القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch17 | SAYE

Ch17



جلس غو فاي خلف ماكينة الدفع ، 

يلعب بهاتفه بينما يراقب لي باو قوه وهو يقوم بجولته الثالثة حول أرفف البضائع


يبدو ' لي باو قوه ' أن لديه هدف في ذهنه ؛ 

و كان يتجه ذهابًا وإيابًا ويلقي نظرة على غو فاي 

من وقت لآخر ،


نظرًا لأن لي قوه قو سبق أن سرق من المحل أكثر من مرة ، 

كان غو فاي يحدق به مباشرةً في كل مرة يدخل فيها ،

لكن الآن ظهر فجأة جيانغ تشنغ في حياته ، 

وعلى الرغم من أن غو فاي حدق قليلاً ، 

لم يكن تحديق حقيقي ، ولكنه كان كذلك في الوقت ذاته


لم يكن لي باو قوه لص بالمعنى التقليدي ؛ 

أحيانًا عندما يقامر بكل ماله ويحتاج للتسوق ، 

كان يطلب الأشياء بالدين ،

غالبية الناس في هذه المنطقة كانوا يعيشون في أدنى 

درجات السلم الاجتماعي ، 

وكان البيع والشراء بالدين أمر شائع ،


ومع ذلك ، حتى عندما يشتري لي باو قو بالدين ، 

كان دائمًا يحاول سرقة شيء آخر 


قال لي باو قوه وهو يضع يده داخل سترته القطنية السميكة 

ثم أخرج يده ، 

واتجه نحو الثلاجة ليأخذ كيس من كرات السمك 

ثم توجه إلى كاونتر المحاسبة :

“ دا فاي سأدفع ثمن هذا خلال يومين ، 

هل يمكن إضافته إلى ما أخذته سابقاً ؟”


أجاب غو فاي وهو يخرج دفتر صغير من الدرج ، 

يبحث عن الصفحة التي تحمل اسم لي باو قوه ويكتب :

“ كيس كرات سمك ، 

وزجاجة نبيذ نيو إر…”


قاطعه لي باو قوه بارتباك :

“ ماذا ؟ 

لم آخذ أي نبيذ "


نظر إليه غو فاي قائلاً :

“ الزجاجة في جيبك . 

لي-شُو ، يجب أن تشرب أقل ؛ 

لم تعد قادرًا على تذكر الأشياء بوضوح بعد الآن .”


( لي شو = العم لي ) 


ضحك لي باو قوه وهو يصفع جيبه قائلاً :

“ آههه صحيح ، لقد أخذت زجاجة… 

أضف لي أيضًا علبة سجائر تشانغبايشان في الكيس .”


استدار غو فاي ليأخذ علبة السجائر التي تبلغ قيمتها عشرة 

يوانات ، وأضافها إلى القائمة التي يكتبها


قال لي باو قوه وهو ينظر إلى خط غو فاي :

“ خطك جميل جدًا . هل تعرف ابني ؟”


رد غو فاي :

“ لي هوي ؟ بالطبع أعرفه .”


: “ ليس لي هوي ، بل ابني الأصغر ، تشنغ-تشنغ ” 

وضع لي باو قوه مرفقه على الطاولة : “ عاد للتو . 

لم أستطع تربيته عندما كان صغير ، 

فأرسلته بعيداً … 

إنه يدرس الآن في مدرسة سي زونغ . 

يجب أن تعرفه .”


أومأ غو فاي قائلاً :

“ اووه أعتقد أنني أعرفه "


ضحك لي باو قوه بخبث قائلاً :

“ إنه طالب مجتهد للغاية ، 

مختلف تمامًا عن شياو هوي . ( الشاب هوي ) 

إنه طالب ممتاز . 

هل تعرف ماذا يعني ذلك ؟ 

أنتم مجموعة من المشاغبين لا بد أنكم طلاب سيئون ، 

أليس كذلك ؟ 

ابني الأصغر هو حقًا طالب مميز .”


ابتسم غو فاي :

“ هذا صحيح .”


أكمل لي باو قوه بابتسامة عريضة :

“ هل تذكرت الآن ؟  

سأجعل تشنغ-تشنغ يأتي لدفع المال خلال يومين ...” 

ثم أشار إلى الدفتر : “ خط ابني بالتأكيد أفضل من خطك "


رد غو فاي وهو يحاول كبح ضحكته :

“صحيح "


بعد أن غادر لي باو قوه وهو في مزاج جيد ، 

نظر غو فاي إلى خطه في الدفتر ~


لم يكن بإمكانه الجزم بشأن أشياء كثيرة ، 

لكن خط جيانغ تشنغ… 

كان من النوع الذي يبدو صحيح في الكتابة ، 

و لكن قد يُخصم منه علامات لأن الحروف 

مكتوبة بشكل قبيح ، 

وهو ما كان بلا شك يثير استياء المعلمين 


مع اقتراب الظهر ، دخلت والدته ، 

تحمل في يدها علبة طعام دافئة وقالت :

“ أعددت لك بعض لحم الخنزير المطهو .”


نهض غو فاي ، وأزاح المقعد الصغير إلى جانب قائلاً :

“ لن تخرجي اليوم ؟ هل أكلتِ ؟”


ردت والدته بوجه مليء بالاستياء :

“ إلى أين يمكنني الذهاب ؟! 

مع من أخرج ؟! 

أي شخص أخرج معه ينتهي به الأمر خائف 

أو يفقد نصف عمره ! 

لا أريد أن آكل !”


قال غو فاي وهو يسكب الطعام من العلبة إلى طبق :

“ إذا وجدتِ شخص لا يحتاج إلى الضرب ، 

سيكون الأمر على ما يرام .”


والدته بنظرة حانقة قائلة :

“ هل هناك أحد في نظرك لا يحتاج إلى الضرب ؟ 

متى ستتعلم رؤية الخير في الناس ؟! 

هذا لا يعجبك ، وذاك لا يعجبك . 

العيش كأرملة يعجبك ، أليس كذلك ؟”


رد غو فاي ببرود :

“ لكي ترى الخير في الناس ، 

يجب أن يكون هناك خير فيهم .”


فتحت غطاء علبة الطعام ، 

وأخرجت منه جزء صغير ، 

ودفعت نصف لحم الخنزير المطهو جانبًا ،



سألت والدته : “ أين غو مياو ؟”


: “ خرجت لتلعب . 

فقط اتركي لها جزء ، ستعود لتأكل عندما تجوع .”


تنهدت والدته :

“ خروجها طوال اليوم ، وبهذا المزاج … 

مجرد النظر إليها يسبب لي التوتر . 

ما الذي سيحدث لها لاحقاً ؟”


رد غو فاي وهو يجلس ليأكل :

“ إذن لا تنظري .”


تطلعت إليه والدته لفترة ، ثم قالت فجأة :

“ يجب أن تخرج اليوم .”


رفع غو فاي نظره وسأل :

“ إلى أين أذهب ؟”

تناول قطعة من اللحم ، 

لكنه يعلم بالفعل ما الذي تتحدث عنه 


قالت وهي تضرب الطاولة بغضب :

“ أي يوم هذا لا تتذكره حتى ؟! 

كم مضى على وفاة والدك ولا تتذكر !”


رد غو فاي ببرود :

“ مات منذ زمن طويل .”


نظرت إليه بغضب دون أن تتحدث ، 

وبعد لحظة أخرجت منديل وبدأت تمسح دموعها


لم يكن غو فاي يريد أبدًا أن يفهم تمامًا مشاعر والدته تجاه 

زوجها الراحل ،

عندما كان على قيد الحياة ، 

كانا يتشاجران كل يوم ، 

وبعد انتهاء الشجارات ، كانا يتقاتلان ، 

وبعدها تدعو الإله أن يموت هذا الرجل بسرعة ،

ولكن الآن بعد أن مات ، 

كانت تذرف الدموع بمجرد ذكره ،

 

في بعض الأحيان ، 

يكون بكاؤها حقيقي وصادق لدرجة أنه يحطم القلب


قال غو فاي وهو يأكل:

“ ذهبت إلى المقبرة قبل يومين "


ردت والدته بغضب :

“ هذا لا فائدة منه ، 

قلت لك، الذهاب إلى المقبرة لا فائدة منه ! 

يجب أن تذهب إلى المكان الذي مات فيه ! 

كم مرة قلت لك ذلك ! 

وإلا لن يستريح أحد ! 

إذا لم تذهب ، سأذهب بنفسي !”


تنهد غو فاي :

“سأذهب في فترة ما بعد الظهر .”


قالت وهي تمسح دموعها :

“ احرق بعض الأوراق النقدية هناك . 

هذا الأحمق بالتأكيد يعرف كيف يستخدم المال ، 

أراهن أنه يتسول للطعام هناك .”


رد غو فاي بهدوء :

“ ابقِ في المتجر هذا المساء ، ولا تلمسي المال . 

إذا تجرأتِ على لمس أي شيء ، 

سأخبر ملك الجحيم أن كل ما أحرقه كان نقود مزورة .”


صرخت والدته بغضب :

“ مجنون ! "


————————————————-


البحيرة التي توفي فيها والده بعيدة جدًا ،

كان يُقال أنه سيتم إنشاء حديقة صغيرة هناك ، 

لكن الأرض بقيت مهملة طوال الوقت ، 

وذلك بشكل رئيسي لأنه لم تكن هناك مناطق سكنية قريبة ، 

وقلة قليلة من الناس كانت تزورها ، 


على مدار العامين الماضية ، 

جفت المياه تقريبًا ، 

وبما أن أحدًا لم يذهب إلى هناك ، 

لم يكن بالإمكان رؤية أي شخص ، 

خاصةً في فصل الشتاء ،


في فترة ما بعد الظهر ، 

ذهب غو فاي إلى هناك ، 

حمل معه كومة من الأوراق النقدية المزيفة 

وبعض أعواد الثقاب


عندما وصل إلى البحيرة ، 

لم يكن المكان مختلف كثيرًا عن آخر مرة زاره فيها


المياه شحيحة ، 

تتجمع في بقعة صغيرة في وسط البحيرة


و كل شيء حولها بدا مهجور ، 


حتى النباتات بدت وكأنها جفت مع مرور الوقت


وقف غو فاي على الحافة لبعض الوقت ، 

ولم يشعر بأي مشاعر خاصة تجاه المكان


لم يكن هناك الكثير ليتذكره عن والده ، 

باستثناء بعض اللحظات الفوضوية 

التي بقيت عالقة في ذهنه


أشعل النار في الأوراق النقدية المزيفة ، 

وراقبها تحترق ببطء بينما يهب الهواء البارد من حوله


قال بصوت خافت وهو ينظر إلى اللهب :

“ هل يكفي هذا ؟”


لم يتوقع إجابة ، 

ولم يكن يحتاج إلى واحدة ، 


بالنسبة له ، 

كانت هذه الطقوس مجرد واجب ، 

أكثر من كونها فعلًا ذا معنى ،


——- لو كانت البحيرة جافة كما هي الآن في ذلك الوقت ، 

ولو كانت مياهها متجمدة أكثر قليلاً … لما توفي والدي 


لكن …


عندما قدّم غو فاي لجيانغ تشنغ نبذة عن لي باو قوه 

كان ذهنه شاردًا قليلًا … و للحظة شعر وكأنه يقدم لجيانغ نبذة عن والده


أحيانًا ، لم يكن يجرؤ على التفكير في الأمر – 


لم يجرؤ على مواجهة قلبه الذي كان يتمنى يومًا أن يموت 

والده ، 

ولم يجرؤ على مواجهة قلبه الذي ، حتى الآن ، 

لو عاد الزمن وحدث الأمر مرة أخرى ، 

لظل يتمنى أن يموت ذلك الرجل ،


قلبه وهذه البحيرة… 


كلاهما كانا مكانين لا يرغب بالاقتراب منهما


لو لم تُجبره والدته على الذهاب كل عام لإحراق الأوراق 

النقدية كقرابين ، لما اقترب منها أبدًا


من منزلهم ، سيكون عليه أن يستدير يسار ؛ 

وبعد أن يتجاوز مصنع صغير ، 

سيكون الطريق مستقيم بلا منعطفات أو تقاطعات ، 

وعندما لا يبقى مكان آخر للذهاب إليه ، يصل إلى هنا


بعد تجاوزه للمصنع الصغير ، 

لم يكن هناك أحد في الجوار ، 

فقط الخراب والشعور بالوحدة يملأ الأفق 

– البرودة والكآبة بدت وكأنهما تصوران عالم آخر


خفض غو فاي قبعته ، وارتدى قناع وجهه ، 

ثم وضع غطاء الأذنين ؛ 

ربما بسبب عدم وجود مباني هنا، 

أو ربما بسبب خوفه ، شعر بالبرد 

وكأن الرياح القادمة من أي اتجاه تخترق جسده بسهولة – 


البرد كان يتسلل من الخارج طبقة تلو الأخرى


لم يكن هناك الكثير من الثلج هذا العام ، 

ولكن لأنه لم يقم أحد بتنظيفه ، 

فقد تراكمت طبقة كثيفة على الأرض ، 

وأصدرت صوت مع كل خطوة ، 

مما أثار توتر من يسير عليها ،


بعد أن سار لبعض الوقت ، 

نظر إلى الأسفل ليكتشف فجأة سلسلة 

من آثار الأقدام على الأرض


توقف في مكانه ونظر يمينًا ويسارًا على الطريق ، 

وبالفعل كان هناك خطّان من آثار الأقدام – خطّ قادم ، دون 

أثر لخطّ العودة


—- هل جاء شخص ما بالفعل إلى جانب البحيرة في هذا الموسم ؟


عبس غوفاي بحاجبيه


الذهاب إلى البحيرة لإحراق الأوراق النقدية كان شيئ لا 

يرغب أن يراه الآخرون ، 

لم يكن يريد أن يعتقد أحد أنه يشعر بالذنب ،


لم يكن يشعر بالذنب ، 

كان فقط يشعر بالخوف – لا أكثر


على الرغم من أن سطح الماء لم يكن كبير ، 

إلا أن الرياح القوية كانت لا تزال تهب بشدة على جانب 

البحيرة ، 

حتى أن عينيه أصبحتا تؤلمانه بشدة


شق طريقه عبر الأشجار المتناثرة 

وسار على أرض مليئة بالأعشاب البرية وصولاً إلى البحيرة ، 

حيث اختفت آثار الأقدام

وسط الثلج المحطم والجليد المتشقق


نظر غوفاي إلى اليمين واليسار لكنه لم يرى أحد ،


تردد للحظة ، 

ثم حدّق في البحيرة التي تظهر في عدة أماكن قاعها الجاف ، 

ولا يزال لا يوجد أحد


بالطبع ، حتى لو كان هنا شخص قد خطا على الجليد 

المكسور وسقط … 

فإن البحيرة حالياً لا يمكن أن تُغرق أحد حتى الموت ، 

لكنها قد تتسبب في تجميده حتى الموت ،


وجد شجرة ، 

جلس غوفاي القرفصاء بجانب جذعها ، 

ألقى الكيس الذي كان يحمله على الأرض وأخرج سيجارة


أراد أن ينتظر قليلاً ، 

خصوصًا لأنه لم يكن يريد أن يمشي على طول جانب 

البحيرة بعد الآن


علاوة على ذلك ، كان هذا المكان مناسب للغاية لأن 

المدخل والمخرج كانا واضحين


خطته كانت أن ينتظر حتى يغادر ذلك الشخص ثم سيبدأ بإحراق الأوراق النقدية


ولكن بعد الانتظار لمدة عشرين دقيقة تقريبًا دون أن 

يتحرك ، 

شعر أنه سيتجمد ، ولكن لم يظهر أحد


تمتم :

“ اللعنة بحق الجحيم …”


أطفأ سيجارته على مضض ، والتقط الكيس


لم يكن أمامه خيار سوى أن يمشي قليلاً إلى الداخل : 

أولاً لمعرفة من مر من هنا، 

وثانيًا للبحث عن مكان أكثر خفاءً ،


بعد بضع مئات من الأمتار ، 

سمع غو فاي صوت حاد قادم من وسط البحيرة


الصوت لم يكن طبيعي ، 

لم يكن صوت الجليد الذي يتشقق من تلقاء نفسه ، 

بل بدا وكأن أحدهم داس عليه أو شيء ما يضربه 


استدار بسرعة ونظر نحو وسط البحيرة ،  

لكنه لم يرَى أحد أو أي شيء – 


كان كل شيء ساكن تمامًا


فجأة ، شعر بقشعريرة في ظهره

 واستدار بسرعة لينظر خلفه


لا أحد ، لا شيء… بدا الأمر مريب


قبل أن يتمكن من الالتفات مجددًا ، 

تردد صوت حاد مرة أخرى من البحيرة ؛ 

استدار بسرعة مرة أخرى ، 

حتى شعر وكأن رأسه سيلتوي ،


ومع ذلك ، لم يرى شيئ ، 

لكن الصوت هذه المرة كان أكثر خفوت من ذي قبل


تراجع بضع خطوات ببطء واتكأ على شجرة ؛ 

وعلى الرغم من أن هذا بدا ساذج ، 

كان بحاجة إلى أن يشعر بشيء حقيقي خلفه ليشعر بالإطمئنان 


هذه المرة ، ركز نظره على البحيرة بعناية


وبعد ثواني فقط ، 

رأى شيئ يشبه الحجر ينطلق من الأعشاب الجافة القريبة 

من البحيرة ، 

على بعد حوالي 100 متر منه ، 

ويرتطم بسطح الجليد ——


الصوت الذي صدر لم يكن حاد ، بل مكتوم


—-  شخص ما يلقي الحجارة ؟ 

من يشعر بالملل إلى هذا الحد ؟ 


لكن بالنظر إلى السرعة التي انطلق بها الشيء ، 

لم يبدو أنه قُذف بيد 


سحب غو فاي ملابسه بإحكام وتقدم ببطء نحو ذلك الاتجاه


و على بعد أقل من عشرين متر ، 

رأى غو فاي ظل يتأرجح في مكان غارق أمام البحيرة ، 

وعلى الرغم من وجود أعشاب ذابلة وطويلة تكاد تصل إلى 

ارتفاع شخص بالغ تحجب رؤيته ، 

إلا أنه استطاع أن يميز أنه كان إنسان


وليس شبح —-


شعر بخوف شديد حتى تسارع نبض قلبه بسبب شخص 

ربما شعر بالملل لدرجة أنه قرر رمي الحجارة بجانب 

البحيرة للتسلية


على الرغم من أنه شعر بأن ذلك سخيف ، إلا أنه اطمئن 


لم يتقدم أكثر ، بل تراجع إلى داخل الغابة 

بنيّة الانتظار حتى يغادر ذلك الشخص ، 

وأيضًا ليرى ماذا كان يفعل 


لم يكن ذلك الشخص قد لاحظ وجود أحد آخر ، 

كان منحني وكأنه يلتقط شيئ ، 

ثم مد إحدى ذراعيه للأمام بينما الأخرى تراجعت إلى الخلف


حلّق شيء أسود في الهواء ، 

وأصدر صوت ' وووووششش ' 

ثم ارتطم بسطح البحيرة مجدداً 

وأصدر صوت ' بلووووب '


على الفور ، أدرك غو فاي أن ذلك الشخص يلعب باستخدام 

مقلاع ، 

وفوق ذلك ، بدا أن ملابس الشخص … مألوفة جداً 


حدق في الشخص عبر المساحة بين الأعشاب الذابلة 

لبضع لحظات أخرى ثم تجمد في مكانه


: “ جيانغ تشنغ ؟”


الملابس التي يرتديها الشخص هي نفسها التي كان جيانغ 

تشنغ يرتديها عندما تشاجرا ، 

مع وجود خطين عريضين رماديين-أبيضين على منطقة 

الصدر – بشعة للغاية


نظر غو فاي حوله ، 

لم يكن هناك أحد آخر


—- جيانغ تشنغ وجد هذا المكان بمفرده ؟


وجاء ليلعب بالمقلاع على سطح الجليد ؟


يا له من طالب شويبا ذو طابع عاطفي… وقت رائع ، 

لا يبقى في المنزل يدرس ، بل يهرع إلى هنا ليلعب بالمقلاع ،


أشعل غو فاي سيجارة أخرى ووضعها في فمه بينما يراقب جيانغ تشنغ


يبدو أن جيانغ تشنغ كان يستخدم حجارة صغيرة ، 

لكن بما أن ضفة النهر قد تجمدت ، 

لم يكن العثور على الحجارة سهل ،

في كل مرة ينحني ، 

كان يضطر للحفر لبعض الوقت ؛ 

أحيانًا يستخدم قدميه لركل الأرض بحثًا عن الحجارة






راقب غو فاي لفترة وشعر أن جيانغ تشنغ لم يكن في مزاج 

جيد مجدداً ، 

عدة مرات ، عندما استخدم قدميه للركل ، 

كانت حركاته توحي وكأنه يريد الشجار – الغضب الخفي 

كان واضح فيه للغاية


لكن بعد رؤيته يطلق المقلاع أربع أو خمس مرات ،  

تفاجأ غو فاي مجدداً 


أخرج نظارته من الجيب الداخلي لسترته ووضعها على 

عينيه ، واستمر في التحديق


كان جيانغ تشنغ يستهدف نفس النقطة التي تبعد حوالي 

30 متر عن الشاطئ ؛ 

ومن المدهش أنه كان يُصيب الهدف في كل مرة ، 

مما تسبب في تشكل ثقب جليدي هناك ،


: “ رائع "


كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يلعبون بالمقلاع ، 

ومن بين الأشخاص الذين يعرفهم غو فاي ، 

كان هناك العديد ممن يتفاخرون بدقة تصويبهم – 

كثير منهم زعموا أنهم يستطيعون إصابة هدف على بعد 70 متر


لكنها المرة الأولى التي يرى فيها بنفسه شخص يستطيع 

بالفعل أن يُطلق حجرًا في نفس الثقب أكثر من عشر مرات 

متتالية


لعب جيانغ تشنغ لفترة ثم توقف ، 

ثم انحنى مجدداً للبحث والركل ، 

لكنه لم يقف حتى بعد مرور فترة طويلة ، 

ربما لأنه لم يتمكن من العثور على المزيد من الحجارة


بعد أن دار عدة مرات في نفس المكان ، 

بدأ يسير في اتجاه غو فاي ، 

مما دفع غو فاي إلى التراجع بسرعة والاختباء خلف شجرة


صرخ جيانغ تشنغ بغضب :

“ اللللعنننة !”


لم يستطع العثور على أي حجارة طوال ما بدا وكأنه نصف 

يوم ، 

وصاح مستاء ؛ كان صوته مرتفع ، 

ومع انسياب الرياح ، 

سمعه غو فاي بوضوح تام


—— لم تعد هناك حجارة ، غادر فحسب 


لكن جيانغ تشنغ لم يغادر ، بل نظر إلى الأرض ، 

وركلها عدة مرات ، 

ووجد حجر صغير بعد أن ركل قطعة من الثلج المتجمدة


تنهد غو فاي


وضع جيانغ تشنغ بضع قطع في جيب سترته ، 

ثم نظر باتجاه البحيرة ثم استدار


ثبت قدميه لثواني قليلة ، 

ثم استدار ورفع يده ، وأطلق حجر


' بام ! '


صوت اصطدام الحجر بمكان ما على مسافة كشف عن 

قضيب فولاذي نحيل على الأرض


“ اللعنة ”


شعر غو فاي بالصدمة ؛ لو لم يكن يرتدي نظارته ، 

لما استطاع أن يرى أين كان القضيب الفولاذي


استدار جيانغ تشنغ واتخذ بضع خطوات إلى الجانب ، 

ثم استدار مجدداً ،

الحجر الذي أطلقه اصطدم بالقضيب الفولاذي مجدداً ، 

مما تسبب في تحطمه إلى أجزاء ،


صفق جيانغ تشنغ : “ أوه نعم ! حتى هذا أيضًا !”

ثم رفع مقلاعه ، 

و لوّح في كل الاتجاهات وكأنه يحي جمهور 

وانحنى عدة مرات : “ شكرًا ، شكرًا .”


كتم غو فاي ضحكته ، 

وتراجع ببطء إلى مسافة آمنة – 

لو اكتشف جيانغ تشنغ أنه كان هنا ، 

فمن المتوقع أن يبدآ بتدمير الحقل الممتلئ بالأشجار ~


تحدث جيانغ تشنغ بحماس بينما أخرج حجرين من جيبه : 

“ المتسابق جيانغ تشنغ قرر رفع مستوى الصعوبة مجدداً ! 

واو وااو وااو "


هذه المرة ، بدلاً من أن يستدير بظهره إلى القضيب 

الفولاذي ، ركّز عليه وسحب يده


غو فاي سمع صوتين في وقت واحد


' دينغ '

' بلوب '


من الحجرين الذين أطلقهما معًا، 

أصاب أحدهما الهدف المقصود ، 

بينما أخطأ الآخر وسقط على المياه ،


: “ آه، يا لها من خسارة ….” تحدث جيانغ تشنغ وهو 

يبحث عن حجر آخر في جيبه : “ المدرب X، 

هل تعتقد أنه ارتكب خطأ هذه المرة 

أم أن مهاراته ليست بالمستوى المطلوب ؟”


غو فاي —- المدرب X ؟ 

ما هذا بحق الجحيم ؟

أدرك غو فاي أخيرًا بعد وقت قصير ، 


تحدث جيانغ تشنغ بينما أطلق حجر آخر بالمقلاع : “ أعتقد أن هناك مجال للتحسين في مهارته .

يبدو أنه يريد تغيير نمط التحدي… 

هل سيخفض الصعوبة أم سيستمر …”


استرخى يده ، فطار الحجر في الهواء ، 

ولم ينتظر غو فاي ليرى بوضوح ثم سحب مرة أخرى ؛ 

الحجر الثاني أيضًا طار ، وتبعه الثالث على الفور


' دينغ، دينغ، دينغ '


أصابت جميعها الهدف ——-


نظر غو فاي إلى ظهره ، 

لو لم تكن هذه هي الظروف الحالية ، 

لكان صفق لجيانغ تشنغ بصدق – 

ليس فقط على دقة تصويبه ، 

بل لأن حركاته كانت مليئة بالثقة والراحة ،


لو كان لي يان هنا ، 

بعد مشاهدة هذا المشهد ، 

لكان بالتأكيد قد توقف عن القول : “ لا يتناسب معي "


ولكن، بعد أداء ممتاز كهذا ، 

لم يصفق جيانغ تشنغ لنفسه أو يلوّح بيده وينحني – 

بل وقف في مكانه دون أن ينطق بكلمة


بعد فترة ، أنزل رأسه ببطء وجلس القرفصاء ، 

واضعًا رأسه بين يديه


تجمد غو فاي في مكانه ——-


—— هل كان غارق في أدائه لهذه الدرجة …؟


لكن سرعان ما لاحظ غو فاي أن كتف جيانغ تشنغ يرتجف


كان هذا بكاء —-


دخن غو فاي آخر نفثتين من سيجارته ثم أطفئها 

تحت قدميه ، 

ثم نهض وواصل السير للأمام ،


لم يكن لديه اهتمام بمشاهدة هذا النوع من المشاهد ،

كان من المقبول مشاهدة شيء مسلٍّي ، 

لكن التجسس على آلام الآخرين ، 

ومشاهدة شخص دائم الانفجار يبكي – كان بلا معنى


كان لهذه البحيرة نهاية ، 

لكن لا يمكن تجاوزها بسهولة ، 

إذ أن الجبل أمامها كان أشبه ببطاطا حلوة متعفنة ، 

مما يجعل عبورها مستحيل


وجد غو فاي قطعة صغيرة من الأرض الخالية من الأعشاب ، 

واستغرق الأمر حوالي عشر دقائق حتى أشعل النار


ثم أخرج حزمة الأوراق النقدية من الكيس وألقاها في النار


كانت هناك أوراق ذهبية وصفراء ، 

وأخرى مزينة بالزهور ؛ 

قيمتها الاسمية تراوحت من الصفر إلى مئات المليارات – 

كل شيء كان موجود للطقوس


نظر غو فاي إلى ألسنة اللهب المتصاعدة 

ومدّ يديه ليشعر بالدفء


في هذه اللحظة ، 

كان من المفترض أن يقول شيئ ؛ 

الآخرون عادةً يقولون شيئ مثل : “ خذ المال ، 

نحن بخير فلا تقلق ، 

وإذا لم يكن لديك ما يكفي فقط اطلب ، 

لا داعي للقلق .”… 

لكن إن أراد التحدث ، 

لم يكن يعرف حقًا ماذا يمكنه أن يقول


راقب ألسنة اللهب وهي تتغير ألوانها بصمت ، 

تصعد في الدخان الكثيف ، 

وتتراقص مثل الموجات مع الرياح ، 

ثم تقلّ تدريجيًا ، 

وفي النهاية لم يتبقى سوى دخان أزرق-أسود


أخذ غو فاي غصن صغير ونقر به برفق على الرماد الأسود 

المتناثر ، 

ما زالت بعض الشظايا تحمل شرارات خفيفة ، 

ثم عادت الأمور إلى حالتها الهادئة ،


نهض ، 

ركل الثلج المتراكم من الجانب ليغطي الرماد الأسود 

ثم استدار للمغادرة


كل عام ، بعد هذا اليوم ، 

كان غو فاي يشعر باختناق أقل – مرتاح حقًا


الأيام تعود إلى حالتها المعتادة ، 

المليئة باللامعنى: مراقبة المتجر ، 

مراقبة غو مياو وهي تركض مثل الأرنب عبر الشوارع ، 

الذهاب إلى المدرسة لحضور دروس مملة ، 

لعب اللعبة المتخلفة ' Craz3 Match ' ،

ومشاهدة لاو شو وهو يحاول عبثًا إنقاذه مما يسميه الظلام ،


في ذلك اليوم ، لم يبكِي جيانغ تشنغ لفترة طويلة بجانب 

البحيرة ؛ بحلول الوقت الذي انتهى فيه غو فاي من حرق 

الأوراق النقدية واستدار ، لم يعد جيانغ تشنغ هناك


لكن عندما قابله في المدرسة ، 

لم يستطع أن يلاحظ أي شيء غريب – 

كان لا يزال يسحب نفسه بتلك الشخصية الحادة والكلمات 

اللاذعة ؛ 

وفي الفصل لا يزال يريح جسده على الطاولة كالمعتاد

 أو يغلق عينيه بينما يستمع ، 

وأحيانًا يفتح عينيه لتدوين ملاحظات ،


لم يتدخل أحدهما في شؤون الآخر في الفصل

 ولم يكن بينهما شيء يقال


مع ذلك ، في كل مرة يتذكر غو فاي أداء جيانغ تشنغ بجانب 

البحيرة ، كان دائمًا قلق من أن ينفجر ضاحكًا


نادى تشو جينغ وهو يستند إلى طاولة غو فاي : “ دا فاي ،، دا فاي ؟ دا…”


رفع جيانغ تشنغ الكتاب في يده وضرب به رأسه ، 

وهو يخفض صوته :

“ إذا كان لديك ما تقوله ، فقله مباشرةً ! 

هل لم تُضرب من قبل بسبب عادتك الغريبة هذه ؟!”


: “ اللعنة !” صرخ تشو جينغ وهو يمسك رأسه وينظر إلى 

غو فاي : “ دا فاي ، عندما ذهبت إلى مكتب شو زونغ 

في وقت سابق اليوم ، 

سمعت أنه قال شيئ عن أن المدرسة تريد إقامة مسابقة 

كرة سلة ربيعية الشهر المقبل .”


غو فاي : “ لا أعرف " 


تشو جينغ : “ ستشارك ، أليس كذلك ؟ 

فصلنا يعتمد عليك ، 

إذا لم تشارك ، سنخسر بالتأكيد "


أشار غو فاي إليه : “ لا تزعجني "


استدار تشو جينغ واستند على طاولته


فجأة بدأ ذهن جيانغ تشنغ يتجول ... 

——- الشهر المقبل ؟ 

مسابقة كرة سلة ربيعية ؟

هل يُعتبر شهر مارس هنا فصل الربيع ؟


التفكير في مسابقة كرة السلة جعله يشعر ببعض الندم


استرجاع ذكريات لعب كرة السلة في المدرسة كان يثير 

بعض الأوقات غير السعيدة ، 

ومع ذلك كان لا يمكن التوقف عن التفكير – أن ذكريات 

تلك اللحظات المبهجة التي قضاها بحرية على الملعب


مقارنة بالحاضر ، كانت تلك الذكريات كلها مشرقة


نهاية الفصل السابع عشر

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي