القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch64 | SAYE

 Ch64




الوصول إلى الحضيض لم يكن أسوأ شعور ….


ما كان أشد وطأة من الحضيض هو شعورك 

عندما تهوي معنوياتك من السماء مباشرة إلى الهاوية


المزاج الجيد قد تحطم تمامًا


ولم يتبقى منه حتى بقايا يمكن التعرف عليها


لم يشعر جيانغ تشنغ منذ وقت طويل 

بهذه الحدة هذا الشعور بانسداد قلبه بالكامل


بعد أن جلس مع غو فاي على الكراسي 

في بهو الطابق الأول لمدة عشر دقائق 

تقريبًا لم يستطع التعافي


———- يمكن الآن تأكيد مرض لي باو قوة 

بشكل أساسي : سرطان الرئة أليس كذلك ؟


تأمل جيانغ تشنغ في أصابعه 

رئتان سيئتان 

سعال يومي 

والآن ظهرت كلمات مثل العلاج الكيميائي …..


شعر جيانغ تشنغ وكأنه غارق في قاع دوامة 

محاط بضوضاء لكن بصمت مخيف حول أذنيه


كان يعرف جيدًا لماذا لم يسمح له 

غو فاي بالذهاب إلى هناك


المال في بطاقته يكفي فقط لدفع الرسوم الدراسية

 ونفقات المعيشة لم يكن لديه أي دخل


وقبل أن يتمكن من إعالة نفسه حقًا 

كان كل قرش يُنفق يأتي من هذا المال


لم يكن متأكد مما إذا كان لي باو قوه لا يزال مدينًا 

للمستشفى لكن بمجرد أن يذهب إلى هناك 

يمكنه أن يتخيل الوضع الذي سيواجهه


كان هذا مختلف عن وقت تعرض لي باو قوة للضرب


في ذلك الوقت كان نصف ما فعله تنفيسًا عن غضبه 

والنصف الآخر لمساعدة لي باو قوه


بإمكانه الاندفاع والدخول في شجار 


لكن الآن …


خرج أحد حراس الأمن من المصعد 

وركض باتجاه مدخل قسم المرضى الداخليين 

ثم عاد مع اثنين من رجال الشرطة إلى المصعد


قام جيانغ تشنغ بفرك وجهه بشدة عدة مرات ثم نهض ،،

لم يرغب أن يرى لي باو قوه يُقتاد لاحقًا من قبل الشرطة ،،

: “ لنذهب ”


نهض غو فاي معه وغادرا المستشفى معًا


بعد مغادرة المستشفى توجه جيانغ تشنغ مباشرة إلى 

محطة الحافلات 


أمسكه غو فاي وقال: “لنأخذ سيارة أجرة "


: “ حسنًا .” توقف جيانغ تشنغ ووقف جانبًا 

يشاهد غو فاي وهو يوقف سيارة أجرة


سأل غو فاي بعد ركوب السيارة : “ هل تأكل في منزلي؟”.


: “ الأفضل ألا أفعل” شعر جيانغ تشنغ وكأن رأسه على وشك الانفجار


سأل غو فاي مرة أخرى : 

“ إذن سأرافقك لتأكل شيئًا لاحقاً ؟” 


: “ لا أشعر بالكثير من الشهية الآن ...” 

أغلق جيانغ تشنغ عينيه وضغط بين حاجبيه : “ سأذهب مباشرة 

إلى منزل لي باو قوه لاحقًا 

وأنتظره من المفترض أن يعود الليلة 

إذا أخذته الشرطة .”


: “ حسنًا.” بدا أن غو فاي أراد قول شيء آخر ، 

لكنه بعد أن أخذ نفس عميق لم يتحدث


توقفت السيارة عند التقاطع ، ونزل الاثنان منها


نظر جيانغ تشنغ إلى الطريق المؤدي إلى منزل 

لي باو قوه


منذ أن أخذ أغراضه من هناك في ذلك اليوم ، 

لم يعد يمشي في هذا الشارع


الشارع الآن يبدو متهالك وهادئ


مع الأضواء الصفراء الدافئة في المباني على الجانبين ، 

بدا وكأنه موطن لعائلات تعيش بسلام ، 

لكن لا أحد يستطيع أن يتخيل ما الأشخاص 

أو الظروف التي تختبئ خلف تلك الأبواب


رمى جيانغ تشنغ حقيبته المدرسية على كتفه ، 

وكأنه اتخذ قرار : “ سأذهب الآن .

عد إلى المحل ، 

وسأتصل بك عندما أنتهي .”


: “ حسنًا.” أجاب غو فاي ولكنه تردد ثم ناداه مجددًا 

بينما جيانغ تشنغ يدير ظهره ليغادر


: “ تشنغ غا "


التفت إليه جيانغ تشنغ : “ همم؟”.


غو فاي بصوت منخفض : “ لا أعرف بماذا تفكر

لكن ما سأقوله قد لا يكون مناسب ، 

ومع ذلك عليّ أن أذكرك .”


ابتسم جيانغ تشنغ : “ تفضل "


قال غو فاي : “ لا تسحب أي مال الآن .

قد لا ينفقه لي باو قوه على علاج مرضه . 

ربما لم ترَى أشخاص يضعون حياتهم 

خلف أشياء كثيرة أخرى ، لكن لي باو قوه كذلك "


نظر إليه جيانغ تشنغ وسكت للحظة ، ثم أومأ برأسه


تابع غو فاي : “ لا يزال لديه ابنه الاكبر وابنته .

إذا كنت تريد القيام بأي شيء ، 

راقب أولاً موقف إخوتك الكبار ، 

ثم فكر في الأمر . 

عليك أن… تتعلم أن تترك لنفسك مخرج .”


: “ فهمت.” مشى جيانغ تشنغ ليقف أمام غو فاي ونظر إليه


 غو فاي : “ لا تظن أنني بلا قلب

لقد نشأت هنا ، هؤلاء الناس وهذه الأمور رأيت الكثير منها ، 

واعتدت أن أحكم بهذا الشكل 

ليس عليك أن تكون مثلي متطرفًا 

لكن لا يمكنك أن تكون ساذجًا أكثر من اللازم أيضًا .”


على الرغم من أن كلمات غو فاي أضفت شعور غريب ، 

إلا أن كلماته دافئة أيضًا


مد جيانغ تشنغ يده ولمس ذراع غو فاي : “ أعلم "


————————————-———————————


عندما عاد غو فاي إلى المتجر كان 

الجميع قد انتهوا من إعداد الطعام


غو مياو قد تناولت طعامها ، 

ورتب لها لي يان أن تقوم بواجبها في الغرفة الصغيرة


سأل لو يو عندما دخل غو فاي : “ ما قصة لي باو قوه ؟”


غو فاي : “ لا أعلم ، ربما سرطان الرئة ”


ثم ذهب لغسل يديه في الفناء الخلفي 

ثم دخل الغرفة الصغيرة ليبقى مع غو مياو لبعض الوقت ، 

ثم خرج وجلس على الطاولة : “ تشربون ؟”


: “ لنشرب!” رد تشين جي بينما رفع زجاجتين من الخمر 

من على الأرض ووضعهما على الطاولة : “ كنا فقط ننتظر 

قدومك لنشرب .”


غو فاي : “ ألا توجد مشروبات هنا بالفعل ؟”


ضحك تشاو يي هو وهو جالس بجانبهم : 

“ لكن لي يان لم يسمح لنا "


لي يان : “ دائمًا تستغلون الفرص "


غو فاي : “ لا بأس " سكب لنفسه وعاءً من الحساء

ثم تابع : 

“ أنتم تأتون للمساعدة ومع ذلك لم أدفع لكم شيئًا قط "


قال لو يو وهو يفتح زجاجة : “ هذا أمر مختلف ...” 

وسكب في الأكواب : “ لماذا لم يأتِ جيانغ تشنغ؟”


لي يان وهو ينقر بلسانه : “ كيف له أن يأتي بعد الآن ؟

هل يأتي ليسمعنا نتحدث عن لي باو قوه وهو يحتضر ؟”


تشين جي : “ بصراحة ، لم ألحظ ذلك 

كان دائمًا وجه لي باو قوه يبدو غير سعيد .

صادفته الأسبوع الماضي يلعب الماهجونغ طوال الليل 

عندما كنت في طريقي 

قطع الماهجونغ يبدو أنها أهم من حياته .”


لي يان : “ هل عاد ابنه لي هوي و ابنته لي تشينغ؟”


غو فاي : “ لم أرهم "


بخلاف إصراره على الماهجونغ، 

بدا أن لي باو قوه لا يهتم بأي شيء آخر


بعد تناول الطعام ، 

أمسك غو فاي بدفتر الائتمان 

وقلب صفحاته بشكل عشوائي


——- بعد أن اشترى الزبادي في المرة الأخيرة ، 

لم يعد لي باو قوه إلى المتجر مرة أخرى منذ ذلك الحين 


مر وقت طويل منذ ذلك الحين


يبدو أنه كان مريض بشدة هذه المرة


أغلق غو فاي الدفتر


—— إذا كان هذا حقًا سرطان الرئة… 

لقد كان يسعل منذ زمن طويل ، 

طويل لدرجة أنني أكاد أنسى كيف كان يبدو عندما 

لم يكن يسعل


لكن في الأشهر الستة الأخيرة أو نحو ذلك ، 

أصبح صوته أجش وأثقل


وبالنظر إلى أسلوب حياته والوقت الذي مضى، 

إذا كان هذا سرطان رئة، 

فمن المؤكد أنه لم يعد في مراحله المبكرة


بعد كل هذه الافكار 

أخرج غو فاي هاتفه 

وفتح نافذة المحادثة مع جيانغ تشنغ


لم تكن هناك أي رسائل جديدة من جيانغ تشنغ، 

لكن الوقت لم يمر سوى على وجبة واحدة


——— ربما لم يعد لي باو قوة بعد … 


ببطء بدأ يتصفح سجل الرسائل حتى وصل إلى الأعلى


لم تكن الرسائل المتبادلة بينه وبين جيانغ تشنغ كثيرة


كانوا يجلسون معًا خلال النهار ، 

وفي الليل يوجد عدد قليل من الرسائل ثم يتصلوا ببعضهما مباشرةً


لكنه ما زال يتذكر الظروف والمشاعر التي رافقته كل مرة


جاء لي يان ليجلس بجانبه : “ هل لدى جيانغ تشنغ بعض 

المال الخاص به؟” 


غو فاي : “ نعم، ربما لديه القليل ، 

أعطته إياه والدته بالتبني من قبل .”


لي يان : “ قل له ألا يكون غبيًا ويسحب المال لعلاج لي باو قوه

ذلك الرجل بالتأكيد لن يستخدمه بشكل صحيح . 

سيأخذه ويذهب للمقامرة.”


: “ أخبرته ...” قال غو فاي وهو يرمي هاتفه 

على طاولة المحاسبة : “ الأمر متروك له "


لي يان : “ أشعر أن هذا محفوف بالمخاطر ...

يبدو قويًا ، لكنه في الواقع مجرد شاب 

من المدينة الكبيرة 

ما نوع الأشخاص الذين يمكن أن يخرجوا من بيئة 

مصنع فولاذ 

ربما لا يستطيع حتى أن يتخيل ذلك في أحلامه .”


نظر إليه غو فاي : “ لماذا تهتم كثيرًا ؟

حتى لو أخذ المال ، فلن يكون مالك .”


ضحك لي يان وهو يتمدد : “ أنا أتأمل الحياة هنا .

أنا أشاركك القلق 

لم تعد تلعب الألعاب حتى، فقط تحدق هنا بلا هدف .”


غو فاي : “ اغرب عن وجهي "


لي يان : “ هل يمكنني أن أقول شيئ آخر قبل أن أغرب عن وجهك ؟”


لم يرد عليه غو فاي 


لي يان : “ إذا أراد بالفعل أن ينفق المال على لي باو قوه 

فلا تحاول منعه بقوة .

حتى لا يشعر الناس أنك بلا قلب على أي حال ، 

سيموت لي باو قوه هكذا 

فلماذا تترك الأمور بينكما بمشاعر سيئة ؟”


غو فاي : “ هل تعرف لماذا أنت نحيف؟”


لي يان وهو يقرص خصره : “ أنا لست نحيف "


غو فاي : “ لو توقفت عن القلق كثيرًا لكنت 

اكتسبت وزنًا أكثر .”


ضحك لي يان : “ كيف انتهى بي الحال كصديق لشخص مثلك؟ 

لا أستطيع حتى الحصول على كلمة لطيفة منك .”


ابتسم غو فاي : “ شكرًا "


————————————-———————


كانت بطارية الهاتف لا تزال على 9%


نظر جيانغ تشنغ إلى الساعة وأخرج الشاحن المحمول

 من حقيبته المدرسية لشحن الهاتف 

ثم أعاده إلى الحقيبة


لقد جلس بالفعل على قاعدة الحجر تحت هذه الشجرة 

عند مدخل مبنى لي باو قوه لمدة ساعتين


لحسن الحظ جلس هنا بعد انتهاء ساعات العمل 

لذا لم يمر الكثير من الجيران


كان بإمكانه الذهاب إلى الغرفة المستأجرة 


لكنه لم يتخلص من مفتاح منزل لي باو قوه


ومع ذلك ، لم يكن يريد حقًا أن يكون بمفرده 


في ذلك المنزل الذي تفوح منه رائحة العفن


الرائحة الكريهة والمختلطة المنبعثة 

بسبب عدم التنظيف لفترة طويلة 

جعلته يشعر بعدم الراحة


المنزل ، على الرغم من أنه مأهول بالسكان يفتقر إلى الحيوية


مجرد التفكير في ذلك كان يجعل الشخص يشعر بالقلق 

والمكوث فيه لفترة طويلة يخفض الروح المعنوية


بعد نصف ساعة أخرى عندما كان ينهي سيجارته تقريبًا، 


رأى أخيرًا ظل لي باو قوه قادم من نهاية الشارع


كان أمرًا مدهشًا أنه بمجرد رؤية ظله في مواجهة الضوء 

استطاع جيانغ تشنغ أن يعرف أنه لي باو قوه


كان لي باو قوه يمشي ببطء شديد


توقف لي باو قوه تحت مكان لعب الماهجونغ 

ونظر إلى الطابق الثاني وصاح مرتين


أطل شخص ما برأسه من فوق 

ودار حديث بينهما 

ثم سمع جيانغ تشنغ صوت يقول: “سأكون هناك فورًا "


ثم تابع لي باو قوه المشي باتجاهه


أطفأ جيانغ تشنغ السيجارة ووقف


لم يكن لي باو قوه قد نظر نحوه بعد


وعندما وقف جيانغ تشنغ 

بدا أن لي باو قوه تفاجأ ونظر نحوه ثم تجمد


لم يكن جيانغ تشنغ يعرف كيف يبدأ الحديث : 

“ أنت عدت أليس كذلك .”


لي باو قوه عدائي بمجرد أن فتح فمه 

وهو يحمل زجاجة خمر : “ أنت ؟ 

من بحق الجحيم أنت ؟

أنت أنت 

أنت لمن تنادي ؟”


لم يتحدث جيانغ تشنغ لكنه شم رائحة الكحول


لي باو قوه تبع كلامه بسعال مؤلم 

و أخرج بلغم من حلقه مع أصوات غريبة


لم يتراجع جيانغ تشنغ وانتظر بصمت حتى انتهى 

لي باو قوه من نوبة السعال 

التي بدت وكأنها مقصودة أو غير مقصودة


ثم قال : “ أريد أن أتحدث معك "


سخر لي باو قوه : “ تتحدث هاه ...” 

وبصق مزيدًا من البلغم عند قدمي جيانغ تشنغ : 

“ تتحدث بهذه الطريقة الأنيقة ؟ 

لا أفهم هذا الحديث .”


صمت جيانغ تشنغ مرة أخرى


لم يكن يريد أن يصمت لكن مع موقف لي باو قوه ، 

لم يكن يعلم حقًا ماذا يقول بعد ذلك ، 

أو ما الجملة التي يمكن أن تأتي تاليًا


لم يقل لي باو قوه أي شيء آخر بل تابع السعال ، 

ثم استدار ودخل المبنى


دار جيانغ تشنغ حول البصقة على الأرض وتبعه 

إلى المبنى ثم إلى المنزل خلف لي باو قوه


بمجرد أن دخل المنزل ورأى الفوضى القاتمة 

من حوله شعر بالاختناق فورًا ذهب وفتح النافذة المغلقة


جلس لي باو قوه على الأريكة : “ جرأة كبيرة أصبحت مستقلًا الآن أليس كذلك ؟ 

طرت بعيدًا بسعادة ؟

حلقت هنا فقط لترى إذا ما كنت قد مت؟”


سأل جيانغ تشنغ مباشرة : “ ما وضع مرضك ؟”


: “ أوه”، ضحك لي باو قوه وتبع ذلك نوبة سعال 

أخرى “ أخيرًا أدرك ابني الصغير أنني مريض ؟”


لاحظ جيانغ تشنغ تحت الضوء أن لي باو قوه

 قد فقد الكثير من الوزن ، 

لكن وجهه ورقبته متورمين إلى حد ما


رد لي باوقوه وهو ينهض ليصب ماء من الترمس الساخن : “ سرطان الرئة ، 

في مرحلة متأخرة ”


لكن الماء الذي صبه لم يظهر عليه أي علامة حرارة


: “ لم يتبق لي سوى بضعة أشهر 

الأطباء الحمقى أرادوا أن أجري عملية جراحية 

منذ البداية لم أوافق . 

عملية جراحية ؟ هراء ! 

ما فائدة الجراحة مع السرطان ! 

والآن يقولون إن الجراحة أصبحت غير ممكنة 

لحالتي الصحية واقترحوا العلاج الكيميائي . هراء ! 

يريدون فقط نهب أموالي !”


ظل جيانغ تشنغ صامت 


لم يعرف كم من الوقت ظل لي باو قوه يؤجل التعامل 

مع مرضه حتى تحولت حالته 

من قابلة للجراحة إلى غير قابلة للعلاج الجراحي …


قال جيانغ تشنغ وهو يأخذ الغلاية عن الطاولة : “ قرأت عن ذلك” 

ويتأكد من عدم وجود عناكب 

أو صراصير فيها ثم حملها إلى المطبخ لغلي الماء : 

“ إذا تمت إدارة سرطان الرئة بشكل صحيح 

مع الطبيب يمكن إطالة حياتك…”


قاطعه لي باوقوه : “ توقف عن الهراء !

أنت بالفعل قرأت حتى غدوت غبي ! 

لا أستطيع حتى الجلوس للعب الماهجونغ الآن 

صدري يؤلمني بشدة ولا أستطيع النوم 

وتتحدث عن إطالة الحياة؟ هراء ! 

تريد فقط إعطاء المال للمستشفى ! 

أنت الأحمق الذي سيتم خداعه في المستقبل ! 

إذا كنت تملك الكثير من المال 

فلماذا لم تحضر لي أيًا منه ؟”


اتكأ جيانغ تشنغ على الطاولة وأغمض عينيه

 وأخذ نفس عميق محاولًا كبح غضبه : 

“ إذًا ، ماذا تريد أن تفعل ؟”


قال لي باو قوه وهو يشير إليه : “ دعني أخبرك ! 

عشت حياتي بالطريقة التي أردتها 

أشتم من أشاء وأضرب من أشاء ! 

عشت حياتي بحرية وراحة !”


نظر إليه جيانغ تشنغ غير قادر على 

فهم كيف ترتبط كلماته بالموضوع السابق


تابع لي باو قوه : “ لا تحتاج إلى أن تنصحني نفاقًا بتلقي العلاج أيضًا ” وسعل مجدداً 


ثم بصق على الأرض بعد نوبة السعال

 وداس على البصاق بحذائه : “ ليس لدي حتى مال للعلاج 

أبنائي الثلاثة جميعهم بلا قلب !”


رغم أن معدة جيانغ تشنغ انقلبت بسرعة 

وحاول أن يدير وجهه 

إلا أنه لمح الخطوط الدموية في البصاق على الأرض


جيانغ تشنغ : “ هل لديك تأمين صحي؟”


نظر لي باو قوه إليه بحدة : “ تظن أن التأمين يعني أن العلاج مجاني ؟

إضافة إلى ذلك هناك أدوية غير مشمولة ! 

الأطباء جميعهم بلا ضمير 

يصفون الأدوية غير المغطاة بالتأمين !”


حاول جيانغ تشنغ أن يتحدث : “ الأطباء يعالجون المرض لا يمكن أن يكونوا…”


لكن لي باو قوه قاطعه مرة أخرى:

“ ماذا أتيت لتقول اليوم ؟

كل هذا الكلام الهراء هل هناك نقطة رئيسية؟”


جيانغ تشنغ : “ أردت فقط أن أسأل عن حالتك الصحية ”


ضحك لي باو قوه : “ ظننت أنك فجأة طورت ضميرًا لتمنح 

والدك بعض المال للعلاج

لكن اتضح أنك جئت فقط لتكتشف 

كم من الوقت تبقى لي لأعيش .”


أغمض جيانغ تشنغ عينيه محاولًا تهدئة نفسه


وبعد لحظة فتحهما ونظر إلى لي باو قوه وقال: 

“ اتصل بـ لي هوي و لي تشينغ 

واطلب منهما العودة للتحدث…”


صرخ لي باو قوه بصوت أجش مملوء بالبلغم : “ لا تجرؤ أن تصدر أوامر لي!

ليس دورك أن…”


: “ أغلق فمك !” صاح جيانغ تشنغ بغضب

 ركل الطاولة أمامه بقوة وأشار إليه :  “ أغلق ! فمك !”


صُدم لي باو قوه إلى حد الصمت


: “ إذا أردت العلاج فاتصل بهم لمناقشة ما يجب فعله” 

تابع جيانغ تشنغ بينما يشير إليه : “ وإذا لم تكن تريد العلاج افعل ما تشاء ! 

حتى لو قدمت المال ، فسيكون مباشرة للمستشفى

 لا تحلم بأخذ المال مني للعب القمار .”


نظر إليه لي باو قوه بتعبير يخلط بين السخرية 

وعدم التصديق

 وكأنه قال شيئ سخيفًا للغاية


تجاهله جيانغ تشنغ ودخل المطبخ


بعد أن غلى الماء سكبه في الترمس الساخن 

ثم غادر منزل لي باو قوه بغضب 

وأغلق الباب بقوة وراءه


لم يشعر جيانغ تشنغ بالكثير من الشفقة تجاه لي باو قوه ، 

لكنه كان يخشى أنه بمجرد مغادرته ، 

قد ينسى لي باو قوه على الفور أمر الماء المغلي 

ويهرع للخروج للعب القمار


إما أن يجف الماء ويسبب حريق أو تنطفئ 

النار ويتسبب في تسمم أول أكسيد الكربون


بعد خروجه مشى لفترة متجهًا نحو متجر غو فاي 

مع نسيم الليل


بدأت الفوضى المزعجة في قلبه تتلاشى تدريجيًا


انعطف إلى الزقاق وأخرج هاتفه أثناء المشي


ظهر صوت صفير هادئ من ظلال الأشجار على جانب الطريق


التفت برأسه ليرى غو فاي مستندًا على الحائط


تحدث جيانغ تشنغ وهو يتقدم نحوه : “ ماذا تفعل هنا ؟”


ابتسم غو فاي : “ أنتظرك "


رؤية ابتسامة غو فاي جعلت قلب جيانغ تشنغ أخف كثيرًا فجأة


تدفقت مشاعر معقدة 

ومتشابكة لا يمكن وصفها بشدة في قلبه


تقدم وعانق غو فاي بقوة


عانقه غو فاي أيضًا وربت على ظهره بلطف عدة مرات 

ثم سحبه إلى الظل : “ هل سار الأمر جيدًا ؟”


: “ لا أعرف كيف أصف ذلك ...” حرّك جيانغ تشنغ ذقنه 

بقوة على كتف غو فاي عدة مرات ، 

ثم عض رقبته بخفة : “ كنت تشرب حبيبي "


أجاب غو فاي بابتسامة : “ نعم ، بضع زجاجات بيرة ...

غسلت أسناني قبل الخروج هل لا زلت تشم الرائحة ؟”


جيانغ تشنغ : “ بالطبع من ملابسك "


: “ إذن سأخلعها؟”


نقر جيانغ تشنغ لسانه : “ كن مهذبًا رجاءً .

أنا فقط أسأل ،، لست أشتكي .”


غو فاي : “ هل تريد العودة ؟ 

سأوصلك .”


: “ هل غادر لي يان والبقية ؟” تركه جيانغ تشنغ وعدل ملابسه


أجاب غو فاي : “ غادروا مبكرًا .

ذهبوا إلى الكاريوكي. 

أغلقت المتجر ، وعادت إير مياو أيضًا .”


: “ لما لا…” تنهد جيانغ تشنغ بخفة : “ تأتي 

وتقضي الليلة عندي

 لا أريد أن أكون وحدي .”


أومأ غو فاي : “ حسنًا "


كانت هذه الليلة من المفترض أن تكون ليلة رائعة مليئة بالاحتضان واللمس والتقبيل 

ولكن بسبب الحالة النفسية المحطمة لـ جيانغ تشنغ 

انتهى بهم الأمر بالتدحرج بضع مرات على السرير

 ثم فقدا الرغبة في الحركة


وضع جيانغ تشنغ يده داخل سروال غو فاي : 

“ أو يمكنني مساعدتك ...

دعني…”


ضحك غو فاي وأمسك بيده : “ أنت حزين وغاضب جدًا 

إذا شعرت بالراحة بسببك ، 

سأشعر وكأنني لم أدفع لك ما يكفي .”


: “ انقلع !” سحب جيانغ تشنغ يده 

واستلقى على ظهره على السرير : 

“ اللعنة ! تعال هنا ودلك ساقي سيدك تشنغ .”


: “ حاضر سيدي !” جلس غو فاي 

ورفع إحدى ساقي جيانغ تشنغ على ركبته 

بدأ يضغط برفق على ساقه : “ سيد تشنغ 

هل هذا الضغط يناسبك ؟”


لوح جيانغ تشنغ بيده وعيناه مغلقتان : “ استمر .

إذا شعرت بالراحة ستحصل على مكافأة .”


ابتسم غو فاي دون أن يرد واستمر 

بالضغط على ساقه بثبات


بعد أن استلقى بعينين مغلقتين لفترة 

قال جيانغ تشنغ بهدوء : “ لدى لي باو قوه 

سرطان الرئة في مرحلة متأخرة . 

بحثت عن ذلك أثناء انتظاره للعودة اليوم 

حالته لا تبدو جيدة ، يسعل دمًا ، 

ووجهه ورقبته متورمان .”


غو فاي : “ هل ينوي عدم علاجه ؟”


عبس جيانغ تشنغ : “ اووه ، يبدو أن هذه هي نيته 

قال عندما عاد إنه لا يملك المال للعلاج

وكان متجه نحو مكان لعب الماهجونغ 

عند زاوية الشارع .”


غو فاي  : “ ماذا قلت له إذن؟” 


جيانغ تشنغ : “ ما زال يريد المال ... 

لكن لا أظن أنه للعلاج 

ما أقصده هو…”


فتح جيانغ تشنغ عينيه 

ونظر إلى غو فاي وهو يضع رأسه على ذراعه : 

“ لا تناديني أحمق ولا تقل إنني قديس أيضًا .”


أومأ غو فاي : “ لن أفعل "


: “ كنت أفكر إذا كان يريد العلاج يمكنني التعاون 

مع لي هوي ولي تشينغ لدفع التكاليف . 

لديه تأمين صحي والجراحة لم تعد خيار الآن 

لكن يمكنه الخضوع للعلاج الكيميائي 

للسيطرة على المرض قليلاً .

لن تكون التكلفة باهظة جدًا…”


غو فاي : “ كم تفكر في المساهمة ؟”


: “ عشرة آلاف .

لا يهمني كم سيدفع لي هوي والآخرون .”


أومأ غو فاي : “ مم . 

إذن عليك أن تدللني أكثر حتى أتمكن من تعريفك 

ببعض الأعمال التي لا تتعارض مع وقت الدراسة .”


ضحك جيانغ تشنغ : “ هذا يبدو مريبًا "


سأل غو فاي مجددًا : “ ماذا لو لم يساهم لي هوي والبقية ؟”


حدق جيانغ تشنغ فيه بصمت للحظة


إذا لم يساهم لي هوي والبقية 

لم يكن جيانغ فكر في هذا الاحتمال مسبقًا 


أراد أن يقول إن هذا غير وارد ، 


فهم في النهاية أبناء لي باو قوه … 


ولكن عندما فكر في الأمر مرة أخرى ، 

شعر أن ذلك قد يكون ممكن


جيانغ : “ ما رأيك ؟ ماذا ينبغي علي فعله 

إذا لم يساهموا ؟” 


وضع جيانغ تشنغ يده على عينيه وتنهد بخفة


كان عقله مضطرب ولم يستطع التوصل إلى إجابة فورًا


غو فاي : “ أولاً، أخبرني لماذا تريد أن تعطيه المال "


جيانغ : “ لا أريد أن يقول إنني عديم الإحسان 

ولا أريد أن أسمعه وهو يحدق بي ويقول والدك و والدك….

كما قلت أنا حقًا… 

لا أحب أن أُتّهم بهذا الشكل ومع ذلك فهو… 

لا أستطيع معاملته كشخص غريب تمامًا…”


: “ فهمت ...” أمسك غو فاي بيده 

وضغط برفق على كفه : “ لو كنت مكانك يا تشنغ غا 

كنت سأعطي المال مباشرةً لـ لي باو قوه دون أن أهتم 

بما إذا كان لي هوي والبقية سيساهمون أم لا "


جيانغ تشنغ : “ لماذا؟ ليقامر به؟”


نظر إليه غو فاي : “ إذا كان يريد العلاج فعلاً ،

وأعطيته المال سيذهب للعلاج بنفسه …

وإذا لم يكن يريد العلاج ، فإن إجبارك على دفع المال 

لن يجعله يقول كلمة طيبة عنك .”


لم يرد جيانغ تشنغ


غو فاي : “ دعني أقول شيئ قد يبدو قاسي ،..

من المحتمل أنه قد استسلم بالفعل

 فقط ينتظر الموت 

إذا كنت تريد أن تعطيه المال ، فامنحه إياه مباشرةً ودعه 

يأكل ويشرب ويقامر كما يشاء 

على الأقل ليكون مرتاح أكثر 

لكن لا تعطه المبلغ دفعة واحدة 

قم بتقسيمه على دفعات 

كل مرة 1000 أو 2000.”


تنهد جيانغ تشنغ بصوت عالي مجدداً 


غو فاي : “ أيضًا عليك أن تعطيه المال أمام لي هوي 

ولي تشينغ خاصةً لي هوي "


تمتم جيانغ تشنغ موافقًا : “ مم .. فهمت "


لم يقل غو فاي شيئ آخر واستمر في تدليك ساقه


بعد فترة قصيرة فتح جيانغ تشنغ عينيه مجددًا


: “ غو فاي "


نظر إليه غو فاي: “ هم؟”


جيانغ تشنغ : “ أحتاج إلى عناق .

أشعر ببعض الخوف لسبب ما.”


: “ حسنًا ، ها أنا قادم ! ” ابتسم غو فاي واستلقى بجانبه ، 

ووضع ذراعيه حوله بإحكام وربت على رأسه

: “ لا تقلق كل شيء سيكون بخير "


أغلق جيانغ تشنغ عينيه


مد غو فاي يده ليمسد شعره : “ لا تقلق لا تخف "


ضحك جيانغ تشنغ : “ اللعنة عديم الحياء .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي