القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch84 | SAYE

 Ch84



نظر غو فاي إلى جيانغ تشنغ


منذ أن قال ' كان أنت ' بينما يشير إليه ، 

لم يُبعد جيانغ تشنغ نظره عنه ، 

و ظل يحدق به مباشرةً ،



أحيانًا  غو فاي كان يشعر أن جيانغ تشنغ ، 

بالإضافة إلى كونه يملك الصفات والمهارات الفريدة للطلاب الشويبا حقاً ، 

كان يمتلك أيضًا نوع خاص من المنطق 

الذي لا يملكه المتفوقون الآخرون ….


بإمكانه قلب السرد تمامًا ، 

لدرجة أنه عند التفكير في الأمر لاحقاً ، 

قد تجد نفسك موافقًا عليه ، 

وكأن منطقه لا تشوبه أي أخطاء ،



لقد اختبر غو فاي هذه المهارة الخاصة بنفسه عندما حصلا 

على وشومهما آخر مرة


لكنه حينها لم يفسر موقفه ، 

وها هو جيانغ تشنغ الآن يعيد

 استخدام قوته الخارقة مجدداً 


بصراحة ، السؤال الذي طرحه غو فاي آنذاك 

لم يعد له أي أهمية في هذه المرحلة من علاقتهما


أيًا كان الجواب الذي سيؤدي إليه ، 

وأيًا كان القصد من السؤال في المقام الأول ، 

لم يعد أي من ذلك مهمًا بعد الآن ،


صحيح، في ذلك الوقت ، 

كان غو فاي يفضّل لو أن جيانغ تشنغ 

كان يبحث فقط عن علاقة عابرة ' اذهب في مواعيد معي '


كان من الممكن أن يكون ذلك مجرد تجربة جديدة ، 

أو نزوة عابرة ، 

أو حتى استراحة من الوحدة ، أيًا يكن ..

لكن جيانغ تشنغ لم يرد ، 

وكأنه لم يكن قادر على التمييز بين المفهومين تمامًا وبدقة ، 

لذا ، اختار غو فاي أن يغوص في الأمر رأسًا على عقب


—- ' سأحبك حتى لا تعود بحاجة لأن أحبك بعد الآن '


—- '  يمكنني فعل ذلك ، 

طالما أن الشخص الذي تريده هو ‘ أنا ’، 

وليس أي شخص آخر '



لهذا السبب، عندما أشار إليه جيانغ تشنغ 

واتهمه بكلماته الخاصة ، 

شعر غو فاي بمزيج من المفاجأة والغضب ، 

لدرجة جعلته يريد الضحك ،


ولكن في الوقت نفسه ، 

لم يستطع إيجاد أي خطأ في منطق جيانغ تشنغ ،


—- '  هذا صحيح ..

الشخص الذي سيكون على استعداد للتوقف 

عندما ترغب في التوقف… هو أنا '


شعر غو فاي أنه كان عليه أن يقول شيئ في هذه اللحظة ، 

لكنه لم يجرؤ على فتح فمه بسهولة


كان لدى جيانغ تشنغ منطق خارق للطبيعة ، 

وكان حساس دقيق ومندفع ، 

والأهم من ذلك كله ، كان غير آمن —-


بإمكان غو فاي أن يشعر بذلك في طريقة تمسك جيانغ 

تشنغ بالأشياء بإحكام ، 

و في خوفه الدائم من فقدانها ،


—-  غو فاي كل كلمة ستقولها الآن ستصبح دليلاً 

يحتفظ به جيانغ تشنغ في قلبه 

الأفضل أن تتصرف بحذر


——— لم يكن الأمر أن العلاقات بعيدة المدى مستحيلة

ولكن ، 

البيئة في جامعة مرموقة ، 

مقارنةً بالبيئة في مصنع الصلب ، 

ستؤدي بمرور الوقت إلى اختلافات بين شخصين 

يعيشان في واقعين مختلفين ، 

مما يجعل العلاقة تتلاشى تدريجيًا ،


وربما ، حتى قبل ذلك ، 

سنقضي وقتنا في المجادلات المتكررة ، 

نحاول سبر غور هذا الاختلاف ، 

حتى نُنهك تمامًا ، 

ونعود في النهاية إلى عالمينا المنفصلين ….


بالطبع ، هناك احتمال آخر …


ربما تحدث المعجزات ، 

ونواصل طريقنا معًا حتى النهاية …


بعض الأمور لا يمكن حلها ببساطة مثل مسألة في اختبار ، 

حيث يكون لكل مشكلة إجابة صحيحة واحدة فقط


مهما كانت خطوات الحل ، 

كل ما عليك فعله هو إيجاد المسار 

الذي يؤدي إلى الإجابة الصحيحة


المتفوقين يعرفون كيف يجدون الطرق المختصرة ، 

بينما المتراخون يضطرون للدوران قليلًا قبل الوصول ، 

لكنهم جميعًا يصلون في النهاية ، 

لأن هناك إجابة صحيحة واحدة فقط ،

و أي شيء آخر يُعتبر إجابة خاطئة .


أما وضعهم الحالي ، 

فله عدد لا نهائي من الاحتمالات ، 

وعدد لا نهائي من النهايات ، 

وكلها تُعد إجابات ،

يمكن أن تكون ١-٢-٣، 

أو يمكن أن تكون ٤-٥-٦، 

لكن لا أحد يستطيع أن يجزم أيها صحيح وأيها خاطئ ….


نظر غو فاي إلى جيانغ تشنغ


ربما كان مفرطًا في التشاؤم والحذر ، 

وربما أراد فقط أن يحمي جيانغ تشنغ من أي ألم محتمل ، 


بينما جيانغ تشنغ كان العكس تمامًا— متفائل ، متهور ، مباشر ، 

وحساس دقيق 


—— جيانغ تشنغ ينتمي بقوة إلى معسكر ' ما أهمية هذا

الألم البسيط وسط العواصف والمحن ؟ '


بغض النظر عن عدد المرات التي راودت فيها هذه الأفكار عقل غو فاي ، 

لم يستطع البوح بها لجيانغ تشنغ


ولا حتى بكلمة واحدة


لم يكن لدى غو فاي طريقة للخروج من هذه المدينة

و لم يجرؤ حتى على التفكير حتى في كلمة ' الخروج ' ، 

ناهيك عن البحث عن وسيلة لذلك ،

أما جيانغ تشنغ ، فلم يكن لديه أي سبب للبقاء هنا


كانت معادلة مستعصية لا يمكن حلها — على الأقل في الوقت الحالي


إن لم يتمكنا من الوصول إلى حل قبل حدوث معجزة ما، 

فسينتهي بهما المطاف إلى طريق مسدود


نظر غو فاي إلى جيانغ تشنغ : “ لم أفعل .

هل أنتم أيها الشويبا لا تحتفظون في عقولكم 

إلا بما تريدون تذكره ؟ 

غير منطقي على الإطلاق .”


ابتسم جيانغ تشنغ بمكر : “ توقف عن تغيير الموضوع .

غو فاي ، أحيانًا أشعر أن من المهين فعلًا 

أن أطلق عليك لقب شويزا . 

سرعة تفكيرك وردود أفعالك تليق تمامًا بمستوى الشويبا .”


ظل غو فاي ينظر إليه : “ بخلاف ذلك السؤال ، 

هل قلت أي شيء آخر يدل على ذلك ؟”


: “ ماذا أيضًا ؟” ضيّق جيانغ تشنغ عينيه بنظرة ساخرة : 

“ لا أتذكر أي شيء آخر ، 

سوى أنك كنت قلق بشأن الحصول على وشم ، 

وقلق من أن تبقى علامتي على جسدك بعد أن ننفصل .”


سأل غو فاي : “ هل تريد المراهنة على أنني سأضربك ؟”


أجاب جيانغ تشنغ : “ سأصدق ذلك عندما تفعل .”


لم يقل غو فاي شيئ


ظل يحدق في جيانغ تشنغ لثواني 

ثم رفع مرفقه فجأة مستهدفًا وجهه


—— لا بد لي أن أرفع له القبعة على سرعة رد فعله


بمجرد أن بدأ غو فاي برفع ذراعه ، 

كان جيانغ تشنغ قد تراجع بالفعل متفاديًا الضربة 


لكن غو فاي لم يكن ينوي أبدًا ضرب وجهه


عندما تراجع جيانغ تشنغ ، 

اندفع غو فاي للأمام ، 

وضغط ساعده على حلقه ،  

مما أجبره على السقوط للخلف على السرير ، 

مع وجود غو فاي فوقه ،


حدّق جيانغ تشنغ بغضب : “ اللعنة "


: “ يبدو أنك لا تعرفني جيدًا على إطلاقاً ...” أبقى غو فاي 

ذراعه على حلق جيانغ تشنغ ، 

وضغط على إحدى يديه بساقه ،

وعندما حاول جيانغ تشنغ رفع يده الأخرى ، 

أمسك غو فاي بها فورًا. ،


ابتسم ابتسامة جانبية وقال بصوت هادئ :

“ كيف لي أن أتحمل ضرب وجهك ؟”


ارتعشت زاوية فم جيانغ تشنغ : “ تسك تسك تسك "


: “ سأظل أحبك حتى لا تعود بحاجة لأن أحبك بعد الآن ..” 

غو فاي وهو يضغط عليه : “ قلتُ ذلك ، أليس كذلك ؟”


أجاب جيانغ تشنغ : “ قلت "


غو فاي : “ إذن لماذا قلت إنك لا تتذكر ؟”


جيانغ تشنغ : “ لأنني كنت غاضبًا جدًا . 

عندما أغضب ، لا أتذكر أي شيء . 

لديك مشكلة مع ذلك ؟ 

إذا كانت لديك ، احتفظ بها لنفسك .”


فتح غو فاي فمه ، لكنه لم يجد شيئ ليقوله


عبس جيانغ تشنغ : “ هكذا أنا ، 

غير منطقي على الإطلاق . 

وإذا لم يعجبك ذلك ، 

فاحتفظ بهذا الشعور لنفسك أيضًا .”

صمت لفترة ثم نظر إلى غو فاي مجددًا : “ في البداية ، 

اعتقدت أن عبارتك تلك مجرد كلام معسول ، 

بدت ساحرة جدًا عندما سمعتها لأول مرة ، 

لكنها لا تصمد أمام التحليل .”


: “ همم ؟” رفع غو فاي ذراعه التي كانت تثبت عنق جيانغ تشنغ ، 

وانحنى ليقبّله ،،


رد جيانغ تشنغ وهو ينظر إليه : “ في الواقع ، 

ما كنت تقصده وقتها هو أنه إذا أردتُ الانفصال عنك ، فسوف توافق ببساطة ، صحيح ؟

الأمر كله بين يديّ .”


لم يُجب غو فاي ، بل انحنى وقبّله مجدداً 


حدّق فيه جيانغ تشنغ بنظرة جانبية : “ ظاهريًا ، 

يبدو أنني أملك الخيار ، 

لكن في الحقيقة ، أنت لست الطرف السلبي أبدًا .

يمكنك القدوم والذهاب بلا اكتراث ، أليس كذلك ؟”


تنهد غو فاي: “ إذا أتى يوم لم تعد ترغب فيه بأن تكون معي، 

فما الفائدة من أن أستمر في ملاحقتك وإزعاجك ؟”


: “ قد يكون هذا صحيحًا نظريًا…” رفع جيانغ تشنغ رأسه 

وعض ذقن غو فاي بقوة


: “ هاي !” صُدم غو فاي، ولم يجرؤ على التحرك


كانت العضة قوية ودقيقة لدرجة أنه بدأ يتساءل عمّا إذا 

كان قد خضع لجراحة تجميلية في ذقنه أثناء نومه ، 

لجعلها هدف واضح لهذه الدرجة


مرّت أكثر من 10 ثواني ثم تركه جيانغ تشنغ أخيرًا


استلقى جيانغ على الوسادة وقال: “ غو فاي أريد التحدث معك بشأن شيء ما "


أومأ غو فاي : “ همم "


جيانغ تشنغ :  “ربما أفكاري ليست مدروسة بالكامل 

كما هي أفكارك .

أنا فقط أريد أن أسير خطوة بخطوة ، 

وأتعامل مع أي مشكلة عندما تظهر . 

يجب أن يكون لدى الإنسان شيء يتطلع إليه ، 

سواء في العلاقات أو في الحياة . 

عليك أولًا أن تملك هدفًا ، 

ليكون لديك دافع لأفعالك .”


أومأ غو فاي مجددًا : “ همم "


تابع جيانغ تشنغ : “ عندما أبدأ في فعل شيء ما ، 

لا أحب أن أُصنّفه على أنه مستحيل منذ البداية ، 

هل تفهم ما أعنيه ؟”


نظر إليه غو فاي : “ أفهم "


حدّق في غو فاي بجدية وتابع: “ ليس لدي شيء آخر لأقوله ، 

سوى أنني أريد منك أن تعدني بشيء واحد .”


نظر إليه غو فاي مباشرة : “ تفضل "


جيانغ تشنغ : “ لا تتركني بسهولة .

لا تبتعد دون إهتمام بمجرد أن أقول لك فلننهي الأمر . 

أرجوك أزعجني قليلًا ، 

أصرّ عليّ لبعض الوقت . 

ماذا لو غيرتُ رأيي واستدرت ، 

لكنك لم تكن هناك بعد الآن ؟”


—— فجأة، شعر غو فاي بألم والدموع


أخذ نفسًا عميقًا ، 

وقمع المشاعر التي هاجمته بشدة


لم يرغب أن يبكي أمام جيانغ تشنغ


أومأ غو فاي : “ حسنًا .

لكن عليك أن تعدني بشيء أيضًا .”


جيانغ تشنغ : “ ماهو ؟”


شعر غو فاي أن هذا هو أكثر ما يستطيع قوله بوضوح لجيانغ تشنغ : 

“ لا أريد أن يضحي أحد من أجلي ، 

أو أن تتخلى عن شيء بسببي .

لست بحاجة إلى ذلك 

اسلك الطريق الذي تريد أن تسلكه ، 

لا تتوقف بسببي ، هل تفهم ؟ 

الشفقة ، والتخلي ، كل ذلك يشعرني بالضغط 

إنها تُرهقني .


: “ مفهوم ...” أمسك جيانغ تشنغ بذقن غو فاي 

وضغط عليه قليلًا : “ أنا شخص ثابت على أهدافي "


ابتسم غو فاي


جيانغ تشنغ : “ هل تظن نفسك خفيف الوزن ؟”


: “ همم؟” نظر غو فاي إليه باستغراب


جيانغ تشنغ : “ حتى لو كنت تزن 25 كغ فقط ، 

هل فكرت يومًا في الوزن الذي تضعه ركبة عند ضغطها

 على يد إنسان ؟

يمكنني حسابها لك "


ضحك غو فاي وأبعد ساقه التي كانت تضغط على يد جيانغ 

تشنغ طيلة هذا الوقت


 جيانغ تشنغ : “ أريد الانتقام "


غو فاي : “ بالتأكيد . 

كيف ؟ 

هل ستضغط على يدي لمدة 5 دقائق بساقك 

ذات الـ 25 كغ؟”


: “ سأجعلك تعاني طوال حصة دراسية كاملة ...” 

سحب جيانغ تشنغ كتف غو فاي وانقلب فوقه : 

“ بكامل طول صديقي الصغير 'تشنغ تشنغ ' 

البالغ 1.8 متر "


( يقصد قضيبه )


بدأ غو فاي يضحك : “…… هل لديك مسطرة 

حتى أقيس ما إذا كان تشنغ تشنغ الصغير فعلًا 1.8 متر؟”


اقترب جيانغ تشنغ من أذن غو فاي وسأل بهمس :  “ بالمناسبة ، 

هل تعافت مؤخرتك ؟”


سأل غو فاي وهو يضحك : “ ماذا ؟”


: “ مؤخرتك ...” نقر جيانغ تشنغ بلسانه 

: “ لماذا تتظاهر بعدم الفهم ؟”


: “ آه.” ضحك غو فاي بصوت أعلى : “ لقد تعافت ، 

هل يرغب السيد في استخدامها ؟”


: “ اللعنة عليك ...” صعد جيانغ تشنغ جسده 

وصفع ذراعه : “ أدركت الآن أنك تتوق حقًا لأن يتم إغتصابك "


: “ إذن تفضل ...” دفع غو فاي بخصره للأعلى ، 

وحرك طرف إصبعه على طول بطن جيانغ تشنغ 

وشد حزام بنطاله : 

“ هل تحتاج إلى بعض الدروس مني ؟”


: “ قدرتي على التعلم…” أمسك جيانغ تشنغ بمعصميه 

وثبتهما فوق رأسه : “ لطالما كانت ممتازة "




—— في العلاقات العاطفية ، 

يمكن حل الكثير من الأمور بمجرد قضاء بعض 

الوقت تحت الأغطية —-


في الواقع شعر جيانغ تشنغ أن محادثتهما اليوم 

لم تحل أي مشكلة حقيقية


الإجابة التي كان يسعى إليها… ما هي بالضبط ، 

لم يعد يتذكر


أما التفسير الذي قدمه غو فاي ، 

فجأة لم يعد يهمه كثيرًا


على الرغم من أن ما قاله 

وما قاله غو فاي كانا متناقضين على مستوى ما


إلا أنهما قدما لبعضهما وعود ، 

رغم أن طلب كل منهما كان يتعارض مع نوايا الآخر الأصلية ——


ربما كان كل ما احتاج إليه هو أن يطلق العنان لمشاعره هذه المرة ، 

أن يُظهر بعض الغضب ، نفسيًا وجسديًا


لدي أفكار أريدك أن تعرفها —-


لدي رغبات أحتاجك أن تتحملها معي —-


بالطبع كان جيانغ تشنغ يعلم أن بعض الأمور 

ليس لها حل في الوقت الحالي ، 

ولكن على الأقل ، كانا معًا



عندما خرج جيانغ تشنغ من الحمام ، 

كان غو فاي مستلقي على بطنه يلعب بهاتفه


اقترب منه جيانغ تشنغ وأمسك بمؤخرته


: “ لماذا أنت على بطنك مجدداً ؟ هل… يؤلمك ؟”


استدار غو فاي لينظر إليه : “ لا … 

هل يمكنك استخدام مهارات الملاحظة التي تتناسب 

مع مستوى تفوقك لدقيقة ؟ 

معظم الوقت عندما ألعب بهاتفي ، أستلقي على بطني .”


: “ آه، حقًا؟” فكر جيانغ تشنغ للحظة ، 

ثم رمى نفسه بجانبه وهمس : “ لا داعي لمراعاة مشاعري 

إذا كان الأمر غير مريح ، 

لا يمكنني التحسن إلا إذا عرفت ما ينقصني .”


لم يُجب غو فاي، 

بل رمى هاتفه جانبًا وانفجر ضاحكًا في وسادته


: “ اللعنة !! .” نهض جيانغ تشنغ من السرير 

وجلس أمام مكتبه : “ كرامتي تبخرت "



: “ تشنغ-غاا ” تحرك غو فاي إلى حافة السرير 

ولمس ساق جيانغ تشنغ : 

“ أريد أن أخبرك بشيء بصراحة "


فتح جيانغ تشنغ كتاب دراسي : “ تفضل "


قال غو فاي مبتسمًا : “ الأمر رائع ، حقًا . 

تشنغ-غا اليوم كان 2.8 متر "


أمال جيانغ تشنغ رأسه ونظر إليه بطرف عينه : 

“ أخبرك بشيء ، لو كان أي شخص غيرك ، 

لكنتُ ضربته حتى الموت الآن . 

فقط لأنك أنت ، فأنا أتحملك .”


غو فاي : “ الأمر متبادل . 

لا أستطيع أبدًا أن أغضب منك ،  

لكنني أخاف أن تغضب مني .”


جيانغ تشنغ : “ ما الذي يستدعي الخوف ؟ 

صحيح أغضب أحيانًا ، 

لكن بمجرد أن يمرّ الأمر ، يمرّ .  

مزاجي سيء على أي حال ، 

سيكون معجزة لو لم أغضب ...” أدار القلم بين أصابعه 

وبدأ في حل أسئلة الاختبار : 

“ وليس وكأنني اضطررت للغضب ، أنا

 فقط… خائف .”


: “ أعلم ...” جلس غو فاي ، 

وربت على ظهر جيانغ تشنغ : “ أعلم "


تابع جيانغ تشنغ الكتابة، صوته كان منخفضًا بعض الشيء : 

“ هل تعلم غو فاي ؟

لم يعد لدي منزل 

أنا وحدي ، هنا، في شقة مستأجرة 

لا يوجد شيء تحت قدمي .


نظر غو فاي إليه ، دون أن ينطق بكلمة


: “ إذا تراجعتُ إلى الخلف ، وأنت خلفي ، 

أشعر بالاطمئنان ...” كان قلم جيانغ تشنغ يخط 

بلا توقف على الصفحة : “ ليس الأمر أنني لا أريد مواجهة الواقع ، 

ولكن عندما أفكر في أنك لن تكون بجانبي بعد الآن ،  

أشعر حقًا وكأنني أخطو في الفراغ "


لم يقل غو فاي شيئ ،

نهض وجلس على الكرسي من الخلف ، 

وضغط نفسه خلف جيانغ تشنغ ، 

ثم لفّ ذراعيه حول خصره ،


ساد صمت تام في الغرفة


أسند غو فاي رأسه على ظهر جيانغ تشنغ ، 

بإمكانه سماع صوت القلم وهو يخدش الورقة ، 

سماع صوت أنفاس جيانغ تشنغ المنتظمة ، 

وإذا اقترب أكثر ،  

يمكنه سماع نبضات قلبه ،


—— شعور مريح للغاية



رد غو فاي بصوت هادئ : “ أنا هنا "


: “ هم؟” أجاب جيانغ تشنغ بينما استمر قلمه في التحرك


كان غو فاي معجب دائمًا بهذه القدرة لديه


في أكثر من مرة ، 

عندما يكتب جيانغ تشنغ مقال باللغة الإنجليزية ، 

كان يملأ صفحة كاملة من النص بينما يستمر

 في إجراء محادثة جانبية ، 

وبطريقة ما، لم يكن يخطئ أبدًا 


غو فاي : “ أنا هنا خلفك ، لن أذهب إلى أي مكان .

لا تخف .”


ابتسم جيانغ تشنغ : “ همم "


أغمض غو فاي عينيه


—— لندع الأمور كما هي …..

كن مثل جيانغ تشنغ ، ولا تُرهق نفسك بالتفكير 

في بعض الأشياء الآن


إذا كنت لا تريد التذكير بها، فلن أذكّرك


وإذا كنت لا ترى الأمر مهمًا ، فلن أواصل التفكير فيه


هذه لحظة ثمينة ، تجربة ثمينة


—— ربما تكون المرة الوحيدة في حياتنا 

التي نستطيع فيها الركض بحرية تامة ——


غو فاي : “ متى ما أردتَ الالتفات ، أنا هنا 

متى ما اشتقتَ للمنزل ، أنا هنا 

متى ما احتجتني ، أنا هنا .  

سأظل واقفًا هنا ، ما 

دمت قادرًا على ذلك .




انتهت العطلة الصيفية أخيرًا في المدرسة سي زونغ


عاد الطلاب إلى المدرسة وسط لعناتهم وتذمرهم ، 

لكن لم يكن هناك غياب واحد ،


بدا أن الجميع في حالة معنوية جيدة 


كانوا يشتكون من قصر العطلة ، 

لكن في الوقت نفسه ، 

شعروا بالوحدة لعدم رؤية زملائهم في الصف كل يوم ،


ومع بدء دروس التقوية ، 

بدأ الجميع في إيجاد المرح وسط العناء ،


لا، بل كان هناك مرح أكثر من العناء ،


جلس جيانغ تشنغ يراقب زملاءه ، 

لم يكن أحد يستمع للمحاضرة ،


وقف المعلم على المنصة يتحدث مع نفسه ، 

بينما الطلاب في الأسفل يتحدثون بحماس 

عن مغامراتهم خلال العطلة ، 

غير مكترثين لحجم ضجيجهم ،



لوّح لاو-لو بعصاه الطويلة : “ هيا ! صيحوا أعلى ! 

لا أسمع بوضوح من مكاني !

أنا أتكلم عنكم ! أنتم هناك ! لا تلتفتوا ، 

أنت ، أجمل واحد هنا ! 

خذ مرآة وانظر إلى هذا الكسل المترهل على وجهك ، وتعتقد أنه جميل ؟! 

أوه ، يا لك من جميل ! هيا ! جاهزون ؟ غنوا !”


تمتم جيانغ تشنغ وهو يتكئ على مكتبه : “ لم تسمعه ؟”، 

مشيرًا إلى غو فاي ، الذي ينظر إليه طوال الوقت : 

“ خذ مرآة وابدأ الغناء ، أنتَ جميل جدًا…”



بدأ غو فاي يضحك وغنى بهدوء :  “ أنتَ براعم الزهور في برد الشتاء ، 

أنتَ الجمال الذي أقلق مياه الربيع ،

أنتَ البركة التي تشبه الملاك ، 

أنتَ إمبراطوريتي المفضلة…”


ضرب لاو-لو الطاولة بقوة : “ غو فاي!” 


التفت غو فاي لينظر إلى لاو-لو


أشار له لاو-لو بيده : “ تعال إلى هنا، لدي مرآة . 

تعال وانظر فيها وغنِّي لي بعض السطور !”


: “…… لم أكن أنا " اتكأ غو فاي إلى الخلف على كرسيه وتنهد


—— كان جيانغ تشنغ متأكد من أن لاو-لو لم يسمع غناء

 غو فاي


فقد كان صوته هادئ جدًا ، 

وربما لم يسمعه حتى تشو جينغ الذي يجلس أمامهم


ولكن مع زئير لاو-لو المفاجئ ، 

قفز قلبه إلى حلقه وظل يرتجف لفترة طويلة


: “ لم يكن أنت؟” ضرب لاو-لو المنصة مجددًا : 

“ إذا لم تكن تغني ، إذن اخرج من هنا !”


: “ إذن هل أغني أم لا ؟” وقف غو فاي مستسلمًا وسار ببطء 

خارج الفصل


وقف عند الرواق ، 

واتكأ على السور وهو يحدق في الملعب بالأسفل


استمر لاو-لو بالصراخ لمدة دقيقتين أخرى

ثم  عاد للشرح


كان جيانغ تشنغ يحاول التركيز على الدرس ، 

لكنه في نفس الوقت ، 

كان يختبر مدى اتساع رؤيته الجانبية ، 

ومدى وضوح ما يمكنه رؤيته بطرف عينه ،


وكانت النتيجة أنه ، إذا احتسبنا تأثير ' كونه واقع في حب 

ذلك الوسيم الواقف في الخارج ' 

فقد كانت رؤيته الجانبية خارقة للعادة ~ —-


استمع إلى الدرس وأخذ ملاحظات ، 

وفي الوقت نفسه ، استطاع رؤية ظهر غو فاي بوضوح تام


تيشيرت أسود ، 

وشورت رياضي رمادي ؛ 

زيٌّ عادي لطالب في المدرسة الثانوية ،


لكن جيانغ تشنغ استطاع بوضوح أن يرى قامته الطويلة والنحيلة ، 

و خصره المشدود ، 

وساقيه الطويلتين والمستقيمتين……


انفجر صوت لاو-لو كالرعد : “ جيانغ تشنغ ! 

تعال إلى هنا وترجم هذه الجملة !”


—— استطاع جيانغ تشنغ أن يشعر بأن غو فاي ، الواقف في 

الرواق ، قد استدار لينظر إلى داخل الفصل


استعاد أفكاره الهائمة ، 

و وقف وتوجه إلى مقدمة الفصل


نظر إلى السؤال ، 

ثم التقط قطعة طباشير ، 

وبحركة تلقائية ، 

نقرها على المنصة قبل أن يبدأ بالكتابة على اللوح ،


عندها صرخ لاو-لو مجدداً : “ أي عادة سخيفة هذه ! 

كم هو تبذير !”


تنهد جيانغ تشنغ ، 

ووضع الطباشير في العلبة ، 

ثم التقط واحدة جديدة ، 

وهذه المرة ، لم ينقرها قبل الكتابة 


تمتم لاو-لو : “ وهل هذا ليس تبذير ؟”


جيانغ تشنغ : “ أستاذ لو هل تريدني أن أجيب أم لا؟”


لوّح لاو-لو بيده : “ تابع ، تابع . 

أنا فقط أغتنم الفرصة لتثقيفك قليلًا "


: “…… حسنًا " واصل جيانغ تشنغ الكتابة


بعد أن أنهى الإجابة وعاد إلى مقعده ، 

استطاع رؤية غو فاي من خلال النافذة ، 

وقد استدار الآن واستند بظهره إلى السور ،

و عندما تلاقت أعينهما ، 

ابتسم غو فاي بخفة ، 

وضيّق جيانغ تشنغ عينيه قليلًا ،

بما أن جميع زملائه في الفصل كانوا ما زالوا يحدقون به ، 

لم يجرؤ على إظهار أي تفاعل واضح مع غو فاي ،


لكن مجرد التواء بسيط في شفتي غو فاي ، 

كان كافي ليملأ عقل جيانغ تشنغ بعدة غيغابايت من الصور والمشاعر


لسبب ما، على الرغم من أنهما خاضا جدال ، 

وعلى الرغم من أنه لم يخرج أي شيء ملموس منه ، 

إلا أنه شعر أن عبئ كبير قد زال عن كاهله ،


بالنسبة لغو فاي ، 

كان حضور دروس التقوية مملًا بلا شك ، 

لكن بالنسبة لجيانغ تشنغ ، 

كانت فترة مليئة بالانشغال ،


إلى جانب مواد المراجعة من المدرسة سي زونغ ، 

كان بان تشي يرسل له ملف مضغوط كل بضعة أيام ، 

يحتوي على مواد دراسية لمختلف المواد 

من معلميه في مدرسته السابقة 


بدأ غو فاي يشعر أن جيانغ تشنغ ليس مجرد إنسان عادي


كان يراجع ضعف كمية المواد كل يوم ، 

يحضر دروس التقوية ، 

ومع ذلك ، لا يزال يجد الوقت لـ… ' التدحرج بين الأغطية '


وقف غو فاي عند النافذة ، 

بسيجارة في فمه ، 

وسأل بينما ينظر إلى الخارج : “ هل تتناول منشطات سرية 

أو شيء من هذا القبيل ؟”


غو فاي قد تسلل خارجًا بعد أن وضع غو مياو في الفراش قبل قليل ، 

وكان يخطط في الأصل للبقاء مع جيانغ تشنغ أثناء دراسته


كان ينوي التظاهر بتقليب بعض الكتب حتى يشعر 

جيانغ تشنغ بالمزيد من الطمأنينة ، 

لكنهما انتهيا بـ ' الانشغال' فور دخوله من الباب ~ ،


والآن ، إلى جانب الرغبة التي لم تهدأ بالكامل بعد ، 

اختفت جميع أفكار التظاهر بالدراسة الجادة 

في غمرة الأحداث


رد جيانغ تشنغ وهو يجفف شعره قبل أن يجلس للقراءة : “ اخرس .

تتحدث وكأنك لا تشعر بالرغبة بنفس القدر .”


ضحك غو فاي : “ لا، ما أعنيه هو…” 

و جلس على الكرسي خلف جيانغ تشنغ


كان الطقس حار جدًا في هذه الفترة ، 

لكن جيانغ تشنغ كان يحب عندما يجلس غو فاي هكذا


: “ أنا فقط أتعجب من كل هذه الطاقة التي لديك "


فتح جيانغ تشنغ كتابه المدرسي : 

“ هناك نوعان من الراحة ، 

الراحة النشطة والراحة الخاملة …”


غو فاي : “ همم، إذن ما فعلناه يُعتبر راحة نشطة ، صحيح ؟”


ابتسم جيانغ تشنغ : “ صحيح "


عانقه غو فاي : “ هل يمكنني أن أغفو قليلًا ؟”


: “ نم براحتك ...” ربت جيانغ تشنغ على يده : 

“ سأوقظك بعد نصف ساعة "


: “ حسنًا ...” أغمض غو فاي عينيه : 

“ هل استدعاك لاو-شو إلى مكتبه اليوم 

لتشجيعك مجددًا ؟”


: “ لا ...” وضع جيانغ تشنغ قلمه جانبًا : “ نسيت أن أخبرك ، 

هل تعلم عن حفل توزيع الجوائز في نهاية يوم الرياضة ؟”


رفع غو فاي رأسه وعبس : “ ماذا ؟

لا تقل لي إنه يريد إشراكك في العرض ؟”


جيانغ تشنغ :  “ قال إن طلاب السنة الأخيرة يجب أن يقدموا عرضين ، 

واحد من الأولاد وواحد من الفتيات "


غو فاي : “ وماذا يريد منك أن تفعل؟”


جيانغ تشنغ : “ أن أعزف أغنية .

قال لاو-شو إنك… تعرف العزف على الجيتار ؟”


فجأة شعر غو فاي ببعض الانزعاج : 

“ الكثير من الناس يعرفون العزف على الجيتار ، 

حتى جيوري يعزف .


—— الآن فهم ما كان يفكر فيه لاو-شو، 

لقد أراد أن يتعاونا معًا في أداء مشترك


ولأنه كان يعلم أن غو فاي سيرفض ، 

ذهب إلى جيانغ تشنغ أولًا ——


التفت جيانغ تشنغ لينظر إليه : 

“ ألم تقل إنك لا تعزف على الجيتار ؟”


غو فاي : “ أنا… قلت ذلك ؟”


أومأ جيانغ تشنغ : “ نعم قلت ! "


: “ ربما لأننا لم نكن نعرف بعضنا جيدًا حينها ” 

ضغط غو فاي بوجهه على ظهر جيانغ تشنغ وتدلل عليه


جيانغ تشنغ : “ حسنًا، إذن اقتراح لاو-شو… ما رأيك فيه ؟”


أجاب غو فاي دون تردد : “ لن أشارك "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي