Ch151
كان وجه عضو الفريق الذي جاء ليبلّغ عن الوضع شاحبًا
يميل إلى الأخضر والبنفسجي،
وكأنه هو من غرق، وليس باي ليو
ساقاه ترتجفان بشدة لدرجة أنه بالكاد استطاع الوقوف،
بينما يفكر في جميع الهراطقة داخل القاعدة وقد تم إطلاق سراحهم.
سقط جالسًا على الأرض ونظر إلى تانغ إردا بعيون يملؤها العجز :
“ قـ قائد تانغ ماذا علينا أن نفعل الآن؟”
لم يكن أيٌّ منهم مستعدًا لتصديق حكم تانغ إردا بشأن
القبض على ' الهراطقة الأحياء ' ،
ولكن الآن، بعدما رأوا باي ليو يطلق سراح جميع الهراطقة
في القاعدة بأكملها…
لم يعد بإمكانهم تجاهل الحقيقة،
ولم يستوعبوا بعد ما حدث
تانغ إردا : “ قف على قدميك .
اسحب سلاحك وارتدِي بدلتك الواقية .
أغلق القاعدة بالكامل لمنع هؤلاء الهراطقة من الهرب،
ثم اقبض عليهم واحد تلو الآخر .”
أخرج تانغ إردا المسدس المعلق على خصره،
وجال ببصره على أفراد الفريق المذعورين :
“ لماذا أنتم واقفون مصدومين هكذا ؟
أبلغوا جميع الموجودين في القاعدة برفع حالة التأهب إلى
المستوى الأول !
بسرعة !”
وقف عدة أعضاء من الفريق على عجل،
وأرسلوا الإشعارات اللازمة،
ثم ارتدوا ملابسهم الواقية
“ تحذير من المستوى الأول !
تحذير من المستوى الأول !
أكثر من 80٪ من الهراطقة في حالة هرب !”
ومع ذلك ، عندما أوشك أحد أفراد الفريق على الضغط على
الزر الأحمر الذي يشير إلى ' إغلاق القاعدة بالكامل ' ،
ارتعشت يده قليلاً
نظر إلى تانغ إردا وكأنه يتوسل إليه،
وعيناه ممتلئتان بالخوف والدموع :
“ القائد تانغ هل تريد حقًا إغلاق القاعدة ؟
لن يتمكن أي شخص من الخارج من الدخول ،
ولن نحصل على أي دعم .
إذا لم نتمكن من القبض على هذه الوحوش،
سنموت في هذه القاعدة معهم…”
نظر تانغ إردا إليه بلا مبالاة : “ هل تعرف لماذا
تم تصميم هذه القاعدة على شكل دائري ؟”
أجاب عضو الفريق بصوت مرتجف :
“ لـ… لتحسين انعكاس الضوء الذي يحمي معلومات القاعدة ؟”
تانغ إردا ببرود : “ ليس تمامًا .
لقد صُمِّمت بهذه الطريقة حتى يتم إغلاقها بالكامل في
حالة الطوارئ، ثم دفنها إلى الأبد تحت الأرض،
لمنع أي هرطوقي من الهرب وتعريض الآخرين للخطر .
عندما انضممنا إلى مكتب التعامل مع الهراطقة الخطرين،
كان علينا أن نعي أننا قد نُدفن في الأرض مع هذه الوحوش.
إما أن نموت نحن، أو يموت العالم بأسره معنا.
هل فهمت؟”
امتلأت عينا عضو الفريق بالدموع،
وارتجفت يداه بشدة،
لكنه مع ذلك رفعها المرتجفة ليؤدي التحية إلى تانغ إردا
: “ نعم! فهمت قائد تانغ !”
عضّ على أسنانه وضغط على الزر، ليُغلَقَ المقر بالكامل
بدأت القاعدة الدائرية الضخمة بالتحرك ببطء،
تدور وتنغلق وتغوص تحت الأرض
تصاعدت سحب ضخمة من الغبار والدخان من حولها،
حتى تحوّلت أخيرًا إلى بناء مغلق تمامًا،
غارق في عمق الأرض
استعاد أفراد الفريق بسرعة هدوءهم بعد رؤية تصرفات
تانغ إردا الجادة والرصينة ،
وبدأوا العمل بنظام وانضباط
ركض أحد أعضاء الفريق وهو يرتدي قبعته الواقية،
مقتربًا بسرعة من تانغ إردا،
الذي يسير بخطوات واسعة،
ثم قال بقلق، “ القائد تانغ بالإضافة إلى تمرد الهراطقة،
وجدنا أيضًا ثلاثة متسللين!”
رفع تانغ إردا حاجبه ونظر إليهم : “ متسللون ؟
فقط أعضاء الفريق الداخلي في القاعدة يمكنهم الدخول.
كيف تسللوا ؟”
بدا عضو الفريق جاد : " نعم هذا ما أردت قوله !
لقد استخدموا بطاقة عمل نائب القائد سو يانغ
هذه البطاقة تتمتع بصلاحيات عالية جدًا،
مما مكنهم من الدخول مباشرة.
فقط، لا أعرف كيف حصلوا على بطاقة نائب القائد سو…”
لم يظهر أي تعبير على وجه تانغ إردا،
لكنه تجمد فجأة عندما كان عضو الفريق في منتصف تقريره
استدار ببطء وحدّق فيه بنظرة مخيفة،
وسأل ببطء شديد،
وكأنه يتأكد من كل كلمة : “ أخبرني، أي بطاقة عمل
استخدموا للتسلل ؟”
ارتجف عضو الفريق عندما رأى النظرة المرعبة في عيني تانغ إردا،
وانخفض صوته بشكل ملحوظ : “ بطاقة نائب القائد سو ،،
نائب القائد سو يانغ…”
———————————————-
في عمق الليل
سو يانغ ، الذي بدا متعب ،
يغط في نوم عميق على السرير المزدوج ،
لكن الوسادة بجواره كانت فارغة.
أما جيآن، فقد نامت هذه الليلة في غرفة الطفلة
كادت أن تفقد طفلتها ، مما جعلها لا تجرؤ على الابتعاد عنها أثناء النوم
لذا ، أعدّت لنفسها مكان بجوار سريرها
الأحداث الكبيرة التي مرت بها هذه الليلة أثرت عليها بشكل واضح،
وجعلتها تعيش العديد من الكوابيس بعد أن غرقت في النوم،
مما جعل نومها مضطرب جدًا
هاتف سو يانغ ، الذي أُخذ مع بطاقة عمله ،
موضوع بجوار سرير الطفلة ، يرن باستمرار
ظهر على الشاشة معرف المتصل : القائد
رن الهاتف وتوقف ، رن وتوقف
لكن جيآن كانت محاصرة في كابوسها، فلم تنتبه
زادت وتيرة الرنين، لكن كل ما فعلته هو أن عبست بعمق،
ثم استدارت لتغط في نوم أعمق
أخيرًا، توقف الهاتف عن الرنين
على الشاشة، ظهر رقم مقلق: [ 21 مكالمة فائتة من القائد ]
وضع تانغ إردا الهاتف جانبًا بنظرة قاسية
كان أعضاء الفريق المحيطون به قد ارتعدوا بالفعل من
تعابيره القاتمة،
وكانوا حذرين عندما سألوه : “ نائب القائد سـ سو لم يرد بعد؟”
بدأت عينا تانغ إردا تحمران ،
والأوعية الدموية في عينيه انتفخت بسبب المشاعر العنيفة
التي كان يكتمها : " الهاتف المحمول ، الهاتف الأرضي …
حتى اتصلت بهاتف زوجته ، ولم يكن هناك أي رد …
…لماذا بطاقة عمل سو يانغ في يد الساحرة الصغيرة ؟!”
كان قد رأى بالفعل التسجيلات من كاميرات المراقبة
من بين المتسللين الثلاثة ، كان اثنان منهم يرتديان أقنعة
وزي الفريق، لذا لم تُرى وجوههم بوضوح
أما الشخص الذي تعرف عليه،
فكان ذلك الظل الداكن الذي يتحرك بسرعة داخل الماء
ليو جي يي، أو الساحرة الصغيرة— القاتلة في فريق باي ليو (6)
كانت معروفة بقدرتها الكبيرة في الماء،
بل إنها قتلت في الماء أكثر مما فعلت على الأرض
كانت أشبه بقرش مفترس حينما تكون في الماء
كما أنها كانت تستمتع بتعذيب الرجال الذين تتراوح
أعمارهم بين 30 و45 عام
خاصةً الآباء الذين لديهم بنات
كان سو يانغ مناسب تمامًا لنمط ضحاياها
وكانت بطاقة عمله بحوزتها
أخذ تانغ إردا نفسين عميقين في محاولة لتهدئة نفسه،
لكن ذلك لم يساعد
في اللحظة التي أغمض فيها عينيه،
تخيل سو يانغ ممددًا أمامه،
مغطى بالدماء،
وهو يبتسم له قائلًا ' قائد ' …
زاد ذلك من اضطرابه
شعر تانغ إردا برغبة في إطلاق النار على رأسه لتهدئة نفسه
قال أحد أعضاء الفريق وهو يراقب تانغ إردا،
الذي كان عمادهم الرئيسي :
“ الآن ، جميع كاميرات المراقبة معطلة…
بدأت الفرق الأخرى بالفعل في البحث عن الهراطقة كما طلبت،
القائد تانغ، يجب أن نبدأ أيضًا.”
ظل تانغ إردا صامتًا للحظة،
ثم نهض وسحب مسدس فضي آخر من خصره
مسدس كلاسيكي أنيق ، يحمل على مقبضه وردة ذابلة
أمسك بهما ، ثم قام بتلقيمهما بحركة سلسة من معصمه
رفع تانغ إردا عينيه الحمراوين،
ونظر إلى أعضاء الفريق،
ثم أصدر أوامره بصوت ثقيل :
“ إذا واجهتم المتسللين أو الهرطوقي الحي باي ليو (6)
فلا تعطوا الأولوية للاحتواء .
أطلقوا النار لقتله .
سأتحمل جميع العواقب .”
في هذه الأثناء ، كان لو ييتشان محتجز في غرفة أخرى
لم يمر وقت طويل على احتجازه حتى بدأ المقر يهتز
كان لا يزال مرتبك عندما أعطاه الحارسان اللذان كانا
يراقبانه بدلة واقية وسلاح
سأل أحدهما ، وعلامات القلق بادية عليهما :
“ أنت ضابط شرطة، صحيح ؟
القاعدة في حالة طوارئ الآن ،
نرجوك أن تساعد إن استطعت !
انتبه لحماية نفسك ، هناك العديد من الوحوش الغريبة هنا.
إذا رأيتها، اهرب إن لم تستطع مواجهتها.
لا تقاتلهم مباشرةً .”
وبعد قول ذلك ، غادر الحارسان بسرعة
أمسك لو ييتشان بأحدهما بسرعة، وسأله بجدية :
“ أريد أن أسأل عن صديقي .
ماذا حدث لـ باي ليو؟
هل هو بخير ؟”
نظر إليه عضو الفريق بنظرة غريبة : “ إذا كنت تقصد باي
ليو6 الهرطوقي البشري، فقد أصدر القائد للتو أمرًا بإطلاق
النار عليه وقتله .”
تجمد لو ييتشان في مكانه،
لكنه استعاد رباطة جأشه بسرعة
ارتدى بدلة الحماية وأخذ المسدس بنظرة حازمة
ثم سأل بجدية : “ إذا استطعت العثور عليه قبل أن تقتلوه،
وأثبت أنه ليس خطير كما تعتقدون ، وليس الوحش
أو الهرطوقي الذي تتحدثون عنه… هل ستعفونه؟”
صُدم الاثنان ، وتبادلا النظرات
وأخيرًا، أجابا بتردد : “… من الناحية النظرية ، نحن لا نوصي
بالقتل إذا استطعنا احتواء الهدف،
ولكن باي ليو (6) خطير جدًا حاليًا.
لا نوصي بأن تذهب إليه…”
قاطعهما لو ييتشان بنبرة هادئة :
“ أنا أعرف إن كان خطير أم لا أكثر منكما .”
نظر إلى الحارسين بهدوء،
بينما يداه تعملان على تلقيم المسدس أيضاً
و بإحكام ، دفع المخزن إلى الداخل ، وأغلقه بنقرة حادة
ثم ابتسم لهم بود، وقال: “ لقد كنت معه لمدة عشر سنوات.
عندما يتعلق الأمر بباي ليو ، فأنا أملك الكلمة الأخيرة .”
الحارسان، اللذان رأيا باي ليو يفتح جميع الأبواب،
غير مقتنعين بكلامه
“ سيقتلك "
ابتسم لو ييتشان بإخلاص : “ إذن، سأراهن بحياتي أنه لن يفعل ذلك .”
——————————————————
في مكان آخر ،
ليو جي يي ومجموعتها متوقفين عند باب الغرفة 1807
الباب مفتوح
نظر مو كي بحذر إلى الداخل،
لكنه لم يجد شيئ
تراجع للخلف ونظر إلى ليو جي يي :
“ لا، باي ليو ليس هنا .
لا يوجد شيء بالداخل .
هل أنتِ متأكدة أن هذا هو المخرج الذي وجدتهِ ؟”
أخرجت ليو جي يي نظاراتها البصرية لفحص المكان،
ثم عبست وقالت : “ نعم، أنا متأكدة .
الماء تراجع الآن ، لكن هناك شيء غير صحيح…
جميع الأبواب هنا مفتوحة .
عندما دخلنا، كانت مغلقة .
لابد أن شيئ خطير كان محبوس داخلها ، لكنها فارغة الآن…”
خلع مو سيتشينغ قناع التنفس ،
انحنى على الأرض ،
ثم شمّ الهواء بتركيز ،
أشار إليهما قائلاً بجدية : “ انتظروا !
أشم رائحة باي ليو هنا "
نظر إليه مو كي وليو جي يي بوجوه مليئة بعلامات الاستفهام
“ وما هي رائحته ؟”
أجاب مو سيتشينغ بجديّة : “ رائحة النحاس ”
“…”، حدّق مو كي به في صمت
ليو جي يي: “…هل كان لابد أن تلقي نكتة في مكان كهذا؟”
مو سيتشينغ صرخ بغضب: “ لا تنظروا إليّ وكأنني مجنون !
أنا جاد تمامًا !
أستطيع شمّها فعلًا !
توجد رائحة باي ليو هنا، مما يعني أنه كان هنا بالفعل !
المخرج الذي وجدته ليو جي يي صحيح !”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق