Ch20
عندما بدا أن الحوريات على وشك التهام باي ليو،
تحول المشاهدون إلى مجموعة من العجائز المتذمرين،
غاضبين من تصرفه البطيء ،
: “ استيقظ ! انهض وقاتل الوحوش !”
: “ اللعنة ، أي نوم هذا ؟
ألا يمكنك النوم عندما تخرج من اللعبة ؟
هل ينقصك فقط ساعة نوم ؟
ألم تعلّمك أمك ألا تستسلم عندما تلعب ؟!”
: “ أنا أشاهد فيديوهات الألعاب منذ سنوات ،
ولم أرَى أحد يستلقي هكذا وكأن لا شيء يحدث !”
—
وسط ضجيج الجمهور ،
بدا أن باي ليو أخيرًا قد استيقظ
فتح عينيه ببطء
حدق في الأمواج المتلاطمة ،
حيث طفت نصف الأسماك إلى السطح بأفواه مفتوحة،
تسبح باتجاه قاربه
من تحت الماء ،
رأى كيف تحولت أرجلهم إلى ذيول تشبه ثعابين البحر ،
تلتوي وتتحرك بسرعة وهم يقتربون منه
أما قارب أندريه ، الذي لم يكن بعيد ،
فقد أصبح مغطى بالدماء ،
تتناثر عليه قطع اللحم والعظام البيضاء
النصف السفلي من جسد أندريه بدأ بالاندماج ليصبح
أشبه بحورية بحر،
بينما قطع ملابسه الممزقة تتدلى من القارب
وتطفو على سطح البحر ،
في مشهد يدل على شراسة هذه الحوريات
لكن، في هذه اللحظة الحرجة ،
لم يقم باي ليو بأي تحرك هجومي أو دفاعي
بل بكل هدوء ،
قام بغمس بطانيته في ماء البحر مرتين ،
ثم سحبها لتغطية قاربه بالكامل
بعد ذلك ، انكمش تحتها
وبدأ بالارتجاف وكأنه يحاول الاختباء من العالم
هذا التصرف الغريب أشعل موجة من الشتائم بين المشاهدين
: “ ما الذي يفعله بحق الجحيم ؟
هل يدرك أنه سيموت ،
لذا قرر إقامة جنازته مسبقًا ؟”
: “ لا أعتقد ذلك .
يبدو أن درجة تحوله متقدمة جدًا .
مجرد قدرته على الحركة الآن أمر جيد .
خصائصه في الشاشة منخفضة للغاية ،
وبمجرد أن يتحول ، يصبح كالجليد .”
: “ الإله مو مدحه وقال إنه لاعب عبقري…
الآن أعتقد أن هذا كان سخرية خفية …”
—
لكن باي ليو لم يكن واعي لهذه التعليقات
كان يحدق في قسم العناصر داخل شاشته ،
حيث وُضعت براميل الكحول التي اشتراها سابقًا
و تمتم لنفسه بصوت خافت :
: “ اسكب برميل من الكحول عالي التركيز في البحر حول قاربي ،
وعلى البطانيات التي تغطي قاربي .”
[إشعار من النظام: تم تفريغه .]
أخرج باي ليو علبة كبريت من جيبه
كان لا يزال منكمش تحت البطانية المبللة ،
ويداه ترتجفان أثناء محاولته إشعال عود الثقاب ،
استغرق الأمر عدة محاولات حتى تمكن أخيرًا من إشعاله
رغم ذلك ، ظلت تعابيره هادئة تمامًا
و بمجرد أن اشتعلت النار ،
رفع زاوية البطانية بلا مبالاة ،
وألقى عود الثقاب على سطح البحر المبلل بالكحول ،
اشتعلت النيران في لحظة ،
ملتهبة بقوة وسط ظلام البحر البارد
كان باي ليو محمي تحت البطانية المبللة ،
يراقب الحوريات تقترب من الدفء الذي وفرته النيران ،
وابتسامة هادئة ،
شبه انتصارية ،
ترتسم على وجهه ،
بدا وكأنه كان ينتظر وصول هذه الحوريات منذ البداية ...
اشتعلت النيران في البحر المظلم ،
ألسنة اللهب الراقصة انعكست على سطح الماء المتجمد ،
مشكّلة مشهد سريالي
الحوريات، التي كانت تسبح بشراهة حول القارب،
لم تدرك الخطر إلا بعد فوات الأوان
جلس باي ليو وسط حلقة النار ،
عيناه تعكسان توهج اللهب ،
وملامحه الباردة ازدادت غرابة ...
البطانية الثقيلة التي ارتداها مشتعلة ،
لكنها لم تحرقه — كانت مبللة بطبقة كثيفة من ماء البحر ،
مما سمح للكحول فقط على سطحها بالاحتراق
من يرى هذا المشهد ،
بدا وكأن باي ليو يرتدي درع من اللهب ،
يحميه وسط المحيط المشتعل ،
الماء الذي غمر البطانية تسلل إلى شعره ،
فالتصقت خصلاته السوداء بوجهه الشاحب ،
وقطرات الماء تساقطت من رموشه ،
لم تكن ملامحه ملامح فريسة تنتظر أن تُلتهم ،
بل صياد قاسي جذب الأسماك إلى شباكه لقتلها
انعكست ألسنة اللهب والكحول في عينيه ،
مما جعله يبدو أكثر شبهاً بشيطان بحر خرج من الأعماق ،
أكثر رعبًا حتى من الوحوش التي كانت تتربص تحت
السفينة الكبيرة
وجهه المشوّه بفعل التحوّل اكتسب جاذبية غامضة ،
ساحرة ومخيفة في آنٍ واحد
الحوريات ، التي كانت في أمسّ الحاجة إلى فريسة ،
وقعت في شراك النار
بدأ صوت الشواء يُسمع في الهواء ،
و رائحة اللحم المحترق تصاعدت
مع صرخات الحوريات التي بدأت تطفو على سطح الماء
وهي تتلوى ألمًا
ما إن احترقت بعض الحوريات حتى انجذبت الأخريات إليها ،
وتحوّل المشهد من هجوم إلى مأدبة وحشية
الحوريات الأبعد تركوا القارب واتجهوا لالتهام رفاقهم المشويين
في كل مكان حول القارب ،
بدأ صوت تكسير العظام وتمزيق اللحم يتردد بوحشية
وسط هذا المشهد ،
امتلأ أنف باي ليو برائحة الدم الممتزجة برائحة السمك المشوي
كانت رائحة غريبة…
لكنها أثارت شيئ داخله
مدّ لسانه ببطء ، ولعق شفتيه ،
وكأن الشهية قد بدأت تتملكه
باي ليو محاط بحوريات البحر التي تنهش بعضها البعض بجنون ،
لكنه ظل جالس بهدوء ،
غير مكترث بما يجري من حوله ،
وجهه ، الذي كان شاحبًا وكئيبًا بسبب التحوّل ،
اكتسب حمرة صحية بفعل حرارة النار والكحول
نظر إلى قارب أندريه الفارغ … وابتسم
ابتسامة رضا ،
وكأنه حصل على مكافأة يستحقها
نفس نوع الابتسامة التي كانت على وجوه الحوريات التي
تلتهم بعضها البعض بشراهة ،
مما جعل المشهد أكثر رعبًا
تمتم باي ليو بصوت خافت : “ تصبح على خير أندريه ”
—
[ المهمة الجانبية قارب الحب الحقيقي
— اللاعب باي ليو فاز في الرهان ضد أندريه ،
وتمت مكافأته بـ 100 نقطة.]
[ المهمة الجانبية— مؤامرة جيف الدموية ،
تقدم المهمة: 90٪.]
[ المهمة الرئيسية: المشاركة في مؤتمر صيد الحوريات
قد اكتملت .
مكافأة: 50 نقطة .]
[ تم تحديث كتاب وحوش مدينة الحوريات
— حورية البحر (4/4)]
[ اسم الوحش: حورية البحر (المرحلة اليرقية)]
[ نقاط الضعف: النار، الضوء ، هشاشة نسبية مماثلة للبشر .]
[ طريقة الهجوم: العض والخدش. هذا لا يؤدي إلى التحوّل.
لديهم ذكاء منخفض ولا يستطيعون استخدام الأدوات.]
[ تمت إضافة صفحة حورية البحر (المرحلة اليرقية) إلى
كتاب الوحوش.
نأمل أن يستمر اللاعب في العمل بجد.]
—
ظهرت قائمة طويلة من المكافآت ولوحات الإنجاز،
وكأنها صفعت الجمهور المذهول أمام الشاشة الصغيرة
ظل الجميع في حالة صمت مشدوه ،
حتى اللاعب الذي سخر من باي ليو سابقًا قال بصوت مذهول: “ اللعنة !”
وكأن هذه الجملة كانت الإشارة التي جعلت جميع
المشاهدين يستعيدون وعيهم من الصدمة
“ أتراجع عما قلته عن كون الإله مو كان يسخر منه .
لقد كان جادًا تمامًا .”
“ أنا الآن أؤمن أن حركة تغطية القارب بالبطانية
لم تكن سوى تجهيز جنازة لهذه الحوريات .
لقد أخطأت في تقديري ،
أعتذر لهذا اللاعب الجديد .”
“ كان مستلقي ؟
أي هراء هذا !
لقد فاز وهو مستلقي !
إنها أروع حركة رأيتها !”
“ وجه اللاعب الجديد جذاب للغاية …
النيران مشتعلة لكنني لا أنظر إليها ،
أنا أنظر إليه فقط .”
”?! بدأت مرة أخرى ؟!”
“ هل أنا الوحيد الذي يركز على كيف استخدم الكحول لتحقيق ذلك؟
الفضول يقتلني !
برميل الكحول سعره 9 نقاط فقط ،
بينما فقاعة الماء تكلف 70 نقطة .
لقد وفر الكثير من النقاط !”
—
[ 2,300 شخص جديد أعجبوا بشاشة باي ليو الصغيرة ،
2,670 شخص قاموا بحفظها ،
499 شخص شحنوا نقاط لدعمه ،
وحصل اللاعب باي ليو على 499 نقطة إضافية .]
[ اللاعب باي ليو حصل على أكثر من 2000 إعجاب
في دقيقة واحدة ، وشهرته تتزايد بسرعة !]
[ تهانينا !
تم ترقية اللاعب باي ليو إلى موقع مميز
ودخل قائمة التوصيات في نظام اللاعبين الفرديين .
عدد المشاهدين في ازدياد سريع…]
—
على القارب ،
جلس باي ليو بملل وهو يراقب الحوريات تلتهم بعضها البعض
بمجرد أن انتهوا ،
أفرغ برميل آخر من الكحول في البحر
وأشعل النار من جديد
كانت الحوريات المطهية أكثر جاذبية للحوريات الأخرى من باي ليو نفسه ،
لذا لم يحاول أحد مهاجمته
إضافةً إلى ذلك ، كان محاط بدائرة نارية حالت دون
اقتراب أي شيء منه
بدا وكأنه يطعم السمك ،
جالس على قاربه يحرق الحوريات بهدوء
وكأنه لا يفعل شيئًا أكثر من تسلية نفسه
بحساب سريع ،
قدّر باي ليو أن أربعة أو خمسة براميل من الكحول
ستكون كافية للصمود حتى الفجر
كلفته هذه الخطة 45 نقطة فقط ،
أي أقل بكثير من الـ 140 نقطة التي يحتاجها لشراء
فقاعتين مائيتين
بالإضافة إلى ذلك ،
لا يزال لديه خمسة براميل كحول متبقية .
كان السبب الذي جعله يشتري الكحول في المقام الأول
هو حديث أمين متحف مدينة الحوريات ،
حين قال إن الحوريات يمكن طهيها بعدة طرق ،
بما في ذلك الشواء ، والجميع يحب أكلها .
إذا كان يمكن شواؤهم،
فهذا يعني أن الهجمات النارية عالية الحرارة فعالة ضدهم .
صحيح أن النار لم تكن فعالة ضد التماثيل ،
لكن هؤلاء الحوريات في المرحلة اليرقية
كانوا هشّين ولم يكونوا تماثيل ،
لذا يجب أن تكون النار فعالة ضدهم ،
خصوصًا إذا كانوا صالحين للأكل .
كما لاحظ باي ليو سابقًا ،
فإن الحوريات تبدو أكثر انجذابًا للأسماك المشوية
مقارنةً بالأسماك النيئة .
أندريه نفسه لم يأكل الكثير من الأسماك النيئة في
المساء بقدر ما أكل من شرائح السمك المشوية في
الصباح
من ناحية أخرى ،
كان هناك عنصران شائعان في مدينة الحوريات ،
الشعلة النارية و فقاعة الماء .
لم يشترِي باي ليو أياً منهما ،
لكنه أدرك أن جوهرهما يكمن في صد الحوريات وإبعادها
بذكاء ، قام بدمج هذه الأفكار مع خوف الحوريات من النار ،
مستخدمًا الكحول عالي التركيز والبطانية
لإنشاء ما يشبه فقاعة نارية فوق سطح البحر
كان شراء المزيد من براميل الكحول يطيل من مدة استخدامها ،
مما يعني أنه يستطيع حماية نفسه لوقت أطول
وعزل الحوريات عنه ،
وبذلك وفر الكثير من النقاط ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق