القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch1 | SAYE

Ch1


الهاتف المحمول في جيبه يهتز لبعض الوقت ، 

وبعد المرة الخامسة في ثلاث دقائق فقط ، 

قرر جيانغ تشنغ أخيرًا فتح عينيه ،


الحافلة على الطريق منذ ما يُقارب ثلاث ساعات الآن ، 

و السماء خلف النافذة ساكنة ــ 

مثقلة بالكآبة بلا شك —-


وفي الوقت نفسه ، 

الفتاة الصغيرة بجانبه نائمة بعمق 

وجبهتها مثبته بشكل غير مريح على كتفه الأيمن 

وكأنه وسادة سفر مفتوحة للجميع ، 

شعر أن كتفه مشلول تماماً 


هز كتفه ، منزعجًا بعض الشيء ،

وعندما حركت الفتاة رأسها قليلاً ، 

دفعها بعيدًا بإصبعه ،

ولكن في غضون ثواني قليلة ، 

أُسقطت المرساة على كتفه مجدداً 


ومع تكرار هذه الحركة عدة مرات ، 

اعتقد أن هذه الفتاة لم تكن نائمة بل في غيبوبة !


{ كم هذا مزعج }


لم يكن يعلم كم من الوقت سيستغرقه

 حتى يصل إلى المحطة 

لأنه لم يتحقق من الوقت الذي تسلم فيه التذكرة بين يديه


و كل ما يعلمه هو أنه ذاهب في رحلة إلى بلدة صغيرة لم يسمع عنها من قبل


{ الحياة رائعة جداً !! }


عندما اهتز هاتفه المحمول للمرة السادسة ، 

تنهد جيانغ تشنغ وأخرجه ،


[ - ماذا حدث ؟ ]

[ - لماذا لم تذكر أبدًا أنك ستغادر ؟ ]

[ - لماذا رحلت فجأة ؟ ]

[ - لماذا لم تخبرني ؟ ]

[ كيف حدث ذلك ؟  ]

كيف حدث ذلك ؟ ]

[ كيف حدث ذلك ؟ ]

لماذا ؟ ]

[ لماذا؟ لماذا ؟ بلابلابلابلا... ]


لقد تم إرسال الرسائل من ' يو شين ' ، 

ومن المرجح أنها قد أرسلت أثناء استراحة بين حصتين ، 

وهو ما يتضح من حقيقة أنها لم تتصل بشكل مباشر


بنظرة واحدة ، 

استطاع جيانغ تشنغ أن يرى بوضوح أن جميع الرسائل انتهت بعلامة استفهام


وعندما على وشك إغلاق الهاتف ، 

وصلته الرسالة السابعة —-


[ - إذا لم ترد ، سأعتبر أننا انفصلنا ! ]


{ أخيرًا !! لم يعد هناك أي علامة استفهام !! } 

تنهد بارتياح ، وأغلق الهاتف وأعاده إلى جيبه


بالنسبة له، لم يكن الانفصال ذا أهمية ، 

لأن العلاقة التي استمرت لمدة شهرين فقط في المدرسة الثانوية 

لم تكن أكثر من مجرد وجود شيء آخر للحديث عنه 

مقارنة بالطلاب الآخرين ؛ 

كان الأمر وكأن شخص ما أحضر له وجبة الإفطار ، 

و هناك دائمًا فرقة تشجيع مخصصة أثناء مباراة البيسبول ... 

لم يكن الأمر كما لو كانت هناك فرصة لمزيد من التطور -


وبينما ينظر إلى المناظر الطبيعية بالخارج التي تتغير باستمرار ، 

ولكنها تبدو متشابهة بطريقة ما طوال الوقت ، 

أعلن السائق أخيرًا اسم وجهة جيانغ تشنغ


حركت الفتاة التي بجانبه رأسها ، 

وكأنها على وشك الاستيقاظ ،

أخرج بسرعة قلم أحمر من حقيبته المدرسية ، 

وخلع الغطاء وأمسكه في يده - ودار به ذهابًا وإيابًا ——


عندما استيقظت الفتاة أخيرًا ورفعت وجهها ، 

كان يوجد بصمة كبيرة على جبهتها كما لو كانت تمارس وضعية قاتلة من ' تشي غونغ '


( تشي غونغ - (أو تشي كونغ أو تشي كونغ) 

 شكل من أشكال التمارين اللطيفة المكونة من حركات تتكرر عدة مرات ، 

وغالبًا تعمل على تمدد الجسم )


بعد أن التقت نظراتها بنظراته ، 

مسحت الفتاة زاوية فمها 

وأخرجت هاتفها المحمول بلا مبالاة


و بينما تخفض رأسها وتلعب بالهاتف ، 

قالت بلا مبالاة : " آسفة "


لقد فوجئ { لماذا لم أسمع أي شيء قريب من الاعتذار الحقيقي ؟ } 

ابتسم جيانغ تشنغ لها بابتسامة ذات مغزى


لقد جعلتها تلك النظرة تنهض بفظاظة ثم نظرت إلى القلم الذي يدور في يده ——


ضغط جيانغ تشنغ بقوة على غطاء القلم ، 

——- بقوة كافية لإحداث صوت إغلاق واضح


وبعد ثانيتين ، 

فجأة غطت وجهها ، 

ووقفت واندفعت نحو الحمام بكل سرعة —-


وقف جيانغ تشنغ ونظر خارج النافذة مرة أخرى - 

الرحلة الطويلة للوصول إلى هذا المكان —-

 في النهاية مصحوبة بتساقط الثلوج


أخرج حقيبته من رف الأمتعة وارتدى سترته 

وسار نحو الباب الجانبي للحافلة ، 

ثم أخرج هاتفه المحمول وأعاد تشغيله


الهاتف المحمول هادئ جداً ، 

ولم تعد رسائل يو شين تُسمع أو تُستقبل


لقد شعر أنه منذ الأيام التي كان فيها مع يو شين ، 

كانت هذه هي المرة الأولى التي تجعله فيها سعيد - 

بالتأكيد لم يكن الأمر سهلاً


ولكن لم يكن هناك أي شخص آخر اتصل به 

باستثناء يو شين —-


على سبيل المثال ، 

كان يعتقد أن شخص ما سيأتي ليأخذه من المحطة


وبينما يتبع حشد الناس خارج محطة الحافلات ، 

رفع جيانغ تشنغ سترته المبطنة بالريش حتى الأعلى 

ونظر إلى المدينة 

التي بدت رمادية وكئيبة في الشتاء القارس


الفوضى والهياكل المتدهورة

 حول المحطة هي انطباعه الأول عن المدينة


لا، لقد اعتبر هذه الانطباعات الانطباع الثاني —-


الانطباع الأول كان عندما أعلنت له والدته : " ارجع إلى هذا المكان ، 

فهذا هو المكان الذي تعيش فيه عائلتك الحقيقية "

مما دفعه إلى حالة ذهنية خالية من أي تفكير


جر حقيبته إلى أقصى جنوب ساحة محطة الحافلات حيث 

لم يكن هناك سوى عدد قليل من الناس


وعلى الجانب يوجد شارع صغير تصطف عليه كل أنواع النزل التي تخيم عليها أجواء مخيفة ؛ 

كان الأمر وكأنه بمجرد دخولك ، 

سيكون من المستحيل الخروج من هنا ——


—— يوجد أيضاً مطاعم صغيرة مشكوك فيها 

بهالة تصرخ ' إذا تناولت الطعام هنا، فسوف تتسمم ' ——


جلس على حقيبته ونظر إلى هاتفه ، 

وما زال لم يتصل به أحد ——


ورغم أنه يملك رقم الهاتف والعنوان اللذين يحتاجهما ، 

إلا أنه لم يكن راغب في الانتقال ، 

ولم يكن راغب في الحديث ...

مجدداً ، لم يكن راغب في الانتقال !! ——-


فأخرج سيجارة من جيبه وتركها تتدلى في فمه


أما عن وصوله إلى هنا فجأة ، 

فقد كان يعج بإحساس عميق لا يمكن تفسيره : 

بالخسارة واليأس والغضب ….


حدق في الجليد على الأرض بانزعاج وأشعل ولاعته …. 


وعندما هبت رياح القطب الشمالي القاسية من خلف ظهره ، التفت وأشعل سيجارته


بدا الدخان الذي انجرف أمامه ساحر ولفت انتباهه حتى تنهد في النهاية


لو رأه المعلم المسؤول عن فصله الآن ، 

فهو بصراحة لا يعرف ماذا يقول —-


لكن الأمر لم يعد مهم بعد الآن ؛ 

فقد كان بالفعل هنا ، 

في ركن بعيد من العالم  - 

ناهيك عن المعلم ، حتى الأشخاص الذين كانوا 

في نفس الفصل الدراسي معه لأكثر من عشر سنوات ، 

ربما ، لن يتمكنوا من رؤيته بعد الآن ——


كل ما يعرفه هو أنه لن ينظر أحد في المدرسة الصغيرة المهترئة

 في هذه المدينة الصغيرة المشوهة

 إلى ما إذا كان يدخن أم لا


بعد أن دخن نصف السيجارة فقط ، 

لم يعد بإمكان جيانغ تشنغ أن يتحمل الهواء البارد


وقف وقرر أن يستقل سيارة أجرة 

ويبحث عن مكان لتناول الطعام أولاً


ولكن عندما سحب حقيبته خطوة واحدة إلى الأمام ، 

شعر بشيء يصطدم بكاحله ؛ 

لا يمكن وصف القوة بأنها ضئيلة ؛ 

لأن الاصطدام تسبب في انفجار ألم في أعصابه —-


عبس واستدار برأسه ليرى لوح تزلج خلفه ….


وبدون أن يرفع رأسه ليرى من أين طار اللوح ، 

سقط شخص بجانب قدمه


جيانغ تشنغ : " كيف حدث لكِ ذلك..." 


اعتاد أن يمد يده لمساعدة الشخص على النهوض لكنه 

تجمد في منتصف الطريق —-


شعرها الأشعث الذي بدا وكأنه قد قُضم بواسطة كلب مختل عقليًا — جهة طويلة وجهة قصيرة ، 

وحتى ملابسها قذرة نسبيًا ... 


{ متسولة ؟ عابر سبيل ؟ محتالة ؟ لصة ؟ }


عندما نظرت إلى الأعلى ، 


رأى جيانغ تشنغ بوضوح أنها فتاة صغيرة تبدو في الصف 

الخامس أو السادس من المدرسة الابتدائية —-


على الرغم من أن وجهها ملطخ بالطين تماماً ، 

إلا أنه من الممكن أن يرى أن بشرتها ناعمة بشكل استثنائي 

مع عيون كبيرة إلى حد ما، 

و مليئة بالشباب والبراءة —


أراد مساعدتها على النهوض مجدداً ، 

ولكن قبل أن يُحرّك يده ، 

تم سحب هذه الفتاة الصغيرة بعيداً عن طريق أربع أو خمس فتيات 

صغيرات أخريات كن يتبعنها عن كثب ؛ 


حتى أن أحده الفتيات ركلتها في ظهرها ، 

مما جعلها تتعثر ، 

وتكاد تسقط على الأرض مجدداً 


أدرك جيانغ تشنغ على الفور ما يحدث ——-


تردد للحظة ، 

ثم استدار واستمر في طريقه حاملاً حقيبته في يده


—- و ظهرت موجة الضحك صدرت من خلفه —-

و السبب الوحيد وراء توقف خطواته مجدداً هو هذا


عندما يكون في مزاج سيئ ، 

لم يكن يرغب في التدخل في شؤون الآخرين ——


وبالصدفة ، مزاجه في ذروة ما يعتبر ' سيئ ' - 

لكن عيني الفتاة الصغيرة الكبيرتين ، 

السوداء والواضحة ، 

دفعته إلى التراجع عن عادته —-


صرخ جيانغ تشنغ : " هييييييه !"


توقفت بعض الفتيات ، 

بينما ألقت الفتاة التي بدت وكأنها زعيمة المجموعة نظرة 

قاسية عليه : " ماذا تريد؟!"


سحب جيانغ تشنغ حقيبته ببطء وحدق 

في يد القائدة التي لا تزال تمسك بقميص الفتاة ذات ' العيون الكبيرة ' 


و بعد ثانيتين ، أرخت القائدة يدها


[ ' العيون الكبيرة ' - تشير إلى الفتاة الصغيرة التي تعرضت للتنمر ؛ 

سيتم ذكرها بلقب ' العيون الكبيرة ' 

حتى يتم الكشف عن اسمها ] 


وبعد ذلك ، سحب جيانغ تشنغ الفتاة ذات العيون الكبيرة ' 

إلى جانبه وحدق في الفتيات الأخريات وقال : " لا شيء ، 

فقط اذهبوا "


كانت القائدة جبانًة إلى حد ما، 

ومع ذلك صرخت بعدم رضا : " من أنت هاه؟!"


جيانغ تشنغ وهو ينظر إليها : " أنا الأخ الأكبر الذي يحمل سكين ، 

يمكنني أن أعطيك قصة شعر مماثلة لقصتها 

في ثلاثين ثانية فقط "


القائدة : " سأتصل بأخي هنا لأضعك في مكانها !" 

من الواضح أن القائدة لم تكن مجرمة معتادة حيث 

تراجعت قليلاً عن كلماتها ، 

حتى أن كلماتها لم تكن مقنعة


: " إذن فلتسرعي ..." سحب جيانغ تشنغ حقيبته بيد واحدة وسحب 'العيون الكبيرة ' باليد الأخرى

: " أنا خائف حتى الموت ، 

لذا سأتأكد من الركض بسرعة إضافية ."


بعد أن غادروا الفتيات ، حاولت ' العيون الكبيرة ' 

التحرر من قبضته 


جيانغ تشنغ : " هل أنتِ بخير ؟"


' العيون الكبيرة ' هزت رأسها ومشت نحو لوح التزلج ، 

ثم وضعت قدم واحدة عليه ونظرت إليه


جيانغ تشنغ : " لوح التزلج هذا ، ملكك ؟"


أومأت برأسها ، 

ثم ضغطت بقدمها برفق وانزلقت نحوه ،

وبعد أن توقفت تماماً ، 

ظلت تحدق فيه بتلك العيون الكبيرة


أومأ جيانج تشنغ برأسه بشكل عرضي : " يجب عليك... 

العودة إلى المنزل ." 

أخرج هاتفه للمرة الألف ويمشي إلى الجانب ، 

عازمًا على استدعاء سيارة أجرة


وبعد أن مشى لفترة سمع صوت من خلفه ، 

فألقى نظرة إلى الوراء ليرى أن ' العيون الكبيرة ' 

على لوح التزلج الخاص بها، تتبعه بخطى متأنية


نظر إليها جيانغ تشنغ : " ما الأمر ؟"


' العيون الكبيرة ' لم تقل شيئ


جيانغ تشنغ : " هل أنت خائفة من عودتهم ؟"


هزت رأسها بالنفي 


بدأ جيانغ تشنغ يشعر بالانزعاج قليلاً : " أنت لست بكماء ، أليس كذلك ؟"


استمرت في هز رأسها بالنفي 


: " أقول لك، أنا..." أشار جيانغ تشنغ إلى نفسه : " أنا في 

مزاج سيئ للغاية ومضطرب للغاية الآن . 

لن أتهاون في ضرب فتاة صغيرة كما تعلمين "


الفتاة لم تتحرك


حدق جيانغ تشنغ فيها لفترة أطول


ثم، عندما رأى أنها لا تنوي التحدث ، 

كتم غضبه وسحب حقيبته إلى الأمام... مجدداً 


لم تكن شبكة الهاتف في المنطقة جيدة ، 

ولم يكن التطبيق الذي يستخدم لطلب سيارة أجرة يعمل


كل ما بوسعه فعله هو الجلوس على كتلة من الحجارة 

بالقرب من محطة المواصلات العامة وإشعال سيجارة


توقفت الفتاة التي لا تزال على لوح التزلج الخاص بها

بجواره مباشرة





سأل جيانغ تشنغ بفارغ الصبر : " هل هناك شيء آخر ؟"، 

وهو يشعر الآن بالندم قليلاً للتدخل في وقت سابق 

ووضع نفسه في موقف غريب آخر


لم تنطق الفتاة بكلمة واحدة و تركل قدميها برفق على الأرض

 وتتزلج على اللوح إلى مكان تحت سقف محطة الحافلات الصغيرة ؛ 

نظرت إلى الأعلى وحدقت في السماء فوقها لفترة طويلة


بحلول الوقت الذي عادت فيه إلى حيث يجلس جيانغ تشنغ ، 

كان جيانغ تشنغ قد خمن سبب تعبير وجهها المرتبك


تنهد وسأل : " هل أنت ضائعة؟ 

ولا تعرفين طريق العودة ؟"


الفتاة أومأت برأسها


جيانغ تشنغ : " هل أنتِ من السكان المحليين ؟" 


أومأت برأسها


جيانغ تشنغ : " اتصلي بأحد أفراد عائلتك ليأتي ويأخذك " وأعطى هاتفه المحمول لها


أخذت الهاتف ، وترددت لحظة ثم أنزلت رأسها وضغطت على بعض الأرقام ، ثم أعادته إليه


: " ما الأمر ؟" رأى جيانغ تشنغ أنها ضغطت على الأرقام

 بالفعل لكنها لم تقم بالاتصال : " هل تريد مني أن أساعدك في الاتصال بهم ؟"


إيماءة


: " اللعنة " عبس جيانغ تشنغ وهو يضغط على زر الاتصال.


ولكن بينما يستمع إلى نغمة الاتصال ، 

تذكر شيئ وسأل بسرعة : " لمن هذا الرقم في عائلتك؟"


قبل أن تتمكن الفتاة من الرد ، أجاب شخص ما على المكالمة


بالطبع، بعد أن خمّن أنها لن ترد، قال جيانغ تشنغ ببساطة: "مرحباً"

  

جاء صوت شاب من الجانب الآخر : " من معي ؟"


جيانغ تشنغ ببساطة : " أحد المارة ،" لا يعرف كيف يصف الوضع: " توجد فتاة صغيرة هنا..."


: " لا أريد شيئ "


قبل أن يتمكن جيانغ تشنغ من الاستيعاب ، تم قطع المكالمة


بصق جيانغ تشنغ السيجارة وأشار إلى الفتاة : " من كان ذلك الشخص ؟

إذا لم تتحدثي ، فاذهبي إلى الجحيم . 

لم يعد لدي أي صبر"


جلست الفتاة بجانب ساق جيانغ تشنغ، 

التقطت حجر وكتبت نقش واحد على الأرض : " الأخ "، ثم نظرت إليه مجدداً 


شعر جيانغ تشنغ أن هذه الفتاة الصغيرة قد تكون في الواقع بكماء : " حسنًا فهمت "


اتصل بالرقم مجدداً ، 


"من معي ؟"


نظر جيانغ تشنغ إلى الفتاة الصغيرة : " أختك الصغيرة هنا معي ..."


: " اقتل الرهينة " أجاب الشخص ثم أغلق الهاتف مجدداً


: " اللعنة تلعنك !!" كان لدى جيانغ تشنغ رغبة في تحطيم هاتفه وهو يشير إليها : " اسمك !"


أنزلت رأسها واستخدمت الحجر لكتابة اسمها


顾淼 [غو مياو].


هذه المرة ، لم يتصل جيانغ تشنغ وأرسل فقط رسالة نصية تحتوي على صورة الفتاة 


- غو مياو — بكماء ، متزلجة 


وبعد ثلاثين ثانية ، رن هاتفه


أجاب جيانغ تشنغ في المكالمة : " لقد فات الأوان ، 

الرهينة ماتت ~ "


: " أنا آسف هل يمكنك أن تخبرني أين هي ؟ 

سأذهب وأرى ما إذا كان من الممكن إنقاذها ~ "


جيانغ تشنغ : "... الجانب الشرقي من محطة القطار ، الجانب المتهالك تحديداً " عبس : " لقد ضلت طريقها . يجب أن تسرع ، 

لدي أشياء يجب أن أفعلها ."


: " شكرًا لك، شكرًا جزيلاً !

سأكون عندك فوراً . 

إذا كان لديك أي أمر عاجل ، 

يمكنك المغادرة أولاً . 

يمكنها أن تنتظرني هناك ."


وبعد أن تم الأمر ، التقط جيانغ تشنغ السيجارة نصف المدخنة التي ألقاها 

على الأرض وألقاها في سلة المهملات إلى الجانب ثم أشعل سيجارة أخرى


كان يريد في البداية أن يوقف سيارة أجرة ويغادر مباشرةً ، 


ولكن لأنه كان يعتقد أن لا أحد يهتم سواء ذهب أم لا أو كان هناك أم لا، 

لم يكن يبدو في عجلة من أمره



بعد الجلوس على لوح التزلج لبعض الوقت ، 

وقفت غو مياو وركبته ذهابًا وإيابًا على الرصيف ،


عند النظر إليها ، 

شعر جيانغ تشنغ بالدهشة إلى حد ما —-


فقد كان يعتقد أن هذه الفتاة الصغيرة كانت تلعب بشكل أعمى ، 

وبالتالي لم يكن يتوقع منها أن تقوم بجميع أنواع الحركات لأعلى ولأسفل على الدرجات ؛ 

وعندما تسارعت ثم استدارت فجأة ، 

كان الأمر سلس بشكل غير متوقع


في الحقيقة ، 

الشعر الذي تم قصه إلى فوضى غير مرتبة ، 

إلى جانب الوجه القذر والملابس القذرة ، 

هو ما جعل الناس يفقدون الاهتمام فيها ،


بعد اللعب لأكثر من عشر دقائق ، 

ركبت غو مياو إلى جانبه وتوقفت ،


ثم ضغطت بقوة بطرف قدمها على لوح التزلج مما أدى إلى ارتفاعه

و بعد أن أمسكت به بيدها ، 

رفعت يدها وأشارت إلى مكان ما خلف جيانغ تشنغ


أعطى جيانغ تشنغ إبهامه 👍🏼 لغو مياو : " كان ذلك رائعًا !" ثم التفت نحو 

الاتجاه الذي أشارت إليه ليرى دراجة نارية 

سوداء متوقفة خلفه


نظراً لأن الشخص الذي على متن الدراجة النارية كان يرتدي خوذة ، 

كان من المستحيل رؤية وجهه بوضوح


لكن الوقوف على الرصيف ، 

مرتديًا بنطال رمادي ضيق يبرز ساقيه 

وكاحليه وحذاء طويل فوق البنطال ، 

كان أمر مثيرًا للانتباه


طويل القامة ، وواقف بشكل مستقيم


سأل جيانغ تشنغ غو مياو : " أخوك ؟"


أومأت غو مياو برأسها


خلع الشخص الموجود على الدراجة النارية خوذته : " ماذا حدث لرأسك ؟"، 

ومشى نحو غو مياو وحدق في شعرها بدهشة : " ووجهك وملابسك ... 

هل سقطت في حفرة من الروث ؟"


هزت غو مياو رأسها بالنفي 


جيانغ تشنغ : " لقد تعرضت للتنمر من قبل زملائها في الفصل "


: " شكرًا لك …" التفت الشخص ومد يده 

إلى جيانغ تشنغ : " أنا غو فاي، شقيقها الأكبر "


وقف جيانغ تشنغ وصافحه : " عفواً "


بدا أن غو فاي في نفس عمره تقريباً ؛ 

لم يكن النظر إلى عينيه وحدهما طريقة جيدة

 لتحديد ما إذا كان شقيق غو مياو أم لا


على الرغم من أن عينيه لم تكن كبيرة مثل عيني غو مياو ، 

إلا أنهما متشابهتين تمامًا و... كانت بشرته فاتحة تماماً 


على الرغم من أن مزاج جيانغ تشنغ الحالي كان مثل طبق من الطماطم الفاسدة ، 

إلا أن تسريحة شعر غو فاي كانت لافتة للنظر تماماً مثل ساقيه - 

مما جعل من المستحيل ألا يختلس نظرة أو اثنتين من 

خلال عينيه المرهقتين


شعر غو فاي قصير جداً ،

بقَصَّة شعر قصيرة جدًا على طراز “كرو كت” ، 

وإذا اقتربت بما يكفي ، 

يمكنك ملاحظة خط نوتة موسيقية محفور على جانبي رأسه ، 

على جانب يوجد رمز المفتاح الموسيقي العميق (Bass Clef)، 

وعلى الجانب الآخر علامة الصمت (Rest)، 

لكن جيانغ تشينغ لم يتمكن من تحديد عدد النقاط بوضوح


ألقى غو فاي نظرة على حقيبته : " هل نزلت للتو من حافلة النقل ؟"


جيانغ تشنغ : " اووه " التقط هاتفه واستمر في استخدام التطبيق لطلب سيارة أجرة


غو فاي : " إلى أين أنت ذاهب؟ أستطيع أن آخذك " 


: " ليس هناك حاجة لذلك ..." ألقى جيانغ تشنغ نظرة على دراجته النارية - 

بغض النظر عن مدى حجمها ، 

فهي لا تزال دراجة نارية ،


غو فاي : " إنها لا تشغل مساحة كبيرة "


جيانغ تشنغ : " ليس هناك حاجة لذلك ، 

ولكن شكرًا لك"


أشار غو فاي إلى جيانغ تشنغ ثم قال لـ غو مياو : " أخبري هذا الأخ شكرًا لك يا كرة الروث ."


التفت جيانغ تشنغ لينظر إلى ' كرة الروث ' 

راغبًا في سماع كيف ستتحدث ——-


كاحتضنت غو مياو لوح التزلج الخاص بها 

وانحنت له بزاوية 90 درجة


بعد ذلك ، ركب غو فاي الدراجة النارية وارتدى خوذته


ألقى غو فاي عليه نظرة أخرى : " شكرًا مجدداً "، ثم بدأ تشغيل الدراجة النارية وانطلق

  

جلس جيانغ تشنغ مرة أخرى على كتلة الحجارة . 

ومن المدهش أن خدمة الاتصال اللاسلكي كانت جيدة جدًا في هذا الوقت ، 

ولكن... حتى بعد مرور ما بدا وكأنه نصف يوم ،

لم يتمكن من الحصول على سيارة أجرة ، 

ولم تتوقف سيارات الأجرة التي كان يلوح لها أثناء مرورها .


{ ما هذا المكان الرهيب ؟ !!! }


ورغم أنه في مزاج سيئ للغاية ، 

إلا أنه لم يجد الوقت لـ ' الاستمتاع ' به


لقد شعر أنه عاش في زمن فوضوي للغاية ، 

محاط بكل أنواع الصدمة والشعور بالخسارة ، 

وحتى الهواء من حوله من الصعب استنشاقه - 

مما جعله يلهث -


تساءل { لماذا وافقت على كل هذه الترتيبات وجئت إلى هنا أصلاً !! ؟

انفصام شخصية ؟ }


كما قالت أمه : " لم يكن في عائلتنا شخص متمرد مثلك ، 

مليء بالأشواك ، 

دائمًا على أهبة الاستعداد ولا يمكن الاقتراب منه"


بالطبع، لم يكونوا عائلة في الأصل ——


ناهيك عن أنهم أصبحوا أشبه بالأعداء في السنوات الأخيرة ، 

حيث يغضب أحدهما من الآخر بمجرد نظرة واحدة —-


عبس جيانج تشنغ ، 


لم يكن لديه الوقت للتفكير في هذه الأمور


في هذه اللحظة بالذات


وفي هذه المدينة غير المألوفة والباردة حيث الثلج يطفو بشكل مهيب ، استعاد رشده


اليأس والألم ، 

والمقاومة لكل ما هو مجهول ، 

جعله يشعر بالألم .

عندما أنزل رأسه ، 

استعدت الدموع إلى الظهور على السطح تماماً


عندها سمع جيانغ تشنغ صوت هاتفه المحمول ، 

كان جالس داخل مطعم كنتاكي لم يكن يعرف عنوانه حتى . 


ألقى نظرة على الرقم الغريب ثم رد على الاتصال 


جيانغ تشنغ: " مرحبًا ؟"


صوت رجل في منتصف العمر  : " هل أنت جيانغ تشنغ ؟"


نظرًا لأن الصوت كان مرتفع بعض الشيء ، 

حرك جيانغ تشنغ الهاتف بعيدًا عن أذنه قليلاً : " نعم "


: " أنا والدك "


جيانغ تشنغ : "... أوه " 


بدا هذا النوع من التبادل سخيف بشكل غير متوقع

 - مما جعل من الصعب عليه عدم الضحك

فضحك جيانغ


و ضحك الشخص أيضًا : " أنا لي باو قوه . 

يجب أن تعرف ذلك أليس كذلك ؟"


جيانغ تشينغ وهو يشرب الكولا : " اووه "


لي باو قوه : " هل أنت في المحطة؟" 


: " نعم لقد وصلت ..." نظر جيانغ تشنغ إلى الساعة ، 

{ لقد وصلت منذ ساعتين }


لي باو قوه : " هل لديك العنوان ؟ 

ليس لدي سيارة ، لذا لا توجد طريقة لأذهب وآخذك . 

خذ سيارة أجرة لهنا ، 

وسأنتظرك عند التقاطع "


جيانغ تشنغ : " اووه " أغلق المكالمة


هذه المرة ، كان الحظ إلى جانبه —

فقد تمكن من الحصول على سيارة أجرة على الفور ، 

والمثير للدهشة أن السيارة كانت مزودة بمدفأة ؛ 

و دافئة بما يكفي لدرجة أنه شعر بالحمى


أراد السائق أن يتبادل الحديث ، 

لكن جيانغ تشنغ اتكأ على النافذة 

ونظر إلى الخارج بصمت طوال الوقت


وبعد عدة محاولات لم تفلح ، 

استسلم السائق أخيرًا وشغل الراديو


حاول جيانغ تشنغ أن يرى بوضوح شكل المدينة ،

لكن السماء بالفعل مغطاة بالظلام ؛ 

ولم تكن إنارات الشوارع ساطعة ، 

و رقاقات الثلج التي ترفرف في كل مكان ، 

والتي بدت وكأنها تتغلب على كل مصادر الضوء ، 

لم تساعد ،  بل جعلته يشعر بالدوار حتى


لذا أغلق عينيه


ولكن سرعان ما فتحها ،

لم يكن يعلم ما الغريب ، لكنه شعر بالخمول الشديد


عندما توقفت سيارة الأجرة في الموقع ، 

نزل جيانغ تشنغ ، 

وأخذ حقيبته ووقف عند التقاطع


لا يوجد أحد —-


و لم يرى حتى ظل الشخص الذي ادّعى أنه ' أنا والدك ' 

و  يدعى لي باو قوه في الأفق ——


كبح جيانغ تشنغ الغضب في قلبه ، 

وبينما الألم الناجم عن الرياح يقطع وجهه ، 

اتصل برقم لي باو قوه


أجاب لي باو قوه على المكالمة في الرنة الأخيرة : " آه هذه الرائحة الكريهة ... مرحبًا ؟"


جيانغ تشنغ : " أنا عند التقاطع " 

استمع إلى تحركاته على الجانب الآخر 

وأراد إغلاق الهاتف على الفور 

والبحث عن فندق للإقامة فيه بدلاً من ذلك


صرخ لي باو قوه بمفاجأة :  " هاه ؟ 

لقد وصلت إلى هنا بهذه السرعة ؟

أنا هنا، أنا هنا . 

سأخرج فوراً "


استغرق '  سأخرج فوراً  ' أكثر من خمس دقائق 


وبينما جيانغ تشنغ يسحب حقيبته إلى مفترق الطرق ويطلب سيارة أجرة ، 

ركض رجل يرتدي قبعة لي فينغ ووضع يده على كتفه


و صاح بأعلى صوته 


لي باو قوه : " جيانغ تشنغ أليس كذلك ؟!"



لم ينطق جيانغ تشنغ بكلمة واحدة ، 

فقد رأى لي باو قوه يركض خارج مبنى سكني كان خلفه مباشرة


{ فوراً هاه ؟ }

و عندما نظر جيانغ نحو نافذة الطابق الثاني 

ورأى عدة رؤوس تنظر في اتجاهه ، 

لم يكن يريد حقًا التحدث بعد الآن


ربت لي باو قو على كتفه : " لقد كنت في منزل أحد الأصدقاء لفترة. 

هيا بنا، هيا بنا ، 

دعنا نعود إلى المنزل ، دعنا نعود إلى المنزل... 

أنت تبدو أطول كثيرًا مما في الصورة ."


أبقى جيانغ تشنغ عينيه على الرصيف الموحل وتبعه .


ربت لي باو قوه على ظهره لفترة : " هيييه ، 

كم سنة مرت ؟ 

أكثر من عشر سنوات ، أليس كذلك ؟ 

لقد تمكنت أخيرًا من رؤية ابني ! 

يجب أن ألقي نظرة جيدة ."


أمسك لي باو قوه برأس جيانغ ، 

ووضعه أمام عينيه مباشرة وحدق فيه


سحب جيانغ تشنغ كمامة الوجه الموجود بالقرب من ذقنه ، ويغطي نصف وجهه


فجأة شعر أن كيانه بأكمله أصبح فارغ تمامًا ، 

حتى أن الجو كان مشحون بالارتباك




- نهاية الفصل الاول -

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي