Ch17
كيف ظهرت قلادة اليشم فجأة من العدم ؟!
قفز شياو تانغ تشيو من المفاجأة ؛
وسقطت القلادة اليشم من يده المرتجفة على الأرض مجدداً ،
محدثة صوت معدني واضح عندما اصطدمت بالسطح الصلب
شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري ،
وكأن أحداً يراقب كل تحركاته من خلفه ،
استدار بسرعة متوقعًا أن يرى شيئ ،
لكنه لم يجد سوى جدار فارغ متصدع الطلاء
: “ ما هذا الهراء ؟! لديك حتى قلادة يشم ؟!”
مقارنة بشياو تانغ تشيو،
بدا تانغ ميانميان أكثر تفاؤلاً : “ لابد أنها عنصر مهم متعلق
بالقصة !
بالتأكيد أحد تلك العناصر التي ستؤدي إلى الحبكة !”
: “ ربما، على الأرجح…” توقف شياو تانغ تشيو للحظة ثم
ابتسم باستسلام :“ سنبحث عن أدلة تتعلق بقلادة اليشم
غدًا .
الآن الوقت متأخر جدًا ، لنرتاح هذه الليلة .”
رد تانغ ميانميان وهو يتثاءب ويفرك عينيه المتعبتين : “ نعم ، أشعر بالنعاس أيضًا .
لنذهب للنوم .”
يوجد سريران في الغرفة ، واحد لكل منهما
تانغ ميانميان، الأكثر خوفًا ، اختار السرير الداخلي ،
و ترك لشياو تانغ تشيو السرير القريب من الباب ،
خلع كلاهما أحذيتهما وصعدا إلى السرير
شاهد تانغ ميانميان شياو تانغ تشيو وهو يعيد ترتيب حذائه
بعناية بحيث يكون الكعب باتجاه السرير وأصابع الحذاء للخارج
لم يستطع إلا أن يسأل : “ ماذا تفعل؟”
رد شياو تانغ تشيو بهدوء : “ سمعت أنه إذا كانت أصابع
الحذاء تواجه السرير ،
فإن الأشباح ستصعد إلى سريرك في منتصف الليل .”
لعن تانغ ميانميان : “ اللعنة هل هذا حقيقي؟!”
كان خائف لدرجة أنه أعاد ترتيب حذائه عند قدم السرير
على الفور ،
لكنه بعد ذلك سمع شياو تانغ تشيو يضحك : “…… كنت
أمزح فقط .”
انتظر شياو تانغ تشيو حتى تنهد تانغ ميانميان تنهيدة ارتياح
ثم أضاف ممازحاً : “ بهذا الشكل ، إذا صعد شبح إلى
السرير لاحقاً ،
سيكون من السهل عليّ الهرب بسرعة .”
عبس تانغ ميانميان :“………. هذا التفسير لا يجعلني أشعر
بأي ارتياح ياااه !”
شياو تانغ تشيو : “ لا تفكر كثيرًا ، فقط نم ”
ثم استلقى وأغمض عينيه : “ على أية حال ،
غدًا هو اليوم الأخير .”
تحدث تانغ ميانميان بعد توقف قصير : “ ماذا سيحدث إذا
لم نكمل المهمة قبل الموعد النهائي غدًا ؟”
أجاب شياو تانغ تشيو وعيناه مغمضتان : “ ربما نموت…
لكن من يدري ؟”
بدا تانغ ميانميان وكأنه يريد أن يقول المزيد ،
لكنه تردد طويلًا و قرر التراجع عن الحديث ،
شعر شياو تانغ تشيو بعدم الراحة من القلق ؛
كان يظن أنه لن يتمكن من النوم ،
لكن بمجرد أن أغلق عينيه ،
تغلب عليه الإرهاق وغرق في نوم عميق ،
ليلة خالية من الأحلام ——
في صباح اليوم التالي ،
بمجرد أن فتح شياو تانغ تشيو عينيه ،
لم يصدق أن شيئ لم يحدث طوال الليل ،
علاوة على ذلك ، كانت جودة نومه قد تحسنت …
كان الأمر غير منطقي تمامًا !
هذا المكان المريب شيء ،
لكنه لم يسبق له أن نام بهذه الراحة حتى في منزله —-
منذ الحادثة التي وقعت قبل سبع سنوات ،
لم يكن قادرًا على النوم بشكل جيد ،
و كل ليلة كانت إما أرق مؤلم أو كوابيس مروعة ——
على الرغم من أنه نام بشكل أفضل الليلة الماضية ،
إلا أن ظهره كان يؤلمه وأطرافه متيبسة ،
النوم على السرير الخشبي لم يكن مختلف عن النوم على الأرض
بالإضافة إلى ذلك ، الوسادة كانت صلبة كالحجر
و كان من المستحيل الحصول على نوم مريح
لم يكن متأكد كيف تمكن من النوم طوال الليل –
{ لابد أنني كنت ممسوسًا ! }
تانغ ميانميان الذي استيقظ أيضًا ،
نظر إلى شياو تانغ تشيو بوجه شاحب
وعينين محاطتين بهالات سوداء —-
تانغ ميانميان : “ لقد كان الجو صاخبًا جدًا الليلة الماضية .
كنت أسمع باستمرار بكاء طفل قادم من النافذة مباشرةً .
كنت خائف جدًا لدرجة أنني لم أتمكن من النوم .
وأخيرًا توقف البكاء في وقت متأخر من الليل ،
لكنني كنت شبه نائم عندما شعرت وكأن شخص ما يمشي على ظهري ………”
: “ بكاء ؟! لم أسمع شيئ آه !” صُدم شياو تانغ تشيو : “ انتظر لحظة… ما هذا على ظهرك؟!”
: “ على ظهري؟!” ارتجف تانغ ميانميان من الخوف
واستدار فورًا محاولًا النظر إلى ظهره ،
لكنه لم يتمكن من رؤية أي شيء ،
وبينما تانغ ميانميان يدور حول نفسه مثل كلب يطارد ذيله ،
ارتسمت ابتسامة على وجه شياو تانغ تشيو وهو يراقبه ،
شياو تانغ تشيو : “ يبدو أن هناك شيئًا على عنقك . توقف عن الحركة ،
دعني أنظر إليه .” تقدم نحو تانغ ميانميان ورفع قميصه
وفي اللحظة التي وقعت فيها عيناه على ظهر تانغ ميانميان،
لم يستطع إلا أن يلعن بصوت عالي
كان ظهر تانغ ميانميان مغطى بآثار أقدام صغيرة بحجم
أقدام طفل —-
امتدت هذه الآثار من عنقه وصولًا إلى أسفل ظهره ،
وكأن طفلًا قد سار ذهابًا وإيابًا على ظهره عدة مرات ——-
: “ آثار أقدام ، الكثير من آثار الأقدام …”
شعر تانغ ميانميان بقشعريرة تسري في جسده : “ اللعنة لحياتي !
هل قام هذا الروح الطفلي حقًا بعمل جلسة تدليك لي
الليلة الماضية ؟!”
شياو تانغ تشيو على الفور : “ افحص ظهري بسرعة لترى إن
كان هناك أي شيء !”
ثم رفع قميصه ليتمكن تانغ ميانميان من النظر
نظر تانغ ميانميان إلى ظهر شياو تانغ تشيو وكان على وشك
أن يقول شيئ عندها فتح الباب فجأة من الخارج
لو مانسو : “ شياو تانغ تشيو، تانغ ميانميان،
هل قمتما الليلة الماضية بـ….”
عندما رأى لو مانسو كلاهما ،
استدار فورًا وقال، “عذرًا ، آسف لإزعاجكما .
سأنتظر بالخارج .”
شياو تانغ تشيو: “……”
تانغ ميانميان: “……”
بعد لحظات ، تحدث تانغ ميانميان أخيرًا ،
“…… لا يوجد شيء على ظهرك .”
تجاهل شياو تانغ تشيو تمامًا رد فعل لو مانسو : “ حقاً ؟”
عبس وهو يفكر ،
{ لماذا عاملتني روح الطفل بشكل مختلف ؟
هل السبب هو المفتاح ؟
أم قلادة اليشم ؟ }
تانغ ميانميان بدا وكأنه على وشك البكاء ولكن بلا دموع ، :
“ هل يمكن أن تكون آثار أقدام روح الطفل سامة ؟
هل سيحين دوري قريبًا ؟”
طمأنه شياو تانغ تشيو : “ لا تقلق، دعنا نسأل لو مانسو عن
ذلك أولاً .”
عندما خرجوا من الغرفة ،
وجدوا لو مانسو ينتظرهم في الخارج مع دينغ تيانتيان ودينغ ميمي
بعد أن استمع لو مانسو إلى ما قاله شياو تانغ تشيو عن آثار
الأقدام على ظهر تانغ ميانميان،
أدرك أنه أساء فهم الموقف سابقاً
حك أنفه بحرج وقال : “ لا تقلقوا ،
ربما تكون آثار الأقدام مجرد تحذير أو وسيلة ترهيب .
إذا كان القصد القتل ، لكان صديقك قد مات بالفعل .”
ظل تانغ ميانميان متشكك ،
لكنه لم يكن يستطيع فعل أي شيء حيال ذلك ،
و تبادل شياو تانغ تشيو ولو مانسو ما اكتشفوه الليلة الماضية
في تلك الليلة ،
زار لو مانسو ساحات السيدة العجوز والنساء الأخريات
وكذلك القاعة العائلية ،
واكتشفوا أنه لا يوجد رجال في عائلة يون
على ما يبدو ، كل رجال عائلة يون لا يعيشون أكثر من 30
عام ….
يون جيوتشو ، الابن الأكبر في الجيل الحالي ،
قد توفي حتى هو في وقت مبكر ،
السيدة العجوز وزوجتا أبنائها أرامل منذ سنوات —
روى شياو تانغ تشيو أيضًا المغامرات التي مروا بها الليلة
الماضية ،
لكنه بالطبع حجب بعض المعلومات ،
وكان متأكد أن لو مانسو فعل الشيء نفسه …...
توقف لو مانسو للحظة ثم قال :“ أعتقد أنه يجب علينا
الذهاب إلى غرفة يون جيوتشو لنلقي نظرة أخرى …
قد تكون المفتاح لكل شيء .”
أومأ شياو تانغ تشيو بالموافقة
انطلقوا جميعًا سريعًا نحو فناء يون جيوتشو دون إضاعة
الوقت في حديث فارغ
أثناء سيرهم ،
لم يستطع تانغ ميانميان كبح فضوله وسأل لو مانسو : “ هل سمعت بكاء طفل الليلة الماضية ؟”
هز لو مانسو والتوأم رؤوسهم مشيرين إلى أنهم لم يسمعوا شيئ
ظهرت الحيرة على وجه تانغ ميانميان
غرفة لو مانسو تفصلها عن غرفتهم جدار واحد فقط
إذا سمع هو بكاء روح الطفل ،
فمن المنطقي أنهم كانوا سيسمعونه أيضًا
{ لماذا لم يسمعوا شيئ ؟
وعلى الرغم من ذلك ،
حتى شياو تانغ تشيو لم يسمعه …… }
تنهد تانغ ميانميان
{ لا أريد أن أكون الوحيد الذي يتلقى كل عطف واهتمام
روح الطفل !
أليس من الأفضل أن نشارك المطر والندى ؟! }
و بسرعة ، وصلوا إلى أمام فناء يون جيوتشو
كان شياو تانغ تشيو على وشك أن يقول شيئ عندها قُطع بصراخ مفزع
استمع تانغ ميانميان بعناية ثم صاح : “ غرفة يون جيوتشو !
الصوت قادم من غرفة يون جيوتشو !”
تبادل شياو تانغ تشيو وتانغ ميانميان نظرة سريعة
ثم ركضا نحو غرفة يون جيوتشو ،
بينما تبعهم لو مانسو والتوأم بسرعة
فتح شياو تانغ تشيو باب غرفة يون جيوتشو على مصراعيه ،
وفي الحال ، اندفع رجل مغطى بالدماء الطازجة نحوهم
تراجع شياو تانغ تشيو بخوف وهو يرتجف ،
متخذًا خطوات قليلة للخلف
صرخ الرجل : “ ساعدوني! أنقذوا شياوتاو !”
تارة يصرخ وتارة يتمتم بكلمات غير مفهومة
ركز شياو تانغ تشيو نظره على الرجل وأدرك أنه كان يانغ بينغ !
على الرغم من أن جسده كان مغطى بالدماء ،
إلا أنه لم يكن به أي جروح –
و الدماء كانت بالتأكيد من شخص آخر
دخل شياو تانغ تشيو الغرفة متجاوزًا يانغ بينغ ليجد أن
الستائر البيضاء داخل الغرفة ملطخة بدماء متناثرة
وعندما تبع آثار الدم التي قادته إلى مقدمة التابوت ،
أدرك السبب الذي جعل يانغ بينغ يفقد صوابه ،
في وسط التابوت ، ترقد شابة ترتدي فستان زفاف أحمر – كانت لو شياوتاو —-
ترتدي نفس فستان الزفاف الأحمر الذي كان دمية الورق
الخاصة بفانغ لان ترتديه
وجهها ملتوي بتعبير خبيث و بدا أكثر شراسة مع الدم الذي
يتدفق من أذنيها وعينيها وأنفها وفمها ،
ولكن الجزء الأكثر رعبًا كان الجرح العميق الذي شق بطنها
بالكامل ،
الجرح عميق لدرجة أن أحشاءها قد انسكبت
حبس شياو تانغ تشيو أنفاسه غير قادر على النظر بعيدًا عن المشهد أمامه
لو شياوتاو كانت تمسك بشدة بجسم طويل ولزج ،
وعند فحصه عن كثب ،
أدرك تانغ تشيو أن أصابعها الملطخة بالدماء ملفوفة حول
جزء من أمعائها —-
بدا أن أحشاء شياوتاو التي انسكبت من الفراغ الواسع في
جسدها قد تمزقت بيديها … ——-
يتبع —-
تعليقات: (0) إضافة تعليق