القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch156 |GHG

 Ch156


انتاب تانغ إردا غضب شديد كاد أن يجعله يفقد وعيه ،

صرخ: “ اتركني لو ييتشان! 

أنت لا تعرف مدى خطورة باي ليو (6)!”


تغيرت ملامح لو ييتشان فجأة إلى الجدية: 

“ أنا أستخدم حياتي كضمان على أن باي ليو لم يرتكب 

أي عمل غير قانوني أو إجرامي حتى هذه اللحظة .”


عينا تانغ إردا محمرتين من الغضب: 

“ حتى هذه اللحظة فقط ! 

ألا تفهم أن باي ليو (6) مجرم بالفطرة ؟

بمجرد أن تتاح له أدنى فرصة ، 

سيقوم حتماً بجرائم لا يمكن إصلاحها . 

أنت أيضًا شرطي ، ألا تعلم كيف يجب التعامل مع 

أشخاص كهذا عندما تقابلهم؟”


سكت لو ييتشان للحظات ثم أجاب: ”… قمع الجريمة ، 

السيطرة على السلوك ، ومراقبة الدوافع .”


صوت تانغ إردا يزداد برودة مع كل كلمة ينطقها، 

بينما أصبح تنفسه أثقل : “ يمكنك إزالة السيطرة والمراقبة . 

في مكتب التعامل مع الهراطقة و الأشياء الغريبة ، 

لدينا طريقة واحدة فقط للتعامل مع الهراطقة شديدي 

الخطورة الذين لا يمكن السيطرة عليهم بالقانون، وهي قتلهم .”


بعد أن نطق بهذه الكلمات، 

ارتخت ذراعه للحظة، 

مما سمح له بالإفلات من قبضة لو ييتشان


التوى تانغ إردا بذراعه التي كان لو ييتشان يمسكها، 

ثم ضغط عليها بقوة للأسفل


و انطلقت صرخة ألم من لو ييتشان الذي اضطر إلى تركه، 

فانتهز تانغ إردا الفرصة 

وألقى ضربة بمرفقه على رقبة لو ييتشان، 

ثم استدار بيده اليسرى دون تردد وأطلق النار باتجاه باي 

ليو الذي يقف مقابله


انقضّ لو ييتشان بكل قوته ، محاولًا منع تانغ إردا


أمسك بيده بكلتا يديه ، وسدد له ركلة أسقطته على أرضية الممر، 

ثم استخدم قوة خصره لقلب تانغ إردا وسلاحه معه


انطلقت الرصاصة من مسدس تانغ إردا، 

لكنها لم تصب هدفها


اصطدمت بالجدار المعدني في الممر، 

وارتد صداها في المكان، 

تلاه صرخة حادة عندما اندفع لو ييتشان نحو باي ليو وهو 

يصرخ : “ باي ليو ! انبطح !”


مرت الرصاصة بجانب أذن باي ليو، 

واصطدمت بباب الغرفة 0001


الغريب في الأمر أنه لم يكن هناك أي صوت عندما سقطت على الأرض بهدوء


نظر تانغ إردا إلى لو ييتشان بعينين داميتين، 

ثم و بصوت متهدج وهو يتحرك بسرعة : “ هل تعرف حقًا 

من تحاول إنقاذه ؟”


ثم ضغط بإصبعيه السبابة والوسطى على العظم أسفل 

تفاحة آدم في عنق لو ييتشان، 

مما جعله يختنق ويضطر إلى ترك ذراعي تانغ إردا


عندها، لف تانغ إردا ساقه اليمنى حول ذراع لو ييتشان 

اليمنى المثبتة عليه، 

وركل بركبته مؤخرة رأسه بقوة


“ آه !”


شعر لو ييتشان أن جميع أسنانه تكاد تتخلخل بسبب الضربة العنيفة


لم يكن لديه مجال للمقاومة هذه المرة، 

فقد كان تانغ إردا يمسكه بكل قوته


امتلأ فم لو ييتشان بطعم الدم، 

الذي بدأ يتدفق بين أسنانه وينسكب على الأرض، 

ملوثًا وجهه


في هذه اللحظة ، وقف باي ليو في الممر ، 

بينما رفع تانغ إردا سلاحه مرة أخرى


لكن باي ليو ظل هادئ ، 

ضاغطًا على العملة في صدره وهو 

يراقب لو ييتشان المقيد

{ لقد وعدت لو ييتشان بألا أستخدم هذه الوحوش بسهولة ، 

لكن الوضع الحالي لا يبدو سهلاً أليس كذلك ؟


آخر مرة استخدمت فيها قوتي ، 

شعرت وكأن طاقتي قد استُنزفت بالكامل ، 


كما لو أن حياتي تُمتص مني شيئًا فشيئًا


لم أكن متأكد مما قد يحدث إذا أعدت استخدامها الآن … }


رأى لو ييتشان حركة باي ليو الصغيرة وهو يضغط على العملة، 

فصرخ محاولًا النهوض : “ باي ليو! لا تستخدمها ! 

لا تستدعي هؤلاء الوحوش مجددًا !”


في الممر المظلم ، 

اندفع ظل أسود بسرعة جنونية


كان تانغ إردا سريع الاستجابة، 

فرفع يده بلا تردد استعدادًا لإطلاق النار على هذا الظل الذي بدا وكأنه وحش


لكن الظل الأسود كان أسرع منه


في لحظة ، تحركت يد هذا الكائن بسرعة خاطفة، 

مقاطعةً تانغ إردا قبل أن يتمكن من الضغط على الزناد، 

محاولًا انتزاع سلاحه


لكن تانغ إردا كان أسرع


قلب المسدس في يده وضرب الظل الأسود بمقبضه بقوة


“ تسك !”


انبعث من الظل صوت تأوه منخفض، 

و تراجع سريعًا إلى الظلام


صرخ لو ييتشان الملقى على الأرض بذهول : 

“ ألم أقل لك ألا تستدعي الوحوش ؟!”


رفع باي ليو كتفيه ببراءة: “ لم أفعل . 

قبل أن أتمكن حتى من التصرف ، ظهر هؤلاء الوحوش 

من تلقاء أنفسهم .”


خرج مو سيتشينغ من الظلام، 

يمسح الدم الذي سال من فمه بسبب ضربة المسدس، 

ثم نظر إلى باي ليو بعبوس 

وقال بصوت نافذ الصبر: “من تعتقد أنك تسميه وحشًا؟”


كان يمسك مسدس في يده، ويوجهه مباشرةً نحو تانغ إردا


لكن على الرغم من أن السلاح كان موجهًا نحوه، 

إلا أن تانغ إردا ظل هادئ تمامًا : “ كما توقعت… إنه أنت، 

اللص مو سيتشينغ.”


كانت حركات السرقة هذه مألوفة لديه جيدًا


كان هذا هو الأسلوب النموذجي 'لقرد الكابوتشين السارق '

 تحت قيادة باي ليو (6)


في الماضي، أثناء مطاردته لهذا الرجل، 

سرق منه سلاحه بالطريقة نفسها


ثم قام باستخدامه بوحشية ، ليس فقط للعب به ، 

ولكن أيضًا لقتل جميع أعضاء فريق تانغ إردا الذين كانوا يلاحقونه


خرج شخص آخر من الظلام ، 

ممسكًا بمسدس وموجهاً إياه نحو تانغ إردا


كان ذلك مو كي، بينما وقفت بجانبه ليو جي يي بلا أي تعبير على وجهها


تأمل تانغ إردا الأشخاص من حوله ببطء:

“ التاجر مو كي، 

الساحرة الصغيرة ليو جي يي، 

وقرد الكابوتشين السارق مو سيتشينغ…”


كان هؤلاء جميعًا خصومًا قدامى له


لم يبقَى سوى فرد واحد فقط، 

وعندها سيكتمل فريق ' السيرك المتجول ' الخاص بباي ليو (6)


بعد خمس سنوات ، 

سيدرّبهم باي ليو (6) ليصبحوا أشرس كلاب الصيد تحت قيادته


إنهم الوحوش التي عاشت في ذاكرة تانغ إردا —-

الفريق الذي زرع الرعب في قلبه


لص يستطيع سرقة أسلحته ، 

ساحرة صغيرة تحتل المرتبة الرابعة في ' نقابة الملوك ' 

والتاجر مو كي، الذي عندما بدأ تانغ إردا التحقيق في أمره، 

كان قد جمع بالفعل ثروة لا تصدق


ولم يكن ذلك كل شيء


كان هناك أيضًا أكثر اللاعبين جنونًا : ' دانييل المهرج ' 

الفتى الذي قتل فريق تانغ إردا بأكمله في إحدى بطولات الألعاب


كان ابنًا لمهرب أسلحة حقيقي ، 

مجرم مطلوب عالمي قبل أن يدخل اللعبة ، 

وشخص له صلات بمنظمات إرهابية كبرى


دانييل المهرج —- في الجدول الزمني الأصلي ، 

تعاون مع باي ليو (6) لقتل سو يانغ برصاصة فضية


لكن الآن ، لم يحدث شيء


هؤلاء الوحوش الذين سيرتكبون أفعالًا شريرة في 

المستقبل، لا يزالون صغار


لم يصلوا بعد إلى المرحلة التي يتم فيها استخدام أرواح 

العديد من الأشخاص ككفّارة عن خطاياهم


لم يصلوا إلى النقطة التي سيجعلون فيها تانغ إردا يركع 

أمام شواهد قبور من كان يعرفهم، 

باكيًا بألم حتى ينهار تمامًا


الآن، هؤلاء النماذج الأولية من الوحوش الشريرة كانت 

محبوسة في قفص بلا قاع


و كل ما عليه فعله هو إطلاق رصاصة واحدة فقط، 

ولن يتكرر المستقبل الذي لم يستطع الهروب منه أبدًا


تحركت عيناه المتعبة ببطء من ليو جي يي، 

التي كانت مبتلة ومتسخة، 

إلى مو سيتشينغ، الذي كان وجهه مغطى بآثار الدم 

ويمسك بمسدس بوضعية غير صحيحة ، 

وأخيرًا إلى مو كي، الذي كانت تعابيره متوترة بينما يوجه 

سلاحه نحوه


وفي النهاية ، ثبت نظره على باي ليو (6)، 

الذي يقف أمام غرفة 0001


جميعهم لم يعودوا كما في ذكرياته


ضعفاء جدًا وهزيلين للغاية


بدا أن مذبحتهم التي ظلت محفورة في ذاكرته لم تكن سوى 

وهم اختلقه ليواسي نفسه


لكن هذا الوهم تحطم تمامًا في اللحظة التي رأى فيها باي ليو (6)


فقط باي ليو (6) لم يتغير أبدًا


كان تمامًا كما في ذكرياته في كل الجداول الزمنية.



يرتدي قميص أبيض بسيط وبنطال رسمي ، 

جسده نحيل ، وعيناه السوداوان خالية من أي مشاعر


ينظر إليه بهدوء، 

و عيناه السوداوان عميقتين لدرجة أن الليل نفسه لم 

يكن ليعرف الفجر بعد الآن


يحدق فيه كما لو أن الهاوية تراقب صياد


شعور غريب جدًا


لقد عاش تانغ إردا الكثير من الذكريات، 

أكثر مما يمكنه أن يحصي


لم يعد يعلم عدد الجداول الزمنية التي مر بها


هناك ذكريات مؤلمة لا حصر لها داخل رأسه، 

لدرجة أنه لم يعد قادر على تذكر أغلبها بوضوح


لكنه يتذكر دائمًا عيني باي ليو (6) السوداوين وسط كل 

تلك الذكريات المتشابكة


باي ليو (6) كان مثل إله شرير خالد وغير قابل للتدمير ،

يجلس دائمًا في أعمق نقطة من القصة ، 

يراقب تانغ إردا بهدوء ،

بابتسامة صغيرة على وجهه ، 

وكأنه يشفق عليه ويقول له ' بغض النظر عن مدى 

صراعاتك ، لن تحصل أبدًا على النتيجة التي تريدها .

لن تستطيع إنقاذ من تريد إنقاذه . '


الأشخاص الذين ماتوا مرات لا تحصى ،

مدّوا أيديهم وأمسكوا بمعصميه وكاحليه، 

محاولين سحبه نحو هاوية الجحيم

صرخوا إليه بألم:


“القائد! اقتله! انتقم لنا!”


كانت هذه الذكريات تتكرر باستمرار في كل زاوية من دماغ تانغ إردا


وتندمج في نهاية المطاف في ذاكرة سوداء رمادية غامضة، 

أطلق عليها الجميع اسم ' كراهية الجميع '


لم تعد مجرد ذكريات تانغ إردا وحده


بدا وكأن أرواح كثيرة استوطنت عقله




كأنهم كانوا يعيشون داخله ، 


يرافقونه في كل لحظة ، في كل ثانية


يهمسون في أذنه بدموع ودماء على وجوههم :


“ القائد، لماذا لم تنتقم لي بعد ؟”


هل نسيتنا ؟


هل نسيت زملاء الفريق الذين ماتوا من أجلك ؟


هل نسيت معنى وجودك ؟


هل نسيت لماذا سلكت هذا الطريق ؟


هذا الغضب الجماعي الذي لا يتوقف ،


يصل دائمًا إلى ذروته في اللحظة التي يرى فيها تانغ إردا 

باي ليو (6) في كل جدول زمني


كان الأمر أشبه بأن الأشباح التي تطارده امتلكته بالكامل،


لتصرخ بجنون في وجه باي ليو (6)


“ لماذا فعلت ذلك ؟!”


“ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة بحق الأبرياء، 

ألا تشعر بالألم عندما ترى هؤلاء الناس العاديين يعانون بسبَبك ؟!”


هذا ما سأله تانغ إردا أول مرة عندما قبض على باي ليو (6)


لكنه في ذلك الوقت لم يكن هادئ كما هو الآن


بل كان غير قادر تمامًا على الحفاظ على هدوئه


الفكرة الوحيدة التي كانت تسيطر على عقله حينها هي 

إطلاق النار مباشرة على رأس باي ليو (6)،

ذلك الرجل الذي كان يجلس في غرفة الاستجواب، 

مبتسمًا له بثقة


قبل أن يتمكنوا من القبض على باي ليو6 حي داخل القاعدة ،

قُتل ما يقارب فريقان بالكامل


بالإضافة إلى ذلك ، 

تم أسر بعض أعضاء الفريق من قبل السيرك المتجول ،

واقتيادهم بعيدًا


كل دقيقة وثانية من استجواب باي ليو (6)،

كان الأعضاء الناجون في القاعدة يتلقون مقاطع فيديو 

لتعذيب زملائهم الأسرى لإجبارهم على الاعتراف


الأسرى عانوا من جرائم أشد قسوة من الموت نفسه


وكان كل شيء يُصور ويرسل مباشرةً إلى هواتف وأجهزة 

الحاسوب الخاصة بكل ناجي في القاعدة


فقط بمشاهدة هذه المقاطع ،

لم يشعر أيٌ من الناجين بالسعادة لأنه نجا


ظهر وجه المهرج في الفيديو


كان وجهه مرسوم بأساس زيتي أبيض ثقيل ، 

يحمل رمز الماس ' البستوني'


و تحت عينه اليمنى ، 

دمعة ضخمة ملطخة بالطلاء الأسود


زوايا شفتيه مرسومة بشكل مبالغ فيه باللون الأحمر ،

ممتدة نحو الأعلى بابتسامة سعيدة بينما يضحك بخفة


سحب شعر أحد أعضاء الفريق المعذبين بشدة،

لدرجة أنه بالكاد بدا بشريًا بعد الآن


ثم قال بصوت هادئ وساخر:

“ إذا كنتم تريدون استعادة زملائكم … 

فاستبدلوا القائد بهم ”


حتى في كوابيسه، 

لم يستطع تانغ إردا نسيان وجه ذلك العضو


زيه مغطى بالدماء بالكامل،

وجسده كله يرتجف من الألم


بطاقة العمل على صدره مغطاة بآثار الدم ،

لكن لا يزال بالإمكان رؤية الحرف ' سو ' بصعوبة


البقية مطموسة بالدم


تذكّر المهرج شيئ فجأة


ثم أمسك بشعر الرجل ،

وجرّ وجهه المحتضر إلى كرسي الإعدام أمام الكاميرا


ثم نظر إلى الكاميرا بعينين نصف مغلقتين،

وقال بابتسامة:


“ آووه صحيح نسيت أن أخبركم بمن تتم معاقبته هذه المرة ...

إنه نائب قائد الفريق الثالث… سو يانغ .”


رفع سو يانغ وجهه المتسخ والمليء بالجروح بصعوبة

و الدماء تتساقط من الجرح على جبهته، 

و تنساب إلى عينيه، 

ثم تنحدر على طول فكه حتى تسقط على الأرض


بدت جروحه وكأنها تُمزق من جديد بفعل حركات المهرج، 

مما أعاد إليه القليل من وعيه الباهت


التفت نحو الكاميرا ببطء وقال بصوت جاف:


“القائد… كن هادئ ، 

لا تنسَى نفسك… 

لا تدعهم يقودونك إلى ما يريدون .”


توقف عقل تانغ إردا عن العمل تقريبًا


وقف أمام شاشة تعرض مقطع الفيديو الذي يُظهر تعذيب سو يانغ، 

بينما غطى مجال رؤيته ضوء أبيض ملطخ بالدماء


يخبر نفسه أنه يجب أن يحافظ على هدوئه، 

و أنه لا يمكنه قتل الأسرى دون دليل

و عليه التمسك بالعدالة القانونية


كان هذا ما يريده سو يانغ، 

كان يأمل أن يبقى تانغ إردا متمسكًا بمبادئه، 

وأن يحافظ على الحد الفاصل الأخير بين الإنسان والوحش


لم يكن هناك فرق بين ضابط قانوني فقد أعصابه وبدأ في 

تعذيب السجناء، 

وبين المهرج الذي عذب أعضاء فريقه بلا رحمة


لكن رغم ذلك ، كان تانغ إردا يتوق لقتل باي ليو (6)، 

الشاب الجالس أمامه بابتسامة باردة على وجهه


إلا أن كلمات سو يانغ، المنطوقة بوجه مغطى بالدماء، 

تحولت إلى أغلال غير مرئية، ربطته إلى كرسيه، 

وأبقته على مسافة وهو يستجوب باي ليو (6)، 

ذلك الشاب الشرير المتحكم بكل شيء


انتفخت عروق تانغ إردا على جبهته وهو يتحدث إلى باي ليو (6) بحدة:

“المال الذي لديك، الثروة التي جمعتها تكفيك لتنفقها 

ببذخ لعدة حيوات! 

فلماذا تستمر في إيذاء الآخرين من أجل الربح ؟! 

أنت في الواقع تُهَرِّبُ الشر إلى عالم البشر !”


ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتي باي ليو (6)


أسند مرفقيه على مسندي الكرسي، 

وشبك أصابعه أمامه، بينما الأصفاد الفضية تتدلى من معصميه


اتكأ بكسل على الكرسي، 

مائلًا رأسه قليلًا وهو يحدق في تانغ إردا الجالس أمامه


ثم كرر كلماته بابتسامة خفيفة:

“ لماذا أُهَرِّبُ الشر إلى العالم ؟”


انحنى إلى الأمام ، مستندًا على الطاولة، 

ونظر إلى تانغ إردا الذي كان يشعر بضغط ثقيل يثبته على كرسيه


تدلت قلادة الصليب المقلوب والعملة المعدنية من 

قميصه، متأرجحة أمام عيني تانغ إردا


بسرعة، وضع تانغ إردا يده على خصره بحذر، 

استعدادًا لأي شيء


خفض باي ليو (6) عينيه قليلًا وقال بنبرة هادئة:

“الضابط، لماذا أُهَرِّبُ الشر إلى العالم؟

لأنه ببساطة، هناك الكثير من البشر الذين يريدون شراء 

الشر مني.”


ارتفع حاجب تانغ إردا قليلًا


تابع باي ليو (6) بابتسامة فاترة:

“ أنا لا أفعل أي شيء بلا فائدة .

بشكل عام، أنا مجرد حلقة في سلسلة إمداد الشر .


الأشخاص الذين يجب عليك معاقبتهم حقًا ليسوا أنا المهرب ، 

بل هؤلاء البشر الذين يشترون الشر مني بجشع .

من دونهم… لن يكون هناك وجود لي.”


حبس تانغ إردا أنفاسه وهو يحدق في باي ليو (6)


عاد باي ليو (6) إلى الخلف ببطء في مقعده، 

ثم تساءل بصوت هادئ:

“ لماذا لا تعاقب هؤلاء الأشخاص؟

هل لأنهم كُثر؟ 

لأنهم يشكلون أكثر من نصف السكان الذين تحاول حمايتهم ؟

القانون لا يُدين الجماعة ، أليس كذلك ؟

أنا أفهم هذا المنطق جيدًا ، أيها الضابط .”


رفع باي ليو (6) نظره بهدوء:

“ عندما انتشرت السجائر لأول مرة ،

اعترض عليها الكثير من الناس ، بدءًا من الحكومات ، 

وصولًا إلى المواطنين العاديين الذين كانوا على دراية بمخاطرها .

ومع ذلك ، لم يهم الأمر .


بغض النظر عن الضرائب الباهظة، 

أو الإجراءات الصارمة، 

أو حتى التحذيرات المطبوعة على كل علبة سجائر…


في النهاية ، أصبحت السجائر واحدة من أكثر المنتجات 

الترفيهية اليومية انتشارًا في العالم، 

وتُدر ضرائب هائلة لمعظم الدول .”


نظر باي ليو (6) إلى جيب تانغ إردا العلوي، 

حيث توجد علبة سجائر نصف مكشوفة


بمجرد أن التقت عيون تانغ إردا بنظرة باي ليو (6)، 

أمسك بعلبة السجائر لا إراديًا




ضحك باي ليو (6) بصوت خافت وقال:

“ أرأيت ؟ 

حتى أنت مفتون بهذه الأشياء .

أيها الضابط، ألا تعتقد أنك تعاني من ازدواجية المعايير ؟

أنت لا تستطيع حتى مقاومة التدخين ، 

فكيف تطلب من الناس العاديين مقاومة سحر غاز الورود المجففة ؟

لا يوجد فرق جوهري بينهما . 

كلاهما ينعش العقل ، يسبب إدمانًا خفيف ، 

ويحمل موادًا مضرة بالصحة .”


صرخ تانغ إردا بغضب :

“ هذا ليس نفس الشيء على الإطلاق ! 

لا تخلط الأمور ! 

يمكنني الإقلاع عن التدخين ، لكن التوقف عن استنشاق 

غاز الورد… يقتل الناس! يجعلهم يذبلون !”


ضحك باي ليو (6) أخيرًا بصدق وهو ينظر إليه بهدوء:

“ هل تعلم ؟ عندما بدأت السجائر بالانتشار ، 

كان الكثيرون يقولون ' يمكنني الإقلاع متى أردت '.

لكن، هل رأيت أحدًا يتوقف حقًا عن التدخين ؟

أنت الآن تؤكد أنك تستطيع الإقلاع ، 

لكنك في الواقع تخدع نفسك . 

أليس تدخين السجائر مجرد عذر يمنحك الشعور بالأمان ؟

إذا توقفوا عن غاز الورود ، فسوف يذبلون .

وإذا توقفت عن التدخين ، ألا ستشعر بقلق بالغ؟ 


ألا سيتدهور حالك ؟


هل تعتبر هذا إقلاعًا حقيقيًا ؟”


التقت عينا تانغ إردا بعيني باي ليو (6) السوداوين… 

ولم يجد ما يقوله


تابع باي ليو (6) حديثه بهدوء:

“ على أساس عدم الإقلاع أبدًا ، طالما استمر الإمداد ، 

فإن هذا الشيء لا يختلف عن السجائر . 


إنه مجرد سعادة رخيصة وسهلة المنال .


هل تعتقد أن الناس سيرفضون هذا الشيء ؟

لا ، الرأسماليون الجشعون يروجون له بنشاط .


وسيتم استخدامه لزيادة إنتاجية العمال ، 

وسينتهي به الأمر ليصبح شيئ يحمل نفس قيمة القهوة .”


انفتح باب غرفة الاستجواب بعنف


دخل أحد أفراد الفريق بوجه شاحب وعينين مضطربتين


توقف للحظة ، وألقى نظرة على باي ليو (6)، 

ثم التفت إلى تانغ إردا وقال بصعوبة:

“القائد تانغ… لقد حدث شيء خطير . 

عليك أن تخرج حالًا …”


خرج تانغ إردا من الغرفة بسرعة، 

ليجد أفراد فريقه واقفين في صمت ، 

بعضهم بعيون حمراء ، 

وآخرون يضغطون على أسنانهم بغضب


سأل بصوت ثابت :

“ ما الذي حدث ؟ هل أرسلوا فيديو جديد ؟”


أجابه أحد الأعضاء بمرارة :

“ لا… إنه أسوأ من ذلك .

القائد تانغ ، اعتقالنا للمُنتِج الرئيسي ( الصانع ) 

وراء غاز أوراق الورد الجافة قد تم كشفه على الإنترنت …

والآن… الناس يطالبون بمقاطعتنا "


سأل تانغ إردا بهدوء : “ ماذا يعني أن يتم مقاطعتنا ؟”


تنفس عضو الفريق المبلّغ بعمق، 

وتحولت عيناه إلى اللون الأحمر وهو يجيب :

“ المقاطعة… 

تعني أنهم لا يريدوننا أن نعتقل مُنتِج غاز أوراق الورد الجافة .

بل يريدون تشريع هذا الشيء .


على الرغم من أن الكثيرين يدركون مخاطره ، 

إلا أن المزيد والمزيد من الناس بدأوا ينغمسون في رائحته …


إنهم يعتقدون أن هذا المنتج معقول، 

وأننا تعاملنا معه بوحشية عند اعتقاله .

يظنون أن ضرره ليس كبير كما قلنا، 

بل على العكس، يمكنه تحقيق فوائد عظيمة .”


تابع عضو الفريق بصوت خالي من المشاعر ، 

وكأنه يردد كلمات سمعها مرارًا وتكرارًا:

“يقولون إن العمال يمكنهم إنجاز أعمالهم بسرعة أكبر بعد استخدامه .

الطلاب يحصلون على درجات أفضل بسهولة .

النساء يصبحن أكثر انضباطًا وجمالًا بعد استخدامه .

الرجال يصبحون أقوى .

حتى أمراض كبار السن يمكن التخفيف منها بفضله .


وحتى لو كانت هناك بعض الآثار الجانبية ، 

فهم يعتقدون أنه لا يوجد داعٍ لمقاومته ….”


ثم صمت للحظة ، 

و صرّ على أسنانه بغضب ويقول:

“ إنهم يعتقدون أننا…”


نظر إليه تانغ إردا بلا تعبير :

“ يعتقدون أننا ماذا ؟”


: “ يعتقدون أننا نمنع الناس العاديين من الاستمتاع بما 

يمكن للأثرياء فقط الاستمتاع به .


إنهم يقولون إن العديد من المشاهير والأغنياء ينشرون 

مقاطع لهم وهم يستخدمون هذا العطر على الإنترنت .


لقد قامت شرطة الإنترنت بحذفها، 

لكن الناس ما زالوا يتداولونها سرًا .


لا يمكننا إيقاف انتشارها على الإطلاق .


وهؤلاء الأشخاص يتحكمون في اتجاه الرأي العام،


مؤكدين أن السلطات ستوقف إنتاج هذا العطر في أي لحظة .”


أغمض تانغ إردا عينيه للحظة :

“ أصدروا بيانًا يوضح أن العديد ممن يُعتقد أنهم 

' مستخدمون حقيقيون ' هم في الواقع مسوّقون للعطر،

وأنهم يعملون على الترويج له لإثارة استهلاك الناس 

العاديين بشكل اندفاعي .”


تنهد عضو الفريق بمرارة :

“لقد فعلنا ذلك… لكن لا أحد يصدقنا .

هناك سبب آخر أكثر أهمية .

بمجرد أن يبدأ الناس في استخدام هذا العطر ، 

لا يستطيعون التوقف عن استخدامه أبدًا .

بعض الأشخاص الذين تلوثوا به بدأوا يخافون من إغلاق المصانع،

ولذلك لجؤوا إلى رش العطر في الأماكن العامة بالقوة،

مما أجبر الآخرين على استنشاقه دون إرادتهم .

وبمجرد أن يتعرضوا له ، 

ينخفض إدراكهم إلى درجة تجعلهم يتصرفون بجنون .

يصبح لديهم هوس غير عقلاني بهذا الشيء ،

ويبدؤون في الانضمام إلى حملة المقاطعة…

القائد ، توجد حشود من الملوثين يجلسون أمام مقر الحكومة ،

يطالبون بحلّ ( إيقاف ) قسمنا بالكامل …”


: “ القائد الجهة الأخرى لا تزال ترسل مقاطع فيديو إلينا، 

ماذا يجب أن نفعل ؟”


: “ القائد ، أعضاء فريقنا الذين تلوثوا بدأوا يذبلون…

هل يعرف باي ليو (6) حقًا كيف نتعامل مع هذا الشيء ؟”


: “ القائد…”


: “ القائد…”


نظرة تانغ إردا الغائبة مرت عبر الوجوه المألوفة التي أحاطت به


وجوه قلقة ، خائفة ، غاضبة… 

كلها تنظر إليه ، تنتظر منه إجابة


ثم أخيرًا ، توقفت عيناه على وجه في النافذة الصغيرة لغرفة الاستجواب


في الداخل ، استدار باي ليو (6) لينظر إليه مباشرةً


عيناه السوداوان، اللتان امتصتا الضوء، 

لم تحمل أي تموجات…


ثم ابتسم ابتسامة خفيفة، 

وحرك شفتيه ببطء دون صوت :

' القائد تانغ، هل رائحة الورود جميلة ؟ '




: “ القائد !”


صرخة حادة اخترقت أذنيه ، 

تلاها صوت أقدام متعثرة


اندفع أحد أفراد الفريق وهو يحمل جهاز الكمبيوتر بيد مرتجفة


: “ القائد ! المهرج يقتل الناس !”


شعر تانغ إردا وكأنه قد تجمد في مكانه


بلا وعي تقريبًا ، فتح الفيديو الجديد


ظهر مسدس مصوب على رجل مستلقي على الأرض، 

مغطى بالدماء


ثم صدر صوت مرح من المهرج ، 

يشبه إعلان ميكانيكي في بداية لعبة:

“ لعبة اضرب الأشرار الشباب ، جاهزون—ابدأ !”


بانغ ! ——-


طلقة أصابت كف اليد اليمنى

للرجل على الأرض 


بعد هذه الطلقة ، لم يستطع منع نفسه من رفع رأسه 

واحتضان يده المجروحة ،

صارخًا بصوت مبحوح 


بانغ ! ——- الكاحل الأيسر


بانغ ! ——- اليد اليمنى


بانغ ! ——- اليد اليسرى


بانغ ! ——- الساق


مع كل طلقة ، كان جسد الرجل ينتفض بقوة، 

وكأنه يحاول جاهدًا كبح ردود فعله تجاه الألم


لم يرغب أن يُظهر عذابه أمام الكاميرا


لم يرغب أن يرى أعضاء فريقه هذا المشهد … 


لم يرغب أن يزيد من معاناتهم


في منتصف المقطع ، 

تحولت أعين كل أعضاء الفريق تقريبًا إلى اللون الأحمر، 

وأدار معظمهم وجوههم بعيدًا


لكن تانغ إردا… بقي يحدق في الشاشة ، 


متجمد في مكانه ، دون أن يرمش حتى


المهرج ضغط على الزناد مرتين ، ثم أخيرًا ، 

وجه المسدس نحو رأس الرجل


ثم داس على ظهره ، وأمسك بشعره ، 

رافعًا وجهه نحو الكاميرا


عينا الرجل اللطيفتان لم تعدا تشعان بأي ضوء


جفناه ملطخين بدمه


لطالما كان نظيف ، أنيق ، لطيف ، 

نائب قائد الفريق الثالث الموثوق… سو يانغ


لكن الآن… كان متسخ


في العادة ، كان سيتحمل الألم حتى يتمكن من 

الاستحمام قبل الذهاب إلى المستشفى…

لكنه الآن ، لم يعد يملك تلك الفرصة


الكلمة الوحيدة ' سو ' التي لا تزال ظاهرة على بطاقته التعريفية،

أصبحت الآن مغطاة بالكامل بالدم المتدفق من وجهه


ضحك المهرج ، 

ووجه مسدسه إلى مؤخرة رأس سو يانغ :

“ من الآن فصاعدًا ، إن لم تُطلقوا سراح باي ليو (6)، 

سأقتل أحد أعضاء فريقكم كل ساعة ، بدايةً به ”


بصعوبة ، رمش سو يانغ بعينيه مرتين


تحركت شفتاه الجافتان بصوت بالكاد يُسمع:


”… لا تدعهم يجرّونك إلى لعبتهم .

القائد… يجب أن تنقذ أولئك الذين تلوثوا …”


بانغ ———


و تناثرت الدماء أمام عيني تانغ إردا


يتبع


فريق باي ليو 6 : 




باي ليو 6 | باي ليو : 




  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي