط .”


فتح يو شياومان عيناه على اتساعهما من الحيرة ، { الأخت بيو قد توقعت أنه أصيب ' بسبب خيانة ' ؟ } ——


واصلت يو تاو حديثها بمفردها : “ آه، الآن لا يمكنه إلا البقاء في هذا المنزل المليء بالمكائد ، يراقب وجوه الناس كل يوم ، غير محبوب من والده و زوجة أبيه ...” نظرت حولها وخفضت صوتها : “ لقد سمعت أن الزوجة الرئيسية تحاول إقناع السيد لو بنقل اللقب إلى السيد الشاب الثاني لو يوي ”


في هذه السلالة ، الألقاب الوراثية تُمنح دائمًا للأبناء الشرعيين والأبناء البكر . ووفقًا للتقاليد ، يجب أن يُعطى اللقب للابن الأكبر الشرعي ' لو جي ' ومع ذلك ، مع عدم تحسن إصابة ساق لو جي بعد ثلاث سنوات من العلاج ، أصبحت الأمور غير مؤكدة ،


تغيرت مشاعر يو شياومان فورًا ، و بدأ بالقلق على منقذه وسأل : “ ما العمل ؟”


لمعت عينا يو تاو واقتربت منه وهمست : “سمعت أن الألقاب يمكن أن تُمنح لمن لديه مزايا كبيرة . 

وبما أن حياة السيد الشاب المهنية توقفت ، 

والسيد الشاب الثاني عديم الكفاءة ، 

فإن لم يستطيع لو يوي التفوق في هذا الجانب ، 

فإن… إنجاب وريث يعد إنجاز ايضاً ، أليس كذلك ؟”


ظن يو شياومان أن يو تاو تتحدث هراء ،

حتى و إن كان هناك بعض الحقيقة في كلامها ، فإنه لا يستطيع المساعدة في ذلك ——-

علم لو جي أنه رجل ، و قد تجنب وجوده ؛ فكيف يمكنهما مشاركة السرير ؟


قالت له الأخت بيو إنه فقط من خلال النوم معًا يمكنهما إنجاب طفل


لذا استبعد يو شياومان هذه الفكرة تماماً وركز على إيجاد طريقة لعلاج ساق لو جي


قبل مجيئه هنا ، استشار عدة كبار السن في عشيرة حوريات البحر يبلغون من العمر ما يقارب الثلاثمائة سنة ، 

قالوا إن لؤلؤة حورية البحر يُمكن أن تعالج كل الأمراض . ومع ذلك ، عندما سأل عن ماهية لؤلؤة حورية البحر ، حتى الكبار الأكثر معرفة لم يتمكنوا من الشرح ، 

ولم يعرفوا سوى قول موروث : “ الإخلاص يحوّل الدموع إلى لآلئ ”


طوال الطريق من قريته حتى العاصمة ؛ أربكت هذه الكلمات شياومان لأنه لم يفهم معناها الحقيقي ———


بالنسبة له ، تكون الدموع عادةً ناجمة عن الألم ، 

إما الألم الجسدي ، مثلما عندما تُنتزع حراشفه ، 

أو عاطفيًّا ، مثلما سقطت حلواه على الأرض ،


بحثًا عن لؤلؤة حورية البحر الأسطورية ، 

قضى يو شياومان وقته في البكاء في الأماكن المنعزلة  ،

إذا لم يستطع البكاء ، فكان يقرص جلده وذراعيه وساقيه وبطنه وراحتَي يديه وظهر يديه … حتى أنه جرب الجزء الأكثر سماكة ، مؤخرته ، مما جعله يعض شفته من الألم ويبكي بصمت


رغم جهوده ، كانت الدموع التي تسقط دائمًا عكرة وضعيفه ، ولم تظهر أي لؤلؤة حورية بحر صافية ولامعة ،



اليوم ، 

بينما الجميع في المنزل يستريحون في الظهيرة ، 

تسلل يو شياومان إلى البركة ، 

وخلع حذاءه وجوربه ، 

وغطس قدميه في الماء ، 

كاشفًا عن نصف ذيله ،


انتزاع الحراشف من أكثر الآلام التي قد يتعرض لها حورية البحر ، وكانت مساوية للعقوبة البشرية المتمثلة في السلخ ،


في المرة الماضية ، لتبادل المعلومات حول لو جي مع الأخت بيو انتزع بعض الحراشف وعضّ على مجموعة من الأعشاب المائية من الألم 


هذه المرة ، عضّ على منديل ، وجمع شجاعته ، وكان على وشك البدء عندها سبحت إليه سمكتان صغيرتان فجأة ، مما قاطعه


بصق يو شياومان المنديل وقال بصوت خافت : “ سأنتزع فقط بعض الحراشف وأذهب ، لن آخذ مكانكما ”


بصفته من نسل الأسماك ، يمتلك حورية البحر القدرة على التواصل مع الكائنات البحرية الأخرى ، حتى الكوي في البركة ، رغم أنها لا تستطيع التحدث بلغة البشر


سبحت سمكتان كوي قويّتان حول زعنفة يو شياومان ، 

كان يو شياومان مستعجلاً لانتزاع حراشفه ، ولم يكن لديه رغبة في التحدث إليهما ، فقال : “ أي حبل ؟ 

لم أفقد أي حبل … هيييه أنتما الاثنان ، توقفا ، لا تسحبا حزامي !”


أسماك الكوي الصغيرة ، التي كانت قوية بشكل غير عادي بالنسبة لحجمها تعاونت لتمزق حزام القماش الخاص بـ يو شياومان — المغمور في الماء


غير قادر على التعامل مع الإلهاء ، تخلى يو شياومان مؤقتًا عن محاولة نزع حراشفه ، وبناءً على توجيه السمكتان ، جلس على حافة البركة وبدأ يستشعر في قاع البركة ، وسرعان ما اصطاد خيط مزين بنقش زهرة هايتنغ


في البداية ، ظن أن هذا الغرض يعود إلى لو يوي ، 

الوحيد في المنزل الذي يحب الزينة ، 

لأنه كان دائمًا يضع في خصره مروحة مزينة بمثل هذه الأحزمة





وضعه بجانب النافذة ليجف ، 

وعند نظرة أقرب ، 

لاحظ أن الخيط مصنوع من خيوط بسيطة وبتصميم يتناسب مع زي رسمي ذو طابع جدي ،


————————————


كانت عائلة لو تتجمع لتناول الطعام في القاعة الرئيسية في الأول والخامس عشر من كل شهر ،،


و خلال استراحة ، لاحظ يو شياومان جلوس لو يوي أمامه ، وفكر في نفسه { هذا من يعتقد أنه سيصبح مسؤول ويرث اللقب ؟ هذا مضحك }


كان على وشك أن يبتلع اشمئزازه ويسأله عما إذا كان قد فقد الحبل عندها سأل السيد الأكبر لو : “ أين تشي تشي ؟” 


أجاب أحد الخدم : “ السيد الشاب مريض ويستريح في غرفته ” 


وعلى الفور ، تظاهرت فنغ مانيانغ بأنها الأم القلقة ، 

فأرسلت أحدهم لتحضير الحساء والطعام لـ  لو جي ،

وأثناء تناول الطعام ، استمرت في قول تعليقات ، تحت ذريعة القلق ، عن تدهور صحة لو جي وعجزه عن تحمل المسؤوليات الكبيرة ،


هذه المرة ، كان تمثيلها مبالغ فيه ، 

وكان الدعم من الحزب الثاني للعائلة واضح للغاية ، 

مما أثار غضب السيد لو ، 

فضرب عيدان تناول الطعام على الطاولة ، 

وعم الصمت في المكان ، 


و أكملوا وجبتهم في صمت بارد …... 


وبمجرد انتهاء الطعام ، اختفى لو يوي 


أما يو شياومان الذي كان سعيدًا بتجنب لقائه ، فقد وضع الحبل في جيبه وعاد إلى فناء لو جي 


مع اقتراب فصل الربيع ، 

طالت الأيام ، 

وكانت يو تاو تشعل المصابيح ،


أخذ يو شياومان معها أداة إشعال النار ليساعدها


منذ الجدال الأخير ، لم تظهر يونلو في الفناء ، 

وربما عادت لخدمة لو جي ، 

تركت هذه الفكرة يو شياومان يشعر بالراحة وفي نفس الوقت بقلق غير مفهوم ،


ذكرت فنغ مانيانغ سابقاً أن يونلو ستحصل على ترقية لتصبح محظية لـ لو جي 


خلال سنواته تحت البحر ، 

فكر يو شياومان مرات لا تُحصى في كيفية سداد دينه لـ  لو جي ، 

حتى أنه فكر في إيجاد عدة زوجات جميلات لـ  لو جي إذا لم يكن مهتم بالثروة أو المهنة ، 

كان على استعداد لمنح  لو جي كل ما يريده ،


ولكن الآن ، لسبب ما، وجد نفسه غير راغب في رؤية  لو جي محاط بعدد من الزوجات والمحظيات


حتى معرفته بأن لو جي لديه شخص يهتم به جعلت يو شياومان يشعر بالضيق 


وضع يده على رأسه وتنهد بصمت { شياومان …. أنت هنا لسداد جميله . لا تفكر بأية أفكار أخرى …. }


دخل الغرفة ، ووضع الشمعة بجانب السرير 


راقب لهيب الشمعة يتراقص ، و تنهد بعمق 


بينما هو غارق في حزنه ، 

فوجئ برؤية شخص جالس بجانب النافذة ،


أصابه الذعر لدرجة أنه تراجع للخلف وسقط من السرير


وعندما رأى أن الشخص هو لو جي ،، استعاد رباطة جأشه بسرعة : “ أنت… لماذا أنت هنا ؟”


سرعان ما شعر بسذاجة سؤاله – فهذه في النهاية غرفة لو جي 


مجرد أنه سُمح له بالنوم هنا لبضعة أيام لا يعني أنها أصبحت غرفته


معترفًا بخطأه ، وقف يو شياومان بسرعة ، حمل وسادته ، واستعد للمغادرة


في منتصف الطريق نحو الباب ، تذكر أن الوسادة ايضاً تخص لو جي ، فشعر بالإحراج ، وعاد ، ووضع الوسادة على السرير ، ولم يأخذ معه سوى قطعة القماش التي كانت تحتها ، ثم خرج مجدداً 


صوت لو جي أوقفه


: “ أتيت لأبحث عن شيء ،، 

هل رأيت خيط من خشب الصندل الأحمر ؟”


يو شياومان قد رآه بالفعل


ليس فقط أنه قد رآه ، بل استخرجه من جيبه ليعرضه على لو جي


أصابع لو جي الرفيعة لمست بلطف شرابات الخيط ، مؤكدًا أنه هو، تنفس بارتياح وقال: “ نعم ، هذا هو "


عندما وجد يو شياومان الشيء الضائع لـ  لو جي ، شعر بسعادة كبيرة ،  و في حماس ، بدأ بالحديث بتلقائية : “هذا الخيط مصنوع بشكل جيد . 

لم يتمزق حتى بعد أن نُقع في الماء لفترة طويلة ، 

فقط بضعة شرابات سقطت ”


لو جي عبس : “ في الماء ؟”


: “ نعم، استخرجته من قاع البركة …” في منتصف جملته ، أدرك يو شياومان المشكلة : “ آه، أعني ، رأيته بينما كنت أستريح بجانب البركة بعد الظهر والتقطته ”


على ما يبدو أنه صدق قصته ، لم يسأل لو جي المزيد عن كيفية استعادته ... وضع الخيط جانباً ، و شكر يو شياومان ببرود ، واستدار ليغادر


يو شياومان رمش بعينيه ، وفكر { أليس من المفترض أن أكون أنا من يغادر ؟ }

لذا تحدث : “ يجب أن تنام هنا ، أنا سأخرج "


لو جي : “ لا داعي لذلك " والتفت ليعود 


شعر يو شياومان بالقلق : “ ليس هناك بطانية أو سرير في غرفة المكتب . ستصاب بالبرد "


لو جي: “ الطقس دافئ . أليس الجميع يستريحون بجانب البركة ؟”


يو شياومان { ما نوع الاسترخاء الذي يحدث في الربيع ؟ }ووقع في تناقض ، ثم استوعب قصد لو جي و أراد أن يصفع فمه


غير قادر على تقديم تفسير ، وبالرغبة الشديدة في بقاء لو جي ، خطرت لـ  يو شياومان فكرة بسرعة : “ السيد لو قد عاد وذكرك على العشاء . ربما سيتفقد غرفتك الليلة ”


توقف لو جي  ———


واصل يو شياومان قائلاً : “ أعرف القليل عن النسج والخياطة . يمكنني إصلاح الحبل ، لذا لن تحتاج للبحث عن شخص آخر ”


يد لو جي التي تُمسك بإطار الباب بقيت ثابتة كما لو كان متردد


يو شياومان يُحاول أن يكون مقنع قدر الإمكان ، بشعور من الذنب والإحراج : “ بعد كل شيء … نحن كلانا رجلان ،،،” بدأ صوته يقل تدريجياً : “ حتى لو تشاركنا الغرفة ، لا داعي للشكوك ”


بعد أن أنهى حديثه ، أنزل رأسه ، وشعر بانعدام الثقة تماماً 


سمع صوت عجلات العربة يتحرك ببطء ، متجهاً إلى الداخل مجدداً 


ثم سمع صوت لو جي الخافت واللطيف :شكرًا لك "

author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي