Ch146
في نفس الوقت ،
في موقف السيارات تحت الأرض
باب السيارة المتوقفة بجانب سيارة تانغ إردا فُتح ببطء
خرج ثلاثة أشخاص ، من بينهم مو سيتشينغ الذي كان
يراقب من الخلف ،
خرجوا من السيارة بسرعة وساروا نحو المصعد
راقبوا تانغ إردا وهو يدخل،
ثم رأوا المصعد ينزل بسرعة ويتوقف عند الطابق -4
تبادلوا النظرات
بعد ذلك، استخدمت ليو جي يي بطاقة العمل الخاصة بسو
يانغ لفتح المصعد وضغطت على الزر للطابق -4
ثبتت ليو جي يي عينيها على صفارة الإنذار الحمراء التي
ظلت تومض داخل المصعد ،
بينما تعبير مو سيتشينغ قاتم للغاية ،
أما مو كي فظل صامتاً
تنهد مو سيتشينغ وكأنه يفرغ أنفاسه المحتبسة،
بينما استمع في السيارة إلى محادثة تانغ إردا مع باي ليو
قبل قليل ،
ثم قال بغضب مكبوت : “ هييه .
هل يمكنني أن أبرح هذا الرجل المدعو تانغ ضرباً ؟”
ردّت ليو جي يي ببرود : “هل قال شيئ خاطئ ؟”
اختنق مو سيتشينغ ولم يجد ما يقوله
{ بمعنى ما… لم يكن هذا الرجل المدعو تانغ مخطئ ...
صحيح باي ليو كان شخص سيئ من رأسه إلى أخمص قدميه…
لكن الأمر فقط…
كان مزعج للغاية ! }
قالت ليو جي يي، وهي تصرف نظرها عن صفارة الإنذار ،
بينما ظهر على وجهها تعبير طفولي غاضب،
وتجعد أنفها قليلاً : “ بغض النظر عما إذا كان على حق أم لا،
أنا مستاءة جداً .
سأبذل قصارى جهدي لأكسب لك بعض الوقت .
أضف نصيبي أيضاً عندما تقوم بضربه .”
تفاجأ مو سيتشينغ للحظة ،
ثم ابتسم : “ حسنًا .”
⸻
في الطابق الرابع تحت الأرض،
باي ليو يتحرك بسرعة عبر الممرات المختلفة
جوانب الممر مزينة بأشكال غريبة،
والغرف المعدنية المرقمة على الجانبين جميعها بنفس التصميم
ومن حين لآخر،
يمكن سماع أصوات غريبة صادرة منها،
مما جعل المكان يبدو كأنه متاهة يصعب الخروج منها دون خريطة
لكن المشكلة الأكبر كانت في وجود دوريات في كل زاوية
عدد رجال الدورية لم يكن كبير ،
لكن توزيعهم كان منظم بدقة ،
مما جعل من الصعب على باي ليو التحرك بحرية
في كل مرة يحاول الدخول إلى اللعبة،
كان يتم مقاطعته بسبب اقتراب أحد رجال الدورية من الزاوية
حينها أدرك باي ليو أن تخطيط الدوريات كان مصممًا
خصيصًا لإعاقة اللاعبين
تحت حراسة هؤلاء الأشخاص العاديين،
كان من الصعب على اللاعبين الدخول إلى اللعبة بسهولة
أولاً، استخدم تانغ إردا قدرة ' الفضاء السحري '
لإنشاء قفص صغير لاحتجاز باي ليو
وإن تمكن باي ليو من الهرب منه،
فسيجد نفسه في وسط هذا الترتيب الدقيق للدوريات،
وكأنه داخل قفص متحرك أكبر
ألصق باي ليو جسده بالحائط،
وأخذ نفسًا عميقًا ليضبط تنفسه،
ثم استعد للمحاولة الأخيرة
أخرج باي ليو العملة المعلقة بسلسلته ليتمكن من دخول اللعبة
لكن قبل أن يستدعي النظام،
ظهر رجل دورية عند الطرف الآخر من الممر،
مما أجبره على إعادة العملة إلى جيبه والتوجه إلى ممر آخر
وكما توقع،
كانت نقاط الدوران بمثابة أدوات تعطيل مصممة لإحباطه
ركض باي ليو بسرعة،
متجنبًا رجال الدورية،
بينما يلقي نظرات خاطفة على أرقام الغرف على جانبي
الممر: 1097، 1096…
الغرفة التي هرب منها كانت تحمل الرقم 006،
لكنه الآن وصل إلى الغرف المرقمة في الألف،
ولم يتمكن من رؤية جميع الأرقام أثناء تنقله
بدا وكأنه يُدفع باتجاه غرفة محددة عبر طريق مختصر
{ … لم يكن مجرد وهم ،
بل رجال الدورية يوجهوني عمدًا إلى غرفة معينة تحمل رقم محدد }
توقفت خطوات باي ليو عند زاوية،
ثم رفع بصره إلى نهاية الممر
لقد حوصر في طريق مسدود ——
رقم الغرفة في نهاية هذا الممر هو 1087
⸻
تانغ إردا يراقب كل ذلك عبر شاشات المراقبة ——-
أمسك بجهاز الاتصال اللاسلكي وأصدر أمرًا صارم :
“ جميع أفراد الدورية ، ارتدوا أقنعة التنفس .
سأقوم بتفعيل وضع العزل المائي قبل فتح باب
الغرفة 1087، الاسم الرمزي: ‘عين البلع المتدفقة’.
الاستعداد لوضع الغمر بالمياه —”
“—3، 2—”
أُغلقت النوافذ الصغيرة الموجودة على أبواب الغرف
المعدنية واحدة تلو الأخرى،
وانزلقت الأبواب إلى الأسفل بإحكام،
لتشكل جدراناً معدنية سلسة على جانبي الممر
كان رجل الدورية الذي يقف أمام باي ليو يرتدي قناع تنفس شفاف ،
بينما ظهر العد التنازلي الأخير من جهاز الاتصال اللاسلكي…
“—1.”
الباب رقم 1087 خلف باي ليو انفتح ببطء
و اندفعت تيارات صافية وثابتة من مياه الينابيع،
لتجتاح المكان
حدّق باي ليو في المياه المتدفقة التي اجتاحته فور
استدارته، غارقًة جسده بالكامل
⸻—————————————
داخل المصعد
بمجرد دخولهم،
قام مو سيتشينغ بتحطيم كاميرات المراقبة داخل المصعد
مو سيتشينغ متوتر بعض الشيء : “ هذه القاعدة تحتوي
على أنظمة مراقبة داخلية، صحيح؟
هل علينا تجنبها أم ماذا…؟”
أجابت ليو جي يي ببرود: “ لم يعد ذلك ضروريًا بعد دخولنا القاعدة.
هدفنا هو التسلل وإدخال باي ليو إلى اللعبة في أسرع وقت ممكن .
محاولة تجنب الكاميرات ستبطئ حركتنا فقط .
إن كانوا يريدون تصويرنا، فليفعلوا.
لا يهمني ذلك.”
أضاف مو كي بسرعة: “ أنا لا أهتم أيضاً .”
تمتم مو سيتشينغ بإحباط: “ اللعنة ، لا يزال عليّ تقديم
الامتحان النهائي .
إذا أصبحت مطلوب ، هل يمكنني تقديم الامتحان في السجن ؟ ~
لا أريد إعادة السنة ~ …”
لم تهتم ليو جي يي بتذمره،
بل نظرت إلى الرجلين بجدية : “ سأعيد شرح الخطة .
لا نعرف الوضع في الداخل ، ولا نملك خريطة .
ولتجنب الوقوع في الأسر ، سنستخدم آلية القفز التناسقي.
أي أنه في حال حاول أحد القبض عليك ،
يمكنك الدخول إلى اللعبة .
بعد دخول اللعبة ، ستحصل على رمز تسجيل دخول مكون
من 12 رقم يمثل الإحداثيات.
سندخل نحن الثلاثة اللعبة ونجتمع هناك.
ثم سنقوم بتبديل الإحداثيات الخطرة مع بعضها البعض،
ونغيّر مواقعنا ،
ثم نخرج ونعود إلى الإحداثيات الأصلية للاجتماع مجددًا.
بهذه الطريقة ، لن نتفرق وسنتمكن أيضاً من تشكيل مسار
واضح للحركة .
سننتشر في ثلاثة اتجاهات متعامدة، تمثل المحاور Z و Y
و X في نظام الإحداثيات الثلاثي الأبعاد .
سنحدد نقاط إحداثية مختلفة عبر الاتجاهات المختلفة،
ونربطها بالنقاط الأصلية .
وبعد تكرار العملية عدة مرات،
سنتمكن من استنتاج منحنى مسار كامل للمكان .”
رسمت ليو جي يي بيدها مثال بسيط بينهم وهي تتابع: “ تصميم هذا
المبنى منتظم .
وبمجرد الحصول على شكل تقريبي للمسار ،
يمكننا بناء خريطة عامة له.
هل فهمتم؟”
أومأ مو كي بعد تفكير لبضع ثواني : “ فهمت .
لدي ذاكرة قوية ، وسأساعدكِ في تذكر الخريطة كاملة
باستخدام النقاط التناسقية .”
بينما بدا مو سيتشينغ مذهولاً تمامًا “…؟”
{ ما هذه التعقيدات ؟
لم أدرس نظام الإحداثيات منذ امتحان القبول الجامعي ! }
حدّقت ليو جي يي فيه بعينين ضيقتين : “ ألم تفهم؟”
أنزل مو سيتشينغ رأسه باكتئاب واعترف : “ نعم ، لم أفهم.”
أصدر المصعد صوت - دينغ - معلنًا وصولهم
التفتت ليو جي يي نحو الباب الذي بدأ بالانفتاح،
قائلة بهدوء: “ لا بأس إن لم تفهم . فقط اتبع تعليماتي .”
نظرت نحو الباب المتحرك وأصدرت أمراً سريعاً:
“ استعدوا للهجوم .
عادةً يكون هناك حراس عند المصعد .”
عند فتح المصعد ، اندفعت المياه إلى الداخل ——
قفزت ليو جي يي بسرعة على كتفي مو سيتشينغ لتجنب
تغطية جسدها بالماء،
متجهمة من كمية المياه المتدفقة
أطلّ حارسان كانا ينتظران عند المصعد برأسيهما إلى
الداخل : “ هل أنتم من الفريق الثاني الذي تم استدعاؤه
على وجه السرعة للإمساك بالهرطقي 006؟
لا تنسوا ارتداء أقنعة التنفس .
نحن نحاصره باستخدام الماء …. ”
لكن أعينهم سقطت على ليو جي يي،
الطفلة التي لم يكن من المفترض أن تكون هنا
صاح أحد الحراس بصدمة : “ أنتِ لستِ من أفراد الفريق … ؟!”
وسارع إلى رفع جهاز الاتصال للإبلاغ : “ تقرير!
يوجد متسللون … !! "
' في الطابق الرابع تحت الأرض '
لم يتمكن من إنهاء جملته،
أمسك به كل من مو سيتشينغ ومو كي، اللذان كانا مختبئين
خلف الباب، وخنقاه بسرعة
ثم قاما بسحب الحارسين إلى الداخل بمهارة
خلع مو سيتشينغ ملابس الحراس وأخذ أجهزتهم اللاسلكية،
ثم أعطى جزء منها إلى مو كي
وقفا وسط المياه التي غمرت أجسادهما حتى منتصفها،
وشرعا في تغيير ملابسهما بسرعة
وأخيرًا، ألبسا الحارسين المغشي عليهما ملابسهما القديمة،
وأسنداهما على جدار المصعد،
ثم ضغط مو كي على زر الصعود للطابق -1
مع صعود المصعد، انطلقت أصوات من جهاز الاتصال
اللاسلكي : “ مرحبًا ؟ ماذا يحدث بشأن المتسللين؟”
أخذ مو كي جهاز الاتصال الذي سلمه له مو سيتشينغ،
ورد بلهجة واثقة: “ لقد عثرنا على متسللين مجهولي الهوية
عند مدخل المصعد .
قمنا بإبعادهم فورًا .
إنهم يصعدون الآن هاربين إلى الطابق -1!”
ثم أوقف الاتصال
كان مو سيتشينغ يحمل ليو جي يي على كتفيه،
ولوّح بيده المبللة،
متضايق من الماء الذي غمره حتى كتفيه :
“ ما الذي يحدث مع كل هذا الماء؟”
خلعت ليو جي يي نظارتها الواقية،
وعلامات البرودة تملأ تعابيرها : “ علينا تغيير الخطة .
شخص ما حاصر باي ليو بالمياه .”
و تابعت بحدة: “ لقد لعبت سابقًا مع باي ليو، وهو يملك
قدرة مقاومة خاصة ضد الماء.
أعتقد أنه يتم تعذيبه باستخدام الماء لإجباره على قول شيء ما.
علينا الإسراع!”
تغير تعبير مو سيتشينغ بينما ينظر إلى ليو جي يي الجالسة
على كتفيه : “ كيف يمكننا الإسراع؟”
نظرت ليو جي يي حولها ثم ركزت على الأبواب المغلقة في
الممر المحكم الإغلاق : “ قام أحدهم بتحويل هذا الطابق
إلى بيئة محكمة العزل ،
ثم أطلق المياه فيه ليُغرق باي ليو أثناء محاولته الهرب.
لكن هذا جعل أيضًا هيكل الممرات المتفرعة في كل
الاتجاهات يشبه إلى حد كبير نظام الصرف الصحي ….”
أنزلت رأسها ونظرت إلى المياه المتدفقة :
“ باي ليو يجب أن يكون بالقرب من مخرج أنابيب التصريف .
يمكننا إيجاده بسرعة أكبر دون الحاجة إلى استخدام نظام
الإحداثيات المعقد الذي اقترحته سابقًا .”
فهم مو كي الأمر بسرعة وقال : “ تقصدين تدفق المياه، صحيح؟”
أومأت ليو جي يي : “ نعم، تدفق المياه ...”
: “… لا.” قاطع مو سيتشينغ الحديث بنبرة محبطة :
“ هل يمكنكم ، ولو لمرة واحدة ، شرح الأمور بلغة يفهمها
شخص بمعدل ذكاء 74؟”
نظرت إليه ليو جي يي للحظة،
ثم أوضحت بصبر: “ هذا يعني أنه يمكننا تحديد موقع
مخرج المياه من خلال اتجاه تدفق الماء وصوته .
وبهذه الطريقة ، سنتمكن من العثور على باي ليو .”
ظل مو سيتشينغ غير مقتنع : “ وكيف نحكم على ذلك؟
لا يمكن تحديد الموقع بدقة ، صحيح؟
التيار هنا يبدو فوضوي ، وليس مجرد مجرى مائي صغير.”
دون أن تجيب ، ناولت ليو جي يي نظارتها الواقية إلى مو
سيتشينغ وقالت: “ امسك هذه من أجلي .”
أخذها مو سيتشينغ بحيرة،
ثم أخذت ليو جي يي نفسًا عميقًا ثم غطست في الماء
و بعد ثواني ، طفت مجددًا وأشارت في اتجاه معين،
ثم التفتت نحو مو سيتشينغ بتعبير غير مبالي ،
وكأنها لا تريد إضاعة المزيد من الوقت في الشرح
: “ داخل الماء ، يمكنني تحديد موقع مخرج المياه من
خلال الصوت واتجاه التدفق ...” ثم أومأت برأسها مشيرة
لهم أن يتبعوها : “ المكان الذي تقف فيه به ارتداد مائي
بسبب انسداد التدفق ، مما ينتج عنه صوت معين .
يمكنني أيضًا استخدام هذا لتحديد ما إذا كان هناك أحد أمامنا .”
نظر مو كي إلى مو سيتشينغ الذي كان يبدو مرتبكًا،
ثم أوضح له بلطف: “ إنه يشبه الطريقة التي تستخدمها
الأسماك للاستشعار باتجاه التيار من خلال أجسامها .”
أومأت ليو جي يي : “ هذا هو المعنى تمامًا ”
نظر إليها مو سيتشينغ وهي تتحرك داخل الماء بسلاسة : “ كيف يمكنك فعل شيء كهذا ؟!
مهلاً ! هذه الحياة الواقعية ! هل أنتِ إنسانة أم وحش؟
هذا أشبه بقدرة خارقة!”
لم تُجب ليو جي يي على سؤاله،
فقط نظرت إليه للحظة،
ثم استدارت وبدأت تسبح في الماء بخفة، وكأنها سمكة
كانت قادرة على فعل هذا لأنها ولدت عمياء،
وحواسها الأخرى كانت أكثر حساسية ودقه من المعتاد
إضافة إلى ذلك، كانت معتادة على العيش في الماء
عندما كانت طفلة، كان والدها يلقي بها في البركة لإجبارها
على صيد الأسماك
ولم يكن يسمح لها بالخروج حتى تصطاد عدداً كافي
ومن خلال مطاردة الأسماك المراوغة وسط الطين،
طوّرت تدريجياً إدراكًا يشبه إدراك الأسماك
لطالما كرهت هذه القدرة، لكن هذه المرة، كان استثناء
لمست ليو جي يي وجهها : “ الشخص الذي قرر إطلاق المياه … ”
ثم هزت يديها لتتخلص من قطرات الماء،
بينما تطفو في الماء بنبرة باردة ثابتة : “ لقد خطط
لاستخدام الماء لتعذيب باي ليو ،
لكنه جعل الأمر أسهل بالنسبة لي،
كشخص أعمى، للعثور عليه .”
⸻—————————————
“—148، 149، 150—حسنًا، أفرغوا الماء.”
أُغلق باب الغرفة 1087،
لكن الجدران على جانبي الممر تحركت قليلاً،
وتدفقت المياه عبر الفجوات فيها
داخل الغرفة 1087
سعل باي ليو بشدة بينما يخرج رأسه من الماء،
يلهث بحثًا عن الهواء
جثا على الأرض، رأسه منخفض، يسعل بعنف
قميصه الأبيض ملتصق بجسده المرتجف ،
و تحول جلده إلى شحوب غير طبيعي بسبب الماء
نقص الأكسجين جعل أصابعه تتحول إلى اللون الأرجواني،
وصدره يعلو ويهبط بشكل هستيري
تجربة الاختناق لمدة ثلاث دقائق قد استنزفته بالكامل
سرعان ما انهار على الأرض،
فاتحاً فمه وعيناه متسعتان،
يكافح لملء رئتيه بالهواء
لكن، وكأن الأكسجين لم يعد قادر على دخول رئتيه رغم
محاولاته المتكررة للتنفس
بدا وكأنه على وشك الدخول في صدمة
“ كيف تشعر بعد البقاء في الماء لثلاث دقائق ؟
هل اعتدت على ذلك ؟”
ظهر صوت تانغ إردا من جهاز الاتصال الذي يحمله أحد
رجال الدورية عند نهاية الممر
: “ يُقال إن الرقم القياسي العالمي لتحمل الغرق
هو 13 دقيقة، باي ليو (6) هل تريد أن تُجرب ؟”
بصوت منخفض و مبحوح : “ هل تذكّرك هذه التجربة بذكريات سيئة ؟
هل تفكر في كيفية تفسير الوروود المجففة ؟
الموت لا يجعلك تساوم .
أنت لا تخاف الموت على الإطلاق .
لذا ، لن أهددك بالموت .
بدلًا من ذلك، سأمنحك خيارين.
أعطني الحل، وسأمنحك مبلغ من المال وأحقق لك ما تريده.
إذا لم تتراجع عن وعدك،
فلن نتدخل في أمورك مرة أخرى .
الخيار الثاني هو أنني سأحبسك مع عين الينبوع البالعة.
و سأصرف المياه بين دقيقة ونصف إلى ثلاث دقائق في كل مرة.
لن تموت، لكنك ستظل تغرق مرارًا وتكرارًا.
يجب أن تكون معتادًا على هذا الشعور بالاختناق، أليس كذلك ؟”
ضحك تانغ إردا ضحكة باردة ذات مغزى غريب ،
ثم تابع : “ فبعد كل شيء، عميدة دار الرعاية الخاصة كانت
تحب تثقيفك بهذه الطريقة .
كنتَ سيئ جدًا. كنتَ سيئ منذ طفولتك.
أرادت أن تعيدك إلى الطريق الصحيح،
لذا كانت تعلّمك بهذه الطريقة مرارًا وتكرارًا .
لكن لسوء الحظ ،
مهما حاولت تعليمك بقسوة ،
لم يتغير شيء .
لم يكن لديك أي تعبير، وكأنك وُلدت لتتقبل التعذيب.”
توقف لحظة،
ثم أكمل بصوت هادئ،
وكأنه يعلّم سجينًا محكومًا بالإعدام :
“ باي ليو (6) يجب أن تفهم أن محاولة تربية
أطفال مثلك تجعل الناس يشعرون بالإحباط…”
وضع باي ليو ذراعه على عينيه ليحجب الضوء الأبيض
الساطع فوقه،
بدأت أنفاسه تتلاشى تدريجيًا
استمر تانغ إردا في الحديث: “ لذا ، قامت بتجربة العديد
من الأساليب المختلفة،
وأخيرًا وجدت طريقة لتعذيبك وجعلك تُكافح .
وهي أن تجعلك —”
قُطع صوته فجأة بصراخ متشنج صادر عن لو ييتشان،
الذي كان يكافح بشدة، محاولًا إسكات تانغ إردا بأي ثمن
صرخ بغضب،
وكأنه يريد أن يطغى صوته على صوت تانغ إردا،
لمنعه من الاستمرار: “ لا تقل ذلك!! لقد نسي الأمر!!
لا تجعله يتذكره مجدداً !!!”
لكن تانغ إردا رفع صوته، وتحدث ببرود،
وكلماته الحادة كانت كإبرة تخترق دماغ باي ليو،
الذي لا يزال يعاني من آثار الاختناق
عبس باي ليو بحاجبيه للمرة الأولى
بدا وكأنه يرفض غريزيًا سماع كلمات تانغ إردا،
لكن هذه المقاومة جعلت رأسه ينبض بألم حاد،
وكأنه سينفجر
“ باي ليو (6) هل نسيت؟
لم يدفعك أحد إلى الماء …..
كنتَ أنت من واصل دفن رأسه داخله !!
لأن شخصًا ما تحمّل اللوم على الأفعال السيئة التي ارتكبتها ...
شخصًا ما قبل بالعقاب من المعلمين لحمايتك .
لكن أولئك المعلمين تمادوا في عقابه ،
وأثناء إغراقه مرارًا في حوض مياه دار الرعاية ، غرق ومات .
جسده استقر في القاع ،
وأنت واصلتَ دفن رأسك في الماء ،
تحاول سحبه للخارج .”
انخفض صوت تانغ إردا، وصار أكثر قسوة:
“ باي ليو (6) لماذا تخاف من الماء ؟
أنت لا تخاف الماء .
أنت تخاف من رؤية جثته في الماء .
هل تتذكر من هو؟!”
كافح لو ييتشان بكل قوته،
محاولًا يائسًا إيقاف تانغ إردا،
فيما كان صوته يصدح يائسًا في أرجاء الممر:
“لا تخبره!!!”
لكن تانغ إردا تابع،
بصوت منخفض وحاد:
“ كان اسمه الأصلي شي تا، لكن في هذا
الخط الزمني، نسيته واعتبرته لو ييتشان ….
هل لا تزال تتذكر وجه شي تا الذي رأيته عندما كنت غارق بالماء ؟
هل كان بجانبك ؟
أم كان يحدّق بك من قاع الماء ؟!
شي تا مات من أجلك .
تذكّر ذلك !!!”
{ شي… تا ؟ }
وسط اختناق الموت ،
رأى باي ليو وميض أبيض ساحق
في داخل ذلك الضوء الأبيض،
تتابعت الذكريات التي تجنّبها باي ليو،
سواءً عن قصد أو غير قصد
الذكريات تحطمت في الضوء الأبيض ،
متناثرة مثل صفحات كتاب ممزق —
بعضها بالأبيض والأسود،
والبعض الآخر زوايا صفحات ملوّنة تحمل ظلالًا مبعثرة لشخص نسيه
ثم، مع كلمات تانغ إردا القاسية،
بدأت هذه الذكريات المشوشة أو المنسية تعود لتتجمّع
داخل عقل باي ليو
كصفحات كتاب صور ، واحدة تلو الأخرى ،
وكأنها مشهد متحرك يعيد نفسه قبل الموت
يمكن للذكريات أن تخدع صاحبها
عندما تعجز النفس عن تحمّل المشاعر العنيفة المحملة في الذكريات،
فإنها تعيد تشكيل نفسها تلقائيًا،
مخفية الحقيقة،
لتسمح لصاحبها بالعيش بشكل طبيعي،
وخلق واقع مزيف يهدّئ من روعه
بتعبير آخر—
إنه الخداع الذاتي ——-
الذكريات أُعيد ترتيبها إلى شكل يمكن لباي ليو تحمّله
تم تخزينها في عقله بهذه الصورة المشوّهة ،
دون أن تعود إلى حالتها الأصلية بسهولة
حتى الآن
حتى هذه اللحظة
تم محو ملامح لو ييتشان الصادقة والمألوفة من تلك الذكريات
وحلّ محلها وجه آخر …
وجه كان مألوف له لكنه بدا غريب في نفس الوقت
كان وجه جميل للغاية ،
تتدلى عليه خصلات شعر طويلة ومموجة ، تخفي عينيه
شفتاه ناعمتين ومتقنتي الشكل ،
وجاذبيته لافتة للنظر
من وسط الذكريات المنسية ،
نظر ذلك الوجه إلى باي ليو ، وهمس باسمه بلطف :
“ باي ليو (6) مضى وقت طويل، أليس كذلك ؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق