القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch168‏ | GHG

 Ch168

من بين شجيرات الورود التي تتلوى، 

انبثقت ظلال المشردين واحد تلو الأخر


عظامهم مكشوفة، وعيونهم مجوفة، 

وشفاههم المتحللة مليئة بمجاري لحمية اللون تلتف مثل 

سيقان الكروم


يزحفون عبر الطين، 

متصلين بالجذور المتمايلة للورود


بدا هذا الحشد من المشردين وكأنهم مجموعة من حبار 

المستنقعات المشؤوم، 

يجرّون مجسّاتهم عبر الطين وهم يقتربون من باي ليو وليو 

جي يي عند حافة الحقل


المجسّات الكثيفة أشبه بأوعية صيد مملوءة بطُعم من 

ديدان الأرض التي فاضت على ضفاف الحقل


انفجرت مجسّة بسماكة ذيل حصان من التربة ولفّت نفسها 

حول كاحل باي ليو، 

محاولةً سحبه إلى داخل التربة


لكن باي ليو تحرّك بسرعة، 

وألقى بالسوط العظمي ليقطع هذه المجسّة المتلوية


في الوقت نفسه، 

أطلقت ليو جي يي دخانها السام، 

متآكلةً إحدى المجسّات التي حاولت الالتفاف حول خصرها


بعد تعرّضهما للهجوم، 

فعّل كل من باي ليو وليو جي يي كتاب الوحوش الخاص بهما


أثناء تصفّح المعلومات عن المشردين في كتاب الوحوش، 

أصدر باي ليو أمرًا هادئ :


“ ليو جي يي، استخدمي الضباب السام لتنفيذ هجوم جماعي. 

يجب أن يكون الهجوم واسع النطاق قدر الإمكان. 

إذا أفلت أحدهم، فسأتكفّل به.”


حدّقت ليو جي يي في الوحوش من حولها، 

وازداد وجهها عبوسًا وهي تراقب الوضع بسرعة


تشكّل ضبابها السام على شكل دائرة حولها وحول باي ليو 

لمنع المجسّات من الاقتراب


“ هذه الوحوش من الفئة A+، 

وهي أيضًا وحوش جماعية .”


لم يكن المشردون وحوش منفردة، 

بل كانوا يقاتلون معًا


على الرغم من مظهرهم الفردي، 

إلا أنهم متصلين ببعضهم البعض عبر المجسّات المدفونة تحت الأرض


كانوا مجموعة من المتكافلين مع الورود ——


في ظل غياب طريقة لاستعادة القيمة العقلية، 

كان القتال ضد وحش لا يمكن قتله بالكامل بمثابة معركة استنزاف


كان من المستحيل عليهما القضاء على جميع هذه 

الوحوش الجماعية، وكان الخسارة مجرد مسألة وقت


ومع ذلك، لم تشكّك ليو جي يي في قرار باي ليو


بل نفّذته بسرعة ودون تردد


أخذت نفسًا عميقًا وقالت: “ حسنًا ، 

ما الذي يجب أن أركّز عليه أثناء الهجوم ؟”


ردّ باي ليو وهو يلقي بأحد الوحوش المتسلّقة مجددًا إلى 

الحقل باستخدام سوطه: “ كسب الوقت . 

تبقى ساعة واحدة حتى ينتهي وقت إعادة شحن مهارتك . 

إذا صمدنا لساعة ، سنفوز . 

خلال هذه الساعة، عليكِ التحكّم في كمية السم التي تستهلكينها .”


سألت ليو جي يي: “ ما مقدار التحكّم المطلوب؟”


نظر باي ليو إلى العدد الهائل من مشردي الورود وصوته هادئ 


“ سيطري على الوضع بما يكفي لسحب هؤلاء المشردين 

الذين يتوقون إلى العطر لمدة ساعة. 

بمجرد انتهاء وقت إعادة مهارتك ، سأحاول حصرهم في مساحة صغيرة . 

بعد ذلك، استخدمي مهارتك الانفجارية حتى يتمكن 

سمكِ من تحقيق أقصى تأثير هجومي .”



تجمدت ليو جي يي للحظة، 

ثم سرعان ما فهمت ما يريد باي ليو فعله، 

فتغيّرت تعابيرها عدة مرات حتى استقرت أخيرًا على

 نوع من الارتياح المكبوت :

“ بالتأكيد ، يمكنني فعل ذلك .

بالنسبة للوحوش من الفئة A+

سُمي لا علاج له بالفعل .”


استمرت المجسّات المتلوية في الاضطراب داخل حقل الورود


باي ليو يقف على الحافة، 

عند الضفة الأخيرة التي تفصل بينه وبين الوحوش


ثبّت كيس من الورود على خصره كطُعم، 

بينما يستخدم السوط لضرب المشردين والمجسّات التي تحاول تسلق جسده


في الوقت نفسه، كان يسعى إلى إغرائهم نحو مساحة محددة


أما ليو جي يي، فقد كانت تحميه بإحكام


كان باي ليو يستهلك قوته البدنية بسرعة بسبب استخدام السوط، 

لذا ظل يشرب مُعزز استعادة القوة البدنية، 

مما جعله يتعرّق بغزارة


ومع مرور الوقت، أصبح نادرًا يقع في قبضة المشردين

 أو المجسّات


ومع ذلك، في البداية، 

استُنزف جزء من قيمته الصحية والعقلية عندما أمسكوه


ونتيجةً لذلك، أصبحت الوردة في عينه أكثر تألقًا ، 

وزادت وتوسعت التشققات السوداء على وجهه


في الظروف العادية ، كان من المستحيل تقريبًا أن يصمد 

باي ليو وليو جي يي أمام هذا العدد الكبير من الوحوش من 

الفئة A+ لمدة ساعة


كانت مهاراتهما في فترة إعادة الشحن ، 

وهجماتهما لم تكن قاتلة بما يكفي لهذه الوحوش


خصوصًا أن سوط باي ليو لم يسبّب أي ضرر للوحوش 

بل يقتصر على دفعهم بعيدًا


ولكن باي ليو لم يكن يحاول قتال هذه الوحوش


بل كان فقط يدفعهم إلى الأسفل ويمنعهم من التسلق


كان الأمر بمثابة لعبة “طرد البط بعيدًا”، 

لكنها وصلت إلى الحد الأقصى باستخدام مهارات باي ليو 

وليو جي يي


في حال لم يرتكب باي ليو أي خطأ، 

وتمكن من طردهم جميعًا بشكل مثالي، 

فسيكون بإمكانهما الصمود لمدة ساعة


لكن ما كان ينتظرهما بعد ذلك كان كومة ضخمة من 

المشردين السود المخيفين المتراكمين أسفل الضفة


لم يكونوا فقط أولئك الذين دفعهم باي ليو إلى الأسفل، 

بل أيضًا أولئك الذين يتدفّقون من خلفهم


تحركت المجسّات الكثيفة في الطين الأحمر مثل ماء يغلي، 

أو مثل زُغابات الأمعاء الدقيقة التي تهضم الطعام


الوجوه البشرية المحطّمة والأطراف المتعفنة تتلوى 

وتصرخ وسط الطين الأحمر المتلاطم ، 

بينما ظلت الورود تتمايل بسلام فوقهم ، دون أن تتأذى


كان الأمر كما لو أن المشردين كانوا يحرسون الورود التي 

لم تُقطف بعد عن عمد


على مسافة من حقول الورود، 

حيث لم يكن هناك العطر القوي لإخفاء الرائحة، 

تفشّى نتن المشردين والمجسّات، 

مغطّيًا الأجواء بالكامل


المجسّات التي لا تعدّ ولا تحصى تحفر في التربة، 

محاولةً التسلق مجددًا


في مواجهة هذا الكم الهائل من المجسّات، 

كان سوط باي ليو أشبه بظل أبيض متلاشي في الهواء


كان ممسكًا بزجاجة مُعزز استعادة القوة البدنية عالي 

الجودة من شاشة نظام مو سيتشينغ، 

يشربها لاستعادة قوته بينما يستهلك طاقته في التلويح 

بالسوط بلا توقف


الحركات التي أظهرها كانت نقية، دقيقة، وميكانيكية 

بالكامل— واستمر في ذلك لما يقارب أربعين دقيقة 

متواصلة


العرق يتساقط من شعره وينزلق على سترة العمل المبتلّة تمامًا، 

وكأنه قد غُرق في الماء


أما ليو جي يي، فقد استُهلك معظم سمها


شاشة نظامها ذات تقييم أعلى من باي ليو، 

لكنها اضطرت إلى استخدام دقة عالية ومهاراتها لحماية 

نفسها وباي ليو معًا

و الآن، كانت تعضّ على أسنانها بقوة، 

مُصمّمةً على الصمود حتى النهاية


ورغم كل هذا المجهود الشاق من باي ليو وليو جي يي، 

فإن الجمهور أمام الشاشات، 

وكذلك لاعبي نقابة الملوك الذين تجمعوا حول شاشة باي 

ليو، لم يكونوا معجبين بما يحدث


كان معظم الأشخاص الذين جلبتهم هارتس لمشاهدة 

شاشة باي ليو لاعبين جدد أو متوسطين في النقابة




هذه الفئة غالبًا تعيش في قاع الترتيب، 

والشيء الوحيد الذي يكرهون رؤيته هو مستجد بموهبة 

صاعدة مثل باي ليو، 

خاصةً عندما يسير في طريق غير تقليدي ويستعد للارتقاء سريعًا


إضافةً إلى ذلك، كانت هارتس قد تبنّت موقف عدائي 

واضح تجاه باي ليو، 

ومع تواجد أعضاء نقابة الملوك حوله، 

لم تكن تعليقاتهم لطيفة أبدًا


بعض أعضاء النقابة سخروا بصوت عالي عند رؤية باي ليو 

وليو جي يي يستمرّان في المقاومة “اليائسة”، 

متأخرين عن بقية الفرق


“ لا يزالان يريدان كسب الوقت في لعبة من المستوى الثالث ؟ 

هل يخشيان فقط التأخر في العودة للحياة بعد الموت ؟”


“ هذا الرجل ظهر في قائمة الملوك فقط بسبب الشهرة

التي منحته إياها الساحرة الصغيرة ، لا أكثر .”


أحد المشاهدين أشار إلى الشاشة المجاورة لشاشة باي ليو : 

“ هذه اللعبة تعتمد على تحليل إعدادات الوحوش . 

يجب اصطياد الوحوش للحصول على الورود ، 

ولكن…

الفرق الأخرى بدأت بالفعل في اصطياد الوحوش ، 

وحده فريق باي ليو لم يحرز أي تقدم .”


“ لم أرَى هذا الصياد من قبل ، 

لكن سمعتُ أنه التعزيز الذي وجدته ملكتنا . 

يبدو قوي جدًا وقد بدأ بالفعل الهجوم واسع النطاق .”


كانت الشاشة المجاورة لشاشة باي ليو هي شاشة تانغ إردا


النصف الأيمن من وجه تانغ إردا كان مغطى بالدماء ، 

وعيناه الزرقاوان الواضحة وسط الوحل الأحمر وبحر 

الورود كانتا تتوهجان مثل شبح مهيب


في يده اليمنى ، 

يُمسك بمسدسه الفضي ، وعلى مقبض المسدس 

نُقشت وردة ، 

لكنّها لم تعد وردة طبيعية — بل تشبّعت بالدم وتحولت 

إلى ' وردة ورقة جافة ' قرمزية اللون


جسد تانغ إردا مغطى بالمجسّات التي ما زالت تتلوّى وتتحرك ، 

بينما تناثرت حوله جثث المتشردين القتلى وأغلفة الرصاص الفضية


تحت ضوء القمر الساطع، 

وقف الصياد ذو العيون الزرقاء الداكنة ممسكًا بمسدسه، 

يُطلق النار بشراسة ودقة قاتلة في أرجاء الحقل، 

يقضي بلا رحمة على أي وحش يحاول الاقتراب وسرقة 

بتلات الورود التي يحرسها


كان جسده مغطى بالدماء، 

مشبعًا بالغريزة الجامحة والرغبة غير المسيطر عليها، 

وكأنه على حافة التحوّل إلى مستذئب في أي لحظة


بعد جولة أخرى من إطلاق النار، 

انخفض رأس تانغ إردا وهو يتنفس بصعوبة ، 

و أنفاسه ثقيلة ومضطربة


الدم يتقطر من ذراعيه وملابسه، 

لكن ملامحه ظلت جامدة بلا تعبير


ركل المجسّات المتدلية من ساقيه بلا اكتراث، 

ثم عضّ على الضمادة بأسنانه ومزقها ليلفها حول الجرح 

النازف بين إبهامه وسبّابته


لم يهتم بعلاج أي جرح آخر — هذا الجرح تحديدًا كان يؤثر 

على إحساسه بالمسدس أثناء إطلاق النار، 

وكان هذا هو الشيء الوحيد الذي يستحق اهتمامه


بمجرد أن انتهى من تضميد جرحه بسرعة وحزم، 

أعاد تلقيم مسدسه بعيون قاتمة استعدادًا للجولة التالية 


جثث المتشردين المتناثرة حول تانغ إردا قد تراكمت 

لتشكّل تلة ضخمة كادت أن تبتلعه بالكامل


ومع موت الوحوش، 

كانت الورود الجافة التي سرقوها تتساقط فوق هذه التلة ، 

مغطية الجثث بطبقة من اللون القرمزي الداكن


أما المشاهدون أمام شاشة تانغ إردا، 

فقد كانوا مصدومين تمامًا


كل ما يظهر على شاشته هو واجهة المكافآت التي تنبثق 

بلا توقف، و تحجب وجهه الملطّخ بالدماء


— [ إشعار النظام : تهانينا للاعب تانغ إردا على قتل 

وحش المتشرد . 

هذا المتشرد سرق 1.5 كجم من ورود الورقة الجافة، 

وهي الآن غنيمتك .]


— [ إشعار النظام : تهانينا للاعب تانغ إردا على قتل 

وحش المتشرد . 

هذا المتشرد سرق 11 كجم من…]


رفع تانغ إردا عينيه الغارقتين في الدم نحو الشاشة، 

وحدّق مباشرة في المشاهدين عبر التلفاز الصغير




ثم، دون سابق إنذار، 

رفع مسدسه الملطخ بالدماء وأطلق النار


حتى مع علمهم أنه لم يكن يصوّب عليهم، 

بل يهاجم الوحوش داخل اللعبة، 

إلا أن الجمهور أمام الشاشة رجعوا غريزيًا إلى الخلف ، 

و قلوبهم تخفق بعنف


القوة القمعية البحتة التي أظهرها تانغ إردا، 

مع عدوانيته المخيفة، 

جعلت المشاهدين يبتلعون بصعوبة


لم يجرؤ أحد على مناقشة الأمر بصوت عالي 

واكتفى الجميع بهمسات متوترة فيما بينهم


”… من هذا الرجل؟ 

من الطلقة الأولى إلى الأخيرة ، 

كل طلقة أطلقها أدت إلى ظهور واجهة المكافآت . 

كل رصاصة يطلقها يمكنها قتل وحش من فئة A+!”


“ قيمة هجوم الطلقة الواحدة تصل إلى 6,000 على الأقل، 

ولا يوجد أي تباطؤ ملحوظ في مهاراته… 

كيف لم أسمع بهذا اللاعب من قبل؟ 

لا، هذا غير معقول !”


“ شخص قادر على قمع مجموعة من الوحوش في لعبة 

مستوى ثالث باستخدام القوة البحتة وحدها… 

هذا مستوى لاعبي النخبة في الدوري . 

إنه مخيف .”


“ هل نقابة الملوك تخفي ورقة رابحة مثل هذه هذا العام ؟!”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي