Ch8 | رواية الرغبة العميقة

Ch8 | ما الذي تخجل منه ؟

عندما غادرت السيارة موقف السيارات تحت الأرض التابع للشركة ،

 نظر فنغ سي إلى نظام الملاحة على هاتفه وسأل لو جينغشين الذي في مقعد الراكب : " ماذا تريد أن تأكل ؟"

أجاب لو جينغشين بهدوء : " أي شيء"

نظر إليه فنغ سي وفتح عرضاً تطبيق لمراجعة المطاعم ، وسلم الهاتف إلى لو جينغشين ليختار

وبعد بضع دقائق ، أعاد لو جينغشين الهاتف : " دعنا نذهب إلى هذا "

ألقى فنغ سي نظرة ،،، لقد كان مطعم بجنوب شرق آسيا ، ولا يوجد به أي شيء مميز ، و بعيد جداً .

 و سوف يستغرق الأمر عشرين دقيقة على الأقل للوصول إلى هناك

ابتسم ولم يطرح أي أسئلة أخرى ، وأدخل الوجهة في نظام الملاحة

..........

بينما كان لو جينغشين ينظر إلى قائمة المطعم ، كان فنغ سي يأخذ احياناً رشفة من المياه بالنعناع 

ويبقي نظره على الوجه المنخفض قليلاً مقابله ، ويدرسه بمهارة بعينيه 

رفع لو جينغشين عينيه ، والتقى بشكل غير متوقع بنظرة فنغ سي الشديدة . و توقف للحظة

حملت عيون فنغ سي لمحة من العشق عندما يحدق به وأصبح أكثر وضوح 

حول لو جينغشين نظرته بعيداً ، والتقط كأسه ، وأخذ رشفة من المياه

عندما وصلت الأطباق ، أكل لو جينغشين بصمت ، 

على الرغم من أن الطعام كان عادي . لكن أناقته جعلته يبدو أكثر دقة

ظلت نظرة فنغ سي عليه ، وتذكر الماضي

خلال تلك الأشهر الثلاثة التي قضوها معاً قبل سبع سنوات ، 

كانا يتجولان معًا بلا هدف في أفريقيا ، 

ويسافران عبر بلدان ومدن وصحاري شاسعة غير مألوفة . 

لقد اعتادوا على الخشونة ، وكانت الأناقة شبه مستحيلة وقتها .

كانت تلك أسعد الأوقات ، ولكن لسوء الحظ ، استمرت فقط لتلك الأشهر الثلاثة 

فنغ سي : " لماذا جئنا إلى هنا لتناول الطعام ؟"

لم يرفع لو جينغشين عينيه وأجاب: " لقد اخترت عشوائيًا "

فنغ سي: " هل أنت قلق من أن يراك أحدهم ؟ 

إذا اخترنا مطعم قريبًا من الشركة ، فربما يتعرف عليك بعض الموظفين أثناء تناول الطعام ؟ 

أليكس ما الذي تخجل منه ؟ "

توقفت يد لو جينغشين التي تمسك عيدان تناول الطعام قليلاً بينما ينظر إلى فنغ سي المبتسم 

نبرة فنغ سي ساخرة وغير جادة : " قلت ألا تحدق في وجهي بهذه الطريقة ، 

أو ربما أعتقد أنك تحاول إغوائي "

منذ تلك اللحظة فصاعدًا حتى انتهوا من الوجبة ، لم يستجب لو جينغشين لإغاظة فنغ سي 

أثناء عودتهم بالسيارة ، سقطت نظرة لو جينغشين على لوحة إعلانية كبيرة خارج المبنى ، 

ونظر إليها بجدية لفترة من الوقت 

لاحظ فنغ سي وتبع نظراته 

لقد كان إعلان لمجوهرات يظهر فيه شاب مشهور في العشرينات من عمره و ابتسامته ساحرة ، 

وتنضح بجرأة تبدو شبه خارقة للطبيعة ، تشع هرمونات دون خجل

ضحك فنغ سي :" إذاً ،،، لو جينغشين أنت مهتم بهذا النوع من الأولاد الشباب ؟"

تجنب لو جينغشين نظرته : " إنه أخي الأصغر"

: " هاااه؟" 

لم يفهم فنغ سي 

كرر لو جينغشين بهدوء : " الشخص الموجود في الاعلان ، هو أخي الأصغر "

رفع فنغ سي حاجبه متفاجئ : " أخيك البيولوجي ؟"

أومأ لو جينغشين : " نعم"

: " إلى جانب أختك ، لديك أيضا أخ بيولوجي ؟"

نظر فنغ سي إلى الاعلان ، وتفحصه للحظة 

لم يكن الشخص الموجود في الاعلان يشبه لو جينغشين كثيراً ، 

ومن المحتمل أن تكون شخصياتهم مختلفة تماماً .

 الشخص الموجود في الاعلان ينضح بهالة متعجرفة إلى حد ما ، 

مثل طفل مدلل من عائلة ثرية

فنغ سي : " هل لديك أي إخوة آخرين إلى جانب أختك وأخيك ؟"

لو جينغشين: " لا "

ابتسم فنغ سي : " هل يجب أن أعتبر نفسي محترمًا إذن ؟ 

أنت على استعداد لمشاركة الأمور العائلية الشخصية معي ."

تجاهل لو جينغشين تعليقه واستمر في النظر الى الأمام

نقر فنغ سي بخفة على عجلة القيادة بأصابعه : " يبدو أن عائلتك متفتحه تماماً . 

حتى أنهم سمحوا لأخيك بدخول صناعة الترفيه ويصبح شخصية عامة . 

أعتقد أنه يعيش حياة أكثر راحة منك ."

لم يرغب لو جينغشين في مواصلة المحادثة وقال ببساطة : " أنا لم أوافق ، ولكن هذا ما يحبه "

 و وضع حد للموضوع

ابتسم فنغ سي وداس على دواسة الوقود ، وابتعد تاركًا الاعلان الكبير خلفه

في فترة ما بعد الظهر ، 

كلفت السكرتيره ليو جي بعض المهام لـ فنغ سي ، 

وطلبت منه تنظيم جدول لو جينغشين للأسبوعين المقبلين

 وتنسيق المواعيد لمنعه من الخمول وإزعاج لو جينغشين 

نظر فنغ سي إلى الجدول المزدحم بين يديه ونقر على لسانه : " هل تريدين قتل رئيسك بهذا ؟ 

ألا يمكنك إلغاء بعض هذه المواعيد غير المهمة ؟ 

ألا يمكننا تجنب تكرار بعض هذه اللقاءات لتوفير الوقت ؟ "

أجابت ليو جي بانزعاج : " من قال لك أنها غير مهمة ؟ 

هذه كلها تعيينات حاسمة تمت الموافقة عليها من قبل الرئيس نفسه "

عبس فنغ سي قليلاً ولم يكلف نفسه عناء الرد . جلس على الكمبيوتر وبدأ العمل

وقام بتفويض المهام التي يمكن تفويضها للآخرين . 

مع وجود عدد كبير جداً من الأشخاص في الشركة ،

لم تكن هناك حاجة إلى أن يتحمل لو جينغشين جميع المسؤوليات بمفرده ! 

كان الهدف الرئيسي هو التأكد من أن لو جينغشين يمكنه بدء العمل في الساعة 9 صباحاً ، 

والانتهاء في الساعة 6 مساءً ، وحضور ما لا يزيد عن مناسبتين اجتماعيتين في الأسبوع .

وبجانبه كانت سكرتيرة جميلة . طلب منها فنغ سي أحيانًا النصيحة ، 

مستفسر عن المحتوى المحدد للمهام المذكورة في الجدول ،

 و أجرى تعديلات بناءً على مدخلاتها وحكمه الخاص 

كان لدى السكرتيرة الكثير من العمل لتقوم به أصلاً ، 

لكنها لم تستطع رفض استفسارات فنغ سي عندما تحدث إليها بابتسامة . 

وأجابت على كل أسئلته فوراً

في نهاية المطاف ، بدأوا الدردشة . سألت السكرتيرة بفضول : " سمعت أنك الطيار الخاص لطائرة الرئيس الخاصة . 
كيف أتيت إلى هنا كمساعد للرئيس ؟ "

فنغ سي: " أليس من الجيد أن تكون المساعد الشخصي للرئيس ؟"

شعرت السكرتيرة أن نبرته غريبة بعض الشيء ، 

ولكن تحت نظراته المبتسمة ، احمّرت خجلاً ولم يكن لديها قلب للإنكار . 

وتابعت: " أستطيع أن أرى أن رئيسك يعاملك بشكل جيد "

نظر فنغ سي نحو باب مكتب لو جينغشين 

وتعمقت ابتسامته : " آمل أن تكونين على حق "

في الخامسة والنصف ، عندما غادر لو جينغشين مكتبه ، 

مر بمكتب السكرتارية وشاهد فنغ سي وهو يتراخى في كرسيه ، 

ويشارك في محادثة متحمسة مع السكرتيره في المكتب المجاور له

عند سماع سعال ليو جي الخفي ، 

استدارت السكرتيره والتقت بنظرة لو جينغشين الباردة واللامبالية . تفأجات ، 

و جلست بسرعة منتصبة ، وأعادت كرسيها إلى مكتبها ، 

وخفضت رأسها ، واستأنفت عملها

كان لو جينغشين قد ابتعد بالفعل ، ووقف فنغ سي بهدوء ، 

وابتسم للسكرتيرة المحرجة ، ورمش بعينيه ، ثم التقى مع لو جينغشين

كان لدى ليو جينغشين موعد عشاء للحضور ،، و أثناء جلوسه في السيارة ، 

فتح فنغ سي الايباد الذي أحضره وعرض الجدول الزمني المبسط الذي عدّله في فترة ما بعد الظهر ، 

وسلمه إلى جينغشين 

و تحدث فنغ سي بشكل واقعي ، دون الشك في حكمه 

أو القلق بشأن تأخير أمور لو جينغشين : " دعنا نتبع هذا الجدول الزمني من الآن فصاعداً . 

لقد قمت بتفويض جميع المهام غير الضرورية للآخرين . 

لا ينبغي لنا أن نثقل عليك كل هذه المسؤوليات . 

الهدف الرئيسي هو التأكد من أنك تبدأ العمل في الساعة التاسعة وتنتهي في الساعة السادسة كل يوم ، 

مع لا يزيد عن مشاركتين اجتماعيتين في الأسبوع "

على مقعد الراكب ، التفتت ليو جي إلى لو جينغشين وأوضحت بسرعة أنه لم تكن فكرتها ، بل مبادرة من فنغ سي الخاصة . كما أنها أعطت فنغ سي نظرة صارمة ، لكن فنغ سي تصرف كما لو أنه لم يلاحظ ذلك

فحص لو جينغشين الجدول الزمني الموجز والواضح أمامه .

 في البداية ، عبس ، ولكن بعد ذلك ركز نظرته عليه ، وبقي بلا حراك لفترة من الوقت

كان حدس فنغ سي حاد . لقد قام بفرز المهام المهمة والتي تحتاج إلى اهتمام لو جينغشين الشخصي ، 

والمهام الأقل أهمية والتي يمكن تفويضها . 

لم تكن هناك أي أخطاء تقريباً ، وحتى بالنسبة للمهام التي تم تفويضها ، فقد قدّم آرائه في الملاحظات .

: " حسنا إذاً "

و أعاد لو جينغشين الايباد إلى فنغ سي

ثم التفت إلى ليو جي الذي بدت متفاجئه ، وقال: " لا بأس . دعونا نرى ما إذا كان بإمكاننا تحسين كفاءة العمل من خلال هذا "

ابتلعت ليو جي الكلمات التي كانت على وشك الخروج من فمها وأومأت برأسها : " حسنًا ، مفهوم "

فنغ سي: " يبدو أنني قد فعلت أخيرًا شيئ يرضي الرئيس"

وبصوت عميق ، ذكّره لو جينغشين : " لا تتخذ قرارات بنفسك في المرة القادمة "

ابتسم فنغ سي ، وترك المرة القادمة للنظر فيها في المستقبل 

بحلول الوقت الذي عادوا فيه إلى المنزل بعد الانتهاء من مشاركتهم الاجتماعية ، كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءً بالفعل 

عند دخول الشقة ، ذهب لو جينغشين مباشرة إلى الحمام ، وانحنى على المغسله ، وتقيأ كل الكحول الذي تناوله

تبعه فنغ سي ووقف عند الباب يراقبه

على مائدة العشاء قبل قليل ، تناول لو جينغشين كمية كبيرة من الكحول أمام المسؤولين الحكوميين 

لقد تظاهر كما لو أن كل شيء على ما يرام ، وشرب كأس تلو الآخر . والآن ، يدفع ثمن ذلك

بعد القيء ، غسل لو جينغشين فمه مباشرة من الصنبور ، ورش الماء على وجهه 

مد فنغ سي يده وأمسك بذراعه بقوة ، وسحبه للأعلى

شعر لو جينغشين المبلل تدلى أمام جبهته ، 

وعيناه ضبابيتان ، وعيناه محمرتان و نظر إلى فنغ سي بذهول

رفع فنغ سي يده وربت على وجهه : " هل مازلت تعرف من أنا ؟"

نظر إليه لو جينغشين دون أن يقول كلمة واحدة 

لمعت عيناه ، وكشفت عن مشاعر خفية

متكئ على باب الحمام ، نظر فنغ سي إليه بهدوء 

ضغط يده على أذن لو جينغشين و تحركت ببطء إلى الجزء الخلفي من رقبته ، 

وكأنه يلعب بكأس جميل أثناء الغداء 

ارتجفت رموش لو جينغشين لكنه لم يتكلم بعد

حرك فنغ سي يده إلى الأمام وداعب تفاحة آدم بلا وعي

وبالتحرك للأسفل ، قام بفك ربطة العنق التي ربطها لـ جينغشين شخصيًا في الصباح

تنهد لو جينغشين بنفس خافت ، و لكن التنهد كان واضح في الحمام الهادئ

ضغطه فنغ سي على الحائط ، واقترب أكثر حتى تشابكت أنفاسهما ، 

وتقابلت أعينهما ، و لم يعد من الممكن إخفاء العواطف في عيون لو جينغشين

لقد كانت رغبة ملتهبة ومقموعة بشدة

جعل السكر لو جينغشين غير مستقر إلى حد ما في قدميه

تم الضغط على ظهره على الحائط ، 

وبدأ بالسقوط قليلاً ، أمسك فنغ سي بخصره ، 

وأزال سترته المزعجة وألقاها جانباً . مع ضغط ركبته بين ساقيه ، منع فنغ سي جسده من السقوط

لو جينغشين محاصر في هذا الوضع ، مألوف وغير مألوف في الوقت نفسه ، 

مع رائحة مسكرة عالقة في أنفه ، تحفزت أعصابه 

واستيقظت الرغبات المكبوتة بداخله لسنوات ، لكنه يقاومها بشكل غريزي

تنحنح فنغ سي وبصوت عميق بالقرب من أذنه : " أليكس أنت قاسي " 

( يقصد ذاك المكان ) 

يتبع ———-