القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra20 | رواية آرها

 Extra20


عنوان الفصل: موعد شوي مينغ الأعمى مع الأخت الصغرى بائعة الشاي (الجزء الأول).


في الأيام التالية، التقى شوي مِينغ بسبعة أو ثمانية أشخاص آخرين. لكنهم، إما كانوا أقل جاذبية بكثير مما كان متوقعًا حين فُتِحت أكياس عطورهم، أو بدأوا يتشاجرون معه بعنف حتى قبل الوصول إلى تلك المرحلة، وكأن كلًّا منهم يتمنى موت الآخر. ونتيجة لذلك، بدأت شكوك شوي مِينغ حيال تعويذات تاشيان جون تزداد عمقًا.


بلغ الأمر ذروته عندما التقى بالمزارعة الحادي عشرة، الذي غمغم قائلاً: “أنا حقًا أحبّ الإمبراطور تاشيان جون. أريد أن أكون إمبراطورته. وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فلتكن جارية. سمعت أنه يعشق الأطفال، وأنا كذلك. أظن أننا مثاليان لبعضنا البعض. إن وافق على الزواج بي، سأمنحه طفلًا في كل عام حتى يرضى~”


عندها فقد شوي مِينغ أعصابه بالكامل. لم يكن فقط مستاءً، بل غاضبًا إلى حدّ الانفجار. “أيتها المرأة! أ… أما تعلمين بالعلاقة بين مو ران والسيد تشو؟!”


“أعلم”، أجابت المرأة، وقد احمرّ وجهها وهي تغطيه بكفيها. “لكنني فاضلة وطيبة القلب. لن أغار من السيد تشو أبدًا. بل إنني مستعدة لأن أنجب أطفالًا معه أيضًا، هيهيهي.”


هنا، انفجر شوي مِينغ غضبًا وقلب الطاولة. “تحلمين، أيتها الوقحة عديمة الحياء!!”


اتسعت عينا المزارعة الشابة. “كيف تجرؤ على شتمي؟”


“لن أكتفي بشتمكِ فقط إن واصلتِ الحديث عن اشتهائك للسيد تشو، فسأضربك!”


“أنت تجرؤ؟!”


“ولِمَ لا أجرؤ؟! ثم، هل جننتِ؟ إن كنتِ تحبين تاشيان جون إلى هذا الحد، فلمَ تهدرين وقت الآخرين بتلك اللفافة المهدّئة للروح؟ إن كان لديك بعض الشجاعة، فاذهبي وواجهيه في الجبل الجنوبي!”


جن جنون المرأة فجأة. رفعت أكمامها، وتخلّت عن دلالها السابق لتظهر بشراسة غريبة. “تبا! أتظنني لم أفعل؟! أتعلم أنني بقيت متربصة في الجبل الجنوبي لسبعة أيام وليالٍ؟!”


“هل أنتِ مجنونة بحق الجحيم؟”


“بل أنت المجنون! أنت لا تفهم شيئًا عن قوة الحب!” بدأت نظرتها تفقد وضوحها وهي تتحدث، وأضافت: “آه، لا تعلم ما حدث عند الشفق، عندما كنت انتظرته خرج من خلف السياج ونظر إليّ — التقت أعيننا، وفي تلك اللحظة، انفجر ذهني كالألعاب النارية. كنت قد خططت بالفعل لأي طائفة سيلتحق بها طفلنا المستقبلي!”


روت الشابة قصتها بحرارة، وكأنها غارقة في حلاوة الذكرى.

“في تلك اللحظة، اندفعت نحوه، مستعدة لأن أخبره—”


سأل شوي مِينغ بعدم تصديق: “هل أخبرتِه حقًا مباشرة بأنكِ تحبينه؟”


“كيف أفعل ذلك؟ انظر إلى خيالك العقيم؛ لا عجب أنك انتهيت في مواعيد غرامية عمياء!” ردّت الفتاة مقلّبة عينيها. “الأمر يحتاج إلى وقع قوي، إلى إثارة وتشويق، واستخدام لغة مبالغ فيها لتجذب انتباهه وتثير فضوله! هل تفهم؟ لذا قلت له—”


أخذت نفسًا عميقًا، ثم نطقت بشكل درامي: “أنا حامل.”


شوي مِينغ: “؟؟؟”


“وما علاقة مو ران بهذا؟!”


“بكل تأكيد. لقد كانت نظرته هي ما جعلتني أحمل!” شرحت وهي غارقة في أوهامها.


“…”


صُدم من جنونها، وبقي عاجزًا عن الكلام قبل أن يسأل أخيرًا برعب: “هل… هل لاحظك مو ران إذًا؟”


“بالطبع! لقد نجحتُ في جذب انتباهه بتلك الكلمات. إنه دافئ القلب جدًّا، مختلف تمامًا عن تلك الصورة الباردة التي يروّج لها الآخرون. بل إنه عرض أن يتحمل المسؤولية!”


صُعق شوي مِينغ مجددًا. “م-ماذا؟ ه-هو… ماذا قال؟”


غطّت الفتاة وجهها وقد احمرّت وجنتاها خجلًا. “سألني إن كنت أحتاج إلى الإجهاض. مقابل عشرة تايلات من الفضة، سيركلني ركلة، لكن بشرط ألا أخبر تشو وانينغ.”


“…”


ارتجفت شفاه شوي مِينغ، ثم انفجر ضاحكًا أخيرًا: “هاهاهاهاها!!”


“ما الذي يضحكك؟! لقد وافق أن يركلني! هذا هو القدر الذي جمع بيننا! ما دامت نيّتي صادقة، فسأجد طريقًا للوصول إليه!”


نهض شوي مِينغ، مبتسمًا، ومد جسده قليلاً ثم قال: “حسنًا، هيا، دعيني أوجّه لكِ الركلة الثانية بالنيابة عن تاشيان جون!”


“آآااه—”


في خضمّ هذه السلسلة الكئيبة والكارثية من المواعيد العمياء، لم يعد شوي مِينغ قادرًا على الاحتمال.

فكتب تحت اسمٍ مستعار 'قصر جبل تاو باو دمّر شبابي' مئة تقييم سلبي متتالٍ على 'قائمة أدوات الزراعة'، كلها موجهة ضد 'لفافة تهدئة الروح'. وقد أرفق مع كل تقييم سلبي تقريرًا تفصيليًا من قرابة ألف كلمة يروي فيه تجاربه الشخصية، متهمًا القطعة التي صنعها السيد ما ليان بأنها السبب في كل ما لحقه من معاناة.


لم يخطر ببال شوي مِينغ قط أن تعليقه المندفع والعاطفي، 

سيحدث ضجة كبرى بين المزارعين، ويثير موجة من التعليقات، بالطبع، لم يكن ذلك سوى بدافع التسلية.


بل إن هناك تجارًا في السوق السوداء قاموا بنسخ مراجعاته السلبية بعناية وجمعوها في كتاب.

وعندما نُشر رسميًّا وبيع في الثامن عشر من أغسطس، أطلق بائع الكتب عديم الضمير عليه اسمًا ملائمًا: 'نميمة '818' ( ‘818' مصطلح دارج على الإنترنت يُستخدم للإشارة إلى أخبار تتعلق بمشاهير عالم الترفيه، يكشفها مُروّجو الشائعات وتنفجر فجأة لتنتشر في التيار العام ويكوم بمعنى عطني الخبر او هات السالفة)


جاء فهرس الكتاب على النحو الآتي:

  • 818: أبي الوسيم
  • 818: ابن عمي المتوحش”

والكثير على هذا المنوال.


لقد أثارت النكبات الصغيرة للآخرين فضول الجيران، مما جعل من '818' كتاب نميمة ذائع الصيت في المجتمع.

حتى أن البعض مازح قائلًا إن قصر برعم الخوخ قد دمّر شبابهم، مطالبين بمزيد من مغامرات التوفيق بين الشجعان حتى تعمّ البهجة حياة الجميع.


ولحسن الحظ، أسرع جيانغ شي بحظر الكتاب.


وهو يحدق بعبارة 'أبي الوسيم'، اسودّ وجه جيانغ يي وازداد قتامة. “ما هذا الهراء؟! أحرقوها جميعًا.”


“أمرك، زعيم الطائفة!”


فاندفع 'ليلة القمر المنفرد' وتلاميذه المتملقون لشراء كل نسخة من 'نميمة 818' في السوق، ثم حفروا حفرة في ضواحي مدينة يانغتشو وأحرقوا الكتب فيها.


لكن، وبينما تم تدمير كتاب نميمة 818 ارتفع الطلب على 'لفافة تهدئة الروح' بشكل كبير. شعر شوي مِينغ بالإحباط، فأرسل رسالة مجهولة إلى اللورد ما، تنفّس فيها عن غضبه بوصلة شتائم تجاوزت العشرة آلاف كلمة، موجهة إلى السيد ما المجتهد، اللطيف، البريء، الحنون.


لكن جوهر الرسالة كان بسيطًا: “سيد ما! أيها اللص اللعين! ما هذا النوع من الأدوات السحرية؟ ألا تسبّب الأذى؟ دعني أخبرك، إن لم تقدم لي تفسيرًا مرضيًا، فطائفة قمة الحياة والموت ستقطع علاقتها بقصر برعم الخوخ خاصتك! ولن ترى مخطط أزياء الأدوات القتالية الخاص بمعلمي مجددًا!"


عندما تلقّى السيد ما، المجتهد، اللطيف، الطيب، والبريء، تلك الرسالة بينما كان منهمكًا في عدّ أرباحه بسعادة، كاد أن يختنق من الصدمة. كيف يمكن السماح بهذا؟!


سواء قطع العلاقة معه أم لا، وسواء كانت الرسالة من شوي مِينغ أم غيره، لم يكن ذلك مهمًا. المسألة الجوهريّة أن هناك شخصًا ما لم يكن راضيًا عن تحفته الفنيّة!


يا للسماوات! أيعني ذلك أن نميمة 818 لم تكن من اختلاق 'ليلة القمر المنفرد' بهدف المنافسة الخبيثة؟ هل وُجد حقًا من يكرهه بهذا القدر؟!


تحطّم قلب السيد ما، وارتعش صوته، بل شعر بشيء من الاكتئاب. لن يسمح أبدًا لأي ضيف في هذا العالم بأن يكون غير راضٍ عن لفافة تهدئة التي صقلها بتفانٍ! أبدًا!


وهكذا، أطلق السيد ما هجومه النهائي — 'طول العمر بعد الوفاة.'


كان مصطلح 'شوهو' يُشير إلى التلميذات، وغالبًا ما يكنّ من تمليذات قصر توباو، وهن معروفات برقّتهن، وصوتهن العذب، وجمالهنّ الآسر. وقد وضع السيد ما لهن مهمة واضحة: 'إطالة عمر الضيف بمجرد الحديث، وتعميق روابط الصداقة بابتسامة واحدة.'


وباختصار، يُطلق عليهنّ لقب 'شوهو'. (معنى الاسم 'شو' تعني طول العمر وكلمة 'هو' تعني الإمبراطورة، يعني الاسم بالكامل يعني إمبراطورة إطالة العمر) 


وبالنظر إلى الغضب الشديد الذي بدا على شوي مِينغ، أخذ السيد ما هذا الأمر بجدية تامة، فأمر فورًا بأن تتولّى كبيرة الشوهو 'بو شِين تشي'، وهي إحدى كبار طاقم القصر — مهمة الاعتناء بقائد الطائفة شوي بنفسها. وكان من المقرر أن تتضمن مهامها: 'تقديم الشاي، وتلبية الطلبات، وتدليك خصره وساقيه' كل ذلك بهدف استعادة رضا شوي مِينغ، وضمان رضى الضيف.


لكن، ولسوء الحظ، لم تتمكن كبيرة الشوهو الجديدة بو شِين تشي فهم السيد ما بعمق. بل كانت فتاة مزارعة شابة، رقيقة، خجولة، متدللة، وتملؤها رهبة شديدة من شوي مِينغ، الذي كان يُصنّف ذات يوم الثاني على في قائمة الأشد الغطرسة. وآخر ما كانت تريده هو إثار غضب قائد الطائفة شوي.


وقد لجأت الآنسة بو، المثقلة بالاضطراب، إلى صديق مزارع تعرّفت عليه مؤخرًا عبر لفافة تهدئة الروح، لتبثّ له همّها.


ولم يكن مستغربًا أن تشارك الآنسة بو مشكلتها مع هذا السيد السماوي الذي يحمل اسم 'اشتياق للبرقوق الذي يروي الظمأ'، إذ كان يمنح شعورًا هائلًا بأنه شخص يعتمد عليه. فهو لطيف، رزِين، مرح دون ابتذال، وكلماته المُغازِلة متزنة، أشبه بكوب شاي دافئ على الدرجة المثالية.


فضلًا عن ذلك، فقد كان متعاطفًا للغاية، ويبادر بمساعدة الآخرين.


وعندما علم الاشتياق للبرقوق بمأزق الآنسة بو، أرسل لها رسالة بعد برهة من التفكير: “لا تقلقي، سأهتم بالأمر بنفسي.”


اندهشت بو شِين تشي وتأثّرت بشدة: “حقًا؟”


بقيت نبرة الأشتياق للبرقوق ثابتة في الرُقاقة اليشمية، رقيقة ومراعية: “بالطبع، كلمة الرجل النبيل لا تقل عن فريق من الجياد. اتركي لي أمر قائد الطائفة شوي، سأحرص على أن يكون سعيدًا.”


في ذلك اليوم، كان شوي مِينغ ينظّف جناح اللوتس الأحمر بنفسه، حين جاء أحد التلاميذ بالأخبار: “بلاغ! قائد الطائفة! هناك شخص من قصر برعم الخوخ يطلب لقاءك!”


كان مجرّد ذكر قصر برعم الخوخ كافيًا لإثارة صداع في رأس شوي مينغ هذه الأيام. مسح الملف الذي تركه تشو وانينغ بعناية، وأعاده إلى أنبوب من الخيزران وهو يغلي من الغضب: “قل له أن يرحل!”


“إنها… امرأة!”


“وإن كانت إمرأة؟!” لقد أكدت له سلسلة المواعدات العمياء خلال هذه الفترة حقيقة ثابتة — أنه يكره الرجال والنساء على حدّ سواء عندما يكونون على ذلك الحال،

“قل لتلك المرأة أن ترحل أيضًا! لن أستقبل أيّ توصيات لأدوات سحرية من جبل تاو باو بعد الآن؛ دَعهم يتخلّون عن هذه الفكرة من الآن!”


قال هذا، ثم شرع في تنظيف طاولة آلة العود الخاصة بتشو وانينغ بعناية بالغة.


“وبالإضافة إلى ذلك، دعها تُبلِغ السيد ما بأني، حتى وإن اضطررت في المستقبل إلى عقد صفقات فقط مع جيانغ يي تشين، فلن يكون لي أيّ ارتباط مع طائفته أبدًا! فقط انظر إلى هذه التفاهات التي يشتغلون بها! فعلاً مُقزِّز!”


تحمّل التلميذ الصغير، وملامحه مفعمة بالأسى، غضب قائده بصبر، وقال أخيرًا بنبرة خاضعة: “و-لكنهم قالوا إنها تلميذة صغيرة من قصر برعم الخوخ.”


“شوهو؟” قطّب شوي مِينغ حاجبيه. “ومالذي تريده؟”


ردّ التلميذ: “سمعت أنهم جاؤوا للاعتذار…” ابتلع ريقه وتابع، “ستتحمل أي معاملة، وتبتسم في كل الأحوال، وتضع نفسها تحت تصرّفك لتصبّ عليها غضبك، حتى تهدأ… ثم تغادر.”


“…”


'أليست أشبه بدمية خشبية في ساحات تدريب الفنون القتالية؟'


رغم تذمّره الداخلي، ولأنها جاءت لتعتذر، فقد خرج على مضض لمقابلتها. وقبل أن يغادر، أوصى التلميذ المناوب على جناح اللوتس الأحمر قائلاً: “هيه، لا تلمس طاولة العود التي كنت أنظفها. سأكمل تنظيفها عند عودتي.”


فقط بعدما أكّد له التلميذ المناوب للمرة المئة أنه لن يجرؤ حتى على تحريك ذرة غبار داخل جناح اللوتس الأحمر، وضع شوي مِينغ قطعة القماش أخيرًا، وغادر مطمئنًا.


عند دخوله جناح قلب النواة، رأى فعلًا مزارعة غريبة تقف في القاعة الرئيسية. كانت ترتدي ثوبًا بلون أبيض ذهبي، وشَعرها البني الفاتح ملفوف بأناقة باستخدام دبوس من اليشم الأبيض، وأطرافه ملتفّة بطبيعية. كانت بشرتها ناصعة كالثلج، تشعّ بنعومة حتى تحت الإضاءة الخافتة.


كانت منحنية القامة، تلعب بلطف مع القطّ البرتقالي المسمّى 'تساي باو' هذا القط السمين المتغطرس عادةً، الذي يزدري البشر، أبدى تجاهها مودة شديدة بشكل غير معتاد. لم يكتفِ بكشف بطنه الأبيض لها، بل راح يخرخر بعينين نصف مغمضتين وكأنه في نشوة.


وعندما سمعت الضوضاء، التفتت السيدة شوهو برأسها. وما إن وقعت عيناها على شوي مِينغ، حتى وقفت على الفور، وحيّته بابتسامة خجولة ورقيقة.


“آه، قائد الطائفة شوي، طالما سمعت عن شهرتك الموقّرة.”


شوي مِينغ: “…”


هاه؟ لمَ تبدو هذه المرأة مألوفة؟


أمعن النظر فيها جيدًا، وتحقّق من أنها لا ترتدي أي أكياس عطر وهمية قد تسبب تهيؤات. إما ذلك، أو أنه يعرف وجهها بالفعل من مكان ما.


بشرتها ناصعة، عيناها وشَعرها بلون فاتح، وملامحها عميقة ولافتة للنظر. كان مظهرها في الأصل جميلاً على نحوٍ بارد وساحر، إلا أن عينيها كانتا تحملان لمحة من البهجة والمودّة، مما منح نظراتها جاذبية دون ابتذال وهي تتنقل بهدوء.


كان شوي مِينغ شخصًا دقيقًا إلى حدٍّ مبالغ فيه في اختياراته. ومنذ ولادته، لم تكن هناك امرأة ثانية، باستثناء والدته السيدة وانغ، يمكن وصفها بـ'الجميلة' في نظره.


ومع ذلك، فعندما يتعلق الأمر بالسيدة شوهو، لا بدّ من الإقرار أنه، وإن لم تكن بجمال شوي مِينغ، إلا أنها كانت لا تزال جذّابة إلى حدٍّ ما.


تبادلا النظر لبرهة من الزمن، وما إن همّت الآنسة شوهو بالابتسام والشروع في تقديم نفسها، حتى رفع شوي مِينغ يده فجأة وقال: “تمهّلي.”


ثم اتجه إلى الجانب ونادى على التلميذ الصغير: “تعال إلى هنا.”


اقترب التلميذ، فخفض شوي مِينغ صوته وسأله: “هل أنت متأكد أن شوهو هذه جاءت بصدق لتقديم الاعتذار؟”


ارتبك التلميذ الصغير وقال: “ن-نعم، أنا متأكد.”


قال شوي مِينغ بجديّة ثقيلة: “أيمكن أن ما يون يحاول استخدام فخ الجمال، مستعينًا بأساليب حقيرة لدفعي إلى التخلي عن سعيي لتحقيق العدالة نيابة عن ضحايا لفافة تهدئة الروح؟”


“…”


فكّر التلميذ في نفسه: 'ألم تكن أنت الضحية الوحيدة للّفافة؟ الجميع غيرك يبدو سعيدًا بها. ثم إن نميمة 8/81 كانت مسلية للغاية أيضًا!'


لكن، رغم عبور هذه الخواطر في ذهنه، فقد كان يقدّر حياته وتصرف وفقًا لذلك.


قبض التلميذ الصغير يده مشجعًا وقال بحماسة: “سيدي، قد تتأخر العدالة ولكنها لا تغيب. لا تفكر حتى في الوقوع بفخ الجمال، ناهيك عن استخدام إحدى الاستراتيجيات الست والثلاثين. أنت، يا سيد شوي، قائد مستقيم ونزيه لا يتزعزع! ثق بنفسك، يمكنك تجاوز هذا!”


تأثر شوي مِينغ بكلمات التلميذ، وربت على كتفه وقال بانفعال: “أحسنت القول! الذهب الخالص لا يخشى النار، والرجل الصالح لا تهزه ملاحقة النساء! سأدعها تجرّب إرهاقي، لكن عزيمتي لن تتزحزح! سأتجنّبها، وأعاملها ببرود وجفاء، وأصعّب الأمور عليها، حتى تدرك صعوبة الموقف وتغادر قمة الحياة والموت عاجلاً غير آجل!”


قال هذا ثم استدار بصرامة نحو 'إمبراطورة طول العمر' وأطلق هالته الحازمة.


“ما اسمك؟”


“أنا؟” ابتسمت الآنسة شوهو ابتسامة خفيفة وأجابت:

“اسمي المتواضع لا يستحق الذكر. يمكن لقائد الطائفة شوي مناداتي بـ' الآنسة شوهو' فحسب.”


“… حسنًا إذًا!” لوّح شوي مِينغ بيده بإهمال، بغضب ونفاد صبره ظاهرين. “لا توجد أي فرصة لتغيّر رأيي حول لفافة تهدئة الروح. إن كان هذا هو غرضك، فالأفضل أن تغادري الآن ولا تضيّعي وقتنا.”


ولدهشته، لم تبدُ شوهو متضايقة أبدًا. بل ابتسمت بتسامح وقالت: “الاعتذار مجرد جانب واحد. وبما أن هناك الكثير من التلميذات في قصر برعم الخوخ يشبهنني، فقد طلبت بنفسي المجيء إلى قمة الحياة والموت، ليس فقط من أجل اللفافة، بل أيضًا لأن…”


وحين نظرت إليه بعينيها الفاتحتين، شعر شوي مِينغ فجأة بذلك الإحساس المألوف الذي لا يمكن تفسيره مجددًا — وكأن قطة كانت تحدّق فيه، رجفة زحفت على عموده الفقري، وشعور ينبئ بأن أحدًا على وشك التلاعب به في أي لحظة.


وبينما كان على أهبة الاستعداد لطردها عند أول زلّة، انفرجت شفاه شوهو بابتسامة فاتنة تنضح بسحر لا يُقاوم.


وتمطّت في كلامها قائلة: “لأنّ قائد الطائفة شوي هو الأروع، والأصدق، والأكرم، و… الأكثر إثارة—”


“ماذا؟”


سعالأعني، الأكثر جاذبية بين المزارعين.” تماسكت وعدّلت عبارتها، ثم تابعت مبتسمة:لقد أعجبت بك منذ زمن طويل، وقد جئت هذه المرة برغبتي لأكون إلى جانبك.”

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي