Ch21
بدأ قلب شياو تانغ تشيو ينبض بجنون —
{ الصندوق !
لا بد أنه هو نبحث عنه !
ليس غريبًا أننا لم نجده رغم البحث المطول –
لقد أخذه شخص آخر ! }
فكر أن الثلاثي الذين دخلوا قصر يون قبلهم بيوم ،
هم على الأرجح من أخذوه ،
لابد أنهم قاموا بتفتيش القصر بالكامل ،
فإذا كان هناك أي شيء يتعلق بالمؤامرة والحبكة ،
فمن المؤكد أنهم حصلوا عليه أولاً ،
بينما يتردد في كيفية إثارة الموضوع مع المرأة ،
دخلت فجأة عائلة يون إلى القاعة الرئيسية ،
التفّت عدة نساء حول السيدة العجوز بينما يمشين إلى
الداخل بهدوء ؛
جلسن في أماكنهن دون أن يلقين بالاً للدماء الموجودة على
الأرض ،
الليلة قد بلغت ذروتها ،
وخارج بوابات قصر يون المفتوحة ،
بدا كل شيء وكأنه قد التهمه الظلام ؛
القتامة ابتلعت القرية بأكملها
الصمت التام يحيط بكل شيء ،
ما أثقل قلوبهم بمزيد من القلق
وجعلهم غير مرتاحين لما قد يحدث
ظهر رئيس الخدم فجأة كعادته ،
بصوته الهادئ المعتاد ، وقال:
“ لقد حان الوقت…”
ما أن انتهى من الحديث ،
حتى دوّى صوت الطبول
والأجراس بشكل خافت من بعيد
رغم أن هذا المشهد كان يُفترض أن يبدو احتفالي ومبهج ،
إلا أنه بدا غريب ومريب في هذه الليلة المشؤومة
لم يستطع تانغ ميانميان إلا أن يميل نحو شياو تانغ تشيو،
بينما اتسعت عينا الأخير بدهشة
{ هذا هو المشهد ذاته الذي رأيته داخل التابوت ! }
تزايد صوت الطبول والأجراس تدريجيًا واقترب أكثر فأكثر ؛
قفز قلب شياو تانغ تشيو بشكل متسارع ،
{ لابد من إيقاف هذا الزواج الشبحي !
ولكن السؤال كان… كيف يمكنني منع هذا الزواج الشبحي
من الحدوث بنجاح ؟ }
لم يكن أمامه سوى المخاطرة
صرّ شياو تانغ تشيو على أسنانه ،
واستدار نحو نساء عائلة يون ،
في هذه الأثناء ،
لم يكن تانغ ميانميان قد استوعب الأمر بعد ،
لكن رئيس الخدم ظهر فجأة أمام شياو تانغ تشيو،
وتحدث بصوت خشبي :
: “ حفل الزفاف على وشك أن يبدأ . الرجاء الجلوس .”
دون تفكير ، رفع شياو تانغ تشيو يده ودفع رئيس الخدم جانبًا ،
وكما توقع تمامًا ،
عندما سقط رئيس الخدم أرضًا ،
تحطّم إلى عدة قطع كما حدث سابقاً ،
شاهدت النساء ما حدث دون أن تتغير تعابيرهن،
وكأنهن لم يرين شيئ ،
مما أضاف إلى إحساسه بالبرودة الذي اجتاح عظامه
إذا كان زعيم القرية السابق لا يتذكر أنه قد مات بالفعل ،
فماذا عن نساء عائلة يون ؟
هل يدركن أنهن ميتات ؟
فهم تانغ ميانميان خطة شياو تانغ تشيو على الفور
وبمجرد أن شاهد قطع جثة كبير الخدم تبدأ في التحرك ،
قبض على أسنانه واندفع للأمام ،
ركل رأس رئيس الخدم بعيدًا !
نظر لو مانسوو إلى الاثنين ؛
لم يتحدث لكنه لم يحاول إيقافهما أيضًا
بدون عائق من رئيس الخدم ، اندفع شياو تانغ تشيو نحو
نساء عائلة يون ،
وقام بدفع كل واحدة منهن واحدة تلو الأخرى إلى الأرض ،
وتمامًا مثل رئيس الخدم ،
كن قد فارقن الحياة ؛ عندما سقطن أرضًا ،
تحطمت أجسادهن إلى قطع ،
لكن على عكس رئيس الخدم ،
لم يحاولن إعادة تجميع أجسادهن بعد ذلك ،
كل ما فعلنه هو البقاء دون حراك بينما تدحرجت رؤوسهن
على الأرض ، ينظرن ببرود نحو شياو تانغ تشيو
على الجانب الآخر ،
لاحظ تانغ ميانميان أن رأس رئيس الخدم قد بدأ بالتدحرج
نحو جسده مجدداً ،
فقاوم شعوره بالغثيان وركل رأس كبير الخدم بعيداً مجدداً ،
هذه المرة ، ركلها خارج بوابات قصر يون مباشرة ،
وسرعان ما ابتلعتها الظلمة
لكن هذا لم يكن وقت الاسترخاء ،
لأنه في اللحظة التالية دخلت بعض الخادمات
وهنّ يحملن العروس
وقف الجميع على الفور ،
مستعدين للتصرف في أي لحظة ،
وبينما شياو تانغ تشيو يفكر فيما إذا كان عليه التخلص من
تلك الخادمات أيضًا ،
تحركت المرأة التي تحمل الصندوق فجأة ،
أخرجت سكين صغير واندفعت نحو العروس ،
لتغرس السكين في صدرها بحركة واحدة ،
صُدم شياو تانغ تشيو من هذا الهجوم المفاجئ ،
لكنه سرعان ما أدرك شيئ .. .
صحيح ، لقد كان يفكر في كيفية القضاء على ضغينة فانغ
لان،
لكن بإمكانهم بوضوح اتباع نهج أكثر مباشرة ،
وهو التخلص من فانغ لان تماماً !
… انتظر !
يبدو أن هناك خطأ ما في هذا المنطق !
هذا بالتأكيد خطأ !
تحدثت المرأة ببرود :
“ فانغ لان، لقد متِ منذ وقت طويل .
استيقظي !
بدلًا من تعذيب الآخرين ونفسك مرارًا بسبب الكراهية ،
أليس من الأفضل أن تتخلي عن ضغينتك وتعيدي التجسد
في أقرب وقت ممكن ؟!”
وقفت فانغ لان بفستان زفافها الأحمر ، تحدق في صدمة
في تلك اللحظة ، كانت لا تزال تبدو بشرية ؛
حدّقت في ذهول بينما المرأة تتقدم نحوها ،
ثم نظرت إلى السكين العالق في صدرها بعدم تصديق ،
وبعد لحظات ، بدأت ملامحها تتغير بشكل كبير ،
تغيرت الأجواء المحيطة على الفور ——
صرخ لو مانسوو بقلق :
“ هل جننتِ ؟!
لماذا بحق الجحيم فعلتِ ذلك؟!
اللعنة !
إنها على وشك التحول إلى روح شريرة !”
ارتبكت ملامح المرأة بينما حاولت سحب السكين ،
لكنها لم تستطع حتى بعد محاولتين ،
وعندما رأت أن فانغ لان قد بدأت تتحول ،
تخلّت عن السكين وهربت بعيدًا
تحولت فانغ لان بالكامل إلى روح شريرة
غطّى جسدها بالكامل ضباب أسود نابع من الكراهية
الشديدة التي تحملها
ملامحها الجميلة أصبحت مشوهة بشكل لا يوصف ؛
انتفخ جسدها بالكامل ،
والتوت ملامحها بفظاعة ،
وانبعث منها رائحة نتنة كريهة ،
و في كل مكان تسير فيه ، كانت
تترك وراءها بركة من السائل العفن ،
حدّقت بغضب في المرأة ، و تقترب منها ببطء
صرخ شياو تانغ تشيو بسرعة بعد أن خطرت بباله فكرة :
“ أعطيني الصندوق ! معي المفتاح !”
في لحظة حرجة كهذه ، لم يكن أمامه خيار سوى المخاطرة
التفتت المرأة لتنظر إلى شياو تانغ تشيو،
وترددت لوهلة قصيرة ،
لكن عند تلك النقطة ،
كانت فانغ لان على وشك مهاجمتهم ،
فلم يكن لديها وقت للتفكير ،
علاوة على ذلك ،
كان الصندوق بالفعل بين يديها ولم يكن لديها طريقة
لفتحه دون المفتاح ،
هذا النوع من العناصر الخاصة بالمهمات لا يمكن فتحه
بالقوة ؛
و كان عليها فقط العثور على المفتاح المناسب لفتحه ،
وهي تضغط على أسنانها بغيظ ،
ألقت بالصندوق نحو شياو تانغ تشيو
ما أن أمسك شياو تانغ تشيو بالصندوق حتى أخرج المفتاح
بسرعة ليفتحه
وفي الجانب الآخر ،
أخرجت المرأة سكين صغير آخر
بينما أخرج رفيقاها أسلحتهما أيضًا
ورغم أن أسلحتهما لم تبدُو مثيرة للإعجاب ،
إلا أن حالهما كان أفضل بكثير مقارنة بـ شياو تانغ تشيو
الذي كان غير مسلح تمامًا
استغل شياو تانغ تشيو هذا التأخير ونجح في فتح الصندوق
لدهشته، وجد داخله بعض الرسائل
التقط واحدة منها ونظر إليها بعناية ،
لكنه شعر أن هناك شيئ غريب في الأمر –
هذه الرسائل كانت مكتوبة من قبل فانغ لان إلى تشو هاي
تانغ ميانميان : “ ما الذي بالداخل ؟
أسرع ! أخرج أي شيء !
لن يتمكنوا من الصمود طويلًا !”
هجم على شياو تانغ تشيو وانتزع الرسالة التي يحملها ،
وقال، “ رسالة ؟! تبًا ! سنجربها على أية حال !”
شياو تانغ تشيو : “ انتظر لحظة……”
لكن قبل أن يتمكن من إيقافه ،
كان تانغ ميانميان قد جمع شجاعته واندفع نحو فانغ لان
وقف على مسافة بعيدة وألقى الرسالة نحو فانغ لان وكأنه يرمي القمامة
فانغ لان، التي كانت معادية في البداية، هدأت فجأة
التقطت الرسالة بأصابع منتفخة وكأنها ملتصقة ببعضها .
أنزلت رأسها ، نظرت إلى الرسالة……
بدت وكأنها هدأت
رمش تانغ ميانميان بعدم تصديق
{ هل حقًا نفعت الرسالة ؟ }
تمتم شياو تانغ تشيو : “ لدي شعور سيئ……”
تانغ ميانميان : “ اللعنة لحياتي !
ليس مجددًا ؟!”
وكما توقع ، لم يهدأ تعبير فانغ لان سوى لثانية واحدة و تغير بسرعة
امتلأت عيناها بالكراهية والغضب مجدداً ،
واشتد الضباب الأسود المحيط بها بشكل أكبر !
صرخ تانغ ميانميان بوجه مليء باليأس : “ قل لي فقط،
هل كنت غراب في حياتك السابقة ؟”
ضحك شياو تانغ تشيو بمرارة ؛
فانغ لان كانت قد اقتلعت عيني تشو هاي بينما لا يزال حي ،
مما يعني أنها كانت تكرهه بشدة ،
كيف يمكنها ألا تشعر بالغضب بعد رؤية الرسالة التي كتبتها له؟
فانغ لان كانت تكره أهل قرية يونجيا؛
و تحتقر عائلة يون ،
وبطبيعة الحال ،
كانت تحقد على تشو هاي ، الرجل الذي تخلى عنها
صرخ شياو تانغ تشيو : “ فانغ لان غاضبة ! اهربوا !”
لم يكن يتوقع أن يؤدي فعله إلى إثارة غضب فانغ لان بدلًا
من هزيمتها ،
ألقى المفتاح والصندوق بعيدًا بسرعة ،
وأمسك بـ تانغ ميانميان وهرب بكل ما أوتي من قوة
لم يكن لو مانسوو بحاجة إلى تذكير من شياو تانغ تشيو؛
فقد حمل دينغ تيانتيان وركض كالرياح
الثلاثي كانوا قد قاتلوها لفترة ،
وعرفوا أنه لا يمكنهم هزيمة فانغ لان ، لذا قرروا الهروب
هرب شياو تانغ تشيو خارج قصر يون ،
لكنه لم يعرف إلى أين يهرب ،
و تانغ ميانميان يركض وهو يصرخ : “ اللعنة ! اللعنة ! اللعنة !
ماذا سنفعل؟
مااااذا سنفعل ؟!”
كان شياو تانغ تشيو على وشك البكاء أيضًا : “ أريد أن أعرف كذلك !
لا يمكن لعب هذه اللعبة !
لا توجد أي تلميحات على الإطلاق .
أخيرًا وجدنا عنصر متعلق بالمهمة ، واتضح أنه فخ !”
بدأ تانغ ميانميان بالبكاء : “ فخ لعين !
فانغ لان تكره تشو هاي بشدة .
لماذا ستحتفظ بهذه الرسائل اللعينة ؟!”
كان شياو تانغ تشيو على وشك القول بأن هذه الرسائل قد
أُحضرت إلى قصر يون قبل موت فانغ لان
لكنه فكر مجدداً :
{ بعد وفاة فانغ لان، كان يمكنها تدمير تلك الرسائل .
لماذا ألقت جمجمة تشو هاي والمفتاح في البئر ؟ }
بينما يحاول حل هذا اللغز ، فجأة شم رائحة كريهة
توقف عن الركض بسرعة ،
لكن الأوان قد فات
بطريقة ما،
ركضا دون أن يدركا إلى المنطقة القريبة من المرحاض ،
وفانغ لان قد تسلقت بالفعل من البئر القريب
الروح الشريرة بفستان الزفاف الأحمر خرجت من البئر ،
مبللة بالكامل ،
وثبتت نظرتها المليئة بالكراهية على شياو تانغ تشيو الذي
وقف على بعد أقل من متر واحد منها ………
يتبع —-
تعليقات: (0) إضافة تعليق