Ch132
في الصباح ،
استيقظ غو فاي على أصوات الضجيج القادمة من الأسفل
— مجموعة من العجائز الذين خرجوا لممارسة الرياضة
في الصباح الباكر
كلما نام في الشقة المستأجرة ،
كان نومه عميق جدًا،
وإذا لم يكن هناك ضوضاء في الصباح ،
فغالبًا يستيقظ متأخرًا عن المعتاد
التقط هاتفه ،
نظر إلى الوقت ،
ثم نهض من السرير ،
وسار إلى النافذة وألقى نظرة على الخارج
على جانب الطريق ،
تجمّع عدد من العجائز حول معدات اللياقة البدنية القليلة الموجودة هناك
كان من المفترض أن يكون لكل شخص جهاز واحد ،
لكن اثنين من العجائز كانا يتشاجران على نفس الجهاز …
ظل غو فاي يراقب المشهد من النافذة باهتمام
أهل هذه المنطقة جميعهم هكذا — يبدو أنهم جميعًا
يمشون وهم يحملون غضبًا بداخلهم ،
وكأنهم في صراع مستمر
ممارسة التمارين الصباحية كان يفترض أن تكون من أجل الصحة ،
لكن مع هذا النوع من الشجارات ،
يبدو أنهم يخسرون أشهرًا من أعمارهم بدلًا من كسبها !
لكن شو شينغ تشي أخبره ذات مرة أن هذا الأمر قد يكون ،
بالنسبة للبعض ،
طريقة للتنفيس عن إحباطاتهم ،
عن خيبات الأمل في حياتهم ،
عن كل الأشياء التي لم يحصلوا عليها أبدًا
— يصرخون ويتشاجرون قليلًا ،
ثم يعودون إلى حياتهم اليومية كما لو لم يحدث شيء ،
يشترون حاجياتهم ، ويكملون يومهم ….
اليوم، من المفترض أن يصل شو شينغ تشي حوالي منتصف النهار
بعد أن انتهى غو فاي من غسل وجهه ،
قرر أن يأخذ غو مياو إلى المتجر وينتظره هناك
لكنه ، قبل أن يخرج ، توقف للحظة ، مترددًا
ثم استدار ، وعاد إلى غرفة النوم
من كومة الكتب على المكتب ،
سحب ذلك الدفتر الجلدي الذي وجده بالأمس ،
وبدأ يقلب صفحاته ،
حتى وصل إلى تلك الورقة ،
[ آمل أن نكون شُجاعَين بنفس القدر ]
——— هذا بالتأكيد خط جيانغ تشنغ
ويبدو أنه كتبها قبل الامتحانات النهائية بفترة طويلة —
ربما قبلها بعام كامل
أو حتى أكثر ،
لأن أثناء المراجعة للامتحانات ،
كان جيانغ تشنغ قد بدأ في تحسين خطه ،
ولم يعد بهذا السوء الغريب بعد الآن …
متى كتبها ؟
في أي لحظة بدأ جيانغ تشنغ يفكر بهذه الطريقة ؟
بدأ غو فاي يقلب صفحات الدفتر أكثر ،
واكتشف أنه كان دفتر ملاحظات لمادة السياسة
لكن محتواه …
كان مستحيل الفهم بالنسبة له،
وكأنه كتاب مقدس بلغة أجنبية
ولولا أن جيانغ تشنغ كان لديه عادة تدوين التواريخ
في دفاتره ،
لما تمكن غو فاي من معرفة متى كُتبت هذه الملاحظات -
إنه من الفصل الثاني في السنة الثانية من الثانوية
لهذه الدرجة من الوقت …؟
حدّق غو فاي في الكلمات على الورقة لفترة طويلة
لم يتمكن تحديد التوقيت الدقيق الذي كتب فيه جيانغ تشنغ هذه الجملة
ولم يتمكن تخمين السبب الذي دفعه لكتابتها ،
أو المشاعر التي كان يحملها حينها
لكن بغض النظر عن السبب الذي جعله يكتبها في ذلك الوقت…
في هذه اللحظة ،
أصبحت هذه الجملة تحمل معنى جديد تمامًا
طوى غو فاي الورقة بعناية ،
وضعها في جيب خاص داخل محفظته ،
ثم استدار وغادر الشقة ...
———————————————————-
شو شينغ تشي جاء بالسيارة ،
وركنها مباشرة أمام متجر عائلة غو
استقبله غو فاي : “ كنت أفكر في انتظار مكالمتك لأقابلك عند التقاطع .”
: “ أنا أعرف الطريق ...” نزل شو شينغ تشي من السيارة :
“ أصبحت معتاد على هذه المنطقة الآن "
: " إير مياو !" نادى غو فاي وهو يعود إلى المتجر
أطلت غو مياو برأسها من الداخل ،
تحتضن القطة الصغيرة بين ذراعيها ،
وحين رأت شو شينغ تشي واقف بالخارج ،
ابتسمت ابتسامة هادئة ،
ثم انحنت له باحترام ،
سألها شو شينغ تشي وهو يركع ليكون بمستواها ،
مبتسمًا : “ هذه قطتك؟”
أومأت غو مياو برأسها ،
ثم أمالت رأسها قليلًا ،
ونظرت نحو سيارته ،
وكأنها تبحث عن شيء ما
: " السيد السمين في السيارة ..." قال شو شينغ تشي :
" هل تريدين اللعب مع السيد ؟"
أومأت غو مياو برأسها مرة أخرى
فتح شو شينغ تشي الباب وسمح لها بالدخول إلى السيارة
جرب التفاعل بين القطتين بعد أن تلامستا ،
ثم أخرج السيد من حقيبة القطة
السيد لم يكن متحمس تجاه القطط كما هو مع البشر
رغم أنه لم يخدش القطه الصغيرة ،
إلا أنه يحب تجاهلها ،
مستلقي على المقعد الخلفي مثل الامبراطور
بالمقابل ، كانت تشنغ غا أكثر حماسًا بكثير ،
وكانت تحتضن ذيلها عندما يقترب منها
جلست غو مياو تراقب بصمت ،
مفتونة بالمشهد
شو شينغ تشي : “ هذه المرة الجدول مضغوط .
يجب أن نجري فحص صحي شامل ،
بالإضافة إلى تقييم نفسي ،
وسأطلعك على الأهداف التالية .”
: “ حسنًا.” أومأ غو فاي
لقد اصطحب غو مياو إلى الفحص الطبي من قبل ،
لكن كان فحص روتيني ،
ولم يكن متأكد تمامًا مما ينبغي عليه القيام به هذه المرة
غو فاي : “ إذن… لماذا لا تذهب إلى شقة جيانغ تشنغ لتضع أغراضك هناك ؟
الإقامة هناك ستكون مريحة أكثر لك.”
ابتسم شو شينغ تشي : “ لقد حجزت فندق بالفعل .
دع العش الصغير يبقى لعالمكما الخاص .”
: “ آه…” ضحك غو فاي : “ لكن المكان هناك جاهز ،
ويمكننا عقد المحادثات بسهولة .”
أومأ شو شينغ تشي برأسه : “ حسناً .”
على مدار الأيام القليلة الماضية ،
وبفضل وجود القطة ،
كانت حالة غو مياو العاطفية مستقرة ،
لكن الذهاب إلى المستشفى كان دائمًا أكبر العقبات
المستشفى المعتاد الذي تزوره يقع ضمن نطاق راحتها ،
لكن هذه المرة ستحتاج إلى مغادرة هذا النطاق
لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ في مستشفى أبعد ،
يقع بعد وسط المدينة ،
في البداية ،
عندما كانت السيارة تمر بساحة المدينة ،
كان مزاج غو مياو جيدًا
لكن مع استمرار السيارة في التقدم ،
بدأت تشعر بالقلق — وبدأت تضرب نافذة السيارة بيدها باستمرار
قال غو فاي وهو يربت على كتفها : " إير مياو لنذهب
لفحص جسدك ،
إذا شعرتِ بتحسن ، ستكونين مرتاحة جدًا ."
لم تستطع غو مياو سماع ما قاله جيدًا ،
عيناها ضائعتين وجسدها متوتر ،
لكن ما فاجأ غو فاي هو أنها لم تصرخ
قال شو شينغ تشي وهو يوقف السيارة
على جانب الطريق وينظر إليها : " إير مياو هل تتذكرين تشنغ غا ؟"
لم ترد غو مياو
كرر غو فاي : " تشنغ غا هل تتذكرين تشنغ غا؟"
استغرقت غو مياو وقت طويل ثم أومأت رأسها ،
ثم بدأت تضرب المقعد في السيارة بيدها مرة أخرى وباستمرار
شو شينغ تشي : " لنذهب الآن لرؤية تشنغ غا "
استدار غو فاي لينظر إليه ،
وسأله بصوت خافت : " ماذا ؟"
شو شينغ تشي : " اتصل بجيانغ تشنغ و دعه يكلمها مكالمة
فيديو
ألم يتراصلا بهذا الشكل من قبل ؟"
: " لا " رد غو فاي وهو يخرج هاتفه
شو شينغ تشي :" جرب الآن ،
دَعها تفهم أن مواجهة مخاوفها قد يقودها إلى مفاجآت جميلة "
عندما رنّ الهاتف ،
كان جيانغ تشنغ يسير مع زملائه في السكن باتجاه قاعة المحاضرات
توقف للحظة ، تفاجئ وصُدم
— صوت نغمة الرنين المخصص لـغو فاي ،
والذي لم يسمعه منذ مدة طويلة ،
لدرجة أنه في البداية لم يكن متأكد مما إذا كان هاتفه هو الذي يرن بالفعل
دفعه تشاو كي بمرفقه : “ هاتفك يرن "
: “ هاه !” استعاد جيانغ تشنغ وعيه ،
وأخرج هاتفه من جيبه
على الشاشة، كان اسم غو فاي وصورته ظاهران بوضوح
حدّق في الشاشة لمدة ثانيتين على الأقل ،
———- اللعنة … إن غو فاي وسيم جدًا
ثم ضغط زر الرد
: “ مرحبًا ؟”
ظهر صوت غو فاي : “ تشنغ غاا ،،
لم تدخل إلى المحاضرة بعد، صحيح؟
هل لديك وقت الآن ؟”
سأله جيانغ تشنغ : “ نعم، ماذا هناك ؟”
: “ أنا والسينباي اصطحبنا إير مياو إلى المستشفى لإجراء فحص ،
لكن المكان جديد عليها ،
وهي تشعر بالقلق الآن ،
هل يمكنك التحدث معها عبر مكالمة فيديو بعد قليل ؟”
: “ بالتأكيد ...” ألقى جيانغ تشنغ نظرة سريعة حوله :
“ سأبحث عن مكان هادئ .”
بعد إنهاء المكالمة ،
ربّت جيانغ على كتف تشاو كي: “ احجز لي مقعد ،
سأتأخر بضع دقائق ،
سأجري مكالمة فيديو مع غو مياو ،
إنها متوترة بعض الشيء .”
: “ حسنًا.” أومأ تشاو كي.
وجد جيانغ تشنغ كرسي فارغ بعيدًا عن الناس ،
وجلس عليه
عندما وصله طلب مكالمة الفيديو من غو فاي ،
ضغط على القبول ،
لكنه شعر بقليل من التوتر لسبب ما
جيانغ تشنغ : “ إير مياو ؟ ”
عندما ظهر وجه جيانغ تشنغ على الشاشة ،
حاول غو فاي تهدئة مشاعره ،
وجذب غو مياو إلى جانبه : “ انظري .. إنه تشنغ غا .”
لوّح لها جيانغ تشنغ بابتسامة مشرقة : “ إبييير مياو ! ”
عند سماع صوته ،
تغيرت نظرة غو مياو من النافذة إلى الهاتف ،
وأخيرًا نظرت إلى الشاشة ،
جيانغ تشنغ : “ هل ترينني، إير مياو؟”
عندما رأت غو مياو وجهه على الشاشة ،
نظرت إلى غو فاي بدهشة ، وصرخت بحماس : “ هاااا !”
كان هذا تقدمًا كبيرًا — منذ اليوم الذي التقت فيه بالسيد السمين ،
بدأت غو مياو باستخدام “هاااا” للتعبير عن مفاجآتها السعيدة
لطالما كانت غو مياو تتحدث فقط مع غو فاي عندما لا
يكون هناك أشخاص آخرون حولها ،
وبعدد محدود جدًا من الكلمات ،
لا تتجاوز عشرين كلمة في المجمل ،
لكن عندما كانت تقول ' ها '
لم تكن تشعر بالخجل أو الحاجة إلى العزلة
ردّ جيانغ تشنغ بنفس الحماس : “ هاااا !”،
ثم نقر بإصبعه وأشار لها بإبهامه : “ إير مياو !”
و على الفور ، قلدته غو مياو ،
و نقرت بإصبعها وأشارت له بإبهامها
استغرقت السيارة حوالي عشر دقائق للوصول إلى المستشفى ،
وخلال تلك الفترة ،
ظلت غو مياو مركزة بالكامل على جيانغ تشنغ
— تستمع إلى حديثه ،
وترفع قطتها الصغيرة لتريه إياها ،
وتريه أيضًا السيد السمين ،
ولم تعد تشعر بالتوتر كما كانت في البداية
لكن بمجرد أن أنهيا المكالمة ونزلت من السيارة ،
عادت مشاعر القلق فورًا
ألقت نظرة حولها ،
وسرعان ما بدأت في الذعر ،
وحاولت الصعود مجدداً إلى داخل السيارة
قال غو فاي وهو يمسك بها بهدوء ولطف :
“ تشنغ غا ينتظرك .
بمجرد أن ننتهي من الفحص ،
يمكنك التحدث معه مرة أخرى، حسنًا ؟”
بالنسبة لـغو مياو ،
كان هذا تغيير كبير — من جميع الجوانب ،
كان هذا تحدي حقيقي
قال شو شينغ تشي سابقًا أنه لا يجب إجبارها في مثل هذه المواقف ،
لأن الخوف الشديد قد يجعلها ترفض أي تغييرات مستقبلية تمامًا
لذا ، لم يكن أمام غو فاي سوى الاستمرار في الحديث معها ،
محاولًا تهدئتها بطريقة لطيفة وثابتة ،
جاثيًا على الدرج أمام باب المستشفى ،
واصل غو فاي التحدث بصبر ،
مرارًا وتكرارًا ،
مستخدمًا كلمات بسيطة تستطيع غو مياو فهمها ،
كان شو شينغ تشي جالس على الدرجة بجانبه ،
يراقب الموقف ،
ويقدم له بعض الإرشادات بين الحين والآخر
حول كيفية التعبير بطريقة أفضل
بعد أربعين دقيقة ——- بدأ غو فاي يشعر أن الجو شديد البرودة ،
وإذا ظلوا في الخارج لفترة أطول ،
فربما سيتجمدون الثلاثة
لكن أخيرًا ، أومأت غو مياو برأسها
تنهد غو فاي بارتياح طويل
قال، وهو يشعر أن صوته أصبح مبحوح من كثرة الكلام :
“ وهذا لمجرد مسافة قصيرة كهذه فقط .
في عقلها ، ربما ترى أن المستشفى قريب جدًا من الساحة ،
ومع ذلك… هذا ما حدث .”
رد شو شينغ تشي بهدوء : “ لا بأس ،، الخطوة الأولى دائمًا هي الأصعب .”
في الخطة التي وضعها شو شينغ تشي ،
لا تزال هناك خطوات كثيرة يجب على غو مياو
أن تخطوها
— الابتعاد عن بيئتها المألوفة ما هو إلا بداية الطريق
———————————————-
في الشقة المستأجرة ،
جلس شو شينغ تشي على الأريكة ،
يراقب غو مياو وهي تتحرك حول المكان ،
تحتضن تشنغ غا بيد ،
وتجر السيد بيد أخرى ،
ثم قال: “ يجب أن نساعدها على توسيع نطاق تحركاتها تدريجيًا .
الخطوة التالية ستكون تعليمها كيفية فهم المشاعر والعواطف ،
وهذا سيبدأ من تفاعلها مع الحيوانات الأليفة .”
أومأ غو فاي برأسه : “ حسنًا ”
لكنه فكر قليلاً ثم سأل : “ بما أنك لديك خبرة أكبر في
تربية القطط…
هل يمكننا تحميم الصغيرة الآن ؟
أشعر أن رائحتها بدأت تصبح كريهة بعض الشيء .”
ابتسم شو شينغ تشي : “ إذا كان عمرها ستة أشهر ، فيمكنك تحميمها .
لكن يجب أن تجفف فراءها فورًا بعد الاستحمام ،
وإلا فقد تمرض بسهولة .”
غو فاي : “ حسنًا .
أعتقد أنه حان الوقت ،
سأقوم بتحميمها خلال الأيام القليلة القادمة .
إير مياو تحتضنها طوال اليوم ،
وأحيانًا أشم رائحة القطة عليها .”
اقترح شو شينغ تشي : “ يمكنك أن تجعلها تشاركك في تحميمها .”
تجمد غو فاي للحظة، مترددًا : “ هل هذا ممكن؟
أحيانًا تخاف من الماء ،
لا مشكلة لديها في غسل يديها أو الصحون،
لكن تحميم قطة…؟”
شو شينغ تشي ابتسم : “في الواقع
تحدثنا عن هذا الأمر من قبل .”
: “ هم؟” نظر إليه غو فاي، منتظرًا تفسيره
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق