القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch28 | رواية لعق العسل من حافة السكين

Ch28


ظهر صوت فتاة شابة ناعم كنسيم لطيف ، 

يبدد بهدوء إيقاع الموسيقى الثقيلة في البار ،

: “ عذرًا ، أود أن أسأل عن شيء ،

بالأمس ، شربت أكثر من اللازم في البار ، 

ويبدو أنني غادرت دون أن أدفع …

وعندما استيقظت ، وجدت نفسي في فندق . 

قالت لي موظفة الاستقبال إن امرأتين أوصلتاني هناك الليلة الماضية ، 

وكلتاهما ترتديان قمصان بيضاء وربطات عنق سوداء .”

لا تزال تحمل في يدها ورقة ملاحظة ، 

توقفت ثم تابعت : “ يبدو أنه يشبه زي موظفيكم في البار ”


الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ، 

و البار لا يزال شبه خالي ، 


النادلة باي شو تجلس مسترخية عند البار تتحدث مع لي آن عندها تعرفت على تانغ ياو


فالنساء الجميلات دائمًا يتركن انطباع قوي


قالت باي شو، وهي تأخذ رشفة من عصير الليمون ، 

بصوت هادئ : “ لقد كنت أنا والأخت شينكي من أخذناك إلى الفندق . 

الأخت شياو كي كتبت الملاحظة ، لكنك لست بحاجة إلى شكرنا . 

إذا كنت تريدين شكر أحد ، فاشكري رئيسنا ”


شكرتها تانغ ياو باي شو بأدب ، ثم سألت : “ ما الذي حدث بالضبط الليلة الماضية ؟”

{ لو كان الأمر مجرد سُكر ، 

فلماذا تركوا لي مثل هذه الملاحظة … }


باي شو : “ هل قدم لك أحد الرجال مشروبًا الليلة الماضية؟

لقد وضع حبوب منومة في مشروبك . 

لو لم يتدخل رئيسنا ، 

من يعلم ماذا كان سيحدث لك "


قبضت تانغ ياو على الملاحظة بإحكام ببطء : “ كنت مخمورة الليلة الماضية … اعتقدت أن النادل من قدم لي المشروب ”


نظرت باي شو إليها ، وبسبب حظها السيئ، لانت نبرة صوتها كثيراً  : “ لا تقلقي ، لم يحدث شيء الليلة الماضية . 

ذاك الوغد الذي حاول استغلالك تم إرساله إلى مركز الشرطة أيضاً بواسطة رئيسنا ” بجدية: “ كوني أكثر حذرًا في المرات القادمة في أماكن مثل البار "


سألت تانغ ياو بابتسامة ممتنة : “ هل رئيسكم موجود ؟ 

أريد أن أشكره شخصيًا ، 

وأيضاً أدفع فاتورة الفندق وحساب البار 

من الليلة الماضية …”


كان في عيني باي شو لمحة من الشقاوة عندما تذكرت موقف شين لي تجاه تانغ ياو الليلة الماضية ... : “ آنسة ، هل تعرفين رئيسنا ؟”


بدت تانغ ياو في حيرة : “… من هو رئيسكم ؟”


: “ شين لي "


لم تتعرف تانغ ياو على الاسم ، وهزت رأسها


تنهدت باي شو بخيبة أمل وهمست : “ ظننت أنك ربما كنتِ حب قديم لرئيسنا . 

لقد اهتم بك جيداً ”


تحدثت باي شو بصوت خافت ، لذا لم تسمعها تانغ ياو ، لكن لي آن فعل ——-

نقر لي آن على رأس باي شو محذرًا: “ ما هذا الهراء الذي تقولينه ؟ احذري ، وإلا سيخصم الرئيس من راتبك "

ثم نظر إلى تانغ ياو بابتسامة مهذبة 

وقال: “ رئيسنا لم يصل بعد . 

أما بخصوص الفاتورة وتكاليف الغرفة ، فلم يذكر الرئيس شيئ ، لذا أعتقد أنه تكفل بها . 

يمكننا إيصال شكرك له ”


فكرت تانغ ياو قليلاً : “ إذن سأنتظر هنا قليلاً . 

أريد أن أشكره شخصيًا ”


جعلتها كلمات باي شو تشعر بالفضول بشأن رئيس ' غوجيو' وبالنظر إلى المساعدة التي تلقتها ، شعرت أن شكره شخصيًا أمر واجب


أومأ لي آن : “ يمكنك الجلوس براحتك . 

هل ترغبين في شرب شيء ؟”


نظرت تانغ ياو إلى القائمة ... تركها حادث الليلة الماضية متوجسة ، فقلبت إلى الصفحة الأخيرة من المشروبات والوجبات الخفيفة : “ سأطلب لبن الكمثرى من فضلك "


مع مرور الليل ، 

بدأ المكان يمتلئ تدريجيًا بالمزيد من الأشخاص ... 

وسط الموسيقى والأضواء الحيوية ، 

جلست تانغ ياو بهدوء في نهاية البار ، 

ورأسها منخفض وهي تتصفح هاتفها ،


اقترب منها أحدهم مع مشروب ليبدأ الحديث ، 

لكنها هزت رأسها ببساطة قائلة أنها لن تشرب ... 

تفهم الشخص الموقف وانصرف دون إلحاح


أرسل لي آن رسالة إلى شين لي، يخبره بأن المرأة التي كانت مخمورة الليلة الماضية قد عادت وتريد شكره شخصيًا


كان شين لي يقود سيارته ، وعندما أوقفها وأخرج هاتفه من جيبه ، كان قد وصل بالفعل إلى مدخل البار


و شعر بصداع خفيف


{ قد يصل لو تشانغ تينغ في أي لحظة لاستلام الدعوة …. 

إذا التقيا بالصدفة … }


أوقف أفكاره فورًا ، وتوجه بخطى ثابتة نحو البار


تغيرت أضواء البار الملونة إلى درجات دافئة عندما دخل ،

وعندما رفعت تانغ ياو رأسها بشكل عابر ، 

التقت عيناها بعينين ساطعتين كأنهما نجوم مبعثرة ،

لم تستطع إلا أن تندهش في داخلها ،


{ يا له من وسيم … }

حواجبه النحيلة والوسيمة كخنجر مسلول حديثاً ، 

تنضح بهالة باردة …. 

ومع ذلك ، عيناه لطيفتين ، تبدوان بعيدة وكأنها محجوبة بضباب ، لكنها عن قرب تحمل بريق يشبه المجرة ، 

صافي ومشرق —-


رجل بارز جداً ، طويل ومستقيم ، ويتمتع بحضور راقي .

راقبت تانغ ياو خطواته وهو يقترب منها ، مفكرة : { إن جاء هذا الرجل ليغازل ، من يمكنه أن يرفض ؟ }


قال لي آن عندما رأى شين لي قد وصل ، ونظر إلى تانغ ياو بجانبه : “ الآنسة تانغ كانت تنتظرك لفترة طويلة ”


انتظرت تانغ ياو أكثر من نصف ساعة ،

خلال حديثهما الصغير ، ذكرت اسمها ، 

لاحظ لي آن النظرة المعقدة في عيني شين لي عندما نظر إلى تانغ ياو ، 

لكن بدا أن تانغ ياو لا تعرف شين لي على الإطلاق ، 

شعر لي آن بشيء غريب ——-


رد شين لي ببساطة “همم”، مشيرًا إلى أنه فهم ، 

ثم أخفى مشاعره وقال بنبرة هادئة :

“ آنسة تانغ "


أدركت تانغ ياو أخيرًا أنه مالك ' غوجيو ' 

شعرت بالمفاجأة قليلاً ، 

لكنها وقفت بأناقة وقالت : “مرحبًا السيد شين "


رد شين لي بنبرة باردة : “ مرحباً "


قالت وهي تُبعد خصلة من شعرها خلف أذنها وتبتسم بلطف : “ أردت أن أشكرك شخصيًا على ما حدث ليلة أمس . 

وبالنسبة لحساب المشروب والفندق ، أشعر بالحرج الشديد . 

ما رأيك أن أدعوك لتناول الطعام يومًا ما كتعبير عن شكري ؟”


رد شين لي على الفور ، وبنبرة بعيدة : “ لا داعي . 

إذا شعرت الآنسة تانغ بعدم الارتياح ، 

يمكنك تسوية الفاتورة عند الكاونتر ”


لم تتوقع تانغ ياو هذا الرد ، فشعرت بالذهول للحظة ، لكنها ابتسمت بخفوت : “حسناً "


كانا في الأصل مجرد غريبين التقيا بالصدفة ، 

وشين لي ساعدها بدافع اللطف . 

لم تكن تانغ ياو من النوع الذي لا يفهم التلميح . 

عبّرت عن امتنانها ، وبما أنه رفض عرضها ، قررت أن تسدد الدين المالي وتحتفظ بجميل المعروف لسداده في وقت لاحق


ألقت تانغ ياو نظرة خفيفة على شين لي ثم توجهت إلى الكاونتر لتسوية الفاتورة


شعر شين لي بالراحة وأخذ كوب الشاي الذي أعده لي آن ، 

مرتشفًا رشفة بعد أن أزاح أوراق الشاي


لكن أحياناً ، يبدو أن القدر يحب أن يعبث بالناس ،

بينما تانغ ياو على وشك إنهاء حسابها والمغادرة ، 

دخل لو تشانغ تينغ من مدخل البار ،


———— تصادفا في نفس اللحظة


شعر شين لي بأن قلبه ، الذي لم يهدأ بعد ، عاد إلى الاضطراب


قبض على الكوب بشدة ، 

و وخز قلبه عاد مجدداً ، 

مما جعله يشعر بدوار ——-


الحب الأول من أيام شبابه ، 

يجتمعان مرة أخرى بعد سنوات عديدة ، 

كلاهما وقف في مكانه مصدومان ——


بدت تانغ ياو أجمل الآن ….. 

شعرها أصبح أطول ، 

ثقبت أذنيها ، 

مكياجها متقن ، 

وترتدي فستان أبيض طويل ، 

رقيقة وجذابة كزهرة صيفية متفتحة ،


أما لو تشانغ تينغ ، فقد أصبح أكثر نضجًا ، 

تلاشت نزواته الشبابية وأصبح أكثر هدوءًا ، 

كأنه سيف مغمد …. 

يرتدي قميص أبيض بارد ، وأزراره عند الياقة غير مشدودة ، وكان وسيم وأنيق كما كان دائمًا ،

عيناه كما هي ، لامعة كالبحر ، 

عميقة وتحمل برودة المحيط —-


وقفا على بُعد خطوات قليلة من بعضهما ، 

يتفحص كل منهما الآخر ، 

ثم ابتسما ابتسامة خفيفة ،


تانغ ياو بهدوء ، واقتربت خطوتين ، محافظة على مسافة حديث مهذبة : “ لم نلتقِي منذ زمن طويل "


لو تشانغ تينغ استوعب اللقاء غير المتوقع وألقى نظرة داخل البار ، يبحث عن شين لي


شين لي أنزل رأسه بشكل غريزي ، 

متجنبًا نظرات لو تشانغ تينغ ،


في تلك اللحظة ، 

شعر وكأنه عاد إلى أيام المدرسة الثانوية ، 

مختبئ في الظلال كأنه مجرد شبح ،

كان هذا موقف مألوف له ، 

مليئ بالمرارة والألم —-


لو تشانغ تينغ أعاد نظره نحوها وأومأ لتانغ ياو بلطف : “ لم نلتقِي منذ فترة "


ابتسمت تانغ ياو وسألت : “ متى عدت ؟”


تشانغ تينغ :“ منذ فترة ”


بعد كلماته ، ساد صمت محرج


ظنت تانغ ياو أنه ربما يدعوها لتناول مشروب بما أنهما التقيا في البار ، 

وقد يتحدثان قليلاً لاسترجاع ذكريات الماضي …. 

لكنها فكرت أيضاً أن مشاعرهما من أيام الشباب قد تلاشت منذ زمن ، فما الذي يمكن الحديث عنه الآن ؟


في النهاية قالت : “ هل تود أن نتبادل أرقام التواصل ؟”


أجاب لو تشانغ تينغ بنبرة اعتذار : “ لا داعي . 

أخشى أن يثير هذا غيرة شريكي ”


رفعت تانغ ياو حاجبيها ، متفاجئة قليلاً : “ أنت في علاقة ؟”


لكنها لم تُصدم كثيرًا …. بعد كل شيء ، لو تشانغ تينغ شخص مميز ولم يكن يفتقر إلى المعجبين به


ألقى لو تشانغ تينغ نظرة نحو شين لي وابتسم بخفة : “ لم أفز بقلبه بعد ، لكن شكرًا على التمنيات الطيبة ”


هذا التصريح فاجأ تانغ ياو أكثر …. 

لم تتوقع أن يكون لو تشانغ تينغ في موقف السعي وراء شخص ما ، 

فضلاً عن أنه لم ينجح بعد —-


قالت بمزيج من الفضول والمرح : “ لم أكن أعتقد أنه سيأتي يوم تكون فيه أنت من يسعى وراء أحد . 

هل تحتاج إلى نصائح ؟ 

لدي خبرة كبيرة في هذا المجال ”


شكرها بابتسامة : “ شكرًا ، لكن لا حاجة ”


ضحكت تانغ ياو : “ رفضتني مرتين في ليلة واحدة . 

لو تشانغ تينغ أصبحت أقل لُطفاً ”


لم يستطع لو تشانغ تينغ إلا أن يلقي نظرة أخرى 

على شين لي ،،،، 

كان حبيبه جالس بهدوء ، 

ورأسه منخفض تحت الأضواء الخافتة …. 

لم يكن يعلم إن كان يتظاهر بعدم رؤيته 

أم أنه بالفعل لم يلاحظه ——


لاحظت تانغ ياو تشتته وتنهدت بشكل درامي : “ انسى الأمر ،،

سأغادر الآن . 

أراك مجدداً إذا شاءت الأقدار "


----------يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي