القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch245 | GHG

 Ch245


خلال حديث باي ليو مع تانغ إردا، 

أخرج الجنرال هوا غان شريط قياس ، 

وبدأ يسحبه بعناية من طرف إصبع مخلب مو سيتشينغ 

الأيسر إلى طرف الإصبع في المخلب الآخر ،  

ثم قاس المسافة بين نقطتي عظم الكتف


ثم قال : “ طول الذراعين متران وسبعة عشر سنتيمتر ، 

طول الأصابع تسعة سنتيمتر ، 

عرض الكتفين ستة وأربعون سنتيمتر ، 

والأطراف العلوية تقارب السبع وسبعين سنتيمتر "


ثم ضغط على بروز كتف مو سيتشينغ، 

واستدار ليقول: “… يمكن أن يكون طول الأطراف العلوية 

والجذع أكبر قليلًا ، 

لنقل خمسة وثمانين سنتيمتر ..”


تحرك مو سيتشينغ بعدم ارتياح


كان التلميذ الذي يدون الملاحظات ينظر إلى مو سيتشينغ 

بذهول ممزوج بشيء من الغيرة والحسد، 

ثم تمتم قائلاً: “يا له من قرد… يداه طويلتان للغاية .”


رمقه مو سيتشينغ بنظرة حاقدة شرسة : “ سأنمو! 

لا زلت صغير ، 

يمكنني أن أنمو في كل أنحاء جسدي ! 

حتى صدري يمكنه أن ينمو مجددًا !”


التلميذ: “…… = =”


قاطع الجنرال هوا غان استفزاز مو سيتشينغ لتلميذه وقال: 

“ إنه يمدحك، من الجيد أن تكون اليدان طويلتين .”


نظر إليه مو سيتشينغ بعدم تصديق


شرح الجنرال هوا غان : “بالنظر إلى بنيتك الجسدية ، 

لا بد أنك مارست الرياضة كثيرًا، أليس كذلك؟ 

ففي معظم الرياضات مثل كرة السلة ، الكرة الطائرة ، 

وحتى تنس الطاولة — رغم أنها تتطلب حركة جسدية أقل 

— أليس من المعروف أن من يمتلك أذرع أطول يكون مرغوب أكثر ؟”

تابع وهو يشير بيده : “لا بد أنك كنت متفوق في الرياضة 

منذ الصغر، أليس كذلك؟”


أومأ مو سيتشينغ بتردد


قال الجنرال هوا: “ الأذرع الأطول تعني نطاقًا أوسع للهجوم والدفاع، 

لقد شاهدت اللقطات التي أرسلها لي تشارلز أثناء لعبك، 

ردود أفعالك العصبية سريعة للغاية ، 

ورؤيتك الديناميكية من بين الأفضل التي رأيتها، 

تسعون بالمئة من الهجمات التي تقع ضمن نطاقك 

الدفاعي والهجومي يتم صدّها .”

ثم طوى شريط القياس ورفع بصره إليه قائلاً : “هل تعرف ما معنى هذا ؟”


كان مو سيتشينغ ما يزال يفكر ، 

ولم يكن هوا غان يتوقع منه إجابة في الأصل، 

فاستدار وهو يعيد شريط القياس إلى مكانه وتابع:

“ فريقكم لا يحتوي على لاعب يمتلك مهارات تُستخدم كـ [درع].

سرعتك العالية ومهارات الهجوم الخاطفة تجعلك أقرب إلى 

[ متجول ] أو [مهاجم]، 

لكن طول ذراعيك يوسّع نطاقك الدفاعي ، 

ما يعني أنك [درع] جيد في نطاق الأذرع .”


اقترب هوا غان من مو سيتشينغ ونظر إليه وتابع : “ أنت 

تسدّ النقص الدفاعي في فريقك ، 

وتؤدي في الوقت ذاته دور [المتجول] والمهاجم الثانوي .

امتلاكك لهذا الدور الثلاثي يتيح للمخططين استخدامك 

كنقطة ارتكاز وتفرّع في خطة اللعب ، 

مما يمنح الهجوم مرونة أكبر ويُقلل من مخاطره .”


ثم جرّب قطعة من الحديد المدرع على جسد مو سيتشينغ، 

ومدّها إليه بشكل طبيعي كما لو أنه يطلب منه غسل يديه ، 

قائلاً: “ إذًا خذ هذه القطعة الحديدية واغمس يدك في الحمم .”


كان مو سيتشينغ قد بدأ ينجرف مع كلمات المديح، 

فتمتم: “آه، حسنًا…… ماذا ؟! لماذا عليّ أن أُدخلها ؟!”


رمقه الجنرال هوا غان بنظرة غريبة : “ سلاحك عبارة عن مخالب قرد ، 

وبالطبع عليك أن تُدخل يدك لتُخضعها للتبريد .”


نظر مو سيتشينغ إلى الحمم المشتعلة التي تغلي وتغلي، 

ورأى التلميذ يضع بداخلها ماسةً لامعة ، 

لم تمضِي ثانية واحدة حتى ذابت بالكامل وتحوّلت إلى أثر من الدخان


قال التلميذ وهو يضرب جبهته بيأس:

“ هل ارتفعت درجة حرارة الحمم مجددًا يا معلم ؟ 

الألماس، الذي لا ينصهر إلا في درجة حرارة أربعة آلاف، 

بالكاد يمكن استخدامه كأساس الآن، 

تكاليف التحوّل ارتفعت مجددًا……”


مو سيتشينغ: “……”


{ هذا الوغد !! لو أدخلت يديّ ، لذابت ذراعي اللتان يبلغ 

طولهما مترين وتحولت إلى متر واحد في لحظة ! }


قاتل مو سيتشينغ حتى الموت، 

ما دفع هوا غان إلى الالتفات إلى باي ليو بجفاف : “ هيييه ، 

أعضاء فريقك لا يتعاونون مع التعديل .”


كان باي ليو يتحدث مع تانغ إردا، 

فأطلّ برأسه من الجانب: “ما الأمر؟”


أشار الجنرال هوا إلى مو سيتشينغ الذي يُخفي يديه خلف 

ظهره: “ قلت له للتو أن يضع يديه في الحمم ، 

لكنه رفض تمامًا .”



اتسعت عينا مو سيتشينغ وهو ينفجر بصياح : “ ماذا تعني بـ ' قلت له فقط' يااااااه !!!

جرّبها بنفسك اللعنة !”


رفع باي ليو ذقنه باتجاه تانغ إردا: “ اذهب وساعده .”


رأى مو سيتشينغ تانغ إردا يقترب منه، 

فلم يستطع إلا أن يغطي صدره وهو يصرخ مرعوب : “

هييييه …! ماذا تفعل؟ لا تقترب أكثر!!! آه——!!!”


أُجبر مو سيتشينغ من قِبل تانغ إردا على غمس يديه في 

الحمم من مؤخرة عنقه، 

فتجمّد في مكانه: “…هاه ؟ لا تؤلم "


بدأت الحمم تتماوج بدفء فوق كفيه القرديتين، 

وانصهر المعدن في مخالبه كما لو أنه زبدة فوق صفيحة 

حديدية، 

ثم انزلق من بين أصابعه وبدأ يسبح ببطء حول أطراف 

أغطية أصابعه من جديد


لم تكن الحرارة مؤلمة ، بل بدت مريحة قليلًا


عاد مو سيتشينغ إلى وقفته ، 

وأخذ يغمس ذراعه في الحمم بتباهي ، 

ثم التفت إلى تانغ إردا خلفه وركله بعيدًا : “ ابتعد ، 

لا حاجة لأن تساعدني ، 

سأفعلها بنفسي…”


لكن قبل أن يُنهي كلامه ، 

تسببت حركته وهو يصب الحمم في تناثر رغوة وصلت إلى 

ساق بنطاله خارج الغلاية ، 

فاحترقت فجأة محدثةً ثقب كبير ، 

وتصاعد اللهب بسرعة على حافة الثقب ، 

مما جعل مو سيتشينغ يقفز رعبًا


لحسن الحظ كانت ليو جي يي سريعة بما يكفي وأطفأت 

اللهب بطفاية حريق


ثم نظرت إلى الثقب الكبير في بنطاله والذي احترق حتى ما 

دون سرّته بحوالي عشرين سنتيمتر ، 

أي ما يقارب ثلاث إنشات ، وألقت عليه نظرة مشفقة وكأنه أحمق:

“ هذه حمم بركانية ، تأثيرها يختلف فقط عند استخدامها 

في تبريد أسلحة المهارات ، 

لكنها ما تزال بحرارتها قادرة على إحراقك وإحراق بنطالك .”


كان مو سيتشينغ قد وضع بطانية على ساقيه لأن باي ليو 

رأى أنه من غير اللائق أن يُظهر فخذيه أمام فتاة صغيرة، 

وأجبره على تغطية نفسه بعد أن تمزق بنطاله ،

وجلس بجوار الغلاية ، 

خافضاً الرأس كعروس خجولة تعرضت للتنمر ، 

وهو يغسل يديه بالحمم والدموع في عينيه ~~


كانت عملية التحول والتعديل لكل من ليو جي يي ومو كي 

أكثر وضوح وترتيب من حالة مو سيتشينغ الفوضوية


قالت ليو جي يي وهي تخرج القارورة الزجاجية التي تحتوي على السم والمضاد:

“ أرغب في توسيع نطاق تحكمي . 

الحاوية الزجاجية الهشة تُقيّد طريقة لعبي ، 

أحتاج إلى فاصل زمني أقصر وحاوية دواء أكثر تقلبًا ، 

ويفضل أن تكون مزودة ببعض الخصائص الهجومية .”


فكر الجنرال هوا غا للحظة:

“ توجد حاوية تلبي متطلباتك ، 

لكن لا أعلم إن كانت ستندمج بسلاسة مع قواريرك .”


أمالت ليو جي يي رأسها قليلًا وقالت : “ أيّ وعاء تقصد؟”


: “ انتظري، سأجده وأريكِ إياه…” انغمس هوا غان بجسده 

العلوي داخل كومة بدا كأنها خردة ، 

وبدأ ينبش هنا وهناك وهو يحكّ مؤخرته بين الحين 

والآخر : “… أذكر أنه كان هنا، آه!”


أمسكت ليو جي يي بالعلبتين الصدئتين اللتين رماهما، 

ونظرت إليهما إلى أسفل، 

ثم ارتجف طرف فمها مرتين وقالت: “— زجاجة بخاخ 

للدفاع عن النفس؟”


ربّت الجنرال هوا غان على الرماد العالق بيده وقال:

“ لم أقل إنني سأستخدم هذه لكِ، إنها مجرد نموذج أولي لتأخذي فكرة . 

إنها زجاجة شبيهة برذاذ الطلاء يمكن استخدامها لتخزين 

السموم والمضادات، 

لتعزيز فعالية العلاج وتوسيع نطاق التأثير .

باستخدام زجاجة رذاذ ، 

يمكنكِ حتى استخدام مهاراتك وكأن ليس لها وقت تباطؤ إطلاق، 

ما دمتِ تحسبين جرعة السم أو الترياق بدقة .”


قلّبت ليو جي يي زجاجة بخاخ الفلفل في يدها، 

ثم رمتها مجددًا إلى هوا غان : “وإذا استخدمتها، ما هو 

أقصى مدى للسيطرة؟”


أخذ الجنرال هوا الزجاجة مجددًا وقال:

“ يمكنني تعديل الفوّهة لتصل إلى مدى ثلاثين متر ، 

لكن عند هذا البعد ، سيضعف تأثير الدواء كثيرًا ، 

سيتبعثر إلى درجة لا يبقى له سوى تأثير رادع بالكاد يُذكر .”


أومأت ليو جي يي بتفهم؛ 

هذا هو الحال مع الأوعية التي تعمل بالرذاذ — فكلما ازداد 

المدى، قلّ التركيز والتأثير


وضع هوا غان خوذة اللحام على رأسه، 

وأخرج شعلة لحام ووجّهها نحو زجاجة البخاخ، 

ثم رمق ليو جي يي بنظرة استفسار:

“ إذا كنتِ متأكدة من هذا النوع من الوعاء ، 

يمكنني صنع عدة رؤوس تحكم بتركيزات مختلفة : 

فوهة بخمسة عشر متر لأعلى تركيز ، 

ثم خمس وعشرين وثلاثين متر لأقل تركيز .”


سألت ليو جي يي: “ وهل يمكن أيضًا صنع فوهات بأشكال تركيز مختلفة؟ 

كأن تكون بشكل إبرة لزيادة التركيز ، 

أو على شكل رشاش للاستهداف الواسع ؟”


أومأ الجنرال هوا غان بشدة: “ مسألة بسيطة .”


قالت ليو جي يي باختصار : “ إذًا، هذا هو الخيار المناسب .”


أخذ التلميذ زجاجة البخاخ المعدّلة من هوا غان وقنينة ليو 

جي يي الزجاجية، 

ووضعهما في قمع ثم غمره داخل الحمم


ظل مو سيتشينغ، الذي لا يزال يغسل يديه في الحمم، 

يراقب بفضول وهو يرى القنينة الزجاجية الخاصة بليو جي 

يي تذوب ببطء إلى سائل داخل القمع، 

ثم تبدأ بالصعود تدريجيًا نحو زجاجة الرذاذ في الطرف الآخر


وفي تلك الأثناء، قذف هوا قان خنجرين أسودين في الهواء، 

ثم التقطهما بإصبعه السبّابة، 

ونظر إلى مو كي جانبًا قائلًا:

“ هذان ليسا سلاح مهارتك ، لا يوجد بينك وبينهما أي ارتباط بالرغبة .”


أجاب مو كي بصراحة: “ صحيح ، سلّمني إياهما شخص آخر.”


مرّر هوا غان إبهامه على نصل أحد الخنجرين، 

ثم مدّ لسانه بتقزز بعدما رأى الدم ، 

فصكّ شفتيه ساخطًا وقال:

“ خنجران من الطراز العالي لقتلة محترفين ، 

خفيفان، سريعا الحركة، حادان — 

مشكلتهما الوحيدة أنهما لا يُحدثان جروح كبيرة .”

ثم رفع بصره ومسح مو كي بنظره وقال:

“— هذا الخنجر من شخص ضعيف القلب وجبان… 

مختلف تمامًا عنك .

عدوانيتك ، رغم أنها لا تبدو ظاهرة على السطح ، 

إلا أنها قوية . 

والسلاح الذي ترغب بإظهاره لا بد أن يكون قاسي وسامّ ، 

يبدو بلا ضرر ، لكنه يؤلم — ليس مختلف كثيرًا عن هذا الخنجر ، 

الذي لا يزال نَصله غير مفتوح .”


ابتسم مو كي بلطف، 

وردّد كلمات الجنرال هوا غان : “حقًا؟ هكذا إذًا "


أشار له هوا غان بيده ليتبعه، وهو يقول:

“ هذا ليس سلاحك الأصلي ، 

لذا فإن عملية تعديله ستكون أكثر تعقيدًا ، 

لكنني أستطيع التعامل مع ذلك . 

المشكلة الحقيقية هي أنني لست متأكد مما إذا كنت 

ستتمكن من إقامة ارتباط روحي بهذه الخناجر بعد التعديل .

فهي ليست نتاجًا لرغبتك ، 

ولا أعلم إن كانت ستستمر في حمل تلك الرغبة بعد أن تتعدل .”


سأل مو كي: “وماذا لو لم تنجح؟”


أجاب هوا غان وهو ينقّر بأصابعه على الخنجر:

“ ستنـفجر معه . 

أفضل طريقة للتعديل هي ألّا تلمسه إطلاقًا ، 

إن كنت بخير ، سيكون هو بخير أيضًا .”


: “ هل هو آمن…؟” أنزل مو كي رموشه الطويلة والرقيقة، 

شاب جميل الهيئة، 

بشفاه حمراء وأسنان بيضاء، 

وحين خفض بصره هكذا، 

بدا ضعيف زقيق وثمين كتحفة فنية لا تصلح سوى للزينة


تابع مو كي : “ لو كان هذا من قبل ، 

لربما اخترت الخيار الآمن ” 

بدا مو كي وكأنه يفكر مليًّا ، 

ثم رفع بصره وابتسم بخفة، 

بعينين تخترقان هوا غان أمامه ثم تتشتت بكسل نحو باي 

ليو، الذي كان متكئاً على الجدار




كان باي ليو يراقب مو كي بهدوء، 

وكأنه يعرف مسبقًا القرار الذي سيتخذه


ركز مو كي نظره مجددًا نحو وجه هوا غان ، وسأله:

“ هل توجد طريقة لجعل هذا الخنجر يصل إلى أقصى قوة 

هجومية في لحظة واحدة ؟ 

قوة تكفي لقتل العدو بضربة واحدة ؟

سأصبح أفضل قاتل ممكن ، 

وفي اللحظة التي أتسلل فيها إلى معسكر العدو ، 

سأطيح بمُخططهم التكتيكي .”


رد هوا غان : “ توجد طريقة.”

لكنه أضاف:

“ صحيح أن القتلة هم الخيار الأمثل لوظيفة [التجول]، 

لكن مصير القاتل هو التضحية . 

ولتقول شيئ متغطرس كهذا — أنك ستقضي على مخطط 

العدو في ضربة واحدة — 

هل أنت مستعد لأن تضحي بنفسك ؟”


لم يتردد مو كي: “ نعم "


حدّق هوا غان فيه للحظة بصمت، 

ثم اتجهت نظرته نحو الخنجرين على الطاولة، 

وأخذ نفسًا عميقًا وقال:

“ السلاح القصير ذو الدماء القليلة لا يليق بك 

أنت مناسب أكثر لسلاح طويل — 

كسيف الكاتانا الذي يُفني نفسه من أجل سيّده .”


لم يُبدِي مو كي أي اعتراض على وصف هوا غان بـ ' 

التضحية في سبيل السيّد ' 

بل انحنى بأدب وشكره :

“ شكرًا لك سيد هوا غان .”


وفي تلك اللحظة ، كان مو سيتشينغ لا يزال منهمك في 

غسل يديه بالحمم، 

حين رأى التلميذ يقترب وهو يحمل قمع آخر يحتوي على 

خنجرين وسيف طويل ملوث بالدم ، 

وعلّقه فوق المرجل، 

ثم اتجه بخطى ثابتة نحو باي ليو وتانغ إردا


نظر التلميذ إليهم بنظرة خجولة وقال: “ دوركما الآن "


تبادل باي ليو وتانغ إردا نظرة سريعة، ثم تقدّما


أخرج تانغ إردا مسدسه، 

وضعه على الطاولة ودفعه نحو الأمام


راقب الجنرال هوا غان السلاح لفترة طويلة ثم خلع العدسة 

المكبرة المعلقة بجانب عينه، 

وحدّق في تانغ إردا:

“ سلاحك لا يحتاج إلى تعديل .”

مسح المسدس بعناية وأعاده إلى يد تانغ إردا، وقال:

“ سلاحك هو الأنسب لك. 

رغبتك لم تتغير، 

هي نفس الرغبة التي دفعتك للدخول إلى هذه اللعبة في المقام الأول . 

قد يكون هذا السلاح الوحيد الذي لا يحتاج سوى إلى بعض 

الضبط الدقيق—”


وأشار إلى الختم الوردي على مقبض المسدس:

“—هذا ختم الوردة، 

لقد حان الوقت لتمنح سلاحك ختم جديد .

كأنك تمنح روحك موطنًا جديد تنتمي إليه .” قالها هوا غان 

وهو يرمق تانغ إردا بنظرة عميقة


تجمّد تانغ إردا في مكانه، 

ولم يستطع منع نفسه من إحكام قبضته على المسدس في يده، 

حيث انغرس ختم الوردة البارد والمألوف في كفه ، 

ختم تبِعه عبر عدد لا يُحصى من الخطوط الزمنية —


— وكأنها ابتسامة سو يانغ الهادئة التي تنتظره، ونداء 'القائد '


لكن القائد هو الآن سو يانغ ، 

ولم يعد عليه أن ينتظر ذلك القائد المُتهرّب، غير المسؤول


نظر تانغ إردا إلى المسدس طويلاً، يتفحّصه، 

ثم ضحك ضحكة خافتة وقال بارتياح:

“ لنُغيّره "


أخذ التلميذ قُمع آخر ووضع فيه المسدس وأحد قفازات باي ليو، 

وغمره في الحمم، 

ثم علّقه بجانب المرجل


تساءل مو سيتشينغ بدهشة:

“ ألم يتم تعديل سلاح باي ليو بالفعل؟ 

لماذا أُعيد مرة أخرى ؟”


أجاب التلميذ دون أن يلتفت:

“ ليس لتعديل سلاح السيد باي ليو ،  

بل لاستخدام سلاحه لتغيير ختم مسدس السيد تانغ إردا.”

ثم تابع قائلًا:

“ أنت الوحيد المتبقي الآن في النهاية .”


رفع هوا غان السوط العظمي الذي وضعه باي ليو، 

ولوّح به وهو يرفع حاجبه:

“ ألا تعرف قاعدة المُعدّلين ؟ 

لا يتم تعديل الأسلحة إن كانت سوط عظمي .”


رفع باي ليو حاجبه، 

وكأنه يسمع هذا الكلام للمرة الأولى، 

وسأل بنبرة ساخرة:

“ ولماذا؟”




دفع هوا غان السوط إليه:

“ لأنه في هذه اللعبة حاليًا، الشكل المثالي للسلاح هو السوط العظمي .

أي مُعدّل شاهد سبيدز وهو يستخدم السوط مرة واحدة، 

لم يتمكن بعدها من ابتكار سلاح هجومي يفوقه قوة ….” 


توقف الجنرال هوا غان قليلًا وكأنه يسترجع ذكرى ما، 

ثم أضاف:

“ وقد رأيته يستخدمه مرات عديدة .

أدركت حينها أنه لا يمكنني خلق شكل سلاح أفضل من السوط ، 

لذا وضعت قاعدة : لا أُعدّل السوط العظمي .”

لوّح بيده بكسل:

“ أبعد سلاحك المثالي عن ناظري !”


أخذ باي ليو السوط عن طيب خاطر


وهكذا، وصلت عمليات التعديل إلى نهايتها


ليو جي يي قد أزعجت المُعدل حتى علّم عدساتها اللاصقة 

( التي أعطتها لها هارتس) بختم السيرك المتجول، 

بينما مو سيتشينغ سحب يده أخيرًا من الحمم بعدما نُقع 

فيها لفترة طويلة، 

تمامًا حين سحب التلميذ القُمع المعلّق على حافة المرجل


الدرع المعدني السائل الداكن البني الذي غطى كفّي القرد طري ومتين ، بملمس يجمع بين نعومة جلد الحيوان 

وبرودة المعدن


مدّ مو سيتشينغ مخالبه الطويلة ، 

التي تلمع كأنها مطلية بالفضة ، 

وبمجرد خدش بسيط إلى الأسفل ، 

اختفت أي مادة تقل قوتها الدفاعية عن أربعة آلاف كأنها 

قطعة من التوفو


انتفض مو سيتشينغ واقفًا ، 

وعيناه تتوهجان بينما يقبض يديه بسعادة :

“ مــــــاذاااااااا !!

قيمة الهجوم ارتفعت كثيرًا !”


أما مو كي، فقد سحب سيفه الطويل من القمع ،

على عكس مظهره ، 

كان سيف بسيط جدًا، لا يتجاوز طوله الأربعين سنتيمتر ، 

نصله بارد كالجليد ولامع كالثلج ، 

يعكس وجه مو كي الهادئ الخالي من التقلّبات


من الممكن رؤية الخنجرين في وسطه، 

وعندما كسر مو كي السيف، 

انقسم المقبض ليعودا إلى خنجرين مجددًا ،

وعندما قارب بينهما قليلًا ، 

انجذبا مغناطيسيًا إلى بعضهما البعض، ليعودا سيفًا طويلًا مرة أخرى


نظر مو كي إلى سيفه بصمت، أنفاسه بالكاد تُسمَع، 

هادئ كبركة راكدة عميقة لا تحرّكها الرياح، 

بلا تموجات، حتى مظهره الخارجي أصبح خافت كالسيف الذي يحمله


قبض بيديه على مقبض السيف، 

وحدّق بنظرة حادة، 

ثم دون أي تحذير، هوى بالسيف بقوة على ماسة موضوعة فوق الطاولة


لكن الماسة لم تُمس


أعاد مو كي سيفه إلى غمده، 

واستدار بهدوء دون أن يقول شيئ


بعد ثواني ، بدأت تشققات دقيقة تظهر في مركز الماسة، 

تكاثرت شيئًا فشيئًا، 

حتى تداخلت واتحدت، 

وفي النهاية، تحطمت الماسة إلى شظايا متناثرة


أما قوارير الزجاج الخاصة بليو جي يي، 

فقد تم تحويلها إلى علبتي طلاء، 

واحدة أرجوانية والأخرى بيضاء، 

بطول كفّ البالغ، 

خفيفة وسهلة الاستخدام، 

مزوّدة بعدد من رؤوس الرش المختلفة من حيث المدى والتوزيع، 

جربتها ليو جي يي بعينين تلمعان بحماس —

ثم رسمت خط تجريدي على الحائط باستخدام السمّ


وحده تانغ إردا بدا أكثر هدوءًا حين استعاد سلاحه، 

يتأمل النجمة السداسية ورمز عين المستذئب المحفور على 

المقبض، وأصابعه تفركه دون وعي


قال هوا غان وهو يقطع جلبة المجموعة بصداع واضح :

“ قلتُ…

اقتربنا من النهاية ، لكن لا يمكنكم استخدام المهارات 

الهجومية على الأشخاص داخل ردهة النظام ، 

يمكنكم فقط تجربتها على الأجسام ، 

ولكن الأشياء الجامدة ليست كالأعداء الحقيقيين ، 

جرّبوها داخل اللعبة .”


جمع باي ليو مجموعة الأطفال المتحمسين وشكر الجنرال هوا


لكن الأخير لوّح بيده بانزعاج وهو يقول:

“ اخرجوا ، اخرجوا !”


قاد باي ليو الفريق الذي اكتملت تجهيزاته إلى الخارج


كان جانب سماعة مو سيتشينغ مزين بنجمة سداسية 

وعلامات المستذئب، 

حفرتها يد هوا غان ، والآن يرتديها بابتسامته متحمسة بينما يضعها على رأسه


جلست ليو جي يي على كتف تانغ إردا، 

ترتدي العدسات اللاصقة التي منحتها لها هارتس، 

تعكس حدقتاها نقش نجمة سداسية وعين مستذئب—

نقشان أصرّت على أن يحفرهما الجنرال هوا على عدساتها




كان الجنرال هوا غان قد أراد نقش شعار الفريق على سيف 

مو كي القصير، 

لكن الأخير هزّ رأسه رافضًا—فهو قاتل، 

وكلما كان أكثر خفاءً، سهل عليه التسلل ،

شعار واضح كهذا لن يساعده على التنكّر


بل على العكس…


رفع مو كي عينيه، 

ونظر بخضوع وثبات إلى ظهر باي ليو الذي يسير في المقدمة، 

أنفاسه هادئة حدّ التلاشي


لم يعُد بحاجة لنقش ذلك الشعار على السطح الخارجي، 

لأن حياته، وذاكرته، بل وروحه نفسها، 

منقوش عليها الشعار بالفعل


وحين عدّل حواف قفازيه وأسدل يديه بشكل طبيعي إلى جانبيه، 

كان ظهر كفّيه يلمع بنقش النجمة السداسية المصهور بالحمم، 

ثم رفع باي ليو عينيه، 

واتخذ خطوته الأولى إلى الأمام


“ تبدأ تدريبات مواجهة الفرق رسميًا غدًا، 

وسنبحث عن لاعبي اتحادات للتدرّب معهم .”


: “ مفهووووم !!!” أجاب مو سيتشينغ بحماس شديدة :

“ غدًا، سنسحق أي فريق نواجهه !”


استدار باي ليو وهو يبتسم:

“ نقابة القتَلة .”


ارتبك مو سيتشينغ: “؟! ماذا؟! أي نقابة هذه ؟!”


أجاب باي ليو وهو يلوّح بسوط السمكة العظمي بلا مبالاة ، 

وابتسامته تعمّقت:

“ غدًا، سندخل نسخة الجليد التي يتواجد فيها سبيدز 

بمفردنا .

لنتذوّق بنفوسنا ما يُقال إنه السلاح الأكمل على الإطلاق .”


يتبع


Erenyibo : توي أركّز على شعار القفاز ~





  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي