القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch44 | SAYE

 Ch44



هذه الليلة ، نام جيانغ تشنغ بعمق 


قبل أن يغفو ، 

كان يعتقد أنه قد يحلم أو يرى كوابيس ، 

لكنه لم يرَى شيئ سوى الظلام ، 

واستمر في النوم حتى صباح اليوم التالي ، 

ليستيقظ بسبب البرد القارس 


السماء في الخارج مشرقة – 

خمن أن الوقت كان حوالي السابعة أو الثامنة صباحًا


النار في الغرفة قد انطفأت ، 

والرياح تدخل بحرية من فراغات النوافذ ،


عطس جيانغ تشنغ سلسلة من العطسات فور أن فتح عينيه


مد يده إلى جانبه متحسسًا، لكنه لم يجد أحد


استدار برأسه ليكتشف أن غو فاي لم يكن بجانبه


ولكن قبل أن يتفاجأ بقدرة غو فاي على الاستيقاظ 

مبكرًا في عطلة نهاية الأسبوع ، 

تجمد في مكانه عندما تذكر ما حدث الليلة الماضية


جلس جيانغ تشنغ ووضع يده على شعره ، ممسكًا به بعنف


الكحول قد تلاشت تأثيراته


والجنون الذي تملكه قد تلاشى أيضًا


لكن الغرابة ؟ بشكل غريب ، لم تستقر بعد


الشيء الوحيد الذي شعر به الآن كان موجة غامضة من الذعر


——- جيانغ تشنغ ماذا فعلت بحق الجحيم ؟!


المشكلة هي، ما حدث قد حدث بالفعل ، 

ولكن الشخص الذي حدث معه الأمر ذهب بعيدًا لدرجة 

الهروب دون ترك أي أثر في هذا الصباح الباكر… 


——- ما هذا بحق الجحيم ؟ 

أي نوع من الأشخاص هذا ؟!


قفز جيانغ تشنغ من الأريكة وبدأ يدور في الغرفة مرتين ، 

متفقدًا ما إذا كانت ملابس غو فاي، 

حقيبته المدرسية وكل شيء آخر قد اختفى


——- هل فرّ هذا الجبان دون ترك أي دليل ؟!


هل كان عليه أن يذهب إلى هذا الحد ؟! 


حتى لو كان مجرد لقاء عابر ! 

لا داعي للهرب بهذه الطريقة ! 


ألن يجعل ذلك الموقف محرج … 


كان الشعور الوحيد الذي شعر به جيانغ تشنغ في تلك اللحظة هو الخجل التام


لعن بصمت بينما أمسك هاتفه : “ اللعنة عليك !”، 

واتصل برقم غو فاي بعد أن عطس مرتين


بعد رنّتين بالكاد ، 

سمع فجأة صوت هاتف يرن من خلف الباب


——- هل يوجد أحد هنا ؟


من ؟


هل يمكن أن يكون بو شي هاو نياو ؟


لي يان ؟


أو ربما دينغ تشو شين ؟


اللعنة هل تم تنظيف مكان الجريمة بشكل صحيح ؟


عندما أدرك أخيرًا أن النغمة التي يسمعها خارج الباب كانت 

في الواقع تخص غو فاي، 

كان قد شعر بالفعل بعرق بارد يسيل على ظهره من الصدمة


فتح الباب ، 

ودخل غو فاي حاملًا صندوقين من الطعام الدافئ : “هل اتصلت بي؟”


نظر إليه جيانغ تشنغ : “ آوه "


وضع غو فاي الصناديق على الطاولة الصغيرة  

“ أسرع وتناول الطعام ، 

إنها شوربة فيتنامية (فو).

اتصل بي لي يان ليذهب إلى المتجر ، 

لذا ذهبت لأفتح المتجر أولاً ثم عدت إليك .”


جيانغ تشنغ : “ هل هو في المتجر الآن ؟”


غو فاي : “ ليس بعد . لكنه سيأتي قريبًا "


سأل جيانغ تشينغ مجدداً : “ إذًا تركت باب المتجر مفتوحًا بدون أحد ؟”


رد غو فاي : “ أجل 

لن يدخل أحد ليسرق في هذا الوقت من اليوم . 

اللصوص جميعهم نائمون الآن بعد ليلة طويلة من العمل .”


جلس جيانغ تشنغ : “… حسنًا "


أخذ غو فاي عبوة صغيرة طويلة من جيبه وألقاها أمامه


أول ما خطر ببال جيانغ تشنغ : “ وسابي؟” 


أنزل غو فاي رأسه وبدأ في تناول النودلز : “ أنت تضيف 

الوسابي أثناء تناولك للشوربة الفيتنامية ؟”


نظر جيانغ تشنغ عن قرب ليكتشف أنها عبوة غسول فم 

مغلفة بشكل فردي : “متجركم يبيع هذه الأشياء أيضًا ؟”


غو فاي : “ ماذا ؟ متجرنا يواكب الموضة "


ضحك جيانغ تشنغ لفترة طويلة ، 

ثم توجه إلى الحمام ليغسل وجهه ويشطف فمه 

ثم عاد إلى الطاولة لتناول النودلز


ساد الصمت أثناء تناولهما الطعام، 

لكن ذلك لم يكن مشكلة لأن جيانغ تشنغ لم يكن يشعر 

بالرغبة في الحديث في هذه اللحظة – 

ما فكر فيه بشأن غو فاي سابقًا جعله يشعر ببعض الإحراج


إلى جانب ذلك ، عندما استيقظ ، 

لم يشعر بالغرابة الشديدة كما كان يتوقع


ربما لأن انشغاله بالعطس والدهشة 

والغضب صرفه عن التفكير في الأمر


ولكن الآن ، وهو يأكل الشوربة الدافئة بهدوء ، 

بدأ التوتر والذعر اللذان كانا بداخله يظهران بوضوح 


تحدث غو فاي بينما يمسح فمه بعد انتهائه من الطعام : 

“ هل ستعود إلى المنزل؟

يبدو أن لي يان يحتاجني في شيء اليوم . 

إذا لم يجدني في المتجر قريبًا ، قد يأتي إلى هنا . 

عليّ أن أعود الآن .”


جيانغ تشنغ على الفور عندما سمع ذلك : “ إذن أسرع واذهب ،”  

لم يكن يرغب أن يراه أي شخص ، 

بغض النظر عن هويته 

أو ما إذا كان بإمكانه معرفة ما حدث هنا : “ سأغادر أنا أيضًا "


: “ حسنًا .” جمع غو فاي ما تبقى من الطعام 

ووضعه في كيس ، ثم جمع القمامة في كيس آخر


تبع جيانغ تشنغ غو فاي إلى الخارج بصمت ، 

محاولًا عدم كسر هذا الجو الهادئ


بعد تناول شيء دافئ، أدرك أن الجو لم يكن بارد إلى هذا 

الحد اليوم

ومع ذلك ، ولسبب ما، 

رغم أن الرياح لم تكن قوية على الإطلاق ، 

شعر بقشعريرة تملأ جسده ،


عندما وصلا إلى التقاطع الذي يفصل فيه الطريق المؤدي إلى مصنع الصلب ، توقف غو فاي


غوفاي عليه أن يتجه يسار 

بينما جيانغ تشنغ كان في الاتجاه المعاكس ، إلى اليمين


نظر غو فاي إليه : “ أنت عائد إلى المنزل ؟”


رد جيانغ تشنغ بإيماءة خفيفة : “نعم”

أخذ خطوتين باتجاه الطريق الصغير ، 

ثم التفت ببطء للخلف وقال: “ سأذهب الآن”


أجاب غو فاي بهدوء : “نعم”، لكنه لم يتحرك


بعد بضع خطوات ، تنحنح جيانغ تشنغ ، 

غير متأكد مما يجب أن يقوله بعد 


لوّح بيده نحو غو فاي ، ثم استدار وسار في طريقه


——————————-


عندما وصل جيانغ إلى الطابق السفلي من مجمع سكن 

إقامة لي باو قوه، 


رأى لي باو قوه قادمًا بخطوات سريعة من الجهة الأخرى من الشارع


ما إن رأى جيانغ تشنغ هذه الهيئة حتى تذكر مكالمة شين 

يي تشينغ من اليوم السابق

و صعدت عقدة في صدره حتى بلغت حلقه ، 

فتوقف عن السير ، 

منتظرًا أن يعود لي باو قوه إلى منزله وينام قبل أن يصعد


لكن بينما لي باو قوه يقترب، 

لاحظ امرأتين تسيران خلفه ، 

ترتديان زيّ موحدً بدا وكأنه خاص بمندوبات مبيعات


ركضت الشابة منهما نحو لي باو قوه وقالت : “ عمي لقد 

كان خطأنا عندما أجرينا الاتصال الخطأ ، 

لكن لا يمكنك أن تنكر ذلك بهذه الطريقة !”


قال لي باو قوه بصوت عالي بينما يلوح بيديه لإبعادهما : 

“ لا أعرف عما تتحدثان ! 

لم أستقبل أي مكالمات !”


المرأة الأخرى بنبرة قلق : “ انظر إلى عمرك الآن ! 

كيف يمكنك أن تتصرف هكذا بلا أخلاق ؟!”


التفت لي باو قوه بغضب : “ من بلا أخلاق ؟! 

أنتما من تتهماني زورًا يوميًا بأخذ أشيائكما !

 أي أخلاق هذه ؟!”


صرخت الشابة بنبرة مكسورة : “ كيف نتهمك زورًا ؟! 

نحن اتصلنا بالخطأ ، لكن لماذا قلت إنك اشتريتها 

وجعلتنا نرسل البضائع ؟ 

سائقنا ما زال يتذكر أنك أنت من أخذ البضائع !”


رد لي باو قوه غاضب : “ لا أعرف أي سائق !” 

دخل إلى المبنى وأغلق الباب خلفه بقوة


وقفت الشابة عند مدخل البناية وبدأت تبكي بصوت عالي : 

“ كيف يمكن لشخص أن يكون هكذا ؟!”


وقف جيانغ تشنغ يشاهد الموقف لدقيقة ، 

ثم اقترب ببطء من السيدتين ، 

وكأن ثقل كبير يجرّه تحت قدميه


قال موجهًا كلامه للمرأة الأكبر : “ عذرًا دا جي 

ما الذي يحدث هنا؟”


نظرت إليه المرأة الأكبر وقالت على الفور: 

“ هل تعرف هذا الشخص ؟ 

هل يمكنك مساعدتنا ؟”


لم يصرّح جيانغ تشنغ بأنه يعرف لي باو قوه ، 

لكن المرأة أخبرته القصة بكل تفاصيلها


اتضح أنهما مندوبتا مبيعات من متجر جملة لبيع التبغ 

والمشروبات الكحولية ، 

وأن فتاة جديدة في العمل قد أخطأت بالاتصال برقم لي باو 

قوه بدلًا من عميل قديم ، 

طلب لي باو قوه تسليم البضائع إلى التقاطع 

ثم أخذها دون أن يدفع


قالت المرأة الأكبر: “ عادةً ، يمكن لعملائنا القدامى الدفع 

بعد استلام البضائع . 

لكن في هذه الحالة ، اكتشفنا الخطأ عندما اتصل العميل 

الحقيقي في المساء يسأل عن موعد التسليم .”


قالت الشابة وهي تبكي : “ الخطأ خطئي ، 

لكن لا يمكنه أخذ أشياء ليست له ثم ينكر ذلك . 

قيمة البضائع أكثر من 2000 يوان . 

إذا لم يُعدها ، فسأضطر إلى تغطية الخسارة …”


شعر جيانغ تشنغ بقشعريرة تسري في جسده بالكامل . 

التفت ليعطس عدة مرات ، 

ثم شعر بانتفاخ في رأسه وألم ينتشر في جسده كله


قال لهم: “ اتركوا لي رقمكم ، 

سأتعامل مع الأمر وأتصل بكم .”


سألت المرأة الأكبر بسرعة : “ هل تعرفه ؟ 

من أنت بالنسبة له؟ هل أنت ابنه ؟”


أجاب جيانغ تشنغ بصعوبة : “ نعم…”


المرأة الأكبر بنبرة مناشدة : “ إذن عليك مساعدة هذه 

الفتاة الشابة ، 

أنتما شابان . 

هي لم تكمل شهرين في العمل ، وراتبها الشهري لا يكفي 

لتعويض هذا المبلغ . 

عائلتها تمر بوقت صعب ، الأمر ليس سهلاً بالنسبة لها .”


رد جيانغ تشنغ : “ سأتواصل معكما بمجرد أن أحل المسألة .”


استمرت الشابة بالبكاء ، 

بينما تابعت المرأة الأكبر توسلاتها إليه ، 

لم يعرف جيانغ تشنغ ما يقوله بعد ذلك ، 

فلم يجد خيار سوى تكرار الجملة نفسها


بعد أن غادرت السيدتان أخيرًا، 

دخل جيانغ تشنغ المنزل مرهقًا


صرخ لي باو قوه بمجرد أن رآه يدخل، وبنبرة استياء: 

“ لماذا استغرقت كل هذا الوقت في الجدال معهما ؟ 

لا تحتاج حتى أن تعيرهما أي اهتمام !”


ألقى جيانغ تشنغ حقيبته المدرسية على الأريكة 

وسأله مباشرةً : “هل أخذت تلك الأشياء ؟”


ظل لي باو قوه يصرخ: “ سواء أخذتها أم لا، 

هذا الأمر…”


قاطعه جيانغ تشنغ بصوت غاضب : “ سألتك إذا كنت قد أخذتها !”


صرخ لي باو قوه في وجهه بغضب : “ نعم ، أخذتها ! 

وماذا في ذلك ؟! 

هم من اتصلوا بي وأرادوا أن يرسلوا البضائع لي ! 

ما المشكلة في ذلك ؟! 

هذا خطؤهم، وعليهم تحمل العواقب !”


جيانغ تشنغ بصرامة : “ أعدها "


رد لي باو قوه بسخرية : “ هل فقدت عقلك ؟ 

لماذا أعيد شيئ جاءني مجانًا ؟ 

لم أقم بخداعهم عن قصد !” 

وأضاف وهو ينظر إليه وكأنه ينظر إلى أحمق : 

“ دعني أخبرك ، لقد تحققوا من كاميرات المراقبة ! 

حتى أنهم ذهبوا إلى مركز الشرطة ! 

وماذا حدث ؟ 

الشرطة لم تهتم بالأمر ! 

دعهم يحلون مشكلتهم بأنفسهم !”


كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تفقد جيانغ تشنغ أعصابه تماماً ،

صرخ بغضب : “هل تشعر بالفخر ؟ 

حتى الشرطة لا تستطيع التعامل مع شخص مثلك ؟  

هل أنت سعيد الآن ؟”


رد لي باو قوه بغضب وهو يشير إليه: “ توقف عن هذا الهراء ! 

راقب كلماتك جيدًا مع لاوزي ! 

انظر بوضوح إلى من تتحدث معه ! 

أنت تتحدث إلى والدك !”


كبح جيانغ تشنغ غضبه بصعوبة ، 

ثم حدق فيه للحظات ثم استدار واتجه إلى غرفة لي باو قوه


سارع لي باو قوه بملاحقته 

وأمسك بذراعه وسحبه إلى الخارج : “ ماذا تفعل ؟!”


استدار جيانغ تشنغ وهز ذراعه بقوة ليبعده قائلاً : 

“ قلت لك! لا تلمسني !”


صرخ لي باو قوه بغضب : “ وماذا لو لمستك ؟! 

أنا من أنجبتك ، حتى لو ضربتك ضربًا مبرح ، 

لن يكون لك الحق في الاعتراض !”


يد جيانغ تشنغ ترتجف …. 

تجاهله وبدأ ينظر تحت السرير ، 

وجد كومة من القمامة ، 

لكن لا أثر للسجائر أو المشروبات الكحولية


بعدها فتح خزانة الملابس


صاح لي باو قوه بغضب وهو يدفعه بقوة من الخلف : 

“ إذا لم أعلمك درسًا اليوم ، فلن تعرف من هو صاحب 

القرار في هذا المنزل !”


لم يكن جيانغ تشنغ يتوقع هذه الحركة


ارتطم وجهه بباب الخزانة ، وشعر بألم حاد في أنفه


و لكمة قوية من لي باو قوه على وجه جيانغ ، قائلاً : “ تظن 

نفسك سيد شاب في عائلة غنية ؟”


طوال حياته ، تعرض جيانغ تشنغ للتوبيخ من والديه بالتبني ، 

وللعقاب بالوقوف أو الركوع ، 

لكنه لم يضرب أبدًا من 'شخصية أبوية'


كانت قبضة لي باو قوه ثقيلة بشكل غير متوقع ، 

لدرجة جعلته يتساءل كيف تمكن شخص 

كهذا من السقوط أرضًا في ذلك اليوم


أصبحت الرؤية أمامه ضبابية


وتبع الضربة الثالثة ركلة عنيفة إلى معدته


هذه الركلة كفيلة بأن تجعله يسقط على ركبتيه، 

غير قادر على إصدار صوت من شدة الألم


فكر بغضب —— الللعنة على أجدادك 


بينما لي باو قوه يركله على كتفه ، 

صر جيانغ تشنغ على أسنانه ، 

وأمسك بكرسي بجانبه ، 

وضرب ساق لي باو قوه بقوة


صرخ لي باو قوه بألم غير متوقع ، 

وبدت عليه الصدمة والغضب


وقف جيانغ تشنغ وهو يمسك معدته ، 

ثم أمسك بالكرسي وضرب ذراعي لي باو قوه بقوة ، 

وضربه مرات متتالية على جسده


صرخ جيانغ تشنغ  : “ اللعنة عليك أيها الوغد "


ربما لي باو قوه ، الذي كان جبان خارج المنزل ويصبح 

طاغية داخله ، 

فقد الكثير من كرامته بعدما تلقى ضربتين متتاليتين 

من جيانغ تشنغ ، 

فاندفع بغضب وبدأ في شن هجمات متواصلة


بعدما ضربه جيانغ تشنغ مرتين ، 

لم يكن ينوي الاستمرار ؛ 

فحتى لو لم يكن هذا الشخص والده ، 

كان لا يزال رجل مسن على مشارف القبر ، 

يعاني من السعال طوال الوقت… 

وعندما اندفع لي باو قوه مرة أخرى ، 

اكتفى جيانغ تشنغ بدفعه بعيداً 


لكن لي باو قوه كان غاضب للغاية


إذا لم يعلمه درسًا حتى يستسلم ، فلن يتوقف


بدا وكأنه لم يكن يعاني من السعال إطلاقًا


اضطر جيانغ تشنغ إلى دفعه بعيدًا مرارًا وتكرارًا، 


من غرفته إلى غرفة المعيشة ، 

حتى اصطدم لي باو قوه بباب غرفة المعيشة


صرخ لي باو قوه: “ لا بد أنك تريد قتلي، أليس كذلك؟! 

هيا ! هيا ! 

تعال واقتلني !”


لم يرغب جيانغ تشنغ في الرد عليه ، 

واكتفى بالنظر إليه بصمت


جاء صوت الجار من خلف الباب : “ لاو لي ! ماذا يحدث ؟”


صرخ لي باو قوه ، وهو يمد يده ليفتح الباب ، 

اندفع نحو الجيران الواقفين بالخارج وقال بصوت عالي : “ انظروا جميعًا ، 

انظروا ! 

ابني يريد قتلي !”


تملك جيانغ تشنغ الذهول أكثر من الغضب ، 

حتى أن صوته بدأ يرتجف : “ كم أنت بلا خجل ؟”


التفت لي باو قوه نحوه وقال: “ أنا بلا خجل ؟! 

أنا الذي ربيتك ، وأطعمتك ، وسقيتك ، ووفرت لك التعليم ! 

لقد استفدت قليلًا من شيء أُرسل إلي مجانًا ، 

وتصفني بالبلا خجل ؟!”


كان جيانغ تشنغ غاضب جدًا لدرجة أنه شعر أن أنفاسه توقفت


أراد أن يدير ظهره ويبتعد عن هذا الشخص


قال أحد الجيران : “ لم تكن حياة والدك سهلة…”


صرخ جيانغ تشنغ بغضب : “ اغلق فمك !”


كانت وجوه الجيران مليئة بتوقعاتهم لرؤية مشهد مثير


لم يكن أي منهم يشعر بالتعاطف حقًا ؛ 

كانوا يريدون فقط مشاهدة العرض


صرخت إحدى الجارات بصوت عالي : “ما خطب هذا الصبي؟!”


صرخ لي باو قوه فجأة في وجهها: “ ما خطب ابني ؟! 

ما علاقتك بذلك ؟ من أنت لتتدخلي؟!”


ردت الجارة غاضبة وهي تهم بالصعود إلى الطابق العلوي: “ عائلة مجانين ! 

حتى شركات الأدوية ستفلس بسببكم !”


أغلق لي باو قوه الباب بعنف


ثم التفت نحو جيانغ تشنغ وبعد أن حدق فيه 

لوقت طويل قال: “ سأموت قريبًا…”


رد جيانغ تشنغ بصوت مكبوت: “ لا تتحدث معي . 

أنا ميت بالفعل .”


فتح لي باو قوه الباب وخرج


سأل جيانغ تشنغ بصوت منخفض : “ الأغراض ؟”


أجاب لي باو قوه: “ بعتها "


سأله جيانغ تشنغ مرة أخرى : “ المال ؟”


رد لي باو قوه : “ أنفقته كله "


جيانغ تشنغ : “من الآن فصاعدًا ، لن أكون ابنك ! 

لم أكن كذلك أبدًا ، ولن أكون كذلك !”


توقف لي باو قوه عند الباب


أكمل جيانغ تشنغ : “سأنتقل من هنا . 

لن تضطر إلى إعالتي ، أو توفير الطعام والماء 

أو التعليم لي بعد الآن .”


نظر لي باو قوه خلفه وضحك بسخرية ، 

ثم غادر دون أن ينبس بكلمة


——————————————————-



في المتجر ، 


جلس غو فاي خلف آلة تسجيل المدفوعات ، 

يلعب بهاتفه ، 

بينما اتكأ لي يان على طاولة المحاسبة 

يراقب لي باو قوه يتجول بين الأرفف


سأل لي باو قوه وهو يشير إلى علب الزبادي في الثلاجة : 

“ هذا المنتج المخفض ، هل انتهت صلاحيته ؟”


أجاب غو فاي: “ ليس بعد . لا يزال يتبقى يومان أو ثلاثة .”


أخذ لي باو قوه علبة ووضعها على طاولة المحاسبة وقال: 

“ احسب لي السعر "


 لي يان : “ عم لي تأكل الزبادي ؟”


لي باو قوه: “لم أجربه من قبل . أريد تجربته .”


غو فاي: “ هل أضيفها إلى حسابك ؟”


لي باو قوه: “ معي نقود .” وأخرج ورقة نقدية ودفعها


ابتسم غو فاي وأعطاه الباقي: “ كنت محظوظ مؤخرًا ؟”


رد لي باو قوه : “ ليس سيئًا ، ليس سيئًا .” 

ثم خرج حاملًا علبة الزبادي


جلس لي يان بجانب غو فاي يراقب لي باو قوه يغادر وقال: 

“ هل هو فعلاً والد جيانغ تشنغ البيولوجي ؟”


أجاب غو فاي دون رفع عينيه عن هاتفه : “ نعم "


قال لي يان وهو يتمدد: “ يا لها من بيئة مؤثرة . 

انظر فقط إلى لي باو قوه وعائلته… 

ومع ذلك، لديه ابن مثل جيانغ تشنغ .”


تجاهل غو فاي الموضوع واستمر في التمرير على شاشة هاتفه : 

“ إلى متى تخطط للبقاء هنا ؟ 

هذا الأسبوع أُهدر بالكامل بسببك ، مزعج للغاية .”


رد لي يان: “ سأعود عندما تتوقف أمي عن إجبارها لي على 

مقابلة العرائس .”


تنهد غو فاي وألقى هاتفه على الطاولة : 

“ لماذا لا تشتري المتجر مني ؟”


لي يان استرخى على كرسيه وضحك قليلاً : 

“ يا لك من صديق وفيّ !”


سأل غو فاي : “ هل ستبقى هنا مرة أخرى غداً ؟

إذا كنت كذلك ، سأخبر أمي أنها لا تحتاج للحضور . 

يمكنك فقط مراقبة المتجر والاعتناء 

بإير مياو في نفس الوقت .”


لي يان : “ حسنًا، لا مشكلة ”


نظر غو فاي إليه : “ وأيضاً ، ساعدني في جلب البضائع ؟

المكان الذي جلبت منه الزلابية المجمدة 

في المرة الماضية ، أنت تعرفه .”


تنهد لي يان : “ حسنًا، حسنًا، حسنًا، اترك الأمر لي "


لم يكن لي يان كبيراً في العمر – لم يتجاوز 23 عامًا بعد . 

ولكن لأنه لم يكن لديه أي حبيبة من قبل ، جعل أمه ، التي 

تتمنى الحصول على حفيد منذ أن كان عمره 15 عام ، 

في غاية القلق


هذا الابن الذي يقضي يومه بالتسكع بالكاد يمكنه التعامل 

مع وظيفة عادية – 

وفي هذه المرحلة ، أصبحت أمه يائسة للغاية لرؤيته متزوج


أحيانًا يشعر غو فاي بالعجز تجاه لي يان


هذه المرة ، ربما كان لي يان قد وصل إلى أقصى حدوده ، 

فقام ببساطة بإطفاء هاتفه 

وبقي هنا دون العودة إلى المنزل خلال اليومين الماضية


لم يتبقَى لدى غو فاي أي قلوب في لعبة Craz3 Match

قال جيانغ تشنغ أنه سيساعده على اجتياز ثلاث مراحل ، 

ولكنه تمكن فقط من اجتياز واحدة ، 

ومنذ ذلك الحين ، لم يتمكن غو فاي من تجاوز المرحلتين 

المتبقية


تنهد غو فاي وخرج من اللعبة ، 

ثم فتح ' اللحظات ' في ويتشات وبدأ في التصفح ببطء


لم يكن هناك أي شيء مثير للاهتمام


الفتيات ينشرن صور سلفي مليئة بالفلاتر لدرجة اختفاء 

أنوفهن ، 

إلى جانب استعراض ما اشترينه ، 

بينما الأولاد مشغولون بالألعاب 

أو بمحاولة التصرف كأنهم ' مثيرون للإعجاب '


كان جيانغ تشنغ بمثابة نسمة هواء نقي وسط كل هذا


كتب جيانغ تشنغ : [ أنا غني للغاية ]


نظر غو فاي إلى هذه الكلمات 

وضحك طويلاً و ضغط على زر الإعجاب


لم يتواصل جيانغ تشنغ معه خلال اليومين الماضية . 

على الرغم من أنهما لم يكونا يتواصلان كثيرًا في عطلات 

نهاية الأسبوع عادةً ، 

إلا أن ما حدث قبل يومين كان شيئ يجعلهما غير قادرين 

على النظر إلى بعضهما البعض بشكل طبيعي


ولكن غو فاي كان على ما يرام… 

كان فقط قلق قليلاً بشأن حالة جيانغ تشنغ النفسية


ولكن بالنظر إلى هذا المنشور ، 

لم يكن يبدو أن هناك أي مشكلة


عندما رأى جيانغ تشنغ يوم الاثنين ، 

لاحظ شحوب وجهه ، ومع ذلك ، كان مزاجه يبدو طبيعي


سلم جيانغ تشنغ له ورقتين مطوية : “ تفضل .”


سأل غو فاي : “ أوراق التأمل الذاتي؟”


أومأ جيانغ تشنغ : “ نعم .

لا ينبغي أن تكون هناك كلمات لا تستطيع قراءتها .”


ضحك غو فاي: “ ليس وكأنني شخص غير متعلم .”


اليوم هو موعد قراءة أوراق التأمل الذاتي أمام المدرسة بأكملها 


جمعهم لاو شو بجانب المنصة قبل بدء الطابور الصباحي . 

لم يحضر طلاب الصف الخامس ، 

مما تركهم وحدهم واقفين على المسرح 

وكأنهم مجموعة من الحمقى أمام الجميع


عندما انتهى رفع العلم وخطابات المدير والمعلم المناوب 

اليوم ، 

حان دورهم للصعود إلى المسرح


شعروا وكأنهم أخيراً حصلوا على فرصة للظهور


المدير : “ غو فاي أنت الأول”


كان هناك تصفيق في الحشد أسفل المسرح ~~


صاح المعلم المناوب : “ ما الذي يستحق التصفيق ؟

ما الذي يستحق التصفيق ؟ 

هل ورقة التأمل الذاتي شيء يستحق التصفيق ؟ 

كلكم اصمتوا !”


فتح غو فاي الورقة التي أعطاها له جيانغ تشنغ ووقف أمام الميكروفون


بدأ غو فاي يتلو وفقاً للكلمات المضحكة 

التي كتبها جيانغ تشنغ : “ ورقة التأمل الذاتي ،

المعلمون وزملائي الطلاب ، 

أنا جيانغ تشنغ من المرحلة الثانية ، الصف الثامن …”


فجأة ، انفجر جميع الطلاب الواقفين أسفل المسرح 

بالضحك بعد لحظة من الصمت ، 

مصحوبة بصيحات وضحكات لا حصر لها


المدير والمعلم المناوب بجانبهما استدارا إليه بدهشة بالغة


التفت غو فاي فجأة لينظر إلى الصف خلفه : “ اللعنة "


كان جيانغ تشنغ قد خفض رأسه 

وبدأ يبحث بشكل محموم في جيبه ، 

ولم ينجح في إيجاد ما يبحث عنه إلا بعد فترة


أخيرًا أخرج ورقتين أخرى مطوية وسلمهما بسرعة إلى غو 

فاي في خطوتين فقط


أخذ غو فاي الورقة التي كانت في يده وسلمها إلى جيانغ تشنغ

 قائلاً بصوت منخفض : “ أنت مذهل للغاية . 

حتى شيء كهذا يمكن أن تعطيه عن طريق الخطأ ؟”


رد جيانغ تشنغ بنفس النبرة المنخفضة : “ وأنت مذهل أيضاً . 

ألا تعرف حتى اسمك ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي