Ch15
ما هي القاعدة التي كانت تقول أنه بمجرد اصطدامك بإشارة حمراء ،
فإنك ستصطدم بكل الإشارات الحمراء بغض النظر عما إذا
كنت تتسارع أو تبطئ ، فسوف تصطدم بها دائمًا ….
إذا طبقنا نفس المفهوم تقريبًا ،
فبمجرد أن تفقد وجهك أمام شخص ما،
فإنك ستفقد وجهك دائمًا عند رؤيته بغض النظر عن مدى
حرصك أو استحالة ذلك في اعتقادك –
و ' وجهك ' لن ينتمي إليك أبدًا
تمامًا مثل الآن ،
قبل خمس دقائق كان غو فاي لا يزال يشير بإصبعه إلى
والدته كما لو كان سيضربها ،
وبعد خمس دقائق ،
ظهر على الرصيف – بمساعدة إله – كما لو أنه اندفع للخارج فقط ليرى أنه يفقد ماء وجهه ،
كان الوقت الذي حلق فيه جيانغ تشنغ في الهواء قصيرًا
نسبيًا ،
لكنه كان مدركًا تمامًا للأفكار العميقة التي يمكن للدماغ
البشري استحضارها في جزء من الثانية فقط ،
على سبيل المثال ،
كان يعلم أن غو فاي لم يكن في أفضل حالاته المزاجية ،
وكان من الممكن رؤية العشرين رطل من الأفكار التي
اجتاحت ذهنه من تعبيره ،
وكانت جاهزة للانفجار في أي وقت ،
على سبيل المثال ،
كان يعلم أن الطيران بهذه الزاوية من شأنه بالتأكيد أن
يجعله يصطدم بـ غو فاي المزاجي للغاية
على سبيل المثال ،
كان يعلم أنه بسبب القوة الثابتة لهذا الاصطدام ،
فإن التأثير سيكون هائلاً بلا شك – و سيتم إسقاط غو فاي
على سبيل المثال ،
كان يعلم أيضًا أنه يجب عليه وضع يده جانبًا على الفور ،
وإلا ، عندما يصطدم الاثنان ببعضهما البعض ،
فإن القشرة التي بدأت تتشكل إلى حد ما في كف يده –
بصعوبة كبيرة – سوف تنفتح على الفور من الضغط
باختصار ، عندما فتح ذراعيه على مصراعيهما كما لو كان
يندفع نحو الشمس ويطير نحو غو فاي ،
كان التعبير على وجه غو فاي غير متوقع ~
و ضرب جيانغ تشنغ مباشرة على غو فاي
بوووووم
بعد المرة الأولى التي عرف فيها أن وزن جسم الإنسان يمكن
أن يصدر صوتًا عاليًا عند اصطدامه بالخشب ،
عرف مجدداً لأول مرة أن اصطدام إنسان بإنسان آخر يمكن
أن يصدر أيضًا مثل هذا الصوت الرهيب .
لقد اصطدمت جبهته بترقوة غو فاي أولاً ؛
و اصطدم فمه بشيء ما،
على أي حال،
بدا أن أسنانه قد عضت في سحاب أو شيء
من هذا القبيل ،
ومن ثم لم يستطع التمييز بين ما حدث بعد ذلك –
باختصار ، أجزاء مختلفة من جسده ،
سواء في حركة سريعة أو بطيئة ،
كلها تحطمت ضد غو فاي .
لم يتمكن غو فاي حتى من التراجع إلى الوراء عندما ضربه ؛
لقد التقت رؤيته ببساطة بالسماء
– لقد سقط مباشرة على الأرض .
وتبعه فسقط .
عندما اصطدما ،
لم يستطع أن يشعر ما إذا كان الأمر مؤلمًا أم لا،
والآن بعد أن سقط على الأرض لم يكن مؤلمًا بالتأكيد
على الرغم من أن غو فاي لم يكن سمين ،
إلا أنه في النهاية لا يزال الوسادة تحته ،
حين سقط جيانغ تشنغ على الأرض ،
شعر وكأن عاصفة من الثلج تدور حوله
وبعد ثواني ، أدرك أن ذلك وهم ؛
فلم يكن هناك أي ثلج تحت غو فاي أصلاً ،
فقط البلاط الصلب لرصيف المشاة
السقطة عنيفة لدرجة جعلت الاثنين في حالة من الذهول
عاد جيانغ تشنغ إلى وعيه عندما سمع غو فاي يتمتم: “ اللعنة !”
وحاول جيانغ بسرعة النهوض بيده غير المصابة قائلاً : “ آسف…”
للأسف ، لم يجد ليده موضع مناسب للضغط عليه ،
و ضغط مباشرة على أضلاع غو فاي
صاح غو فاي متألمًا : “ اللعنة عليك !
أنت غبي حقاً !”
بصراحة ، كان مزاج جيانغ تشنغ سيئًا للغاية –
السعادة البسيطة التي شعر بها أثناء التزلج على لوح غو مياو
لم تكن سوى علاج مؤقت ،
ولم تعالج السبب الأساسي لمشاعره السيئة
علاوة على ذلك ، اللعب بلوح تزلج مع طفلة في المدرسة
الابتدائية في منتصف الليل كان أمرًا محبطًا للغاية ،
مهما حاول التفكير في الأمر
و كلمات غو فاي الآن كافية لإثارة غضبه ،
لكنه كان يدرك أنه هو من اصطدم به في النهاية ،
ولم يكن الاصطدام خفيف على الإطلاق ،
حتى أنه لاحظ أن سحاب سترة غو فاي قد فقد رأسه
دفعه غو فاي بيده بعيدًا عنه : “ اغرب عن وجهي !”
جيانغ تشنغ بغضب : “ اللعنة عليك ! لم أفعل ذلك عن قصد !”
لكنه شعر فجأة بألم في أسنانه ،
كان هناك شيء في فمه ،
أدار رأسه وبصق ،
لتسقط نصف قطعة من رأس السحاب على الأرض
دينغ —-
كان الصوت حاد وواضح
عند سماع ذلك ، شعر جيانغ تشنغ فجأة بألم حاد في فمه
لم يجرؤ على التفكير في كيف تمكن من قضم رأس
السحاب بأسنانه ،
ولم يجرؤ على تحسس أسنانه الأمامية ليتأكد إذا كانت لا
تزال سليمة ،
غو فاي بنبرة غاضبة وهو يرفع يده: “ يبدو أن التظاهر
بالمثالية ليس بالأمر السهل !
توقف عن التصنع دائمًا !
يا شويباااا !”
دفعه غو فاي بقوة جعلته يسقط على الأرض مجدداً
فصرخ جيانغ تشنغ : “ اغرب عن وجهي ، أيها الوغد !
جرب أن تضربني مجدداً ، وانظر ماذا سيحدث !”
لم يكلف غو فاي نفسه عناء الرد ،
و ركل جيانغ تشنغ في معدته
في تلك اللحظة ، شعر جيانغ تشنغ وكأن العالم
بأسره قد اختفى ، ولم يتبقَى أمامه
سوى ذلك الوغد غو فاي
فقفز من الأرض وسدد ركلة عنيفة نحوه
تراجع غو فاي بسرعة لتفادي الركلة ،
لكن جيانغ تشنغ لم يتردد وتابع هجومه ،
لتهبط ركلته التالية مباشرة على ظهر غو فاي
صرخ غو فاي : “ اللعنة عليك !” و مد يده ليمسك بساقه
عندما سقط جيانغ تشنغ مرة أخرى على الأرض ،
لم ينسَى أن يوجّه ساقه الأخرى نحو وجه غو فاي ،
محاولًا تسديد ضربة قوية
حاول غو فاي حماية نفسه بذراعه ،
لكنه سرعان ما هجم عليه ،
ممسكًا به من ياقة قميصه ،
وسدد له لكمة في وجهه
يا له من وغد قوي ! اللعنة يابن العاهرة يا المعتوه !
رأى جيانغ تشنغ وميض ذهبي يشبه أضواء قطار صغير أمام
عينه اليسرى ،
لكنه تجاهل ذلك تمامًا ورفع يده ليضرب غو فاي بقوة في
ذقنه – مما جعل رأس غو فاي يرتفع في الهواء
استغل جيانغ تشنغ الفرصة ليحاول توجيه لكمة إلى أضلاع
غو فاي ، لكنه فشل عندما أمسك غو فاي بمعصمه بسرعة
لكن الخطوة التالية كانت غير متوقعة تمامًا ؛
إذ ضغط غو فاي بقوة على الإصابة الموجودة في كف جيانغ تشنغ
صرخ جيانغ تشنغ بصوت عالي : “ آآه——”
وكان الضغط مشابهًا لتشغيل مفتاح كهربائي
دفع غو فاي بركبته بقوة
انحنى غو فاي إلى الأمام ،
واستند بيده على الأرض بجانب رأسه
تلعب بطريقة قذرة ؟ حسنًا !
أمال جيانغ تشنغ رأسه وعض معصم غو فاي
صرخ غو فاي بدوره من الألم : “ آآآه!”
وحاول أن يضغط على خد جيانغ تشنغ ليجبره على التوقف عن العض
يده مثل الكلب المسعور !
شعر جيانغ تشنغ بأن الألم في وجهه يزداد حدة
في تلك اللحظة ،
كان متأكد أن أسنانه الأمامية ما زالت سليمة وقوية – على الأقل
و بينما الاثنان مستغرقين في معركة سخيفة وعنيفة ،
سمعا صوت من الجانب
: “ غو فاي ؟”
لكن هذا لم يوقفهما ؛
بل واصلا القتال بحماس وكأنهما لم يسمعا شيئ
: “ غو فاي ! جيانغ تشنغ ؟
ما الذي…
انهضا الآن !”
عرف جيانغ تشنغ من الصوت أنه لاو شو،
لكنه لم يجد الوقت للتفكير في سبب وجوده هنا الآن
: “ توقفا فورًا !”
صرخ لاو شو واقترب منهما ،
ووجه لكل واحد منهما ركلة ،
: “ ما الذي تفعلانه ؟ ألم تكتفيا ؟!”
أخيرًا ، توقف الاثنان في نفس الوقت ،
لكنهما لم يفكا قبضتهما
ظل غو فاي ممسكًا بياقة جيانغ تشنغ بيد واحدة ،
بينما أمسك جيانغ تشنغ معصم الآخر ؛
كلاهما في وضع شبه جاثي وشبه مستند ،
وكأنهما في معركة متجمدة
: “ افترقا !” قال لاو شو وهو يحاول فصلهما ،
واستغرق الأمر وقتًا حتى نجح في ذلك
حدق لاو شو في غو فاي : " ما كل هذا !
كيف يمكنك القتال حتى مع زميلك في المكتب ؟!"
مسح غو فاي زاوية فمه : " هل رأيتني أضربه فقط ؟
هل أنت أعمى ؟"
التفت لاو شو نحو جيانغ تشنغ : “ وأنت ؟
لماذا تتشاجر مع الآخرين ؟
ألا يُفترض بك أن تكون طالبًا جيدًا ؟”
“قلت لك،” هز جيانغ تشنغ يده التي لم تعد تؤلمه كثيرًا – فقد أصبحت
مخدرة : “ لا تحكم على شخص بناءً على درجاته ، لم يقل أي من أساتذتي إنني طالب جيد .”
: “ هيه !” تنهد لاو شو وأشار إلى الجانب الآخر من الطريق
قائلاً لغو فاي: “ أليست تلك أختك ؟
انظر، لقد أخفت الفتاة الصغيرة حتى ركضت هناك !”
في تلك اللحظة ،
تذكر جيانغ تشنغ أن غو مياو كانت ما زالت قريبة ،
وشعر بعدم الارتياح
لكنه عندما التفت ليتفحصها ، تجمد في مكانه
كانت غو مياو تجلس بمفردها على مقعد حجري عبر الطريق ،
تضع يديها على وجنتيها وتنظر إليهم بهدوء
أو بالأحرى، لم يكن الأمر “هدوءًا”،
بل بدا وكأنها لا تبالي على الإطلاق
غو فاي بلا مبالاة : “ هي لا تخاف من القتال.”
لم يقل جيانغ تشنغ شيئ ،
بالفعل ، كانت غو مياو غريبة بعض الشيء ،
لقد لاحظ سابقًا كيف كان غو فاي يحرص على إخفاء إصابة
يده عنها ، مما يعني أنها ربما تخاف من الدماء
لكن الآن ، رغم أن القتال تسبب في فوضى عارمة حولهما ،
لم تظهر أي رد فعل ،
تذكر جيانغ تشنغ عندما كان غو فاي يضرب أحدهم وثبته
على الشجرة ،
وكيف كانت غو مياو تأكل طعامها دون أن ترفع رأسها حتى
—— ما خطب هذه الفتاة الصغيرة ؟
قال لاو شو وهو يشير إلى حقائبهما المدرسية على الأرض :
“ رتبا أغراضكما الآن .
بالمناسبة ، أنا هنا لإجراء زيارة منزلية ،
وسنناقش شجاركما أولًا "
زيارة منزلية ؟؟
فوجئ جيانغ تشنغ إلى حد ما،
المعلم المشرف على فصلهم يقوم بزيارة منزلية بعد
الساعة التاسعة ليلاً ويتحدى الرياح الشمالية الباردة … بصراحة لم يعرف ما الذي يمكنه قوله بعد
تحدث غو فاي وهو يرتب ملابسه : “ إلى بيت من ستذهب لزيارة منزلية ؟ "
لكنه عندما انحنى لسحب السحاب اكتشف أن رأس
السحاب مفقود ،
استدار لينظر إلى جيانغ تشنغ
جيانغ تشنغ رد بنظرة غاضبة
—- اللعنة عليك لما تنظر إلي ، لقد أكلته !
تنهد لاو شو : " بما أني وصلت إلى هنا ،
برأيك بيت من سأزور؟
بالتأكيد منزلك ."
صمت غو فاي لفترة ثم استدار ليعود : " حسنًا ، دعنا نذهب "
لم يتوقع لاو شو أن يكون صريحًا جدًا :" انتظر لحظة ،
أريد أيضًا أن أعرف سبب قتالكما "
نظر إليه غو فاي : " الملل ، هل ستأتي أم لا ؟ "
لاو شو بدا متردد بين الذهاب للزيارة المنزلية أولاً أو
محاولة حل المشكلة بينهما ،
كان يتقدم خطوة ثم يتراجع ،
ثم يتقدم خطوة أخرى متردداً ،
أراد جيانغ تشنغ أن يسبق الجميع : “ سأعود الآن .
شكراً لك، شو زونغ "
دون أن ينتظر رد لاو شو ،
استدار جيانغ تشنغ ومشى مبتعداً
غو فاي صفّر صفيراً خلفه ،
لم يلتفت جيانغ تشنغ ،
معتقداً أنه ينادي غو مياو ،
وبالفعل سرعان ما سمع صوت عجلات لوح التزلج وهي
تدور على الأرض
تنهد بخفة ، —— الليلة كانت … جيدة
جلسة القمار في منزل لي باوقوه لا تزال مستمرة ؛
بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين غرقوا في طاولة اللعب
لفترة طويلة ،
يبدو أن حياتهم كلها تتمحور حول تلك البقعة الصغيرة ،
ولم يكن الفضول أو النميمة قادرين على منافسة تلك
الأوراق التي تتحرك ذهاباً وإياباً
بعد الملاحظات القصيرة والتعليقات التي دارت حوله في
فترة ما بعد الظهر ،
اختفى جيانغ تشنغ عن مجال رؤيتهم ،
والآن بعد أن عاد ، لم يكن هناك الكثير من النظرات في
اتجاهه من أي شخص ،
وقال لي باو قوه فقط : " لقد عدت ؟
لقد أكلنا بالفعل ، ماذا تريد أن تأكل ؟"
جيانغ تشنغ : " لا داعي للقلق بشأني" ودخل غرفته
خلع سترته ليرى أنها مغطاة بالأوساخ ومنطقتين تالفتين
—- يا إلهي اللعنة ، عبس ، —- لقد اشتريت هذا اليوم !
مدركاً أن وجهه ربما لم يكن بحالة جيدة أيضاً ،
تجول في الغرفة مرتين ليكتشف أنه لا يوجد مرآة في أي مكان ؛
وعندها أخرج هاتفه وحاول تشغيله
بعد أن أصبح دافئاً قليلاً ،
اشتغل الهاتف أخيراً
وجه الكاميرا نحو وجهه وتفحص نفسه
كان هناك تورم على جبينه لكنه ليس خطير ،
وجرح صغير على شفته السفلى –
على الأرجح بسبب اصطدامه بسحاب غو فاي
لم يكن هناك شيء آخر باستثناء خدوش طفيفة
تنهد، غير متأكد من شعوره الآن
في الواقع ، كانت تلك المعركة… متهورة نوعاً ما
وعلى الرغم من أنه لم يكن الشخص الذي اعتاد القتال هكذا ،
لكنه كان يشعر وكأنه يفرغ طاقة مكبوتة
لم يكن متأكد إلى أي حد كان يريد القتال مع غو فاي ؛
كان يريد فقط أن يقاتل ،
أن يمزق ويكسر القيود التي كانت تلف جسده بإحكام –
قيود غير مرئية وغير ملموسة
ولكنه كان يشعر بوجودها بوضوح
أما غو فاي ، فلم يكن يعلم إن كان قد تأثر به…
شخص قادر على أن يلكم بيده فقط انتهى به المطاف
يتدحرج على الأرض بلا أسلوب ،
ثم يعض كف يده –
—- اللعنة ! لو كان أتباعه هناك ليشهدوا ذلك !
هييييه زعيمكم دودة تتقلب على الأرض !
نظر جيانغ تشنغ إلى يده ورأى أن الدم قد تسرب من خلال الشاش
بدأ بالبحث في حقيبته المدرسية –
في وقت سابق من اليوم ،
كان قد أخذ بعض الكحول الطبية والقطن وما شابه من
المستشفى في الحي –– ولحسن الحظ ، لم يتم سحقها
قام بفك الشاش واستخدم يده اليسرى لشطف يده اليمنى وتطهيرها –
وإن كان ذلك ببطء وببعض الجهد
ولكن لأنه لم يكن ماهر في استخدام يده اليسرى ،
فقد قام بوخز الجرح عدة مرات ،
وكاد الألم الشديد الذي شعر به أن يدفع الدموع إلى
الانهمار على وجهه
لقد أراد البكاء حقًا
ورغم أنه كان يشعر دائمًا أن البكاء لا جدوى منه ،
فقد مر وقت طويل منذ وصوله إلى هنا بعد الإجازة ؛
ومن وقت لآخر ،
كان يشعر بالاكتئاب الشديد لدرجة أنه كان يرغب في البكاء
لقد كان يشعر دائمًا أنه في يوم من الأيام سيجد مكان خالي
تمامًا من الوجود البشري ويسمح لدموعه بالتدفق – بقوة
عندما استيقظ في الصباح ،
كانت جلسة المقامرة قد انتهت أخيرًا على الرغم من وجود
رجلين نائمين على الأريكة في غرفة المعيشة
وكان لي باو قوه يشخر على السرير ؛ وهو أمر مدمر بالفعل
انتهى جيانغ من غسيل وجهه ،
وحمل حقيبته المدرسية وخرج
قبل الوصول إلى المدرسة ،
جاءت مكالمة أخرى من مركز التوزيع ،
: " لقد مرت ثلاثة أيام ، وغدًا سيكون اليوم الأخير .
إذا لم تأت للحصول عليها ،
فسوف تكون هناك رسوم كما تعلم !"
تنهد جيانغ تشنغ : "هل يمكنك توصيلها ؟"
: " يمكننا ذلك .
مقابل 200 يوان يمكننا أن ننقلها إلى الطابق السفلي ،
يوجد رسوم إضافية إذا كنت بحاجة إلى نقلها إلى الطابق العلوي "
لم يتحدث جيانغ تشنغ ،
وبدأ فجأة يشعر بالأسف على المال ،
وشعر أيضاً بشيء من الامتنان غير المتوقع ،
بدا الشخص الآخر متفهماً : “ أعتقد أنه من الأفضل أن تأتي وتأخذه بنفسك ،
لدينا العديد من عربات النقل ذات الثلاث عجلات هنا ،
وإذا أردت أن يوصل أحدهم الشحنة ،
ستكون التكلفة إضافية 100 يوان .”
رد جيانغ تشنغ : “ حسناً ، فهمت ،”
—- غداً يوم السبت ، هذا جيد
حين فكر في الأمر مرة أخرى ،
بدأ يشعر ببعض القلق ؛
غرفته الحالية تحتوي على سرير وخزانة تملآن تقريباً كل
المساحة ،
والمكتب قد وُضع في مكانه بصعوبة
لم يكن متأكد أين سيضع بقية أغراضه
… ربما والدتي لم تحزم كل شيء –
ربما لم يكن هناك الكثير أصلاً ——
كان لا يزال يرتدي قناع عندما دخل الفصل الدراسي ،
و التورم على جبينه قد خف إلى حد كبير وتغطى جزئياً
بشعره مما جعله غير مرئي
الملابس التي يرتديها اليوم لم تكن ملابس غو فاي أيضاً ،
لذا توجه مباشرة إلى مقعده
وجلس دون أن يلاحظ أحد أي شيء غريب عليه
من يدري ماذا قال لاو شو لغو فاي أثناء زيارة المنزل البارحة ،
ولكن غو فاي دخل الفصل بطريقة سحرية قبل أن يرن الجرس الصباحي مباشرةً
نظر جيانغ تشنغ إليه لوهلة ، فقط ليُصدم
غو فاي لم تكن لديه أي إصابة على وجهه على الإطلاق ؛
خدش صغير على جانب ذقنه فقط …
والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذا اللعين كان يرتدي نظارات بالفعل ~
—— اللعنة ! ما هذا ؟
هل تحاول التظاهر بأنك شويبا ؟!!!
جيانغ تشنغ نظر إليه بحدة
لكن الأغرب من ذلك هو أن الجميع الذين رأوا غو فاي لم
يبدوا مستغربين على الإطلاق ،
—— مما يعني
هل ربما… يرتدي النظارات بشكل متكرر ؟
ذكره ذلك بـ بان تشي، الذي كان يعاني من قصر نظر بسيط
ولكنه أصر على عدم ارتداء النظارات
بان تشي : “ هل من المنطقي أن أرتدي نظارات مع مثل هذه الدرجات ؟!
أُفضّل أن أرى الأشياء ضبابية !”
فقط انظروا إلى طموح بان تشي ،
و كان لديه حتى العديد من الأقلام …~
غو فاي سار إلى مكتبه وألقى كيس أمام جيانغ ثم جلس
فتح جيانغ تشنغ الكيس وألقى نظرة بداخله ؛
كان فيها سترته وواجباته المدرسية ——
—— اللعنة ! الواجبات !
لقد نسيت تماماً استعادة واجباتي المدرسية بعد القتال بالأمس !
… قاتل الشخص ودعه ينسخ الواجبات منه أيضاً ،
هذا عبث تماماً
تحدث غو فاي عندما جلس بجانبه : “ ما زال التورم موجود ، أليس كذلك؟”
نظر إليه جيانغ تشنغ محاولاً معرفة ما إذا كان صوته يحمل
اعتذار أو تهكم ،
ولكنه فشل في التمييز
غو فاي قال ذلك بنفس الطريقة التي قد يصف بها أن اليوم
هو الجمعة – بلا أي مشاعر على الإطلاق
لذا جيانغ لم يرد عليه
استند تشو جينغ على طاولتهما وهو ينادي غو فاي : " دا فاي !”
غو فاي رفع نظارته قليلاً ونظر إليه
أمال تشو جينغ رأسه قليلاً واستمر بالمناداة : “ دا فاي ؟
يا دا فاي…”
غو فاي ضربه على مؤخرة رأسه
سأل تشو جينغ وهو يفرك مؤخرة رأسه : “ لماذا لم تأتِ البارحة ؟
هل كنت خارجاً للتنزه ؟”
عبس غو فاي : “ لا ”
تشو جينغ : “ كنت أظنك عدت لعادتك السابقة في الفصل الدراسي السابق ،
تقطع الحصص لتذهب في رحلات "
غو فاي تنهد ونظر إليه : “ أنت تقطع يوم من الدراسة من أجل رحلة ؟”
فكر تشو جينغ بصوت عالي : ”… هذا صحيح ،
يوم واحد لن يكون كافي ،،
لكن ، هيه ، أنت…”
أنهى غو فاي الحوار ببساطة : “ اللعنة بحق الجحيم اغرب عن وجهي "
الحصص الدراسية اليوم لا تختلف عن اليومين السابقة ؛
المعلم مشغول بإلقاء دروسه على نفسه ،
والطلاب غارقين في ألعابهم –
مجموعة مباركة وسلمية بالفعل ——-
غو فاي لم يكن استثناء ؛ بدأ بلعب لعبته المعتادة ،
وبعد أن نفذت منه جميع المحاولات ،
وضع سماعات الأذن وبدأ بمشاهدة مقاطع الفيديو
جيانغ تشنغ لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرات سريعة
على غو فاي عدة مرات
غو فاي كان من النوع الذي ، إذا لم تنظر في عينيه ،
يمنح الآخرين شعور بأنه شخص لطيف للغاية
أسلوبه في ارتداء الملابس كان مريح ومنسق أيضاً ؛
ومع هذه النظارات بدا وكأنه شيء ليس هو : طالب شويبا حقيقي
في الواقع ، جيانغ تشنغ كان مصدوماً قليلاً بهذا التناقض
غير المفهوم في شخصية غو فاي
بعد النظر إليه عدة مرات ،
عاد جيانغ تشنغ إلى التركيز على المعلم لأنه بغض النظر
عن مدى سوء أسلوب التدريس ، كان عليه أن يستمع
حتى لو كان نصف مستلقي على طاولته ،
كان عليه أن ينتبه للنقاط الأساسية ،
جيانغ تشنغ لم يعترف قط بأنه من النوع الذي يحقق نتائج
جيدة في الامتحانات بدون دراسة
كان يعلم تماماً مقدار الوقت الذي يقضيه في الدراسة
لكن في بيئة الفوضى هذه ،
وبين هذه الأجواء التعليمية ،
بدأ يشعر بالتوتر قليلاً …..
لم يكن يهتم كثيراً بدرجاته في مدرسته السابقة ،
لكنه بالتأكيد لم يرغب في أن تتدهور بعد انتقاله إلى سي زونغ
في الحصة الأخيرة من اليوم ،
وهي حصة اللغة الإنجليزية ،
كان شغف لاو لو منتشراً في كل مكان –
ربما لأن الغد عطلة نهاية الأسبوع والجميع كانوا مشتتي
الذهن بعض الشيء ،
و أراد لاو لو أن يعيدهم إلى التركيز
مع ذلك ، كان جيانغ تشنغ يكتب الملاحظات بجدية ،
حتى لو كان نصف مستلقي على طاولته
تحدث لاو لو قبل انتهاء الحصة ، بينما يضرب الطاولة
بعصاه عن الواجبات : “ دعونا نتحدث عن واجب اليوم !
يمكن لواجباتكم أن تقيم معرض فني !
واجب بسيط للغاية
ومع ذلك هناك مئة إجابة مختلفة !”
رد وانغ شو : “ فصلنا ليس فيه مئة طالب "
ضحك الفصل بأكمله
أشار لاو لو بعصاه إليه : “ أنت ! وانغ شوري !
عديم الفائدة مثلك !
لو ذابت أعضاؤك كلها ، لبقي لسانك سليماً بلا شك !”
دفع وانغ شو الطاولة بيده ، و بدا عليه الاستياء
صرخ لاو لو : “ لست سعيداً ؟
هاه تعال إلى مكتبي بعد الحصة !”
ثم وجه عصاه باتجاه جيانغ تشنغ
وجاب بها يميناً ويساراً
: “ غو فاي !”
أجاب غو فاي وهو يرفع رأسه : “ حاضر ،”
صاح لاو لو بغضب : “ قل لي هل لديك مشكلة؟
لقد نسخت الواجب ، أليس كذلك ؟
لا بد أنك نسخته !
هل نسخته ؟!
يمكنك أن تقولها ،
نسخته !
هل فعلت ؟!”
غو فاي انتظر طويلاً بحثاً عن فرصة للرد ، لكنها لم تأتي ~
استمر لاو لو بالصراخ : “ لقد نسخت الواجب !
إذا كنت ستنسخه ، فافعلها ببراعة ، حسناً ؟
حسناً ؟!” ضرب الطاولة مجدداً :
“ لقد نسخت الإجابات كلها بشكل صحيح ،
ليس هناك خطأ واحد !
ولا خطأ واحد !
قل لي!
ممن نسخت ؟!”
هذه المرة ، أتاح لاو لو لغو فاي الوقت للرد ~
ظل غو فاي صامت للحظة ،
ثم رفع إصبعه وأشار إلى تشو جينغ أمامه : “ منه "
صرخ لاو لو بغضب شديد على الفور ،
وأشار إلى تشو جينغ : “ تشو جينغ !
أنت مذهل بالفعل !
ما رأيك أن نضيف في تقييمك لهذا الفصل أنك تستمتع
بمساعدة الآخرين ؟!”
كان تشو جينغ مذهولاً ،
نظر إلى غو فاي الذي كان يشير إليه ، وفتح فمه ،
لكنه لم يقل شيئ
غادر لاو لو الفصل بينما يلعن ،
وظل يلعن حتى بعد أن انتهت الحصة وغادر الممر
التفت تشو جينغ إلى غو فاي : “ اللعنة ، من من نسخت
حقاً ، هاه ؟”
غو فاي ألقى عليه نظرة دون أن يقول شيئ
تشو جينغ وقف مصمماً للحظة ، ثم تنهد : “ انسى الأمر ،
لا يهم .”
بعد مغادرة تشو جينغ ،
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي ،
ولم يعرف ما يجب أن يقوله ،
تحدث غو فاي وهو يجهز حقيبته :“ إير مياو ستنتظرك
عند بوابة المدرسة ،
اذهب معها .”
تجمد جيانغ تشنغ : “ هاه ؟
لقد تشاجرت مع شقيقها ،
لا أريد الذهاب معها .”
غو فاي : “ فقط حاول "
شعر جيانغ تشنغ بغضب قليل : “ ايييه ، اللعنة ، سأحاول "
غو فاي لم يتحدث ؛ بعد لحظة ،
أخذ نفس عميق وقال : “ افعلها لأجلي ، شكراً "
فجأة شعر جيانغ تشنغ بالراحة : “ آووه ؟
يبدو أنك تعاني بشدة صحيح ؟”
غو فاي : “ صحيح ”
— نهاية الفصل الخامس عشر —

تعليقات: (0) إضافة تعليق