Ch85
كان جيانغ تشنغ منزعج بعض الشيء اليوم ،
ولهذا السبب لم يخبر غو فاي سبب استدعائه
إلى مكتب لاو-شو في وقت سابق
قال غو فاي ذات مرة إنه لا يعرف العزف على الجيتار ،
لذا عندما سمع لاو-شو فجأة يقول : “ غو فاي يعزف على الجيتار ،
لماذا لا تعملان على عرض معًا ؟”
شعر برغبة غريبة في الاندفاع وضرب لاو-شو —
—— لماذا أرغب في ضرب لاو-شو؟ من يعلم
فبعد كل شيء ،
هو أيضًا الشخص الذي أخبرني في المرة الماضية أن غو
فاي يحب شرب الشاي !
هذا الكلب المخادع غو فاي كذب عليّ !!
—- ' أنا لا أعرف العزف على الجيتار '
بدا الأمر حقيقيًا جدًا حينها !
على الرغم من أن التبرير الذي قدمه غو فاي الآن
كان منطقي أيضًا
فحينها ، لم يكونا أكثر من مجرد زميلين على نفس المكتب
غو فاي، الذي لم يشارك أبدًا في أي نشاط جماعي بالمدرسة ،
لو لم يكن من أجل بطولة كرة السلة الأخيرة ،
لكان جيانغ على الأرجح قضى الفصل الدراسي
بأكمله دون أن يتحدث أكثر من عشر جمل مع زملائه
إن استطاع تجنب ذلك
و كان من الطبيعي ألا يخبره بالحقيقة حينها
——- لكن، ما لم أستطع فهمه تمامًا ،
هو لماذا يظل غو فاي دائمًا على هامش زملائه ؟
لا يشارك في الفعاليات المدرسية ،
ولا يتفاعل مع الآخرين أيضًا ؟
على الأكثر، يذهب لتناول الفطائر في مطعم وانغ شو
بصراحة ، لم أكن أحب كثيرًا قضاء الوقت مع مجموعة كبيرة من الطلاب أيضًا
حتى بان تشي قال سابقاً أنني منعزل بعض الشيء
لكن على عكس غو فاي ،
كنت لا أزال أشارك في فعاليات المدرسة
وأخرج مع زملائي أحيانًا .
عندما كان لاو-شو يشرح له عن الأداء ،
كان يعلم بالفعل أن غو فاي لن يوافق
والآن ، كما توقع ، رفض غو فاي ، وبحزم شديد أيضًا
على الرغم من أنه توقع هذه النتيجة بالفعل ،
إلا أنه ما زلال يشعر ببعض الخيبة
المشاركة في عرض للمدرسة الثانوية ليس بالأمر العظيم ،
ولكن لو كان الأمر يتعلق بعرض مشترك بينهما ،
فسيكون أمرًا مختلف تمامًا ،
هذا ما شعر به جيانغ
و الأهم من ذلك ،
كان يريد أن يرى الآخرون جانب مختلف من غو فاي ،
أن يشاهدوا الجانب الآخر لهذا الطالب الصامت
المنعزل الذي يخشاه الجميع
أن يروا موهبته
كان يريد أن يرى جميعهم كيف يمكن لـ غو فاي أن يلمع
يريد أن يرى جميعهم كيف أن غو فاي مختلف عن البقية
ويريد من غو فاي نفسه أن يرى مدى استثنائيته …..
جلس غو فاي خلفه دون أن يتحدث مجددًا
كان يحيط جيانغ تشنغ بذراعيه ،
ورأسه مستند على ظهره ،
وبالنظر إلى إيقاع أنفاسه ،
لا بد أنه نام ،
بعد بدء الدراسة رسميًا لهذا الفصل ،
توقف غو فاي عن ترتيب جلسات التصوير لـ جيانغ تشنغ،
لكنه لم يخفف عبء العمل عن نفسه
كان دائمًا يومان أو ثلاثة في الأسبوع يتغيب فيهما
عن الفصل ، وغالبًا يمتد التصوير حتى المساء
—— لا بد أنه متعب جدًا
انخفضت نظرة جيانغ تشنغ إلى يدي غو فاي
وهو يمسح عليهما برفق
—— كيف تمكن هذا الشخص من العيش
بهذه الطريقة المملة طوال هذه السنوات ؟
تحرك غو فاي خلفه بنعاس : “ هممم؟”
: “ لا شيء ...” ربت جيانغ تشنغ على يدي غو فاي :
“ نم جيدًا.”
———————————————————
يبدو أن مدرسة سي زونغ تعامل طلاب السنة الأخيرة
وكأن فرص دخولهم للجامعة معدومة تمامًا ~~
بدأ التحضير لـ يوم الرياضة فور بدء العام الدراسي ،
وحتى طلاب السنة الأخيرة سُمح لهم بالتسجيل والمشاركة ،
أما الذين لم يشاركوا فبإمكانهم الحضور
كمشجعين أثناء وقت الحصص ،
بالمقارنة مع مدرسته القديمة ،
حيث اختفى طلاب السنة الأخيرة تمامًا عن أنظار الجميع
منذ الصيف الماضي ،
كان جيانغ تشنغ مقتنع تمامًا بأن هذا المدير
شخص لا يعير الإنجازات الأكاديمية أي أهمية تُذكر ،،
في ظل هذه الظروف ،
لم يكن أمامه سوى الاعتماد على نفسه ،
حتى بين الحصص ،
ظل جيانغ تشنغ متصلب في مكانه ،
متكئ على مكتبه دون أن يتحرك ،
بقية الطلاب يلهون في الممرات ،
ولم يبقَى في الفصل يدرس بجدية سواه ويي جينغ ،
وبالطبع وانغ جيوري الكابتن ،
الذي كان يراقب يي جينغ من مقعده بصمت
غو فاي ممدد فوق كتاب دراسي ،
يحدق بجيانغ ورأسه على الجانب : “ أحتاج إلى التبول "
جيانغ تشنغ : “ همم "
كرر غو فاي : “ يجب أن أذهب إلى الحمام "
رد جيانغ تشنغ دون أن يرفع رأسه : “ إذن اذهب "
: “ آييييه …” تنهد غو فاي : “ لنذهب معًا "
: “ هاه؟” نظر إليه جيانغ تشنغ متفاجئًا
غو فاي : “ قم ببعض التمارين .
لم تتحرك من مكانك طوال الصباح .”
بعد أن سحبه غو فاي إلى خارج الفصل ،
أدرك جيانغ تشنغ أن رقبته كانت تؤلمه قليلًا ،
بل وحتى ذراعيه بدأتا تشعران بالتعب ،
تنهد وهو يلف مفاصله : “ لم أشعر بهذا التوتر أبدًا
قبل أي اختبار من قبل ،
لا أعرف ما الذي يجري هذه المرة .
أشعر طوال الوقت
وكأنني لو لم أنظر إلى الكتب مجدداً ،
فسأفوت شيئ مهم .”
: “ حسنًا ، فهذا ليس مجرد اختبار عادي هذه المرة
أليس كذلك ؟” وضع غو فاي يده خلف رقبة جيانغ تشنغ
وبدأ يدلكها : “ اشتريت لك هدية صغيرة ، وصلت اليوم .
ما رأيك أن تأتي معي لاستلامها بعد المدرسة ؟”
رمش جيانغ تشنغ بفضول : “ أي هدية ؟”
ثم اقترب منه وهمس بصوت خافت : “ لا تقل لي أنك
ذهبت واشتريت أحد تلك الألعاب الجنسية الفاضحة ؟”
رمش غو فاي أيضاً متفاجئ: ”…… تشنغ-غااا ! ”
تنهد وأجاب بنفس الهمس :
“ هل تعرف معجباتك أن رأسك ممتلئ بأفكار منحرفة ؟”
ضحك جيانغ تشنغ : “ لقد كان مجرد سؤال عابر .”
ضحك غو فاي : “ إنها هدية جادة جدًا .
حقًا ، أدركت الآن كم أنا أكثر براءة منك
عندما يتعلق الأمر بملء الفراغات بأفكار منحرفة .”
: “ ارحمني يا هذا !!! ...” ألقى جيانغ تشنغ نظرة حوله ،
ثم خفض صوته : “ وكأنك تفتقر إلى الحيل .”
غو فاي : “ هذا شيء مختلف ، أنا أعبر عنه بطريقتين فقط ،،
إما أن أفكر به في رأسي فقط ،
أو أنفذه مباشرة على أرض الواقع . على عكسك .”
أومأ جيانغ تشنغ : “…… صحيح ،
أنت محق أيها السيد البريء الصالح ، نقي إلى أقصى حد .
حسنًا إذن ،
أنا لدي طريقة واحدة فقط ، وهي التحدث .”
حافظ غو فاي على رباطة جأشه لمدة ثانيتين فقط
ثم انفجر ضاحكًا ،
ولحقه جيانغ تشنغ بالضحك طوال الطريق إلى الحمام
لكن ما إن دخلوا ،
حتى صادفوا لاو-شو يخرج من الباب في نفس اللحظة
قال لاو-شو مبتسمًا فور رؤيتهما : “ ما الأخبار السارة؟”
رغم أنه لم يكن لديه أدنى فكرة عما يضحكان عليه :
“ دعوني أسمعها أيضًا !”
رد غو فاي وهو يدخل الحمام :
“ إنه فقط نتيجة حبس التبول لوقت طويل ~~ "
ضحك جيانغ تشنغ قليلًا مع لاو-شو : “ مجرد ضحكات سخيفة .”
لاو-شو : “ هل يمكنك المرور إلى مكتبي خلال فترة الدراسة الذاتية ؟
أريد إجراء محادثة قصيرة .”
: “ أوه ” أجاب جيانغ تشنغ ،
مدركًا أن لاو-شو يريد سؤاله عن العرض الموسيقي ….
إذا كان غو فاي لا يريد المشاركة ، فلن يجبره على ذلك
تمامًا كما حدث عندما دعاهم هي تشو للعب كرة السلة ،
في النهاية ، لم يذهب غو فاي
أما جيانغ تشنغ ،
فقد ذهب ولعب مع هي تشو والآخرين مرة واحدة
أثناء دروس التقوية لتفريغ بعض الضغط ،
لكن غو فاي لم يأتِي حتى للمشاهدة ،
لهذا السبب ، لم يكن يريد الضغط عليه هذه المرة أيضًا ،
ولا حتى أن يسأله لماذا هو هكذا ،
لطالما شعر أن هناك شيئ غريب بشأن غو فاي ،
ولم يستطع تحديده بوضوح ….
وحتى الآن ، ما زال غير قادر على فهمه تمامًا
مع ميل غو فاي الدائم للبقاء على هامش كل شيء ،
لم يكن لدى جيانغ تشنغ الشجاعة للخوض بعمق في الأمر ،،
—- غو فاي قال إنه سيكون هنا ،
وأنه سيكون خلفي دائمًا . وهذا يكفي ...
أحيانًا ، في العلاقات ،
يكون من الكافي التمسك فقط بما يجعلك تشعر بالراحة
جلس لاو-شو خلف مكتبه وتنهد : “ آييييه ……
كنت أظن أنه بما أنكما قريبان جدًا
وقد فزتما بالبطولة معًا في المرة الماضية ،
فإنه سيوافق لو طلبت منه ذلك .”
رد جيانغ تشنغ متكئ على طرف المكتب : “ ربما لديه أسبابه الخاصة .”
نظر إليه لاو-شو : “ إذن ما هي أفكارك ؟”
إذا كان غو فاي لن يشارك ،
فمن المحتمل أن يريد أن يتجاهل الأمر تمامًا
هذا ما كان يفكر فيه
لم يكن مهتم كثيرًا بهذه العروض من الأساس
و إذا لم يكن غو فاي راغب ،
فلا يرى أي فائدة في بذل الجهد
فبعد كل شيء ، البروفات ستستغرق وقت
لكن التوقع الواضح في عيني لاو-شو جعله يبتلع هذه الكلمات
لاو-شو معلم جيد،
لكنه ضعيف في فهم المشاعر
إنه يمنح طلابه كل ما لديه ،
بطريقته المتعثرة الخاصة ،
حتى لو كانت النتائج تكاد لا تُذكر ،
لكن اللطف والرعاية التي منحها له منذ وصوله إلى هنا ،
من المستحيل أن يتجاهلها
و بعد ثواني من التردد ، تحدث جيانغ :
“ أنا… أستطيع فعلها ،
لكن مضى وقت طويل منذ أن لمست البيانو ،
وليس لدي الكثير من الوقت للتدريب هذه الأيام……”
نظر إليه لاو-شو : “ لا بأس ، لا بأس ،
بصراحة ، لا تحتاج إلى الشعور بأي ضغط .
ولأكون صادقًا ، لدي دوافع أنانية أيضًا .
لقد درّست العديد من الطلاب ،
لكنني لم أقابل طالب جيد مثلك من قبل .
أنا فقط أشعر بالفخر……
هل لديك أي أفكار أخرى حول الأداء ؟
هل تحتاج إلى شريك ؟”
: “ شريك؟” لم يكن جيانغ تشنغ قد قرر بعد ما الذي
سيعزفه،
لكن إذا كان لاو-شو يريد منه أن يعزف مع غو فاي من قبل……
فكر للحظة ، ثم قال دون تفكير : “ لنبحث عن عازف جيتار آخر إذن .”
نهض لاو-شو بحماس مبالغ فيه : “ حسنًا، حسنًا !”
وبدأ يتجول في مكتبه : “ دعني أفكر بمن يمكنه العزف …
سأخبرك عندما أجد شخص مناسب ،
عد الآن إلى الصف وركز على دراستك .”
لم يتحدث جيانغ تشنغ مع غو فاي عن العرض ،
ولم يسأله غو فاي عنه أيضًا
بعد انتهاء الدوام المدرسي ،
ذهبا مباشرةً إلى المتجر
دخل غو فاي إلى الغرفة الداخلية
وأخرج صندوق كرتوني ، ثم وضعه على المنضدة
بدأ جيانغ تشنغ يضحك بمجرد أن رأى ما في الداخل : “ هذا…
أنت حقًا…… لطيف للغاية .”
لم يكن يتوقع أبدًا أن تكون هدية غو فاي له
عبارة عن جهاز تدليك للكتفين على شكل شال
فتح غو فاي الصندوق : “ جربه ؟
يُقال إنه يشعرك وكأن شخص ما يُدلّك كتفيك .”
ألقى جيانغ تشنغ نظرة نحو الفناء الخلفي ،
حيث كانت والدة غو فاي تقف هناك
وتتحدث على الهاتف ،
مما جعله يشعر بعدم الراحة قليلًا
دفعه غو فاي برفق : “ ادخل إلى الغرفة .
أخبرت أمي أنني اشتريته لك ”
: “ ألم تجد الأمر غريبًا ؟” جلس جيانغ تشنغ في الغرفة الداخلية
: “ أنك تشتري مثل هذا الشيء لزميلك في الصف ؟”
غو فاي : “ ما الغريب في ذلك ؟
لي يان اشترى لي حوض لنقع القدمين من قبل ،
مزود بالأشعة تحت الحمراء ووظيفة التدليك……
شيء أكثر غرابة من هذا بكثير .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ لماذا تمتلكون جميعًا مثل هذه الأفكار العجيبة ؟”
أخرج غو فاي المدلك
ولفه حول كتفي جيانغ تشنغ ، ثم شغله
على الفور ، بدأ الجهاز بإصدار أصوات ضربات خفيفة
شعر جيانغ تشنغ بشيء يطرق على كتفه بإيقاع ثابت
: “ كيف هو ؟” انحنى غو فاي ونظر إلى وجهه :
“ هل يعمل ؟
هل يضغط على النقاط الصحيحة ؟”
أومأ جيانغ تشنغ : “ همم.”
هذا الجهاز قوي حقًا ،
إنه يشبه تمامًا أن يقوم شخص ما بالطرق على كتفيك
: “ إنه شعور جيد بالفعل…
هل يمكنك تحريكه لأسفل قليلًا ؟”
حرك غو فاي المدلك للأسفل قليلًا : “ هنا ؟”
: “ آه……” أغلق جيانغ تشنغ عينيه : “ نعم، نعم،
آه……
اللعنة ، إنه شعور رائع فعلًا .”
غو فاي : “ هل يمكنك ألا تُصدر مثل هذه الأصوات ؟”
تجمد جيانغ تشنغ في مكانه ،
ثم حدّق في غو فاي لفترة طويلة
ثم أغلق عينيه فجأة وبدأ يتأوّه :
“ آه……ممم……هاه……”
كان تأوّه حقيقي جدًا
حتى إن جيانغ تشنغ تساءل إن كان قد بالغ قليلًا في الأمر ~
غو فاي : “ أنا… اللعنة ؟”
وقف في مكانه لثواني قبل أن يتمكن أخيرًا من الكلام
فتح جيانغ تشنغ عينيه وابتسم بمكر : “ اااه
نعم نعم هنا بالضبط ~ ؟”
غو فاي مستسلمًا بصوت منخفض : “ أنت حقًا تطلبها بنفسك !”
ثم ألقى نظرة سريعة باتجاه الخارج ،
و اندفع نحوه ويمسك به ،
وقبّله قبلتين على شفتيه بقوة
كان جيانغ تشنغ على وشك مد يده نحو خصر غو فاي ،
عندها دوّى صوت والدته فجأة من الخارج ،،،
: “ آه دا-فاي ! أنا خارجة الآن حسنًا ——”
كان غو فاي قد أغلق باب الغرفة لتوه ،
لكن جيانغ تشنغ لا يزال متفاجئ لدرجة أنه كاد أن يصفع
وجهه بنفسه في محاولة يائسة لسحب يده
لم يُجب غو فاي ،
ولم يفتح الباب للخروج ،
بل توجه نحو النافذة وسحب الستائر —-
نافذة الغرفة الداخلية كانت تطل على الشارع
وبمجرد أن سحب الستائر ،
رأى جيانغ تشنغ الدراجة النارية المتوقفة أمام الباب —-
لم تمضِي سوى لحظات ،
لكن والدة غو فاي قد قفزت بالفعل إلى المقعد الخلفي ،
وأمسكت بخصر السائق ،
وانطلقت الدراجة فورًا ،
على الرغم من السرعة ،
تمكن جيانغ تشنغ من رؤية أن رأس السائق كان محلوق من الجانبين ،
مع جديلة طويلة مربوطة في المنتصف
سأل جيانغ تشنغ بصدمة طفيفة : “ هذا هو……
حبيب والدتك الجديد ؟”
أعاد غو فاي إغلاق الستائر : “ همم.
حقيقة أنها لم تُباع في الجبال حتى الآن هو مجرد حظ جيد ،
رغم أنها ربما أصبحت فوق الحد العمري المطلوب لديهم .”
شعر جيانغ تشنغ برغبة في الضحك ،
لكنه بعد لحظة من التفكير ، شعر بالكآبة أيضًا ،
بالنظر إلى جانب وجه غو فاي،
بإمكانه أن يفهم تمامًا ما كان يشعر به في تلك اللحظة ،
وربما كان هذا يفسر بعض المشاعر التي كان غو فاي يحملها طوال الوقت
رنّ هاتف جيانغ تشنغ ،
لكنه استغرق وقت طويل ليخرجه لينظر إليه
الإتصال كان من : وانغ جيوري ( وانغ شو )
أجاب جيانغ تشنغ : “ مرحبًا ؟”
ظهر صوت وانغ شو المتحمّس : “ جيانغ تشنغ !
ما رأيك بي؟!”
كان جيانغ تشنغ مرتبك من هذا السؤال العشوائي
وبعد لحظة من التوقف ،
أجاب بجدية ، “ ليس كثيرًا ~ "
بدا وانغ شو منفعلًا : “ اللعنة لا تكن هكذا !
أنا أعزف الجيتار بشكل جيد ! إذا لم تصدقني ،
يمكنني أن أعزف لك شيئ الآن…
انتظر لحظة ،
سأذهب لإحضار الجيتار……”
: “ لا لا، لا داعي لذلك ….” عندها فقط فهم جيانغ تشنغ ما
كان وانغ شو يتحدث عنه ،
ألقى نظرة على غو فاي ،
ثم تابع : “ إذا كنت تريد الانضمام ، فافعل "
وانغ شو بجدية : “ لا داعي لأن تأخذ صداقتنا في الاعتبار ،
سأرسل لك مقطع بعد قليل .
يمكنك التحقق من مهاراتي أولًا .”
جيانغ تشنغ : ”…… ااءء ؟ حسنًا .”
خفض وانغ شو صوته : “ هيه ، ما الأغنية التي سنؤديها ؟”
جيانغ تشنغ : “ سأتحدث معك عنها في المدرسة غدًا ،
لم أقرر بعد .”
وانغ شو : “ لا مشكلة ، تحقق فقط من مستواي أولًا !
لكن لدي اقتراح ، دعنا لا نختار شيئ مشهور جدًا ،
فهذا لن يكون له تأثير كبير .
أنت بارع في العزف على البيانو على أي حال ،
اختر شيئ غير مألوف……”
: “ سأتحدث معك غدًا .” أنهى جيانغ تشنغ المكالمة.
لسبب ما، على الرغم من أن غو فاي هو من رفض المشاركة ،
إلا أنه لم يكن مرتاح لمناقشة الأمر مع شخص آخر أمامه
فبعد كل شيء ، كان هذا شيئ أراد القيام به مع غو فاي منذ البداية
لكن الآن ، ليس فقط أنهما لن يؤديا معًا ،
بل أصبح هناك وانغ جيوري عالق في المنتصف
و بمجرد التفكير في ذلك جعله يشعر بالإحباط
سأل غو فاي : “ أنت… ستؤدي العرض مع وانغ شو؟”
جيانغ تشنغ : “ آه، نعم ، ألم تقل إنه يعزف على الجيتار أيضًا ؟”
أومأ غو فاي : “ صحيح ،
لكن ربما عليك كتابة النوتات له ،
فهو يعزف فقط وفقاً للنوتات .”
جيانغ تشنغ : “ همم "
كلمات غو فاي جعلته يشعر بإحباط أكبر
إذا عزف مع وانغ شو
فسيكون الجزء الخاص بالجيتار
مجرد بعض الأوتار الأساسية على الأكثر
——- لكن لو كان غو فاي ……
مع الطريقة التي يقوم بها غو فاي بتأليف الموسيقى ……
موسيقى غو فاي …
موسيقى غو فاي ؟
بدا جيانغ الآن وكأن لمبة صغيرة أضاءت فوق رأسه ( فكرة )
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي وابتسم
نظر غو فاي إليه : “ هم؟”
جيانغ تشنغ : “ لنطبخ بعض الزلابية المجمدة لنأكلها ،
وبعد ذلك يجب أن أعود لحل واجباتي .”
: “ حسنًا ،” رد غو فاي وهو يفتح الباب للخروج من الغرفة
: “ ما الحشوة التي تريدها ؟”
جيانغ تشنغ : “ الشمر ( السنوت ) .”
توقف غو فاي قليلًا : “ لا يوجد لدينا ذلك ”
: “ إذًا……” فكر جيانغ تشنغ في نكهة أخرى يختارها
غو فاي : “ سأذهب لشرائه .
يوجد في السوق القريب ، انتظرني هنا .”
كان جيانغ تشنغ على وشك أن يقول أنه لا داعي للقيام برحلة من أجل ذلك ،
لكن غو فاي قد خرج بالفعل من الباب ،،
تسك
نهض ، تبعه إلى الباب ونظر للخارج
كان غو فاي قد انطلق بالفعل بدراجته باتجاه السوق
رفع جيانغ تشنغ ذراعيه وتمدد ،
ثم جلس خلف ماكينة المحاسبة
تسك تسك تسك
لم يكد يجلس ،
حتى تلقى رسالة من وانغ شو
كانت مقطع فيديو قصير
التسجيل يظهر وانغ شو بوجه متجهم
وهو يعزف على الجيتار
لم يفتح الفيديو بعد ،
عندها أرسل وانغ شو عدة مقاطع أخرى
[ هذه تسجيلات قديمة ، استمع إليها ]
ضحك جيانغ تشنغ وفتح الفيديو
فوجئ بأن وانغ شو لم يكن سيئ على الإطلاق
تساءل كيف سيكون مستواه مقارنة بـ غو فاي……
رغم أنه شعر على الأرجح بأنه لا مجال للمقارنة
فبعد كل شيء ، غو فاي كان شخص عزف في فرقة موسيقية من قبل ،
بل وقام بتأليف موسيقاه الخاصة ،
لكنه لم يرغب المشاركة ،
لذا لم يكن لذلك أي معنى على أي حال ،
يمكن اعتبار مستوى وانغ شو ضمن النخبة بين الشباب
العاديين الذين يعزفون فقط لإثارة إعجاب الفتيات
في المقاطع التي أرسلها ،
كان هناك مقاطع يظهر فيها وانغ شو يغني بينما يعزف ،
وأخرى يظهر فيها العزف فقط
غناؤه لم يكن مميز ، لكن عزفه كان جيدًا جدًا
——————————————————
غو فاي طار بدراجته إلى السوق ، اشترى الزلابية ،
ثم عاد مسرعًا إلى المتجر
جيانغ تشنغ لم يقل أبدًا إنه يجب أن تكون الزلابية
بحشوة الشمر ، لكنه مع ذلك أراد القيام بهذه الرحلة
فيما يتعلق برفضه المشاركة في العرض ،
جيانغ تشنغ لم يتحدث عن الأمر مرة أخرى معه ،
ولم يُحاول حتى إقناع غو فاي خلال الأيام القليلة الماضية ،
لم يكن غو فاي متأكد مما كان يفكر فيه جيانغ ،
لكنه كان يعلم أنه لا بد أن جيانغ شعر ببعض الانزعاج —
غو فاي فكر :
الآن، حتى لو كان جيانغ تشنغ يشتهي اللحم المشوي
من المطعم الموجود في مركز التسوق ،
فسأذهب وأحضره له دون تردد ، ناهيك عن الزلابية
لم يكن لديه طريقة ليشرح نفسه عن سبب عدم رغبته في المشاركة ،
لذا لم يكن بإمكانه سوى محاولة تهدئة جيانغ تشنغ قدر الإمكان …
غو فاي يستطيع تخمين السبب الذي دفع جيانغ تشنغ
إخباره بالمشاركة في العرض
جيانغ تشنغ لم يكن شخص يحب التباهي بمهاراته
في هذا المجال ،
لكنه أراد أن يقوم بهذا معه ،
ولأن …… جيانغ قال له سابقاً
" أنت موهوب جدًا ، بوضوح.”
كان سيشعر بالفخر لأجل جيانغ تشنغ ،
وجيانغ تشنغ كان سيشعر بالفخر لأجله أيضًا ،
لكن ، كلما كان الأمر كذلك ،
كلما أراد غو فاي أن يبتعد ——
بعض القرارات لا يمكنها تحمّل بصيص أمل حتى
حتى وميض صغير من الضوء
يمكن أن يجعله يقع في العذاب
عندما عاد إلى المتجر ،
كان جيانغ تشنغ جالس على الكاونتر
وقد رفع ساقيه عليه ،
يكتب شيئ في دفتر ملاحظاته
لم يلاحظ حتى عندما دخل غو فاي
عندما اقترب غو فاي ،
رفع جيانغ تشنغ رأسه فجأة وأغلق دفتره : “ اللعنة ،
كيف لم تصدر أي صوت عند دخولك ؟”
غو فاي : “ كم يجب أن يكون الصوت مرتفع ليُعتبر دخولًا ؟”
نظر غو فاي إلى دفتر جيانغ تشنغ،
كان يكتب النوتات الموسيقية ،
ولم يستطع إلا أن ينبهر ،
غو فاي : “ حتى في كتابة النوتات ،
ما زال خطّك يبدو قبيح .”
جيانغ تشنغ بابتسامة : “ لماذا لا تحاول أنت سرقة كل
البضائع وترى إن كنت سأسمعك ؟”
غو فاي شعر أن جيانغ تشنغ في مزاج جيد اليوم
مدّ يده ولمس وجهه بلطف ،
ثم اتجه إلى الفناء الخلفي ليطهوا الزلابية
تبعه جيانغ تشنغ وسأل : “ ماذا ستأكل غو مياو ؟”
غو فاي : “ ستأتي من تلقاء نفسها عندما تشعر بالجوع ،
سأترك لها بعضًا منها "
جيانغ تشنغ : “ آووه ”
ثم عاد إلى المتجر بخطوات خفيفة
غو فاي شعر بفضول مفاجئ
—— ما نوع الموسيقى التي يكتبها جيانغ تشنغ
وجعلته في هذا المزاج الجيد؟……
أم أن وانغ شو هو من جعله سعيدًا ؟
هذا غير محتمل تمامًا …
إذا كان كذلك ، فعليّ أن أتحدث محادثة ' ودية ' مع وانغ شو !!
بعد تناول الزلابية ،
بدأ جيانغ تشنغ في جمع أغراضه استعدادًا للعودة إلى
شقته : “ هل ستأتي الليلة ؟”
أومأ غو فاي : “ نعم . سآتي بعد أن تنام إير مياو .”
: “ ماذا —” خفّض جيانغ تشنغ صوته : “ أنت تتسلل للخارج كل ليلة ،
ألا تشكّ فيك ؟”
غو فاي : “ لا …
وليس كل يوم…… رغم أنني أحب أن يكون كل يوم .”
ضحك جيانغ تشنغ واقترب منه،
داعب أنفه بلطف على خد غو فاي ،
ثم التقط حقيبته : “ إذًا لماذا لا تحضر لي وجبة
خفيفة عندما تأتي الليلة ؟”
: “ مم ...” أمسك غو فاي بذراعه وسحبه نحوه :
“ قبلة قبل أن تذهب "
: “ هيه ، هيه ، هيه ،” نظر جيانغ تشنغ بسرعة إلى الباب :
“ كن واعيًا للبيئة المحيطة .”
التفت غو فاي ليتأكد من عدم وجود أحد ،
ثم انحنى وعض عنق جيانغ تشنغ بسرعة
لمس جيانغ تشنغ عنقه : “ يومًا بعد يوم على هذا الحال ،
قرصة هنا ، وعضّة هناك ،
لماذا لا تضع بعض الصلصة في المرة القادمة
حتى يكون الطعم أفضل ؟”
: “ فكرة رائعة ،” ضيّق غو فاي عينيه قليلًا
ونظر إليه من رأسه إلى قدميه ،
ثم توقفت نظرته أسفل خصره : “ صلصة الشوكولاتة ،
أو زبدة الفول السوداني ،
أو المايونيز……”
أدرك جيانغ تشنغ على الفور ما يقصده : “ انقلع !”
وأشار إليه بإصبعه : “ ثم تتهمني أنا بانعدام الحياء !”
: “ أنا رجل أقرن القول بالفعل ،” سحب غو فاي سيجارة
ووضعها في فمه :
“ عش اللحظة كما يقولون ،
إذن الليلة…… نُنفّذ ~ "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق