القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch47 | رواية لعق العسل من حافة السكين

Ch47


رأى شين لي حلم طويل …. 


في الحلم ، 

كان لو تشانغ تينغ و تانغ ياو يتزوجان ….. 

و كان شين لي بين الضيوف ، 

تمامًا كما كان قبل سنوات ، 

يراقب من بعيد بينما لو تشانغ تينغ يلقي عهوده ، 

ويضع خاتم في إصبع العروس ، 

ويقبلها …


عندما استيقظ من الحلم ، 

شعر بقلق غريب ، 

وكان غارق في العرق ... 


جلس في السرير ، 

متوتر ومضطرب ، 

ولاحظ أن المكان بجانبه كان فارغ — لم يكن لو تشانغ تينغ موجود


استغرق لحظة ليجمع شتات نفسه ، 

وتفقد الوقت على هاتفه الذي تحت الوسادة —5:17 صباحًا 


{ الوقت مبكر مقارنةً بروتيننا المعتاد }


وقعت عيناه على هاتف آخر على الطاولة الجانبية ، 

فعبس قليلاً …. 


{ في مثل هذا الوقت ، 

أين يمكن أن يكون لو تشانغ تينغ ؟ }


أضاء مصباح السرير ونادى بتردد : “ تشانغ تينغ ”

صوته ثقيل بسبب النوم


و جاء الرد بعد صوت فتح باب البلكونة ،

وفي اللحظة التالية ، 

دخل لو تشانغ تينغ وهو يزيح الستارة البيضاء بلون القمر


شعر شين لي ببعض الراحة عندما رآه : “ لماذا استيقظت مبكرًا ؟”


عندما اقترب لو تشانغ تينغ لاحظ شين لي الرائحة القوية للتبغ …. 

مال برأسه قليلاً ، 

محدقًا بجدية نحو لو تشانغ تينغ ، 

ولاحظ تعابير التعب والهالات الداكنة تحت عينيه ——


أدرك فجأة شيئ: “ لم تنم ؟”


جلس لو تشانغ تينغ بجانبه وسحبه في عناق شديد


كان العناق ضيق لدرجة أنه مؤلم تقريبًا ، 

وشعر شين لي بألم في قلبه ايضاً ،

اجتاحه شعور غريب وغير مبرر بالذعر ، 


ربت بلطف على ظهر لو تشانغ تينغ وسأله: “ ما الأمر ؟”


{ ما الأمر … ؟ }


دفن لو تشانغ تينغ رأسه في عنق شين لي مختلطًا بين الألم والمرارة …. 

لم يعرف كيف يتصرف مع شين لي ….


قضى الليلة الماضية بأكملها في البلكونة  ، 

يدخن سيجارة تلو الأخرى . 

و جعلته الرياح الباردة يفيق من سكره ، 

لكنها لم تُزِل الحب الثقيل الذي أثقل قلبه ،

شعر بالحزن على شين لي بسبب السنوات 

التي قضاها في صمت ، 

ولام نفسه لاكتشاف مشاعره في وقت متأخر جداً …


لطالما ظن أن شين لي يشبه المحيط ، 

وأراد أن يعرف الصخور المخفية والتيارات الجارفة تحته ، 

لكن الآن ، 

بعد أن غاص إلى الأعماق ، 

أدرك مدى الحب الذي يغمره ، 

ثقيل يكاد يخنقه ….


فجأة ، 

أغلق لو تشانغ تينغ عينيه وعضّ عنق شين لي بقوة


صرخة ألم مفاجئة أفلتت من شين لي ، 

أمسك بلو تشانغ تينغ غريزيًا ، 

و عضّ على شفتيه ليكبت موجة من الحزن المكبوت في قلبه ... 

لم يعرف ما الذي أصاب لو تشانغ تينغ ، 

لكنه يريد فقط أن يعانقه ويُهدئه ...


ضغط لو تشانغ تينغ بأسنانه بقوة ، 

وشعر شين لي بمزيج من الألم والخدر في عنقه ،

تحمل الألم بصمت ، 

واهتز جسده دون إرادة ، 

لكنه بقي صامت


شعر لو تشانغ تينغ وكأنه يفقد صوابه ،

تذكر كيف بكى شين لي لأجله تلك الليلة ، 

لكنه الآن لم يعد يحتمل رؤيته يبكي مجدداً 


خفف قبضته وقال بصوت ثقيل : “ تكلم "


لم يُبدِ شين لي أي رد فعل طبيعي للألم ، 

ولم يحاول دفعه بعيداً ، 

بل فقط أحكم عناقه وصمت ،


قبّل لو تشانغ تينغ العلامات التي تركها على عنق شين لي ، 

وتحركت تفاحه ادم وهو يكرر : “ شين شياااو لييي ، تكلم "


لم يعرف شين لي ماذا يقول ، 

أو بالأحرى ، لم يعرف ما الذي يريد لو تشانغ تينغ سماعه ، 

شعر بالارتباك والحيرة ، 

وتنهد بعمق وسأل بهدوء : “ ماذا تريدني أن أقول ؟”


عضّه لو تشانغ تينغ مجدداً 


العضة هذه المرة أشبه بقبلة — ليست خفيفة تماماً ولا ثقيلة جداً . 

فكر شين لي { مع كل هذه العلامات التي تغطي عنقي … 

كيف سأُواجه الآخرين ؟ }


: “ تحدث عن أول لقاء لنا ، 

عن النص الذي قرأته في يوم الرياضة ، 

عن اليوم الذي أخذتني فيه إلى العيادة ، 

عن النجوم التي أخفيتها …” توقف لو تشانغ تينغ ، 

وكأن الكلمات عالقة في حلقه ، 

وجد صعوبة بالغة في طلب هذه الأمور مباشرة …


و الشخص بين ذراعيه تجمد تماماً 


التفت لو تشانغ تينغ رأسه لينظر إليه ، 

و عيناه تشتعل بنيران مشاعر قوية ،


ظل شين لي مذهولًا للحظات ، 

ثم تحولت ملامحه الهادئة إلى ارتباك وذعر ،

و عندما هدأ نبضه المتسارع ، 

سأل بهدوء : “ أنت كنت تعرف … أليس كذلك ؟”


: “ لم أكن أعرف ….” لمس لو تشانغ تينغ الكدمات والعلامات على عنق شين لي بلطف ، 

وصوته أصبح هادئ : “ أخبرني أنت "


كاذب


شين لي تأمل في داخله ، 

مدركًا تدريجيًا سبب تصرفات 

لو تشانغ تينغ غير المعتادة …


لم يكن هناك الكثير ليقال عن الماضي ؛ 

فهو لم يخطط يومًا لشرح تلك الأمور للوتشانغ تينغ . 

في النهاية ، 

كانت مجرد أشياء سخيفة فعلها أثناء إعجابه به ، 

ليست شيئًا يُخجل منه ، 

لكنها بالتأكيد ليست أمرًا يفتخر به …


لم يكن ينوي أبدًا استخدام مشاعره المكتومة 

لجعل لو تشانغ تينغ يشعر بالشفقة أو الندم ، 

لكن لو تشانغ تينغ شعر بذلك على أي حال ——


أطفأ شين لي المصباح بجانب السرير ، 

حاجبًا ضوء الصباح ، 

ليغرق الغرفة في الظلام مرة أخرى ،


شين لي ببطء :

“ الطالب الذي سحبته كان أنا .

الشخص الذي طلب من دو هينغ 

أن يجلب لك الماء كان أنا .

الشخص الذي قرأ نص التشجيع في يوم الرياضة كان أنا .

الشخص الذي أخذك إلى العيادة كان أنا .

الشخص الذي أعطاك القطط الخزفية كان أنا …”


استلقى شين لي بجانب لو تشانغ تينغ ، 

ولفّ نفسه بالبطانية ، 

وعانقه ، 

مغلقًا عينيه 

وكأنه يريد أن يأخذ وقت أكثر من النوم 


استمع لو تشانغ تينغ إلى شين لي 

وهو يكمل بهدوء الجملة الأخيرة :


“ الشخص الذي معك الآن هو أنا ،

ومن الآن فصاعداً ، سيكون أنا ”


بعد سماع ذلك ، 

شعر لو تشانغ تينغ بمزيج من 

المشاعر التي لم يستطع وصفها …. 

لقد اختصر شين لي أكثر من عقد من الإعجاب في بضع جمل قصيرة ، 

وربط العقود القادمة بجملتين إضافية ...


لم يستطع إلا أن يشعر بأنه لا يستحق هذا الإخلاص الكامل من شين لي


تساءل عمّا شعر به شين لي أثناء حديثه عن الماضي


{ لا بد أنه شعور مؤلم —-

تألم شين لي لتذكر كل تلك الأمور ، 

لكنه لم يقل هذا … }


شدّ لو تشانغ تينغ عناقه وقال بجدية :

“ أنا آسف .

لأنني جعلتك تعاني طوال هذا الوقت …”


رد شين لي بهدوء :

“ كنت أرغب في أن أقول أنه لم يكن صعب … 

لكنه كان صعب حقاً …

لكن النتيجة جيدة .

لولاك ، 

لما كان هنا شين لي اليوم . 

لذا ، كان الأمر صعب ، لكنه كان يستحق ذلك .”


شين لي يؤمن دائمًا بأن اجتياز ليلة مظلمة طويلة 

يمكن أن يحول الأعباء إلى عطايا ، 

وأن المعاناة يمكن أن تضيء الطريق للمضي قدمًا …


مقابلة لو تشانغ تينغ ، 

الوقوع في حبه ، 

أن يصبح أفضل وأقوى … وأن يكون معه …

كل الصعوبات التي مر بها في الماضي كانت تستحق ذلك


حتى لو لم ينتهِي به الأمر مع لو تشانغ تينغ ، 

كان بإمكانه أن يعيش حياة جيدة ، 

وهذه هي القناعة واليقين الذي اكتسبه من حبه المكتوم ...


لذا ، كونه مع لو تشانغ تينغ الآن كان بالفعل أكثر من رائع


رفع شين لي نظره إليه وقال: “ لذا لا تعتذر ، 

لا تقل إنك آسف ….”


في الظلام ، 

عينا شين لي مشرقتين ومليئتين بالعزم 


: “ قل أنك تحبني "


قبّل لو تشانغ تينغ عينيه برفق : “ أنا معجب بك .."


قبّله على أنفه : “ أنا أعشقك "


قبّله بلطف على شفتيه : “ أنا أحبك "


نبرته مليئة بالحب العميق غير المقيد


خفق قلب شين لي بسرعة ، 

وكذلك قلب لو تشانغ تينغ


احمرت وجنتاه ، 

وتمسك بلو تشانغ تينغ ، 

و بادله القُبلة ،


“ وأنا أحبك أيضاً "



عندما استيقظ دو هينغ ، 

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ،

نهض ، استحم ، 

وشطف فمه بالماء العادي ،

نزل من غرفة الضيوف متتبعًا رائحة الطعام إلى المطبخ


كان شين لي يضيف الملح إلى حساء أضلاع اللحم ، 

وعندما سمع خطواته ، 

استدار ونظر إليه ،


بعد ليلة من النوم ، 

كانت ملابس دو هينغ مجعدة ، 

و لديه ظل خفيف من اللحية ، 

لكنه بدا بصحة جيدة ،

و بدا أنه نام جيدًا الليلة الماضية ،


نظرة شين لي عميقة نوعًا ما —- فتسارع نبض قلب دو هينغ 

بينما تذكر شربه المفرط ليلة أمس 

وإمكانية أنه قد كشف كل شيء عن شين لي ،

فجأة شعر بالذنب ——


تساءل { هل لو تشانغ تينغ يعرف كل شيء أصلاً، 

وأن ما قلته لن يكون مشكلة كبيرة أليس كذلك ؟ }


تمتم دو هينغ : “ شين شياو لي… 

بخصوص الليلة الماضية …

شربت كثيرًا وأخبرت تشانغ تينغ ببعض الأمور من الماضي... 

الأمور بخير صحيح ؟…”


تنهد شين لي داخلياً : “ لا بأس…”

سواءً كانت الأمور بخير أم لا ، 

فقد قيلت الكلمات بالفعل ——


عرف لو تشانغ تينغ عن الماضي ، 

و النتيجة أنهما قد اعترفا بمشاعرهما لبعضهما ،

لم يكن هناك داعي لأن يشعر صديقه بالذنب 

لبوحه بشيء عن طريق الخطأ ،


ارتاح دو هينغ : “ حسنًا ، سأغادر الآن . 

رائحتي مثل الهوت بوت . 

سأغير ملابسي وأرتب نفسي ، 

ثم أزور خالتي في فترة ما بعد الظهر ”


: “ تناول بعض الطعام قبل أن تغادر "


دو هينغ: “ سأتناول شيئ بالخارج . 

بما أن تشانغ تينغ لا يزال نائم ، 

ليس من الصواب أن أطلب منك أن تطهو وجبة خاصة من أجلي ”


بحلول هذا الوقت ، 

الساعة تقترب من الظهيرة ،

إذا قام شين لي بطهي شيء بسيط لدو هينغ ، 

قد لا يتمكن هو نفسه من تناول الغداء . 

أما انتظار الغداء ، 

فهذا يعني عدم معرفة متى سيستيقظ لو تشانغ تينغ …


لم يُصرّ شين لي على إبقائه : “ سأرافقك للخارج "


بعد أن ودّع دو هينغ ، 

عاد شين لي إلى المطبخ لمتابعة تحضير المكونات


مرّت نصف ساعة دون أن يلاحظ ،


أظهرت الساعة في غرفة المعيشة أن الوقت أصبح الحادية عشرة


نزل أحدهم من الطابق العلوي ، 

يمشي ببطء من غرفة المعيشة نحو المطبخ


شين لي يقطع الزنجبيل حينها عانقه شخص من الخلف ... 


ضغط جسد الرجل عليه ، 

وأسند ذقنه على كتف شين لي


ابتسم شين لي : “ استيقظت؟”


أجابه لو تشانغ تينغ بهدوء ، 

متلذذًا برائحة العود الخفيفة من عنق شين لي ، 

مما أشعره بالراحة ،


: “ نسيت أن أسألك عن شيء آخر "


شين لي: “ ما هو ؟”


اقترب لو تشانغ تينغ من أذنه وهمس : “ من هو 

شياو غاغا الخاص بك ؟

هممم؟”


تحركت تفاحة آدم شين لي : “… أنت "


أدار لو تشانغ تينغ خصره ليواجهه ، 

وقبّله على شفتيه كجائزة 

: “ قلها بصوت عالي لأسمعها "


شين لي: “…”



——-يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي