Ch76
كانت الورقة المطوية التي استخرجها من تحت الوسادة
هي ملاحظات جيانغ تشنغ
وكأنه كان يكتب أطروحة علمية ،
أمضى ليلتين في تصفح مختلف المنتديات
والمقالات ' العلمية المبسطة '
ملخص قد يكون ممتع دون التسبب بالكثير من الألم
وبما أن الهدف كان طالب شويزا يعتمد على نسخ الواجبات
ولا يكلف نفسه عناء نسخ أوراق الامتحانات حتى ،
فقد استنفر روح الطالب الشويبا لديه وأخذ
ملاحظات دراسية بجدية تامة
كان ينوي في البداية أن يجعل ذلك الطالب الكسول يستوعب
بعض المعرفة قبل خوض المعركة ،
لكنه لم يكن يتوقع أن يُظهر الطاغية الشاب لمصنع الصلب
فجأة فضيلة نبيلة تتمثل في احترام الكبار
والاعتناء بالصغار منحه هذه الفرصة بدلاً من ذلك
وبالطبع، لم يتوقع أيضًا أنه بعد كل هذا التحضير النفسي
وكل هذا الوقت الذي أمضاه يتخيل مشهد الاستلقاء
والاستمتاع ،
سيهجم على غو فاي دون أي تردد
لمجرد سماع جملة واحدة منه
——- يا لي من شهواني بائس
ربما هذا هو الوصف الأنسب لحالتي حقاً
ما لم يكن مستعد له أكثر هو أن جميع تلك التقنيات
والأساليب التي لخصها على مدى ليلتين
وحفظها جيدًا في عقله المتفوق تبخرت تمامًا
في لحظة بسبب كلمتين من غو فاي
جملة ' إذا لم ؟ '
تبددت كما لو أنها تحولت إلى نجوم ذهبية في السماء
ولم يبقَى في ذهنه حتى ذرة من تلك الملاحظات
——- جسد غو فاي
مشدوّد ، ناعم ،
وكأن الكهرباء سرت داخله
لقد لمسه مرات لا تُحصى ، بأصابعه ، بشفتيه
العنق ، الترقوة ، الصدر ، أسفل البطن ، الخصر
كان يعتقد دائمًا أنه يعرف جسد غو فاي جيدًا ،
لكن عندما لمسه مرة أخرى اليوم ،
انتابه فجأة شعور مختلف تمامًا
كان الأمر أشبه بالعودة إلى اللحظة الأولى
التي تواصل فيها جيانغ تشنغ بشكل حميم مع غو فاي
نبضات متسارعة ، ارتعاش ، إثارة …
المحتويات المكتوبة على تلك الورقة المطوية ،
وكل ما حفظه في عقله ،
حتى لو لم يتحول إلى ألعاب نارية ،
لم يكن هناك أي سبيل لاستخدامها الآن ،
كان جيانغ تشنغ مقتنع تمامًا بأنه لو اتبع تلك الملخصات بدقة ،
لكان قد انهار في منتصف الطريق قبل أن يكملها
في النهاية ،
تلك الملخصات التي أعدّها ' خبير متمرس '
كانت مناسبة فقط لخبراء متمرسين مثله
أما بالنسبة للمبتدئين مثلهما ،
فلم يكن أمامهما أي فرصة ،
كان كل ما يستطيعان فعله هو الانقضاض والعض ،
التقبيل ثم العض ،
العض ثم اللعق ،
اللعق ثم الخدش
و كل لهاث وتنفس ثقيل انساب منهما
كان أشبه بقرع طبول الحرب ،
يتركهما في حالة من الدوار والانبهار
تحولت جميع حواسهما إلى حالة من الاستنفار الشديد
يسمع التنفس الثقيل والتنهدات لكنه لا يستطيع التمييز إن
كان هو أم غو فاي
كان يسمع دقات القلب لكنه لا يعلم لأي منهما تنتمي
كان يرى وهج ناعم على الجلد المشدود تحت ضوء المصباح ،
وهذا كان جسد غو فاي
شعر بالنَفَس الذي يمر بجانب أذنه ،
وهذا كان نفس غو فاي
بل حتى التيارات الدقيقة التي تولدت عندما احتكّت
عضلاتهما ببعضها كان يمكنه الشعور بها
مثل تشويش كهربائي يسري داخل جسديهما ،
مع كل لحظة تلامس
لم يعد هناك وقت للقلق بشأن الخبرة ،
ولم يعد هناك مجال للتفكير في الملخصات
كان شاب يحمل فتيل مشتعل ،
صبره قد نفذ إلى درجة أنه شعر أن ارتداء الواقي
واستخدام المزلق كان مضيعة سخيفة للوقت
نادى جيانغ تشنغ : "غو فاي"
ضاغطًا بقوة على ظهر غو فاي
وهو يعض أذنه برفق بينما يمسك ويدّلك خصره
وساقيه بشراسة : " أنا..."
لم يتكلم غو فاي بل التفت برأسه فقط وقبّل زاوية فمه ،
وحرك لسانه على شفتيه
شعر جيانغ تشنغ فقط أن ضباب بدا وكأنه يرتفع أمام عينيه
قلبه وبصره ممتلئين ، ولم يعد لديه أي أفكار أخرى
استمر الليل الطويل دون رغبة في النوم
كان الجو هادئ جدًا داخل الغرفة وخارجها ،
هادئ جدًا لدرجة أن جيانغ تشنغ
شعر أن سماع أنينهما يبدو وكأنه استراق للسمع
ولكن الآن حتى لو كان هناك شخص ما تحت السرير يتنصت...
لا …. بل حتى لو وقف شخص ما بجانب السرير محدقًا
وهو يستمع ، فلن يهتم
لقد كانت كلمة " الشهوة" حقًا مثل سيف فوقه
أمسك بغو فاي بإحكام ورفض أن يتركه
غو فاي: " أرخِ ذراعيك قليلاً
أريد أن أتنفس قليلاً "
: “ تنفّس لاحقاً ” رد جيانغ تشنغ وعيناه مغمضتان بينما
يفرك أنفه برفق على مؤخرة رقبة غو فاي
أخيرًا حقق وضعية الاحتضان هذه
ولم يكن ينوي التخلي عنها
لم يتذكر أين قرأ ذلك من قبل ،
لكن كان هناك قول بأن الانجذاب بين الناس
يعود إلى رائحة كل منهما
هناك روائح قد لا تتمكن من اكتشافها بوضوح ،
لكن أنفك يشعر بها ،
وستجد دائمًا رائحة تجذبك إلى شخص ما ،
لم يكن جيانغ تشنغ متأكد إن كان هذا هو السبب في
إعجابه بغو فاي ،
لكنه كان حقًا يحب رائحته ،
لم يستطع وصفها بدقة ،
لكنه كان قادرًا على تمييزها بسهولة…
رغم أنه لم يسبق له أن تنقل بين الناس ليشم
رائحتهم بهذه الطريقة
احتضن جيانغ تشنغ غو فاي لفترة أطول
إلى أن عادت دقات قلبه تدريجيًا إلى طبيعتها…
واكتشف لأول مرة اليوم أن الوقت الذي يستغرقه قلبه للتعافي
بعد هذا كان أطول من الركض لبضعة كيلومترات
نادى جيانغ على غو فاي : “ هيه…”
لا رد ..
: “ غو فاي؟”
لم يُصدر غو فاي أي صوت أو يتحرك
ناداه مجددًا : “ غو فاي ؟”
لم يكن هناك أي رد فعل
: “ نائم؟” رفع جيانغ تشنغ نفسه قليلًا
لينظر إلى وجه غو فاي : “ غو فاي ؟”
: “ مخنوق ~ ” قال غو فاي وعيناه مغمضتان
ضحك جيانغ تشنغ : “ اللعنة !! هههههههههههههههه
لقد تركتك بالفعل .”
: “ لهذا أستطيع الكلام الآن ~ ”
انحنى جيانغ تشنغ وقبّله قبلة قوية على وجهه : “ نستحم ؟”
: “ اووه ...” فتح غو فاي عينيه والتفت لينظر إليه : “ كم الساعة ؟”
: “ لا أعرف ”
جلس جيانغ تشنغ ونظر إلى مناديل التنظيف المبعثرة
على الأرض،
وشعر ببعض الإحراج
ثم التفت ورأى ورقة أخرى عند قدم السرير ،
فشعر فجأة بقلق غير مبرر
سارع إلى ركل الورقة تحت السرير بقدمه
: “ أليس من المفترض أن تأخذ غو مياو إلى العلاج غدًا ؟”
صحّح غو فاي : “ اليوم "
: “ اليوم؟” ضغط جيانغ تشنغ على خصر غو فاي :
“ هل الموعد في فترة بعد الظهر ؟
سأذهب معك "
رد غو فاي وهو يستدير ليستلقي على ظهره :
“ الساعة الثانية والنصف بعد الظهر .
سآخذكما هناك .”
قال جيانغ تشنغ وهو ينهض من السرير : “ بل نحن من سنأخذ غو مياو ...”
ثم تردد و سأل: “سأستحم أولاً ؟”
: “ حسنًا ” ابتسم غو فاي ومد يده إلى هاتفه ،
ربما ليبدأ لعب إحدى تلك الألعاب التافهة
استغل جيانغ تشنغ انشغال غو فاي بهاتفه ،
وانحنى بسرعة لالتقاط المناديل من الأرض
ورميها في سلة المهملات القريبة
وعندما اعتدل فجأة شعر بإحراج شديد مجددًا
عندما أدرك أنه لا يرتدي شيئ على الإطلاق
التقط ملابس نظيفة ووضعها أمام جسده السفلي
و ركض إلى الحمام
لم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها هو وغو فاي بعضهما عاريين،
لكن اليوم كان مختلف تمامًا
لم يكن لديه حتى الجرأة ليسأل غو فاي ما إذا كان قد تسبب في ألمه
لم يبدأ جيانغ تشنغ في التخلص من التوتر
والإحراج والمشاعر المختلفة التي ظهرت فجأة
إلا عندما انهمر الماء الساخن عليه
لم يستغرق استحمامه وقت طويل هذه المرة
لم يكن يريد ترك غو فاي وحيدًا يلعب على هاتفه
غسل جسده سريعًا ، شطف نفسه ، استخدم الصابون ،
شطف نفسه مجددًا ،
نظّف أسنانه وغسل وجهه
كل ذلك استغرق أقل من عشر دقائق و أسرع للخروج من الحمام
عندما عاد إلى غرفة النوم ،
كان غو فاي مستلقي على السرير منشغلًا بهاتفه
وعندما رآه يدخل ،
حدّق بدهشة وقال : “أانتهيت بهذه السرعة ؟”
: “ هل كنت سريع ؟” سأل جيانغ تشنغ
وهو يلقي نظرة على وضعية غو فاي،
ليشعر فورًا ببعض القلق ،
ناسيًا إحراجه : “ هل تشعر… بعدم راحة ؟”
: “ هااه ؟” تفاجأ غو فاي قليلًا ثم ضحك :
“ لا، فقط كنت مستلقيًا على بطني "
عند سماع هذا ،
تخلص جيانغ تشنغ من أي إحراج : “ حقًا لا تشعر بأي إزعاج ؟
أو ألم؟
أو…”
: “ قليلًا…” جلس غو فاي : “ لكن ليس بالأمر الكبير "
أومأ جيانغ تشنغ : “ اووه ،، إذن ستذهب للاستحمام ؟”
: “ ساعدني في تجاوز هذا المستوى أولًا ...” ناوله غو فاي
الهاتف
ونهض من السرير متجهًا إلى خزانة الملابس : “ سآخذ
ملابسك، حسنًا؟”
جيانغ تشنغ : “ اووه ، خذ ما تريد "
أخذ غو فاي بعض الملابس وغادر الغرفة
كان جيانغ تشنغ يمسك بالهاتف ،
لكن تركيزه بالكامل كان على جسد غو فاي العاري
الذي لم يغادر محيط رؤيته
عندما مشى غو فاي خطوتين باتجاه الباب ،
عاد فجأة ومدّ يده نحو جيانغ
رفع جيانغ تشنغ رأسه بسرعة نحوه : “ هاه ؟”
: “ انطفأ الهاتف ~ .” قال غو فاي مبتسمًا
وهو ينقر على الشاشة
: “ هاه ؟ ! اوخ صحيح ! انطفأ !”
تحدث جيانغ تشنغ وكأنه استوعب فجأة من هذيانه
محاولًا التظاهر بأنه لم يكن يحدق فيه بذهول
لم يقل غو فاي شيئ آخر ، فقط ابتسم واستدار ليغادر
ظل جيانغ تشنغ واقف في حالة صدمة لفترة
ثم قفز على السرير محتضنًا الهاتف : “ اايييييه …”
———— يا للاحراج يا جيانغ تشنغ !
ابتسامة غو فاي قبل قليل كانت بوضوح سخرية فاضحة !
: “ ااههههخ …” تدحرج جيانغ تشنغ على السرير
وعندما رأى أن الهاتف انطفأ مجددًا ، قال بضيق : “ اللعنة "
عندما عاد غو فاي من الاستحمام ،
كان جيانغ تشنغ لا يزال ممسكًا بالهاتف محدقًا فيه بشرود
سأل غو فاي : “ هل تجاوزت المستوى؟”
ناوله جيانغ تشنغ الهاتف : “… انطفأ مجددًا "
: “ أوه ؟ ….” رد غو فاي وهو يأخذ الهاتف وينظر إليه :
“ هل تريد مساعدتي في اللعب قليلًا ؟”
تنهد جيانغ تشنغ : “ افتحه أولًا "
فتح غو فاي الهاتف وأعاده له
وعندما بدأ جيانغ تشنغ في اللعب ،
سمع غو فاي يضحك
لم يكن ينوي الرد عليه ،
لكن غو فاي استمر في الضحك إلى أن استدار نحوه غاضبًا :
“ ما المضحك؟ "
رد غو فاي وهو يواصل الضحك : “ أضحك عليك "
. “ تعتقد أنني لن…” استمر جيانغ تشنغ في التحديق به مهددًا ،
لكنه في النهاية بدأ يضحك أيضًا : “ اللعنة عليك .”
: “ استمر في اللعب ...” رد غو فاي وهو يصعد إلى السرير
ويستلقي بجواره : “ أو سيتجاوزك لي يان مجدداً .”
: “ كيف يجد كل هذا الوقت؟” تمتم جيانغ تشنغ بانزعاج
: “ هل لأنه ليس لديه حبيب ؟”
: “ سأسأله غدًا " رد غو فاي ثم استدار ليضحك مرة أخرى
: “ يكفي ...” نظر إليه جيانغ تشنغ بنظرة جانبية :
“ من لا يعرف سيعتقد أنني قذفت مبكرًا ،
مع ضحكك بهذا الشكل .”
: “ أوه ...” حاول غو فاي كتم ضحكته
لكنه انفجر ضاحكًا في النهاية : “ في الواقع ،
لم يكن مبكرًا . كنت جيدًا جدًا "
صاح جيانغ تشنغ : “… هيه !”
وتنهد ، وقرر عدم الرد مجددًا
وركز على رؤوس الحيوانات على شاشة الهاتف
تجربة اليوم لم تكن مثل أي شيء آخر
حتى كطالب شويبا يستطيع الدخول في حالة تركيز في ثانية ،
فشل في ذلك الآن
ظل يحدق في مجموعة الرؤوس لفترة طويلة
دون أن يجد واحدة يمكنه التخلص منها
بعد أن أضاع قلبين صغيرين في اللعبة ،
ألقى الهاتف جانبًا
وتحرك قليلاً ليستلقي على الوسادة : “ انسَى الأمر
مجرد إضاعة للفرص .”
انقلب غو فاي ليعانقه : “ ما الأمر ؟”
: “ أفكار كثيرة تدور في رأسي ….” مد جيانغ تشنغ يده
لإطفاء الضوء
ومع انسياب الظلام في الغرفة ،
أحس بنَفَس غو فاي الدافئ بجانب أذنه ،
مما منحه شعور مريح بالإرهاق بعد الإثارة التي مرا بها
لم يتحدث غو فاي ، بل بدأ بهدوء يفرك بطنه بلطف
أمسك جيانغ تشنغ بيده واستدار لمواجهته : “ غو فاي ...”
وسأل بصوت منخفض : “ حقًا لا يوجد ألم ؟”
: “ قلت لك بالفعل، أليس كذلك ؟” ابتسم غو فاي :
“ ليس سيئًا جدًا "
: “ أوه.” تردد جيانغ تشنغ لفترة طويلة
وهو يحاول التفكير في طريقة لطرح سؤاله التالي
دون أن يبدو جاهلًا ،
لكنه في النهاية اضطر لأن ينطقه مباشرة :
“ إذًا… هل استمتعت ؟”
انفجر غو فاي ضاحكًا : “ هههههههههههههههههههههههههه
تسأل بشكل مباشر جدًا "
ضحك جيانغ تشنغ أيضًا : “ لم أتمكن من التفكير
في طريقة لبقة للسؤال .”
غو فاي : “ كان ممتع إلى حد ما "
: “ حقًا ؟” لم يستطع جيانغ تشنغ معرفة
ما إذا كان غو فاي يواسيه أم يقول الحقيقة
كان طوال الوقت يشعر وكأنه يدور في دوامة ،
عيناه مليئتان بغو فاي ،
أذناه ممتلئتان بصوته ،
ما رآه ، ما سمعه ، ما لمسه ،
وما شعر به – كان كله إثارة قصوى
لكن لم يكن متأكد حقًا إن كان غو فاي مستمتع
من الناحية النظرية ،
ربما لم يكن الأمر مريح للغاية لأنهما مبتدئان
كمن يجلس على كرسي متحرك فجأة ويحاول التسابق ،
لا بد أنه كان غير مؤهل تقنيًا ولم يتكيف جسده بعد
غو فاي : “ يمكنك أن تجرب بنفسك "
ارتبك جيانغ تشنغ للحظة : “ هاه؟”
غو فاي : “ هذه الطريقة الوحيدة لمعرفة
ما إذا كان الأمر ممتع حقًا أم لا "
“ اللعنة ...” شعر جيانغ تشنغ ببعض الإحراج :
“ كنت أفكر في تجربته على أي حال "
ضحكا لفترة طويلة ،
ممتع ..
عندما استيقظ في الصباح…
لا، عندما استيقظ عند الظهر ،
مد جيانغ تشنغ يده إلى جانبه
وعندما وجده فارغًا ،
استيقظ تمامًا ونادى : “ غو فاي !”
: “ اووووه !” بعد بضع ثواني ظهر غو فاي في مدخل غرفة النوم ،
و سيجارة تتدلى من فمه : “ أنا هنا "
جيانغ تشنغ : “ ماذا تفعل؟”
غو فاي : “ سيجارة ما بعد الجنس بجوار النافذة "
: “ اللعنة عليك ...” جلس جيانغ تشنغ : “ تفضل تابع .”
ابتسم غو فاي وغادر الغرفة مجددًا
تثاءب جيانغ تشنغ ونهض ، مشدود بنطاله
و توجه إلى نافذة غرفة النوم ورفع الستارة لينظر إلى الخارج
مع بداية العطلة الصيفية ،
بدا أن الهواء والمشهد وكل شيء قد اكتسب فجأة إحساس بالصيف
اللون الأخضر ملأ الأفق ،
وأشعة الشمس اللامعة غمرت المكان ،
والهواء لا يزال يحمل لمسة من الرطوبة
حتى هذا المجمع السكني القديم
بدا وكأنه ينبض بالحياة تحت أشعة الشمس
لقد نام بعمق شديد الليلة الماضية
الإحراج والإثارة الممزوجة بعدم معرفته بكيفية الشعور قبل
النوم تلاشت تمامًا
وعندما خرج من غرفة النوم ورأى غو فاي يقف عند نافذة
غرفة المعيشة ،
امتلأ عقله بشعور واحد فقط: السعادة
توجه نحوه وعانقه من الخلف ،
واضعًا ذقنه على كتفه بينما يُدلّك خصره بقوة ،
مخمور تمامًا ،
: “ نخرج للغداء ؟”
رد غو فاي وهو يطفئ سيجارته : “ يمكننا الخروج،
أو نأكل الكيك .”
: “ أوه صحيح ، لا تزال الكيكة موجودة .
دعنا نأكلها ...” فكر جيانغ تشنغ قليلاً :
“ و لا تزال لديك واحدة أيضًا "
: “ يمكننا أكلها الليلة ...” رد غو فاي وهو يخرج هاتفه :
“ دعنا نطلب نودلز بعد قليل ؛
تناول الكثير من الحلويات سيكون مملًا "
أومأ جيانغ تشنغ : “ حسنًا ،،،
أريد نودلز مطهو بصلصة اللحم ،
بكمية إضافية من الصلصة .”
غو فاي : “ هل تريد مشروب ؟
لديهم عصائر فاكهة طازجة أيضًا .”
جيانغ تشنغ : “ ما أنواع العصائر؟”
: “ فقط نوعان ، عصير الخيار…” بدأ غو فاي يضحك فجأة :
“ وعصير البرتقال "
استغرق جيانغ تشنغ لحظة ليدرك مغزى كلامه : “ اللعنة .”
غو فاي : “ أنت تشرب عصير الخيار ،
وأنا آخذ عصير البرتقال "
: “ لا … ” تمتم جيانغ تشنغ بضيق :
“ هل يمكننا الحديث بشكل طبيعي ؟”
رد غو فاي وهو ينظر إليه بابتسامة : “ حسنًا جيانغ تشنغ ~"
دفعه جيانغ تشنغ : “ انقلع غو فاي "
غو فاي : “ أنا سأطلب الطعام الآن .
سنتناول الطعام ، ثم نرتاح قليلاً ،
ثم سنأخذ غو مياو للخارج .”
لم يكن لدى جيانغ تشنغ أي تعلق خاص بكعكات أعياد الميلاد
لم يكن يحصل على فرصة لتناولها في أعياده السابقة ،
لذا فقد اهتمامه بها مع مرور الوقت ،
كما أنه لم يكن يحب الحلويات كثيرًا من الأساس ،
عندما كان زملاؤه يحتفلون بأعياد ميلادهم ،
لم يكن يتذكر ما إذا كان قد تناول كيك أم لا،
بل كان يتذكر فقط المشاهد الصاخبة المليئة بالمشاغبة ،
مثل تحطيم الكعكات ، ورميها ، وتلطيخ الآخرين بها
لكنه كان متحمس لتذوق الكيكة التي صنعها غو فاي
الكيك التي اشتراها لم تكن مميزة ،
لكنها كانت أول عيد ميلاد ينظمه بنفسه بحرية
وأول مرة يأكل فيها كيك ، لذا كان للأمر معنى مختلف
أخرج هو وغو فاي الكيك لإكمال طقوس عيد الميلاد
جيانغ تشنغ : “ أغلق الستائر؟ الجو مشرق جدًا "
أومأ غو فاي : “ حسنًا "
أغلق جيانغ تشنغ الستائر ،
لكنه ما زال يشعر أن المكان ساطع ،
لذا ذهب وأغلق أبواب غرفة النوم والحمام أيضًا ،
مما جعل غرفة المعيشة أكثر ظلمة ،
عندما عاد إلى الطاولة ،
رأى غو فاي قد وضع ثماني شموع على الكيك
جيانغ تشنغ : “ فقط ثمانية ؟”
: “ لأننا في الثامنة من عمرنا ” رد غو فاي وهو يشعل
الشموع واحدة تلو الأخرى باستخدام ولاعته
تمتم جيانغ تشنغ : “ لا تتظاهر باللطافة ~ "
نظر غو فاي إليه : “ هذا المحل كان فيه علبة من اثنتي عشرة شمعة فقط .
إذا كنت تريد 18،
يمكنني… الذهاب لشراء علبة أخرى ؟”
نظر غو فاي إليه : “ لا داعي ، لا داعي .
ليس لدي شروط غريبة لهذا الأمر ،
لم أحتفل بعيد ميلادي بالكيك سابقاً أصلًا "
: “ أوه ...” توقف غو فاي قليلًا قبل أن يشعل باقي الشموع
انحنى جيانغ تشنغ واقترب من الطاولة : “ هل نطفئها ؟”
: “ انتظر ….” فكر غو فاي للحظة ،
ثم سارع إلى إزالة الشموع
وإعادة ترتيبها ليضعها على شكل رقم 18،
مضيفًا الشموع المتبقية :
“ هكذا أصبحت ثمانية عشر عام "
ضحك جيانغ تشنغ : “ ننفخ الآن؟”
: “ نعم ، هل لديك أمنيات؟”
: “ كنت أتمنى طوال الوقت وانتهيت.”
غو فاي : “ إذاً لِنطفئها . واحد، اثنان، ثلاثة .”
نفخ الاثنان معًا وأطفآ الشموع ،
بل وأسقطا بعضها في هذه العملية
جلس جيانغ تشنغ على الكرسي وقال: “ أوووه ….
أدركت للتو ، أنه عندما سئلوني عن كتابة شيء على الكيك ،
قلت لهم يكتبوا ‘عيد ميلاد سعيد’ فقط ،
لم أفكر في كتابة اسم "
: “ التي صنعتها كتبت عليها ...” رد غو فاي وهو يقطع الكيك
: “ سأحضرها الليلة "
جيانغ تشنغ : “ ماذا كتبت ؟”
غو فاي بملامح جادة ، متردداً للحظة ،
ثم فجأة لوّح بذراعه وقال بصوت عالي :
“ تشنغ غا وسيم المدرسة !”
: “ يا إلهي!” ارتبك جيانغ تشنغ من صراخه ،
فتراجع قليلاً إلى الخلف ،
وبقي مذهولًا لثواني ثم انفجر ضاحكًا :
“ تكتب شيئ وقح كهذا ، هل رآك أحد وأنت تكتبه ؟”
غو فاي : “ اووه ، موظفين المخبز "
نظر إليه جيانغ تشنغ بشك : “ حقًا كتبت ذلك ؟
صعب التصديق .”
: “ سترى بنفسك الليلة ...” قطع غو فاي جزء من الكيك وناولها له،
ثم وضع فوقها لوحة الشوكولاتة الصغيرة
التي كُتب عليها ' عيد ميلاد سعيد '
تناول جيانغ تشنغ لقمة ،
وكان عليه الاعتراف بأن طعم الكيك كان عادي ،
لكن على الأرجح لم تكن هناك محلات جيدة للحلويات
في هذه المنطقة على أي حال
ولكن ،
الجلوس مقابل غو فاي،
وتناول الكيك معًا بهذا الشكل ،
كان شعورًا رائع
لم يكن يرغب في الحديث ،
ولا حتى في الحركة ،
أراد فقط أن يستمر في الأكل لقمة بعد لقمة ،
أمامه إلى الأبد ،
—————————————-
دورة إعادة التأهيل التي كان غو فاي يأخذ غو مياو إليها لم تبدو رخيصة أبداً
المعلمون الذين كانوا يقودون الأطفال في ألعاب مختلفة
بدوا محترفين وصبورين للغاية
لم يدخل جيانغ تشنغ إلى الغرفة ،
بل راقب من خلال النافذة
أدرك أن حالة غو مياو كانت جيدة نسبيًا مقارنةً بالأطفال الآخرين ،
على الأقل لم تكن غير قادرة تمامًا على التواصل والتفاعل
رؤية الأطفال الذين لم يستجيبوا للنداءات
طوال الوقت جعلت القلب يعتصر ألمًا
لم تكن مدة اللعب طويلة ،
ربما لأن هؤلاء الأطفال ليس لديهم الصبر ذاته
الذي يملكه الأطفال العاديون ،
لذا تنتهي الجلسات قبل أن يفقدوا اهتمامهم
عندما خرجت غو مياو وهي تحتضن لوح التزلج ،
بدت في حالة معنوية جيدة ،
كان غو فاي لا يزال يتحدث مع المعلم ،
فخرج جيانغ تشنغ معها إلى الرصيف بالخارج ،
ليلعبا بلوح التزلج أثناء انتظار غو فاي ،
راقب غو مياو وهي تنطلق بسرعة ،
وقطرة عرق تتلألأ على طرف أنفها تحت أشعة الشمس ،
فتنهّد برفق —-
عندما خرج غو فاي ،
كان جيانغ تشنغ جاثيًا بجانب حوض الزهور على الرصيف ،
يصفّق لغو مياو
اقترب غو فاي منه ووقف خلفه دون أن يُنبّهه
مدّ غو فاي يده ونكز برفق على كتف جيانغ تشنغ
فردّ جيانغ تشنغ تقريبًا على الفور ،
ضاربًا بمرفقه ساق غو فاي
: “ آه!” فرك غو فاي ساقه : “ ما زلت حذراً هاه ؟”
: “ اللعنة ،” استدار جيانغ تشنغ ونظر إليه :
“ لو ناديتني أولًا لكان أفضل .
لو كنت استهدفت أعلى قليلًا ،
لكنتَ عالقًا ممددًا على وجهك الليلة…”
توقف جيانغ تشنغ في منتصف الجملة ،
وألقى نظرة سريعة حوله
انحنى غو فاي بابتسامة
وهمس بجانب أذنه : “ الليلة هاه ؟”
: “ اللعنة ،” وقف جيانغ تشنغ ،
ناظرًا إليه بتعبير
وكأنه يفكر في مسألة أكاديمية معقدة ،
: “ لا نتحدث عن هذا في الشارع .”
أومأ غو فاي بجدية شديدة : “ حسنًا ،”
وأخرج ورقة مطوية من جيبه : “ إذن دعني فقط…”
ألقى جيانغ تشنغ نظرة على الورقة ،
واتسعت عيناه وكادا يخرجان من محجريهما ،
: “ اللعنة عليك ! حملتَ هذا معك؟
هل أكلت الكثير من الكيك ؟
تريد مني أن أجعلك تتقيأها ؟!”
غو فاي : “ دليل حبيبي ،
بالطبع يجب أن أحمله معي للدراسة ~ .”
: “ أعده بسرعة ،” خفض جيانغ تشنغ صوته :
“ لا تدع أحدًا يراه !”
: “ لا تقلق ،” ابتسم غو فاي : “ بخط يدك ،
حتى لو أريته لأحد ، لن يستطيع تخمين الكتابة أصلًا "
ضحك جيانغ تشنغ : “ كفى هراءً ، لا تبالغ !”
: “ هذه حقيقة،” نقر غو فاي على الورقة :
“ ألم تقل إنك تكتب ببطء الآن ، حرفًا حرفًا ؟
لماذا لا أستطيع أن ألاحظ ذلك ؟”
: “ هرااااء ، مع هذه الملاحظات الفاسقة ،
كيف يمكن أن أكتبها ببطء ، حرفًا حرفًا !”
حدّق جيانغ تشنغ به : “ أعدها مكانها "
: “ حسنًا.” طوى غو فاي الورقة وأعادها إلى جيبه ،
ثم صفّر صفير باتجاه غو مياو
سواء كانت الليلة ستتطلب التمدد أو الركوع ~
لم يفكر غو فاي كثيرًا في ذلك
لكن وهو يراقب جيانغ تشنغ وهو يسير أمامه ممسكًا
بغو مياو، شعر أنه إن فكر في الأمر ، فقد يفكر فيه كثيرًا حقاً
خصوصًا عندما أمسكت غو مياو بقميص جيانغ تشنغ ،
مما شدّ بوضوح خطوط خصره وظهره …
——— آهههخ
رفع غو فاي رأسه سريعًا نحو الشمس ،
ثم قمع بلا رحمة أي ' مراسم رفع ' أعلام ' محتملة
في الأسفل ~ بعطستين قوية ~~
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق