القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch42 | SAYE

 Ch42



كان لدى جيانغ تشنغ قبضة قوية للغاية ، 

خاصة وهو في حالة من الحمى بسبب الكحول 

والأجواء المفعمة بالحياة. 


كانت مفاصل يد غو فاي تتألم بشدة من الضغط ، 

و حلوى النعناع لم تساعد بتخفيف القبضة ، 

بل كانت في كف يده تضغط على جلده و كأنها حصاة


ألقى غو فاي نظرة جانبية نحو يي جينغ ؛ 

كانت يي جينغ حينها منشغلة بمحادثة مع وانغ شو ، 

والغرفة المليئة بالناس و يأكلون ويشربون ويتحدثون 

بحماس... 

لم يلاحظ أحد أن جيانغ تشنغ ، 

في هذا الجانب ، بدا وكأنه يعتزم سحق يد غو فاي تماماً 


سأل غو فاي بصوت منخفض: "ما الأمر؟"


لم يرد جيانغ تشنغ


استمر فقط في التحديق إليه برأسه المستند إلى الحائط ، 

بينما حافظ على قبضته المشدودة على يده ،


بعد أن تبادلا النظرات لفترة ، 

أبعد غو فاي وجهه بعيدًا وبدأ بالتحديق بشرود 

في الطاولة المليئة بالأطباق أمامه


لم يكن غو فاي أعسر ؛ و يحتاج إلى يده اليمنى للأكل ، 

لكن جيانغ تشنغ لم يُبدِي أي رغبة في تحرير يده


وكل ما استطاع غوفاي فعله هو التحديق في الطعام بصمت


بصراحة ، كان غو فاي قادر على ملاحظة أن جيانغ تشنغ بدأ 

يفقد حذره منذ البداية ، 

لكنه يستعيد وعيه خلال ثلاث إلى خمس ثواني على الأكثر


و القبضة التي ظلت مشدودة بهذا الشكل ، 

دون أي نية للتخفيف ، 

جلبت شعور بالارتباك وفقدان للسيطرة


 ومع ذلك ، كان هناك فكرة أخرى : 

أن محاولة ترك اليد فجأة قد يبدو متعمدًا جداً 


و بالنسبة لشخص مثل جيانغ تشنغ ، 

الذي كان عميق التفكير وحساس ودقيق ، 

عندما يواجه وضع كهذا ، 

فإن الأفكار المتشابكة في ذهنه قد تهدأ بسرعة


فاستخدم غو فاي يده اليسرى لرفع وعاء الحساء وأخذ رشفة


كان هذا حساء كرشة لحم الضأن الذي طلبه وانغ شو خصيصًا – وكان طعمه ليس سيئ


قال غو فاي وهو يلتفت نحو جيانغ تشنغ : "هذا الحساء ليس سيئ ."


رد جيانغ تشينغ بصوت خافت: " آه"

وبدأت قبضته تظهر علامات على التراخي —-


سأله غو فاي : " هل تود تذوقه ؟" 

وقام بالنكز بخفة على ظهر يد جيانغ تشنغ بإبهامه


سأل جيانغ تشنغ بينما بدأ في تحرير يده أخيرًا : "هل هو حساء كرشة ؟"


سحب غو فاي يده : " نعم ." وتردد للحظة ، 

ثم وضع حلوى النعناع التي لا تزال في يده في يد جيانغ تشنغ مجدداً 


جيانغ تشنغ بصوت خافت : " في الواقع لا أحب حساء الكرشة . 

أحب حساء لحم الضأن ، حساء عظم الضأن ، 

حساء الفخذ ، وحساء بطن الخنزير ..."


غو فاي : " أنت تجعلني أشعر بالجوع." 

و استخدم عيدانه لالتقاط قطعة من كرشة لحم الضأن ووضعها في فمه


جيانغ تشنغ: "وأنا كذلك "


ثم ألقى حلوى النعناع في فمه ، 

وبعد مضغها لثواني استدار فجأة وقال : "هل هذه واحدة 

من تلك الحلوى التي تتغير نكهاتها ؟!"


أجاب غو فاي بابتسامة: " لا، هل أعجبتك ؟ 

تلك كانت حلوى للمزاح أحضرها صديق ليو فان من 

اليابان . 

لدي كيس كامل منها في منزلي ."


قال جيانغ تشنغ وهو يومأ برأسه : " أعطني بعضها ، 

يكفي قطعتان أو ثلاث ."

 

——- تلك الحلوى تتناسب تمامًا مع الطريقة التي يتصرف بها بان تشي ذلك الصديق المعتوه


غو فاي: " سأعطيك بعضًا منها يوم الاثنين . 

آوه صحيح علينا أن نقرأ تقارير التأمل الذاتي الخاصة بنا يوم الاثنين "


تنهد جيانغ تشينغ : "... لقد انتهيت من كتابتها "


عندما يجتمع مجموعة كبيرة من الأشخاص للأكل ، 

خاصة إذا كانوا من الشباب ، 

فإنهم عادةً يشبعون خلال عشرين دقيقة 

لأنهم يتنافسون على حشو أفواههم بالطعام 

كما لو أنهم كانوا محبوسين في حقل خضار 

بدون أثر للحم لمدة ثماني إلى عشر سنوات


وحينما شبعوا تمامًا ، بدأ وقت الشراب البطيء والتفاخر


لم ينضم جيانغ تشنغ إلى الحديث الجماعي ، 

بل جلس على الجانب يستمع



كان الوضع مشابه تمامًا للتجمعات التي حضرها مع زملائه 

في الماضي ، 

والتي تضمنت أيضًا فقرة للتفاخر


 ومع ذلك ، فإن تلك التجمعات لم تكن تقارن بما أظهره 

أفراد الصف الثامن الآن


وبينما يستمع لهم وهم ينفخون في أبواقهم ، 

لم يستطع جيانغ تشنغ التوقف عن الرغبة في الضحك


 و على العكس ، كانوا الفتيات القليلات الموجودات تبدو 

عليهن علامات الانغماس في المشهد ، 

وكأنهن يمنحونهم الكثير من التقدير ،


صرخ وانغ شو فجأة ، بعد أن انتهى من مدح نفسه : "جيانغ تشنغ !" ثم وقف 

رافعًا الكأس في يده تجاهه : " اشرب كأسًا معي يا أخي !"


جيانغ تشنغ في حالة ذهول : " هاه ؟"


وانغ شو وهو يبتسم بوجه احمر بالكامل بفعل الشراب : 

" أنا أرفع نخبًا لك . 

نخب لسلاحنا السري !"


قال جيانغ تشنغ وهو يرفع حاجبيه : 

" لقد توقفت منذ فترة عن كوني سلاح سري ..."


 لكنه رأى تعبير وانغ شو الجاد ، 

والذي كان يقول بوضوح ' إذا لم تشرب ، 

فسأصب كل شيء في حلقك ' 

فاضطر إلى رفع كوبه والوقوف : " نحن جميعًا فريق واحد 

هنا. 

لا داعي لهذه الجدية حسنًا ؟"


أشار إليه وانغ شو : " أنت لست جيد في الشرب مثلما أنت

في كرة السلة !"


لم يجد جيانغ تشنغ ما يقوله


نقر بكأس وانغ شو ثم ألقى رأسه للخلف ليشرب الشراب دفعة واحدة



صرخ وانغ شو بحماس : " الآن أصبحت شخص رائع !" وشرب الكأس

 بدوره دفعة واحدة ، ثم أضاف: " أحبك !"


رد جيانغ تشنغ ، جالس بنبرة يائسة : 

"... لا أحتاج إلى حبك "


قال وانغ شو وهو يلوح بكأسه بشكل درامي : 

" لكنني ما زلت أحبك ! 

إذا واجهت أي مشكلة ، فسوف أحميك أنا ، 

سيحميك شو-غا!"


قال غو فاي وهو يدفع ذراع وانغ شو بعيدًا عن رأسه 

ويمسح الرغوة التي سقطت عليه: " اجلس "


صرخ وانغ شو بحماس : " دا فاي !" 

ثم بدأ يصب المزيد من في كأسه : " لنشرب..."


لم ينتظر غو فاي أن يُنهي ما يقوله أو يشرب ،

وقف وأخذ كأسه ثم شربه دفعة واحدة وأمسك بذراعه : 

" اجلس وتناول شيئ "


قال وانغ شو بحماس وحيرة في آن واحد : " حسنًا !"


ثم التفت غو فاي إلى يي جينغ ، 

التي كانت تحاول تجنبهم ، وقال : " لا تدعيه يشرب المزيد . 

وإلا كيف سنتمكن من إعادته إذا فقد وعيه ؟"


ابتسمت يي جينغ ابتسامة عجز : "هو لا يستمع لي أيضًا "


غو فاي: "هو يستمع "


رد وانغ شو بسرعة وهو يومأ رأسه: " أستمع ! أستمع !"


تجاهله غو فاي وهو يضغط للخروج من جانب الطاولة حيث كان يجلس جيانغ تشنغ


سأله جيانغ تشنغ : " إلى أين تذهب ؟"


رد غو فاي: " لأغسل وجهي . 

وأجلب بعض الفاكهة لـ إير مياو لتأكلها "


جيانغ تشنغ : " اووه " ألقى نظرة على غو مياو ، 

التي كانت نائمة على الكرسي بجانبه ، وقال : " لقد نامت لفترة الآن..."


قال غو فاي وهو يرتدي سترته 

ويحاول الخروج من الحشد بصعوبة : " هي دائمًا تنام عند وقت نومها "


استمر داخل الغرفة في الضجيج ، 

من ضحكات وصراخ وأكل... 

و زجاجات البيرة قد فرغت تقريبًا


وحاولت يي جينغ بكل جهدها منعهم من طلب المزيد من البيرة


ظل جيانغ تشنغ في وضعه السابق مستندًا على الحائط


 كان يحتضن ذراعيه وهو ينظر إلى الجمع المليء بالوجوه 

الحمراء المليئة بالضحك


لم يتغير الجو ، 

لكن بينما ينظر إلى ظهر غو فاي وهو يفتح الباب ويخرج ، 

شعر فجأة ببعض البرودة ،


ربما كان ذلك لأنه كان يجلس بجانب غو فاي طوال الوقت ، 

مع تلامس ذراعيهما وأرجلهما... 

——- أوه ، ولأنني كنت أمسك بيده أيضًا 


شعر أن تصرفاته اليوم كانت غير معقولة تمامًا


حتى عندما استعاد في ذهنه مشهد إمساكه بيد غو فاي ، 

لم يشعر بالحرج الشديد ، 

بل شعر بإحساس غريب من الفخر – كان مسرور بنفسه 

بشكل لا يُصدق


——- ما الذي جعلني فخور إلى هذا الحد ؟ 


لم يكن يعرف – 


تفكير الشباب غامض تمامًا ، 

وأحيانًا بلا خجل وبشكل مفاجئ !




————- ربما السبب هو الكحول ؟


لم تكن قدرة جيانغ تشنغ على تحمل الكحول ضعيفة جداً ، 

لكنه ببساطة لم يعتد على هذا الأسلوب القاسي من الشرب


في كل مرة ينهي فيها شرب الكحول القوي ، 

كان يشعر بسعادة غامرة 

وكأنه يسير على الغيوم أو كأنه تناول دواء خاطئ


 آخر مرة شرب فيها ، انتهى الأمر به إلى تقبيل شخص ما على الخد ، 

وهذه المرة أمسك بيد ذلك الشخص ورفض تركها


 كان هذا أشبه بشخص يستغل سكره للتصرف بلا خجل


لكن الصدمة والإحراج اللذين شعر بهما تجاه نفسه بسبب 

هذا التصرف لم يدوما طويلًا هذه المرة


 على سبيل المثال ، 

عندما يفكر الآن فيما حدث... كل ما يريده هو الضحك


كم هو مخيف أن يتمكن شخص من تدريب نفسه بسرعة 

وسهولة على أن يصبح جريء لهذه الدرجة


كان غو فاي قد غادر الغرفة منذ فترة طويلة ولم يعد بعد


لم يكن لدى جيانغ تشنغ خيار سوى النهوض الآن... 

كان بحاجة لاستخدام الحمام


أراد الذهاب منذ فترة ، 

لكنه شعر أن اتباع غو فاي مباشرة إلى الحمام بعد ذهابه 

لغسل وجهه قد يبدو غير لائق


ولكن الآن ، بعد أن لم يعد بإمكانه التحمل ، 

وقف وتسلل خارج الغرفة


بمجرد أن وصل إلى الباب ، 

صرخ غوو شو بصوت عالي: “ جيانغ تشنغ !

إلى أين أنت ذاهب ؟!"


كان جيانغ تشنغ يشعر بالفعل ببعض الدوار ، 

وبعد هذه الصرخة المفاجئة ، 

كاد أن يصطدم برأسه بالباب ،

التفت و رأى أنف غوو شو الأحمر الساطع 

والإثارة اللامعة في عينيه


قال وهو يربت على ذراع غوو شو: " إلى الحمام "

ثم فتح الباب وخرج


صاح غو شو وهو يفتح الباب ويخرج رأسه : “ أسرع ! 

نحن الاثنان لم نشرب كأس معًا بعد !”


لوّح جيانغ تشنغ بيده وهو يرد: " اووه "


يبدو أن هؤلاء ' الشماليين ' لم يكونوا بارعين للغاية في 

تحمل الكحول بعد كل شيء


لقد شربوا جميعًا إلى حد الجنون ونفذت المشروبات بالفعل ، 

ما الذي يمكنهم شربه الآن بحق الجحيم ؟


نظرًا لأنه لم يصادف غو فاي في الحمام ، 

فقد كان من المحتمل أنه ذهب بالفعل لإحضار الفاكهة لـ غو مياو


عندما أنهى جيانغ تشنغ استخدام المرحاض 

وكان يغسل يديه، رن هاتفه


أخرجه ونظر إلى الشاشة ، 

ولدهشته ، 

الرقم الذي ظهر هو رقم والدته بالتبني ' شين يي تشينغ '


حدّق في الرقم لفترة طويلة 

ثم قرر في النهاية الرد على المكالمة


شين يي تشينغ  : “ شياو تشنغ ؟”


على الرغم من شعوره ببعض المقاومة – 

ومع أن المشاعر قد أصبحت مخدرة إلى حد كبير مع مرور 

الوقت – 

إلا أن سماع هذا الصوت جعل جيانغ تشنغ يشعر بأن 

الشعور المألوف الذي جلبته له النبرة الجادة 

والهادئة والمضبوطة في هذا الصوت لن يختفي أبدًا طوال حياته


رد بصوت خافت : " اووه "


شين يي تشينغ  : "هل أنت في المنزل ؟"


: " لا " أغلق جيانغ تشنغ الصنبور 

وأخرج سيجارة بينما يتجه إلى الخارج ،

وقف بجوار نافذة في الممر : " أتناول الطعام بالخارج "


شين يي تشينغ : " هل تدخن؟"


: " مم " اتكأ جيانغ تشنغ على الحائط ونظر إلى الخارج ، 

وشعر فجأة بالاسترخاء 


لم تتحدث شين يي تشينغ لفترة طويلة ، 

ثم ردت أخيرًا بصوت بارد : "حقًا أنت تبقى وفيًا لنفسك 

أينما كنت "


رفع جيانغ تشنغ حاجبيه : " مم، ليس أنني أبذل جهدًا للبقاء 

كذلك . 

أنا فقط هذا النوع من الأشخاص ، أليس كذلك ؟

هل اتصلتي فقط لتسألي عن هذا ؟"


شين يي تشينغ : " لي باو قوه اتصل بي. 

قال إنه يريد بعض المال ، 

لأجل المصاريف الدراسية والطعام وما إلى ذلك..."


تجمّد جيانغ تشنغ


لم يتوقع أبدًا أن لي باو قوه سيصل إلى حد الاتصال بـ شين 

يي تشينغ ليطلب منها المال – 


الشعور الطاغي بالإذلال الذي اجتاحه جعله يجد صعوبة في التنفس


واصلت شين يي تشينغ حديثها : 

" أعتقد أن هذه المصاريف يجب أن تكون من مسؤولية 

الوالدين ، لذا لم أوافق ." ثم سألت : 

" هل ما زال هناك مال في البطاقة التي أعطيتك إياها ؟"


: " نعم" قال جيانغ تشنغ وهو يصر على أسنانه


شين يي تشينغ : "ذلك المال لك. 

على الرغم من أننا لم نعد عائلة ، 

إلا أن المشاعر ما زالت موجودة . 

آمل أن تستفيد من ذلك المال بشكل جيد ."


: " فهمت " سحب جيانغ تشنغ نفس عميق من السيجارة


شين يي تشينغ : " كنت أريد فقط قول ذلك. 

سأغلق الخط الآن"


: " مم." أغلق جيانغ تشنغ عينيه – 


الدخان المتصاعد جعل عينيه تؤلمانه


فجأةً ، تحدثت شين يي تشينغ مجدداً : 

" أريد أن أقول شيئ آخر ،،

أتمنى أن تتمكن من رؤية مشاكلك بوضوح في البيئة الجديدة . 

لا تظن دائمًا أن مرحلة التمرد لديك لم تنتهِي بعد . 

درجاتك لا تحدد شيئًا فعليًا . 

ما يحدد مسارك في النهاية هو شخصيتك وطباعك ..."


فتح جيانغ تشنغ عينيه فجأة ، 

و صوته مبحوح : " لا تحاضرينني بحق الجحيم !

لقد سمعت بما فيه الكفاية ! 

لقد ثبت بالفعل أن محاضراتك لا فائدة لها مع شخص مثلي ! 

أنا لست أخي الصغير ! 

لستُ في نفس مسارك ! 

كان الأمر دائمًا هكذا ! 

كل ما تقولينه لي يبدو كمحاضرة ، 

وكل ما تسمعينه مني يبدو وكأنه أشواك ! 

أنا الآن في بيتي ! 

أما زلت لم تكتفي ؟!"


صرخ جيانغ تشنغ الجملة الأخيرة بأعلى صوته


ثم أغلق الخط وحدّق في الحائط بلا حراك لفترة طويلة

ثم أعاد هاتفه إلى جيبه


استدار واتكأ على الحائط ورفع رأسه مغلقًا عينيه ، 

وأخذ عدة أنفاس عميقة حتى هدأ أخيرًا و فتح عينيه


وفي اللحظة التي فتح فيها عينيه ، 

رأى غو فاي يقف على بعد خطوتين منه 

وهو يحمل طبق كبير من الفاكهة


حدّق جيانغ تشنغ في غو فاي ، 

غير قادر على التفكير في شيء ليقوله


مدّ غو فاي الطبق نحوه : " هل تريد بعضًا منها ؟

طلبت من النادل أن يقطّعها للتو ."


أخذ جيانغ تشنغ قطعة من البطيخ : 

" ستتلف دماغك من تناول الفاكهة غير الموسمية "


: " ومع ذلك، ما زلت تأكلها ؟" وضع غو فاي الطبق على 

طاولة صغيرة بجانبهما ثم أخذ قطعة من البطيخ أيضًا


جيانغ تشنغ : " أنا شويبا .. 

لذا، عليّ أن أتناول بعضًا منها لأصبح أكثر اعتدال . 

أسعى للوصول إلى نفس مستوى والدي البيولوجي لي باو قوه "


غو فاي بابتسامة : " لي باو قوه ليس غبي تماماً . 

إنه جيد في عدّ الأوراق ." 


: " و أيضًا جيد جدًا في طلب المال " شعر جيانغ تشنغ 

بموجة أخرى من الاختناق 

بمجرد أن خرجت الكلمات من فمه


ظن أن نوبة الغضب التي وجّهها إلى شين يي تشينغ 

قبل قليل كانت ناتجة فقط عن طلب لي باو قوه للمال 

منها، مما أفقده ثقته وموقفه


عضّ البطيخ بعنف : " اللعنة "


نظر إليه غو فاي بدهشة : " هل تأكل قشرة البطيخ دائمًا ؟"


: " اخرس!" بصق جيانغ تشنغ قشرة البطيخ التي قد مضغها 

في سلة المهملات بجانبهما : " هكذا يأكل سكان المدن جميعًا "


: " فهمت " ضحك غو فاي وهو يأكل


أحاطت هالة جيانغ تشنغ من الكآبة في هذه اللحظة


 بدا له أن مشاعره غير مستقرة بشكل واضح وسهلة التأثر ، 

وكل السعادة التي شعر بها من الأمسية المريحة

 والممتعة قد تبخرت بمكالمة هاتفية واحدة


لم يرغب في العودة إلى الغرفة الآن


الغرفة المليئة بالأشخاص الذين جعلوه يشعر بالسعادة

 قد تصبح الآن مصدر للانزعاج بالنسبة له


لم يقل غو فاي أي شيء غير ضروري 

وتصرف كما لو أنه ليس في عجلة للعودة إلى الغرفة


وقفا معًا بصمت بجوار الطاولة في الممر ، 

يأكلان الفواكه الموضوعة في الطبق


بطيخ ، برتقال ، طماطم كرزية… 

بعد تناول معدة ممتلئة باللحم ، 

كان تناول بعض الفاكهة لتخفيف الشعور بالدهون 

هو الحل الأمثل


بعد أن انتهيا تمامًا من تناول كل الفواكه ، 

رفع رأسه وتبادل نظرة مع غو فاي


مسح جيانغ تشنغ فمه : " لقد أكلنا للتو كل فاكهة الملكة مياو مياو "


غو فاي : " مم، سأحضر لها طبق آخر "


حدّق جيانغ تشنغ : " هل سمعت 'سرّ آخر' غير معقول ؟" 


الفاكهة الباردة خففت تدريجيًا من الإحساس الطفيف 

بالحرارة في جسده بسبب الكحول والحر


غو فاي : " لا يُعتبر سر كبير جداً .

حقيقة أن تبنيك قد تم إلغاؤه شيء كنت أعرفه بالفعل ... 

فقط ،،، هل كانت تلك... والدتك بالتبني ؟"



أومأ جيانغ تشنغ برأسه : " نعم " ، 

وهو يرسم خطوط على الطبق 

ثم يستخدم الماء المتبقي لرسم سلسلة من النوتات ببطء 

: " لي باو قوه طلب منها مال "


رفع غو فاي حاجبيه بدهشة لكنه لم يقل شيئ


مسح جيانغ تشنغ النوتات بلامبالاة : " غو فاي … 

لابد أنك مررت بأوقات صعبة للغاية أليس كذلك ؟ 

كيف تعاملت مع ذلك ؟ 

الطريقة التي تعيش بها وكأنك بلا هموم طوال الوقت

 لا تبدو وكأنك تتظاهر ."


أجاب غو فاي : " شرب بعض الكحول 

واحصل على ليلة نوم جيدة "


عبس جيانغ تشنغ : " حقًا ؟ هل نجح الأمر ؟"


غو فاي : " لا "


حدّق جيانغ تشنغ فيه : " هل تعبث معي ؟"


غو فاي : "ما الحل الذي يمكن أن يكون هناك ؟ 

ستتعود مع الوقت

هناك الكثير من الأمور التي تثير القلق في هذا العالم ، 

ولا أستطيع الاهتمام بها جميعاً ."


ظل الاثنان واقفين في الممر ، 

دون أن ينوي أي منهما التحرك ، 

يحدقان معًا في الطبق الفارغ بلا تركيز


بعد فترة ، سمع جيانغ تشنغ صوت لوح تزلج


استدار غو فاي : "هاه ؟"


رفع جيانغ تشنغ رأسه : " غو مياو ؟" 

رأى غو مياو تخرج خارج الغرفة ، 

حاملةً معاطفهم وحقائبهم المدرسية بين ذراعيها


خرج وانغ شو مسرعًا خلفها ، 

وهو يحمل معطفه بيده :

" آييييه ! تمهّلي مياو مياو ، أخوك..."


تنهد تنهيدة ارتياح عندما رأى غو فاي وجيانغ تشنغ يقفان 

في الممر


: " اللعنة عليكما ! 

ظننت أنكما هربتما معًا ! 

أسرعا، لنذهب ، لنذهب !"


غو فاي : "هل انتهينا هنا ؟" 


أوضح وانغ شو وهو يرتدي معطفه : " انتهينا ؟ بالتأكيد لا ! ، 

نحن نغيّر المكان ! 

سنذهب إلى الكاريوكي!"


قال جيانغ تشنغ بسرعة وبصوت خافت : "لن أذهب"


نظر غو فاي إليه ثم التفت ليعطي وانغ شو إيماءة : " حسنًا، لنذهب ."


خرج الجميع من الغرفة ؛ الآن كان الجو بالخارج مليئ بالضوضاء والحماس


بعد مغادرة المطعم ، 

توجه الجميع مباشرةً إلى الجانب الآخر من الشارع ، 

وبالنظر إلى مدى دراية وانغ شو بالطريق ، 

من المحتمل أنه اختار هذا المكان أيضًا


كان جيانغ تشنغ يسير في الخلف


بعد أن عبر الجميع الشارع متوجهين للكاريوكي ، 

رأى غو فاي ما زال واقف بجانب الطريق مع غو مياو


سأل جيانغ تشنغ : "ما الأمر ؟" 


غو فاي : " ألم تقل إنك لن تذهب ؟" 


: "... قلت إنني لن أذهب"، توقف جيانغ تشنغ قليلاً : 

" لكن إذا كنت تريد الذهاب ، فاذهب ، 

ليس عليك البقاء معي ."


: " لن أذهب أيضًا . 

يجب أن آخذ إير مياو للمنزل لتنام ." ربّت غو فاي على رأس 

غو مياو : " لو لم تكن موجود اليوم ، 

لما خرجت لتناول الطعام أصلاً "


جيانغ تشنغ : " هاه ؟ لما لا ؟" 

 

: " لأنه لا معنى له " قال غو فاي وهو يتمدد بجسده 

ثم دفع دراجته باتجاه سيارة أجرة تقف بجانب الطريق : 

" لنذهب، تشنغ-غا "


نظرًا لأن غو مياو كانت تشعر بالنعاس بالفعل ، 

لم يجعلها غو فاي تستمر في التزلج بالطريق إلى المنزل


 وضع الدراجة في صندوق السيارة ، 

وأخذوا سيارة أجرة للعودة


تردد جيانغ تشنغ لفترة طويلة ، 

وعندما لاحظ لافتة الشارع عند التقاطع ، 

تمكن أخيرًا من ضغط جملة :

" هل أنت... 

هل ستتوجه مباشرةً إلى المنزل ؟"


غو فاي : " إلى أين تريد أن تذهب ؟" 


فرك جيانغ تشنغ جبهته : " لا أعرف . 

فقط لا أريد العودة إلى منزل لي باو قوه "


همهم غو فاي كـ رد  : "مم "


عندما توقفت سيارة الأجرة أمام متجر غو فاي ، 

كانت الأضواء لا تزال مضاءة – بشكل مدهش


نزل جيانغ تشنغ على الفور 

ورأى والدة غو فاي داخل المتجر


طوال هذا الوقت ، 

هذه هي المرة الأولى التي يراها تبقى في المتجر

 بعد الساعة التاسعة مساءً


غو فاي : " انتظرني هنا"


: " حسنًا " شاهد جيانغ تشنغ وهو يأخذ غو مياو 

إلى الداخل ويسلمها إلى والدته


ثم تجوّل غو فاي حول الأرفف عدة مرات 

وعاد ومعه كيس بلاستيكي كبير مليء بالأشياء


جيانغ تشنغ :  "ما كل هذا ؟"


أجاب غو فاي وهو يستدير ويمشي أمامه : " أشياء للأكل ، 

فول سوداني ، 

لحوم مجففة ، وأشياء أخرى ." 


لحق به جيانغ تشينغ وسار بجانبه : 

" إلى أين نحن ذاهبون؟"



نظر غو فاي إليه : " مصنع الصلب .

ألم تقل إنك لا اريد العودة الى منزل لي باو قوه ؟"


لم يرد جيانغ تشنغ على الفور ، 

فقط رفع إبهامه بقوة موافقًا 


من الواضح أن شخص ما قد زار الغرفة الصغيرة في مصنع 

الصلب خلال الأيام القليلة الماضية


 كانت الغرفة نظيفة لدرجة أن حتى القماش على الأريكة 

ذات الساق المكسورة تم استبداله



غو فاي : " لي يان شخص طيب واهتمامه لا مثيل له" 


وضع الأكياس على الطاولة ثم أشعل النار في المدفأة 

الموجودة في وسط الغرفة بكل براعة


: " هو من نظف الغرفة بالكامل تقريبًا "


جلس جيانغ تشنغ على الأريكة : 

" لا يبدو و كانه شخص طيب او مهتم على الاطلاق "

 وتنهد براحة ،،

شعر أن جسده يرتاح بشكل غريب : 

" ماذا جلبت لتأكله ؟ دعني أرى ."


وضع غو فاي الكيس بجانبه


بالإضافة إلى جميع أنواع الفول السوداني 

و اللحوم المجففة ، 

كان يوجد أيضًا مجموعة من شرائح الدجاج والسمك ، 

وحتى النقانق والمعكرونة سريعة التحضير ؛ 

كان الكيس مليئ حتى آخره


ضحك جيانغ تشنغ : " هذه الإمدادات تكفي لنبقى نشرب 

حتى صباح الغد "


استدار غو فاي : "ما زلت تستطيع الشرب؟" 


جيانغ تشنغ : " لا تكن متحيزًا ضدنا الجنوبيين " 

فتح كيس الفول السوداني ووضع بعضه في فمه ، 

تناوله بهدوء : " نحن الجنوبيين نأخذ وقتنا في الشرب ، 

خاصةً أولاد المدن الجنوبيين العصريين مثلي ، 

نأخذ وقتًا أطول في الشرب..."


بدأ غو فاي في الضحك : " دعني أرى إذا كان هناك 

أي كحول متبقي ."


عثر جيانغ تشنغ على سيجارة : " إذا لا

فلنعد إلى المتجر لنحضر البعض ." .


: " نعم يا رئيس ." رفع غو فاي بعض الصناديق الكرتونية 

بجانب الجدار وبدأ يفتش فيها


 أخرج زجاجتين من الخمر الأبيض : " هونغشينغ إيرغوتو، 

هؤلاء الأولاد غيروا ذوقهم مؤخرًا ."


جيانغ تشنغ : " لا يزال إيرغوتو في النهاية ، يا ايها الولد غير المثقف " 

مد ساقيه وهو يضع السيجارة في فمه


نظر إليه غو فاي : "هل أقدم لك أيضًا ؟" 


جيانغ تشنغ : " بالتأكيد ،،، لا اشعر برغبة في التحرك "


غوفاي : " تذكر هذه اللحظة جيداً تشنغ-غا "

 

دفع غو فاي الطاولة الصغيرة إلى جانب ساق جيانغ ، 

و صب الخمر ووضعه أمامه


ثم أحضر بعض الصحون البلاستيكية ، 

فتح أكياس الوجبات الخفيفة وسكبها


غوفاي : " ما عدا إير مياو ، لم اقدم لأحد مثل هذا المعاملة من قبل ."


ابتسم جيانغ تشنغ : "ألم يكن تقديم الخدمة جيدًا في 

المرة الأخيرة عندما أكلنا الشواء هنا ؟ "


جلس غو فاي بجانبه : " إذاً ابدأ بتسجيلها في ذاكرتك 

من المرة الأخيرة ."


: " أوه .." رفع جيانغ تشنغ كوبه وأخذ رشفة : " حقاً ؟"


: " حقاً " أخذ غو فاي قطعة من اللحم المجفف وبدأ يتناولها ببطء


جيانغ تشنغ : " لا يمكنني تصديقك . 

ألم تكن من قبل مع احدهم ، 

فتاة او فتى ... 

حبيب أو حبيبة أو شيء من هذا القبيل ؟" .


أجاب غو فاي ببساطة : "لم يكن لدي "


استدار جيانغ تشنغ لينظر إليه : "... أوه ! "


منح نفسه ثلاث ثواني من الصمت بسبب سؤاله المحرج المفاجئ ، 

وعدم قدرته على مواصلة الحديث ،


يتبع 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي