القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch147 | GHG

 Ch147


كان الأطفال ذوو الملامح الجميلة يتعرضون 

للتنمر بسهولة في دور الرعاية الخاصة


لأن هذا النوع من الأماكن لم يكن يتقبل وجود أشياء جميلة


لكن هناك شخص واحد نادر لم يتعرض للتنمر


ربما كان دائمًا يحمل بعض الإصابات، 

لكن من كانوا حقًا في موقف سيئ هم أولئك الذين حاولوا التنمر عليه


كان باي ليو يحب مراقبة هذا الطفل الغريب ، 

الذي كان وحيد وقاسي بعض الشيء، 

وهو يقاوم مجموعة الصبية الذين يعتدون عليه


كان ' هو ' منطوي بشدة ، تفوح منه رائحة الفطر والدماء


كانت يدا ' هو ' دائمًا مغطاة بوخزات حديثة، 

وأحيانًا قطرات الدم تتسرب منها، 

لكنه كان يمسحها بلا مبالاة 


نادراً ما كان ' هو ' يتحدث أو يتواصل مع أحد


في المقابل ، لم يجرؤ أحد على التحدث مع هذا الطفل 

الغريب الذي كان لونه يزداد شحوبًا يومًا بعد يوم، 

حتى أصبح أبيض كأنه مصاص دماء


لم يكن يبدو مهتمًا بذلك


كان دائمًا يذهب إلى أماكن لا يرغب أحد في الذهاب إليها، 

ويبقى هناك طوال اليوم


وكان هذا أيضًا ما يفعله باي ليو


كان ذلك الشخص يجلس في الكنيسة خلف دار الرعاية


يجلس في الصف الأول ، يفتح كتاب ، 

يقرؤه بعناية صفحة تلو الأخرى


أما باي ليو، فكان يجلس غير بعيد عنه، 

يسند رأسه بيديه، يراقبه بفضول، 

ويراقب الكتاب بين يديه


وفجأة، التفت إليه ' هو ' 


رفع الكتاب قليلاً وسأل بصوت خافت جدًا: 

“هل تريد قراءته معي؟”


ألقى باي ليو نظرة على العنوان—سجلات قتل سلندرمان—

ثم أجاب ببساطة: “حسنًا "

ثم سأله باي ليو بينما يجلس بجانبه :

“ هل تدعو الآخرين للقراءة معك هكذا عادةً ؟” 

مستغربًا : “ أنا أيضًا أشعر بالفضول ، كيف حصلت على هذا 

النوع من الكتب في دار الرعاية؟ 

أليس من المفترض أنه محظور؟ 

لو رأت العميدة هذا، لجنّ جنونها، 

وستقول إن لدينا ميولًا عنيفة ودموية .”


ظل ' هو ' يقلب الصفحات ببطء، 

والندوب الصغيرة لا تزال على يديه


رأسه منحني ، ينظر إلى الكتاب ، 

ولم يرفع عينيه نحو باي ليو ، 

لكنه أجاب على أسئلته واحد تلو الأخر :


“ سألتُ الآخرين إن كانوا يريدون قراءته معي ، 

لكنهم جميعًا صرخوا وهربوا بمجرد أن بدأوا في قراءة المحتوى .

حصلتُ عليه من الخارج ، وأنا أحب قراءة هذه الأشياء المخيفة جدًا .”


سأل باي ليو باهتمام : “ لماذا تحب هذه الأشياء المخيفة ؟” 


أجاب ' هو ' بهدوء : “ لأنني أعتقد أنني شيء مخيف أيضًا .”

ثم التفت جانبًا لينظر إلى باي ليو : “ هل تحبها أنت أيضًا؟”


ابتسم باي ليو : “ أحبها أيضًا .”

وأضاف بنبرة حماسية: “ أحب مشاهدة الوحوش المخيفة 

وهي تذبح اللاعبين البشر .”


لاحقًا ، بدأ ذلك الطفل الذي كان يقرأ مع باي ليو في العثور 

على كتب وألعاب أكثر رعبًا من الخارج، ليشاركها معه


كانا يختبئان في الكنيسة، تحت تمثال الإله


تحت مباركة الإله اللامبالي، 

كانا يلعبان سرًا بأشياء محظورة أُدخِلت خلسة إلى دار 

الرعاية— يستمتعان بألعاب الرعب المختلفة ، 

ويشاهدان الرسومات المخيفة


الابتسامة ترتسم على وجه باي ليو.

بدأ يحب هذا الطفل الغريب قليلاً


كان ' هو ' مختلف عن لو ييتشان


عندما كان لو ييتشان يلعب مع باي ليو، 

كان غالبًا يسمح له بالفوز


وعندما يخسر، كان يضحك بحرج، 

ويحك رأسه قائلاً: “ باي ليو أنت حقًا جيد .”


أما هذا الشخص، فقد كان لديه روح تنافسية لا تتناسب مع بروده الظاهري


مهما كان نوع لعبة الرعب التي يلعبانها، 

كان هذا الشخص يقتل دون رحمة


وإذا شعر باي ليو بالإحباط بسبب خسائره المتكررة، 

كان ' هو ' أحيانًا يأتي إليه على مضض، 

ويربت على كتفه قائلاً:

“ جيایوو… ربما تفوز عليّ في المرة القادمة.”


( جيایوو = فايتنغ ) 


سرعان ما كان باي ليو يتحداه مجددًا


هزائمه المتكررة جعلته متحمسًا أكثر ، 

وبدأ يجد متعة كبيرة في اللعب مع هذا الشخص


لم يكونا يشعران بالملل من قضاء اليوم كله معًا، 

وأصبحا تدريجيًا كائنين غريبين، 

منعزلين عن بقية الأطفال


لكن بعد فترة، 

تم العثور على كتاب سجلات قتل سلندرمان من قبل أحد 

المعلمين أثناء التنظيف العام


تمت مصادرته وإبلاغ العميدة عنه


غضبت العميدة بشدة ، 

وأجبرت جميع الأطفال على الوقوف في ساحة الدار، 

مستجوبة إياهم واحد تلو الآخر، 

مطالبة بمعرفة من أحضر هذا الكتاب غير اللائق


ساد الصمت


رؤوس الأطفال منخفضة ، وأجسادهم ترتجف


لم يجرؤ أحد على الاعتراف


أمام الجميع، بدأت العميدة في تمزيق 

الكتاب صفحة بعد صفحة بغضب


ضغط باي ليو شفتيه بقوة، 

ووسط الحشد، أمال رأسه، 

يحدّق مباشرة في الكتاب الذي تم تمزيقه


لم يكن معروف عدد المرات التي قرأ فيها ذلك الكتاب مع ذلك الشخص


لم يعترف أحد بأنه أحضره


الجميع نفوا الأمر بيأس، 

وألقوا باللوم على باي ليو وذلك الطفل الغريب


عندما استجوبت العميدة باي ليو، 

أنكر بدوره أن يكون الكتاب ملكه


لكن ' هو ' وحده لم ينكر ذلك


وقف بهدوء أمام العميدة ، نظر إلى بقايا الكتاب المتناثرة، 

وسألها بصوت هادئ:

“هل تخافين من هذا الكتاب؟”

ثم رفع رأسه لينظر إليها مباشرةً :

“ أم أنكِ تخافين مني؟ 

هل تعتقدين أنني وحش مرعب قد يجلب لكِ سوء الحظ؟”


نظرت العميدة إليه بذعر ، 

وأبعدت نظرها عن وخزاته الدموية


لم تجرؤ على النظر إليه مباشرة ، 

ولم تستطع الإجابة على سؤاله


هذا الكتاب لم يكن ينبغي أن يكون في دار الرعاية


لكن ' هو ' لم يُعاقب


بل اكتفت العميدة برفعه إلى الأعلى، ثم وضعته برفق، 

وتركتْه يذهب


كان لديه دومًا امتيازات خاصة مع العميدة، 

ولم يكن يُؤذى بسهولة


بدت وكأنها لا تستطيع، 

أو ربما لا تجرؤ ، على فعل شيء له


وكما قال ، العميدة كانت خائفة منه


ولم يكن الأمر يقتصر على العميدة فقط


المعلمون أيضًا كانوا يخافونه —


يخافون من رائحة الدم التي تفوح منه، 

ومن عبق الفطر الخانق


كان خوفهم واضح ، وانتقل تدريجيًا إلى الأطفال الآخرين في 

دار الرعاية، 

الذين كانوا بارعين في الملاحظة


لم يفهم هؤلاء الأطفال ما الذي يحدث، 

لكنهم بدأوا أيضًا في الخوف منه


كان الأطفال يعاملونه بعدائية، ينبذونه، ويضربونه


لكن عندما اكتشفوا أن ' هو ' لا يمكن ضربه بسهولة، 

بدأوا بمراقبته من بعيد


أعينهم مليئة بالخوف، 

وكأنهم ينظرون إلى وحش، 

واخترعوا عنه شتى أنواع القصص المخيفة والإشاعات الغامضة




وهكذا، أصبح ' هو ' الوحش الذي يجرح نفسه وينزف


ومع ذلك، لم يبدو عليه الاهتمام


بل انحنى بهدوء، وبدأ بجمع بقايا الكتاب الممزق


بدأ الحشد يتفرق، 

ولم يبقَى سوى باي ليو، الذي انحنى إلى جانبه، 

يساعده في التقاط قطع الكتاب


جمعا كل الأجزاء الممزقة وذهبا بها إلى الكنيسة —


فقد كانت هذه هي ' منطقتهما الآمنة '


لم يكن أيٌّ من الأطفال أو المعلمين يرغب في الذهاب إلى هناك


فكنيسة دار الرعاية لم تُفتح إلا في المناسبات الخاصة ، 

عندما يأتي العديد من الأشخاص الأثرياء ليقوموا بتعميد الأطفال، 

وإجراء طقوس غريبة عليهم


في كل مرة ، كان باي ليو يتهرّب من هذه الطقوس


لم يحب الطريقة التي كان أولئك الأثرياء ينظرون بها إلى الأطفال


كانت نظراتهم جشعة… وكأنهم يتفحصون بضائع


وبعد كل طقس ، كان ' هو ' يعود بجرح وخز جديد على جسده


و وجهه يزداد شحوبًا أكثر فأكثر،


وكأنه لم يعد إنسان ، بل تمثال من الرخام الباهت


جلس باي ليو و ' هو ' في الكنيسة، 

وبدأا بلصق صفحات الكتاب الممزق على الطاولة


فوقهما، التمثال الإلهي يراقبهما بلا تعبير،


وكأن جهودهما الطفولية في محاولة إعادة تجميع كتاب لا قيمة له، 

و كانت سخيفة في نظره


فجأة، سأل باي ليو:

“ برأيك، هل الأشخاص الذين يأتون إلى هنا يؤمنون حقًا بوجود الإله ؟”

ثم رفع نظره قليلاً: “هل تعتقد أن الإله موجود؟”


ظل ' هو ' منحني ، يجمع الأوراق الممزقة بأصابعه


لم يرفع رأسه، 

بل طرح سؤالًا بدوره: “ وأنت ، هل تؤمن بذلك؟”


أجاب باي ليو ببساطة : “ لا أؤمن .”

ثم أشار إلى قطع الورق الممزقة على الطاولة وتابع بلا مبالاة:

“ إن كان هناك إله حقًا، فليحوّل هذا الكومة 

من الورق إلى سلندرمان حقيقي من أجلي .”


كان باي ليو متضايق قليلًا من عملية اللصق، 

لكن الآخر ظل هادئ وصبور


رفع ' هو ' رأسه فجأة وسأل:

“هل كنتَ مستاءً جدًا عندما تم تمزيق الكتاب؟”


أنكر باي ليو بسرعة : “ لا ”


لكن ' هو ' استمر بالتحديق فيه وسأل مجددًا:

“هل كنت تحب هذا الكتاب كثيرًا؟ 

هل تحب سلندرمان؟”


أنكر باي ليو مرة أخرى بنفس السرعة : 

“ بالطبع لا "


خفض ' هو ' رأسه مجددًا واستمر في تجميع الصفحات : 

“ فهمت "


شعر باي ليو بانقباض غريب في صدره :

“ ماذا فهمت؟”


لم يجبه ' هو ' 


بعد شهر، 

عرف باي ليو أخيرًا ما الذي استنتجه ' هو ' 


في الكنيسة ،


كان هناك دمية قبيحة تشبه سلندرمان تجلس 

في الصف الأول تحت التمثال، ظهرها مستقيم


بدا وكأنها قد صُنعت من ملاءات الأسرّة المهترئة وأغطية 

البطانيات القديمة الخاصة بدار الرعاية


ويوجد قش على رأسها،


وبقع قماشية ملونة موزعة على جسدها،


مما جعلها تبدو بائسة ومهملة، 

مثل متشرد غير ماهر


التفتت الدمية ونظرت بخجل إلى باي ليو، 

الذي كان واقف عند المدخل


رفعت يدها،


وعرضت عليه الكتاب الممزق الذي استغرق وقتًا طويلاً لإعادة تجميعه


ثم قال ' هو ' بصوت رتيب خالٍ من الانفعال:

“هل تريد قراءته معي؟”


جلس باي ليو بهدوء


لكنه لم يقرأ سوى دقيقة واحدة ثم 

أنزل رأسه على الطاولة ، وانفجر ضاحكًا :

“… وجهك بارز من هذه الدمية القماشية . 

هذا مضحك جدًا .”


أجابه ' هو ' بلا مبالاة:

“يجب صنع الوجه باستخدام الضمادات، 

لكني لم أجد ما يكفي منها، لذا يمكنك الاكتفاء بوجهي. 

أعتقد أن وجهي يجب أن يكون مرعب مثل وجه سلندرمان .”


ابتسم باي ليو بخبث وقال:

“لا أصدق ذلك. 

لطالما كنت تخفي وجهك بشعرك . 

من يدري، ربما يكون وجهك أكثر رعبًا من سلندرمان نفسه—”


ثم، مستغلًا صعوبة تحرك ' هو ' في زيه ، 

مدّ يده فجأة وسحب شعره إلى الخلف


في اللحظة التي كُشف فيها وجهه، 

تبادل الاثنان نظرات غريبة


ثم، في آنٍ واحد، ساد الصمت بينهما


عينان فضيتان-زرقاوان، شاحبتان لدرجة بدت وكأنهما بلا حدقات، 

و تحدقان في باي ليو


في عيني باي ليو السوداوين، 

انعكس ذلك الوجه بوضوح—




عينان فضيتان،


خط فكٍّ واضح،


وشفتان شاحبتان، بلا دماء


بعد عشر ثواني ، أشاحا بصرهما عن بعضهما البعض


تراجع باي ليو ببطء،


وسحب يده التي كانت قد لمست جبين الآخر


قبض عليها بإحكام، وأصبح تنفسه أسرع قليلاً


خفض رأسه، وأخفى إحدى يديه تحت الطاولة، 

يضغط عليها باستمرار


بدأ يقلب صفحات الكتاب بسرعة مبالغ فيها،


لم يكن واضح كيف استطاع قراءة أي شيء بذلك الإيقاع المحموم


كسر الآخر الصمت وسأل بلطف:

“ هل أبدو… مخيف ؟”


ردّ باي ليو بصعوبة:

“ إنه… لا بأس . 

لستَ مخيفًا جدًا .”


توقّف الآخر للحظة ، ثم سأل بفضول:

“ إذًا، لماذا ينبض قلبك بهذه السرعة؟ 

ألم أُرعبك ؟”


: “ لا.” أخذ باي ليو نفسًا عميقًا، ثم زفر ببطء،

أغلق الكتاب ، و وقف مستديرًا ظهره للآخر : 

“ سأتوقف عن القراءة اليوم ”


: “ انتظر"


قبل أن يغادر باي ليو ، 

شعر بذراعين نحيلتين تحيطان به من الخلف بلطف


وُضع الكتاب الذي تم إصلاحه بين ذراعيه،


وصوت هادئ همس في أذنه:

“لقد تم إصلاحه… سأعطيه لك "


دون سبب واضح، لم يجرؤ باي ليو على رفع رأسه


أحكم قبضته على الكتاب،


ثم غادر بسرعة …


يتبع






  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي