Ch235
وانغ شون كان عاجزًا عن الإقناع،
وحاول جاهدًا أن يثني باي ليو عن رأيه:
“ لا يوجد من يشارك في الدوري ويتولى أيضًا إدارة الرهانات .”
فألقى باي ليو عليه نظرة جانبية وسأل:
“ هل تسمح القواعد بذلك ؟”
توقف وانغ شون للحظة ، ثم أجاب بتردد:
“… القواعد تسمح "
لكنه سارع بإضافة جملة تحذيرية وقد بدا عليه التوتر:
“ لكنَّ الفرق التي يخوض لاعبوها المباريات ويتحكمون في
سوق المراهنات لم تصمد أبدًا حتى نهاية مرحلة ما قبل الدوري.
التحكم في سوق الرهانات يتطلب تمويل ضخم وطاقم كبير ،
ناهيك عن الضغط النفسي الهائل الذي سيتعرض له أعضاء
الفريق.
وإن خسرتم، فسيلحقكم المقامرون الغاضبون بلا رحمة !”
فأجابه باي ليو ببساطة :
“ إذن لنخسر أبدًا !! .”
ثم قاطعه قبل أن يتمكن من الاستمرار:
“سأتولى أنا أمر الفريق ،
أما النقابة فهي بين يديك .
الأيام المقبلة لن تكون هادئة ،
فاحرص على ألا تظهر للعلن مع بقية الأعضاء .
….. ااممم سيكون من السهل أن تتعرضوا لهجوم من قِبل
أعضاء النقابات الأخرى .”
لم يستوعب وانغ شون الأمر بعد : “… لماذا نتعرض للهجوم؟”
لكن باي ليو لوّح له بيده بلا مبالاة،
ومضى نحو أعضاء سيرك المتجول الذين كانوا بانتظاره في الخارج
ولم يطل الوقت حتى أدرك وانغ شون ما الذي قصده باي
ليو حين قال إن الأمور لن تكون هادئة ~~~
جاء أحدهم على عجل ليبلغه ، وعيناه تدمع من التوتر :
“ السيد وانغ شون ! المنتدى اشتعل !
أين الرئيس باي؟!
شخص ما انتحل شخصيته ونشر منشورات باسمه في المنتدى !”
فتح وانغ شون شاشة النظام،
وما إن قرأ حتى بدأت ملامحه تتجمد ~~ ———-
في أعلى المنتدى ،
ظهرت عشرات المواضيع المحاطة بإشارات حمراء،
والأسوأ من ذلك أن اسم الناشر لم يكن مجهول ،
بل كُتب بوضوح… [ باي ليو ]
في هذه المنشورات ، وجّه باي ليو انتقادات لاذعة وعنيفة
ضد النقابات العشر الكبرى،
وهاجم كل واحدة منها حتى لم يُبقِي لها كرامة ،
وفي الوقت نفسه ، رفع من شأن فريقه السيرك المتجول
حتى أوصله إلى عنان السماء ،
بل ذهب إلى حد إرسال تحدّي مباشر لـ سبيدز — اللاعب
المصنف رقم واحد في الترتيب العام
[ لا يعجبني أن يُلصق بي لقب ' الثاني بعد سبيدز '
لكنني سأكون في غاية السعادة حين أرى عبارة ' الثاني بعد باي ليو ' تُلصق به ]
شعر وانغ شون بدوار شديد وتراجع خطوتين إلى الوراء
وكاد أن ينهار على ركبتيه
الآن هو ذروة موسم الدعم الجماهيري،
حيث تحرص كل نقابة على أن تكون تصرفاتها محسوبة
بدقة متناهية،
كي لا تمنح خصومها فرصة للهجوم أو التشويه
ولكن باي ليو ، بكل بساطة ،
ألقى بكل تلك القواعد عرض الحائط وأسقط قنابل كلامية
متفجرة في المنتدى ،
مستفزًا بها الجماهير كافة
وباتت جميع النيران متجهة نحوه،
فيما تعجّب وانغ شون من كمّ الغضب والشتائم التي تُمطر عليه
كان بعض المشجعين قد فقدوا أعصابهم تمامًا،
حتى إنهم هددوا بالذهاب لمطاردته داخل اللعبة
والاعتداء عليه افتراضيًا لتفريغ غضبهم
وانغ شون ، الذي ترك له باي ليو هذه الفوضى العارمة ،
جلس منهارًا على الكرسي،
وعيناه شاردتان، ثم ضحك بسخرية مريرة:
“ تثير الفوضى وتهرب…
باي ليو …… إنك حقًا وغد بكل ما تحمله الكلمة من معنى !!! "
⸻
في الجهة الأخرى ———
رئيس النقابة الأحمق باي ليو لم يُبدِي أدنى ندم على ما فعله ،
بل أصبح تصرفه أكثر غرابة ووقاحة
لا أحد يعلم من أين حصل على نظارات شمسية مبالغ في تصميمها،
و ارتداها بتباهي فيما يسير بخطى واثقة وسط حراسة
أعضاء السيرك المتجول متوجّهًا نحو بوابة تسجيل الدخول
إلى اللعبة،
ورفع رأسه ليبدأ في اختيار اللعبة التي سيدخلها
مو سيتشينغ كان يقلب نظره بحذر في الأرجاء ،
وتساءل بريبة:
“ هل هذا مجرد وهم…
أم أنني أشعر أن الكثير من الناس ينظرون إلينا بعدائية شديدة ؟”
مو كي فتح منتدى اللاعبين وعبس وهو يقول:
“ ليست أوهام … المنتدى ممتلئ بالنقاشات حولنا ،
لكنها كلها سلبية…
السبب هو أن شخص يزعم أنه باي ليو نشر الكثير من
المشاركات التي تستفز النقابات الأخرى .”
ليو جي يي اقتربت ونظرت إلى الشاشة،
وبعد أن تصفّحت جميع المشاركات،
أصبح تعبير وجهها ببساطة = =
{ … هذا النوع من التصرفات المجنونة ،
لا داعي للتفكير أصلًا ،
لا يمكن أن يكون من أحد سوى باي ليو !!! }
يا لها من حركة تسويق عكسية لركوب الموجة ،
متطرفة إلى حد لا يُصدق
صحيح أنها جذبت قدرًا هائلًا من الانتباه إليهم،
لكنها بلا شك سبّبت صداع كبيرًا لدى وانغ شون ~~
ففي النهاية ، أولئك المعجبون الذين لا يستطيعون العثور
على باي ليو الحقيقي ليصبوا عليه غضبهم،
على الأرجح سيفرغونه على النقابة بدلًا عنه…
وبينما يتناقشون، بدأ عدد متزايد من اللاعبين الغاضبين
يتجهون نحو باي ليو ومن معه
ففي منشوراته ، وصف باي ليو ملامح فرقة السيرك
المتجول بدقة شديدة ،
حتى إنه ذكر نوع النظارات الشمسية الغريبة التي يرتديها،
لذا تعرّف عليه اللاعبون على الفور ~~~
اختار باي ليو اللعبة التي سيدخلها،
ثم استدار بهدوء،
ودفع نظاراته الشمسية إلى الأسفل قليلاً،
كاشفًا عن عينين سوداويين تلمعان بابتسامة،
وهو يحدّق باللاعبين المقتربين منه
يبدو أن المشهد أمامه أمتعَه كثيرًا ~~~
لكن باي ليو سرعان ما أدار رأسه وقال:
“ هيا بنا ندخل اللعبة .
خطتنا أن نخوض على الأقل عشر مباريات في اليوم .
من يشعر بالإرهاق فلينادِي للتوقف ،
وسنأخذ استراحة ثم نتابع .”
ثم اختفى الخمسة من قلب الحشد ——-
في الزاوية ،
عينان خضراء تفاحية ظل يراقب المشهد دون أن يرمش،
ثم استدار صاحبها ودخل لعبة من المستوى الثالث —-
⸻
داخل نقابة “اللاعبين المقامرين”،
سحب تشارلز المنديل الحريري المربوط عند صدره
الخيوط الذهبية على المنديل ترسم تاج ،
ووجه باي ليو يظهر ويختفي وسط النسيج
أعاد تشارلز المنديل إلى جيبه،
ثم رفع كأس النبيذ بابتسامة خفية،
ونقره بكأس وهمي في الهواء :
“—لنشرب نخب النصر والمال اللذين وهبتهما لنا الأقدار "
⸻
داخل نقابة “الملوك”،
هارتس تُرجّ زجاجة تحتوي على ' دموع بسيخي ' —
وهي الزجاجة التي أعادتها ليو جي يي إليها ——
عينَاها تأملت عبر الزجاجة ذات الشكل الدمعي،
و نظرة تاهت في البعيد،
وكأنها تسترجع ذكرى روح قديمة اختفت منذ زمن،
سكنَت ذات يوم في هذه الدمعة المتبقية…
حتى قطع تفكيرها صوت طرق على الباب
دُفع الباب قليلًا ،
ودخل أحد الأعضاء بتردد ، وهمس بتقرير:
“ جلالتكِ… باي ليو يبدو أنه سيشارك في الدوري هذا العام…”
ردّت هارتس وهي تُغلق الزجاجة بهدوء :
“ فليشارك إذًا .
لقد فعلنا كل ما بوسعنا لثنيه عن ذلك .
لعلّ ما وصلنا إليه هو النتيجة الحقيقية التي كنا سنبلغها حتمًا .”
نظرت نحو صورة على مكتبها ،
كانت لقطة تذكارية التُقطت بعد إتمام أحد المحاصرات
الكبرى بنجاح — فالقادة دائمًا يحتاجون إلى طقوس رمزية
لتعزيز ثقة الآخرين بهم،
مثل التقاط الصور الجماعية
في الصورة ، كانت ليو جي يي ترفع طرف قناع الساحرة،
ووجهها المتجهم عادةً / يبتسم ببساطة نادرة ،
و تنظر بثقة إلى هارتس التي تقف إلى جانبها ،
و خلفيتهم ضباب كثيف ينذر بمستقبل غامض —
و خلفية اللعبة الخطيرة من المستوى الثالث
لكن هذا الخطر لم يستطع أن يمحو ابتسامة ليو جي يي الصافية
في الخلفية ، ليو جي يقف مرتبكًا،
وتشي ييفانغ يجلس عند قدمي ليو جي يي بوجهٍ مبتسم
وجروح تغطيه، و يشير بعلامة النصر ✌🏽،
و يقف العملاق تيتان راكع خلفهم ،
خافضًا رأسه بصعوبة، و بالكاد يظهر ذقنه في إطار الصورة
هارتس في مركز الصورة ،
وليو جي يي تستند على صدرها — و الاثنتان شكّلتا القلب
النابض لفريق هذا العام ،
محاطتين بكل الأعضاء
أبقت هارتس عينيها على الصورة لحظة،
ثم مدت يدها لتغطيها
وضعت الزجاجة الزجاجية في أعمق درج لديها،
ثم رفعت رأسها وقالت:
“ انشروا خبر طرد الساحرة الصغيرة من نقابة الملوك .”
توقّف من كان يقول التقرير ،
ورفع رأسه بعينين دامعتين:
“ جلالتكِ… هل لا يوجد حقًا أي فرصة لعودة الساحرة الصغيرة؟…”
واصلت هارتس إصدار أوامرها دون أن يظهر على وجهها أي تعبير:
“…استدعوا اللاعبة البديلة السرية التي قد جهزناها سابقًا
كخطة احتياطية للساحرة الصغيرة ،
الراهبة
اجعلوها تدخل حوض الألعاب اليوم.
سأبدأ تدريبها كعضوة رسمية في الفريق…”
انخفض رأس المُبلِّغ بلا حول،
وهمس بصوت خافت:
“…مفهوم ، جلالتك "
وقبل أن يستدير ليغادر ، استوقفته هارتس فجأة:
“ انتظر.”
التفت المُبلِّغ بدهشة ، ليجد أن الملكة ، التي كانت دومًا
حاسمة وحازمة، قد استرخت في جلستها الآن،
تسند جبينها بيدها وتنظر بشرود إلى صورة على المكتب —
تذكر للتوّ أنها قد أخفت الصورة تحت الملفات
لا يعرف لماذا، لكنها أعادت الصورة لتقف مجددًا في مكانها
سألها بحذر:
“ جلالتكِ هل هناك شيء آخر؟”
أخفضت هارتس عينيها ،
ثم مدّت أصابعها البيضاء النحيلة لتلامس وجه ليو جي يي
في الصورة بلطف،
وكأنها تتنهّد بأسى وعجز،
أغمضت عينيها بتعب،
وألقت إليه صندوقين صغيرين :
“—هذان صندوقان يحتويان على أدوات خارقة المستوى،
كنا قد حضّرناهما في الأصل للساحرة الصغيرة.
في أحدهما عدسات لاصقة شفافة تسمح بالرؤية الدائمة،
ولا تتأثر بأي بيئة سيئة …. ” توقفت قليلًا ،
ثم تابعت : " أما الآخر ، فهو جرعة سحرية ،
من يشربها سيستعيد بصره للأبد .”
تابعت بهدوء:
“خذها إليها من فضلك .
وبلغها عني هذه الجملة — المرة القادمة التي سنلتقي فيها،
ستكون على أرض المسابقة .
وقل لها، مهما كان قرارها،
سواء اختارت المستقبل، أو الخيانة، أو الشك،
فلا تندم على الهروب،
بل عليها أن تواجهه ، وأن ترى بعينيها .
هذا هو آخر درس أقدّمه لها .”
وقف المُبلِّغ صامتًا للحظة طويلة،
ثم انحنى وقال:
“ مفهوم، جلالتكِ "
ثم جلست هارتس وحدها في الظلام،
صامتة أمام تلك الصورة،
لوقت طويل جدًا
وفي النهاية، أعادت الصورة إلى الدرج الذي وضعت فيه
زجاجة ' دموع بسيخي '
وفي أعمق نقطة من ذلك الدرج ،
يمكن بالكاد رؤية صورة أقدم بكثير :
فتاة شابة تشبه هارتس ،
تجلس على ساقَي رجل وجهه غير واضح ،
يطوق خصرها بذراعه ،
وهي تضحك بلا همّ،
و تلوّح بذراعها في الهواء بفرح مفرط
أغلقت هارتس الدرج بالمفتاح، ثم وقفت،
وغادرت دون أن تلتفت خلفها ————-
⸻
نقابة الفجر الذهبي ——
رغم أن هذه النقابة المصنّفة ثالثاً في الترتيب تحمل اسمًا
مشرقًا كهذا،
فإن مقرّها الرئيسي يقع في منطقة قاتمة نسبيًا داخل اللعبة
من الخارج ، تبدو البناية باهتة غير لافتة للنظر ،
تمامًا كطبيعة النقابة ذاتها —
منخفضة الظهور ، متقشفة ، صارمة ——-
لكن على النقيض ،
فإن الداخل مشرق كنهار الصيف ،
و الأضواء لا تنطفئ،
وشاشات البيانات الرقمية تحوم فوق رؤوس اللاعبين ،
تحلل كميات هائلة من المعلومات ذهابًا وإيابًا،
وكل من في المكان يبدو جادًا تمامًا — أقرب إلى قاعدة
أبحاث تكنولوجية متقدمة من أن تكون مقر نقابة لاعبين ——
الفجر الذهبي هي نقابة فريدة جدًا
بخلاف النقابات المنفتحة التي تسمح بانضمام وخروج عدد
كبير من اللاعبين،
فإن الفجر الذهبي مثل نقابة القتلة — نقابة مغلقة جدًا
اللاعبون الراغبون في الانضمام يجب أن يخضعوا لاختبارات صارمة،
ولا أحد يعرف فعليًا معايير القبول فيها
عدد قليل جدًا يتمكن من دخولها أو مغادرتها،
ولهذا فعدد الأعضاء العاديين فيها قليل جدًا —
ما يجعل أخبارها الداخلية شبه مستحيلة التسرب،
ويضفي عليها هالة غامضة
الصورة العامة للنقابة لدى معظم الآخرين —
تمامًا كما وصفها وانغ شون —
أنها نقابة أجانب بالكامل تقريبًا
وليس غريب أن يكون رئيس النقابة أيضًا أجنبي
طَرق، طَرق، طَرق——
دوّى صوت الطرق على باب مكتب القائد :
: “ القائد جورجيا، لدينا تقرير نود تقديمه .”
: “ ادخل "
دُفع الباب ببطء ——
الجالس خلف المكتب —- رجل طويل القامة،
ذو شعر بني داكن طويل ، وعيون بنفس اللون
الكابتن جورجيا — كما يُدعى — يمتلك ملامح أجنبية بارزة
لكن هادئة ،
أنف مستقيم ، وحدود تفاصيل وجه وصفوها معجبيه دومًا
بأنه ' نقي وأنيق كالفجر الأول '
وبنفس الوقت تشعّ بترف كالذهب
بعبارة أبسط : كان يبدو… فخم
عندما ظهر هذا القائد لأول مرة في الدوري ،
قام المعجبين المتحمسين بإدخاله إلى الخطوط الآمنة
ومنحوه بطاقة الحماية من الموت ،
حيث حصل على هذه البطاقة الشهيرة بسبب وسامته
و حالياً ، يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الجمال والشهرة ،
بعد هارتس ،
وهذا يرتبط بتوجه جورجيا نحو العزلة وعدم رغبته في
الظهور أمام العامة
من الجانب، قد يبدو وجهه ودودًا بما يكفي،
لكن عندما يواجهك مباشرةً ، يتبدد هذا الانطباع فجأة
نظرات جورجيا شديدة التركيز والقوة،
حيث يشعر الشخص الذي يُراقب من قِبله فجأة
وكأنَّه مهم جدًا بالنسبة له،
لكن عندما تعرفه،
تدرك أنه فقط يراقب ما إذا كنت تشكل تهديد أم لا
هو شخص جاد وصعب المعشر
كما تعكس شخصيته ،
فإن شعره البني الداكن الناعم مربوط للخلف في رباط عالي،
ولكن يبدو أن وجهه شاحب بشكل واضح،
على حافة شفته السفلية ، شحوب وكأنه مريض ، و مع ذلك ،
لا يظهر عليه أي أثر لذلك في تصرفاته المعتادة
( شعره بني داكن ، بس في الارتات الرسمية لأغلفة الكتب شعره أشقر
ليش ماادري وهذي صورته / و لاتنسون ترا وسيم في المرتبة الثالثة بعد هارتس ~ )
دخل شخص آخر إلى الغرفة ،
ورأى جورجيا وهو يرفع يديه إلى الطاولة،
فركض نحوه بقلق وطلب منه الجلوس قائلاً:
“ القائد لم يلتئم جرحك بعد من هجوم المهرّبين،
من الأفضل أن تجلس وتستمع لتقريري .”
جورجيا سعل مرتين وهو يمسك قبضته،
معتذرًا ثم جلس
استرخى الشخص قليلاً وأكمل تقريره :
“ القائد ، حدث أن قسم مكتب الهراطقة في المنطقة
الأولى قد استقبل مؤخرًا هراطقة من نوع خاص،
الأول يُدعى “عطر الورد”،
وهو من النوع الأحمر من الدرجة الأولى .
والآخر هو كتلة جثة يقال أنها متعلقة بـ “عطر الورد”،
ووفقا للتقارير ،
فهي خطيرة للغاية ولا يمكن تصنيفها باستخدام نظام التصنيف الحالي .
الكتل الجثثية هذه قد تؤثر على الهراطقة الآخرين
وتساعدهم على التطور ،
لذا من غير المناسب إبقاؤها في المنطقة الأولى ،
حيث تزدحم الاشياء الهرطقية .
تم التخطيط لنقلها إلى قسم الاشياء المهرطقة في الخارج .
الآن ، يبدو أن المنطقة الأولى ترغب في نقلها إلى منطقتنا،
أي المنطقة الثالثة ….” قام الشخص بتسليم شاشة النظام :
“ يطلبون منا أن نُفرغ موقع لنقل الشيء الهرطقي الخطير هذا .
إذا وافقت على طلبهم ،
سنبدأ بالتحضير فورًا بعد الخروج من اللعبة .”
أخذ جورجيا شاشة النظام ورفع حاجبيه قليلاً عندما رأى التوقيع على الطلب
جورجيا : “ لماذا وقع هذا الطلب قائد الفريق الثاني تساي بومينغ؟
عادةً يُقدّم القادة من الفريق الثالث طلبات مثل هذه
الخاصة بالهراطقة من الدرجة الأولى .”
تردد الشخص للحظة وكأنّه لا يعرف كيف يوضح ذلك لجورجيا،
ولكن في النهاية استسلم تحت نظراته الحادة واعترف قائلاً:
“ سمعت أن قائد الفريق الثالث قد ترك الفريق.”
تردد جورجيا : “ ترَك الفريق ؟
لماذا تركهم ؟
كان يبدو شغوف جدًا بهذا العمل .”
اشتكى الشخص : “ لا تتوقع من الجميع أن يكونوا مثلك، قائد
ليس الجميع مثلك ، من يعمل طوال الوقت رغم الاصابات ،
حيث يُسمح له بأخذ إجازة لكنّه لا يمانع في العودة للعمل.
وظيفة مراقبة الهراطقة متعبة للغاية ،
وأجورها أقل بكثير من المال الذي يمكن جنيها داخل اللعبة .
أستطيع أن أفهم تمامًا لماذا استقال قائد الفريق ….”
نظر إليه جورجيا بنظرة باردة :
“ هذه وظيفة مقدسة "
أخذ الشخص إشارة فورية ،
وأغلق فمه متجنبًا المزيد من الحديث
بعد أن وافق جورجيا على الطلب ،
سلم شاشة النظام مرة أخرى إلى الشخص الذي قدمها له
نظر الشخص إلى جورجيا بقلق ثم سأله بصوت منخفض:
“ جورجيا هل ما زلت غاضبًا من أخيك بسبب الحادث الذي
تعرض له بعد أن رفضت اصطحابه معك في مهمتك ؟”
استخدم هذا الشخص اسم ' جورجيا ' بدلاً من ' القائد '
مما يعني أنه يتحدث عن مسألة شخصية ——-
تباطأ جورجيا في فحص أوراقه ،
ثم قبض على قلمِه بأصابعه ، لكنه لم يرفع عينيه
فهم الشخص وواصل القول:
“ أو ربما ما زلت غاضبًا لأنه كذب عليك ، ودخل اللعبة سراً لمدة عام،
ثم انضم إلى نقابتنا ليكون عضو في فريقنا استعدادًا للدوري،
وأنت من اكتشف الأمر مما جعلك غاضبًا ؟”
لم يُجب جورجيا
تابع الشخص بنبرة لا يمكنه كبحها :
“ الشباب دائمًا يتصرفون بتسرع وتهور ،
لكنّ أخاك كان فقط يريد أن يحميك ،
وربما تستطيع التحدث معه. أنت آخر أفراد عائلته ،
وتعلم أن حالتك الصحية لم تتحسن أبدًا بعد تأثر جسدك
بالهرطقي ،
وأنت دائمًا تتعرض للإصابات .
هو فقط يريد حمايتك…”
رفع جورجيا رأسه، قاطعًا حديث الشخص :
“ إنه آخر أفراد عائلتي.
لو كان قد فكر في مشاعري ،
ما كان ليخفي عني هذا التصرف .”
بسبب تقلبات مشاعره ،
ظهر احمرار خفيف على وجه جورجيا الذي كان دائمًا هادئ ،
وتسارع تنفسه بشكل ملحوظ ،
ثم أنزل رأسه ليغطي فمه ويسعل بشكل حاد
رفع هذا الشخص يديه مبتعدًا بارتباك:
“ حسنًا ! حسنًا ! لن أقول شيئ !
تنفس بعمق !”
رفع جورجيا يده ببرود وقال: “ من فضلك اخرج.”
انسحب العضو بلا حول ولا قوة،
لكنه همس بأعلى ما يمكنه من الصوت وهو يلتصق بالباب: “ جورجيا، سمعت أن قائد الفريق الثالث ترك الفريق من
أجل شخص يُدعى باي ليو ،،
يقال إن عطر الورد من صنعه ،
ولكن لا أحد يعلم كيف تم إطلاق سراحه في المنطقة الأولى ،
بل وأخذ معه قائد الفريق الثالث.
البعض يقول إن قائد الفريق الثالث وقع في حب باي ليو ،
لذا تبعه ، وإلا فلا يوجد تفسير منطقي آخر ….”
هز العضو كتفيه : “يبدو غريبًا أليس كذلك؟
أنا أيضًا أعتقد أنه غريب،
لذا هذا مجرد إشاعة، يمكنك الاستماع إليها فقط .”
وبعد أن أغلق الباب بسرعة لتجنب توبيخ جورجيا له بسبب فضوله ، هرب الشخص
جورجيا كان عابس ، و فكر في الأمر بعمق : “ باي ليو؟”
⸻
في الجهة الأخرى ،
خرج فريق باي ليو بعد إتمامهم عشرة ألعاب ——
قميصه وبنطاله مبللين تمامًا ،
وكان يشبه شخص خرج للتو من الماء،
لكن في الحقيقة كان هذا عرق
أما مو كي، فكان أول من سقط أرضًا بلا حركة بمجرد
الخروج من اللعبة،
بينما جلست ليو جي يي على الأرض، تتنفس بصعوبة
مو سيتشينغ هو الأكثر تحسنًا من بين الجميع،
مستندًا على الجدار وهو يشرب سائل استعادة الطاقة ،
وعرقه يتساقط من أطراف شعره
أما تانغ إردا فكان في أفضل حالاته،
و لا يبدو عليه أي تأثير إلا بلل في ظهره،
و يبدو كما لو أنه لم يدخل اللعبة أصلًا ~~~
اللاعبون الذين كانوا في منطقة تسجيل الدخول قد أصيبوا
بالجمود— لقد كانت هذه المرة العاشرة التي يرون فيها
هذه المجموعة تظهر في مدخل اللعبة ~~~
{ هؤلاء المتوحشون …
يمسحون العوائق كما لو أنهم يلتهمونها،
يكملون المراحل بسهولة في أقل من نصف ساعة،
ويطفئون كل لعبة في الشاشة كما لو أنهم شربوها }
⸻
كان جمهور التلفاز الصغير في حالة من الدهشة الشديدة—
يشاهدون هؤلاء الخمسة وكأنهم يعرضون اللعبة بسرعة 32x ~~
في بعض الأحيان لم يفهموا حتى ما يدور في اللعبة ،
بينما هؤلاء الخمسة قد اجتازوا اللعبة بسرعة وانتقلوا إلى اللعبة التالية ~~~
كان يوجد العديد من المنتقدين لباي ليو في المنتدى،
لكن الآن أصبح المنتدى هادئ ،
ولم يجرؤ أحد على التعليق
لقد كانت الهيمنة المطلقة التي أظهرها تانغ إردا مدهشة للغاية
[ من أين وجد باي ليو هذا المهاجم الرهيب؟!
ما مدى قوة سمات و هجوم هذا الشخص؟
كيف تمكن هذا الفريق من مواكبة سرعة هجوم تانغ إردا؟!
هل يمكننا رؤية سرعة إطلاق النار لهذا الشخص بوضوح ؟! ]
مع تزايد الاهتمام ،
نجحت هذه النقاشات في استبدال المواضيع التي نشرها
باي ليو في المنتدى،
وأصبحت الموضوعات الأكثر تداولًا بين جميع لاعبي اللعبة
باي ليو الذي استلقى على الأرض،
يمرر يده عبر شعره،
ويجمع الخصلات المبللة بالماء إلى الوراء،
ثم أخذ نفسًا عميقًا وتنهد بابتسامة وهو ينظر إلى تانغ إردا
قائلاً: “في العشر ألعاب السابقة،
كنت أنت من حصل على أكبر عدد من نقاط الشحن بيننا —
يبدو أن الجمهور يحب مظهرك وقوتك ، ونحن أيضًا .”
“…”
تانغ إردا لم يكن جيد في مناقشة جاذبيته الشخصية ،
فحاول تغيير الموضوع بشكل مفاجئ،
قائلاً: “اليوم سينتهي تدريب اللعبة هنا،
سنقوم بتسجيل الخروج،
ويجب عليكم معرفة تفاصيل الخصوم المستقبليين .”
: “ ماذا؟!” و أطلق مو سيتشينغ صوتًا من الألم ،
وجلس على الأرض بحالة من اليأس
أشار باي ليو بإشارة ' حسنًا ' 🫡
⸻
في شقة باي ليو ———
لم يعرف باي ليو من أين أخرج سبورة بيضاء وأقلام ماركر،
وأقامه ليكون مناسبًا لكي يكتب تانغ إردا ويشرح،
بينما جلس الآخرون على السرير المقابل للسبورة البيضاء ،
وهم يتطلعون إلى الأستاذ تانغ الذي على وشك البدء في شرح الدرس ~~
شعر تانغ إردا بعدم الارتياح تحت نظرات الأعداء السابقين
الذين يحدقون فيه بتلك النظرات المتلهفة للمعرفة،
لكن رغم ذلك حاول أن يبقى هادئ ~~ وسعل بلطف،
ثم رفع قلم ماركر أحمر وبدأ في رسم التوضيحات على
اللوح الأبيض:
“ أكبر أعدائكم في اللعبة هم العشر نقابات الأولى ،
يجب أن تكونوا مستعدين للقتال ضد أي نقابة منهم ،
كما يقال ' اعرف عدوك ونفسك ،
لن تُهزم في مئة معركة '
سأشرح لكم النقابات حسب ترتيبها …”
ثم نظر تانغ إردا حوله بنظرة حادة :
“ بما أنني لا أعرف الكثير عن نقابة القتلة الخاصة بـ سبيدز ،
وأنتم جميعًا على دراية بنقابة الملوك ،
سنتحدث اليوم عن النقابة الثالثة ….
نقابة الفجر الذهبي .”
عند نهاية شرح اليوم ،
قام الآخرون بجمع أغراضهم استعدادًا للذهاب إلى منازلهم
أو جامعتهم ،
بينما نظر باي ليو إلى تانغ إردا الذي كان ينظر في حالة
شرود إلى كلمة [ الفجر الذهبي ] على اللوح الأبيض ،
فحضر له كوب من الماء وذهب نحوه قائلاً :
“ أنت تعرف قائدهم ، أليس كذلك ؟”
توقف تانغ إردا فجأة ولم يأخذ الماء :
“ لم أعد أرغب في السؤال عن كيفية معرفتك بذلك .”
أجاب باي ليو بابتسامة: “ لقد كنت أستطيع أن ألاحظ .”
وضع باي ليو الماء جانبًا وجلس بجانب تانغ إردا ،
وتابع : “ كنت تحاول تجنب التحدث عن مهاراته —
وهذا عادةً يكون التعامل مع شخص تعرفه جيدًا.
هل يمكنك أن تخبرني عن جورجيا، قائد هذه النقابة ؟”
سحب تانغ إردا سيجارة من جيبه،
وأشار إلى باي ليو : “ هل تمانع ؟”
أجاب باي ليو بابتسامة: “ أنت تعلم أنني لا أحب رائحة
الدخان، ولكن إذا أردت التدخين ، فافعل .”
أشعل تانغ إردا السيجارة،
واستنشق نفسًا عميقًا قائلاً : “ أنا لست قريبًا منه،
يمكنني فقط اعتباره زميل عمل.
هو في مكتب التعامل مع الهراطقة في المنطقة الثالثة ،
ويشرف على المهرطقين ذو الخطورة العالية .”
ثم نظر تانغ إردا إلى باي ليو وتابع : “ في الواقع ،
الشخص الوحيد الذي يعتبر من ' المعارف القدامى '
هو… أنت يا باي ليو .”
فهم باي ليو: “ ماذا حدث بيننا في الزمن الآخر ؟”
قال تانغ إردا وهو يخرج نفسًا بطيئًا من السيجارة:
“ عندما كان مو سيتشينغ يدير تهريب الاشياء الهرطقية إلى الخارج ،
قابل جورجيا أثناء قيامه بدورية ،
فقبض عليه وأعاده إليك .
لا أحد يعرف ما الذي فعلته بجورجيا بعد ذلك ،
أو ما هي الملوثات التي استخدمتها ، لكن بعد ليلة كاملة ،
بعد عودته ،
بدأ جسده يضعف تدريجيا ،
و كان يبدو كما لو أنه يتعرض لألم شديد كل يوم،
عقله أصبح ضبابي ،
وأصبح غير قادر على تذكر ما حدث ،
وفي بعض الأحيان كان يظهر سلوك انتحاري .”
أخرج تانغ إردا نفسًا آخر من السيجارة وتابع : “ في النهاية ،
أخوه ، أرماند ، من أجل الانتقام أخيه ،
نصب كمين لخط التهريب الذي يديره مو سيتشنغ،
ومات مع مو سيتشنغ.”
يتبع
هذا ارماند الاخ الأصغر لجورجيا :
تعليقات: (0) إضافة تعليق