Ch18
نظرات أندريه إلى باي ليو واضحة تمامًا
— نظرات مليئة بالجوع
ضحك أندريه : “ لم أشبع بعد .
إذا حاولت سمكة هنا قلب قاربي في منتصف الليل ،
فسأنتشلها وألتهمها.”
كان كلامه يشير بوضوح إلى قتل وأكل الحوريات ،
لكن عيناه بقيت ثابتتين على عنق باي ليو ،
وكأنه يتحدث عن التهامه هو شخصيًا ،
بدأت أفكار باي ليو تتباطأ
{ لا بد أن هذا التأثير ناجم عن انخفاض قيمتي العقلية }
أدرك الآن أن أندريه كان يصدر رائحة جذابة للغاية ،
لدرجة أنه في لحظة خاطفة ،
شعر برغبة في غرس أسنانه في جسده ،
عندها فقط ،
فهم أن شخص مثل أندريه ،
الذي وصلت درجة تحوّله إلى مستوى أعلى بكثير ،
لا بد أنه يرى باي ليو كوجبة شهية للغاية ،
كان يريد أن يأكله مثله
لكن المشكلة الأكبر كانت أن قوته البدنية ، وذكاءه ،
وحتى سرعة استجابته ،
جميعها انخفضت بشكل حاد ،
و الآن ، بدأت شاشة صفاته في الوميض ،
و قيمته العقلية قد وصلت إلى الحد الفاصل عند 60 نقطة
لو وجد نفسه في البحر بينما أندريه قد أكمل تحوّله تمامًا ،
فسيكون موته أمرًا محتمًا إذا خاض قتالًا معه ،
بالتأكيد يوجد طريقة لمواجهة أندريه ،
لكن كل المعلومات في عقل باي ليو بدت
وكأنها محجوبة بستار شفاف ،
كان يستطيع رؤيتها بلمح البصر ،
لكنه لم يستطع استرجاعها بوضوح ،
كان يتذكر بشكل مبهم أنه جهّز لنفسه خطة لمواجهة أندريه ،
لكنه لم يكن قادر على تذكرها الآن ،
أغمض باي ليو عينيه للحظة ،
ثم رمش ببطء ،
جسده ترنح قليلاً ،
وهمس لنفسه بشيء غير مفهوم ،
في تلك اللحظة ،
أمام الشاشات الصغيرة ،
كان المشاهدون يراقبونه بقلوب معلقة ——-
وانغ شون ، الذي تابع باي ليو طوال الطريق ،
يعلم أن هذا الشخص لاعب موهوب للغاية ،
لقد شاهد الكثير من اللاعبين وهم يخوضون سيناريو
مدينة الحوريات ،
لكنه لم يشعر بهذا القدر من التوتر من قبل ،
حبس أنفاسه دون أن يرمش ،
يداه مشدودة بقوة ،
وانخفض صوته أمام الشاشة :
“ لقد دخل باي ليو في حالة التحوّل ،
وقيمته العقلية على وشك أن تنخفض تحت 60.
سيبدأ برؤية الهلوسات قريبًا .”
تجمع حول وانغ شون عدد كبير من المشاهدين ،
وانخفضت أصواتهم أيضًا
تحدث أحد اللاعبين الذين كانوا هنا من قبل بنبرة
معقدة : “ قيمته العقلية عند 60…
إنه عند نقطة الحياة أو الموت .”
قيمة العقلية عند 60 هي الحد الفاصل بين الواقع والأوهام
فوق هذا الحد ،
كان اللاعبون يواجهون الوحوش فقط ،
لكن بمجرد أن تنخفض تحت 60 نقطة ،
لم يعودوا يقاتلون الوحوش فحسب ،
بل يُصبح عليهم أيضًا محاربة أوهامهم الخاصة ….
وكانت هذه المعركة أصعب بكثير من قتال الوحوش
لأن نقاط ضعف الوحوش يمكن اكتشافها ،
و هناك أنماط وسلوكيات يمكن تتبعها ،
أما الأوهام ،
فهي من صنع العقل نفسه ،
مما يجعل من المستحيل معرفة نقاط الضعف ،
بل حتى من الصعب تحديد ما إذا كان ما يراه اللاعب
حقيقي أم مجرد وهم ،
لهذا السبب ،
كان اللاعبون الذين يتمتعون بقيم عقلية مرتفعة
يملكون ميزة هائلة في اللعبة ،
وكان باي ليو قد جذب الكثير من الاهتمام
لهذا السبب بالذات ...
أما اللاعبون الذين يسهل تخويفهم أو التأثير عليهم
بروح الوحوش ،
فغالبًا ما تنخفض قيمتهم العقلية إلى ما دون 60 بسرعة ،
بعد ذلك، تبدأ فرص نجاتهم في التقلص تدريجيًا
كثير من اللاعبين يموتون ليس بسبب الوحوش ،
بل لأنهم يُرعبون حتى الموت من أوهامهم الخاصة ،
لهذا السبب ، يُطلق على عتبة 60 نقطة في العقلية
اسم ' حد الحياة أو الموت ' بين اللاعبين
تعليقات المشاهدين كافية لتعكس إحباطهم :
“ لقد كان أداؤه مذهلًا ،
استغرق وقتًا طويلًا قبل أن ينخفض تحت 60.”
“ بدون عنصر لاستعادة العقلية ،
لن تتوقف عن الانخفاض .
أعتقد أن حياته على المحك الآن .”
“ معدل نجاة اللاعبين الجدد في مدينة الحوريات
لا يتجاوز 1٪.
لم يشاهدوا استراتيجيات تخطي المرحلة ،
ولم يشتروا العناصر التي تحمي قيمتهم العقلية .
هذه اللعبة شبه مستحيلة بالنسبة لهم .”
“ لكنها ليست مستحيلة ، صحيح؟
ألم ينجح بعض اللاعبين الجدد في إنهاء المرحلة ؟”
“ اييييه ، الشخص الوحيد الذي تمكن من تخطي مدينة الحوريات
من بين آخر 100 لاعب جديد خرج من اللعبة
بقيمة عقلية بلغت 25.
لقد فقد عقله تمامًا بعد خروجه ، فما الفائدة إذن ؟”
“ هذا اللاعب الجديد سيفقد عقله قريبًا ، على الأرجح .”
“ لنغادر ، لا أريد أن أشاهد شخص غبي وهو يموت .”
“ مممم، كنت أحب مشاهدته وهو يلعب بهدوء ،
لكن بمجرد أن تنخفض قيمته العقلية تحت 60…
امممم، لا داعي لإكمال المشاهدة بصراحة .”
[ 7 أشخاص جدد أعجبوا بالشاشة الصغيرة لباي ليو ،
17 شخص قاموا بحفظها،
0 أشخاص شحنوا نقاطًا لدعمه ،
و0 أشخاص قاموا بتقييمه سلبيًا .]
[ يوجد حاليًا 20 مشاهد فقط على شاشة باي ليو الصغيرة .
لقد فقدت 300 مشاهد في دقيقة واحدة فقط .
ما نوع التصرفات المخيبة للآمال التي قمت بها؟~]
[ انخفضت شهرة اللاعب باي ليو إلى أدنى مستوى ،
وحصلت على لقب ' المهرج الفاشل ' .
ربما الآن ،
سيكون موتك هو الشيء الوحيد القادر على إمتاع
الجمهور وإضحاكهم ~]
—
على ظهر السفينة ،
كان البحارة في حالة جيدة ،
وكأنهم اعتادوا على هذا المشهد تمامًا ،
قاموا بتجهيز قاربين صغيرين لباي ليو وأندريه ،
استعدادًا لإرسالهما إلى البحر المفتوح
أما باي ليو ، فبدا تائه وسط كل هذا
وقف بجوار السور الحديدي في حالة شرود ،
ثم استدار نحو أحد البحارة
وسأله بصوت هادئ عن بطانية إضافية ،
قائلاً إنه قد يشعر بالبرد أثناء الليل في القارب ،
حدّق فيه البحار بسخرية ،
ثم وضع فوق قاربه بطانيتين أو ثلاث بطانيات سميكة ،
ثم قال بنبرة ذات مغزى: “ أتمنى لك ليلة سعيدة .
تصبح على خير السيد باي…
إذا تمكنت من الاستيقاظ .”
ابتسم باي ليو بلطف : “ بالطبع، سأفعل "
—
توجد قوارب صغيرة عديدة تحيط بالقاربين اللذين كانا
يخصان باي ليو وأندريه
في كل قارب ،
يوجد صيادين بدوا وكأنهم خرجوا من أعماق البحر
مظهرهم غريب ،
ملامحهم متشابهة بشكل مثير للريبة مع أندريه ،
في ظلمة الليل ،
فقط أضواء صغيرة متناثرة على سطح القوارب ،
تلقي وهج باهت فوق الماء المتحرك
في هذا الضوء الخافت ،
أعين الصيادين تتوهج بلون أخضر باهت
رغم تمايل قواربهم مع الأمواج ،
لم يكن أي منهم يتحرك
ظلوا واقفين بثبات غريب ،
عيونهم مثبتة مباشرة على باي ليو الجالس على قاربه
يحتضن البطانيات
خياشيمهم تتحرك قليلاً ، وكأنهم وجدوا فريستهم
على مسافة قريبة من باي ليو ،
وقف أندريه في قاربه الصغير الآخر ،
و لعابه يملأ فمه ،
وعيناه تلمعان بنفس الضوء الأخضر المريب الذي يشع
من أعين الصيادين
حدّق في باي ليو ،
ثم تمتم بصوت مبحوح ثقيل : “ باي ليو
خذ بطانياتك السخيفة
وانزل إلى قاع البحر للنوم هناك .”
بدأت السفينة الكبيرة بالابتعاد ببطء ،
تاركة القاربين وسط البحر الواسع
قبل أن تختفي السفينة في الظلام ،
صرخ أحد البحارة في نداءً أخيرًا : “ سنعود لاصطحابكم في الصباح.”
ألقى باي ليو نظرة حوله
باستثناء أندريه ،
يوجد العديد من الصيادين على القوارب الصغيرة
الذين لم يغادروا مع السفينة الكبيرة
بل بدأوا يقتربون تدريجيًا منه ،
محاصرين قاربه من جميع الجهات
حتى مع شعوره بالدوار الشديد
بسبب انخفاض قيمته العقلية ،
كان يدرك تمامًا أنه هنا الحلقة الأضعف — مجرد “يرقة”
في بحر من المفترسين
هؤلاء الصيادون الجائعون قدّموا كل الحوريات للبحارة ،
مما يعني أنهم سيقضون الليل فارغي الأيدي…
باستثناءه — لم يكن لديه أدنى شك في أنه
في غضون أقل من نصف ساعة،
سيتم تمزيقه إلى قطع صغيرة والتهامه بالكامل
والأسوأ من ذلك،
أن أندريه كان يحدّق به من القارب المجاور
وكأن الأمر مسألة وقت فقط
في منتصف البحر ،
وسط ظلام الليل ،
كان باي ليو عاجزًا تمامًا
حتى لو كان يمر بمرحلة التحوّل ،
فإن القفز إلى البحر لم يكن خيار جيدًا
لم يكن سوى في المرحلة الأولية ،
وكان يشعر بوضوح أن فمه وأنفه ما زالا قادرين على التنفس ،
في حين أن الخياشيم بجانب أذنيه لم تعمل بعد
لم يكن متأكد مما إذا كانت ستسمح له بالتنفس تحت الماء
وحتى لو كانت تعمل ،
فلن يكون قادرًا أبدًا على السباحة أسرع من هؤلاء
الصيادين المتحولين بالكامل ، ولا من أندريه
القفز إلى البحر لن يغيّر النتيجة ،
بل كان مجرد خيار بين الموت فوق الماء أو الموت تحته
إضافة إلى ذلك ،
لا يزال عليه إنهاء مهمة قارب الحب الحقيقي
في وضع كهذا ،
حيث بالكاد كان البقاء على قيد الحياة يبدو ممكنًا ،
كان عليه ليس فقط البقاء على القارب طوال الليل ،
بل أيضًا هزيمة أندريه ،
الأمر كان مستحيلًا تمامًا
أمام الشاشات الصغيرة ،
وضع وانغ شون قلمه جانبًا ببطء ،
بعد أن كان يدوّن ملاحظاته باستمرار ،
تنهد بحسرة قائلاً ، “ يا للأسف…
أفضل عنصر يمكنه مساعدته للفوز بهذا الرهان
هو فقاعة الماء .
هذا العنصر يطرد الأسماك بعيدًا .
لو اشترى اثنتين واستخدمهما ثلاث مرات ،
لكان قادرًا على البقاء حتى الفجر .
صحيح أن ثمنها مرتفع ، 140 نقطة ،
لكنه كان سيكون الحل المثالي .
لو لم يكن باي ليو قد أنفق نقاطه دون تخطيط ،
لكان من السهل عليه الوصول
إلى هذه المرحلة والنجاة .”
اللاعب الذي يشاهد بجانب وانغ شون أومأ برأسه موافقًا ،
ثم عقد ذراعيه وهز رأسه بامتعاض :
“ في النهاية ، هو مجرد لاعب جديد .
من الطبيعي أن لا يكون بارع في اللعب بعد .
صحيح أن باي ليو يظهر أداءً مذهلًا في بعض الأحيان ،
لكنه يفسد كل شيء في اللحظات الحاسمة .
هذه مشكلة شائعة بين اللاعبين الجدد .”
: “ من الواضح أن فقاعة الماء عنصر شائع ومفيد ،
لكنه لم يشتريه .
بل اشترى الكحول .
ماذا سيفعل بالكحول في هذا الوضع ؟
يعقم نفسه قبل أن يُقدَّم للصيادين كوجبة نظيفة ؟”
بدأ المشاهدون المتبقون في الانصراف،
وقد فقدوا الأمل في متابعة الأمر أكثر
لكن فجأة ، على الشاشة ،
اهتز قارب أندريه بعنف
قفز عليه رجل—لا، لم يكن رجل ، بل حوري بحر
ملامحه شرسة ،
مبلل بمياه البحر ،
وبمجرد أن حطّ على قارب أندريه غير المستعد ،
فتح فمه بابتسامة واسعة ،
كاشفًا عن أسنان حادة ،
ثم انقضّ على عنقه ،
المشاهدون الذين كانوا على وشك المغادرة توقفوا فجأة في أماكنهم
دفع وانغ شون نظاراته للأعلى ،
ثم انحنى للأمام بحدة وهو يحدق في الشاشة :
“ ما الذي يحدث ؟!
ألم يكن من المفترض أن يبدأ الصيادون وأندريه
بمهاجمة باي ليو؟
لماذا هاجموا أندريه بدلًا من ذلك ؟!”
—
كان حوري البحر الذي هاجم أندريه شرس بشكل لا يصدق
انقضّ عليه دون تردد ،
وقام بعضّه بقوة في عنقه
صرخ أندريه صرخة مؤلمة ،
واهتزت الخياشيم على جانبي وجهه من شدة الألم
تدفقت دماء سوداء كريهة الرائحة من الجرح ،
مرشوشةً على سطح القارب ،
بينما تساقطت بعض القطرات في البحر ،
ممتزجة بالمياه الداكنة ،
فور انتشار رائحة الدم ،
أصدر جميع الصيادين على القوارب المجاورة أصوات غريبة،
وكأنهم يبتلعون لعابهم بشراهة ،
أعينهم تتحرك ببطء ، متجهة نحو قارب أندريه
الرائحة التي انبعثت من أندريه فجأة جعلته يبدو وكأنه
فريسة مثالية بالنسبة لهم
القوارب التي كانت تقترب من باي ليو غيرت مسارها فجأة ،
وبدأت تتجمع حول قارب أندريه بدلاً من ذلك
ظهر صوت قرقعة غريب
بدا الأمر وكأن عشرات الأفواه تمضغ اللحم في انسجام مرعب
امتلأ قارب أندريه بحوريات البحر الجائعة
حاول المقاومة ،
وعندما أدرك أنه في موقف لا يمكن النجاة منه،
حاول القفز إلى البحر
لكن قبل أن يتمكن من فعل ذلك ،
أمسكت يد قوية بكاحله وسحبته للخلف بعنف
في ثواني ، أصبح قارب أندريه غارق بحشد من حوريات
البحر التي ملأته بالكامل
رفع يده مستغيثًا ،
صوته خرج كأنين غير مفهوم ،
واختفى تمامًا تحت كومة من الأجساد التي مزقته إربًا ..
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق