القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch47 | رواية سيف بارد على ازهار الخوخ

 Ch47



قدّم كبير عائلة فو الحصان الأسود بفخر واصفًا إياه بأنه من أفضل الخيول المستوردة من الغرب وأشار إلى جماله اللافت وسرعته المميزة وقدرته العالية على التحمللكنه أوضح أن الهدف اليوم ليس تقديم الحصان ، بل منح لين روفي تجربة فريدة من نوعها.

أثناء حديثه تقدم الخادم بجانبه بمغرفة مليئة بالحساء الساخن واتجه نحو الحصان
عندها قطب لين روفي حاجبيه وتحدث بنبرة صارمة: “انتظر.” 

ثم استدار لينظر إلى كبير الأسرة وسأله ببرود: “هل تنوون إعداد لحم الحمار المسكوب؟”

انفرجت ملامح رب العائلة عن ابتسامة فرحة وقال بصراحة: “لين غونغزي واسع الاطلاع بالفعل حتى أنك تعرف هذا الطبق!”

يُعرف طبق لحم الحمار المسكوب بطريقة تحضيره الوحشية لا بمذاقه 
حيث تُغلى كمية من الحساء الساخن وتُسكب مباشرة على جسم الحمار الحي فيُترك حتى يطهو الحساء لحم الحمار ومن ثم يتم تقطيعه وهو لا يزال على قيد الحياة تُعتبر هذه الطريقة ضمانًا لـ”مرونة” اللحم وعلى الرغم من قسوتها لا يزال بعض الناس يسعون لتجربتها.

كان لين روفي قد قرأ عن هذا الطبق سابقًا وفهم فورًا نواياهم عندما رأى ما يحدث.

ضحك رب العائلة قائلاً: “لقد مللنا من لحم الحمار وقررنا تجربة شيء جديد هذا الحصان يبدو جميلًا للغاية فلا شك أن مذاقه سيكون مميزًا وبما أننا نحتفي بضيفٍ عزيز اليوم اعتقدنا أنه الوقت المثالي لتجربة هذا الطبق.”

رفع لين روفي يده بحزم وقال: “لا داعي لذلك.”

حاول رب العائلة التبرير لكنه تراجع بعد أن رأى البرود الحازم في عيني لين روفي وقال بتردد: “بما أن لين غونغزي لا يرغب بذلك فلن نستمر.”

لكنه سرعان ما أضاف محاولًا الدفاع عن نفسه: “الحيوانات تأكل العشب والبشر يأكلون الحيوانات إنها دورة الحياة أرجو ألا يكون في الأمر ما يزعجك يا لين غونغزي.”

أجاب لين روفي بنبرة باردة ولكن عميقة: “ليس هناك خطأ في أن يأكل الحصان العشب أو أن يأكل الإنسان الحصان ، لكن الإنسان كـ أعقل المخلوقات ينبغي أن يتحلى ببعض الأخلاق وضوابط السلوك لا ينبغي لنا أن نتبع مثال وحوش البراري التي تفتقر إلى الحكمة وتلجأ إلى أساليب وحشية لإشباع شهواتها.”

كلماته حادة وصريحة مما جعل رب الأسرة يتجمد في مكانه وقد أُصيب بالحرج وعجز عن الرد.

لم يُبدِ لين روفي أي مجاملة لعائلة فو هذه المرة ، وكانت كلماته ثقيلة بنبرتها تجمدت الابتسامة على وجه كبير العائلة الذي بقي عاجزًا عن الكلام لوقت طويل.

وبسبب ذلك ظل وجه لين روفي مكفهرًا خلال باقي الوليمة أما الطعام الذي قُدم على المائدة فلم يرق له كثيرًا، حيث كان أغلبه مبالغًا فيه ومليئًا بالدهون حاول كبير العائلة في البداية إقناعه بتجربة بعض الأطباق ولكن عندما لم يلقَ تجاوبًا، توقف عن المحاولة.

بعد انتهاء العشاء سأل لين روفي عن موعد عودة فو يو ثم نهض ليودع الحضور وعند مروره عبر القاعة الرئيسية لاحظ أن الرجل المرتدي الثوب الأرجواني لا يزال واقفًا في مكانه يتأمل لين روفي بنظرة غير مريحة.

رمقه لين روفي بنظرة جامدة خالية من التعبير.

ضحك الرجل وقال: “لين غونغزي ، هل شبعت بهذه السرعة؟”

أومأ لين روفي برأسه قليلاً وهمَّ بالمغادرة لكنه سمع الرجل خلفه يقول بنبرة باردة: “أعتقد أن قلب لين غونغزي طيبٌ أكثر مما ينبغي.”

رد لين روفي ببرود: “وما شأنك أنت؟” 

على الرغم من طبعه الهادئ ، إلا أنه لم يكن ممن يسمحون لأنفسهم بأن يُستغلوا أو يُقلل من شأنهم منذ المرة الأولى التي التقت فيها أعينهما شعر لين روفي بعدم الارتياح تجاه هذا الشاب من عائلة فو ولذلك لم يظهر له أي مجاملة الآن.

ابتسم الشاب قائلاً: “سواء كان حمارًا أم حصانًا ، فقد وُجد ليُؤكل أما طريقة أكله فتلك حرية متروكة للطاهي والآكل سواء كان الأمر عن الطعام أو جيانغهو ، فالقواعد واحدة.”

لين روفي فهم كلمات الشاب من عائلة فو جيدًا فرفع حاجبيه بابتسامة متكلفة وقال: “إذًا ما يقصده الشاب من عائلة فو هو أنه طالما كان الشخص قويًا بما يكفي يمكنه فعل أي شيء؟”

أجاب الشاب من عائلة فو: “بالطبع.”

عندها استدار لين روفي وسار باتجاهه بخطوات هادئة ثم تمتم ببرود: “إذا كنت ترى أن الأقوى هو الأكثر احترامًا إذن لو حولتك إلى مجرد عاجز هنا فلا يجب أن تشتكي، أليس كذلك؟”

وبمجرد انتهائه من الحديث رفع يده وسحب غو يو المعلَّق عند خصره وفي اللحظة التالية لامس النصل البارد للسيف كتف الشاب من عائلة فو.

نظر شاب عائلة فو إلى لين روفي بدهشة لم يتوقع أن يكون السيد الهادئ واللطيف من عائلة لين قد يتصرف فجأة بهذه الطريقة الصارمة دون أن يعطيه أي احترام كسيد لعائلة فو.

قال لين روفي ببرود بينما خلا وجهه خاليًا التعبيرات وعيناه مغمورتين ببرودة الجليد: “لقد جئت هنا فقط لتسليم دعوة إلى فو يو الماء في البئر لا يتداخل مع ماء النهر ، لا أبحث عن المنطق معكم لذا لا تحاولوا تقديم منطقكم لي.” 



ملاحظة 
• الماء في البئر لا يتداخل مع ماء النهر - يعني كل شخص يهتم بشؤونه الخاصة*


ثم سحب نصل سيفه وأضاف بابتسامة ساخرة: “وإلا قد آخذ الأمر على محمل الجد وأستخدم منطقكم ‘لأعاملكم’ بنفس الطريقة.”

تلاشت ابتسامة الشاب من عائلة فو الواثقة ، لكنه لم يبدو خائفًا أيضًا تنهد وقال: “لم أتوقع أن يكون لدى لين غونغزي هذا المزاج الحاد ، يا لها من مفاجأة.”

تجاهله لين روفي تمامًا واستدار ليغادر.

كانت هذه على الأرجح المرة الأولى التي يشعر فيها لين روفي بهذا الغضب منذ مغادرته كونلون كل شيء في عائلة فو كان غريبًا وغير مريح سواء كان ذلك الفلاحين الذين بدوا وكأنهم على وشك الموت من الجوع خارجًا أو التصميم الداخلي المبالغ فيه للقصر منذ لحظة وصوله إلى هنا ، لم يشعر لين روفي براحة.

اسعلت كلمات شاب عائلة فو غضبه ، ولم يشعر بشيء من التحسن إلا بعد أن أطلق غضبه.

عندما لاحظ غو شواندو نظرة الغضب على لين روفي ضحك وسأل: “لماذا أنت غاضب هكذا؟”

تذمر لين روفي: “رؤية هذا المكان تجعلني أشعر بالضيق.”

نظر غو شواندو حوله وقال بتفكير: “هذا المكان بالفعل غير مناسب للإقامة الدائمة.” 

على الرغم من أن الزخارف الفاخرة في كل مكان إلا أن الألوان الداكنة والتصميم المبالغ فيه جعل المكان يبدو خانقًا ومكتئبًا.

تنهد لين روفي: “فو يو لن يعود إلا بعد عشرة أيام أو نحو ذلك لا أشعر بالارتياح لتسليم هذه الدعوة إلى عائلته.” 

أفراد عائلته لم يبدوا موثوقين جدًا ، من الأفضل تسليم الدعوة إلى فو يو شخصيًا.

وافق غو شواندو: “معك حق ، إذن لنبق هنا لبضعة أيام؟”

عبس لين روفي: “أو ربما نعيش بالخارج إن اضطررت للتعامل مع هذا كل يوم……”

ضحك غو شواندو: “إذن اسحب السيف واقطع رؤوسهم!”

عاد الاثنان إلى الغرفة التي كانوا يقيمون فيها وشاهدوا فو هوا ويو روي يلاعبان مو مو كان وضع مو مو أفضل بكثير من قبل وعلى الرغم من أنه لا يزال مختبئًا في البطانية إلا أنه لم يكن يرتجف بعد الآن.

عندما رأت فو هوا عودة لين روفي ابتسمت ونهضت بسرعة لتسأله: “عاد السيد ، لكن يبدو أنك لست سعيدًا؟”

هز لين روفي رأسه ليشير إلى أنه بخير وسأل: “هل تناولتم الطعام؟”

“نعم أحضر أحد الخدم طعامًا للتو ومو مو أيضًا أكل كثيرًا إذا كنت ترى أن الطعام هناك لم يناسب ذوقك لماذا لا أذهب وأعد لك بعض العصيدة وأضيف طبقين صغيرين بجانبها؟” قالت فو هوا خبيرة بما يكفي لتدرك أن لين روفي لم يلمس طعامه كثيرًا.

أومأ لين روفي برأسه: “حسنًا.”

نهضت فو هوا ويو روي وغادرتا الغرفة تاركتين لين روفي ومو مو المهذب وحدهما لم يتمالك لين روفي نفسه ومد يده ليقرص خدي مو مو الذي لم يقاوم ولم يفعل شيئًا سوى التحديق في لين روفي بعينين كبيرتين داكنتين ومليئتين بالبراءة.

عندما شعر لين روفي أخيرًا بالرضا عن قرصه أخرج حلوى من كمه وأدخلها في فم مو مو هامسًا: “مو مو، لا تخبر الأختين أنني قرصتك.”

أصدر مو مو صوتًا خافتًا علامة على الموافقة ، وبدأ بمضغ الحلوى بجدية.

ظهرت ابتسامة على وجه لين روفي ، لكن غو شواندو، الذي كان يراقب الموقف علّق بحموضة : “هل قرص خدّه مريح؟”

رد لين روفي: “ليس كثيرًا.” 

اللحم قليلًا جدًا.

انتعش غو شواندو وقال: “لماذا لا تقرصني؟ أضمن لك أن خدودي أكثر راحة.” 

وأحضر وجهه الجميل بالقرب منه مشيرًا إلى لين روفي ليفعل ذلك بسرعة.

نظر لين روفي إليه بتعبير يائس وقال: “يا معلم ، عمرك مئات السنين ألا يمكنك التوقف عن مقارنة نفسك بطفل صغير عمره بضع سنوات؟”

تجمّد غو شواندو عند سماع هذه الكلمات وكأنها أصابته في الصميم ظل يحدّق في لين روفي لفترة ولم يتحدث وعندما بدأ لين روفي بالتفكير فيما إذا كانت كلماته قاسية، رأى غو شواندو فجأة يمد يده بسرعة البرق ويقرص خد مو مو بقوة.

كان مو مو لا يزال يمضغ الحلوى بخدّين منتفخين لكن الآن ظهر أثر يد غو شواندو الأحمر على وجهه ومع ذلك لم يبكِ الطفل ربما شعر ببعض الألم لكن عينيه امتلأتا بطبقة خفيفة من الدموع التي تلاشت تدريجيًا بينما همس لنفسه بأن الأمر “لا يؤلم.”

صدف أن فو هوا عادت ورأت العلامة الحمراء على وجه مو مو فوبّخت قائلة: “يا غونغزي ، يجب أن تكون لطيفًا لحم الطفل طري لا تقرصه بقسوة.”

لم يستطع لين روفي الجدال فاستدار لينظر بغضب إلى هذا “الكبير الطفولي.”

ضحك غو شواندو بحرية وقال: “همم يبدو أن الشعور كان جيدًا بالفعل.”

تمتم لين روفي بصوت منخفض: “تصرفك كان قاسيًا.”

أجاب غو شواندو بلا خجل: “لم أستخدم أي قوة.”

فكر لين روفي في نفسه: من يمكنه تحمل قوتك؟ إنه مجرد طفل صغير ، لو استخدمت قوتك الحقيقية لكنت مزّقت وجهه تمامًا.

بعد أن تناول مو مو وجبته كاملة شعر بالنعاس مرة أخرى ذهبت فو هوا ويو روي لإحضار ماء ساخن من أجل حمامه وبعد غسله جيدًا اكتشفوا أن الطفل في الحقيقة جميل للغاية لم يكن واضحًا ما كان يغطي وجهه لكن إذا لم ينظفوه لما استطاعوا رؤية ملامحه بوضوح ومع ذلك كان جسده نحيفًا للغاية وذراعاه وساقاه بدتا كالقش مما أثار فيهم شعورًا بالحزن.

لأنه لم يكن هناك ملابس خاصة للأطفال ، ارتدى مو مو رداءً فضفاضًا. حملته فو هوا في حضنها وأعلنت أنه سينام معها تلك الليلة.

رغب لين روفي في أن ينام مو مو بجانبه لكن وجود غو شواندو الذي كان يتطلع بعينين متربصتين جعله يخشى أن ينتهي الأمر بمو مو في الصباح وعلامات حمراء جديدة على وجهه لذا قرر أن يترك الطفل مع فو هوا التي أظهرت مع يو روي، قدرة رائعة على العناية بمو مو على الرغم من أنهما لم تتزوجا بعد.

حلّ الليل لكن منزل عائلة فو كان ما يزال يعج بالضجيج من خلال الجدران استطاع لين روفي سماع أصوات الضحك القادمة من الخارج خرج لين روفي للتنزه في الفناء حيث كان يقيم لكنه شعر بشيء غريب في المكان لم يستطع تحديد ماهية هذا الشيء.

في النهاية أيقظه غو شواندو قائلاً: “لا توجد شجرة أو عشب واحد في هذا الفناء ، لذا من الطبيعي أن الإقامة هنا غير مريحة.”

توقف لين روفي في صدمة عندما أدرك أنه لم يكن هناك أي عشب في الفناء بأكمله ، ناهيك عن الأشجار انحنى ليلمس التربة بأصابعه ثم نظر إليها بتمعن 
وقال بحيرة: “هذه التربة لا تبدو طبيعية.” 

التربة السوداء كانت متداخلة مع حبيبات بيضاء صغيرة تشبه الملح عند النظرة الأولى. 

تابع متسائلًا: “هل يوجد ملح في التربة؟”

رد غو شواندو: “يبدو كذلك.”

عبّر لين روفي عن دهشته: “لكن كيف يمكن أن يكون هناك ملح في التربة؟”

رغم أن الملح لم يكن نادرًا في قارتهم إلا أنه يكلف مالًا لشرائه من الذي قد يسكب الملح عمدًا في التربة؟

بعد التفكير قليلاً قال غو شواندو: “هناك نوع من التربة يحتوي على نسبة عالية من الملح وبعد سقوط المطر يظهر الملح على السطح.”

عبس لين روفي: “هل هناك مثل هذه الأراضي؟”

أومأ غو شواندو وقال: “نعم مثل هذه الأراضي لا ينبت فيها أي عشب وحتى أكثر النباتات صلابة لا تستطيع البقاء عليها.”

ألقى لين روفي التربة من يده بعد أن عرف السبب وراء عدم وجود العشب أو الأشجار في الفناء لكنه تساءل: “هل هذه التربة موجودة فقط في فناء عائلة فو؟”

هز غو شواندو رأسه معبرًا عن عدم معرفته.

قرر لين روفي تخصيص بعض الوقت غدًا لمغادرة منزل عائلة فو واستكشاف المناطق المحيطة كان لديه عشرة أيام قبل عودة فو يو وإذا ظل محاصرًا في منزل عائلة فو طوال هذه الفترة فقد يفقد عقله.

في منتصف الليل خمدت الضوضاء بالخارج واستلقى لين روفي على سريره وسرعان ما غرق في النوم.

مع دخول فصل الصيف أصبحت درجات الحرارة ترتفع يومًا بعد يوم وما إن طلعت الشمس في الصباح حتى بدأ الجميع يشعر بحرارتها الشديدة وبما أن الفناء لا يحتوي على أي ظلال كانت الحرارة مزعجة للغاية.

هذه الأجواء جعلت لين روفي يفقد شهيته بالكاد شرب نصف وعاء من العصيدة الرقيقة على الفطور قبل أن يضع عيدانه جانبًا.

على النقيض منه بدت شهية مو مو ممتازة تقريبًا انتهت جميع بقايا الطعام على الطاولة في معدته
وإذا لم يوقفه لين روفي لكان شرب حتى قاع القدر كانت معدته الصغيرة منتفخة بالفعل لكنها بدت وكأنها قادرة على استيعاب المزيد.

بعد تناول الطعام وجد لين روفي ذريعة ليأخذ خادمتيه للخارج أما بالنسبة لمو مو فقد تم وضعه في جيب صغير حملته فو هوا.

بمجرد وصولهم إلى الشارع زالت الأجواء الخانقة لعائلة فو إلى حد ما ورغم أن المباني على جانبي الطريق بدت مبالغًا فيها أيضًا إلا أنها كانت أفضل بكثير من منزل عائلة فو.

أول ما فعله لين روفي هو شراء بعض الملابس الصغيرة لمو مو ثم وجد زاوية ليغير فيها ملابسه قبل أن يبدأ في البحث عن أي أطعمة خفيفة ممتعة في المنطقة.

لخيبة أمل لين روفي لم يجد شيئًا مثيرًا للاهتمام حتى بعد أن طاف القرية بأكملها جميع المتاجر تبيع الجواهر أو الحرير ومعظمها بضائع باهظة الثمن أما أماكن الطعام فكانت جميعها مطاعم رسمية ولم يكن هناك أي بائع متجول.

شعر لين روفي بالملل أثناء التجول ، فاختار مقهى عشوائيًا وطلب بعض الشاي ليخفف من حر الصيف.

قال لين روفي متذمرًا: “ما قصة قرية عائلة فو هذه؟ لا توجد حتى حلوى واحدة.” 


بدأ يتذكر بحنين الحلوى في مدينة غوسو.

وافقه غو شواندو الرأي.

بدت فو هوا ويو روي متعبتين من الحر الشديد قالت يو روي بتذمر: “ليس فقط أنه لا توجد حلوى ، بل حتى هذه القرية لا تحتوي على شجرة واحدة.”

أومأ لين روفي وأضاف: “ولا حتى عشب ، الأمر أشبه بالعيش في الصحراء.”

وافقت يو روي قائلة: “نعم ولكن انظر خارج القرية العشب هناك كثيف والمزروعات بحالة جيدة… كيف يمكن أن يكون هناك هذا الفرق الكبير بمجرد وجود جدار؟”

هز لين روفي رأسه ليعبر عن عدم معرفته.

توجهت الأنظار إلى مو مو الذي كان من سكان المنطقة ولكنه لم يظهر أي علامة على الانزعاج ، يحمل كوبًا من الشاي ويشربه بحماس وعلى الرغم من أن طعم الشاي لم يكن جيدًا إلا أنه شربه دون تردد وكأنه لم يكن يشعر بالمرارة التي كان الآخرون يلاحظونها.

ظل لين روفي يراقب مو مو وهو يشرب الشاي بجدية وخديه منتفخان من الكمية التي شربها وفي تلك اللحظة شعر بأصابع يديه تثير الحكة لكن بما أن هناك كبيرًا إلى جانبه دائمًا مستعد لإثارة المتاعب قرر في النهاية أن لا يمد يده.

سألت فو هوا: “ماذا ، هل يشعر الغونغزي بالنعاس؟”

أجاب لين روفي وهو يدلك زاويتي عينيه: “نعم، أشعر ببعض التعب.” 

ثم أضاف بخفة : “هل السبب الطقس الحار؟”

قالت فو هوا: “يبدو أنه حار قليلاً.” 
ثم اقترحت: “هل أطلب منهم بعض الثلج؟ دعنا نبرّد الغرفة أولاً.”

أومأ لين روفي بالموافقة.

لقد كان منزل عائلة فو مملًا للغاية وفناءهم أيضًا أكثر مللاً 
قرر لين روفي التجول قليلاً وعندما لاحظ أن الشمس بدأت تزداد حرارة قرر العودة.

في طريقه رأى بعض الأطفال الصغار البدينين يلعبون في زاوية من فناء عائلة فو ومن ملابسهم بدا أنهم أيضًا من عائلة فو و يبدون مرفهين يرتدون الحرير الفاخر ويعلقون عقودًا مبهرجة على خصرهم وكان عدة خدم يتبعونهم.

نظر لين روفي إليهم لعدة لحظات كما أن الخدم لاحظوا نظرته وابتسموا له بل وألقوا عليه تحية: “لين غونغزي.”

أبدى لين روفي استغرابه وقال: “آه؟ أنتم تعرفونني؟” 

قد مر يوم واحد فقط منذ وصوله إلى عائلة فو و بالفعل قد تم التعرف عليه.

أجاب أحد الخدم بابتسامة مطمئنة: “لقد استقبلنا ضيوفًا محترمين مؤخرًا ، وقد أمرنا السيد أن نكون في كامل نشاطنا.”

سأل لين روفي بفضول: “هل هؤلاء الأطفال أيضًا من عائلة فو؟”

أجاب الخادم سريعًا: “نعم، نعم.” ثم أضاف: “هم أطفال السيد الأكبر ، فو يو.”

استفسر لين روفي: “أطفال فو يو؟ أي واحد منهم؟”

تردد الخادم قليلاً قبل أن يهمس: “جميعهم…”

تفاجأ لين روفي هناك خمسة أطفال في المجموعة و جميعًا في نفس العمر تقريبًا لكنهم كانوا جميعًا أبناء فو يو بدا أن فو يو شخص لا يُستهان به.

أدرك الخادم نظرة الدهشة على وجه لين روفي فاضطر إلى شرح الموقف: “لين غونغزي ، لا تعرف السيد الأكبر لديه أكثر من عشرة زوجات… لذا…”



هكذا بدا الأمر عاديًا بالنسبة له أن يكون له خمسة أطفال دفعة واحدة.

ظن لين روفي في البداية أن فو يو الفارس المتميز سيكون مختلفًا نوعًا ما لكن بعد سماع كلمات الخادم تراجعت توقعاته عنه تمامًا كان معظم السيوف الكبار الذين يعرفهم لين روفي مثل شقيقه الثاني مخلصين تمامًا وملتزمين بمسارهم، وكان من النادر أن يتورطوا في أمور دنيوية لم يتوقع أن يكون فو يو استثناءً في هذا الصدد.

لكن بما أنهم في أرض أخرى لم يكن لدى لين روفي الحق في إبداء رأي اكتفى بالنظر إليهم بهدوء ثم استدار ليغادر.

قالت يو روي بدهشة: “تزوج عشر زوجات… حقًا شيء مذهل إذا كان لدي عشر زوجات لما كنت سأشعر بالحاجة لممارسة السيف.”

ثم نظرت إلى لين روفي وغمزت، “بالمناسبة ، أعتقد أن سيدنا الصغير قد أصبح في السن التي ينبغي التفكير فيها بالزواج ، أليس كذلك؟”

إذا كان الشخص في العشرينات وقد اجتاز المستوى الخامس من التدريب ، فبالتأكيد حان الوقت للتفكير في الزواج . 

لكن حالة لين روفي كانت خاصة صحته ليست جيدة وعائلته تغرقه بالدلال كثيرًا إذا أراد أن يتزوج يمكنهم إيجاد عروس له في أي وقت وإذا لم يرغب في ذلك فلن تضغط عليه عائلته.

أجاب لين روفي بلا اهتمام: “في المرة القادمة.” 
وأضاف في نفسه: “إذا كان لدي وقت فراغ…” 


ثم تذكر فجأة أنه سيكون أفضل له أن يمارس السيف مع غو شواندو بالطبع لم يذكر ذلك بصوت عالٍ.

نظر بعض الأطفال إلى لين روفي بفضول لقد كان غريبًا عليهم 
كانت وجوههم البدينة تبدو متباينة جدًا مع وجه مو مو ومع ذلك لم يرغب لين روفي في التفاعل بعمق مع عائلة فو لذلك لم يرحب بهم مباشرة وغادر.

عاد إلى غرفته تحت حرارة الشمس الحارقة ، وهو يشعر أن جسده مغطى بالعرق وعندما ذهبت فو هوا للسؤال عن الثلج طلبت أيضًا حوضًا من ماء الاستحمام له مما جعله فرصة مناسبة لينظف جسده.

زحف مو مو من الحقيبة وجلس بأدب على الجانب وعندما شعر بالملل أخذت فو هوا قطعة من الحلوى الموجودة على الطاولة وناولتها له مما أعطاه شيئًا يأكله ويلعب به مع الطعام

يستطيع مو مو البقاء ساكنًا على الكرسي طوال اليوم تقريبًا ، لم يكن جائعًا في تلك اللحظة لذا لم يلتهم الحلوى كما يفعل عادةً بل أخذ قضمات صغيرة وهو يمضغها بعد أن مضغ نصفها ورأى أنه لا أحد في المكان قام بهدوء بتخبئة ما تبقى في ملابسه لم يلاحظ أحد من فو هوا ومن كانوا مشغولين بهذا التصرف وإذا كان قد رآه أحدهم فمن المحتمل أن تؤلمهم رؤيته.

بعد أن استحم لين روفي ارتدى ملابس نظيفة وبينما قامت يو روي بتنظيف مو مو نظر إليه لين روفي وسأله فضولًا: “هل ما زال مو مو يتذكر اسمه الأصلي؟”

نظر مو مو إلى لين روفي ببراءة.

سأله لين روفي: “هل هو من الأسماء ذات الثلاثة حروف؟”

قال مو مو بتلعثم: “لا، لا أذكر.”

أضاف لين روفي: “إذاً من الذي أعطى مو مو هذا الاسم؟”

فكر مو مو لفترة طويلة قبل أن يجيب بجدية: “كان… بابا هو من أعطاه…”

سأله لين روفي: “بابا؟ هل والدك ما زال موجودًا؟”

أومأ مو مو ثم هز رأسه بدا عليه الارتباك رشعر رأسه بضيق وقال: “بابا أعطاني… إذًا اسمي… مو مو.”

كلمات مو مو غريبة لكن لين روفي فهم المقصود على الأرجح عندما تركه والده أعطاه قطعة من الخبز في يده ومن ثم أخذ هذا الاسم كان مو مو لا يزال صغيرًا لذا من الطبيعي ألا يتذكر هذه الأشياء.

بينما كان يفكر في ذلك سمع غاو شواندو الذي كان واقفًا بجانبه يخرج تنهدًا خفيفًا.

“معلم ، ما الأمر؟” سأل لين روفي.

قال غاو شواندو: “ربما لهذا الطفل علاقة بعائلة فو.”

“لماذا تقول ذلك فجأة؟” تساءل لين روفي.

أجاب غاو شواندو: “عندما رأى مو مو هؤلاء الأطفال ، بدأ يرتجف.”

قال لين روفي بدهشة: “يرتجف!؟” لم يلاحظ ذلك بنفسه لكنه لم يتوقع أن يكون غاو شواندو منتبهًا لهذا الحد.

قال غاو شواندو: “إذا لم يكن مو مو يعرف هؤلاء الأطفال فلا أعتقد أنه كان سيظهر له رد فعل كهذا.”

عند سماع هذا، تغير تعبير لين روفي على الفور وأصبح جادًا إذا كان مو مو حقًا ينتمي إلى عائلة فو فإن الأمور قد تصبح معقدة لابد أنه تم إخراجه من القرية لسبب ما وترك ليواجه مصيره كما أن دخوله معه إلى هنا بهذه الطريقة قد يكون تصرفًا متهورًا. إذا اكتشفت عائلة فو هذا فقد يؤدي ذلك إلى نزاعات…

---------------------------------------------

لدى المؤلف شيء ليقوله:

غو شواندو: سأقرص من تقرصه.

لين روفي: حقا؟

غو شواندو: نعم.

مد لين روفي يده وقرص غو شواندو على الخد: من أخبرك أن تتنمر على الطفل——

غو شواندو: .............
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي