Ch18
تانغ ميانميان : “ ماذا حدث ؟”
كان تانغ ميانميان أبطأ بخطوة من شياو تانغ تشيو،
وعندما رأى المشهد داخل التابوت بوضوح ،
تغيرت ملامح وجهه بصدمة وهو يصرخ : “ آآآآآآه!
اللعنة ! آآآآآآآه!”
وصل الآخرون بعد لحظات
ظل وجه لو مانسو الجاد دون تغيير ،
لكن التوأم بدأتا تصرخان “ آآآآآآآه! آآآآآآآه!”
حاول شياو تانغ تشيو تجاهل الصرخات الحادة التي
اخترقت أذنيه بينما يشارك ما رآه مع لو مانسو
عندما سمع تانغ ميانميان أن لو شياوتاو هي من قامت
بتمزيق أمعائها بنفسها، شحب وجهه وبدت عليه علامات
الغثيان
أما دينغ تيانتيان ودينغ ميمي ،
فقد خرجتا بالفعل إلى الخارج لتتقيآ
عبس شياو تانغ تشيو : “ لماذا ماتت لو شياوتاو في هذه
الغرفة ؟
ولماذا ترتدي هذا فستان الزفاف؟
أليس فانغ لان غير قادرة على دخول القصر ؟”
تعبير لو مانسو مليئ بالجدية : “ اسأل يانغ بينغ ، فهو الأكثر دراية بما حدث .”
عندما خرجوا ، رأوا يانغ بينغ جالس على الأرض
كان في حالة ذهول ، يحتضن ركبتيه ويهتز بلا توقف
مشاهدة حبيبته تموت بهذه الطريقة البشعة
يبدو أنه تسبب له بانهيار عصبي
سأله لو مانسو : “ يانغ بينغ ماذا حدث للتو ؟”
يانغ بينغ بصوت مرتجف وهو يخفي رأسه بين ركبتيه : “ أنا… لا أعرف…
لا أعرف أي شيء…”
تحدث لو مانسو بحدة : “ هل أنت متأكد من أنه ليس لديك
شيء لتقوله ؟
حتى لو كان ذلك يعني أنك ستموت بسببه؟”
ظل يانغ بينغ صامت ، متردد لفترة طويلة ثم بدأ بالكلام
بصوت متقطع ومرتجف : “ الليلة الماضية …
عندما كنت أنا وشياوتاو في غرفتنا ،
فجأة سمعنا بكاء طفل …
شعرت بالخوف الشديد ،
لكن شياوتاو نزلت من السرير وقالت إنها تريد الخروج .
حاولت سحبها لكنها قالت … قالت …”
ملامح يانغ بينغ مليئة باليأس وهو يرفع رأسه عن ركبتيه ، : “ قالت إنها سمعت طفلنا يناديها !
قالت إنها سمعت طفلنا يقول أمي!
لكن… لكن ليس لدينا أي أطفال !”
بدا وكأن شياو تانغ تشيو فهم شيئ
نظر ببرود إلى يانغ بينغ : “ حقاً ؟”
احمرّ وجه يانغ بينغ : “ نحن… نحن كان لدينا طفل …
لكننا تخلصنا منه قبل شهر !
كان الجنين عمره ثلاثة أشهر فقط !
لم يكن قد تطور بشكل كامل بعد ! لا يُعتبر طفلاً !”
قاطع لو مانسو حديث يانغ بينغ : “ أخبرنا ماذا حدث بعد ذلك ”
تابع يانغ بينغ بصوت مليء بالخوف والتردد : “ ظننت أنها كانت ممسوسة ،
لذا أمسكت بها ولم أسمح لها بالخروج .
لكن فجأة أصبحت قوية جدًا لدرجة أنني لم أستطع
الإمساك بها…
حقًا لم أستطع !
وبعد ذلك تبعتها إلى هذا الفناء ثم…
أُغمي علي…”
عبس شياو تانغ تشيو : “ أُغمي عليك ؟
هل حقًا لا تتذكر أي شيء آخر بخلاف هذا ؟”
صرخ يانغ بينغ : “ أقسم !
لماذا أكذب عليكم ؟
أُغمي عليَّ قبل أن أتمكن حتى من دخول الغرفة …
لقد استيقظت للتو !
فور استيقاظي دخلت لألقي نظرة .
ثم رأيت أن شياوتاو كانت… انتظر !
قبل أن يُغمى عليّ، أعتقد أنني رأيت طفل …”
تغيرت ملامحه إلى القبح : “طفل…
لا بد أنه ذلك روح الرضيع !
ذلك روح الطفل هو من قتل شياوتاو!”
روح طفل ؟ تعمّق عبوس شياو تانغ تشيو بينما يفكر مليًا ،
لكن أفكاره قُطعت فجأة بصراخ تانغ ميانميان المدوّي ،
“ آآآآه! اللعنة! آآآآه!”
رفع شياو تانغ تشيو رأسه وشتم : “ اللعنه عليك يا رجل،
ألم تصرخ بما يكفي …..؟” عندها رأى المشهد أمامه
اللعنة ! جثة مُتحركة !
جثة لو شياوتاو عادت إلى الحياة !
لو شياوتاو، التي كان فستان زفافها قد تحول إلى دموي ،
تسلقت خارج التابوت ،
تمشي ببطء برأسها المنخفض وحركاتها متيبسة ،
تاركة خلفها أثار من أعضائها الداخلية ،
صرخ شياو تانغ تشيو فوراً : “ أسرعوا ! اهربوا !”
كان أول من فرّ من الفناء ،
وتبعه الآخرون فور أن أدركوا ما يحدث ،
وحده يانغ بينغ لم يتحرك ؛
فقد ظل يحدق في المشهد في ذهول لفترة طويلة ثم التفت ببطء
عند رؤية لو شياوتاو،
كان رد فعل يانغ بينغ الأول هو الفرح ؛
ظن أن حبيبته ما زالت على قيد الحياة : “ شياو… شياوتاو؟”
ولكن بمجرد أن لاحظ الفراغ الكبير في بطنها ،
سقط على الأرض من شدة الصدمة ،
مشلولًا من الخوف ،
رفعت لو شياوتاو رأسها لتنظر إلى حبيبها : “ طفلي… أين
طفلي…”
سالت دموع من الدم من عينيها على خديها : “ لماذا بطني…
لقد بحثت في كل مكان …
هل كان ذلك أنت ؟
هل أخفيت طفلي عني ؟
أعد لي طفلي !
أعد لي طفلي !!”
: “ شياو… شياو… شياوتاو…”
نظر يانغ بينغ إلى المشهد أمامه مرتجفًا مثل ورقة في مهب
الرياح : “ لقد أُجهض الطفل منذ فترة …
طفلنا رحل …”
: “ أعد لي طفلي ! أريد طفلي !”
نظرت لو شياوتاو بغضب تجاه يانغ بينغ
ألقت بنفسها عليه ،
ثم مدت يدها عبر بطنه ،
وشقّته وأدخلت يدها داخله ،
صرخ يانغ بينغ من الألم المبرح الذي سببه تمزيق بطنه ،
لكن بدا أن لو شياوتاو لم تسمع شيئ ،
و كانت تبحث عن شيء ما واستمرت في العبث بأعضائه
الداخلية ،
تقلبه رأسًا على عقب وهي تسحب أمعاءه ببطء ،
عانى يانغ بينغ يعاني ألم شديد جعله على وشك الجنون ،
و بسبب تأثير الألم المفرط ،
استجمع قوة غير مسبوقة
وتمكّن من دفع لو شياوتاو بعيدًا عنه ،
وهرب بأسرع ما يمكن ،
بعد أن دفع يانغ بينغ لو شياوتاو وأسقطها على الأرض ،
توقفت عن الحركة ،
——————————————-
لم يبتعدوا الخمسة كثيرًا وعادوا إلى الفناء
اقترب لو مانسو وتفحّص الوضع ،
ثم قال بنبرة جادة : “ أعتقد أنها ميتة حقًا الآن .”
نظر شياو تانغ تشيو إلى جثة لو شياوتاو بشيء من الشك ، : “ هل علينا أن نتأكد
مما إذا كان يانغ بينغ بخير ؟”
كان من المحتمل جدًا أن يكون يانغ بينغ قد مات ،
ولكن ماذا لو عاد للحياة فجأة هو الآخر ؟
: “ لنذهب ”
استداروا ولحقوا بيانغ بينغ
كان يانغ بينغ مصاب بجروح خطيرة ،
لذا من الناحية المنطقية لم يكن ينبغي له أن يبتعد كثيرًا ،
لكن في مواجهة الموت ،
بدا أنه استثار غريزة البقاء ،
مدفوعًا بالأدرينالين ،
ركض حتى وصل إلى بوابة قصر يون ،
تاركًا خلفه أثار من الدم ،
عندما وصل شياو تانغ تشيو إلى البوابة ،
رأى يانغ بينغ يحاول فتحها ،
في تلك اللحظة ، كان يانغ بينغ في حالة يُرثى لها ،
نصف جسده غارق في الدم
لم يستطع شياو تانغ تشيو أن يتحمل رؤية معاناته : “ لا
فائدة من محاولة فتح البوابة ،
لا تضيع طاقتك ….”
“ لا يهمني !
أريد الخروج من هذا المكان المرعب !
أريد العودة إلى المنزل !”
صاح يانغ بينغ بجنون ، وبدأ يضرب البوابة بعنف
في تلك اللحظة ،
بدأت بوابة قصر يون تصدر صوت صرير وتُفتح
“ فُتحت البوابة !”
أصيب الجميع بالذهول؛ لم يتوقعوا حدوث ذلك
“ ههههههههههه ! البوابة مفتوحة !
أنا عائد إلى المنزل !”
ضحك يانغ بينغ كالمجنون وهو يترنح خارج القصر بثقل :
“ سأترك هذا المكان الملعون !
سأعبر النهر !
سأعود إلى المنزل !”
تردد شياو تانغ تشيو للحظة ثم تبعه
و لحق به تانغ ميانميان
تبعوا يانغ بينغ إلى النهر ،
وشاهدوه بينما أصبحت حركته أبطأ فأبطأ ،
وكأنه وصل إلى نهاية الطريق ولكنه لا يزال متمسك بأنفاسه
الأخيرة : “ المنزل… سأصل إلى المنزل قريبًا…”
لم يعد القارب موجود ،
لكن يانغ بينغ لم يتردد في إلقاء نفسه في النهر
لم يستطع شياو تانغ تشيو تحمل المشهد ،
فتنهد وأغمض عينيه : “ ياااه أنـت …”
لكن في اللحظة التالية ،
انطلقت صرخات يانغ بينغ المؤلمة
فتح شياو تانغ تشيو عينيه غريزيًا ليُصدم بالمشهد أمامه ...
كان جسد يانغ بينغ مشتعلاً بلهب بلغ ارتفاعه متر
وبينما كان يتلوّى من الألم محاولًا إطفاء النيران، ترددت صرخاته
في الأرجاء، لكن لم يستطع شيء أن يوقف انتشار اللهب.
في غمضة عين، انتهت حياة يانغ بينغ بالنيران، تمامًا مثل جيانغ زيهان وزينغ جينبينغ.
وفي اللحظة التي اختفت فيها النيران ،
تحوّل النهر إلى شيء آخر ،
في الواقع ،
لم يكن هناك نهر من الأساس ،
بل محيط من الجثث التي أُحرقت حيّة ،
وتكدّست فوق بعضها البعض ،
تلك الجثث المتفحمة ملأت قاع النهر الجاف بالكامل ،
ممتدة إلى جانبي الضفاف ،
ملأت الصرخات المؤلمة الصمت ،
وأيدي تحوّلت منذ زمن إلى هياكل عظمية تمتد نحو
الأشخاص على الشاطئ ،
وكأنها تتوسل لإخراجها من بحر الموت ،
أو كأنها ترغب في سحب أولئك الواقفين على الضفة إلى مأساتها الأبدية
يتبع —-
تعليقات: (0) إضافة تعليق