القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch29 | رواية لعق العسل من حافة السكين

Ch29 



ضغط خفيف على رقبته المنخفضة جعله يرفع رأسه متفاجئ ، 

التقى بعينان مبتسمة ...


جلس لو تشانغ تينغ بجانبه : “ بماذا تفكر ؟”


أنزل شين لي رأسه مجدداً ، و وجهه هادئ ، 

لا يكشف عن أي شيء …. 


وسط أضواء البار النابضة وأصوات الموسيقى المبهجة ، 

بدا وكأنه يعزل نفسه عن كل هذا الصخب ،

جلس بصمت ، 

ولم يكن أحد يعرف العاصفة التي تعصف بداخله ، 

باستثناء أصابعه المشدودة بإحكام ، 

كاشفة عن قلقه وخوفه الداخلي ،


لو تشانغ تينغ عبس قليلاً وأمسك بمعصمه ، 

ليُخلّص الكأس  المسكين من قبضته الحديدية ——


بدا شين لي وكأنه يحمل ضغينة عميقة ضد الكأس ، 

كما لو كان على وشك تحطيمه بيديه العاريتين في أي لحظة ،


تشانغ تينغ : “ هل أنت في مزاج سيئ ؟”


أمسك لو تشانغ تينغ معصمه بلطف ، 

دون أن يسبب له الألم …. 


رمش شين لي ببطء ، 

غير متأكد مما إذا كان يشعر بحزن أكبر أو استسلام لهذه اللحظة الحتمية ——


في أعماقه ، تمنى لو أن لو تشانغ تينغ آلمه ، 

معتقدًا أن الألم الجسدي قد يخفف قليلاً من وجعه النفسي ،


قال بصوت ثقيل وخافت : “ لو تشانغ تينغ دعنا نذهب إلى الملاهي غداً "


كان الموضوع غير متوقع ——-


تفاجأ لو تشانغ تينغ للحظة : “ غداً ؟”


فكر في كومة العمل التي تنتظره في الشركة ، وتردد ، مدركًا أنه ربما لن يستطيع تخصيص الوقت


شين لي بابتسامة متكلفة : “ كنت فقط أمزح . 

أعلم أنك مشغول ، لا بأس ”


شعر لو تشانغ تينغ بذعر مفاجئ ، 

ودفع التفكير العقلاني جانباً كملك أحمق و رد بجدية : “ حسنًا ، لنذهب غداً ”


كان يجب على شين لي أن يشعر بالسعادة ، 

لكنه لم يستطع حتى رسم ابتسامة ،

وضع دعوة الحفل أمام لو تشانغ تينغ ، 

وأخفت رموشه الطويلة والمظلمة مشاعره المعقدة ——


شين لي ببطء : “ إنها دعوة السيد تشو . 

كنت فقط أمزح ، لا تأخذ سؤالي على محمل الجد ”


لو تشانغ تينغ ، مستاء ومتفاجئ من تصرفات شين لي غير المفهومة : “ كيف لي ألا أفعل ؟” دون أن ينظر حتى إلى الدعوة الحمراء الاحتفالية ، 

أمسك بمعصم شين لي بقوة أكبر وسحبه نحو غرفة خاصة بالطابق العلوي : “ أعتقد أننا بحاجة إلى حديث جيد ”


' لقاء سعيد ' —- اسم الغرفة التي التقيا فيها لأول مرة 


تذكر لو تشانغ تينغ بوضوح اسم الجناح …. 

فتح الباب وأغلقه خلفهما ، 

ليحل الصمت ،


في الظلام ، 

وقفا وجهًا لوجه ، 

قريبين لدرجة أن كلا منهما استطاع سماع أنفاس الآخر


تقدم لو تشانغ تينغ خطوة إلى الأمام خطوة بخطوة ، 

فتراجع شين لي حتى اصطدم ظهره بالجدار البارد ، 

ولم يعد لديه مكان ليذهب إليه ،


لم يستطع تشانغ تينغ رؤية تعابير شين لي ، 

لكن عواطفه بدأت تهدأ قليلاً ، 


{ في عزلة الغرفة الخاصة ، 

سيكون لدينا متسع من الوقت لحل مشاكلنا }

فسأل لو تشانغ تينغ بصوت خافت : “ هل تعرف عني وعن تانغ ياو ؟”


أغلق شين لي عينيه ، وصوته مليء بالمرارة : “ من في صفنا لم يعرف عنكما ؟”


كان لو تشانغ تينغ وتانغ ياو في ذلك الوقت رمزًا للمثالية ، 


{ الثنائي المثالي . بالتأكيد ، أعلم بشأنكما … 

و أعلم مدى توافقهما ، 

و أعلم مدى تفاهة مشاعري تجاهك — }


تنهد لو تشانغ تينغ بهدوء ، 

وكأنه أدرك جوهر المشكلة : “ لقد مرت سنوات طويلة يا شين لي . 

لا يُمكنك إنكار مشاعري الآن بسبب ماضيّ ”


أصبح عقل شين لي مشوش ،

استغرق الأمر لحظة لفهم ما قاله لو تشانغ تينغ ——


فتح عينيه ، راغباً في رؤية مشاعر لو تشانغ تينغ وتعابيره


الغرفة مظلمة تقريباً ،

وعندما حاول الضغط على مفتاح الإنارة ، 

أمسك لو تشانغ تينغ بمعصمه مجدداً ، 

هذه المرة بقوة أكبر ، 

رفع يده فوق رأسه وثبته على الحائط —-


ارتجف شين لي ، وابتلع وتحركت تفاحة آدم


: “ ماذا قلت؟…”


لو تشانغ تينغ: “ أنا معجب بك . 

أريد أن أُقبّلك . 

هل يمكنني ؟”


التصريح مفاجئ للغاية


————- بدأت يدا شين لي ترتجفان بشكل لا يمكن السيطرة عليه ….. 


لم يعرف ماذا يقول


{ هل أقول أنني معجب به أيضاً ؟

أم أقول ببساطة ' نعم ' ؟ }


عقله في حالة فوضى ، 

ولم يتبقَّى سوى فكرة واحدة واضحة 

: تُغلق عيناك عند التقبيل ….. 


لذا أغلق عينيه ، 

وتقدم للأمام كأنه يستسلم ، 

وقبّل شفتي لو تشانغ تينغ ——


كان الرد ؟ : قبلة أكثر حماس وشدة


وكأن لو تشانغ تينغ يريد أن يدمجه في جسده ، 

يقبّله بشغف 

واندفاع جعل أنفاسهما ونبضاتهما تتداخل 


لم يعرف شين لي كيف يصف تلك القبلة ——

شعر وكأنه تناول كميات متتالية من مشروبات كحولية قوية ، 

فدارت الدنيا في رأسه تماماً وغرق في نشوة عميقة ——


وعندما حرر لو تشانغ تينغ يده ، عانقه شين لي بشكل غريزي ——


شعر شين لي بضعف في ساقيه ، و بينما يُعانق حبيبه بشدة ، بين دفء ذراعيه وبرودة الجدار خلفه ، 

كأنه فراشة تلقي بنفسها نحو النار ، 

تُقبّل اللهب بشغف ،


لم يسبق لهما أن كانا قريبين من بعضهما إلى هذا الحد ، قريبين بما يكفي ليشعر شين لي بـ ' رغبة ' لو تشانغ تينغ فيه ،


من خلال قماش ملابسهما الخفيف ، 

شعر بـ ' الحرارة ' تضغط على فخذه ——- كونه رجلاً ، كان يعلم تماماً ما يعنيه ذلك ، 

ووجد نفسه يضحك رغمًا عنه قبل أن يشعر بالإحراج ——


دفن وجهه في كتف لو تشانغ تينغ ، 

غير مصدق لما يحدث ———


{ هل حقًا… لو تشانغ تينغ معجب بي ؟

ولكن ، 

ألم يكن لو تشانغ تينغ معجب بالنساء سابقاً ؟ }


أفكاره مشوشة بين هذا وذاك ، 

وكان بحاجة ماسة إلى دليل أكثر وضوحًا يثبت حقيقة الأمر ،

مدّ يده للأسفل للتأكد ، 

لكن لو تشانغ تينغ أمسك بمعصمه مجدداً ، 

هذه المرة بإحكام أكبر ——


شعر شين لي بالألم ، 

لكن هذا الألم جلب له نوعًا من الراحة الغريبة ——


همس لو تشانغ تينغ بصوت عميق مبحوح في أذنه : “ كيف يمكنك أن تكون جريئ هكذا ؟

تريد المزيد دون أن تعطيني إجابة أولاً ؟”


ضحك شين لي بخفة ، صدره يرتجف : “ أي إجابة ؟”


: “ كن معي ...” شدّد لو تشانغ تينغ احتضانه ، مانعًا أي رفض : “ أجبني بكلمة واحدة فقط "


شعر شين لي بالخوف قليلاً …. 

لم يتخيل أبدًا أن لو تشانغ تينغ سيكون المبادر تجاهه ، 

لكنه الآن هنا ، يطلب منه أن يكونا معاً


تلاقت عيناه بعيني لو تشانغ تينغ ، وقال بصوت مرتجف : “ هل… هل أنت جاد ؟”


—- بكلمات تحمل أقصى درجات الصدق —— : " أنا لا أمزح بمشاعري ….” نظر إليه لو تشانغ تينغ بجدية ، وعيناه مليئتان باللطف : “ أعلم أنك قد تهتم بماضيّ مع تانغ ياو ، وتظن أنني مستقيم ، وتخشى أن تكون مشاعري مجرد نزوة ...”خفض صوته قليلاً ، بنبرة تحمل شيئ من الضعف: “ لكنني جاد . 

لم أكن أعتقد أنني سأقع في حب رجل ، حتى التقيت بك . 

فكرت في الأمر طويلاً ، وما زلت أريدك ،

هذا الطريق صعب حقاً . 

هل يمكنك السير فيه معي ؟”


: “ نعم ” أغلق شين لي عينيه ، و ببطء وحزم : “ سأكون معك "

{ سواء كان اندفاع عابر أو قرار عميق مدروس … سأبقى بجانبك }


ساد الصمت في الغرفة …. 


رقّ قلب لو تشانغ تينغ وامتلأ بالبهجة والرضا 


بعد لحظات من الهدوء ، 


سأل شين لي بصوت خافت : “ إذًا هل نكمل ؟”


أغلق لو تشانغ تينغ عينيه ، وابتلع بتوتر وتحركت تفاحة آدم ، شعر بمزيج من التسلية والانزعاج : “ لن أفعل أي شيء لك ،،

دعني فقط أُعانقك "


عندما أضاء الأنوار ، لاحظ لو تشانغ تينغ أن أذني شين لي محمرتين ، وشفتيه متوردتين مثل لون الكرز الذي اشتراه شين لي ذلك اليوم ، ممتلئة بحلاوة خفيفة


مرر إصبعه على شفتيه ، ثم قرص خده ،


الآن وقد أصبح شين لي حبيبه ، 

لم يستطع مقاومة لمساته ،


: “ لماذا أردت فجأة الذهاب إلى الملاهي ؟”


شين لي بتردد : “  بسبب … رأيتك تتحدث مع تانغ ياو ، وشعرت بالقليل من الغيرة ”


كان لا يزال غير متأكد مما إذا كان لو تشانغ تينغ يعرف عن مشاعره السرية ، ولم يجرؤ على القول أنها كانت فكرة جيانغ تشيفنغ ، لأنها ستفضح المزيد من أفكاره الخفية


لقد أحب لو تشانغ تينغ لسنوات عديدة ، 

وكان يريد كل شيء منه ، جسده وقلبه ... 

لكنه لم يستطع الاعتراف بذلك ، 


فقال ببساطة : “ لم أكن أعرف ما أفكر فيه ، كان عقلي فوضوي . أردت فقط دعوتك بدافع العناد”


قبّل لو تشانغ تينغ شفتيه : “ إذن لنذهب ، سنذهب غداً "


احمّر وجه شين لي فجأة : “ لنذهب في وقت لاحق ...” ونظر بعيداً : “ لدينا الكثير من الوقت ، ركز على عملك أولاً ”


قبّل لو تشانغ تينغ أنفه : “ بمجرد أن أنهي هذا المشروع ، سنذهب إلى أي مكان تريد ”


بعد سنوات من كتم مشاعره ، 

أخيرًا كسر الجليد وأسس علاقتهما ... 

شعر لو تشانغ تينغ بأنه لم يستطع الاقتراب بما فيه الكفاية من شين لي … و تمنى لو يتمكن من تصغيره بحجم الإبهام ويحمله في جيبه


تذكر شين لي فجأة عبارة رومانسية منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي : ' أريد أن أكون في قلبك '


لكن مثل هذه الكلمات كان من الصعب قولها بصوت عالي ، لذا اكتفى بابتسامة هادئة وقال بهدوء : “ حسنًا ”


لو تشانغ تينغ : “ لا تشعر بالغيرة بسهولة من الآن فصاعداً ….” توقف للحظة : “سأحافظ على مسافتي من الآخرين أيضاً ، حتى لا تضطر للغيرة ”


شعر لو تشانغ تينغ بالامتنان لانضباطه الذاتي على مر السنين ، على الرغم من تعقيد حياته ، إلا أن علاقاته كانت بسيطة : أصدقاء طفولة مقربين ، لقاءات عابرة ، 

وحبيبة سابقة واحدة وهي تانغ ياو


شين لي ربما شعر بالغيرة من شيانغ وان أيضاً ، 

لكنه يعلم أن الشعلة القديمة مع تانغ ياو قد انطفأت ، 

ولم يعد هناك ما يثير غيرته ،


أومأ شين لي رأسه بطاعة —


رفع لو تشانغ تينغ حاجبيه قليلاً : “ يجب عليك أيضاً أن تبقى بعيدًا عن الآخرين . 

الآن بعد أن أصبح لديك حبيب ، كن جيداً وتصرف بشكل لائق "


نظر شين لي إليه بجدية : “ لن أجعلك تشعر بالغيرة . 

ليس لدي حبيبة سابقة ، أو حبيب سابق ، ولا حتى أي مواعيد عابرة …”


ذكّره لو تشانغ تينغ : “ لكن لديك معجبين ،  مثل لي يي. لقد عانقك آخر مرة ،،

وجيانغ تشيفنغ ! ” ثم بدأ يُثرثر : “ كلاكما لديه حبيب الآن ، لذا عليكما الحفاظ على مسافة ”


ربما كان ذكر لي يي منطقي ، لكن الإشارة إلى جيانغ تشيفنغ كانت غير مبرر قليلاً ولكن شين لي لم يجادل بشأن صداقته مع جيانغ تشيفنغ ،، أمسك وجه لو تشانغ تينغ وقبّله : “ لن يحدث ذلك مجدداً "


لو تشانغ تينغ شعر بدفء طفيف على وجهه ،، 

كان يعلم أن كلماته ربما كانت غير معقولة ولا منطقية بعض الشيء ، لكن شين لي كان دائمًا مطيع معه ، و يساير رغباته ، مما جعله يشعر وكأنه يمكنه استغلال عواطفه بسهولة ،


عندما لاحظ شين لي وجه تشانغ تينغ المتورّد ، 

بدا وكأنه وجد شيئ ممتع وتقدم بخطوة أقرب ،

على الرغم من كونهما معًا ، 

إلا أن قربهما ما زال يسبب توتر لكليهما ، 

مع أنفاس متقطعة ودقات قلوب غير منتظمة ،


سأل شين لي بتردد وهو يلعق شفتيه ، لكنه في النهاية طرح السؤال بحزم : “ متى بدأت تُعجب بي ؟”


قلب لو تشانغ تينغ يخفق بسرعة : “ لا أعرف ...” 


لقد سأل نفسه هذا السؤال مرارًا وتكرارًا ، 

متى وقع في حب شين لي ، 

لكن كل ذكرى معه كانت واضحة ... 

مجرد استرجاعها يجعل قلبه ينبض بقوة  


: “ ربما كان بسبب شاي الجريب فروت بالعسل الذي قدمته لي عندما كنت مخمور ، 

أو العصيدة التي صنعتها في صباح اليوم التالي عندما أعدتني للمنزل ، 

أو الشوكولاتة التي أحضرتها لي في عيد ميلادي ، 

أو مشروب ‘ العمق المتفجر ( شابتر 7 )  ’ تلك الليلة ، 

أو عنايتك بتشانغ يين وتشانغ جي ، 

والمعاملة الخاصة التي منحتني إياها …”

بصوت خافت بينما تتحرك تفاح آدم في حنجرته كأنه يعترف بسر : “ أدركت عندما بدأت أرى الجميع كمنافسين لي في الحب أنني انتهيت . 

وأن مشاعري تجاهك أكبر بكثير من مجرد إعجاب


----------يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي