Ch150
تلك الذكريات الغامضة ،
النقاط غير الواضحة ،
الموقع والمظهر المختلف للبركة التي غمر فيها رأسه،
والاسم الذي تغيّر لشخصية معينة …
في هذه اللحظة ، تلاشى الماء ،
وصوت صراخ تانغ إردا أيقظ تمامًا الذكريات التي دفنها باي
ليو تحت الطين والماء الرملي،
فطفَت إلى السطح سليمة كما لو لم تُنسَى أبدًا
الضوء الأبيض المبهر أمام عيني باي ليو تلاشى،
وتحول إلى السقف المعدني
كان الأمر أشبه بكونه يُسحب من أعماق تلك البحيرة الباردة
ارتجفت أصابعه قليلًا،
واهتز صدره بعنف وهو يختنق ويبدأ في السعال بشدة،
محاولًا إخراج الماء الذي غمر حنجرته ورئتيه
تانغ إردا لا يزال يضغط عليه:
“ باي ليو هل تتذكر ؟”
انقلب باي ليو على جانبه،
واستند بيده إلى الأرض،
متكئًا على الحائط ليقف بصعوبة
لا يزال يسعل عندما وقف،
لكن بمجرد أن استعاد أنفاسه،
أخذ وقته ببرود في ترتيب أزرار قميصه،
وأعاد إغلاق أزرة ياقته الذي فُتح بسبب الماء
ثم رفع رأسه ببطء،
ونظر إلى جهاز الاتصال الذي كان يستخدمه تانغ إردا للتحدث إليه
“ أتذكر .”
كان يتحدث بينما يغلق أزرار قميصه ببرود
“ وما الذي سيحدث الآن؟ شي تا مات .
أليس نحن الاثنان من نُجري الصفقة الآن ؟”
ضغط تانغ إردا على أسنانه بصمت
{ هذا الرجل… لقد مر بثلاث ضغوط نفسية قوية،
ومع ذلك لم يتأثر عقليًا على الإطلاق
إنه أكثر صعوبة في التعامل معه من أي نسخة أخرى من
باي ليو (6) في الخطوط الزمنية الأخرى…
هل هو حقًا يتذكر ؟! }
أخذ باي ليو نفسًا عميقًا وقال بلهجة واثقة،
وكأنه اكتشف الحقيقة تمامًا:
“ بالطبع، يمكنني أن أخبرك بحل غاز الورود الجافة الوردية ….”
ثم واصل الحديث بثقة مريبة ،
و تعابيره جادة للغاية :
“ ولكن عليك أن تعقد صفقة معي بالمقابل .”
شعر تانغ إردا بقلق غامض
ثم ضاقت عينا باي ليو وابتسم بسخرية:
“ألم أخبرك من قبل؟
إذا بعت لي روحك، سأعطيك طريقة العلاج
الكابتن تانغ .”
وجه تانغ إردا بلا تعبير وهو يضغط على زر التصريف،
مضيفًا 240 ثانية إلى الوقت المحدد
نظر أعضاء الفريق من حوله إليه بقلق
أحد أعضاء الفريق :
“ كابتن تانغ أربع دقائق تحت الماء فترة طويلة جدًا .
ماذا لو كان مجرد إنسان عادي وغرق بالفعل …”
ألقى تانغ إردا نظرة باردة على عضو الفريق: “ أنا المسؤول الوحيد عن هذا .”
مما جعله يبتلع بقية كلماته خوفًا
في هذه الأثناء، كان لو ييتشان،
الذي أوقفه أعضاء الفريق الثاني في الخلف،
يصرخ بشدة وهو يحاول الإفلات:
“لم تحققوا في القضية بالكامل!
لا يمكنكم تعذيب باي ليو لاستخلاص اعتراف!
إنه بريء!”
لكن تانغ إردا لم يلتفت إليه
لوّح بيده وأمر بصوت بارد :
“خذوه إلى غرفة أخرى وأغلقوا الباب عليه.
لا تدعوه يعترض طريقنا مرة أخرى.”
اقتيد لو ييتشان بعيدًا وهو يصرخ بغضب
عاد تانغ إردا بنظره إلى الشاشة،
والتقط جهاز الاتصال مجددًا:
“باي ليو (6)، سأمنحك فرصة أخيرة.
ما هو علاج غاز الورود الجافة الوردية ؟”
ابتسم باي ليو ببرود:
“ وأنا أيضًا سأقولها للمرة الأخيرة .
الكابتن تانغ قم بالصفقة معي الآن ، وسأعطيك ثمنًا
مرضي جدًا لروحك .”
أخذ تانغ إردا نفسًا عميقًا،
محاولًا كبح غضبه،
لكنه كان على وشك تحطيم جهاز الاتصال
في النهاية نجح في تهدئة نفسه وسأله بصوت منخفض:
“باي ليو (6)، هل تعرف؟
لم أفهم أبدًا لماذا أنت مصر على جلب هذه الأشياء
البدعية المرعبة إلى العالم الحقيقي .
أي فائدة لك في تحويل العالم الحقيقي إلى لعبة رعب ؟
أنت تعيش في هذا العالم أيضًا.
هل ستتمكن من العيش في عالم تنتشر فيه الوحوش في كل مكان ؟”
رفع باي ليو رأسه،
وعلى وجهه ظهرت ابتسامة غريبة:
“ عالم مليء بألعاب الرعب والقصص…”
فتح عيناه السوداوان ،
وكأنهما دوامة كونية مكسورة ،
تمتص كل الضوء حولها
“ يجعل اللقاء ذا معنى أليس كذلك؟”
و بصوت هادئ ولكنه مخيف :
“ لطالما شعرت أن العالم الذي نعيش فيه أكثر رعبًا من
عالم الوحوش .
ربما ،
أنا فقط أفضل الوحوش على البشر .
و لا أعتقد أنها مرعبة .”
ارتجف جهاز الاتصال في يد تانغ إردا بينما ضغط على أسنانه بشدة:
“ كلما تواصلت معك ، زادت قناعتي بأنك شخص مريض .
في كل مرة، تدفعني إلى الاعتقاد أنك مجنون أكثر مما كنت أتصور .”
و دون تردد، ضغط على الزر وتابع :
“ آمل أن تعطيني نفس الإجابة بعد أربع دقائق "
—————————-
في الطرف الآخر من القاعدة ——-
وقفت ليو جي يي وسط الماء المتناقص،
متجمدة في مكانها
حتى مو كي، الذي كان قد هدأ قليلًا،
بدأ يشعر بالقلق وسألها بتوتر:
“ألم تبدأ المياه بالتحرك بعد؟”
هزت ليو جي يي رأسها ببطء:
“اتجاه تدفق المياه ليس صحيح .
إنه يُصرف الآن ، وليس يُفرغ .
اتجاه التيار يؤدي إلى أربع فتحات تصريف مختلفة…
هذا يعني أن باي ليو قريب من إحدى الفتحات .”
تململ مو سيتشينغ بفارغ الصبر، محاولًا كبح إحباطه:
“ اللعنة !
لو كنت أنا من يمكنه الشعور باتجاه الماء !”
لكن الحقيقة الوحيدة هي أن ليو جي يي كانت الوحيدة
القادرة على ذلك
سأل مو كي بقلق : “ إذا لم ينجح هذا، نعود للخطة
السابقة باستخدام الإحداثيات؟”
لكن قبل أن ينهي كلامه، رفعت ليو جي يي رأسها فجأة
حدقت للأمام بصمت و بحزم:
“بدأوا بإطلاق المياه مجددًا . إنه هذا الاتجاه !”
بمجرد أن قالت ذلك، غاصت بسرعة في الماء
تحركت قدماها العاريتان بسلاسة،
ويدها بجانب جسدها،
تسبح بسرعة هائلة
كان ظلها في الماء يشبه ظل سمكة طويلة تسبح برشاقة
دفعت نفسها ضد التيار المتدفق من الممر
سمعت صوت شخص يطفو ويغرق،
يختنق، والفقاعات تتصاعد للأعلى
في كل زاوية ، يوجد دورية مراقبة
لكن ليو جي يي تحركت بخفة شديدة، كأنها سمكة،
وتسللت بين الأذرع التي حاولت الإمساك بها،
ثم قفزت مجددًا إلى الماء دون أن تُحدث سوى رذاذ صغير
“ دورية مراقبة ”
بعد قول ذلك، استدارت ليو جي يي مجددًا
وغاصت في الماء، مُحدثةً رذاذًا خفيف فقط
كان الحارس على وشك الإبلاغ عن هذا المتسلل الغامض عبر جهاز الاتصال
في بيئة مغمورة بالماء بالكامل،
كانت كاميرات المراقبة تتعطل،
مما جعل قاعدة المراقبة تعتمد بشكل أساسي على
الدوريات وتقارير الحراس
لكنه لم يكد يستدير عند الزاوية حتى رأى أمامه شخصين
آخرين يرتديان زي الحراس
قبل أن يتمكن حتى من التفاعل،
أمسكه الاثنان من عنقه،
مما جعله يفقد وعيه على الفور
و انطفأت عيناه وسقط جسده ، عائم في الماء بلا حراك
وقف مو كي ومو سيتشينغ، يلهثان دون أن ينبسا بكلمة
أخيرًا، تلاقى نظرهما وقالا في وقت واحد:
“ فلنتابع !”
————-
أحد أعضاء الفريق : “ لقد مرت أكثر من ثلاث دقائق…”
نظر أعضاء الفريق بقلق إلى باي ليو الذي يطفو على سطح الماء،
ظهره مواجه للأعلى،
أطرافه ممددة، وعيناه مغلقتان
: “ لم يتنفس لمدة 10 ثوانٍ تقريبًا .
كابتن تانغ، هل نتابع ؟”
ارتفعت فقاعات صغيرة من رموش باي ليو،
ثم ذابت في شعره العائم في الماء
وجهه شاحب وشفتيه مفتوحتين قليلًا،
وكأنه جثة غارقة بالفعل
تجهم تانغ إردا دون أن ينبس بكلمة
لقد فعل الشيء نفسه مع باي ليو (6) في جداول زمنية أخرى،
وهذا الرجل كان يتحمل دورات الاختناق عشر مرات متتالية
حتى عندما امتلأت رئتاه بالماء،
كان لا يزال يبتسم له ابتسامة خبيثة،
يضحك بشفاه مرتجفة وهو يشرح طريقة علاج غاز الورود المجففة الوردية
“ وحش حقيقي ”
حتى عندما نجح تانغ إردا في انتزاع ما يريد بهذه الوسائل،
لم يشعر قط بلذة الانتصار —
بل شعر فقط بالإرهاق والتعب
لكن نسخة باي ليو (6) في هذا الخط الزمني…
كانت غريبة بشكل يفوق أي تفسير
نظر عضو الفريق الذي يراقب الشاشة إلى تانغ إردا بقلق متزايد :
“ ثلاث دقائق وثلاثون ثانية !
كابتن تانغ يجب تصريف الماء الآن !”
حدق تانغ إردا في الشاشة،
حيث كان باي ليو لا يزال بلا حراك، وأخيرًا لوّح بيده
“ اصرفوه "
تنفس عضو الفريق الصعداء وضغط على زر التصريف
ثم اهتزت القاعدة بأكملها بعنف
تشبث الفريق بلوحة التحكم،
محاولين البقاء متوازنين بينما ارتجت الأرض تحتهم
“ ما الذي يحدث ؟! ما الذي يجري ؟!”
اندفع أحد الأفراد من غرفة مراقبة أخرى ، يلهث ،
والخوف واضح على وجهه :
“ تقرير—!!!
كابتن تانغ! جميع الهراطقة في القاعدة بدأوا في التمرد!
كما اكتشفنا ثلاثة متسللين !”
حدق أحد أعضاء الفريق بدهشة وسأل بارتباك:
“ماذا تعني بأن الهراطقة بدأوا في التمرد؟”
لقد عمل هذا الفريق في القاعدة التي احتوت على أخطر الهراطقة،
لكنهم لم يسبق لهم أن رأوا تمرد من قبل
وذلك لأن تانغ إردا، القادم من خطوط زمنية أخرى،
كان يعرف كيفية التعامل مع هؤلاء الهراطقة قبل أن يثوروا
لكن الآن ، نظر تانغ إردا إلى زملائه،
الذين بدأوا في الركض بلا هدف،
وجوههم مليئة بالذعر
ثم فجأة ، أدرك حقيقة كارثية —
{ لقد قُمت بإضعاف فريقي بنفسي … }
بما أن تانغ إردا كان يعالج جميع مشاكل الهراطقة مسبقًا ،
لم يواجه فريقه أبدًا الجانب الخطير من هؤلاء الهراطقة
كانوا غير مدربين على التعامل مع هذا التمرد
حتى أعضاء الفريق الذين فازوا بالبطولة معه لم يكن لديهم المهارات اللازمة
والآن… كانوا بلا حول ولا قوة
حتى قبل أن يبدأ هذا التمرد،
كان أفراد الفريق يشكّون في قرارات تانغ إردا
“ لماذا نعتقل أشخاص أحياء ونصنفهم كهراطقة ؟!”
لقد استمروا في السكوت بسبب مكانة تانغ إردا ،
لكن نظراتهم كانت مزيج من الشك والخوف
لقد بدأوا يشعرون بالرعب من قائدهم ——
حتى سو يانغ، الذي كان أقرب الأشخاص إلى تانغ إردا،
بدأ يتساءل—
" هل فقد الكابتن عقله بعد التعامل مع الهراطقة لفترة طويلة ؟
هل جعله الخمر غبي ؟
هل أصبح … مثل الهراطقة الذين يحاربهم ؟ "
بدأت أصوات الهراطقة الغاضبين تتردد في أنحاء القاعدة
أحد أعضاء الفريق : “ لماذا تمرد الهراطقة فجأة ؟
هل تحققتم من السبب ؟!”
: “ لا نعلم ! لكن جميع الهراطقة داخل القاعدة بدأوا في
فقدان السيطرة!
بعضهم يضرب الأبواب، وآخرون اختفوا من أنظمة المراقبة !”
حدق تانغ إردا بيأس في الشاشة،
حيث بدأ مستوى الماء في الانخفاض،
ووجه باي ليو عديم الحياة على وشك الظهور
تانغ إردا : “ المذنب هنا…
لا يمكن أن يكون سوى هذا الرجل .”
كان تانغ إردا متأكدًا من ذلك
عندما بدأ الماء في الانخفاض،
انجرف قميص باي ليو في الماء،
كاشفًا عن قلادة فضية لامعة
الماء المحيط بها يرتجف بشكل غريب،
وكأن العملة تستجيب لشيء ما
عند رؤية تلك العملة ، فجأة، أدرك تانغ إردا الحقيقة
وضع يده على جيبه، وتحول وجهه إلى الظلام
قلادة الصليب المعكوس في جيبه … تشع بحرارة لا تُطاق
{ لقد كان باي ليو يشتري الوقت متعمّدًا !
بينما كان يتحدث معي ،
كان يستخدم العملة للعثور على الإشارة المنبعثة من
الصليب المعكوس على جسدي
كان يستفزني ليطيل مدة غرقه عن عمد !
هذا الرجل مجنون تمامًا !!! }
ضغط تانغ إردا على أسنانه بقوة حتى كادت تتحطم
{ المؤمن الوحيد بـ الإله الشرير قد صلى له،
واستجاب الإله الشرير بدفع أتباعه الهراطقة لإنقاذ
مؤمنه المحتضر …
هكذا اندلع هذا التمرد … }
نظر تانغ إردا إلى زر التصريف على لوحة التحكم،
مستعدًا لإيقاف العملية فورًا
لكن قبل أن يتمكن من الضغط عليه،
اهتزت القاعدة بعنف، وأُطيح به أرضًا
تمسك أحد أعضاء الفريق الوحيدين الذين بقوا في مكانهم بمقبض لوحة التحكم
انخفض خط الماء على الشاشة،
حتى أصبح تحت رأس باي ليو
تانغ إردا : “ أوقفوا التصريف ! لا تدعوه يخرج من الماء !”
حدق عضو الفريق فيه في ذهول: “ ماذا ؟!”
لكن الأوان كان قد فات
فتح باي ليو عينيه
وفي تلك اللحظة،
بدأ الصليب المعكوس في جيب تانغ إردا في الهمهمة
تردد صوت ' كليك ' عالي
في ثواني ، انفتحت جميع الأبواب المعدنية للزنزانات
المحتجزة بداخلها الهراطقة
ساد صمت ثقيل في غرفة المراقبة
حدّق الجميع بالشاشة، مشدوهين مصدومين
وقف باي ليو داخل الممر ، متكئ على الجدار،
شعره يقطر، وتنفسه غير مستقر
ثم ابتسم بسخرية :
“ إذن ؟ هل أنت مستعد للنظر في صفقتي الآن كابتن تانغ ؟”
بعد ثانية واحدة،
تحولت جميع شاشات المراقبة إلى تشويش ثابت —-
يتبع
تاويل؟؟؟
ردحذف