Ch14
لم يكن من المستغرب أن تمنح المهمة الجانبية
' سفينة الحب الحقيقي ' 100 نقطة
مستوى الخطر فيها كان أعلى بكثير من المهام الأخرى
أندريه الذي لم يعد قادرًا على مقاومة جوعه،
مدّ يده فجأة ليخطف الساندويتش من يد السائق
و صرخ بجشع : “ أعطني قضمة !”
لكن بدلًا من أن يمنعه السائق ،
دَفَعَ الساندويتش مباشرةً إلى فمه
التهَمَهُ أندريه بنهم شديد، بطريقة فظة للغاية
يمضغ بلا مبالاة ،
ثم ضرب صدره بقوة أثناء بلعه ،
وكأنه يحاول إسقاط الطعام في معدته بالقوة
ومع ذلك ، لم يُظهِر السائق أي رغبة في استعادة طعامه
بل على العكس ،
كان يحدّق في أندريه بعينين مليئتين بالشفقة ،
وكأنه يُطعم حيوان جائع
ربّت على رأسه بلطف وقال بصوت هادئ : “ كُل ، يا بني، كُل .
أنت جائع جدًا، أليس كذلك؟
بالكاد تناولت شيئ ، صحيح ؟
استمتع بعشائك .”
نظر باي ليو إليه ببرود : “هذا هو عَشاؤه الثاني الليلة .”
العشاء الأول كان قد سرقه من جيف
عند سماع ذلك ، تحرّك جيف قليلًا في مقعده
خلف أذنيه نمط يشبه الخياشيم
في لحظة غضب ،
بدت خياشيمه وكأنها نَمَت فجأة ،
وأسنانه أصبحت حادة وكثيفة ،
تمامًا مثل أسنان سمكة قرش
لكن هذا المشهد المرعب لم يدم سوى لحظة واحدة
عندما نظر إليه باي ليو ،
خفض جيف رأسه على الفور
وغطّى وجهه كما لو أن شيئ لم يحدث
ومع ذلك ، لم تفارق عيناه وجه باي ليو المنعكس في
مرآة السيارة الخلفية
[ تقدم مؤامرة جيف الدموية – 50%.]
عبس باي ليو بقلق
{ لماذا تقدمت نسبة المهمة؟
لقد زادت بالفعل من قبل ،
وها هي تزداد مجددًا الآن .
يجب أن يكون جيف قد فعل شيئ لأندريه الليلة الماضية…
لكن لماذا ارتفعت النسبة هذه المرة أيضًا ؟ }
عندما وصلوا إلى الميناء ،
تذكّر باي ليو أن مستوى ثقة السائق به كان منخفضًا للغاية
كما أنه كان يتذكر أن السائق ربما كان متورط في مؤامرة جيف الدموية
وبما أن السائق كان شخصية غير قابلة للعب مهمة للغاية ،
قرر باي ليو رفع ثقته به
عند نزوله من السيارة ،
ناول السائق بعض المال على أنه ' بقشيش '
توقف السائق ونظر بعمق إلى الأوراق النقدية التي
وضعها باي ليو في يده
ثم ابتسم أخيرًا
رفع المال إلى شفتيه وقبّله بخفة ثم لوّح له قائلاً
: “ استمتع بوقتك "
[ تقدم مؤامرة جيف الدموية – 80%.]
بدا أن سكان هذه البلدة لديهم بالفعل سمة اللصوصية
ما إن رأوا المال ،
حتى امتلأت عيونهم بطمع جشع مخيف
أما باي ليو ،
فلم يُظهِر أي تردد في الكشف عن المال أمام السائق ،
بل عرضه عليه بكل سخاء ،
مصحوبًا بابتسامته المعتادة ،
و رد بهدوء: “ سوف نستمتع "
مكان مشاهدة فعالية صيد حوريات البحر
كان على متن سفينة،
ستبحر ببطء بعيدًا عن الميناء خلال الليل
على سطح السفينة ،
البحّارة يتحركون بصمت ،
يأتون ويذهبون دون أن ينطقوا بكلمة واحدة
أما القوارب الراسية بجانب السفينة ،
فعلى متنها صيادين أشبه بالأسماك
عندما صعد باي ليو والبقية إلى السفينة بعد حلول الظلام تمامًا ،
لم يُبعد الصيادون على القوارب أنظارهم عنهم ولو للحظة
فرق جوهري بين البحّارة على سطح السفينة
والصيادين على القوارب المجاورة
أهم فرق بينهم كان أن هؤلاء البحّارة…
لا يزالون يشبهون البشر
لم تكن هناك أي أنماط غريبة على وجوههم ،
ولم يكن لديهم تلك الرائحة السمكية التي تفوح من الصيادين الآخرين
لكن بشرتهم الشاحبة للغاية بدت مشابهة للموظف الذي
قابلوه في الفندق سابقًا ،
ذلك الذي ادّعى أنه يعاني من المهق ( البهاق )
لاحظ باي ليو أن عدد الأشخاص على متن هذه السفينة
الضخمة كان قليل بشكل غير طبيعي
لم يكن يفهم لماذا يتم استخدام سفينة ذات قدرة
استيعابية كبيرة كهذه ؟
كان الأمر يبدو إهدار غير مبرر
علاوة على ذلك ،
يوجد شيء غريب في هذه السفينة
منذ لحظة صعوده على متنها ،
لاحظ باي ليو أن هيكلها يغوص في الماء أعمق مما ينبغي
هذا يعني أن هناك حمولة ثقيلة للغاية على متن السفينة
تحرك البحّارة على سطح السفينة بوجوه بلا تعبير ،
وكأنهم لم يروا مجموعة باي ليو
و من حين لآخر ،
كان يلاحظ بعض البحّارة يقفون في الزوايا المظلمة ،
يراقبون مجموعته بنظرات غريبة ،
كانوا يتهامسون فيما بينهم …
ثم يبتسمون ابتسامة مريبة ومشبعة بالرضا
أبحرت السفينة ——
الليلة حالكة الظلام ،
وسطح البحر هادئ بشكل مخيف
ضوء كشاف السفينة ضعيف ،
بالكاد أضاء مساحة صغيرة من المياه المحيطة
باقي البحر ظلام دامس
وكأنه قادر على ابتلاع السفينة بأكملها
فقط صوت الأمواج الهادئة تتلاطم على جانبي السفينة
البحّارة ينجزون مهامهم بانضباط تام ،
بينما بدأ الصيادون في القوارب المجاورة
بإلقاء شباكهم في الماء
السفينة تشق طريقها أعمق فأعمق في الليل
وقفت لوسي بجانب باي ليو ، مرتدية معطف ثقيل
تحت أحمر شفاهها ، شفتاها ازرقتا من البرد
اقتربت أكثر من باي ليو طلبًا للدفء ،
وتمتمت: “ لماذا الجو بارد هكذا ؟”
أضافت بصوت منخفض : “ باي ليو ، لقد سألتهم للتو .
قالوا إنهم يبحرون نحو المكان الذي تم فيه اصطياد أول
رجل بحر .
فقط في تلك المنطقة يمكنهم صيد حوريات البحر .
إنهم يطلقون على تلك المياه اسم ‘هدية الحورية’
يبدو أنها أسطورة قديمة .”
تساءل باي ليو: “ هدية الحورية ؟”
أومأت لوسي وهي تشد معطفها حول جسدها وترتجف :
“ يا إلهي ، الجو بارد جدًا .
أشعر وكأننا متجهون إلى جحيم مليء بالأشباح .
هذا هو التفسير الوحيد لهذا البرد القارس .”
باي ليو لم يكن يشعر بالبرد على الإطلاق
ثم خطر له شيء فجأة
أخرج عملته… ومررها فوق لوسي
[اسم الـNPC: لوسي (متحولة)]
باي ليو مدّ يده ولمس يدها
كانت باردة… وقاسية
لم تكن كالبشرة البشرية الطبيعية ،
بل أشبه بجلد رقيق يغطي حجر صلب
نظرت لوسي إليه وابتسمت …
حاولت رفع حاجبيها لكن عضلات وجهها بدت متصلبة كالجثة ،
مما جعل تعبيرها يبدو مشوه …
كأنها لوحة تجريدية لبيكاسو
حتى صوتها تغير ،
أصبح جاف ومبحوح ،
لكنه يحمل شيئ غريب … لهفة مبهمة
همست : “ هل ستقبلني ؟”
رفضها باي ليو بلا تردد ،
ثم أضاف تفسير دفاعاً عن نفسه :
“ يوجد الكثير من الناس هنا "
كانت لوسي ترتجف من شدة البرد ،
وحرارة جسدها بدأت تنخفض تدريجيًا
ثم فجأة ، ظهر جيف بجانب باي ليو
عيناه تحدقان في البحر أمامه بجنون ، وكأنه مهووس
همس بصوت غامض : “ نعم ، ‘هدية الحورية’
تقول الأسطورة أن هذه المنطقة البحرية هي هدية من
ملك الحوريات ،
وأنها تمنح الحياة من جديد .
إذا سقط السائحون عن السفينة وغرقوا ،
فإن ملك الحوريات سيمنحهم القدرة على العودة للحياة .
سيرجعون إلى العالم على هيئة حوريات بحر …
ولهذا يستطيع الصيادون اصطيادهم هنا.”
فكر باي ليو ببرود { ملك الحوريات تم القبض عليه بالفعل
وحُبس في المتحف…
فلماذا لا تزال هذه المنطقة تنتج حوريات البحر ؟
في الواقع، لم تبدأ هذه المياه بإنتاج حوريات البحر
إلا بعد القبض على الملك الحوري
بالإضافة إلى ذلك، الجثث تتحول إلى حوريات بحر وتعود للحياة …
هذه لا تبدو كقصة نعمة إلهية ،
بل أشبه بأسطورة خرافية عن لعنة مشؤومة }
أضاف باي ليو في ذهنه تفصيل مرعب للقصة :
{ الأموات الذين تحولوا إلى حوريات بحر يتم اصطيادهم …
ثم يُصنعون كتماثيل ليشاهدها الزوار ،
بينما يتم تحويل الباقين مباشرةً إلى طعام .
القرويون يأكلونهم…
وعندها تبدأ تماثيل حوريات البحر بالتحرك .
بعدها ،
يختفي السياح واحد تلو الآخر من البلدة …
هذا لم يكن هدية… بل انتقام حوريات البحر }
فجأة، اقترب بحّار منهم وتحدث إليهم بنبرة صارمة :
“ نحن متجهون الآن إلى منطقة ‘هدية الحورية’.
يرجى عدم التجول على السفينة ،
وإلا فلن نكون مسؤولين عما سيحدث لكم .”
بعدها لاحظ باي ليو أن جميع البحّارة بدأوا بالنزول إلى الطابق السفلي
لم يبقَى أي بحّار على سطح السفينة
ضيّق باي ليو عينيه بحذر
ثم دار حول السفينة بضع مرات ،
و تظاهر بأنه يتبع أحد البحّارة دون قصد
نزل البحّار إلى أعمق جزء في السفينة — المخزن
كان البحّارة يتحركون واحد تلو الآخر ،
ينزلون عبر السلم الخشبي إلى قاع السفينة دون أي
تعبير على وجوههم
ثم بدأوا بالخروج واحد تلو الآخر …
يتبادلون بعض الهمسات فيما بينهم
“ لا… لا يوجد مشكلة "
“ يجب أن نتأكد من أن هذه الأشياء ليس بها مشاكل .”
“ كان هناك بعض التالف منها من قبل ،
لكن لا بأس .
بعد أن يتم التهام الأربعة الذين جاؤوا الليلة ،
سيكون لدينا بدلاء جدد .”
كان البحّارة يفحصون شيئ مهم للغاية ،
و يفعلون ذلك بدقة متناهية
اختبأ باي ليو في زاوية مظلمة ،
وهو يضيّق عينيه بتفكير
{ كما توقعت ،
هناك شيء ثقيل ومهم للغاية في المخزن . }
كان لديه تخمين عمّا يوجد هناك…
لكنه لم يفهم بعد لماذا جلبه البحّارة معهم أثناء رحلة الصيد
غادر جميع البحّارة ،
وبدا أن آخرهم قد نسي إغلاق قفل باب المخزن قبل رحيله
كان القفل معلق ،
يتأرجح ذهابًا وإيابًا مع حركة الأمواج ،
وكأنه يهمس لباي ليو بإغراء :
~~ تعال واستكشفني ~ تعال واستكشفني~~
فتح باي ليو الباب ونزل
رأى سُلَّم ضيق ومنخفض ،
و تصدعت درجاته مع كل خطوة ،
يقود إلى قبو مظلم بالكامل
لم يكن هناك أي مصدر للضوء ،
وكل شيء في الأسفل بدا وكأنه قبو مهجور
لم يواصل باي ليو النزول على الفور ،
بل أخرج مصباحه الكاشف وسلّطه للأسفل ،
ليرى إن كان ما في الأسفل يتطابق مع توقعاته
أضاء المصباح… ونظر ——
و كما توقّع تمامًا ،
لكن رغم ذلك ،
شعر باي ليو بأن أنفاسه أصبحت ثقيلة
المخزن مليئً تمامًا بتماثيل حوريات البحر
تماثيل متراكمة بكثافة ،
تصطف في قاع المخزن مثل حشود متراصة من الكائنات الحجرية
بلمحة واحدة ،
لم يكن هناك أي فراغ — مجرد بحر من التماثيل
والأكثر رعبًا …
أن جميع التماثيل كانت قد أدارت رؤوسها باتجاه واحد
كلها… تنظر مباشرةً إلى باي ليو ———
أدرك باي ليو أن عدد التماثيل كان أكبر بكثير عند السُلَّم حيث يقف
التماثيل تشبه أسراب الأسماك التي تنجذب إلى رائحة طعامها
اثنان منها قد صعدا بالفعل بضع درجات نحوه …
لكن بمجرد أن سلّط المصباح عليهما ،
تجمّدا للحظة ، ثم تراجعا
لكن الضوء لم يكن يغطي سوى مكان واحد
وفي عتمة المخزن التي لم يصلها ضوء المصباح …
بدأ يُسمع صوت احتكاك الحجارة بالأرض …
—- كرك… كرك كرك… كرك كرك كرك… —-
أصواتٌ متزايدة ، آتية من كل اتجاه
المزيد والمزيد من التماثيل بدأت تتجمع عند السُلَّم
حيث يقف باي ليو
تحدّق به من الأسفل بعشرات العيون البيضاء الجامدة
ومع ذلك ، لم يهرب باي ليو
بقي في مكانه ، يحدّق في وجوه التماثيل بصمت
ثم، بلا سابق إنذار ، أنزل المصباح …
وسار نحو التماثيل ، مدّ يده …
وحاول لمسها ——-
وانغ شون الذي كان يشاهد من أمام التلفاز الصغير ، اتسعت عيناه برعب
”!!!!”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق