Ch157
عمّ الصمت …
لم يدم الأمر سوى لحظة واحدة فقط،
ثم تحول إلى ضجيج صاخب في أذني تانغ إردا،
مثل زئير طويل لا ينتهي
لم يتكلم أي من أفراد الفريق
لكن هذا الصمت القاتل لم يدم طويلًا
سرعان ما اقترب أحد أعضاء الفريق بخطوات مرتجفة،
حاملاً جهاز لابتوب آخر بين يديه
عيناه ممتلئتين بالدموع وهو يقول بصوت مبحوح:
“ القائد تانغ… لقد أرسلوا صور العضو الذي سيموت في
الجولة القادمة .”
ترنح تانغ إردا وكاد يسقط،
لكنه استند على ظهر الكرسي ليدعم نفسه
أنزل رأسه لمدة طويلة دون أن يصدر أي صوت
وعندما رفعه أخيرًا…
عيناه خاويتين تمامًا، مظلمتين بلا بصيص أمل
نظر إلى من حوله، ثم سأل بصوت مبحوح ثقيل :
“ باي ليو (6)… يخاف من الماء، صحيح؟”
في تلك اللحظة،
بدا أن جزء من روح تانغ إردا قد تحطم تمامًا
تحطم إلى أشلاء مع موت سو يانغ،
وانهار بالكامل وسط ضحكات المهرج المجنونة والمزعجة
جميع ذكرياته بدأت وانتهت بنفس المشهد …
عينا باي ليو (6) الهادئتان ، أشبه ببحيرة راكدة ،
خالية من الأمواج، مغطاة بطبقة من الطحالب
وكان هذا المشهد يتكرر الآن أيضًا
ببطء، وقف تانغ إردا،
الذي كان راكعًا على جسد لو ييتشان، مرتجفاً
عيناه الزرقاوان الداكنتان فارغتين، بلا أي ضوء،
بينما رفع يده، وصوّب مسدسه مباشرة نحو باي ليو
تمامًا كما فعل المهرج وهو يضحك،
قبل أن يصوب مسدسه نحو سو يانغ البريء
الآن، كان تانغ إردا يرفع مسدسه بلا مبالاة نحو باي ليو البريء
الصياد العادل،
الذي تجول في عدد لا يحصى من الجداول الزمنية،
وقف أخيرًا، وهو يحمل ملامح أحد أعضاء ' السيرك
المتجول ' الذي طالما كرههم
تحرك مو سيتشينغ ومو كي بحذر ، مقتربين أكثر
كان مسدس مو سيتشينغ يكاد يلامس رأس تانغ إردا،
لكنه ظل غير مكترث،
مصوبًا سلاحه على باي ليو بثبات
كان الأمر مربكًا بعض الشيء ،
مما دفع مو سيتشينغ إلى القول ببرود :
“ القائد تانغ، سنفجر رأسك ونجعله مثل الفشار قبل أن
تتمكن من إطلاق النار على باي ليو .”
مو كي تحدث بنبرة هادئة :
“ الأفضل أن تضع مسدسك جانبًا .”
على الجانب الآخر ،
لو ييتشان قد نهض بصعوبة ،
متكئ على معصميه المتألمين
بينما قفزت ليو جي يي بخفة،
لتصل إلى جانب باي ليو
ثم نظرت إليه من الأعلى إلى الأسفل،
وكأنها تفحص بضاعة
بعد التأكد من أنه لم يُصب،
نقلت نظراتها نحو الرجال الأربعة الذين كانوا يواجهون
بعضهم البعض في الممر
في العادة،
كانت ستقول ببساطة ' اقتلوا تانغ إردا وادخلوا إلى اللعبة '
وهكذا تنتهي المشكلة
لكن هذه المرة،
وقعت عيناها على لو ييتشان الذي كان ينهض ببطء
لو ييتشان لم يكن لاعب مثلهم
وجوده يعني أنهم لا يستطيعون الدخول إلى اللعبة بسهولة
بناءً على معرفتها بهذا الشرطي الصالح،
كانت ليو جي يي متأكدة من أنه سيصاب بصدمة كبيرة
إن قتلوا تانغ إردا أمامه
بل ربما سيحاول تسليمهم إلى العدالة
كانت ليو جي يي تعرف أنه إن اكتشف لو ييتشان أنها
فعلت شيئ غير قانوني هنا،
فمن المحتمل أنه سيوبخها لساعات طويلة
في الماضي، عندما كان يحرسها،
كان متطفلًا بشكل خاص،
يتدخل في كل الأمور التافهة،
وكأنه والدتها المتقاعدة التي تعاني من انقطاع الدورة الشهرية
مجرد تذكر ذلك جعل جسدها يقشعر
شعرت ليو جي يي بعدم ارتياح غريب،
كما لو أن شيئ ما يزحف على عمودها الفقري
و دون وعي، اختبأت خلف باي ليو
ورفعت نظاراتها الضخمة قليلًا لتغطي وجهها بشكل أفضل
لاحظ باي ليو حركتها الصغيرة
التفت قليلًا لينظر إليها،
لتقابله ليو جي يي بنظرة سريعة،
ثم تُبعد بصرها في اتجاه آخر
كانت تلك نظرات شخص اعتاد على محاضرات لو ييتشان المطولة ~
كما كان متوقع ، وقف لو ييتشان فورًا محاولًا تهدئة
الثلاثة الذين كانوا يواجهون بعضهم البعض بالأسلحة
تحرك بسرعة ، وقف أمام مسدس تانغ إردا الموجه مباشرة إلى باي ليو ،
ثم رفع يديه ، ممسكًا بمسدسي مو كي ومو سيتشينغ،
محاولًا خفضهما
تنهد تنهيدة خفيفة وبدأ خطابه المعتاد :
“ ما فائدة القتل والعنف ؟
لماذا لا نجلس جميعًا حول قدرٍ ساخن ونتحدث ؟
ما الجدوى من استخدام الأسلحة لحل المشاكل ؟
انظروا إلى هذا المكان الضيق ، والجدران المعدنية من حولنا .
إذا أطلقت رصاصة هنا ، فقد ترتد ،
ومن يدري من سيصاب ؟
الرصاصة التي تصيب الآخرين قد تعود إليك في النهاية . فلماذا العناء؟…”
مو سيتشينغ كان مذهول تمامًا،
وهو يحاول سحب سلاحه من قبضة لو ييتشان :
“ من أنت بحق الجحيم ؟”
مو كي حاول هو الآخر استعادة مسدسه لكنه لم يتمكن :
”؟؟؟”
في الجهة الأخرى ،
ليو جي يي وباي ليو يحدقان بالمشهد بنفس
التعبير المألوف :
' آهههخ … ها هو بدأ مجددًا '
ليو جي يي شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدها
كان هذا الإحساس مألوف جدًا
لكن تانغ إردا قطع حديث لو ييتشان فجأة
نظر إليه مباشرةً وقال بصوت هادئ:
“ أنت محق… الرصاصة التي تصيب الآخرين ستعود إليك في النهاية .”
ثم رفع ذراعه ببطء ، واستدار قليلًا
تحت نظرات لو ييتشان المذهولة ،
وجه تانغ إردا المسدس إلى رأسه هو هذه المرة
كان المسدس ذو الطراز القديم مزينًا بزهور وردية فضية لامعة
أزال تانغ إردا الأمان بإبهامه
ثم، تحت حركات لو ييتشان المضطربة،
قال بصوت هادئ خافت :
“ أنا أفهم هذا الأمر… أكثر من أي شخص آخر "
[إشعار النظام: قيمة الصحة العقلية للاعب تانغ إردا في
الواقع عادت إلى 0،
وتم تحويله بالكامل إلى وحش .]
[ إشعار النظام: استخدم اللاعب تانغ إردا التحول
الوحشي لفتح “كتاب الوحوش: صياد الورود الذابلة”.
يمكنه الآن استخدام المهارة الشخصية “الروليت
الروسية”.]
[ الروليت الروسية: المسدس يحتوي على ست
رصاصات، ثلاث منها تقتل اللاعب نفسه،
وثلاث تقتل الخصم .]
[الصياد يرفع ' مسدس الوردة الانتحارية ' ويسحب الزناد ،
ليصبح الأمر مقامرة : من سيموت أولًا ، أنت أم هدفك ؟]
[… هل تريد استخدام المهارة ؟]
[ تانغ إردا : … نعم… ]
[ تم تأكيد الهدف : باي ليو .]
[ إشعار النظام : الأسطوانة بدأت بالدوران .
المقامرة على وشك أن تبدأ .]
دارت أسطوانة المسدس بجانب صدغه،
وصوت تحميل الرصاصة كان صادم بالنسبة لتانغ إردا
لو ييتشان مذهول ، و جسده يرتجف
منظر تانغ إردا، الغارق في نفسه،
وهو يرفع المسدس إلى رأسه…
كان أشبه بمشهد انتحار مباشر أمامه
حتى مو كي ومو سيتشينغ كانا مصدومين،
لم يعرفا كيف يتصرفان
رغم أن أسلحتهما كانت موجهة إليه
لكن ليو جي يي شعرت بشيء غريب
تقدمت خطوة صغيرة نحو باي ليو، و حاجباها عابسان
في عقلها ، ترددت كلمات وانغ شون :
{ : " صياد الورود قناص محترف.
صعب تحديد مصدر طلقاته على الخريطة .
أحيانًا يكون على بعد آلاف الأمتار ، لكنه لا يخطئ "
: " مهاراته ؟ لا أحد يعرف بالضبط .
إنه وحيد جدًا ، حتى من يعملون معه لا يعرفون أسراره .
كل ما نعرفه هو أن سلاحه مسدس فضي…
و متعلق بالورود… "
مسدس فضي… متعلق بالورود… }
حدقت ليو جي يي في السلاح بيد تانغ إردا
{ هذا سلاح مهارة !
كيف يمكنه استخدام سلاح مهارة في العالم الواقعي ؟
هذا غير منطقي على الإطلاق !
لكن المنطق لم يكن مهم الآن
لا يوجد وقت للتردد }
ليو جي يي : “ مو كي! مو سيتشينغ!
أطلقوا النار عليه فورًا !
هناك خطب ما في مسدسه !”
ضحك تانغ إردا فجأة
ضحكته تداخلت مع صرخة ليو جي يي التحذيرية،
مما صنع لحن مرعب
نظر بعينيه الزرقاوين العميقتين نحو باي ليو (6)
ابتسم قليلاً، ثم همس:
“باي ليو (6)… أنت تعلم ،
أنا لم أخسر هذه اللعبة ضدك أبدًا .
هذه اللعبة الوحيدة التي أستطيع الفوز بها عليك .
لأن حظك سيئ جدًا .
في كل مرة أطلق فيها الرصاصة…
تكون موجهة إليك .”
لو ييتشان شهق بفزع
أصبع تانغ إردا ضغط على الزناد
بانغ ——-
خرجت الرصاصة الفضية بسرعة دوامية،
مارة عبر رأس تانغ إردا دون أن تصيبه،
ثم اصطدمت بالجدار المعدني،
وعادت مباشرةً نحو باي ليو
“ باي ليو !”
قفزت ليو جي يي على جسد باي ليو بسرعة تفوق الإدراك البشري
قبل أن يتمكن من الاستجابة،
أغلقت عينيها بإحكام، وأمسكت به بقوة،
مقوسة جسدها،
تاركةً فراغ بسيط كحاجز بين رأسه وجسدها
و الرصاصة اصطدمت بخصرها مثل قذيفة مدفع
أصدرت صوت تأوه مكتوم،
وجسدها اندفع للأمام،
لكن الفراغ الذي تركته امتص التأثير جزئيًا
وكأن وعاء صغير من الفخار قد تحطم،
متفجرًا بسيلٍ من الدماء
على الفور، تلطخ قميص باي ليو الأبيض بالأحمر القاني
أمسكت ليو جي يي بقميصه بقوة، ثم أفلتته ببطء،
متراجعة إلى الخلف ،
لتسقط في أحضان باي ليو، الذي مد يديه ليمسك بها
ارتجفت شفتاها، وتدفقت الدماء منها،
لكنها رفعت إبهامها بصعوبة،
ووضعت بصمتها الدموية على ياقة باي ليو
ثم تحدثت بصوت ضعيف:
”…اذهب… اذهب…”
نظر إليها باي ليو بهدوء ، وأجاب بثقة :
“ خذ لو ييتشان وادخل إلى اللعبة .
أعرف ما يجب فعله .”
أغلقت ليو جي يي عينيها، وارتخت ببطء بين ذراعيه
استمر الدم بالتدفق بين أصابع باي ليو،
الذي يضغط على إصابتها
أنفاسها وصوتها بدأا يتلاشيان …
”…البقية… أنت… دبرها… لست… مستيقظة بالكامل بعد…”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق