Ch243
وأخيرًا، وبإصرار من مو سيتشينغ،
أوكِل أمر الشارة إلى باي ليو ليتصرف بها بنفسه.
و أبرز ما يميز حدث هذا العام هو تعديل الأسلحة
قدّم تشارلز لهم معدّل أسلحة غريب الأطوار،
بشعر غير مرتب يصل طوله إلى منتصف رقبته،
تغلّف بزيت آلات داكن اللون حتى تشكّل على هيئة خصل،
وتدلّى عشوائيًا حول لحيته الكثيفة المبعثرة
أما وجهه، فقد كان متسخ إلى حدٍّ يصعب معه تمييز عمره الحقيقي
غطّت الجدران سكاكين، وأهداف تصويب،
وشفرات مناشير،
وأدوات أخرى ذات أشكال غريبة ومنتجات نصف مكتملة،
وامتلأ الجو برائحة خانقة من الدخان والبنزين
وعلى الأرض، فرن ضخم تغلي داخله حمم بركانية
أنزل المعدّل قناع اللحام على رأسه،
ثم غمس خطاف طويل في الحمم،
وكان يحمل سلاح احترق لدرجة أن شكله الأصلي لم يعد ظاهر
دوى صوت —- سسسززززز ——
و ارتفعت سحابة كثيفة من الدخان الأسود فوق الحمم
وبعد ثانيتين ، أخرج المعدّل الخطاف ،
وقد ذاب السلاح تمامًا فيه —
من الواضح أنه انصهر بالكامل داخل الحمم
تمتم المعدّل باستياء : “ تسسك ،،
من أرسل سلاح مهارة بنقطة انصهار منخفضة إلى هذا الحد؟
لقد ذاب بمجرد غمسه!”
أما المتدرّب الواقف بجواره ،
فقد حدّق في وعاء الحمم بعينين دامعتين ،
وقفز قلقًا وهو يقول:
“…سيدي، ألم يكن يجدر بك قياس نقطة انصهار السلاح أولًا
قبل أن تغمسه؟
كيف سنستخرج أسلحتنا الآن ؟”
رما المعدّل الخطاف جانبًا وصرخ: “ إن لم تتمكن من إخراجها، فلا داعي لذلك.
إذا لم يكن السلاح قادرًا على تحمّل طين الصخور المغلي
بنار الساماده خاصتي،
فهو لا يستحق شيئ ! إنه عديم القيمة !”
توجّهت أنظار مو كي والبقية إلى وعاء الحمم المتوهج،
وابتلعوا ريقهم بقلق وهم يضيّقون قبضتهم على أسلحتهم
كان المُعدّل يرتدي زيّ قديم شبيه بلباس العمّال في
ثمانينات وتسعينات القرن الماضي،
مع مئزر سميك من اللباد
رفع خصلات شعره الدهنية إلى الخلف،
ثم ثبّت مسدس لحام متوهجًا على الحائط،
ثم التفت إلى باي ليو قائلاً :
“ أنتم مَن يريد إجراء التعديل ؟”
قاوم تشارلز رغبته الشديدة في المغادرة ، وأومأ بكبرياء:
“ هم من يريدون .
باي ليو هذا هو أفضل معدّل أسلحة في اللعبة —
الجنرال هوا غان .”
هوا غان يخفي اثنين من العينين الشبيهتين بالخطّاف
الحديدي خلف وجهه المتسخ وشعره المبعثر
ألقى نظرة صارمة في أرجاء المكان،
ثم رفع ذراعه وخطف القفازات من يد باي ليو قبل أن
يتمكن أحد من الرد
“هذا هو سلاح المهارة خاصتك، أليس كذلك؟”
ورغم أنه وجه سؤاله إلى باي ليو ،
إلا أنه لم ينظر إليه إطلاقًا
بل التقط عدسة مكبّرة على هيئة قلم من الدرج،
وضعها على عينه اليسرى،
ثم أمسك بسكّين حادة في اليد الأخرى،
وبلا أي تردد، شق سطح القفاز —-
لم تمر سوى لحظات حتى انثقب القفاز
صرخ مو سيتشينغ فيه على الفور:
“ مهلًا ! لا تعبث به بهذه الطريقة !”
لم يُعر هوا غان انتباه لما قيل،
بينما أخذت حركته بالسكين تزداد سرعةً وحدة،
حتى أزال قفاز باي ليو في بضع ضربات فقط،
ثم أخرج إبرة وخيط من بين شعره المتشابك ،
ولعق الإبرة مرتين ، وبدأ بالخياطة على الفور
وبعد بضع غرز ،
أصبح القفاز منكمش قليلًا
ألقاه هوا غان نحو باي ليو،
ثم مسح يديه بمنشفة قائلاً:
“ جرّبه مجددًا "
أخذ باي ليو القفاز ، وارتداه ، ثم رفع حاجبيه قائلًا :
“ بات يلائم يدي بشكل أفضل بكثير مما كان عليه سابقًا .”
كان الجلد قد انطوى للداخل عند مفاصل الأصابع،
وظهر شق في نهاية القفاز ليلتف بإحكام حول المعصم —
لقد بات مريح أكثر بكثير من التعديل البسيط الذي منحه
إياه تشارلز من قبل
قال باي ليو بإعجاب خالص:
“ حقًّا تستحق لقب أفضل مُعدِّل .”
خلع تشارلز قبعته وانحنى تحيةً ،
ثم ابتسم وهو يتراجع خطوة إلى الخلف :
“ سأتكفّل إذاً بإزعاج السيد هوا "
لوّح الجنرال هوا بيده بشكل غير مبالي
وبمجرّد أن غادر تشارلز بعد حديثه عن تعديل الأسلحة،
استعاد المُعدِّل الضخم الجسيم نبرته الحادة مجددًا وقال:
“ مهارتي تعتمد على نوع خاص من لهب الأفران ،
يُدعى نار الساماده.”
همس المتدرّب بجانبه مصحّحًا بخفوت:
“ اسمه الحقيقي معجون التشكيل الذائب يا أستاذ ”
فصفعه الجنرال هوا غان على مؤخرة رأسه وقال:
“ أنت الوحيد الذي لا يعرف متى يُغلق فمه !
إن قلت إنه يُدعى ساماده، فهو يُدعى ساماده!
أنا أحب اسم ساماده، أفهمت ؟”
المتدرّب: “… ن-نعم، سيدي.”
“ جيّد.
في حالتي، تنقسم عملية التحويل بالمهارة إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى هي تشكيل الشكل الخارجي فقط
— وما قمت به منذ قليل هو التشكيل .
بعد أن تصبح راضي عن الشكل،
تنتقل إلى المرحلة الثانية في فرن الحمم،
حيث يتم تثبيته وصياغته .”
تابع الجنرال هوا غان بجدية:
“ فقط أسلحة المهارة التي لا تتفكك بعد التثبيت يمكنها
الاستمرار على هذا الشكل الخاص وتُستخدم كسلاح مهارة
في البطولة .
لكن إذا قمت بالتثبيت بين جولات التشكيل ،
يمكنك إضافة عدد من الأدوات النادرة لرفع خصائص
سلاحك — كقوة الهجوم وما إلى ذلك .”
ثم ألقى نظرة على القفازات في يدي باي ليو وقال:
“ هذه القفازات ، مثلًا ، يمكن تشكيلها بإضافة طبقة من
الحرير المعدني في الأعلى ،
وطبقة من جلد ماعز الجبال الأخضر من الداخل ،
مما سيزيد من قيمة الدفاع بحوالي 2700 نقطة .
لكن بالمقابل ، سيصبح وزن هذه القفازات 120 كيلوجرام
أي أنك ستضطر إلى حمل رجل يزن قرابة 200 باوند في كل
الأوقات .”
باي ليو: “… هذا أمر غير ضروري "
أكمل الجنرال هوا:
“ لذا، فعملية الصياغة أمر متروك لك لتقرره بنفسك —
سواء رغبت بإضافة شيء أم لا،
وما الذي تود إضافته بالضبط .
تشارلز قد دفع تكاليف الصياغة بالفعل ،
ولدي هنا المواد اللازمة ، يمكنك استخدامها كما تشاء .”
وما إن أنهى كلامه، مد يده نحو باي ليو قائلًا:
“ أعطني القفازات ، حان وقت عبور الحمم .”
خلع باي ليو القفاز وسأله:
“ وماذا لو لم ينجح واختفى في الحمم كما حدث للتو ؟”
قال هوا غان، دون أن يلتفت،
وهو يثبت القفازات على الخطاف الطويل:
“ أسلحة المهارة هي مشتقات من الرغبة ،
وكلما كانت الرغبة أنقى ،
زادت الإمكانية الكامنة للسلاح المستمد ،
وزادت قوته عند تقويته بالنار .
وحدها أسلحة المهارة من الدرجات المتدنية هي التي
تذوب بهذه الطريقة ،
أما في حالتي، فهذا أمر طبيعي .”
همس باي ليو :
“ إن أعطيتك محفظتي ، هل ستمنح كل ما لديك ،
حتى روحك، لمساعدتي على صياغة سلاح مهارة ؟ ~~ "
أجابه هوا غان:
“ أنت زبوني ، وطالما أن سلاحك يصمد ،
فسأقوم ببنائه بالطريقة التي ترضيك بطبيعة الحال .”
ابتسم باي ليو بابتسامة بالكاد تُلحظ
ثم، دون تردد، غمس الجنرال هوا القفازات البالية والمهترئة
الخاصة بباي ليو في الحمم المشتعلة المتلألئة
تسسسزز——
صدر صوت احتراق طويل وعالي من الحمم،
وبدا واضح أن بعض الأوراق النقدية داخل المحفظة تحترق ببطء داخلها
اتجهت نظرات مو كي ، ومو سيتشينغ، وليو جي يي،
وتانغ إردا ببطء نحو باي ليو:
“…”
ليو جي يي بهدوء وهي تذكّره:
“هل نسيتَ أن تُخرج شيئ من المحفظة؟”
عندها فقط تصرّف باي ليو وكأنه تذكّر،
واعتذر بابتسامة تخلو من أي شعور بالذنب:
“ آه، آسف، نسيت أن أُخرج نقودكم .”
{ لقد فعلها عن قصد بلا شك !! }
و كاد مو سيتشينغ أن ينقضّ عليه وهو يجز على أسنانه،
لكن تانغ إردا أوقفه،
في حين غطّت ليو جي يي وجهها بكفها،
وحدّق مو كي إلى المرجل الأحمر المتوهج بلا تعبير ~~~
و انعكست صورة المرجل، الذي ابتلع محفظة باي ليو،
داخل حدقتي عينيه السوداوين المجوفتين
كان البخار المتصاعد من المال المحترق أشبه بعطرٍ
يتصاعد من روح احترقت بالرغبة
{ حتى ورقة روحي كانت بداخلها … }
كان في الأمر شيء غريب يشبه التبخر ،
وكأن المشاعر الزائدة في الجسد تنفصل منه كما ينفصل الماء،
لتُستبدل برغبة بشرية أكثر نقاءً، وأكثر عنفوانًا، ورجفةً، وجنون
في حرارة الحمم الملتوية والمتقلبة ،
احترقت روح باي ليو في اللهب ،
لتتخلص من الشوائب الزائدة ،
وتتحوّل إلى تجسيد أنقى من الرغبة الإنسانية
رفع الجنرال هوا غان الخطاف بمعصمه،
وما إن لمح القفاز المعلّق على نهايته،
حتى التفت برأسه نحو باي ليو بحدّة،
غير قادر على إخفاء الصدمة المرتسمة على وجهه
أما المتدرّب الواقف إلى جانبه،
فقد حدّق بعينين متسعتين وقد غطى الذهول ملامحه:
“…… أستاذ، أستاذ، هذا القفاز، كيف… كيف أصبح هكذا؟”
في الأماكن التي كانت ممزقة أو متجعدة،
بات القفاز كما لو أنه جديد تمامًا
غطّى الجلد الأسود المشدود والناعم كل بوصة من القفاز الداخلي،
وتحلّى المعصم بحلقة معدنية لامعة،
بينما زُيّن ظهر اليد بنقش سداسي ضخم يشبه عين مستذئب،
يحتضن تيار متوهج من الحمم الشبيهة بالدم
وفي اللحظة التي رُفع فيها القفاز،
لم يتبقَى في المرجل سوى أقل من ثلث الحمم الأصلية
هذا المتدرّب قد تبِع الجنرال هوا لسنوات،
ولكنها المرة الأولى التي يرى فيها عملية صهر يمكن أن
تبتلع الحمم داخل سلاح مهارة،
فتلعثم في حديثه:
“ أستاذ أليست هذه الحمم سلاح مهارتك ؟
كيف يمكن ابتلاعها ؟”
أوقف هوا غان المتدرّب خلفه،
وحدّق في وجه باي ليو بكراهية و وبّخه بصرامة :
“ ما الذي فعلتَه ؟!”
لقد شعر بأن هناك خطبًا ما
لم يكن حذرًا من فريق باي ليو كثيرًا ،
بما أنه لا يُسمح باستخدام مهارات هجومية في الردهة ،
هذا بالإضافة إلى أن مهارات هوا غان نفسه كانت قوية
ومهيمنة للغاية
لكنه لم يتوقع أبدًا أن يكون باي ليو متهورًا إلى هذه الدرجة،
لدرجة أن ينصُب له فخ في عملية تعديل لسلاح مهارة حساسة
نهض باي ليو بصعوبة على قدميه،
ونزع القفاز من الخطاف ثم ارتداه مجددًا – كان القفاز،
الخارج لتوه من الحمم، دافئ قليلًا ،
لكنه لم يكن حار على الإطلاق،
ولم يظهر عليه أي أثر للذوبان
كأن الحمم المتوهجة لم يكن لها أي تأثير على سلاح
المهارة المولودة من رغبة باي ليو
قال باي ليو، وهو يُخرج ورقة روح جديدة من الطبقة
الداخلية للقفاز ويضعها بين إصبعيه السبابة والوسطى:
“ ورقة الروح تُعتبر عملة أيضًا.”
كان الوجه الغاضب للجنرال هوا غان مطبوع على الورقة
ابتسم باي ليو:
“ لقد اكتمل التعاقد بيني وبين السيد هوا غان في اللحظة
التي أخذتَ فيها محفظتي .”
كان صدر الجنرال هوا غان يرتفع ويهبط بعنف من شدة الغضب،
و زمّ شفتيه وأخذ يوبّخ باي ليو:
“ لم أرَى من قبل سلاح مهارة جشع كهذا…
عاجلًا أم آجلًا ، سيبتلعك شَرَهك هذا !”
قال باي ليو دون أن يُنكر ذلك ،
مبتسمًا وهو يقترب منه أكثر:
“ ربما يأتي ذلك اليوم .”
ثم استخدم قفازه ليُبعد خطاطيف هوا غان عنه بالقوة،
ثم دفعه إلى الخلف ليجلسه على الكرسي،
بينما انحنى عليه ناظرًا من الأعلى
قال باي ليو، بنبرة هادئة ولكن حادة:
“ لكن قبل ذلك ، يا حضرة الجنرال ،
هل تفضل أن تخبرني – ما نوع المهمة التي كلفك بها رئيس
نقابة صائد الغزلان ، حتى أنه جعلك ، سيد تعديل الأسلحة
المتغطرس الذي لا يخدم سوى أعضاء النقابة ،
تنحني من أجلي وتمنحني تعديل لسلاح ؟”
رفع باي ليو عينيه نحو المتدرّب الشاب،
الذي كان يرتجف بينما مو سيتشينغ يُمسك عنقه بمخلبه،
يخنقه تدريجيًا،
وتابع باي ليو :
“ بإمكانك أن تكذب ،
لكنني أؤمن أن المعلم الجيد لا يرغب بأن يتحمّل تلميذه
تبعات كذبةٍ نيابة عنه، أليس كذلك؟”
أغمض الجنرال هوا غان عينيه بقوة
وفي لحظة ، انقلبت الأدوار ما بين صائد الغزلان … والغزال المطارَد
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق